وقد اتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك. وكذلك لا يقر على الذنوب لا صغائرها ولا كبائرها اه هذا ثاني ما اتفقوا عليه في مسألة عصمة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
انه لا يقر على خطأ في ذلك نعم لا يقر على خطأ في ذلك يعني فيما يتعلق بالتشريع وهذا لا في الاخبار انما في الاجتهاد وانتبه يعني قوله رحمه الله ان اتفقت الامة على انه معصوم فيما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى - 00:00:15
هذا فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله في الكتاب او في السنة واما قوله وقد اتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك المشار اليه التشريع لا ما يخبر به عن الله لان ما يخبر به عن الله قد انتهى. ومضى انه معصوم من الخطأ فيه - 00:00:35
ولكن الكلام على الخطأ بالتشريع الناشئ عن الاجتهاد. فما اجتهد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقر فيه على الخطأ ومن ذلك ما وجه فيه العتاب الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:56
من الاجتهادات كقوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى وكقوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت له وكما ذكر الله جل وعلا في الغنائم ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل في الارض - 00:01:13
هذا كله من اجتهاده صلى الله عليه وسلم الذي وقع فيه خطأ فصوبه الله ولم يقره جل وعلا على الخطأ لكن هل هذا في التبليغ ولا في التشريع في التشريع لا في التبليغ - 00:01:29
يعني هو فعل ذلك لا تبليغا عن رب العالمين انما هو اجتهاد في اصابة الحكم فلما اخطأ صلى الله عليه وعلى اله وسلم صوبه الله جل وعلا ولم يقره على الخطأ - 00:01:44
فقوله واتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك ليس نقضا لما تقدم من اتفاق واجماع. نعم لا يقر على الذنوب لا صغائرها ولا كبائرها نعم وهذا فيه تجويز وقوع الكبائر منه - 00:01:59
وهل تقع منهم الكبائر نعم تقع منهم لكن فيما لا يتعلق بالمروءات ولا فيما يتعلق بالكذب فقتل النفس كبيرة من الكبائر ووقع ممن؟ من موسى عليه السلام ولكن تنازعوا هل تقع منهم بعض الصغائر مع التوبة منها او لا تقع بحال - 00:02:15
فقال كثير من المتكلمين من الشيعة والمعتزلين وبعض متكلمي اهل الحديث. كذا عندك المعتزلين نعم مراده المعتزلة وقال في موضع اخر الجهمية نعم فقال كثير من المتكلمين من الشيعة والمعتزلين وبعض متكلمي اهل الحديث. لا تقع منهم الصغيرة بحال - 00:02:42
وزادت الشيعة حتى قالوا لا يقع منهم لا خطأ ولا غير خطأ واما السلف وجمهور اهل الفقه والحديث والتفسير. مراد بالسلف اهل القرون الثلاثة المفضلة وقد صرح بذلك في موضع اخر - 00:03:08
فقال واما السلف اهل القرون المفضلة الثلاثة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم قال وجمهور اهل العلم فالسلف مراده بهم اهل القرون المفضلة الثلاثة - 00:03:28
لم ينقل عنهم خلاف في هذا الذي سيقرره نعم واما السلف وجمهور اهل الفقه والحديث والتفسير وجمهور متكلمي اهل الحديث من اصحاب الاشعري وغيرهم الم يمنعوا الوقوع اذا كان مع التوبة؟ كما دلت عليه النصوص نصوص الكتاب والسنة - 00:03:43
فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. واذا ابتلي بعض الاكابر بما يتوب منه. فذاك لكمال في النهاية لا لنقص البداية. كما قال بعضهم لو لم تكن التوبة احب الاشياء اليه. لما - 00:04:06
الذنب يا اكرم الخلق عليه. الله اكبر وفي الاثر ان العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة. وان العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار يعني ان السيئة يذكرها ويتوب منها فيدخله ذلك الجنة. والحسنة يعجب بها ويستكبر - 00:04:26
قيل هو ذلك النار وايضا فالحسنات والسيئات تتنوع بحسب المقامات كما يقال حسنات الابرار سيئات المقربين يعني ما يضاف اليهم من السيئات لا يلزم ان تكون بدرجة السيئات التي تقع من غيرهم - 00:04:49
بل السيئات والحسنات تتفاوت بتفاوت من قامت به. فقد فقد يكون في شخص فقد يكون الامر في شخص حسنة وفي غيره سيئة وذلك لاختلاف حالهم وهذا معنى وهذا من المعاني الصحيحة لهذا القول حسنات الابرار سيئات المقربين - 00:05:12
نعم ها اسئلة طيب يعني حنا ما تكلمنا عليها الابرار سيئات المقربين الان نتكلم عنها طيب المحشي المحقق ذكر كلاما مفيدا في معنى حسنات الابرار سيئات المقربين هل نقرأه؟ من كلام شيخ الاسلام - 00:05:36
مفيدة الحقيقة لان هذي تشكل على بعظ الناس فلعلنا نقرأه جوابا لسؤال الاخ عبد الله يقول قال شيخ الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الاسلام رحمه الله هذا اللفظ ليس محفوظا عمن قوله حجة. يعني لم يثبت - 00:06:04
عن احد يحتج بقوله نعم لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من سلف الامة وائمته وائمتها. وانما هو كلام وله ومعنى صحيح وقد يحمل على معنى فاسد. اما معناه الصحيح فوجهان احدهما ان الابرار يقتصرون - 00:06:26
على اداء الواجبات وترك المحرمات وهذا الاقتصار سيئة في طريق المقربين ومعنى كونه سيئة اي اخرج صاحبه عن مقام المقربين فيحرم درجاتهم. وذلك مما وذلك مما وذلك مما يسوء من يريد ان يكون من المقربين. فكل من فكل من احب شيئا وطلبه اذا فاته محبوبه ومطلوبه - 00:06:50
ذلك. فالمقربون يتوبون من الاقتصار على الواجبات. لا يتوبون من نفس الحسنات التي يعمل مثلها الابرار بل يتوبون من بل يتوبون من الاقتصار عليها. وفرق بين التوبة من فعل الحسن وبين التوبة من - 00:07:20
ترك الاحسن والاقتصار على الحسن. المعنى واضح هذا المعنى الاول يعني ان انهم يتوبون نعم ان الابرار يقتصرون على فعل الطاعات الواجبة وترك المحرمات والمقربون اعلى منهم درجة يسابقون في الخيرات - 00:07:40
فاذا ترك اهل آآ درجة القربة او القربى وهم المقربون اذا تركوا العمل الصالح الذي حصلوا به هذا الفضل خرجوا الى الابرار فكانت ايش فكانت سيئة بالنسبة لهم. فقوله حسنات الابرار سيئات المقربين سيئات باعتبار ايش؟ باعتبار ما يسوء الانسان. فهو استعمال لها - 00:08:01
معنى اللغوي لان اصل السيئة مأخوذة من ساء يسوء وهو ما يحصل به السوء للانسان وما في شك ان النزول من الدرجة العليا الى درجة سفلى او الى درجة ادنى منها - 00:08:28
يكون سيئة بالنسبة للنازل نعم هذا المعنى الاول لكن يؤكد الشيخ معنى مهم وهو المعنى الفاسد الذي سيبطله ان المقربين ان ان المقربين لا يتوبون من فعل الحسنات التي يوافقهم عليها الابرار - 00:08:48
انما يتوبون من ترك الزيادة وسيئتهم في ترك الزيادة التي سبقوا بها الابرار هذا المعنى مهم لانه سيشير الى المعنى الفاسد الان. نعم الثاني ان العبد قد يؤمر بفعل ان العبد قد يؤمر بفعل - 00:09:06
ان يكون حسنا منه اما واجبا واما مستحبا. لان ذلك مبلغ علمه وقدرته. ومن يكون اعلم منه واقدر الا يؤمر بذلك؟ بل يؤمر بما هو اعلى من فلو فعل هذا ما فعله الاول كان ذلك سيئا. مثال ذلك - 00:09:23
ان العامي يؤمر بمسألة العلماء ان العامي يؤمر بمسألة العلماء المأمونين على الاسلام والرجوع اليهم بحسب قوة ادراكه. وان كان في ذلك تقليد لهم اذ لا يؤمر العبد الا بما يقدر عليه. واما العلماء القادرون على معرفة الكتاب والسنة - 00:09:43
الاستدلال بهما فلو تركوا ذلك واتوا بما يؤمر به العامي لكانوا مسيئين بذلك. وهذا كما يؤمر المريض ان يصلي قائما فان لم يستطع فقاعدا فان لم يستطع فعلى جنب. وكما يؤمر المسافر ان يصلي - 00:10:08
الظهر والعصر والعشاء ركعتين في السفر. وهذا لو فعله المقيم لكان مسيئا تاركا للفرظ. بل فرضه اربع ركعات فيكون المعنى الثاني ان الحسنات والسيئات تختلف باختلاف الاشخاص كما قبل قليل فهي قد يكون الفعل في حق شخص معين حسنة وفي حق غيره سيئة - 00:10:28
وقد يكون سيئة في حق شخص معين وفي غيره حسنة فمثلا ترك النوافل بالنسبة للمقربين سيئة او حسنة سيئة لكن بالنسبة للابرار ترك النوافل ليس سيئة ما هو بحسنة لكن ليس سيئة - 00:10:53
نعم واما المعنى الفاسد فان يظن الظن ان الحسنات التي امر الله بها امرا عاما يدخل فيه الابرار ويكون سيئات للمقربين مثل من يظن ان الصلوات الخمس ومحبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين لله ونحو ذلك - 00:11:13
ذلك هي سيئات في حق المقربين. فهذا قول فاسد غلا فيه قوم من الزنادقة المنافقين المنتسبين الى العلماء والعباد فزعموا انهم فزعموا انهم يصلون الى مقام المقربين الذي الذي يشاء - 00:11:35
الذي لا يؤمرون فيه الذي لا يؤمرون فيه بما يؤمر به عموم المؤمنين من الواجبات. ولا يحرم عليهم ما يحرم على عموم المؤمنين من محرمات كالزنا والخمر والميسر وكذلك زعم قوم في احوال القلوب التي يؤمر بها جميع المؤمنين - 00:11:56
ان المقربين لا تكون هذه حسنات في حقهم. وكلا هذين من اخبث الاقوال وافسدها نعم هذا كلام جيد وتفصيل مفيد نعم نواصل في الرسالة نعم فمن فهم ما تمحوه التوبة وترفع صاحبها اليه من الدرجات. وما يتفاوت الناس فيه من الحسنات والسيئات - 00:12:18
زالت عنه الشبهة في هذا الباب. واقر الكتاب والسنة على ما فيها من الهدى والصواب. الحمد لله فان الغلاة يتوهمون ان الذنب اذا صدر من العبد كان نقصا في حقه لا ينجبر. حتى يجعلوا من فضل بعض - 00:12:50
ناسي انه لم يسجد لصنم قط وهذا جهل منهم. فان المهاجرين والانصار الذين هم افضل هذه الامة هم افضل من اولادهم وغير اولادهم ممن ولد على الاسلام. وان كانوا في اول الامر كانوا كفارا - 00:13:10
يعبدون الاصنام بل المنتقل من الضلال الى الهدى ومن السيئات الى الحسنات يضاعف له الثواب كما قال تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. وقد ثبت في الصحيح ان الله يوم القيامة - 00:13:30
لعبده فيقول اني قد ابدلتك مكان كل سيئة حسنة. فحين اذ يطلب كبائر وبين وهذا احد آآ المعاني التي قيلت في الاية وهو من اظهرها تدل عليه النصوص ان التبديل يجعل مكان سيء كل سيئة حسنة حقيقة. يعني في الاجر والثواب لكونه تركها وهجرها لله عز - 00:14:00
وجل فهو تبديل حقيقي فتقلب السيئات الى حسنات ومن المعاني التي قيلت في الاية انه ينقلب حال الشخص فيبدل عمله السيء الى عمل حسن ولكن الظاهر ما ذكره الشيخ رحمه الله - 00:14:28
مما مما دل عليه قوله قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الله يقول اني قد ابدلتك مكان كل سيئة حسنة وفضل الله واسع اذا تقرب اليه العبد شبرا تقرب اليه ذراعا - 00:14:50
واذا تقرب اليه ذراعا تقرب اليه باعا واذا اتاه يمشي اتاه هرولة. فلا عجب من واسع فضله وعظيم كرمه هنا فائدة مهمة آآ ذكرها الشيخ رحمه الله في قوله فان الغلاة يتوهمون ان الذنب اذا صدر من العبد كان نقصا في حقه لا ينجبر - 00:15:05
وهذا فهم جاهلي وقد قاله من آآ قاله فرعون وهو من اكبر المعاندين لله عز وجل لموسى لما جاءه داعيا الى الله عز وجل قال وفعلت فعلتك التي فعلت وانت - 00:15:31
من الضالين وانت من الكافرين فماذا قال له قال فعلتها اذا وانا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من الصالحين وجعلني من المرسلين. فانظر كيف احتج عليه بسابق حاله. فجعل ما صدر منه من معصية او من مخالفة - 00:15:48
محلا لنقصه وذنبه فرد عليه موسى بما حصل له من كمال النهاية حيث قال وجعلني من المرسلين فالعبرة لا بنقص البداية لكن بكمال النهاية وهذا يفتح الباب للانسان ان يسابق الى اصلاح حاله - 00:16:13
فان الانسان اذا علم انه سينفك من مذمة الماضي وسوء ما قدم الى اشراق المستقبل بالعمل الصالح فانه سيسابق الى الخيرات ولذلك نهى الله جل وعلا عن التثريب على اهل الكبائر اذا تابوا - 00:16:32
فان تاب واصلح فاعرضوا عنهما فامر الله عز وجل بالاعراض عن من وقع في فاحشة الزنا اذا تاب واصلح وكذلك كل كل من ارتكب معصية فلا يذكر بها وتعلمون ان ادم موسى - 00:16:53
تحاج فحج ادم موسى نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه قصة موسى وادم على القول بان المحاجة وقعت في في الذنب الذي اخذوا به من الجنة - 00:17:11
وهو احد الاقوال في شرح الحديث نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وهذا موجود الان تجد ان الواحد يترك المعصية وتستقيم حاله ثم يريد احد ان ينال منه يا شيخ اترك من هذا هذا كان يفعل كذا وكذا - 00:17:28
فيذمه بما كان من ماضيه السيء السابق وهذا خلاف خلاف ما دل عليه القرآن وما دل عليه دلت عليه السنة. الواجب على المؤمن ان ينظر في تقويمه للناس الى ما هم عليه في الحال - 00:17:47
حاضر لا ما كان منهم في السابق الذي مضى وتابوا منه وتركوه وهذا موجود لا في تقويم الناس عموم الناس ولا في تقويم طلاب العلم فتجد ان طالب العلم قد يخطئ في قول او يخطئ في رأي - 00:18:04
ثم يتغير ويعدل عنه الى ما هو صواب فيقال له اتركها اترك منه كان يقول كذا ويقول كذا هو صاحب القول الفلاني هو صاحب الرأي الفلاني. هذا من الخطأ الواجب في في مثل هذا بل في كل امر من امور الانسان ان يتحرى العدل - 00:18:21
وان وان يتحاشى الظلم فانه اذا تسلح الانسان بسلاح العلم والعدل سلم من الشر في القول والاعتقاد والعمل في معاملته لربه في معاملته للخلق وفتح الله له باب خير عظيم - 00:18:38
واعانه على حمل الامانة التي لا تحمل الا بهذين المعينين العلم والعدل نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان الله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته بارض دوية مهلكة عليها - 00:18:55
طعامه وشرابه فطلبها فلم يجدها. فنام تحت شجرة ينتظر الموت فلما استفاق اذا عليها طعامه وشرابه. فالله اشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته. الله اكبر وهذا امر عظيم الى الغاية. يعني الى النهاية - 00:19:20
الى النهاية في العظمة هذا معنى الى الغاية ولا شك انه عظيم للغاية يبين عظم هذا الرب جل وعلا وما معه وما له من صفات الكمال من الرحمة والاحسان والرأفة والبر - 00:19:45
والعفو والمغفرة سبحانه وبحمده هو التواب الرحيم نعم فاذا كانت التوبة بهذه المنزلة الله اكبر كيف لا يكون صاحبها معظما عند الله؟ وقد قال تعالى انا اعرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها - 00:20:01
انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما فوصف الانسان بالجهل والظلم وجعل الفرق بين المؤمن والكافر والمنافق ان يتوب الله عليه اذ لم يكن له - 00:20:28
بد من الجهل والظلم. ولهذا جاء في الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون واعلم ان كثيرا من الناس قوله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها الامانة هي التكاليف الشرعية - 00:21:00
الامانة هي التكاليف الشرعية الامر والنهي عرظه الله جل وعلا على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها لعظم الامر واشفقن منها اي وخفنا من حملها القيام بها وحملها الانسان ثم بعد ان اخبر بهذا الحمل قال انه كان ظلوما جهولا - 00:21:21
لا في حمله اياها لكن هذا في وصفه فقوله انه كان ظلوما جهولا هذا لا لكونه حمل حمل الامانة فان حمل الامانة شرف لكنه ذكر وصفين يتخلف بهما القيام بحق الامانة - 00:21:48
وهو الظلم والجهل الظلم وظع الشيء في غير موظعه والجهل هو عدم العلم او عدم العمل بالعلم كما تقدم في غير موضع وهذه الافات الثلاث التي ترجع الى اثنين الظلم والجهل اذا سلب منها الانسان - 00:22:06
قام بما حمله الله عز وجل من الامانة في التكاليف الشرعية في الامر والنهي ثم بعد ان ذكر حمل الامانة وذكر سبب تخلف كثير من الناس عن القيام بها وادائها على الوجه المأمور به ذكر انقسام الناس في المآل - 00:22:26
فقال نعم في المآل والاعمال فقال ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات. فذكر القسم المعذب وهذا عذاب لعمل وليس لاعيان واشخاص بل هو عذاب لاعمال قامت باشخاص. ولذلك ذكر اعمالهم فقال المنافقين والمنافقين - 00:22:47
والمشركين والمشركات. وبدأ بهم قبل ذكر المؤمنين والمؤمنات قوله ويتوب على المؤمنين والمؤمنات. لانهم الاكثر في في من حمل الامانة قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله - 00:23:10
ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور كل هذه الايات تدل على ان الاكثر واقع في هذا القسم ليعذب الله والمنافقين والمنافقات والمشركين ثم ذكر الله جل - 00:23:26
على في القسم المعذب اهل النفاق قبل اهل الشرك. لانهم اعظم جرما من اهل الشرك. حيث اظهروا الايمان وابطنوا حيث اظهروا الاسلام وابطنوا الكفر اظهروا اعمال اهل الايمان وابطنوا الكفر - 00:23:44
قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذا يدل على سوء حالهم ومآلهم وذكر بعده المشركين والمشركات قال ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ولم يذكر التنعيم ما قال وينعم المؤمنين والمؤمنات انما ذكر التوبة لانه لولا التوبة لما استحقوا الفضل - 00:23:59
وهذا يدل ان الانسان مهما يدل على ان الانسان مهما بلغ احتراسه وعمله وحرصه على القيام بالامانة فلابد من اخلال. وهذا الاخلال ينشأ عن جهل او ظلم يحتاج معها يحتاج معهما اي مع هذين الامرين الى - 00:24:22
توبة واستغفار ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما. وقوله يتوب الله ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات يشمل معنيين. يشمل التوفيق الى التوبة ويشمل ايضا قبولها بعد وقوعها. منهم - 00:24:43
وهذا يعني يلغي من نفس الانسان اي نوع من العجب والاستكبار والنظر الى عمله لانه لا يخلو من جهل وظلم يحتاج معه الى مغفرة الرب جل وعلا. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يكثر من طلب المغفرة - 00:25:03
ويكثر من الاستغفار والانابة الى الله عز وجل حتى يدخل في هذا القسم ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا الرحيما نسأل الله ان يتوب علينا - 00:25:23
التفريغ
وقد اتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك. وكذلك لا يقر على الذنوب لا صغائرها ولا كبائرها اه هذا ثاني ما اتفقوا عليه في مسألة عصمة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
انه لا يقر على خطأ في ذلك نعم لا يقر على خطأ في ذلك يعني فيما يتعلق بالتشريع وهذا لا في الاخبار انما في الاجتهاد وانتبه يعني قوله رحمه الله ان اتفقت الامة على انه معصوم فيما يبلغه عن ربه تبارك وتعالى - 00:00:15
هذا فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله في الكتاب او في السنة واما قوله وقد اتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك المشار اليه التشريع لا ما يخبر به عن الله لان ما يخبر به عن الله قد انتهى. ومضى انه معصوم من الخطأ فيه - 00:00:35
ولكن الكلام على الخطأ بالتشريع الناشئ عن الاجتهاد. فما اجتهد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقر فيه على الخطأ ومن ذلك ما وجه فيه العتاب الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:56
من الاجتهادات كقوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى وكقوله تعالى عفا الله عنك لما اذنت له وكما ذكر الله جل وعلا في الغنائم ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل في الارض - 00:01:13
هذا كله من اجتهاده صلى الله عليه وسلم الذي وقع فيه خطأ فصوبه الله ولم يقره جل وعلا على الخطأ لكن هل هذا في التبليغ ولا في التشريع في التشريع لا في التبليغ - 00:01:29
يعني هو فعل ذلك لا تبليغا عن رب العالمين انما هو اجتهاد في اصابة الحكم فلما اخطأ صلى الله عليه وعلى اله وسلم صوبه الله جل وعلا ولم يقره على الخطأ - 00:01:44
فقوله واتفقوا انه لا يقر على خطأ في ذلك ليس نقضا لما تقدم من اتفاق واجماع. نعم لا يقر على الذنوب لا صغائرها ولا كبائرها نعم وهذا فيه تجويز وقوع الكبائر منه - 00:01:59
وهل تقع منهم الكبائر نعم تقع منهم لكن فيما لا يتعلق بالمروءات ولا فيما يتعلق بالكذب فقتل النفس كبيرة من الكبائر ووقع ممن؟ من موسى عليه السلام ولكن تنازعوا هل تقع منهم بعض الصغائر مع التوبة منها او لا تقع بحال - 00:02:15
فقال كثير من المتكلمين من الشيعة والمعتزلين وبعض متكلمي اهل الحديث. كذا عندك المعتزلين نعم مراده المعتزلة وقال في موضع اخر الجهمية نعم فقال كثير من المتكلمين من الشيعة والمعتزلين وبعض متكلمي اهل الحديث. لا تقع منهم الصغيرة بحال - 00:02:42
وزادت الشيعة حتى قالوا لا يقع منهم لا خطأ ولا غير خطأ واما السلف وجمهور اهل الفقه والحديث والتفسير. مراد بالسلف اهل القرون الثلاثة المفضلة وقد صرح بذلك في موضع اخر - 00:03:08
فقال واما السلف اهل القرون المفضلة الثلاثة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم قال وجمهور اهل العلم فالسلف مراده بهم اهل القرون المفضلة الثلاثة - 00:03:28
لم ينقل عنهم خلاف في هذا الذي سيقرره نعم واما السلف وجمهور اهل الفقه والحديث والتفسير وجمهور متكلمي اهل الحديث من اصحاب الاشعري وغيرهم الم يمنعوا الوقوع اذا كان مع التوبة؟ كما دلت عليه النصوص نصوص الكتاب والسنة - 00:03:43
فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. واذا ابتلي بعض الاكابر بما يتوب منه. فذاك لكمال في النهاية لا لنقص البداية. كما قال بعضهم لو لم تكن التوبة احب الاشياء اليه. لما - 00:04:06
الذنب يا اكرم الخلق عليه. الله اكبر وفي الاثر ان العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة. وان العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار يعني ان السيئة يذكرها ويتوب منها فيدخله ذلك الجنة. والحسنة يعجب بها ويستكبر - 00:04:26
قيل هو ذلك النار وايضا فالحسنات والسيئات تتنوع بحسب المقامات كما يقال حسنات الابرار سيئات المقربين يعني ما يضاف اليهم من السيئات لا يلزم ان تكون بدرجة السيئات التي تقع من غيرهم - 00:04:49
بل السيئات والحسنات تتفاوت بتفاوت من قامت به. فقد فقد يكون في شخص فقد يكون الامر في شخص حسنة وفي غيره سيئة وذلك لاختلاف حالهم وهذا معنى وهذا من المعاني الصحيحة لهذا القول حسنات الابرار سيئات المقربين - 00:05:12
نعم ها اسئلة طيب يعني حنا ما تكلمنا عليها الابرار سيئات المقربين الان نتكلم عنها طيب المحشي المحقق ذكر كلاما مفيدا في معنى حسنات الابرار سيئات المقربين هل نقرأه؟ من كلام شيخ الاسلام - 00:05:36
مفيدة الحقيقة لان هذي تشكل على بعظ الناس فلعلنا نقرأه جوابا لسؤال الاخ عبد الله يقول قال شيخ الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الاسلام رحمه الله هذا اللفظ ليس محفوظا عمن قوله حجة. يعني لم يثبت - 00:06:04
عن احد يحتج بقوله نعم لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من سلف الامة وائمته وائمتها. وانما هو كلام وله ومعنى صحيح وقد يحمل على معنى فاسد. اما معناه الصحيح فوجهان احدهما ان الابرار يقتصرون - 00:06:26
على اداء الواجبات وترك المحرمات وهذا الاقتصار سيئة في طريق المقربين ومعنى كونه سيئة اي اخرج صاحبه عن مقام المقربين فيحرم درجاتهم. وذلك مما وذلك مما وذلك مما يسوء من يريد ان يكون من المقربين. فكل من فكل من احب شيئا وطلبه اذا فاته محبوبه ومطلوبه - 00:06:50
ذلك. فالمقربون يتوبون من الاقتصار على الواجبات. لا يتوبون من نفس الحسنات التي يعمل مثلها الابرار بل يتوبون من بل يتوبون من الاقتصار عليها. وفرق بين التوبة من فعل الحسن وبين التوبة من - 00:07:20
ترك الاحسن والاقتصار على الحسن. المعنى واضح هذا المعنى الاول يعني ان انهم يتوبون نعم ان الابرار يقتصرون على فعل الطاعات الواجبة وترك المحرمات والمقربون اعلى منهم درجة يسابقون في الخيرات - 00:07:40
فاذا ترك اهل آآ درجة القربة او القربى وهم المقربون اذا تركوا العمل الصالح الذي حصلوا به هذا الفضل خرجوا الى الابرار فكانت ايش فكانت سيئة بالنسبة لهم. فقوله حسنات الابرار سيئات المقربين سيئات باعتبار ايش؟ باعتبار ما يسوء الانسان. فهو استعمال لها - 00:08:01
معنى اللغوي لان اصل السيئة مأخوذة من ساء يسوء وهو ما يحصل به السوء للانسان وما في شك ان النزول من الدرجة العليا الى درجة سفلى او الى درجة ادنى منها - 00:08:28
يكون سيئة بالنسبة للنازل نعم هذا المعنى الاول لكن يؤكد الشيخ معنى مهم وهو المعنى الفاسد الذي سيبطله ان المقربين ان ان المقربين لا يتوبون من فعل الحسنات التي يوافقهم عليها الابرار - 00:08:48
انما يتوبون من ترك الزيادة وسيئتهم في ترك الزيادة التي سبقوا بها الابرار هذا المعنى مهم لانه سيشير الى المعنى الفاسد الان. نعم الثاني ان العبد قد يؤمر بفعل ان العبد قد يؤمر بفعل - 00:09:06
ان يكون حسنا منه اما واجبا واما مستحبا. لان ذلك مبلغ علمه وقدرته. ومن يكون اعلم منه واقدر الا يؤمر بذلك؟ بل يؤمر بما هو اعلى من فلو فعل هذا ما فعله الاول كان ذلك سيئا. مثال ذلك - 00:09:23
ان العامي يؤمر بمسألة العلماء ان العامي يؤمر بمسألة العلماء المأمونين على الاسلام والرجوع اليهم بحسب قوة ادراكه. وان كان في ذلك تقليد لهم اذ لا يؤمر العبد الا بما يقدر عليه. واما العلماء القادرون على معرفة الكتاب والسنة - 00:09:43
الاستدلال بهما فلو تركوا ذلك واتوا بما يؤمر به العامي لكانوا مسيئين بذلك. وهذا كما يؤمر المريض ان يصلي قائما فان لم يستطع فقاعدا فان لم يستطع فعلى جنب. وكما يؤمر المسافر ان يصلي - 00:10:08
الظهر والعصر والعشاء ركعتين في السفر. وهذا لو فعله المقيم لكان مسيئا تاركا للفرظ. بل فرضه اربع ركعات فيكون المعنى الثاني ان الحسنات والسيئات تختلف باختلاف الاشخاص كما قبل قليل فهي قد يكون الفعل في حق شخص معين حسنة وفي حق غيره سيئة - 00:10:28
وقد يكون سيئة في حق شخص معين وفي غيره حسنة فمثلا ترك النوافل بالنسبة للمقربين سيئة او حسنة سيئة لكن بالنسبة للابرار ترك النوافل ليس سيئة ما هو بحسنة لكن ليس سيئة - 00:10:53
نعم واما المعنى الفاسد فان يظن الظن ان الحسنات التي امر الله بها امرا عاما يدخل فيه الابرار ويكون سيئات للمقربين مثل من يظن ان الصلوات الخمس ومحبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص الدين لله ونحو ذلك - 00:11:13
ذلك هي سيئات في حق المقربين. فهذا قول فاسد غلا فيه قوم من الزنادقة المنافقين المنتسبين الى العلماء والعباد فزعموا انهم فزعموا انهم يصلون الى مقام المقربين الذي الذي يشاء - 00:11:35
الذي لا يؤمرون فيه الذي لا يؤمرون فيه بما يؤمر به عموم المؤمنين من الواجبات. ولا يحرم عليهم ما يحرم على عموم المؤمنين من محرمات كالزنا والخمر والميسر وكذلك زعم قوم في احوال القلوب التي يؤمر بها جميع المؤمنين - 00:11:56
ان المقربين لا تكون هذه حسنات في حقهم. وكلا هذين من اخبث الاقوال وافسدها نعم هذا كلام جيد وتفصيل مفيد نعم نواصل في الرسالة نعم فمن فهم ما تمحوه التوبة وترفع صاحبها اليه من الدرجات. وما يتفاوت الناس فيه من الحسنات والسيئات - 00:12:18
زالت عنه الشبهة في هذا الباب. واقر الكتاب والسنة على ما فيها من الهدى والصواب. الحمد لله فان الغلاة يتوهمون ان الذنب اذا صدر من العبد كان نقصا في حقه لا ينجبر. حتى يجعلوا من فضل بعض - 00:12:50
ناسي انه لم يسجد لصنم قط وهذا جهل منهم. فان المهاجرين والانصار الذين هم افضل هذه الامة هم افضل من اولادهم وغير اولادهم ممن ولد على الاسلام. وان كانوا في اول الامر كانوا كفارا - 00:13:10
يعبدون الاصنام بل المنتقل من الضلال الى الهدى ومن السيئات الى الحسنات يضاعف له الثواب كما قال تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. وقد ثبت في الصحيح ان الله يوم القيامة - 00:13:30
لعبده فيقول اني قد ابدلتك مكان كل سيئة حسنة. فحين اذ يطلب كبائر وبين وهذا احد آآ المعاني التي قيلت في الاية وهو من اظهرها تدل عليه النصوص ان التبديل يجعل مكان سيء كل سيئة حسنة حقيقة. يعني في الاجر والثواب لكونه تركها وهجرها لله عز - 00:14:00
وجل فهو تبديل حقيقي فتقلب السيئات الى حسنات ومن المعاني التي قيلت في الاية انه ينقلب حال الشخص فيبدل عمله السيء الى عمل حسن ولكن الظاهر ما ذكره الشيخ رحمه الله - 00:14:28
مما مما دل عليه قوله قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الله يقول اني قد ابدلتك مكان كل سيئة حسنة وفضل الله واسع اذا تقرب اليه العبد شبرا تقرب اليه ذراعا - 00:14:50
واذا تقرب اليه ذراعا تقرب اليه باعا واذا اتاه يمشي اتاه هرولة. فلا عجب من واسع فضله وعظيم كرمه هنا فائدة مهمة آآ ذكرها الشيخ رحمه الله في قوله فان الغلاة يتوهمون ان الذنب اذا صدر من العبد كان نقصا في حقه لا ينجبر - 00:15:05
وهذا فهم جاهلي وقد قاله من آآ قاله فرعون وهو من اكبر المعاندين لله عز وجل لموسى لما جاءه داعيا الى الله عز وجل قال وفعلت فعلتك التي فعلت وانت - 00:15:31
من الضالين وانت من الكافرين فماذا قال له قال فعلتها اذا وانا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من الصالحين وجعلني من المرسلين. فانظر كيف احتج عليه بسابق حاله. فجعل ما صدر منه من معصية او من مخالفة - 00:15:48
محلا لنقصه وذنبه فرد عليه موسى بما حصل له من كمال النهاية حيث قال وجعلني من المرسلين فالعبرة لا بنقص البداية لكن بكمال النهاية وهذا يفتح الباب للانسان ان يسابق الى اصلاح حاله - 00:16:13
فان الانسان اذا علم انه سينفك من مذمة الماضي وسوء ما قدم الى اشراق المستقبل بالعمل الصالح فانه سيسابق الى الخيرات ولذلك نهى الله جل وعلا عن التثريب على اهل الكبائر اذا تابوا - 00:16:32
فان تاب واصلح فاعرضوا عنهما فامر الله عز وجل بالاعراض عن من وقع في فاحشة الزنا اذا تاب واصلح وكذلك كل كل من ارتكب معصية فلا يذكر بها وتعلمون ان ادم موسى - 00:16:53
تحاج فحج ادم موسى نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه قصة موسى وادم على القول بان المحاجة وقعت في في الذنب الذي اخذوا به من الجنة - 00:17:11
وهو احد الاقوال في شرح الحديث نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وهذا موجود الان تجد ان الواحد يترك المعصية وتستقيم حاله ثم يريد احد ان ينال منه يا شيخ اترك من هذا هذا كان يفعل كذا وكذا - 00:17:28
فيذمه بما كان من ماضيه السيء السابق وهذا خلاف خلاف ما دل عليه القرآن وما دل عليه دلت عليه السنة. الواجب على المؤمن ان ينظر في تقويمه للناس الى ما هم عليه في الحال - 00:17:47
حاضر لا ما كان منهم في السابق الذي مضى وتابوا منه وتركوه وهذا موجود لا في تقويم الناس عموم الناس ولا في تقويم طلاب العلم فتجد ان طالب العلم قد يخطئ في قول او يخطئ في رأي - 00:18:04
ثم يتغير ويعدل عنه الى ما هو صواب فيقال له اتركها اترك منه كان يقول كذا ويقول كذا هو صاحب القول الفلاني هو صاحب الرأي الفلاني. هذا من الخطأ الواجب في في مثل هذا بل في كل امر من امور الانسان ان يتحرى العدل - 00:18:21
وان وان يتحاشى الظلم فانه اذا تسلح الانسان بسلاح العلم والعدل سلم من الشر في القول والاعتقاد والعمل في معاملته لربه في معاملته للخلق وفتح الله له باب خير عظيم - 00:18:38
واعانه على حمل الامانة التي لا تحمل الا بهذين المعينين العلم والعدل نعم وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان الله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته بارض دوية مهلكة عليها - 00:18:55
طعامه وشرابه فطلبها فلم يجدها. فنام تحت شجرة ينتظر الموت فلما استفاق اذا عليها طعامه وشرابه. فالله اشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته. الله اكبر وهذا امر عظيم الى الغاية. يعني الى النهاية - 00:19:20
الى النهاية في العظمة هذا معنى الى الغاية ولا شك انه عظيم للغاية يبين عظم هذا الرب جل وعلا وما معه وما له من صفات الكمال من الرحمة والاحسان والرأفة والبر - 00:19:45
والعفو والمغفرة سبحانه وبحمده هو التواب الرحيم نعم فاذا كانت التوبة بهذه المنزلة الله اكبر كيف لا يكون صاحبها معظما عند الله؟ وقد قال تعالى انا اعرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها - 00:20:01
انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما فوصف الانسان بالجهل والظلم وجعل الفرق بين المؤمن والكافر والمنافق ان يتوب الله عليه اذ لم يكن له - 00:20:28
بد من الجهل والظلم. ولهذا جاء في الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون واعلم ان كثيرا من الناس قوله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها الامانة هي التكاليف الشرعية - 00:21:00
الامانة هي التكاليف الشرعية الامر والنهي عرظه الله جل وعلا على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها لعظم الامر واشفقن منها اي وخفنا من حملها القيام بها وحملها الانسان ثم بعد ان اخبر بهذا الحمل قال انه كان ظلوما جهولا - 00:21:21
لا في حمله اياها لكن هذا في وصفه فقوله انه كان ظلوما جهولا هذا لا لكونه حمل حمل الامانة فان حمل الامانة شرف لكنه ذكر وصفين يتخلف بهما القيام بحق الامانة - 00:21:48
وهو الظلم والجهل الظلم وظع الشيء في غير موظعه والجهل هو عدم العلم او عدم العمل بالعلم كما تقدم في غير موضع وهذه الافات الثلاث التي ترجع الى اثنين الظلم والجهل اذا سلب منها الانسان - 00:22:06
قام بما حمله الله عز وجل من الامانة في التكاليف الشرعية في الامر والنهي ثم بعد ان ذكر حمل الامانة وذكر سبب تخلف كثير من الناس عن القيام بها وادائها على الوجه المأمور به ذكر انقسام الناس في المآل - 00:22:26
فقال نعم في المآل والاعمال فقال ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات. فذكر القسم المعذب وهذا عذاب لعمل وليس لاعيان واشخاص بل هو عذاب لاعمال قامت باشخاص. ولذلك ذكر اعمالهم فقال المنافقين والمنافقين - 00:22:47
والمشركين والمشركات. وبدأ بهم قبل ذكر المؤمنين والمؤمنات قوله ويتوب على المؤمنين والمؤمنات. لانهم الاكثر في في من حمل الامانة قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله - 00:23:10
ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. وقال سبحانه وتعالى وقليل من عبادي الشكور كل هذه الايات تدل على ان الاكثر واقع في هذا القسم ليعذب الله والمنافقين والمنافقات والمشركين ثم ذكر الله جل - 00:23:26
على في القسم المعذب اهل النفاق قبل اهل الشرك. لانهم اعظم جرما من اهل الشرك. حيث اظهروا الايمان وابطنوا حيث اظهروا الاسلام وابطنوا الكفر اظهروا اعمال اهل الايمان وابطنوا الكفر - 00:23:44
قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذا يدل على سوء حالهم ومآلهم وذكر بعده المشركين والمشركات قال ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ولم يذكر التنعيم ما قال وينعم المؤمنين والمؤمنات انما ذكر التوبة لانه لولا التوبة لما استحقوا الفضل - 00:23:59
وهذا يدل ان الانسان مهما يدل على ان الانسان مهما بلغ احتراسه وعمله وحرصه على القيام بالامانة فلابد من اخلال. وهذا الاخلال ينشأ عن جهل او ظلم يحتاج معها يحتاج معهما اي مع هذين الامرين الى - 00:24:22
توبة واستغفار ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما. وقوله يتوب الله ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات يشمل معنيين. يشمل التوفيق الى التوبة ويشمل ايضا قبولها بعد وقوعها. منهم - 00:24:43
وهذا يعني يلغي من نفس الانسان اي نوع من العجب والاستكبار والنظر الى عمله لانه لا يخلو من جهل وظلم يحتاج معه الى مغفرة الرب جل وعلا. ولذلك ينبغي للمؤمن ان يكثر من طلب المغفرة - 00:25:03
ويكثر من الاستغفار والانابة الى الله عز وجل حتى يدخل في هذا القسم ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا الرحيما نسأل الله ان يتوب علينا - 00:25:23