الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث مثل العالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قدم لنا الكلام عن الناقض الثاني وهو قول المصنف رحمه الله في - 00:00:00
نواقض الاسلام الثاني من جعل بينه وبين الله وسائق يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر اجماعا وتكلمنا عن معنى ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله جعل بينه وبين الله وسائق - 00:00:34
وان الوسائط نوعان وسائط في الجملة الوسائط نوعان وسائط جاءت الشريعة بها وهي من تمام الايمان وهو من جعله الله تعالى بين بينه وبين الناس رسولا مبشرا ونذيرا والنوع الثاني الذي يعنيه المؤلف في هذا هو ان يجعل - 00:00:53
الناس بينه وبين الله عز وجل من يدعونه يتقربون اليه وآآ يشفي يستشفعون به ادراك مقاصدهم وتحصيل مطالبهم فهذا هو الذي ذكره المصنف رحمه الله هنا وجعله من آآ نواقض الاسلام - 00:01:22
وهذا الامر متفق عليه لا خلاف بين العلماء فيه ان من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم كفر اجماعا لان هذا الكفر هو كفر عابد الاصنام الذين قالوا ما نعبدهم الا ان يقربونا الى الله زلفى - 00:01:47
وقد شهد الله تعالى على هؤلاء بالكفر حيث قال في قص خبرهم ما نعبدهم الا ان يقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما فيه يختلفون ثم قال ان الله لا يهدي من هو - 00:02:10
كاذب كفار فحكم الله تعالى عليهم بالكذب والكفر واتى بالكفر بصيغة المبالغة تقريرا لهذا المعنى وانه كفر بين عظيم جلي واضح لا يلتبس ولا يشتبه فهذه حال من اتخذ من دون الله اولياء - 00:02:27
يزعم انهم يقربونه الى الله تعالى آآ يدخل بهم على الله جل في علاه وقول المصنف رحمه الله في هذا الناقظ يدعوهم ذكرت ان الدعاء هنا يشمل نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء - 00:02:49
المسألة دعاء العبادة كالتقرب اليهم بانواع القربات من الصلاة ومحبة القلب والخوف والنذر وما اشبه ذلك مما لا يكون الا لله عز وجل ودعاء المسألة بان ينزل بهم حاجاته ويسألهم قضاء - 00:03:08
مأمولاته ويستغيث بهم من دون الله وما اشبه ذلك من الادعية والتي والمسائل التي لا تطلب الا من الله جل وعلا والمؤلف ذكر سورة من المسائل التي يسألها هؤلاء على وجه التمثيل وليس الحصر - 00:03:31
فقوله ويسألهم الشفاعة هذا نوع من الدعاء قول يسألهم الشفاعة اي يطلب منهم الشفاعة والشفاعة هنا المقصود بها الوساطة يطلب يطلب منهم التوسط عند الله عز وجل وهذا هو ما كان يفعله المشركون الاوائل - 00:03:54
حيث كانوا يطلبون من الهتهم الشفاعة ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قد كذب الله تعالى هؤلاء في طلبهم ورد دعواهم بان الشفاعة له وحده لا شريك له وانه لا يشفع احد الا باذنه - 00:04:15
فلا تسأل الشفاعة من غيره الشافع من يكرمه الله تعالى بالشفاعة يوم القيامة ليس له ان ان يجعل هذه الشفاعة لمن يحب ولمن يشاء وفق هواه واختياره انما هي منة من الله ومنحة وفق شروط - 00:04:38
واوصاف لا تكون الا بها. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا وقال سبحانه وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال جل وعلا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى - 00:04:56
فاشترط الله تعالى شرطين شرط الابن للشافع والرضا عن المشفوع له وهذا لا يكون الا لمن رضي الله تعالى عنه بتحقيق التوحيد لذلك هي منحة ومنة لاهل التوحيد طائعهم ومقصرهم - 00:05:15
وليس للمشركين فيها شأن تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وقد قال الله تعالى فما لهم من شافعين ولا صديق حميم فليس لهم احد يشفع لهم يوم القيامة - 00:05:38
وينجيهم مما هم فيه من بلاء وشر فقوله رحمه الله يسألهم الشفاعة اي يطلب منهم التوسط مباشرة وهذا شرك بالاتفاق لا خلاف فيه. لانهم لا يملكونه وهذا لا يسأل الا من الله جل وعلا - 00:05:56
ولذلك حكى العلماء الاجماع على ان هذا النوع من السؤال شرك ان يسألهم الشفاعة يقول يا رسول الله اشفع لي يا حسين اشفع لي يا علي اشفع لي يا ملك افعل - 00:06:20
بكذا من الشفاعة وهلم جر. كل هذا من الشرك لان الشفاعة لا تسأل الا من الله وهذا ما كان يفعله المشركون. وقد قطع الله تعالى عروق الشرك من اساسها ونفى ما تعلق به المشركون - 00:06:40
بالشفاعة قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وهذا اول ما يتمسك به ويتذرع به المشركون اثبات ملك لمن يقصدونه فليس لاحد ملك مع الله عز وجل. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله - 00:07:00
لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك ليس لهم ملك ولا شركة وماله منهم من ظهير اي معين يكون مدلا عليه باعانته فيشفع - 00:07:19
ثم لم تبقى الا الشفاعة نفاها جل وعلا فقال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فنفى نفع الشفاعة عنده الا باذنه جل في علاه وبحمده بعد ذلك قال المصنف رحمه الله ويتوكل عليه - 00:07:36
التوكل هو صدق الاعتماد وهو عبادة قلبية بالاتفاق التوكل عبادة قلبية وهو صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع وفي دفع المضار فالاعتماد على غير الله والركون اليه من الشرك. فمن توكل على مخلوق - 00:07:55
وركن بقلبه اليه في قضاء حوائجه وادراك مطالبه وانجاز حاجاته فانه قد كفر اجماعا وبه يعلم ان ما ذكره المصنف رحمه الله من صور انما هي امثلة لمن يجعل وسيطا بينه وبين الله عز وجل. فذكر - 00:08:20
الوساطة في السؤال والوساطة في طلب الشفاعة والنجاة في الاخرة الوساطة في ادراك الحاجات والنجاة من المكروهات لان التوكل يكون في جلب المصالح وفي دفع المظار فليس بين العباد وبين الله تعالى في هذه الامور وسير. بل من امل شيئا واراده - 00:08:48
فليستند الى ربه وليعتمد عليه وليقصده فهو الصمد جل في علاه فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار ومغفرة الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب - 00:09:20
كل هذا من الكفر وهذا محل اتفاق على هذا دارت دعوة الرسل فالخلاف بين الرسل وبين اقامة في هذه القضية ولذلك هذا لوظوحه وظهوره لا يحتاج الى اقامة دليل. فهو معلوم من دين الاسلام بالظرورة لكن لما زين بعظ الناس الشرك - 00:09:39
بما زينه به من تصوير بانه اجلال لله تعظيم له ان يسأل من دون واسطة كان من المهم ومن مما يحتاج الناس اليه في هذا الزمان ان يبين لهم مثل هذه القضايا - 00:09:59
ولهذا هؤلاء الذين يهتفون باسماء المخلوقين في الكربات والخطوب وفي الشدائد والمصائب هؤلاء يدعون غير الله بلا شك يدعون غير الله. فليس هناك معنى لهؤلاء الذين يهتفون باسم الحسين يا حسين يا حسين. في كل ملمة - 00:10:19
او يا بدوي او يا جيلاني او يا كذا هذا هو الذي كان يفعله المشركون الاوائل. هذا هو موضوع الخلاف بين الرسول الامين خاتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين قومه - 00:10:37
ولهذا من المهمات لطلبة العلم ان يبينوا للناس التوحيد. كثير من الناس يقول التوحيد جلي وظاهر يا اخي وين جلي وظاهر وعامة اهل الارض في الشرك نحن لا نتكلم عن الوثنيين الخلص يعبدون الاصنام وكم هم في الدنيا - 00:10:51
يعني المسلمون مليار ونصف والنصارى قريب منهم واليهود عدد قليل ونزر يسير والباقي اما ملحدون او وثنيون وهم اكثر من نصف العالم او قريب من ذلك بالتالي الدعوة الى التوحيد الله عز وجل ما ارسل الرسل الا وقرر هذا في دعوة في كتابه الحكيم في مواضع - 00:11:10
بل كل القرآن دائر على تغيير التوحيد ما قرر ذلك الا لعظيم الحاجة اليه. لكن الناس يعني ينصرفون عن هذا بانواع من الصوارف ويدعون ويزعمون ان الناس قد ترقى فكرهم وتطور آآ تطورت نفسياتهم بان لا تقبل مثل هذا - 00:11:36
اكبر الدكاترة في ادق التخصصات العلمية تجده يسجد لصنم وتجده يتعبد لوثن ليس هناك ارتباط بين زكاء القلوب وذكاء العقول فكم من انسان عنده ذكاء في عقله وحده في ذهنه وفهم ثاقب للامور والاختراع والصناعة لكن فيما يتعلق - 00:11:59
ذكاء القلوب والنور الذي آآ جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق ليس عنده منه شيء فهو في عمى او في ظلمة ولذلك من الظروري لطلاب العلم ان يعتنوا بهذه الرسالة رسالة التوحيد تقريرا وتوضيحا وتبيينا وانت اذا نظرت في احوال الناس - 00:12:23
وجدت عندهم من ظعف التوكل على الله عز وجل وضعف اليقين وظعف تحقيق العبودية في المحبة والخوف ما يجعلك توقن بان الحديث عن هذا الباب من اهم المهمات قد يقول قائل - 00:12:45
يعني انتم لما تتكلمون عن التوحيد وشركه الناس لا يقبلون لا يلزم ان يطرح هذا الموضوع بطريقة واحدة يطرح بالطريقة التي تؤدي الى المقصود القرآن عالج قضية التوحيد. فسروا القرآن يكفي ولا تحتاج ان تأتي لا بكتاب محمد بن الوهاب ولا بكتاب غيره - 00:13:02
يمكنك ان تقرر التوحيد من اسماء الله وصفاته لما تبين للناس بسم الله الرحمن الرحيم تستطيع ان ان تشرح كل انواع التوحيد التي قررها العلماء وبينوها دون ان تذكر كتابا لعالم او - 00:13:23
ترد ذلك الى فهم فاهم حتى لا يقال آآ دعوة وهابية او دعوة فلانية انما هي دعوة الى ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هذا ما يتصل بهذا الاصل وانا اقول واؤكد - 00:13:39
انه من الظروريات التي ينبغي ان نشتغل بها ونحن طلبة علم نعظ الناس ونذكرهم في الجمع وفي وفي المواعظ وفي سائر وسائل التعليم تربية والدعوة ان نؤكد معنى لا اله الا الله - 00:13:58
ونطرق بذلك كل سبيل وكل وسيلة. الناقد الثالث يقول فيه المصنف رحمه الله ثم نغطي الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. قال المؤنث رحمه الله تعالى الناقل - 00:14:19
وهو من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم كفر طيب هذا هو الناقض الثالث من نواقض الاسلام وهو الركن الثاني الذي يقوم عليه الايمان والاستمساك بالعروة الوثقى - 00:14:39
الوعر والوثقى تقوم على ساقين الساق الاول افراد العبادة لله او ركنين الركن الاول افراد العبادة لله عز وجل والركن الثاني الكفر بما يعبد من دون الله فلا يمكن ان يتحقق التوحيد - 00:14:57
الا بهذين الامرين. لهذا كل تقرير للتوحيد لابد ان يكون فيه امران نفي واثبات نفي العبادة لغير الله تعالى واثباتها له وحده لا شريك له يقول الله جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت هو يؤمن بالله - 00:15:18
فقد استمسك بالعروة الوثقى فقد رتب الله تعالى الاستمساك في العروة الوثقى على اصلين لا يمكن لاحد ان يستمسك بالعروة الوثقى الا بتحقيقهما الاول الكفر بالطاغوت والثاني الايمان بالله. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله - 00:15:41
وقدمت الاية الكفر بالطاغوت قبل الايمان بالله لان الكفر بالطاغوت تخلية ومحو لكل تعلق في القلب بغير الله جل وعلا ويؤمن بالله فيكون القلب مليئا بمحبة الله وتعظيمه جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:16:03
بهذا يتحقق الاستمساك بالعروة الوثقى. هذا الناقض يتصل بالاصل الثاني والركن الثاني الذي لا بد من اقامته لاقامة التوحيد وهو الكفر بما يعبد من دون الله قال المصنف رحمه الله من لم يكفر المشركين - 00:16:23
اي من لم يحكم بكفر المشركين والمشركون هنا المراد بهم كل من لم يصدق في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيشمل المشركين من اهل الكتاب والمشركين - 00:16:44
من الوثنيين فليس هذا قاصرا على من يعبد غير الله عز وجل بل حتى اهل الكتاب هم في الحقيقة مشركون حيث قالوا عزير ابن الله كما قالت اليهود وقالت اليهود عزير ابن الله - 00:17:08
وكما قالت النصارى المسيح ابن الله وقد قالت النصارى الله ثالث ثلاثة وقال الله تعالى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة فقوله رحمه الله المشركون هنا يشمل كل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم. سواء - 00:17:30
ان كان كتابيا او كان وثنيا او كان ملحدا لا دينيا ولا ديني الملحد. قد يقول القائل كيف يكون مشركا؟ يكون مشركا لانه اتخذ الهه هواه قال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه وهو اضله واضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه. وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله - 00:17:54
فهذا مشرك حيث جعل الهه هواه فنفع عبادة كل شيء ونفى وجود رب يعبد. وهو في الحقيقة عابد لهواه لان الحاكم عليه الذي يأتمر بامره ويتوجه من خلاله هواه وميل نفسه - 00:18:26
هذي ثلاثة امور تدخل في قول المصنف رحمه الله من لم يكفر المشركين ونستكمل ان شاء الله في الدرس القادم الله تعالى اعلم - 00:18:51
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث مثل العالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قدم لنا الكلام عن الناقض الثاني وهو قول المصنف رحمه الله في - 00:00:00
نواقض الاسلام الثاني من جعل بينه وبين الله وسائق يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر اجماعا وتكلمنا عن معنى ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله جعل بينه وبين الله وسائق - 00:00:34
وان الوسائط نوعان وسائط في الجملة الوسائط نوعان وسائط جاءت الشريعة بها وهي من تمام الايمان وهو من جعله الله تعالى بين بينه وبين الناس رسولا مبشرا ونذيرا والنوع الثاني الذي يعنيه المؤلف في هذا هو ان يجعل - 00:00:53
الناس بينه وبين الله عز وجل من يدعونه يتقربون اليه وآآ يشفي يستشفعون به ادراك مقاصدهم وتحصيل مطالبهم فهذا هو الذي ذكره المصنف رحمه الله هنا وجعله من آآ نواقض الاسلام - 00:01:22
وهذا الامر متفق عليه لا خلاف بين العلماء فيه ان من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم كفر اجماعا لان هذا الكفر هو كفر عابد الاصنام الذين قالوا ما نعبدهم الا ان يقربونا الى الله زلفى - 00:01:47
وقد شهد الله تعالى على هؤلاء بالكفر حيث قال في قص خبرهم ما نعبدهم الا ان يقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما فيه يختلفون ثم قال ان الله لا يهدي من هو - 00:02:10
كاذب كفار فحكم الله تعالى عليهم بالكذب والكفر واتى بالكفر بصيغة المبالغة تقريرا لهذا المعنى وانه كفر بين عظيم جلي واضح لا يلتبس ولا يشتبه فهذه حال من اتخذ من دون الله اولياء - 00:02:27
يزعم انهم يقربونه الى الله تعالى آآ يدخل بهم على الله جل في علاه وقول المصنف رحمه الله في هذا الناقظ يدعوهم ذكرت ان الدعاء هنا يشمل نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء - 00:02:49
المسألة دعاء العبادة كالتقرب اليهم بانواع القربات من الصلاة ومحبة القلب والخوف والنذر وما اشبه ذلك مما لا يكون الا لله عز وجل ودعاء المسألة بان ينزل بهم حاجاته ويسألهم قضاء - 00:03:08
مأمولاته ويستغيث بهم من دون الله وما اشبه ذلك من الادعية والتي والمسائل التي لا تطلب الا من الله جل وعلا والمؤلف ذكر سورة من المسائل التي يسألها هؤلاء على وجه التمثيل وليس الحصر - 00:03:31
فقوله ويسألهم الشفاعة هذا نوع من الدعاء قول يسألهم الشفاعة اي يطلب منهم الشفاعة والشفاعة هنا المقصود بها الوساطة يطلب يطلب منهم التوسط عند الله عز وجل وهذا هو ما كان يفعله المشركون الاوائل - 00:03:54
حيث كانوا يطلبون من الهتهم الشفاعة ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قد كذب الله تعالى هؤلاء في طلبهم ورد دعواهم بان الشفاعة له وحده لا شريك له وانه لا يشفع احد الا باذنه - 00:04:15
فلا تسأل الشفاعة من غيره الشافع من يكرمه الله تعالى بالشفاعة يوم القيامة ليس له ان ان يجعل هذه الشفاعة لمن يحب ولمن يشاء وفق هواه واختياره انما هي منة من الله ومنحة وفق شروط - 00:04:38
واوصاف لا تكون الا بها. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا وقال سبحانه وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال جل وعلا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى - 00:04:56
فاشترط الله تعالى شرطين شرط الابن للشافع والرضا عن المشفوع له وهذا لا يكون الا لمن رضي الله تعالى عنه بتحقيق التوحيد لذلك هي منحة ومنة لاهل التوحيد طائعهم ومقصرهم - 00:05:15
وليس للمشركين فيها شأن تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وقد قال الله تعالى فما لهم من شافعين ولا صديق حميم فليس لهم احد يشفع لهم يوم القيامة - 00:05:38
وينجيهم مما هم فيه من بلاء وشر فقوله رحمه الله يسألهم الشفاعة اي يطلب منهم التوسط مباشرة وهذا شرك بالاتفاق لا خلاف فيه. لانهم لا يملكونه وهذا لا يسأل الا من الله جل وعلا - 00:05:56
ولذلك حكى العلماء الاجماع على ان هذا النوع من السؤال شرك ان يسألهم الشفاعة يقول يا رسول الله اشفع لي يا حسين اشفع لي يا علي اشفع لي يا ملك افعل - 00:06:20
بكذا من الشفاعة وهلم جر. كل هذا من الشرك لان الشفاعة لا تسأل الا من الله وهذا ما كان يفعله المشركون. وقد قطع الله تعالى عروق الشرك من اساسها ونفى ما تعلق به المشركون - 00:06:40
بالشفاعة قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وهذا اول ما يتمسك به ويتذرع به المشركون اثبات ملك لمن يقصدونه فليس لاحد ملك مع الله عز وجل. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله - 00:07:00
لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك ليس لهم ملك ولا شركة وماله منهم من ظهير اي معين يكون مدلا عليه باعانته فيشفع - 00:07:19
ثم لم تبقى الا الشفاعة نفاها جل وعلا فقال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فنفى نفع الشفاعة عنده الا باذنه جل في علاه وبحمده بعد ذلك قال المصنف رحمه الله ويتوكل عليه - 00:07:36
التوكل هو صدق الاعتماد وهو عبادة قلبية بالاتفاق التوكل عبادة قلبية وهو صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع وفي دفع المضار فالاعتماد على غير الله والركون اليه من الشرك. فمن توكل على مخلوق - 00:07:55
وركن بقلبه اليه في قضاء حوائجه وادراك مطالبه وانجاز حاجاته فانه قد كفر اجماعا وبه يعلم ان ما ذكره المصنف رحمه الله من صور انما هي امثلة لمن يجعل وسيطا بينه وبين الله عز وجل. فذكر - 00:08:20
الوساطة في السؤال والوساطة في طلب الشفاعة والنجاة في الاخرة الوساطة في ادراك الحاجات والنجاة من المكروهات لان التوكل يكون في جلب المصالح وفي دفع المظار فليس بين العباد وبين الله تعالى في هذه الامور وسير. بل من امل شيئا واراده - 00:08:48
فليستند الى ربه وليعتمد عليه وليقصده فهو الصمد جل في علاه فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار ومغفرة الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب - 00:09:20
كل هذا من الكفر وهذا محل اتفاق على هذا دارت دعوة الرسل فالخلاف بين الرسل وبين اقامة في هذه القضية ولذلك هذا لوظوحه وظهوره لا يحتاج الى اقامة دليل. فهو معلوم من دين الاسلام بالظرورة لكن لما زين بعظ الناس الشرك - 00:09:39
بما زينه به من تصوير بانه اجلال لله تعظيم له ان يسأل من دون واسطة كان من المهم ومن مما يحتاج الناس اليه في هذا الزمان ان يبين لهم مثل هذه القضايا - 00:09:59
ولهذا هؤلاء الذين يهتفون باسماء المخلوقين في الكربات والخطوب وفي الشدائد والمصائب هؤلاء يدعون غير الله بلا شك يدعون غير الله. فليس هناك معنى لهؤلاء الذين يهتفون باسم الحسين يا حسين يا حسين. في كل ملمة - 00:10:19
او يا بدوي او يا جيلاني او يا كذا هذا هو الذي كان يفعله المشركون الاوائل. هذا هو موضوع الخلاف بين الرسول الامين خاتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين قومه - 00:10:37
ولهذا من المهمات لطلبة العلم ان يبينوا للناس التوحيد. كثير من الناس يقول التوحيد جلي وظاهر يا اخي وين جلي وظاهر وعامة اهل الارض في الشرك نحن لا نتكلم عن الوثنيين الخلص يعبدون الاصنام وكم هم في الدنيا - 00:10:51
يعني المسلمون مليار ونصف والنصارى قريب منهم واليهود عدد قليل ونزر يسير والباقي اما ملحدون او وثنيون وهم اكثر من نصف العالم او قريب من ذلك بالتالي الدعوة الى التوحيد الله عز وجل ما ارسل الرسل الا وقرر هذا في دعوة في كتابه الحكيم في مواضع - 00:11:10
بل كل القرآن دائر على تغيير التوحيد ما قرر ذلك الا لعظيم الحاجة اليه. لكن الناس يعني ينصرفون عن هذا بانواع من الصوارف ويدعون ويزعمون ان الناس قد ترقى فكرهم وتطور آآ تطورت نفسياتهم بان لا تقبل مثل هذا - 00:11:36
اكبر الدكاترة في ادق التخصصات العلمية تجده يسجد لصنم وتجده يتعبد لوثن ليس هناك ارتباط بين زكاء القلوب وذكاء العقول فكم من انسان عنده ذكاء في عقله وحده في ذهنه وفهم ثاقب للامور والاختراع والصناعة لكن فيما يتعلق - 00:11:59
ذكاء القلوب والنور الذي آآ جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق ليس عنده منه شيء فهو في عمى او في ظلمة ولذلك من الظروري لطلاب العلم ان يعتنوا بهذه الرسالة رسالة التوحيد تقريرا وتوضيحا وتبيينا وانت اذا نظرت في احوال الناس - 00:12:23
وجدت عندهم من ظعف التوكل على الله عز وجل وضعف اليقين وظعف تحقيق العبودية في المحبة والخوف ما يجعلك توقن بان الحديث عن هذا الباب من اهم المهمات قد يقول قائل - 00:12:45
يعني انتم لما تتكلمون عن التوحيد وشركه الناس لا يقبلون لا يلزم ان يطرح هذا الموضوع بطريقة واحدة يطرح بالطريقة التي تؤدي الى المقصود القرآن عالج قضية التوحيد. فسروا القرآن يكفي ولا تحتاج ان تأتي لا بكتاب محمد بن الوهاب ولا بكتاب غيره - 00:13:02
يمكنك ان تقرر التوحيد من اسماء الله وصفاته لما تبين للناس بسم الله الرحمن الرحيم تستطيع ان ان تشرح كل انواع التوحيد التي قررها العلماء وبينوها دون ان تذكر كتابا لعالم او - 00:13:23
ترد ذلك الى فهم فاهم حتى لا يقال آآ دعوة وهابية او دعوة فلانية انما هي دعوة الى ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هذا ما يتصل بهذا الاصل وانا اقول واؤكد - 00:13:39
انه من الظروريات التي ينبغي ان نشتغل بها ونحن طلبة علم نعظ الناس ونذكرهم في الجمع وفي وفي المواعظ وفي سائر وسائل التعليم تربية والدعوة ان نؤكد معنى لا اله الا الله - 00:13:58
ونطرق بذلك كل سبيل وكل وسيلة. الناقد الثالث يقول فيه المصنف رحمه الله ثم نغطي الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. قال المؤنث رحمه الله تعالى الناقل - 00:14:19
وهو من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم كفر طيب هذا هو الناقض الثالث من نواقض الاسلام وهو الركن الثاني الذي يقوم عليه الايمان والاستمساك بالعروة الوثقى - 00:14:39
الوعر والوثقى تقوم على ساقين الساق الاول افراد العبادة لله او ركنين الركن الاول افراد العبادة لله عز وجل والركن الثاني الكفر بما يعبد من دون الله فلا يمكن ان يتحقق التوحيد - 00:14:57
الا بهذين الامرين. لهذا كل تقرير للتوحيد لابد ان يكون فيه امران نفي واثبات نفي العبادة لغير الله تعالى واثباتها له وحده لا شريك له يقول الله جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت هو يؤمن بالله - 00:15:18
فقد استمسك بالعروة الوثقى فقد رتب الله تعالى الاستمساك في العروة الوثقى على اصلين لا يمكن لاحد ان يستمسك بالعروة الوثقى الا بتحقيقهما الاول الكفر بالطاغوت والثاني الايمان بالله. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله - 00:15:41
وقدمت الاية الكفر بالطاغوت قبل الايمان بالله لان الكفر بالطاغوت تخلية ومحو لكل تعلق في القلب بغير الله جل وعلا ويؤمن بالله فيكون القلب مليئا بمحبة الله وتعظيمه جل في علاه سبحانه وبحمده - 00:16:03
بهذا يتحقق الاستمساك بالعروة الوثقى. هذا الناقض يتصل بالاصل الثاني والركن الثاني الذي لا بد من اقامته لاقامة التوحيد وهو الكفر بما يعبد من دون الله قال المصنف رحمه الله من لم يكفر المشركين - 00:16:23
اي من لم يحكم بكفر المشركين والمشركون هنا المراد بهم كل من لم يصدق في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيشمل المشركين من اهل الكتاب والمشركين - 00:16:44
من الوثنيين فليس هذا قاصرا على من يعبد غير الله عز وجل بل حتى اهل الكتاب هم في الحقيقة مشركون حيث قالوا عزير ابن الله كما قالت اليهود وقالت اليهود عزير ابن الله - 00:17:08
وكما قالت النصارى المسيح ابن الله وقد قالت النصارى الله ثالث ثلاثة وقال الله تعالى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة فقوله رحمه الله المشركون هنا يشمل كل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم. سواء - 00:17:30
ان كان كتابيا او كان وثنيا او كان ملحدا لا دينيا ولا ديني الملحد. قد يقول القائل كيف يكون مشركا؟ يكون مشركا لانه اتخذ الهه هواه قال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه وهو اضله واضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه. وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله - 00:17:54
فهذا مشرك حيث جعل الهه هواه فنفع عبادة كل شيء ونفى وجود رب يعبد. وهو في الحقيقة عابد لهواه لان الحاكم عليه الذي يأتمر بامره ويتوجه من خلاله هواه وميل نفسه - 00:18:26
هذي ثلاثة امور تدخل في قول المصنف رحمه الله من لم يكفر المشركين ونستكمل ان شاء الله في الدرس القادم الله تعالى اعلم - 00:18:51