ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا الى من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله - 00:00:00
الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه. بعثه الله بالهدى ودين الحق - 00:00:20
بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ولا صح الامة وجاهد في الله بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى ترك الامة على محجة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:40
ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الله عز وجل خلق الخلق لعبادته وفرض عليهم ما اذا قاموا به ادركوا سعادة الدنيا وفوز الاخرة. ومن حقق غاية الوجود. وما من اجله خلق - 00:01:10
سعد ومن اعرض عما جاءت به الرسل واشتغل بغير ما خلق له كان ذلك من دواعي شقائه ومن اسباب تعاسته وبؤسه. ولهذا لك من الطمأنينة ولك من السعادة ولك من الانشراح ولك مما تحب - 00:01:40
بقدر ما تحقق من غاية خلقك ومقصود وجودك. فالله تعالى خلق الانس والجن ليعبدون كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبهذا بعث الرسل. وهذه وصيته الاولين والاخرين فبقدر قيام الخلق والعباد بما من اجله خلقوا ينالون السعادات - 00:02:10
وينجو ويسلمون من الشقاوات. لذلك يقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. الامن في الدنيا والامن في الاخرة. كما ان الفوز بنعيم الاخرة - 00:02:40
لا يتحقق لعبد الا بقدر ما يحقق من غاية وجوده ومقصود خلقه. ولهذا الاحاديث في بيان انه لا سعادة في الاخرة ولا نجاة من الشقاء فيها الا بتحقيق التوحيد والا بالاتيان ما من اجله خلق الانسان. وقد ذكر ذكرت احاديث النبي صلى الله - 00:03:00
عليه وسلم شيئا كثيرا من هذا. فمن ذلك ما في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله - 00:03:30
وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وان الجنة حق والنار حق. ادخله الله الله تعالى الجنة على ما كان من العمل. اما السلامة من الشقاء - 00:03:50
والنجاة من العذاب فلا تتحقق للمرء فلا في الدنيا ولا في الاخرة الا بتحقيق العبودية لله عز وجل. روى البخاري ومسلم من حديث عتبان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم - 00:04:10
على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجها وجه الله. فكلما فزت بتحقيق هذه المعاني كنت فائزا بتلك الفضائل والمواهب والعطايا. اذا اردت سعادة الدنيا وفوز الاخرة فجد في تحقيق ما من اجله خلقت خلقنا الله لعبادته. وبقدر ما نحقق من العبادة - 00:04:30
نفوز بعطائه الا بذكر الله تطمئن القلوب. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. هذا العطاء لمن امتثل وذاك الجزاء. والعقوبة لمن اعرض عن قودي خلقه من ذكر الله عز وجل والاقبال على عبادته فبقدر تحقيق العبد لهذين - 00:05:00
ما ينال الجزاء المرتب عليهما. اقرأ يا اخي. سم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا - 00:05:30
ولشيخنا وللحاضرين. قال المحرمون وحين دخل الجنة بغير حساب. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. وقول الله تعالى ان ابراهيم كان امة لله حنيفا. كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين. وقال والذين هم بربهم - 00:06:00
لا يشركون. عن حصين بن عبدالرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير. فقال قال ايكم عن كوكب الندم الذي انقض البارحة؟ قلت انا. ثم كنت اما اني لم اكن في صلاة - 00:06:40
ولكني لدغت قول فما صنعت. كنت ارتقيت. قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة ابن حصيب رضي الله عنه انه قال لا رقية الا من عين او حمة فقال قد احسن من انتهى - 00:07:00
الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه والنبي ومعه والرجلان والنبي ليس معه احد. اذ رفع لي سواد عظيم فظننت - 00:07:30
انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه. فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك. فقال بعضهم فلعلهم - 00:08:00
الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يستهون - 00:08:30
ولا يكتوون ولا يتغيرون وعلى ربهم يتوكلون قام عكاشته محصن فقال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني منهم. فقال ثم قام رجل اخر فقال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني - 00:09:00
منها فقال سبقك بها عكاشة. يقول الامام المصنف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. هذا هذه الترجمة معطوفة فعلى الباب السابق الذي ذكر فيه فضل التوحيد وتكفيره الذنوب وان التوحيد يكفر الذنوب كلها - 00:09:30
العبد صغيرها وكبيرها اذا صدق في تحقيق التوحيد. لكن تلك الفضائل التي جاءت في التوحيد من حط الخطايا والسيئات انما ينالها العبد بقدر ما حقق من توحيد الله تعالى وعبادته وحده - 00:10:00
لا شريك له. وفي هذا الباب ذكر فظلا زائدا على ما تقدم. في الاحاديث السابقة. الاحاديث السابقة دلت ان الذي الذي يحقق التوحيد يفوز بالامن ان الذي يحقق التوحيد يدخل الجنة على ما - 00:10:20
ما كان من العمل الذي يحقق التوحيد يحرم على النار. وفي هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله ان ان تحقيق التوحيد من اسباب دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب. فما هو تحقيق التوحيد؟ ما معنى تحقيق التوحيد - 00:10:40
معنى تحقيق التوحيد بلوغ الغاية في امتثاله وارتسام اعماله في القلب والقول والعمل. فتحقيق الشيء هو بلوغ اليقين فيه. بتكميله الاجتهاد في اقامة خصاله والسلامة مما يناقضه ومما ينقصه سواء كان ذلك نقدا لاصله - 00:11:00
او نقصا لكماله. فتحقيق التوحيد المقصود هو ان يأتي الانسان بغاية الوجود التي من اجلها خلق على اكمل وجه يستطيعه. اذا فاز بتحقيق التوحيد في قلبه. وتحقيق التوحيد في قوله - 00:11:30
وتحقيق التوحيد في عمله سلم من المؤاخذة سلم من النار وفاز بالجنة وكان دخول الجنة على هذا النحو الذي دلت الاحاديث من انه دخول بغير حساب ولا عذاب. قوله رحمه الله دخل الجنة - 00:11:50
المقصود بالجنة دار النعيم التام الكامل التي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذا المقصود بالجنة. نسأل الله ان نكون من اهلها. وان يبلغنا اياها بفضله واحسانه - 00:12:10
عظيم منه وكرمه وقوله رحمه الله بغير حساب اي من غير محاسبة فالحساب هو في الاصل العد والمقصود به هنا عدوا الحسنات والسيئات. والذين يدخلون والذين يدخلون الجنة بغير حساب - 00:12:30
قوم بينتهم النصوص ودلت عليهم النصوص لكن الحساب يوم القيامة في الاصل يكون لكل الخلق الا صنف اثنين من الناس الصنف الاول من يدخلون الجنة وهم الذين وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقواله ومنه هذا الحديث الذي - 00:12:50
سنقرأه ان شاء الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يسترقون ولا ولا يكتوون ويتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. هذه فئة من الناس يدخلون الجنة بغير حساب. الفئة الثانية ممن لا حساب عليهم يوم القيامة هم - 00:13:10
لكن الكفار ليس ذلك لدخول الجنة بل لدخول النار. فانهم لا يحاسبون محاسبة من توزن وسيئاته بل لا حسنة لهم حتى توزن. كما قال جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه - 00:13:30
هباء منثورا. وكما قال تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. ذلك انه لا اعمال لهم حسنة يوازن وبين السيء من العمل بل كل حسناتهم تتبدد وتذهب ويكونون قد استوفوها في الدنيا بما امدهم - 00:13:50
الله تعالى به من نعيم الدنيا الذي لا يبقي معه في الاخرة حسنة فلا يفدون يوم القيامة الا بالسيئات نعوذ بالله من الخذلان فلذلك لا يحتاجون الى موازنة فهذا هو الصنف الثاني من الناس الذين لا حساب عليهم يوم القيامة. صنف يصيرون الى الجنة نسأل الله ان - 00:14:10
منهم وصنف يصيرون الى النار. فقوله رحمه الله دخل الجنة بغير حساب اي بدون محاسبة لكن الفرق بينهم وبين اهل النار ولا عذاب. فان اولئك لا يحاسبون. لكنهم يعذبون هؤلاء الذين حققوا التوحيد فانهم يسلمون من المحاسبة ويسلمون من العذاب. والعذاب هنا - 00:14:30
هو كل ما يؤلم الانسان مما يكرهه سواء في ظاهر في ظاهر بدنه او في باطنه فان العذاب نوعان عذاب يقع على الظاهر وهذا فيما يناله من السعير وغير ذلك مما يكون في عذاب يوم القيامة وكذلك عذاب - 00:15:00
باب في الباطن وهو ما يكون في القلوب من الخوف والفزع الالم لما يشهد ولما يخافه من المنقلب هؤلاء يوم القيامة يأتون يأتون امنين يأتون يا الله عز وجل وقد امنوا من عقابه يوم لا - 00:15:20
مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم هؤلاء لهم الامن كما قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ذكر الله ذكر الله عز وجل من عباده الامنين - 00:15:40
من حقق التوحيد وهو ابراهيم عليه السلام. ابراهيم عليه السلام امام الموحدين. فان فان الله جعله اماما ذكر ذلك في محكم كتابه فقال ان ابراهيم كان امة ثالثا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ذكر الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام جملة خصال - 00:16:00
قال فيه ان ابراهيم كان امة. والمقصود بالامة هنا من جمع خصال الخير حتى قدم غيره فصار اماما يقتدى به اماما في ما يسر الله تعالى له من الخير فالامة تطلق ويراد بها الامامة وتطلق ويراد بها الحقبة من الزمن وتطلق ويراد بها - 00:16:30
الجماعة من الناس كل هذا مما يسمى امة في كلام العرب فقوله تعالى وادكر بعد امة اي بعد فترة من زمن وفي قوله تعالى آآ ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون اي جماعة من الناس - 00:17:00
يصغون. في هذا السياق الله عز وجل يقول ان ابراهيم كان امة اي جمع الله فيه من الخصال ما تفرق في الناس حتى كان اماما في الخير. اماما في البر اماما في الهدى. ذكر الله عز - 00:17:20
وجل بعد ان اخبر عن ابراهيم بهذه الصفة ما الذي بلغه الامامة؟ قال قانتا لله قانتا لله هاي طائعا له واعظم الطاعة لله عز وجل ان تحقق ما من اجله خلق. فقوله قانتا لله اي موحدا له - 00:17:40
ممتثلا لما امر به جل وعلا تاركا ما نهى عنه واعظم ما امر الله تعالى به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك فمن حقق التوحيد وسلم من الشرك وتلقاه في قوله وقلبه وعمله كان قانتا لله عز وجل - 00:18:00
ثم اكد تمام التوحيد في قلبه وفي عمله وفي قوله فقال حنيفا حنيفا في اللغة تطلق على يطلق على المائل. الحنيف في اللغة يطلق على المائل. وهذا والاصل والمقصود بالميل هنا هو الميل عن الشرك الى التوحيد. ولذلك سمي اهل التوحيد - 00:18:20
في ما يوصفون به وفيما يعتقدونه في دينهم سموا اهل اهل الحنيفية لانهم عن الشرك قائمون على التوحيد. فالوصف الثاني الذي ذكره في الوصف الثالث الذي ذكره الله تعالى لابراهيم عليه السلام - 00:18:50
انه كان حنيفا اي مائلا عن الشرك الى التوحيد. واكد هذا المعنى بقوله ولم يكن من المشركين. لم يكن من المشركين لا في قلبه ولا في قوله ولا في عمله لا في ظاهره ولا في باطنه بل كان مجانبا مجافيا - 00:19:10
الشرك واهله وبهذا يتبين ان تحقيق التوحيد طريقه لزوم طاعة الله. طريقه السلامة من الشرك في القول والعمل والسر والاعلان والقلب والقول والقالب. بهذا يحقق العبد التوحيد فتوحيد ليس ان يقول الانسان لا اله الا الله وينقضها صباح مساء بقلبه وقوله وعمله انما التوحيد هو ان يحقق - 00:19:30
هذا المعنى في في قلبه بان لا يكون في قلبه محبوب سوى الله ولا يكون في قلبه معظم سوى الله جل في علاه ولا اخاف غيره جل في علاه ويكون في قوله فيسلم من ان يقع في شيء من الشرك في قوله بل هو طائع لله عز وجل في كلامه - 00:20:00
وقوله على النحو الذي يرضاه جل وعلا وكذلك في عمله فليس في عمله توجه الى غير الله عز وجل بل قد سلم قلبه وحسن عمله ومن احسن قولا ممن دعا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو - 00:20:20
محسن اسلم وجهه اي اخلص عمله لله. اظاف الى هذا الى هذه السلامة القلبية التي هي سلامة في القصد والارادة سلامة ظاهرية بالاحسان وهو الاشتغال بكل ما يحبه ويرضاه خالصا لوجهه. ان ابراهيم كان امة - 00:20:40
قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ولن يتحقق هذا لعبد اي لن يحقق احد التوحيد لله عز وجل الا بان يجتهد في البعد عن الشرك. لذلك يقول الله تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. والذين هم - 00:21:00
بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم اليه راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون نسأل الله ان نكون منهم. فانه لا يتحقق هذا الا بجمع هذه - 00:21:20
هو في اول ذلك اول هذه الخصال هو خشية الله تعالى ثم بعد ذلك الايمان بالله عز وجل ثم بعد ذلك الاجتهاد في توقي الشرك والبعد عنه بالقول والعمل والسر والعلن ثم بعد ذلك الضراعة الى الله في القبول وعدم الاعتداد بالعمل ولذلك قال والذين - 00:21:40
سيؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة ان يخشون الا يقبل الله منهم عملهم. وقلوبهم وجلة انهم اليه راجعون. اولئك اي من جمع هذه الخصال اولئك ايش؟ ايش؟ اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون نسأل الله ان - 00:22:10
منهم. اذا تحقيق التوحيد يكون لزوم ما امر الله تعالى به من عبادته وحده لا شريك له في القلب والقالب في القول والعمل في السر والعلن. تنبه الى هذا المعنى فانه لن - 00:22:30
على تحقيق التوحيد الا اذا لزمت هدي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ان ابراهيم كان امة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين فحقق ذلك ثم ساق المصنف رحمه الله حديثا طويلا في بيان ما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:50
يبين ان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهو ما رواه البخاري ومسلم من حديث حسين بن عبدالرحمن عن سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس وله قصة ساقها المصنف رحمه الله وذكرها عن حسين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير - 00:23:10
وسعيد ابن جبير من كبار التابعين وممن تلقوا واخذوا العلم عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه وعن غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد بن جبير في مجلس من مجالسه مع اصحابه ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة - 00:23:30
المقصود بالكوكب هنا الشهب التي ترمى ولعل شهابا رمي به على وجه ملفت للنظر والا في الشهب التي تتساقط ليست بغريبة ولا بقليلة لكنه سأل عن شيء مميز رؤية تلك الليلة او رمي به - 00:23:50
تلك الليلة فسأل عنه فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقظ البارحة؟ فقلت انا. القائل عبد الرحمن القائل حصين بن عبد الرحمن ثم لما خشي ان ان يتوهم سعيد ابن جبير ومن حضر انه انما رآه لانه كان قائما - 00:24:10
قال اما اني لم اكن في صلاتي. يعني انا رأيت الكوكب لكن ترى ما هو انا في صلاة او كنت قائما لعله اشتغل بشيء من شأنه كما بين رحمه الله اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت يعني الذي اسهرني حتى رأيت ذلك الكوكب الذي انقض البارحة - 00:24:30
هو ما اصابني من لدغة الا اني لدؤ ولكني لدغت قال فما صنعت؟ يعني ما الذي صنعته لما لدغت؟ نقل الحديث عن كوكب الى لدغته وما صنع بها. قال ارتقيت. القائل حصين ابن عبد الرحمن ارتقيت اي طلبت رقية - 00:24:50
قال فما حملك على ذلك؟ يعني ما الذي حملك على ان ترتقي قلت حديث حدثناه الشعبي القائل حسين بن عبد الرحمن يخبر انه انما ارتقى لما سمع من حديث الشعب قال وما حدثكم - 00:25:10
قلت حدثنا عن بريدة ابن الحصين صحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا رقية الا من عين او حماة لا رقية اي اعظم ما تنفع الرقى في كشف الضر وو رفع - 00:25:26
هو فيما اذا كان الضر واحدا من اثنين اما عين واما حمى العين ما تصيبه العين من آآ من امراض حسية او معنوية والحمى نوع من المرض يصيب الانسان ذكر وهو ما يصيبه بسبب اللدغة الحمى هو ما - 00:25:46
يصيب الانسان بسبب لدغة عقرب او لدغة حية او نحو ذلك. قال سعيد بن جبير لما اخبره حسين بن عبد الرحمن انه ارتقى بناء على ما سمع من حديث بريدة بن الحصيب قال قد احسن من انتهى الى ما سمع يعني من اشتهى - 00:26:11
في ان يقف عندما بلغه من العلم عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد احسن ولو خالف الصواب ولو لم يصب اصابة تامة لان حسين ابن عبد الرحمن - 00:26:31
آآ فعل ما فعل وعقب عليه سعيد بن جبير بما سيأتي. حيث ان سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه رحمه كان يرى الا يرتقي وان الافضل او ان الافضل ترك الرقية. قال له رحمه الله ولكن تعقيب على ما سمعه من حديث - 00:26:49
بريدة بالحصيب ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم عرضت علي الامم اي طوائف الناس وجماعاتهم. المقصود بالامم جماعات الناس جاء واقوام الانبياء عرضت علي الامم. هذا العرض متى كان - 00:27:09
قيل هذا العرض كان ليلة الاسراء وقيل ان هذا العرض كان في المدينة والذي يظهر الله تعالى اعلم ان هذا العرض تكرر على النبي صلى الله عليه وسلم. فعرضت عليه الامم - 00:27:34
قبل هجرته في اسراعه لما اسري به صلى الله عليه وسلم وعرج به الى السماء. وحصل عرظ اخر في المدينة لكنه دون العرض فقوله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم اي رأيتها ومرت بين يدي فرأيت الامم مع - 00:27:50
يقول صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي ومعه الرهط يعني معه الجماعة ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان يعني لم يتبعه من قومه الا رجل او رجلان. ورأيت النبي وليس معه احد. يعني لم لم يستجب له. وتخيل هذه - 00:28:10
هذه الصورة التي تبين عظيم الثبات. نبي مبعوث ممدود بالوحي من السماء لا يتبعه احد. لا يأتي اليه احد لا لم يستجب له احد. ومع ذلك يأتي يوم القيامة على هذا - 00:28:30
لم يستجب له احد لكنه لا يظره ذلك. النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن تنوع احوال الانبياء في الاستجابة اليهم فمنهم من من يجيب من يجيب دعوته رهط من الناس. ومنهم من لا يجيبه الا رجل او رجلان ومنهم من - 00:28:45
لا يجيب احد ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذ رفع لسواد عظيم. يعني وانا على هذه الحال من رؤية الانبياء على هذه القلة في الاستجابة اليهم وما دعوا اليه من الحق رفع - 00:29:05
اي سواد عظيم اي جمع غفير من الناس. فظننت انهم امتي اي توهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسب انهم امته لما اخبر به من كثرة من يتبعه ويؤمن به صلى الله عليه وسلم. فقيل لي هذا موسى وقومه - 00:29:21
فلم تكن امة النبي صلى الله عليه وسلم بل كان بل كان هذا موسى ومن امن به من بني اسرائيل فنظرت فاذا سواد عظيم اي نظر جهة اخرى فرأى سوادا عظيما هو اعظم من الاول. فقيل لي هذه امتك - 00:29:41
ومعهم سبعون الفا اذا هذه الميزة على سائر ما من رآه. رأى كثرة في قوم موسى عليه السلام لكن هذه الامة تميزت امرين بانها اكثر من بني اسرائيل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فاذا سواد عظيم - 00:30:02
قيل لي هذه امتك وتميزت بامر اخر وهو طيب هذه الامة وتميزها عن سائر الامم ومعهم سبعون الفا يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. فميز الله هذه الامة بالكمية فهم اكثر من غيرهم. وميز الله - 00:30:26
على هذه الامة بالكيفية فهم اطيب من غيرهم حيث معهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا العدد انهم سبعون الفا وجاء في احاديث اخر انه مع كل الف سبعون الفا - 00:30:46
وفي رواية وفي بعض الروايات انه مع كل واحد سبعون الفا وفضل الله واسع. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيكون قول ومعهم سبعون الفا هنا ليس للحد بهذا العدد بل - 00:31:05
كثر وتطلق العرب عدد سبعين على الشيء الكثير الذي يبلغ حدا من الكثرة فيعبر عنه بهذا العدد. ولذلك لما سئل عبد الله ابن عباس عن الكبائر السبع هي؟ قال الى السبعين اقرب وليس المقصود بالسبعين هنا السبعين عدا وانما السبعين كثرة - 00:31:20
- 00:31:48
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا الى من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله - 00:00:00
الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه. بعثه الله بالهدى ودين الحق - 00:00:20
بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ولا صح الامة وجاهد في الله بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى ترك الامة على محجة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:40
ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الله عز وجل خلق الخلق لعبادته وفرض عليهم ما اذا قاموا به ادركوا سعادة الدنيا وفوز الاخرة. ومن حقق غاية الوجود. وما من اجله خلق - 00:01:10
سعد ومن اعرض عما جاءت به الرسل واشتغل بغير ما خلق له كان ذلك من دواعي شقائه ومن اسباب تعاسته وبؤسه. ولهذا لك من الطمأنينة ولك من السعادة ولك من الانشراح ولك مما تحب - 00:01:40
بقدر ما تحقق من غاية خلقك ومقصود وجودك. فالله تعالى خلق الانس والجن ليعبدون كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبهذا بعث الرسل. وهذه وصيته الاولين والاخرين فبقدر قيام الخلق والعباد بما من اجله خلقوا ينالون السعادات - 00:02:10
وينجو ويسلمون من الشقاوات. لذلك يقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. الامن في الدنيا والامن في الاخرة. كما ان الفوز بنعيم الاخرة - 00:02:40
لا يتحقق لعبد الا بقدر ما يحقق من غاية وجوده ومقصود خلقه. ولهذا الاحاديث في بيان انه لا سعادة في الاخرة ولا نجاة من الشقاء فيها الا بتحقيق التوحيد والا بالاتيان ما من اجله خلق الانسان. وقد ذكر ذكرت احاديث النبي صلى الله - 00:03:00
عليه وسلم شيئا كثيرا من هذا. فمن ذلك ما في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله - 00:03:30
وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. وان الجنة حق والنار حق. ادخله الله الله تعالى الجنة على ما كان من العمل. اما السلامة من الشقاء - 00:03:50
والنجاة من العذاب فلا تتحقق للمرء فلا في الدنيا ولا في الاخرة الا بتحقيق العبودية لله عز وجل. روى البخاري ومسلم من حديث عتبان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم - 00:04:10
على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجها وجه الله. فكلما فزت بتحقيق هذه المعاني كنت فائزا بتلك الفضائل والمواهب والعطايا. اذا اردت سعادة الدنيا وفوز الاخرة فجد في تحقيق ما من اجله خلقت خلقنا الله لعبادته. وبقدر ما نحقق من العبادة - 00:04:30
نفوز بعطائه الا بذكر الله تطمئن القلوب. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. هذا العطاء لمن امتثل وذاك الجزاء. والعقوبة لمن اعرض عن قودي خلقه من ذكر الله عز وجل والاقبال على عبادته فبقدر تحقيق العبد لهذين - 00:05:00
ما ينال الجزاء المرتب عليهما. اقرأ يا اخي. سم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا - 00:05:30
ولشيخنا وللحاضرين. قال المحرمون وحين دخل الجنة بغير حساب. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. وقول الله تعالى ان ابراهيم كان امة لله حنيفا. كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين. وقال والذين هم بربهم - 00:06:00
لا يشركون. عن حصين بن عبدالرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير. فقال قال ايكم عن كوكب الندم الذي انقض البارحة؟ قلت انا. ثم كنت اما اني لم اكن في صلاة - 00:06:40
ولكني لدغت قول فما صنعت. كنت ارتقيت. قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة ابن حصيب رضي الله عنه انه قال لا رقية الا من عين او حمة فقال قد احسن من انتهى - 00:07:00
الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه والنبي ومعه والرجلان والنبي ليس معه احد. اذ رفع لي سواد عظيم فظننت - 00:07:30
انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه. فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك. فقال بعضهم فلعلهم - 00:08:00
الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يستهون - 00:08:30
ولا يكتوون ولا يتغيرون وعلى ربهم يتوكلون قام عكاشته محصن فقال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني منهم. فقال ثم قام رجل اخر فقال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني - 00:09:00
منها فقال سبقك بها عكاشة. يقول الامام المصنف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. هذا هذه الترجمة معطوفة فعلى الباب السابق الذي ذكر فيه فضل التوحيد وتكفيره الذنوب وان التوحيد يكفر الذنوب كلها - 00:09:30
العبد صغيرها وكبيرها اذا صدق في تحقيق التوحيد. لكن تلك الفضائل التي جاءت في التوحيد من حط الخطايا والسيئات انما ينالها العبد بقدر ما حقق من توحيد الله تعالى وعبادته وحده - 00:10:00
لا شريك له. وفي هذا الباب ذكر فظلا زائدا على ما تقدم. في الاحاديث السابقة. الاحاديث السابقة دلت ان الذي الذي يحقق التوحيد يفوز بالامن ان الذي يحقق التوحيد يدخل الجنة على ما - 00:10:20
ما كان من العمل الذي يحقق التوحيد يحرم على النار. وفي هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله ان ان تحقيق التوحيد من اسباب دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب. فما هو تحقيق التوحيد؟ ما معنى تحقيق التوحيد - 00:10:40
معنى تحقيق التوحيد بلوغ الغاية في امتثاله وارتسام اعماله في القلب والقول والعمل. فتحقيق الشيء هو بلوغ اليقين فيه. بتكميله الاجتهاد في اقامة خصاله والسلامة مما يناقضه ومما ينقصه سواء كان ذلك نقدا لاصله - 00:11:00
او نقصا لكماله. فتحقيق التوحيد المقصود هو ان يأتي الانسان بغاية الوجود التي من اجلها خلق على اكمل وجه يستطيعه. اذا فاز بتحقيق التوحيد في قلبه. وتحقيق التوحيد في قوله - 00:11:30
وتحقيق التوحيد في عمله سلم من المؤاخذة سلم من النار وفاز بالجنة وكان دخول الجنة على هذا النحو الذي دلت الاحاديث من انه دخول بغير حساب ولا عذاب. قوله رحمه الله دخل الجنة - 00:11:50
المقصود بالجنة دار النعيم التام الكامل التي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذا المقصود بالجنة. نسأل الله ان نكون من اهلها. وان يبلغنا اياها بفضله واحسانه - 00:12:10
عظيم منه وكرمه وقوله رحمه الله بغير حساب اي من غير محاسبة فالحساب هو في الاصل العد والمقصود به هنا عدوا الحسنات والسيئات. والذين يدخلون والذين يدخلون الجنة بغير حساب - 00:12:30
قوم بينتهم النصوص ودلت عليهم النصوص لكن الحساب يوم القيامة في الاصل يكون لكل الخلق الا صنف اثنين من الناس الصنف الاول من يدخلون الجنة وهم الذين وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقواله ومنه هذا الحديث الذي - 00:12:50
سنقرأه ان شاء الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يسترقون ولا ولا يكتوون ويتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. هذه فئة من الناس يدخلون الجنة بغير حساب. الفئة الثانية ممن لا حساب عليهم يوم القيامة هم - 00:13:10
لكن الكفار ليس ذلك لدخول الجنة بل لدخول النار. فانهم لا يحاسبون محاسبة من توزن وسيئاته بل لا حسنة لهم حتى توزن. كما قال جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه - 00:13:30
هباء منثورا. وكما قال تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. ذلك انه لا اعمال لهم حسنة يوازن وبين السيء من العمل بل كل حسناتهم تتبدد وتذهب ويكونون قد استوفوها في الدنيا بما امدهم - 00:13:50
الله تعالى به من نعيم الدنيا الذي لا يبقي معه في الاخرة حسنة فلا يفدون يوم القيامة الا بالسيئات نعوذ بالله من الخذلان فلذلك لا يحتاجون الى موازنة فهذا هو الصنف الثاني من الناس الذين لا حساب عليهم يوم القيامة. صنف يصيرون الى الجنة نسأل الله ان - 00:14:10
منهم وصنف يصيرون الى النار. فقوله رحمه الله دخل الجنة بغير حساب اي بدون محاسبة لكن الفرق بينهم وبين اهل النار ولا عذاب. فان اولئك لا يحاسبون. لكنهم يعذبون هؤلاء الذين حققوا التوحيد فانهم يسلمون من المحاسبة ويسلمون من العذاب. والعذاب هنا - 00:14:30
هو كل ما يؤلم الانسان مما يكرهه سواء في ظاهر في ظاهر بدنه او في باطنه فان العذاب نوعان عذاب يقع على الظاهر وهذا فيما يناله من السعير وغير ذلك مما يكون في عذاب يوم القيامة وكذلك عذاب - 00:15:00
باب في الباطن وهو ما يكون في القلوب من الخوف والفزع الالم لما يشهد ولما يخافه من المنقلب هؤلاء يوم القيامة يأتون يأتون امنين يأتون يا الله عز وجل وقد امنوا من عقابه يوم لا - 00:15:20
مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم هؤلاء لهم الامن كما قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ذكر الله ذكر الله عز وجل من عباده الامنين - 00:15:40
من حقق التوحيد وهو ابراهيم عليه السلام. ابراهيم عليه السلام امام الموحدين. فان فان الله جعله اماما ذكر ذلك في محكم كتابه فقال ان ابراهيم كان امة ثالثا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ذكر الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام جملة خصال - 00:16:00
قال فيه ان ابراهيم كان امة. والمقصود بالامة هنا من جمع خصال الخير حتى قدم غيره فصار اماما يقتدى به اماما في ما يسر الله تعالى له من الخير فالامة تطلق ويراد بها الامامة وتطلق ويراد بها الحقبة من الزمن وتطلق ويراد بها - 00:16:30
الجماعة من الناس كل هذا مما يسمى امة في كلام العرب فقوله تعالى وادكر بعد امة اي بعد فترة من زمن وفي قوله تعالى آآ ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون اي جماعة من الناس - 00:17:00
يصغون. في هذا السياق الله عز وجل يقول ان ابراهيم كان امة اي جمع الله فيه من الخصال ما تفرق في الناس حتى كان اماما في الخير. اماما في البر اماما في الهدى. ذكر الله عز - 00:17:20
وجل بعد ان اخبر عن ابراهيم بهذه الصفة ما الذي بلغه الامامة؟ قال قانتا لله قانتا لله هاي طائعا له واعظم الطاعة لله عز وجل ان تحقق ما من اجله خلق. فقوله قانتا لله اي موحدا له - 00:17:40
ممتثلا لما امر به جل وعلا تاركا ما نهى عنه واعظم ما امر الله تعالى به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك فمن حقق التوحيد وسلم من الشرك وتلقاه في قوله وقلبه وعمله كان قانتا لله عز وجل - 00:18:00
ثم اكد تمام التوحيد في قلبه وفي عمله وفي قوله فقال حنيفا حنيفا في اللغة تطلق على يطلق على المائل. الحنيف في اللغة يطلق على المائل. وهذا والاصل والمقصود بالميل هنا هو الميل عن الشرك الى التوحيد. ولذلك سمي اهل التوحيد - 00:18:20
في ما يوصفون به وفيما يعتقدونه في دينهم سموا اهل اهل الحنيفية لانهم عن الشرك قائمون على التوحيد. فالوصف الثاني الذي ذكره في الوصف الثالث الذي ذكره الله تعالى لابراهيم عليه السلام - 00:18:50
انه كان حنيفا اي مائلا عن الشرك الى التوحيد. واكد هذا المعنى بقوله ولم يكن من المشركين. لم يكن من المشركين لا في قلبه ولا في قوله ولا في عمله لا في ظاهره ولا في باطنه بل كان مجانبا مجافيا - 00:19:10
الشرك واهله وبهذا يتبين ان تحقيق التوحيد طريقه لزوم طاعة الله. طريقه السلامة من الشرك في القول والعمل والسر والاعلان والقلب والقول والقالب. بهذا يحقق العبد التوحيد فتوحيد ليس ان يقول الانسان لا اله الا الله وينقضها صباح مساء بقلبه وقوله وعمله انما التوحيد هو ان يحقق - 00:19:30
هذا المعنى في في قلبه بان لا يكون في قلبه محبوب سوى الله ولا يكون في قلبه معظم سوى الله جل في علاه ولا اخاف غيره جل في علاه ويكون في قوله فيسلم من ان يقع في شيء من الشرك في قوله بل هو طائع لله عز وجل في كلامه - 00:20:00
وقوله على النحو الذي يرضاه جل وعلا وكذلك في عمله فليس في عمله توجه الى غير الله عز وجل بل قد سلم قلبه وحسن عمله ومن احسن قولا ممن دعا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو - 00:20:20
محسن اسلم وجهه اي اخلص عمله لله. اظاف الى هذا الى هذه السلامة القلبية التي هي سلامة في القصد والارادة سلامة ظاهرية بالاحسان وهو الاشتغال بكل ما يحبه ويرضاه خالصا لوجهه. ان ابراهيم كان امة - 00:20:40
قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ولن يتحقق هذا لعبد اي لن يحقق احد التوحيد لله عز وجل الا بان يجتهد في البعد عن الشرك. لذلك يقول الله تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. والذين هم - 00:21:00
بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم اليه راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون نسأل الله ان نكون منهم. فانه لا يتحقق هذا الا بجمع هذه - 00:21:20
هو في اول ذلك اول هذه الخصال هو خشية الله تعالى ثم بعد ذلك الايمان بالله عز وجل ثم بعد ذلك الاجتهاد في توقي الشرك والبعد عنه بالقول والعمل والسر والعلن ثم بعد ذلك الضراعة الى الله في القبول وعدم الاعتداد بالعمل ولذلك قال والذين - 00:21:40
سيؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة ان يخشون الا يقبل الله منهم عملهم. وقلوبهم وجلة انهم اليه راجعون. اولئك اي من جمع هذه الخصال اولئك ايش؟ ايش؟ اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون نسأل الله ان - 00:22:10
منهم. اذا تحقيق التوحيد يكون لزوم ما امر الله تعالى به من عبادته وحده لا شريك له في القلب والقالب في القول والعمل في السر والعلن. تنبه الى هذا المعنى فانه لن - 00:22:30
على تحقيق التوحيد الا اذا لزمت هدي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ان ابراهيم كان امة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين فحقق ذلك ثم ساق المصنف رحمه الله حديثا طويلا في بيان ما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:50
يبين ان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهو ما رواه البخاري ومسلم من حديث حسين بن عبدالرحمن عن سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس وله قصة ساقها المصنف رحمه الله وذكرها عن حسين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير - 00:23:10
وسعيد ابن جبير من كبار التابعين وممن تلقوا واخذوا العلم عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه وعن غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد بن جبير في مجلس من مجالسه مع اصحابه ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة - 00:23:30
المقصود بالكوكب هنا الشهب التي ترمى ولعل شهابا رمي به على وجه ملفت للنظر والا في الشهب التي تتساقط ليست بغريبة ولا بقليلة لكنه سأل عن شيء مميز رؤية تلك الليلة او رمي به - 00:23:50
تلك الليلة فسأل عنه فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقظ البارحة؟ فقلت انا. القائل عبد الرحمن القائل حصين بن عبد الرحمن ثم لما خشي ان ان يتوهم سعيد ابن جبير ومن حضر انه انما رآه لانه كان قائما - 00:24:10
قال اما اني لم اكن في صلاتي. يعني انا رأيت الكوكب لكن ترى ما هو انا في صلاة او كنت قائما لعله اشتغل بشيء من شأنه كما بين رحمه الله اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت يعني الذي اسهرني حتى رأيت ذلك الكوكب الذي انقض البارحة - 00:24:30
هو ما اصابني من لدغة الا اني لدؤ ولكني لدغت قال فما صنعت؟ يعني ما الذي صنعته لما لدغت؟ نقل الحديث عن كوكب الى لدغته وما صنع بها. قال ارتقيت. القائل حصين ابن عبد الرحمن ارتقيت اي طلبت رقية - 00:24:50
قال فما حملك على ذلك؟ يعني ما الذي حملك على ان ترتقي قلت حديث حدثناه الشعبي القائل حسين بن عبد الرحمن يخبر انه انما ارتقى لما سمع من حديث الشعب قال وما حدثكم - 00:25:10
قلت حدثنا عن بريدة ابن الحصين صحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا رقية الا من عين او حماة لا رقية اي اعظم ما تنفع الرقى في كشف الضر وو رفع - 00:25:26
هو فيما اذا كان الضر واحدا من اثنين اما عين واما حمى العين ما تصيبه العين من آآ من امراض حسية او معنوية والحمى نوع من المرض يصيب الانسان ذكر وهو ما يصيبه بسبب اللدغة الحمى هو ما - 00:25:46
يصيب الانسان بسبب لدغة عقرب او لدغة حية او نحو ذلك. قال سعيد بن جبير لما اخبره حسين بن عبد الرحمن انه ارتقى بناء على ما سمع من حديث بريدة بن الحصيب قال قد احسن من انتهى الى ما سمع يعني من اشتهى - 00:26:11
في ان يقف عندما بلغه من العلم عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقد احسن ولو خالف الصواب ولو لم يصب اصابة تامة لان حسين ابن عبد الرحمن - 00:26:31
آآ فعل ما فعل وعقب عليه سعيد بن جبير بما سيأتي. حيث ان سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه رحمه كان يرى الا يرتقي وان الافضل او ان الافضل ترك الرقية. قال له رحمه الله ولكن تعقيب على ما سمعه من حديث - 00:26:49
بريدة بالحصيب ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم عرضت علي الامم اي طوائف الناس وجماعاتهم. المقصود بالامم جماعات الناس جاء واقوام الانبياء عرضت علي الامم. هذا العرض متى كان - 00:27:09
قيل هذا العرض كان ليلة الاسراء وقيل ان هذا العرض كان في المدينة والذي يظهر الله تعالى اعلم ان هذا العرض تكرر على النبي صلى الله عليه وسلم. فعرضت عليه الامم - 00:27:34
قبل هجرته في اسراعه لما اسري به صلى الله عليه وسلم وعرج به الى السماء. وحصل عرظ اخر في المدينة لكنه دون العرض فقوله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم اي رأيتها ومرت بين يدي فرأيت الامم مع - 00:27:50
يقول صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي ومعه الرهط يعني معه الجماعة ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان يعني لم يتبعه من قومه الا رجل او رجلان. ورأيت النبي وليس معه احد. يعني لم لم يستجب له. وتخيل هذه - 00:28:10
هذه الصورة التي تبين عظيم الثبات. نبي مبعوث ممدود بالوحي من السماء لا يتبعه احد. لا يأتي اليه احد لا لم يستجب له احد. ومع ذلك يأتي يوم القيامة على هذا - 00:28:30
لم يستجب له احد لكنه لا يظره ذلك. النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن تنوع احوال الانبياء في الاستجابة اليهم فمنهم من من يجيب من يجيب دعوته رهط من الناس. ومنهم من لا يجيبه الا رجل او رجلان ومنهم من - 00:28:45
لا يجيب احد ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذ رفع لسواد عظيم. يعني وانا على هذه الحال من رؤية الانبياء على هذه القلة في الاستجابة اليهم وما دعوا اليه من الحق رفع - 00:29:05
اي سواد عظيم اي جمع غفير من الناس. فظننت انهم امتي اي توهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسب انهم امته لما اخبر به من كثرة من يتبعه ويؤمن به صلى الله عليه وسلم. فقيل لي هذا موسى وقومه - 00:29:21
فلم تكن امة النبي صلى الله عليه وسلم بل كان بل كان هذا موسى ومن امن به من بني اسرائيل فنظرت فاذا سواد عظيم اي نظر جهة اخرى فرأى سوادا عظيما هو اعظم من الاول. فقيل لي هذه امتك - 00:29:41
ومعهم سبعون الفا اذا هذه الميزة على سائر ما من رآه. رأى كثرة في قوم موسى عليه السلام لكن هذه الامة تميزت امرين بانها اكثر من بني اسرائيل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فاذا سواد عظيم - 00:30:02
قيل لي هذه امتك وتميزت بامر اخر وهو طيب هذه الامة وتميزها عن سائر الامم ومعهم سبعون الفا يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. فميز الله هذه الامة بالكمية فهم اكثر من غيرهم. وميز الله - 00:30:26
على هذه الامة بالكيفية فهم اطيب من غيرهم حيث معهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا العدد انهم سبعون الفا وجاء في احاديث اخر انه مع كل الف سبعون الفا - 00:30:46
وفي رواية وفي بعض الروايات انه مع كل واحد سبعون الفا وفضل الله واسع. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيكون قول ومعهم سبعون الفا هنا ليس للحد بهذا العدد بل - 00:31:05
كثر وتطلق العرب عدد سبعين على الشيء الكثير الذي يبلغ حدا من الكثرة فيعبر عنه بهذا العدد. ولذلك لما سئل عبد الله ابن عباس عن الكبائر السبع هي؟ قال الى السبعين اقرب وليس المقصود بالسبعين هنا السبعين عدا وانما السبعين كثرة - 00:31:20
- 00:31:48