الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا - 00:00:00
عبدالله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان سورة البقرة من السور التي امر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقرائتها - 00:00:21
وحث على اخذها فقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقرأوا البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وكثير من الناس يظن ان هذه الفظيلة في سورة البقرة - 00:00:49
هي فقط لتلاوة السورة لفظا دون تدبر ما في هذه السورة من المعاني والايات والعبر والعظات ولا ريب ان هذا ليس مقصودا للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان - 00:01:16
المقصودة بالقراءة القراءة التي يحصل بها للقارئ انتفاع ولا يكون ذلك الا بالتدبر والفهم للمعاني ولهذا الذين نصيبهم من البقرة هو قراءتها دون وعي معانيها يفوتهم خير كثير من بركة هذه السورة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فان اخذها بركة وتركها حسرة - 00:01:46
ولا تستطيعها البطلة فان البركة في القرآن ليست فقط بتلاوته لفظا دون تدبر ما فيه من المعاني بل بركة القرآن في تدبره وعقلي معناه والانتفاع به والعمل به والدعوة اليه - 00:02:25
ولذلك يقول الله جل وعلا في محكم كتابه كتاب انزل اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب كجدير بالمؤمن ان يعتني مع التلاوة بالتدبر والفهم. فان التدبر والفهم يفتح ابواب المعرفة والعلم - 00:02:48
فنسأل الله ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا. نعم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر كن لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى - 00:03:16
وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. والله على كل شيء قدير قال حدثنا محمد قال حدثنا النفيري قال حدثنا مسكين. عن شعبة عن خالد الحذاء عن - 00:03:46
مروان الاصفر عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر رضي الله عنهما انها قد نسخت وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه هذه الاية وهي قول الله جل وعلا - 00:04:16
لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير من اواخر ما ذكر الله تعالى من ايات سورة البقرة - 00:04:39
وذكر الله تعالى فيها ملكه الذي وسع كل ما في السماوات وما في الارض يقول جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض له جل وعلا ما في السماوات والارض ملكا فهو المالك لما في السماوات وما في الارض - 00:04:58
وله ما في السماوات والارض تدبيرا وتصريفا. فانه اذا كان له ما في السماوات ملكا فان تدبير ما في السماوات وتدبير ما في الارض اليه جل في علاه. وهو على كل شيء قدير سبحانه وبحمده - 00:05:21
واذا كان لهما في السماوات وما في الارض فذاك دال على علم الله المحيط بما في السماوات وما في الارض فان الملك يقتضي العلم. هذه الاية المباركة ذكرها الله تعالى بعد - 00:05:39
اية المعاملات واية وجود بيان الشهادة لمن علمها يقول الله جل وعلا فان كنتم وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة. فان امن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته. وليتق الله - 00:05:56
ربه قال ولا يكتم منه شيئا ثم يقول جل قال تعالى وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتم ها فان واثم قلبه والله بما تعملون عليم بعد ذلك قال لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله - 00:06:23
لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير ذهب جماعة من اهل العلم الى ان قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخطئون المقصود به الشهادة التي امر المؤمن بعدم كتمانها في قوله تعالى وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة - 00:06:51
فان الشهادة اذا ادركها الانسان وترتب على بيانها ثبوت الحقوق فانه يجب على المؤمن ان يبادر اليها والا يكتمها وكتمانه لها وزر واثم. يؤاخذ عليه يوم القيامة ولذلك قال تعالى ولا تهتكوا لا ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها - 00:07:16
فانه اثم قلبه واعاد الاثم للقلب لانه الذي يحمل الانسان على العمل والترك الذي يحمله على الفعل وعدمه فلذلك اضاف الاثم الى القلب وان كانت الشهادة تكون باللسان لكن كتمانها يصدر بامر القلب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه - 00:07:41
وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالفساد العمل دال على فساد القلب. وكل سيئة يجنيها الانسان ويكسبها فانها تؤثر في قلبه. كما قال النبي صلى الله - 00:08:09
عليه وعلى اله وسلم تعرض الذنوب على القلوب عرض الحصير عودا عودا فايما قلب تعرض الفتن على القلوب تعرظ الحصير الفتن هي ما يبتلى به. الانسان ويسقط ولذلك قلت الذنوب فمعنى الفتن هنا اي ما يقع فيه من الذنوب. تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا - 00:08:34
ايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها اي سلم من الفتنة بطاعة الله عز وجل والقيام بحقه نكتت فيه نكتة بيضاء وهذا مضطرد جاري في كل صالحة وفي كل سيئة. فكل صالحة تنكت في قلبك نكتة بيضاء وكل سيئة - 00:09:04
تنكث في قلبك نكتة سوداء ولذلك قال الله تعالى في كتمان الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه. فاضاف الاثم الى القلب ثم قال جل وعلا والله بما تعملون عليم لله ما في السماوات وما في الارض. وهذا يشبه ان يكون وعيدا وتهديدا - 00:09:32
من هذا الذي له ما في السماوات وما في الارض. مقدمة الوعيد وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه اي ان تبدوا ما في انفسكم من من الشهادات وما علمتموه من الشهادات من الشهادات او تخفوه وتكتموه ولا تمتثلوا امر الله تعالى فيه - 00:09:53
يحاسبكم به الله اي سيجري عليكم فيه المحاسبة من الله عز وجل ان تبدوا وان تخفوا ان تبدوا تيما اذا زاد الانسان او نقص في الشهادة على نحو تضيع فيه الحقوق او يستحق فيه الانسان ما لا - 00:10:14
حق له فيه او تخفوا او تخفوها اي تكتموه ولا تبينوا الشهادة التي تستوفى بها الحق يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. وذلك ان جميع الذنوب عدا - 00:10:36
الشرك فانه تحت المشيئة ان شاء الله تعالى عذب صاحبها وان شاء فعنه ما لم يتب فان تاب فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فالذنب الذي يقع فيه الانسان لا يخلو من حالين - 00:10:56
اما ان يكون شركا فهذا لا يغفره الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. واما ان يكون دون الشرك فهذا لا يخلو ايضا من حالين. الحالة الاولى - 00:11:12
ان يتوب منه الانسان والتائب من الذنب كمن لا ذنب له يعفو عنه الله عز وجل ويمحو ذلك من صحائفه واما ان لم يتب منه فهذا تحت المشيئة وهو الذي قال فيه تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:11:26
وقد ذكر الله تعالى في ذنب خاص ذلك وذلك في قوله تعالى ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء كسائر الذنوب دون الكبائر - 00:11:47
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. ختم الله الاية بهذه بهذا الخبر وهو قدرته على كل شيء في اول الاية ذكر الله ملكه لكل شيء. وفي اخر الاية ذكر الله قدرته على كل شيء. فمن - 00:12:01
كان مالكا قادرا فاين المفر منه لا مفر من كان مالكا قادرا فلا مفر كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقام ولذلك يتنبه دائما الى الفواتح الايات وخواتمها وفواتح السور وخواتمها فان فيها من الاسرار - 00:12:21
والعبر والعظات ما يفتح لك بابا عظيما من الانتفاع بايات الله تعالى وكتابه هذه الاية جاءت العقوبة فيها بين اثبات ملك الله لكل شيء وبين قدرتي على كل شيء وهذا - 00:12:43
يبين تماما قدرته عليك وملكه لك وان ما وعدك وتهددك به فلا مناص منه ولا محيص عنه ولا وزر تلتجئ اليه يحميك ويحصنك منه. وبالتالي ليس لك الا ان تبادر الى التوبة. هذا هو المعنى الاول. اذا هذه الاية على هذا التفسير - 00:13:05
متصلة بالاية السابقة وليس فيها نسخ ولم يرد عليها ما يرفع حكمها فان الله عز وجل اخبر بعد نهيه عن كتمان الشهادة وان كتمانها اثم في القلب اخبر جل في علاه بانه ان - 00:13:34
الانسان ما في نفسه او اخفاه فسيحاسبه الله تعالى عليه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير السياق متسق وواضح في دلالة الاية وارتباطها بما قبلها - 00:13:52
هذا هو القول الاول وهو احد قولي المفسرين وهو ظاهر ميل ابي آآ جعفر الطبري شيخ المفسرين رحمه الله اما المعنى الثاني في الاية وهو ما اشار اليه الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيما ساقه - 00:14:12
باسناده من حديث مروان الاصفر عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو ابن عمر اي او هذا الخبر هو ابن عمر. قال رضي الله تعالى عنه انها قد نسخت هذه الاية وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:14:32
يحتسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير قد نسخت ما معنى قد نسخت؟ اي رفع حكمها رفع حكمها والله عز وجل يجري في احكامه ما يشاء. قال تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها - 00:14:52
فالله عز وجل له الحكمة البالغة فيما يبقيه وفيما ينسخه. فالنسخ هو رفع وازالة. فقول عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه في الاية انها قد نسخت اي رفع حكمها - 00:15:17
هذا معنى قوله انها نسخت. فما الذي رفع حكمه؟ الذي رفع حكمه ان هذه الاية فسرت بمعنى غير المعنى السابق. المعنى السابق قلت انه صلة بما قبله مما يتعلق بالشهادات - 00:15:35
وكتمانها اما المعنى الاخر الذي دلت عليه الاية وقال به جماعة من اهل العلم وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم هو ان الاية منفصلة عما تقدم. خبر جديد - 00:15:53
يقول الله تعالى فيه لله ما في السماوات وما في الارض يخبر جل في علاه بسعة ملكه التي بسعة يخبر تعالى بسعة ملكه الذي وسع كل في السماوات وما في السماوات والارض. ثم قال بعد ذلك وان تبدوا ما في انفسكم اي تظهروا - 00:16:10
ما يدور في نفوسكم ما يجول في خواطركم ما يكون في افكاركم ما يكون في قلوبكم ان تبدوا ما في انفسكم اي تتكلموا به او تعملوا به لان لان ابداء ما في النفس اما بالنطق - 00:16:34
واما بالعمل اما بالنطق واما بالعمل فالله عز وجل يقول ان تبدوا ما في انفسكم اي تظهرون قولا او عملا او تخفوه اي لا تظهروه فيبقى فكرا هاجسا يتردد في النفس لم ينطق به لسان ولم يعمل به - 00:16:56
الجوارح ولم تعمل به الاركان. لم ينطق به لسان ولم تعمل به الاركان. بل هو حبيس النفس في الفكر هذا او ذاك سيجري عليه المحاسبة عند الله عز وجل يحاسبكم به الله ان تبدوا وان تبدوا ما في انفسكم تظهروه - 00:17:23
او تخفوه بان لا تتكلموا ولا تعملوا يحاسبكم به الله. اي تجري عليه المحاسبة. مع المحاسبة ان الله عز وجل سيجري على ما يدور في خاطرك من الافكار قانون الثواب والعقاب اما الثواب فلا اشكال - 00:17:50
واما العقاب فهنا الاشكال حيث ان الاية تدل على ان ما يدور في الخاطر من الافكار والهواجس سيحاسب عليه الانسان. فلو فكر الانسان ان يزني او ان يسرق او ان يفعل زورا فان الله سيحاسبه على هذا الفكر - 00:18:14
فهو اثم يحاسبه الله تعالى عليه. ولو لم يفعل ولو لم يعمل هكذا نزلت الاية وهكذا فهمها الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولذلك جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما نزلت عليهم هذه الاية جاءوا - 00:18:37
الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجلسوا على الركب على ركبهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق اي ان الله كلفنا ما نطيع - 00:19:00
من الصلاة والجهاد والصوم والصدقة ونزلت علينا اية لا نطيقها نزلت علينا اية يعسر علينا العمل بها لا نطيقها وهي ان الله سيحاسبنا على ما يدور في خيالنا طبعا كم منا قرأ هذه الاية - 00:19:20
كثيرون يمرون على هذه الاية قراءة وسماعا لكن لا يستوقفهم المعنى ولا يتبادر الى اذهانهم ما دلت عليه من ان الله سيحاسب الناس على ما يجول في خواطرهم الصحابة تعاملهم مع القرآن مختلف - 00:19:48
الصحابة لم يتعاملوا مع القرآن مثل حال اكثر الناس اليوم يتعاملون مع القرآن تلاوة او سماعا لتقريب الاذن بجودة القراءة فقط دون نفوذ الى المعاني. وتفهم لدلالاتها وما فيها. الصحابة نزل عليهم القرآن - 00:20:12
ليعملوا به ولذلك كانوا يتفهمون القرآن ويتدبرون لانهم سيترجمونه ويعملون به. فلشدة يقينهم بان الله عز وجل ما اخبر به سيقع جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة التي ذكر عبد الله ذكر ابو هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:20:35
من انه شق عليهم فجاؤوا قالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق ونزلت علينا اية لا نطيق لا لا نطيقها وقد اخبر عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه عن حال الصحابة انه لما نزلت هذه الاية اغتموا - 00:21:01
اغتموا اصابهم الغم حتى ان عبد الله ابن عمر سمعها قرأ هذه الاية او قرأت عليه هذه الاية فبكى رظي الله تعالى عنه بكاء شديدا فنقل ذلك لعبد الله ابن - 00:21:20
عباس ان عبد الله ابن عمر بكى بكاء شديدا لما قرأت عليه هذه الاية. قال سبحان الله رحم الله ابا عبد الرحمن لقد اصابه ما ما صاب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الاية - 00:21:36
لان الاية شديدة على النفس اذ انها تفيد ان الله عز وجل سيحاسب الناس على ما يدور في خواطرهم ولو لم يتكلموا ولو لم يعملوا وفي هذا مشقة بالغة وشديدة. فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه ليس لهم - 00:21:56
من يبين المعاني ويوضح الاحكام الا هو صلوات الله وسلامه عليه فعنه يصدرون وما عمل به اخذوا عنه وما امرهم به ما كان لهم من خيرة كما قال تعالى ما كان لمؤمن وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من - 00:22:18
فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا كلفنا ما نطيق ونزلت علينا اية لا نطيقها. كلفنا الصلاة والجهاد والصدقة والصوم ونزلت علينا اية لا نطيقها. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قالت بنو اسرائيل لموسى - 00:22:40
سمعنا وعصيناه قولوا سمعنا واطعنا قولوا سمعنا واطعنا. امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يسلموا لله حكما. وهذا هو الاسلام. الاسلام هو الاستسلام وذلك بقبول الاخبار والاذعان للاحكام. الاذعان يعني الانقياد للاحكام - 00:23:00
تنقادوا لحكم الله فقالوا سمعنا واطعنا امتثالا لما امرهم به نبينا صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله يقول ابو هريرة فلما اقترأها القوم لما اقترح اقترحها القوم يعني فرأوها واصبحت مما يقرؤون يقرؤونه في صلواتهم وفي سائر احوالهم - 00:23:26
وذلت بها السنتهم يعني لانت بها السنتهم وجاهدوا انفسهم على الا يكون في خواطرهم وانفسهم ما يحاسبهم به الله عز وجل نزل التخفيف امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون - 00:23:54
كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا هذا شهادة لهم من الله عز وجل بقولهم سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وهذا خارج عن وسع الناس - 00:24:14
خارجة عن وسع الناس ان يتحكموا تحكما تاما بما يدور في خواطرهم وما يدور في قلوبهم فان ذلك قد يعجز عنه الناس بل يعجز عنه اكثر الناس فجاء التخفيف بهذه الاية وهذا معنى ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا فيما نقله عن عبد الله ابن عمر قال انها قد نسخت - 00:24:37
وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله وهذا على المعنى الثاني من معاني الاية وان الله تعالى رفع المؤاخذة عما يجول في الخاطر وما يدور في النفس - 00:25:04
مما لم يتكلم به الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الجماعة من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان الله عفى عن امتي ما حدثت به انفسها هذا هو الذي قال ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:25:18
يحاسبكم به الله ما لم تعمل او تتكلم فاذا بدأ ما في النفس بنطق او بعمل عند ذلك تقع المؤاخذة. ان الله عفى عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم - 00:25:38
اما في النفس مما يرد عليها من الاعماق من الخواطر والافكار التي تترجم بالاقوال او الاعمال لا يؤاخذ بها الانسان الا ان يتكلم او يعمل لكن ثمة امور تكتب على الانسان - 00:25:57
مما يجول في خاطره ولو لم يعمله وهو ما بينه حديث ابن عباس في الصحيح ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة ومن هم بها فعملها كتبه الله عشر حسنات الى سبع مئة ضعف - 00:26:22
واما السيئات من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة لانه تركها لم يعملها ليس انه عجز عنها لا لم يعملها لانه تاب الى الله منها وانصرف عن همة السوء فيها. فهذا يكتبها الله له حسنة كاملة - 00:26:44
فان هم بها وعملها كتبها الله سيئة كاملة فالسيئة لا تظاعف وجزاء سيئة سيئة مثلها لا زيادة على ما يكون من السيئات بل المضاعفة فقط في الحسنات اذا تبين لنا من هذا ان - 00:27:09
ما في النفس ان كان خيرا ولو لم يعمل به الانسان فانه يكتب له حسنة وان كان سيئا عدل عنه فانه يكتب له حسنة. وذاك فضل الله ورحمته بعباده. اما ان كان ما في النفس - 00:27:34
ترجم الى عمل او قول فان كان حسنا فهو بعشر امثالها على سبع مئة ضعف وان كان سيئة فهو سيئة واحدة وليعلم ان ما في النفس اما ان يكون هواجس وافكار وهمة صالح او سيء واما ان يكون - 00:27:52
اعمال مستقرة وهي اعمال قلبية قد تظهر وقد لا تظهر. فهذه يجري عليها المحاسبة ولو لم يظهرها الانسان لانها محل للمحاسبة كالكبر مثلا من كان في قلبه مثقال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فاذا كان في قلبه كبر فانه يحاسب عليه - 00:28:13
لان الكبر عمل وليس شيئا يدور به فكر او يدور به خيال بل هو عمل وهو عمل قلبي كذلك من كان عنده عجب وهو ان يرى لنفسه فظلا او يعجب بعمله الصالح - 00:28:39
ويرى لنفسه فظلا على ربه فيما يكون من صالح عمله هذا عليه وزر ويحاسب به لان هذا عمل قلبي ومثله ايضا لو كان في قلبه حسد او حقد او غل كل هذه مما - 00:28:58
يعاقب عليه الانسان ومما يجري عليه فيه المحاسبة ابداه او لم يبده لان هذا اصلا من اعمال القلوب. واعمال القلوب صالحها وسيئها تجري عليه المعاقبة والعطاء ولو لم يظهر لها اثر في عمل الانسان - 00:29:19
ولو لم يتكلم بها الانسان فانه يحاسب عليها فقوله تعالى ان تبدوا ما في وان تبدوا ما في انفسكم او تحفوه يحاسبكم به الله هو فيما كان من العمل في مكان من الافكار التي - 00:29:40
من شأنها الاظهار اما بقول او بفعل اما ما كان من الاعمال مقره القلب وهو من اعمال القلوب فهذا يؤجر عليه اجرا كاملا تاما اذا كان صالحا ويلحقه فيه وزر واثم ان كان سيئا - 00:29:57
ومعصية كالكبر والحسد والعشب والرياء وما اشبه ذلك من سيء الاعمال فانه يعاقب عليه لهذا ينبغي للمؤمن ان يتفقد قلبه وان يحفظ نفسه من ان يهم بسوء او شر فان ما في فان ما في النفوس يعلمه الله كما قال الله تعالى فيما قصه - 00:30:20
بخبر عيسى ابن مريم تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسي. فالله عز وجل يعلم ما في النفوس. يعلم خائنة الاعين وما يخفى الصدور فما ابداه الانسان علم وما اخفاه علم فالسر عنده علانية سبحانه وبحمده - 00:30:48
هذا ما يتصل بمعنى الاية خلاصة الكلام ان في الاية معنيين المعنى الاول انها وان تبدوا ما في انفسكم يتعلق بالشهادات وهذا متصل بالاية التي قبلها. والمعنى الثاني ان الاية - 00:31:09
بدأت معنى جديدا وهو ما يتصل بمحاسبة الله عز وجل الانسان على ما يكون من الخواطر والافكار التي شأنها ان تكون ظاهرة شأنها ان تظهر بقول او عمل وان الله تعالى يحاسب الانسان على هذا وعلى ذاك. وهذا القول - 00:31:27
الذي ذكره عبد الله ابن عمر من ان الاية منسوخة قال به جماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو منقول عن عن عبد الله ابن مسعود وعن عائشة وعن عبد الله بن عباس وعن ابي هريرة وعن جماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عامة العلماء. الحسن - 00:31:52
رحمه الله ذهب الى رأي قال ان هذه الخواطر التي تدور في ذهن الانسان يحاسب الله يحاسبك هذه الخواطر التي تدور في ذهن الانسان تعرض على الانسان يوم القيامة يعرضها الله عليه - 00:32:12
ولكنه لا يؤاخذه بها وهذا القول وسط بين القول بالنسخ والقول بان الاية لا صلة لها ما تبدي النفوس والقول وهو تنبيه الى ضرورة بالخواطر وان الخواطر وان كان لا يجري عليها محاسبة بثواب وعقاب لكنها مما يعرض على العبد يوم القيامة - 00:32:35
فجدير به ان يحفظ خواطره وافكاره والا يتمادى مع ما يجري في نفسه من خيالات وافكار فان الافكار عنها تصدر الاعمال الافكار عنها تصدر الاعمال فمن طاب فكره طاب عمله. ومن ساء فكره - 00:33:07
ساء عمله ولهذا جدير بالمؤمن ان يحفظ نفسه من الافكار الرديئة - 00:33:31
التفريغ
الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا - 00:00:00
عبدالله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان سورة البقرة من السور التي امر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقرائتها - 00:00:21
وحث على اخذها فقد قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقرأوا البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وكثير من الناس يظن ان هذه الفظيلة في سورة البقرة - 00:00:49
هي فقط لتلاوة السورة لفظا دون تدبر ما في هذه السورة من المعاني والايات والعبر والعظات ولا ريب ان هذا ليس مقصودا للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان - 00:01:16
المقصودة بالقراءة القراءة التي يحصل بها للقارئ انتفاع ولا يكون ذلك الا بالتدبر والفهم للمعاني ولهذا الذين نصيبهم من البقرة هو قراءتها دون وعي معانيها يفوتهم خير كثير من بركة هذه السورة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فان اخذها بركة وتركها حسرة - 00:01:46
ولا تستطيعها البطلة فان البركة في القرآن ليست فقط بتلاوته لفظا دون تدبر ما فيه من المعاني بل بركة القرآن في تدبره وعقلي معناه والانتفاع به والعمل به والدعوة اليه - 00:02:25
ولذلك يقول الله جل وعلا في محكم كتابه كتاب انزل اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب كجدير بالمؤمن ان يعتني مع التلاوة بالتدبر والفهم. فان التدبر والفهم يفتح ابواب المعرفة والعلم - 00:02:48
فنسأل الله ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا. نعم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر كن لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى - 00:03:16
وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله. فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. والله على كل شيء قدير قال حدثنا محمد قال حدثنا النفيري قال حدثنا مسكين. عن شعبة عن خالد الحذاء عن - 00:03:46
مروان الاصفر عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر رضي الله عنهما انها قد نسخت وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه هذه الاية وهي قول الله جل وعلا - 00:04:16
لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير من اواخر ما ذكر الله تعالى من ايات سورة البقرة - 00:04:39
وذكر الله تعالى فيها ملكه الذي وسع كل ما في السماوات وما في الارض يقول جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض له جل وعلا ما في السماوات والارض ملكا فهو المالك لما في السماوات وما في الارض - 00:04:58
وله ما في السماوات والارض تدبيرا وتصريفا. فانه اذا كان له ما في السماوات ملكا فان تدبير ما في السماوات وتدبير ما في الارض اليه جل في علاه. وهو على كل شيء قدير سبحانه وبحمده - 00:05:21
واذا كان لهما في السماوات وما في الارض فذاك دال على علم الله المحيط بما في السماوات وما في الارض فان الملك يقتضي العلم. هذه الاية المباركة ذكرها الله تعالى بعد - 00:05:39
اية المعاملات واية وجود بيان الشهادة لمن علمها يقول الله جل وعلا فان كنتم وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة. فان امن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته. وليتق الله - 00:05:56
ربه قال ولا يكتم منه شيئا ثم يقول جل قال تعالى وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتم ها فان واثم قلبه والله بما تعملون عليم بعد ذلك قال لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله - 00:06:23
لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير ذهب جماعة من اهل العلم الى ان قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخطئون المقصود به الشهادة التي امر المؤمن بعدم كتمانها في قوله تعالى وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة - 00:06:51
فان الشهادة اذا ادركها الانسان وترتب على بيانها ثبوت الحقوق فانه يجب على المؤمن ان يبادر اليها والا يكتمها وكتمانه لها وزر واثم. يؤاخذ عليه يوم القيامة ولذلك قال تعالى ولا تهتكوا لا ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها - 00:07:16
فانه اثم قلبه واعاد الاثم للقلب لانه الذي يحمل الانسان على العمل والترك الذي يحمله على الفعل وعدمه فلذلك اضاف الاثم الى القلب وان كانت الشهادة تكون باللسان لكن كتمانها يصدر بامر القلب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه - 00:07:41
وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالفساد العمل دال على فساد القلب. وكل سيئة يجنيها الانسان ويكسبها فانها تؤثر في قلبه. كما قال النبي صلى الله - 00:08:09
عليه وعلى اله وسلم تعرض الذنوب على القلوب عرض الحصير عودا عودا فايما قلب تعرض الفتن على القلوب تعرظ الحصير الفتن هي ما يبتلى به. الانسان ويسقط ولذلك قلت الذنوب فمعنى الفتن هنا اي ما يقع فيه من الذنوب. تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا - 00:08:34
ايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها اي سلم من الفتنة بطاعة الله عز وجل والقيام بحقه نكتت فيه نكتة بيضاء وهذا مضطرد جاري في كل صالحة وفي كل سيئة. فكل صالحة تنكت في قلبك نكتة بيضاء وكل سيئة - 00:09:04
تنكث في قلبك نكتة سوداء ولذلك قال الله تعالى في كتمان الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه. فاضاف الاثم الى القلب ثم قال جل وعلا والله بما تعملون عليم لله ما في السماوات وما في الارض. وهذا يشبه ان يكون وعيدا وتهديدا - 00:09:32
من هذا الذي له ما في السماوات وما في الارض. مقدمة الوعيد وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه اي ان تبدوا ما في انفسكم من من الشهادات وما علمتموه من الشهادات من الشهادات او تخفوه وتكتموه ولا تمتثلوا امر الله تعالى فيه - 00:09:53
يحاسبكم به الله اي سيجري عليكم فيه المحاسبة من الله عز وجل ان تبدوا وان تخفوا ان تبدوا تيما اذا زاد الانسان او نقص في الشهادة على نحو تضيع فيه الحقوق او يستحق فيه الانسان ما لا - 00:10:14
حق له فيه او تخفوا او تخفوها اي تكتموه ولا تبينوا الشهادة التي تستوفى بها الحق يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. وذلك ان جميع الذنوب عدا - 00:10:36
الشرك فانه تحت المشيئة ان شاء الله تعالى عذب صاحبها وان شاء فعنه ما لم يتب فان تاب فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فالذنب الذي يقع فيه الانسان لا يخلو من حالين - 00:10:56
اما ان يكون شركا فهذا لا يغفره الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. واما ان يكون دون الشرك فهذا لا يخلو ايضا من حالين. الحالة الاولى - 00:11:12
ان يتوب منه الانسان والتائب من الذنب كمن لا ذنب له يعفو عنه الله عز وجل ويمحو ذلك من صحائفه واما ان لم يتب منه فهذا تحت المشيئة وهو الذي قال فيه تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:11:26
وقد ذكر الله تعالى في ذنب خاص ذلك وذلك في قوله تعالى ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء كسائر الذنوب دون الكبائر - 00:11:47
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير. ختم الله الاية بهذه بهذا الخبر وهو قدرته على كل شيء في اول الاية ذكر الله ملكه لكل شيء. وفي اخر الاية ذكر الله قدرته على كل شيء. فمن - 00:12:01
كان مالكا قادرا فاين المفر منه لا مفر من كان مالكا قادرا فلا مفر كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقام ولذلك يتنبه دائما الى الفواتح الايات وخواتمها وفواتح السور وخواتمها فان فيها من الاسرار - 00:12:21
والعبر والعظات ما يفتح لك بابا عظيما من الانتفاع بايات الله تعالى وكتابه هذه الاية جاءت العقوبة فيها بين اثبات ملك الله لكل شيء وبين قدرتي على كل شيء وهذا - 00:12:43
يبين تماما قدرته عليك وملكه لك وان ما وعدك وتهددك به فلا مناص منه ولا محيص عنه ولا وزر تلتجئ اليه يحميك ويحصنك منه. وبالتالي ليس لك الا ان تبادر الى التوبة. هذا هو المعنى الاول. اذا هذه الاية على هذا التفسير - 00:13:05
متصلة بالاية السابقة وليس فيها نسخ ولم يرد عليها ما يرفع حكمها فان الله عز وجل اخبر بعد نهيه عن كتمان الشهادة وان كتمانها اثم في القلب اخبر جل في علاه بانه ان - 00:13:34
الانسان ما في نفسه او اخفاه فسيحاسبه الله تعالى عليه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير السياق متسق وواضح في دلالة الاية وارتباطها بما قبلها - 00:13:52
هذا هو القول الاول وهو احد قولي المفسرين وهو ظاهر ميل ابي آآ جعفر الطبري شيخ المفسرين رحمه الله اما المعنى الثاني في الاية وهو ما اشار اليه الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيما ساقه - 00:14:12
باسناده من حديث مروان الاصفر عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو ابن عمر اي او هذا الخبر هو ابن عمر. قال رضي الله تعالى عنه انها قد نسخت هذه الاية وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:14:32
يحتسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير قد نسخت ما معنى قد نسخت؟ اي رفع حكمها رفع حكمها والله عز وجل يجري في احكامه ما يشاء. قال تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها - 00:14:52
فالله عز وجل له الحكمة البالغة فيما يبقيه وفيما ينسخه. فالنسخ هو رفع وازالة. فقول عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه في الاية انها قد نسخت اي رفع حكمها - 00:15:17
هذا معنى قوله انها نسخت. فما الذي رفع حكمه؟ الذي رفع حكمه ان هذه الاية فسرت بمعنى غير المعنى السابق. المعنى السابق قلت انه صلة بما قبله مما يتعلق بالشهادات - 00:15:35
وكتمانها اما المعنى الاخر الذي دلت عليه الاية وقال به جماعة من اهل العلم وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم هو ان الاية منفصلة عما تقدم. خبر جديد - 00:15:53
يقول الله تعالى فيه لله ما في السماوات وما في الارض يخبر جل في علاه بسعة ملكه التي بسعة يخبر تعالى بسعة ملكه الذي وسع كل في السماوات وما في السماوات والارض. ثم قال بعد ذلك وان تبدوا ما في انفسكم اي تظهروا - 00:16:10
ما يدور في نفوسكم ما يجول في خواطركم ما يكون في افكاركم ما يكون في قلوبكم ان تبدوا ما في انفسكم اي تتكلموا به او تعملوا به لان لان ابداء ما في النفس اما بالنطق - 00:16:34
واما بالعمل اما بالنطق واما بالعمل فالله عز وجل يقول ان تبدوا ما في انفسكم اي تظهرون قولا او عملا او تخفوه اي لا تظهروه فيبقى فكرا هاجسا يتردد في النفس لم ينطق به لسان ولم يعمل به - 00:16:56
الجوارح ولم تعمل به الاركان. لم ينطق به لسان ولم تعمل به الاركان. بل هو حبيس النفس في الفكر هذا او ذاك سيجري عليه المحاسبة عند الله عز وجل يحاسبكم به الله ان تبدوا وان تبدوا ما في انفسكم تظهروه - 00:17:23
او تخفوه بان لا تتكلموا ولا تعملوا يحاسبكم به الله. اي تجري عليه المحاسبة. مع المحاسبة ان الله عز وجل سيجري على ما يدور في خاطرك من الافكار قانون الثواب والعقاب اما الثواب فلا اشكال - 00:17:50
واما العقاب فهنا الاشكال حيث ان الاية تدل على ان ما يدور في الخاطر من الافكار والهواجس سيحاسب عليه الانسان. فلو فكر الانسان ان يزني او ان يسرق او ان يفعل زورا فان الله سيحاسبه على هذا الفكر - 00:18:14
فهو اثم يحاسبه الله تعالى عليه. ولو لم يفعل ولو لم يعمل هكذا نزلت الاية وهكذا فهمها الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولذلك جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما نزلت عليهم هذه الاية جاءوا - 00:18:37
الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجلسوا على الركب على ركبهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق اي ان الله كلفنا ما نطيع - 00:19:00
من الصلاة والجهاد والصوم والصدقة ونزلت علينا اية لا نطيقها نزلت علينا اية يعسر علينا العمل بها لا نطيقها وهي ان الله سيحاسبنا على ما يدور في خيالنا طبعا كم منا قرأ هذه الاية - 00:19:20
كثيرون يمرون على هذه الاية قراءة وسماعا لكن لا يستوقفهم المعنى ولا يتبادر الى اذهانهم ما دلت عليه من ان الله سيحاسب الناس على ما يجول في خواطرهم الصحابة تعاملهم مع القرآن مختلف - 00:19:48
الصحابة لم يتعاملوا مع القرآن مثل حال اكثر الناس اليوم يتعاملون مع القرآن تلاوة او سماعا لتقريب الاذن بجودة القراءة فقط دون نفوذ الى المعاني. وتفهم لدلالاتها وما فيها. الصحابة نزل عليهم القرآن - 00:20:12
ليعملوا به ولذلك كانوا يتفهمون القرآن ويتدبرون لانهم سيترجمونه ويعملون به. فلشدة يقينهم بان الله عز وجل ما اخبر به سيقع جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة التي ذكر عبد الله ذكر ابو هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:20:35
من انه شق عليهم فجاؤوا قالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق ونزلت علينا اية لا نطيق لا لا نطيقها وقد اخبر عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه عن حال الصحابة انه لما نزلت هذه الاية اغتموا - 00:21:01
اغتموا اصابهم الغم حتى ان عبد الله ابن عمر سمعها قرأ هذه الاية او قرأت عليه هذه الاية فبكى رظي الله تعالى عنه بكاء شديدا فنقل ذلك لعبد الله ابن - 00:21:20
عباس ان عبد الله ابن عمر بكى بكاء شديدا لما قرأت عليه هذه الاية. قال سبحان الله رحم الله ابا عبد الرحمن لقد اصابه ما ما صاب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الاية - 00:21:36
لان الاية شديدة على النفس اذ انها تفيد ان الله عز وجل سيحاسب الناس على ما يدور في خواطرهم ولو لم يتكلموا ولو لم يعملوا وفي هذا مشقة بالغة وشديدة. فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه ليس لهم - 00:21:56
من يبين المعاني ويوضح الاحكام الا هو صلوات الله وسلامه عليه فعنه يصدرون وما عمل به اخذوا عنه وما امرهم به ما كان لهم من خيرة كما قال تعالى ما كان لمؤمن وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من - 00:22:18
فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا كلفنا ما نطيق ونزلت علينا اية لا نطيقها. كلفنا الصلاة والجهاد والصدقة والصوم ونزلت علينا اية لا نطيقها. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قالت بنو اسرائيل لموسى - 00:22:40
سمعنا وعصيناه قولوا سمعنا واطعنا قولوا سمعنا واطعنا. امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يسلموا لله حكما. وهذا هو الاسلام. الاسلام هو الاستسلام وذلك بقبول الاخبار والاذعان للاحكام. الاذعان يعني الانقياد للاحكام - 00:23:00
تنقادوا لحكم الله فقالوا سمعنا واطعنا امتثالا لما امرهم به نبينا صلى الله عليه وسلم يقول عبد الله يقول ابو هريرة فلما اقترأها القوم لما اقترح اقترحها القوم يعني فرأوها واصبحت مما يقرؤون يقرؤونه في صلواتهم وفي سائر احوالهم - 00:23:26
وذلت بها السنتهم يعني لانت بها السنتهم وجاهدوا انفسهم على الا يكون في خواطرهم وانفسهم ما يحاسبهم به الله عز وجل نزل التخفيف امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون - 00:23:54
كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا هذا شهادة لهم من الله عز وجل بقولهم سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وهذا خارج عن وسع الناس - 00:24:14
خارجة عن وسع الناس ان يتحكموا تحكما تاما بما يدور في خواطرهم وما يدور في قلوبهم فان ذلك قد يعجز عنه الناس بل يعجز عنه اكثر الناس فجاء التخفيف بهذه الاية وهذا معنى ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا فيما نقله عن عبد الله ابن عمر قال انها قد نسخت - 00:24:37
وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله وهذا على المعنى الثاني من معاني الاية وان الله تعالى رفع المؤاخذة عما يجول في الخاطر وما يدور في النفس - 00:25:04
مما لم يتكلم به الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الجماعة من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان الله عفى عن امتي ما حدثت به انفسها هذا هو الذي قال ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:25:18
يحاسبكم به الله ما لم تعمل او تتكلم فاذا بدأ ما في النفس بنطق او بعمل عند ذلك تقع المؤاخذة. ان الله عفى عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم - 00:25:38
اما في النفس مما يرد عليها من الاعماق من الخواطر والافكار التي تترجم بالاقوال او الاعمال لا يؤاخذ بها الانسان الا ان يتكلم او يعمل لكن ثمة امور تكتب على الانسان - 00:25:57
مما يجول في خاطره ولو لم يعمله وهو ما بينه حديث ابن عباس في الصحيح ان الله كتب الحسنات والسيئات فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة ومن هم بها فعملها كتبه الله عشر حسنات الى سبع مئة ضعف - 00:26:22
واما السيئات من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة لانه تركها لم يعملها ليس انه عجز عنها لا لم يعملها لانه تاب الى الله منها وانصرف عن همة السوء فيها. فهذا يكتبها الله له حسنة كاملة - 00:26:44
فان هم بها وعملها كتبها الله سيئة كاملة فالسيئة لا تظاعف وجزاء سيئة سيئة مثلها لا زيادة على ما يكون من السيئات بل المضاعفة فقط في الحسنات اذا تبين لنا من هذا ان - 00:27:09
ما في النفس ان كان خيرا ولو لم يعمل به الانسان فانه يكتب له حسنة وان كان سيئا عدل عنه فانه يكتب له حسنة. وذاك فضل الله ورحمته بعباده. اما ان كان ما في النفس - 00:27:34
ترجم الى عمل او قول فان كان حسنا فهو بعشر امثالها على سبع مئة ضعف وان كان سيئة فهو سيئة واحدة وليعلم ان ما في النفس اما ان يكون هواجس وافكار وهمة صالح او سيء واما ان يكون - 00:27:52
اعمال مستقرة وهي اعمال قلبية قد تظهر وقد لا تظهر. فهذه يجري عليها المحاسبة ولو لم يظهرها الانسان لانها محل للمحاسبة كالكبر مثلا من كان في قلبه مثقال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فاذا كان في قلبه كبر فانه يحاسب عليه - 00:28:13
لان الكبر عمل وليس شيئا يدور به فكر او يدور به خيال بل هو عمل وهو عمل قلبي كذلك من كان عنده عجب وهو ان يرى لنفسه فظلا او يعجب بعمله الصالح - 00:28:39
ويرى لنفسه فظلا على ربه فيما يكون من صالح عمله هذا عليه وزر ويحاسب به لان هذا عمل قلبي ومثله ايضا لو كان في قلبه حسد او حقد او غل كل هذه مما - 00:28:58
يعاقب عليه الانسان ومما يجري عليه فيه المحاسبة ابداه او لم يبده لان هذا اصلا من اعمال القلوب. واعمال القلوب صالحها وسيئها تجري عليه المعاقبة والعطاء ولو لم يظهر لها اثر في عمل الانسان - 00:29:19
ولو لم يتكلم بها الانسان فانه يحاسب عليها فقوله تعالى ان تبدوا ما في وان تبدوا ما في انفسكم او تحفوه يحاسبكم به الله هو فيما كان من العمل في مكان من الافكار التي - 00:29:40
من شأنها الاظهار اما بقول او بفعل اما ما كان من الاعمال مقره القلب وهو من اعمال القلوب فهذا يؤجر عليه اجرا كاملا تاما اذا كان صالحا ويلحقه فيه وزر واثم ان كان سيئا - 00:29:57
ومعصية كالكبر والحسد والعشب والرياء وما اشبه ذلك من سيء الاعمال فانه يعاقب عليه لهذا ينبغي للمؤمن ان يتفقد قلبه وان يحفظ نفسه من ان يهم بسوء او شر فان ما في فان ما في النفوس يعلمه الله كما قال الله تعالى فيما قصه - 00:30:20
بخبر عيسى ابن مريم تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسي. فالله عز وجل يعلم ما في النفوس. يعلم خائنة الاعين وما يخفى الصدور فما ابداه الانسان علم وما اخفاه علم فالسر عنده علانية سبحانه وبحمده - 00:30:48
هذا ما يتصل بمعنى الاية خلاصة الكلام ان في الاية معنيين المعنى الاول انها وان تبدوا ما في انفسكم يتعلق بالشهادات وهذا متصل بالاية التي قبلها. والمعنى الثاني ان الاية - 00:31:09
بدأت معنى جديدا وهو ما يتصل بمحاسبة الله عز وجل الانسان على ما يكون من الخواطر والافكار التي شأنها ان تكون ظاهرة شأنها ان تظهر بقول او عمل وان الله تعالى يحاسب الانسان على هذا وعلى ذاك. وهذا القول - 00:31:27
الذي ذكره عبد الله ابن عمر من ان الاية منسوخة قال به جماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو منقول عن عن عبد الله ابن مسعود وعن عائشة وعن عبد الله بن عباس وعن ابي هريرة وعن جماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عامة العلماء. الحسن - 00:31:52
رحمه الله ذهب الى رأي قال ان هذه الخواطر التي تدور في ذهن الانسان يحاسب الله يحاسبك هذه الخواطر التي تدور في ذهن الانسان تعرض على الانسان يوم القيامة يعرضها الله عليه - 00:32:12
ولكنه لا يؤاخذه بها وهذا القول وسط بين القول بالنسخ والقول بان الاية لا صلة لها ما تبدي النفوس والقول وهو تنبيه الى ضرورة بالخواطر وان الخواطر وان كان لا يجري عليها محاسبة بثواب وعقاب لكنها مما يعرض على العبد يوم القيامة - 00:32:35
فجدير به ان يحفظ خواطره وافكاره والا يتمادى مع ما يجري في نفسه من خيالات وافكار فان الافكار عنها تصدر الاعمال الافكار عنها تصدر الاعمال فمن طاب فكره طاب عمله. ومن ساء فكره - 00:33:07
ساء عمله ولهذا جدير بالمؤمن ان يحفظ نفسه من الافكار الرديئة - 00:33:31