الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضر وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ودين الله في الارض والسماء واحد وهو دين الاسلام - 00:00:00
قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا. ونحن براء الى الله من كل من خالف - 00:00:33
الذي ذكرناه وبيناه ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به سيمانة من الاهواء المختلفة والاراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة معتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة - 00:01:03
حالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال وارضياء وبالله العصمة فيق. ما شاء الله. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:33
هذه خاتمة هذه العقيدة المباركة عقيدة ابي جعفر الطحاوي المشهورة بالطحاوية والتي نقل فيها جملة من عقائد السلف اه وفق الى الصواب في كثير منها وجانبه الصواب في بعضها فاسأل الله تعالى ان يغفر له وان يرحمه - 00:01:51
وان آآ يعلي درجته في المهديين وان يرزقنا الصواب في الاعتقاد والصلاح في العمل وان يجعلنا من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين الملخص الذي ختم به المؤلف رحمه الله وبيان ان ما تظمنته هذه الرسالة هو دين الاسلام الذي جاءت به - 00:02:12
الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم من الايمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذه الاصول اصول الايمان اجمعت عليها آآ النبوات واتفقت عليها الرسالات لا خلاف بينهم في آآ الدعوة اليها وفي طلبها من الناس - 00:02:36
وبيانها لهم وتقدم الكلام على قوله رحمه الله اه ودين الله تعالى في السماء والارض واحد وهو دين الاسلام كما قال تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:02:56
كل هذا مما تقدم الكلام عليه بعد ذلك بين وسطية هذه الشريعة وهذه العقيدة وهذا الدين وانه وسط كما وصفه الله تعالى بقوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس - 00:03:16
ووسطيته هو مجانبته لكل ميل وانحراف بزيادة او بنقص بغلو او بتقصير. ولذلك قال وهو بين الغلو والتقصير هذه من معالم وسطية هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عليه الرسل صلوات الله وسلامه عليه هو - 00:03:32
السلامة من الغلو والزيادة آآ الاتيان بما لم يأمر به الله تعالى اه والتقصير وهو النقص عما امر الله تعالى به فطريق اهل السنة والجماعة سالم من الزيادة ومجاوزة الحد - 00:03:54
في الاعتقاد والعمل وسالم من التقصير والانحراف والخروج عما امر الله تعالى به كما قال تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم وكما قال النبي الله جل وعلا تلك حدود الله فلا تقربوها - 00:04:15
اه تكلمنا عن هذا ثم ذكر المصنف رحمه الله وبين التشبيه والتعطيل اهل السنة والجماعة ايضا وسط بين المشبهة الذين يمثلون الله بخلقه التشبيه هنا بمعنى التمثيل وهذا اصطلاح يطلقه المتأخرون على - 00:04:32
على التمثيل يطلقون التشبيه ويريدون التمثيل فيقولون المشبهة التشبيه ليس له شبيه يريدون بذلك التمثيل والتعطيل هو مقابل للتشبيه وهو آآ اخلاء الله تعالى مما وصف به نفسه اخلاء الله تعالى مما وصف به نفسه اما كليا واما جزئيا. كلاهما انحراف - 00:04:52
سلم منه اهل السنة والجماعة سلم الله تعالى اهل الاسلام منه يقول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذه الاية على وجزتها الا انها بين الظلال الفريقين وزيفت طريق البدعتين بدعة التشبيه وهي تمثيل الله بخلقه وبدعة التعطيل وهي نفي ما اثبته الله لنفسه - 00:05:19
او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم اما كليا او جزئيا وفقوله ليس كمثله شيء نفي لبدعة التمثيل وقوله وهو السميع البصير نفي لبدعة التعطيل فاهل السنة والجماعة سالمون من هذا - 00:05:45
وذاك يثبتون ما اثبته الله لنفسه على الوجه اللائق به دون تحريف ولا تعطيل ودون تكييف ولا تمثيل قوله رحمه الله والجبر والقدر اي ان اهل السنة والجماعة وسط بين - 00:06:03
اهل الجبر و نفاة القدر فدين الله تعالى وسط في افعال الله عز وجل بين الجبرية النافلة لحكمة الله تعالى وعدله وبين القدرية المكذبين بالقدر فكما تقدم وهذا تكرر كثيرا في كلام المصنف رحمه الله - 00:06:20
ان اهل السنة والجماعة يثبتون علم الله السابق للحوادث كتابته جل في علاه ما سبق من اه كتابته لذلك العلم اه مشيئته لكل واقع في الكون آآ خلقه له ويثبتون هذه المعاني الاربع التي بها يتم الايمان بالقدر. فلا مشيئة للانسان ولا اختيار - 00:06:45
الا ما شاء الله تعالى ولكنه لا ينفي هذا ان يكون مختارا فكما قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله الا ان يشاء الله رب العالمين وكما قال تعالى من شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان - 00:07:12
ان شاء الله رب العالمين فاهل السنة والجماعة سالمون من طريق الجبرية الذين يلغون يلغون مشيئة الانسان ويجعلونه وبين القدرية الذين يلغون فعل الله تعالى وخلقه وتقديره يجعلون فعل الانسان خارجا عن خلق الله عز وجل - 00:07:29
وتقدم هذا مثل ما ذكرت في مواضع عديدة من كان المصنف قال وبين الامن والاياس اي ان اي ان اهل السنة والجماعة آآ في باب الخوف والرجاء وسق بين الامنين من مكر الله وعقابه - 00:07:55
وبين القانطين من رحمته ومغفرته فانه فان هذا السبيل وذاك كلاهما مما حذر الله تعالى منه. يقول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون و - 00:08:11
قد قال الله تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون كل هذا يبين ان مسلك اهل التقوى وسط بين الاياس - 00:08:28
وبين وبين الامن تلائمنا من مكر الله ولا اياس من روح الله بل هم يسيرون الى الله تعالى بالرجاء والخوف يرجون ما عنده ويخافون عقابه وبهذا يحصل استقامة المسير فان تغليب واحد منهما على الاخر - 00:08:45
يزل به الانسان ويخرج به عن الصراط القويم بهذا انتهى المؤلف رحمه الله مما يتعلق ببيان وسطية اهل السنة والجماعة في الدين كله وفيما ذكر من ابواب على وجه الخصوص - 00:09:07
بينما ذكر ذلك تمثيلا ذكر اربعة امور. الامر الاول ذكر بين الغلو والتقصير والثاني بين التشبيه والتعطيل والثالث بين الجبر والقدر والرابع بين الامن والاياس وهذا تمثيل للوسطية وليس حصرا لها بل هم وسط في كل امور الدين وشعائر الاسلام الاعتقادية والعملية الظاهرة والباطنة فهذا - 00:09:23
دين كما قال الله تعالى وسط وكذلك جعلناكم امة وسطا. وقد كمله الله تعالى بان جعله ايمن بالحق مقيما له سالما من كل انحراف وزلل وميل. يقول رحمه الله فهذا ديننا - 00:09:49
واعتقادنا هذا المشار اليه ما تقدم في هذه العقيدة وقول هذا ديننا اي اي ان كل ما تقدم ذكره من العقائد والاصول في هذه العقيدة هو مما نتعبد الله تعالى به - 00:10:09
هذا معنى قوله فهذا ديننا اي نتقرب الى الله نتدين لله تعالى به. نعبد الله تعالى به هو اعتقادنا اي ما نطوي عليه قلوبنا افئدتنا يستوي في ذلك ما اكنته قلوبنا وما اظهرته اقوالنا واعمالنا ولذلك قال ظاهرا وباطنا - 00:10:26
فالظاهر هو ما ابانته الالسن وبينته الاقوال والباطن ما انطوت عليه القلوب فاهل السنة والجماعة على هذا النحو مما تقدم في هذه العقيدة من لزوم الكتاب والسنة واتباع سلف الامة في ما يأتون وما - 00:10:46
وفيما يعتقدون وفيما يظهرون ويبطنون. قال رحمه الله ونحن ونحن برءاء بعد ما بين هذي عقيدة اهل السنة والجماعة انتقل الى بيان ما ينبغي ان يستكمل به المؤمن ايمانه فان الايمان لا يقوم الا على امرين. الامر الاول اعتقاد الحق - 00:11:07
والامر الثاني البراءة من الباطل فلا يستقيم ايمان احد الا بهذين الامرين في كل امر من امور الاعتقاد والديانة لا استقامة الا باعتقاد الحق براءة من الباطل يقول الله تعالى في محكم كتابه - 00:11:28
فمن يكفر بالطاغوت يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فجعل الله تعالى الاستمساك بالعروة الوثقى مرتبا على امرين الامر الاول الكفر بالطاغوت والايمان بالله والكفر والطاغوت هو البراءة من الباطل - 00:11:47
والكفر به الايمان بالله هو الاستمساك بالحق واعتقاده فقوله رحمه الله ونحن برآء بعد ما بين ما ينبغي اعتقاده والتقرب الى الله تعالى اه به من العقائد والجمل المتقدمة ذكاء - 00:12:04
تكلم عن وجوب البراءة من كل من خالف ذلك فلذلك قال ونحن براء الى الله تعالى من كل ما خالف الذي ذكرناه وبيناه يفيد هذا ان الايمان لا يكمل الا بالبراءة مما تقدم - 00:12:24
وقد جاء في الصحيح من حديث طارق والاشيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله - 00:12:44
فجعل تحريم الدم والمال مرتبا على قول لا اله الا الله والكفر بما يعبد من دون الله ثم قال رحمه الله بعد ان ذكر البراءة من كل ما خالف عقد اهل السنة والجماعة مما ذكر ومما لم يذكر قال ونسأل الله - 00:12:57
ونسأل الله ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به وهذا فيه اه الضراعة الى الله تعالى ان تستقيم القدم ويسكن القلب واثبت الفؤاد على ما جاء في الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة - 00:13:17
وان هذا من توفيق الله تعالى ليس شيئا من قبل الانسان ولا من جهده وكده وعمله بل هو من منة الرحمن كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فالاستقامة على العقيدة الصحيحة - 00:13:40
وسلوك الطريق آآ السلف الصالح واهل السنة والجماعة ولزوم الدين العتيق هو من منة الله على العبد لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن. وهذا يبين انه ينبغي ان يظهر العبد والافتقار الى الله وان يشهد منة الله عليه - 00:13:57
في هدايته الى الصراط المستقيم نسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان وهو ما تقدم بيانه وتوضيحه وشرحه وآآ بيان عالمة ويختم لنا به فهو خير ما يخرج به الانسان من الدنيا ان يخرج على الايمان ولذلك كان في الدعاء للميت اللهم من احييته من نفاحه - 00:14:19
على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان. لانه هو الذي ينفع وهو ما يكون في الباطن من كمال الانقياد والاستسلام لله عز وجل ويعصمنا من الاهواء المختلفة هذا سؤال الله تعالى الوقاية - 00:14:43
من شر المظلات من الاهواء المختلفة والاهواء اي ما تميل اليه النفوس من العقائد والاقوال والاعمال وهذا شيء كثير ووصفها بانها مختلفة لان الناس فيها على فنون وعلى انواع يختلف من زمان الى زمان ومن مكان الى مكان ومن حال الى حال ومن شخص الى شخص فالاهواء لا جامع لها - 00:14:59
ولذلك اراء الناس واهوائهم في التباين والاختلاف اشد من الوانهم والسنتهم فهي متباينة تباينا عظيما والمؤلف رحمه الله سأل الله تعالى العصمة من الاهواء المختلفة بشتى صورها لان كل ما جانب الحق فهو هوى - 00:15:27
كل ما جانب الهدى فهو هوى ولهذا سأل الله العصمة منه لان لا يركن الى نفسه والى قوته بل هو بفضل الله وعصمته وتوفيقه. قوله رحمه الله والاراء المتفرقة الاراء جمع رأي والمقصود به هنا ما خالف الكتاب والسنة - 00:15:48
وما اجمع وما خالف ما اجمع عليه الائمة في الاراء في هذه الحال تفرق ولا تجمع وقد قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا - 00:16:06
قال والمذاهب والمذاهب الرديئة اي المسالك والطرق الخبيثة التي ترضي اهلها في الظلالات والظلمات ثم مثل لذلك بجملة من الامثلة مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والقدرية والجبرية وغيرهم. وهؤلاء اصول هؤلاء - 00:16:22
اهل اصول هذه الفرق هي اصول فرق الضلال فيما يتعلق باسماء الله وصفاته فيما يتعلق بالقدر فالمشبهة هم الذين يمثلون الله تعالى بخلقه وهذا الحرف يتعلق بما اخبر الله تعالى به عن نفسه من اسمائه وصفاته - 00:16:51
وكذلك آآ المعتزلة مما يتعلق بهذا الباب وبغيره من الابواب فالمعتزلة عندهم ضلال في القدر وعندهم ظلال في اه اسماء الله عز وجل وصفاته وعندهم ضلال في ابواب اخرى من ابواب الاعتقاد - 00:17:11
كذلك الجهمية وهم الغلاة في النفي نفي ما اخبر الله تعالى به عن نفسه واخبرت به رسله كذلك القدرية والجبرية وغيرهم. من الذين خالفوا السنة والجماعة وهذا ليس حصرا للضلالات بهذه الفرق. لكنها - 00:17:30
ابرز ما تكلم عنه مؤلف رحمه الله ولعله ذكر ذلك بناء على ظهور اقوال هؤلاء في زمانه والا فالضلالات والانحرافات تختلف باختلاف الزمان وباختلاف المكان كما ذكرنا في التعليق على قوله والاهواء المختلفة - 00:17:50
قال رحمه الله آآ ولذلك بعد ان ذكرهم تعيينا باسمائهم ذكر الجامع لهم قال وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وخالفوا آآ هو حالف الضلالة وحالفوا الضلالة اي اجتمعوا اليها وانظافوا اليها وانضموا اليها - 00:18:07
قال رحمه الله ونحن براء منهم بعد ما ذكر البراءة من الاقوال المنحرفة الظالة بقوله ونحن براء من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه اعاد ذلك بذكر البراءة من هؤلاء المعينين الذين سماهم وذكرهم. ونحن براء منهم - 00:18:30
وهم عندنا ضلال ارياء اي ان اهل السنة والجماعة يبغضون ويتبرأون من كل من خالف الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة وهم عند اهل السنة والجماعة ظلال واردياء. يعتقدون ان كل من خالف ما كان عليه سلف الامة - 00:18:54
فانه ضال والضال هو الضائع عن طريق الهدى وارضية اي قد تردوا بالضلال توقعوا في الردى والشر والقبح لذلك كانوا ارضياء بعد ذلك ختم المؤلف بحمد الله والثلاء عليه قال والحمد لله وحده وصلى الله على وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه - 00:19:13
وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة الا بالله. وفي بعض النسخ قال وبالله العصمة وبالله العصمة والتوفيق اي به جل في علاه ينال العبد ما يؤمل من حماية والهداية فالعصمة حماية - 00:19:38
والتوفيق هداية فانه لا ينال العبد الحماية من الشر والوقاية منه ولا ينال سلوكه في طريقه الا بالله عز وجل واذا قال وبالله اي به وحده نعتصم وبه وحده آآ نأمل ونرجو التوفيق الى صراط الى الصراط المستقيم - 00:19:58
اسأل الله تعالى ان يغفر المؤلف وان ينفعنا بما ذكر وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والبصيرة في الدين وبهذا تكون قد انتهت هذه الرسالة المباركة في هذه الليلة في ليلة - 00:20:23
السادس من شهر رجب عام خمس وثلاثين واربع مئة والف للهجرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:38
التفريغ
الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضر وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ودين الله في الارض والسماء واحد وهو دين الاسلام - 00:00:00
قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا. ونحن براء الى الله من كل من خالف - 00:00:33
الذي ذكرناه وبيناه ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به سيمانة من الاهواء المختلفة والاراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة معتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة - 00:01:03
حالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال وارضياء وبالله العصمة فيق. ما شاء الله. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:33
هذه خاتمة هذه العقيدة المباركة عقيدة ابي جعفر الطحاوي المشهورة بالطحاوية والتي نقل فيها جملة من عقائد السلف اه وفق الى الصواب في كثير منها وجانبه الصواب في بعضها فاسأل الله تعالى ان يغفر له وان يرحمه - 00:01:51
وان آآ يعلي درجته في المهديين وان يرزقنا الصواب في الاعتقاد والصلاح في العمل وان يجعلنا من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين الملخص الذي ختم به المؤلف رحمه الله وبيان ان ما تظمنته هذه الرسالة هو دين الاسلام الذي جاءت به - 00:02:12
الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم من الايمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذه الاصول اصول الايمان اجمعت عليها آآ النبوات واتفقت عليها الرسالات لا خلاف بينهم في آآ الدعوة اليها وفي طلبها من الناس - 00:02:36
وبيانها لهم وتقدم الكلام على قوله رحمه الله اه ودين الله تعالى في السماء والارض واحد وهو دين الاسلام كما قال تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وقال ورضيت لكم الاسلام دينا - 00:02:56
كل هذا مما تقدم الكلام عليه بعد ذلك بين وسطية هذه الشريعة وهذه العقيدة وهذا الدين وانه وسط كما وصفه الله تعالى بقوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس - 00:03:16
ووسطيته هو مجانبته لكل ميل وانحراف بزيادة او بنقص بغلو او بتقصير. ولذلك قال وهو بين الغلو والتقصير هذه من معالم وسطية هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عليه الرسل صلوات الله وسلامه عليه هو - 00:03:32
السلامة من الغلو والزيادة آآ الاتيان بما لم يأمر به الله تعالى اه والتقصير وهو النقص عما امر الله تعالى به فطريق اهل السنة والجماعة سالم من الزيادة ومجاوزة الحد - 00:03:54
في الاعتقاد والعمل وسالم من التقصير والانحراف والخروج عما امر الله تعالى به كما قال تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم وكما قال النبي الله جل وعلا تلك حدود الله فلا تقربوها - 00:04:15
اه تكلمنا عن هذا ثم ذكر المصنف رحمه الله وبين التشبيه والتعطيل اهل السنة والجماعة ايضا وسط بين المشبهة الذين يمثلون الله بخلقه التشبيه هنا بمعنى التمثيل وهذا اصطلاح يطلقه المتأخرون على - 00:04:32
على التمثيل يطلقون التشبيه ويريدون التمثيل فيقولون المشبهة التشبيه ليس له شبيه يريدون بذلك التمثيل والتعطيل هو مقابل للتشبيه وهو آآ اخلاء الله تعالى مما وصف به نفسه اخلاء الله تعالى مما وصف به نفسه اما كليا واما جزئيا. كلاهما انحراف - 00:04:52
سلم منه اهل السنة والجماعة سلم الله تعالى اهل الاسلام منه يقول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذه الاية على وجزتها الا انها بين الظلال الفريقين وزيفت طريق البدعتين بدعة التشبيه وهي تمثيل الله بخلقه وبدعة التعطيل وهي نفي ما اثبته الله لنفسه - 00:05:19
او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم اما كليا او جزئيا وفقوله ليس كمثله شيء نفي لبدعة التمثيل وقوله وهو السميع البصير نفي لبدعة التعطيل فاهل السنة والجماعة سالمون من هذا - 00:05:45
وذاك يثبتون ما اثبته الله لنفسه على الوجه اللائق به دون تحريف ولا تعطيل ودون تكييف ولا تمثيل قوله رحمه الله والجبر والقدر اي ان اهل السنة والجماعة وسط بين - 00:06:03
اهل الجبر و نفاة القدر فدين الله تعالى وسط في افعال الله عز وجل بين الجبرية النافلة لحكمة الله تعالى وعدله وبين القدرية المكذبين بالقدر فكما تقدم وهذا تكرر كثيرا في كلام المصنف رحمه الله - 00:06:20
ان اهل السنة والجماعة يثبتون علم الله السابق للحوادث كتابته جل في علاه ما سبق من اه كتابته لذلك العلم اه مشيئته لكل واقع في الكون آآ خلقه له ويثبتون هذه المعاني الاربع التي بها يتم الايمان بالقدر. فلا مشيئة للانسان ولا اختيار - 00:06:45
الا ما شاء الله تعالى ولكنه لا ينفي هذا ان يكون مختارا فكما قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله الا ان يشاء الله رب العالمين وكما قال تعالى من شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان - 00:07:12
ان شاء الله رب العالمين فاهل السنة والجماعة سالمون من طريق الجبرية الذين يلغون يلغون مشيئة الانسان ويجعلونه وبين القدرية الذين يلغون فعل الله تعالى وخلقه وتقديره يجعلون فعل الانسان خارجا عن خلق الله عز وجل - 00:07:29
وتقدم هذا مثل ما ذكرت في مواضع عديدة من كان المصنف قال وبين الامن والاياس اي ان اي ان اهل السنة والجماعة آآ في باب الخوف والرجاء وسق بين الامنين من مكر الله وعقابه - 00:07:55
وبين القانطين من رحمته ومغفرته فانه فان هذا السبيل وذاك كلاهما مما حذر الله تعالى منه. يقول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون و - 00:08:11
قد قال الله تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون كل هذا يبين ان مسلك اهل التقوى وسط بين الاياس - 00:08:28
وبين وبين الامن تلائمنا من مكر الله ولا اياس من روح الله بل هم يسيرون الى الله تعالى بالرجاء والخوف يرجون ما عنده ويخافون عقابه وبهذا يحصل استقامة المسير فان تغليب واحد منهما على الاخر - 00:08:45
يزل به الانسان ويخرج به عن الصراط القويم بهذا انتهى المؤلف رحمه الله مما يتعلق ببيان وسطية اهل السنة والجماعة في الدين كله وفيما ذكر من ابواب على وجه الخصوص - 00:09:07
بينما ذكر ذلك تمثيلا ذكر اربعة امور. الامر الاول ذكر بين الغلو والتقصير والثاني بين التشبيه والتعطيل والثالث بين الجبر والقدر والرابع بين الامن والاياس وهذا تمثيل للوسطية وليس حصرا لها بل هم وسط في كل امور الدين وشعائر الاسلام الاعتقادية والعملية الظاهرة والباطنة فهذا - 00:09:23
دين كما قال الله تعالى وسط وكذلك جعلناكم امة وسطا. وقد كمله الله تعالى بان جعله ايمن بالحق مقيما له سالما من كل انحراف وزلل وميل. يقول رحمه الله فهذا ديننا - 00:09:49
واعتقادنا هذا المشار اليه ما تقدم في هذه العقيدة وقول هذا ديننا اي اي ان كل ما تقدم ذكره من العقائد والاصول في هذه العقيدة هو مما نتعبد الله تعالى به - 00:10:09
هذا معنى قوله فهذا ديننا اي نتقرب الى الله نتدين لله تعالى به. نعبد الله تعالى به هو اعتقادنا اي ما نطوي عليه قلوبنا افئدتنا يستوي في ذلك ما اكنته قلوبنا وما اظهرته اقوالنا واعمالنا ولذلك قال ظاهرا وباطنا - 00:10:26
فالظاهر هو ما ابانته الالسن وبينته الاقوال والباطن ما انطوت عليه القلوب فاهل السنة والجماعة على هذا النحو مما تقدم في هذه العقيدة من لزوم الكتاب والسنة واتباع سلف الامة في ما يأتون وما - 00:10:46
وفيما يعتقدون وفيما يظهرون ويبطنون. قال رحمه الله ونحن ونحن برءاء بعد ما بين هذي عقيدة اهل السنة والجماعة انتقل الى بيان ما ينبغي ان يستكمل به المؤمن ايمانه فان الايمان لا يقوم الا على امرين. الامر الاول اعتقاد الحق - 00:11:07
والامر الثاني البراءة من الباطل فلا يستقيم ايمان احد الا بهذين الامرين في كل امر من امور الاعتقاد والديانة لا استقامة الا باعتقاد الحق براءة من الباطل يقول الله تعالى في محكم كتابه - 00:11:28
فمن يكفر بالطاغوت يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فجعل الله تعالى الاستمساك بالعروة الوثقى مرتبا على امرين الامر الاول الكفر بالطاغوت والايمان بالله والكفر والطاغوت هو البراءة من الباطل - 00:11:47
والكفر به الايمان بالله هو الاستمساك بالحق واعتقاده فقوله رحمه الله ونحن برآء بعد ما بين ما ينبغي اعتقاده والتقرب الى الله تعالى اه به من العقائد والجمل المتقدمة ذكاء - 00:12:04
تكلم عن وجوب البراءة من كل من خالف ذلك فلذلك قال ونحن براء الى الله تعالى من كل ما خالف الذي ذكرناه وبيناه يفيد هذا ان الايمان لا يكمل الا بالبراءة مما تقدم - 00:12:24
وقد جاء في الصحيح من حديث طارق والاشيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله - 00:12:44
فجعل تحريم الدم والمال مرتبا على قول لا اله الا الله والكفر بما يعبد من دون الله ثم قال رحمه الله بعد ان ذكر البراءة من كل ما خالف عقد اهل السنة والجماعة مما ذكر ومما لم يذكر قال ونسأل الله - 00:12:57
ونسأل الله ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به وهذا فيه اه الضراعة الى الله تعالى ان تستقيم القدم ويسكن القلب واثبت الفؤاد على ما جاء في الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة - 00:13:17
وان هذا من توفيق الله تعالى ليس شيئا من قبل الانسان ولا من جهده وكده وعمله بل هو من منة الرحمن كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فالاستقامة على العقيدة الصحيحة - 00:13:40
وسلوك الطريق آآ السلف الصالح واهل السنة والجماعة ولزوم الدين العتيق هو من منة الله على العبد لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن. وهذا يبين انه ينبغي ان يظهر العبد والافتقار الى الله وان يشهد منة الله عليه - 00:13:57
في هدايته الى الصراط المستقيم نسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان وهو ما تقدم بيانه وتوضيحه وشرحه وآآ بيان عالمة ويختم لنا به فهو خير ما يخرج به الانسان من الدنيا ان يخرج على الايمان ولذلك كان في الدعاء للميت اللهم من احييته من نفاحه - 00:14:19
على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان. لانه هو الذي ينفع وهو ما يكون في الباطن من كمال الانقياد والاستسلام لله عز وجل ويعصمنا من الاهواء المختلفة هذا سؤال الله تعالى الوقاية - 00:14:43
من شر المظلات من الاهواء المختلفة والاهواء اي ما تميل اليه النفوس من العقائد والاقوال والاعمال وهذا شيء كثير ووصفها بانها مختلفة لان الناس فيها على فنون وعلى انواع يختلف من زمان الى زمان ومن مكان الى مكان ومن حال الى حال ومن شخص الى شخص فالاهواء لا جامع لها - 00:14:59
ولذلك اراء الناس واهوائهم في التباين والاختلاف اشد من الوانهم والسنتهم فهي متباينة تباينا عظيما والمؤلف رحمه الله سأل الله تعالى العصمة من الاهواء المختلفة بشتى صورها لان كل ما جانب الحق فهو هوى - 00:15:27
كل ما جانب الهدى فهو هوى ولهذا سأل الله العصمة منه لان لا يركن الى نفسه والى قوته بل هو بفضل الله وعصمته وتوفيقه. قوله رحمه الله والاراء المتفرقة الاراء جمع رأي والمقصود به هنا ما خالف الكتاب والسنة - 00:15:48
وما اجمع وما خالف ما اجمع عليه الائمة في الاراء في هذه الحال تفرق ولا تجمع وقد قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا - 00:16:06
قال والمذاهب والمذاهب الرديئة اي المسالك والطرق الخبيثة التي ترضي اهلها في الظلالات والظلمات ثم مثل لذلك بجملة من الامثلة مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والقدرية والجبرية وغيرهم. وهؤلاء اصول هؤلاء - 00:16:22
اهل اصول هذه الفرق هي اصول فرق الضلال فيما يتعلق باسماء الله وصفاته فيما يتعلق بالقدر فالمشبهة هم الذين يمثلون الله تعالى بخلقه وهذا الحرف يتعلق بما اخبر الله تعالى به عن نفسه من اسمائه وصفاته - 00:16:51
وكذلك آآ المعتزلة مما يتعلق بهذا الباب وبغيره من الابواب فالمعتزلة عندهم ضلال في القدر وعندهم ظلال في اه اسماء الله عز وجل وصفاته وعندهم ضلال في ابواب اخرى من ابواب الاعتقاد - 00:17:11
كذلك الجهمية وهم الغلاة في النفي نفي ما اخبر الله تعالى به عن نفسه واخبرت به رسله كذلك القدرية والجبرية وغيرهم. من الذين خالفوا السنة والجماعة وهذا ليس حصرا للضلالات بهذه الفرق. لكنها - 00:17:30
ابرز ما تكلم عنه مؤلف رحمه الله ولعله ذكر ذلك بناء على ظهور اقوال هؤلاء في زمانه والا فالضلالات والانحرافات تختلف باختلاف الزمان وباختلاف المكان كما ذكرنا في التعليق على قوله والاهواء المختلفة - 00:17:50
قال رحمه الله آآ ولذلك بعد ان ذكرهم تعيينا باسمائهم ذكر الجامع لهم قال وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وخالفوا آآ هو حالف الضلالة وحالفوا الضلالة اي اجتمعوا اليها وانظافوا اليها وانضموا اليها - 00:18:07
قال رحمه الله ونحن براء منهم بعد ما ذكر البراءة من الاقوال المنحرفة الظالة بقوله ونحن براء من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه اعاد ذلك بذكر البراءة من هؤلاء المعينين الذين سماهم وذكرهم. ونحن براء منهم - 00:18:30
وهم عندنا ضلال ارياء اي ان اهل السنة والجماعة يبغضون ويتبرأون من كل من خالف الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة وهم عند اهل السنة والجماعة ظلال واردياء. يعتقدون ان كل من خالف ما كان عليه سلف الامة - 00:18:54
فانه ضال والضال هو الضائع عن طريق الهدى وارضية اي قد تردوا بالضلال توقعوا في الردى والشر والقبح لذلك كانوا ارضياء بعد ذلك ختم المؤلف بحمد الله والثلاء عليه قال والحمد لله وحده وصلى الله على وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه - 00:19:13
وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة الا بالله. وفي بعض النسخ قال وبالله العصمة وبالله العصمة والتوفيق اي به جل في علاه ينال العبد ما يؤمل من حماية والهداية فالعصمة حماية - 00:19:38
والتوفيق هداية فانه لا ينال العبد الحماية من الشر والوقاية منه ولا ينال سلوكه في طريقه الا بالله عز وجل واذا قال وبالله اي به وحده نعتصم وبه وحده آآ نأمل ونرجو التوفيق الى صراط الى الصراط المستقيم - 00:19:58
اسأل الله تعالى ان يغفر المؤلف وان ينفعنا بما ذكر وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والبصيرة في الدين وبهذا تكون قد انتهت هذه الرسالة المباركة في هذه الليلة في ليلة - 00:20:23
السادس من شهر رجب عام خمس وثلاثين واربع مئة والف للهجرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:38