الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده حق حمده. له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان - 00:00:00
لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:13
اما بعد فان نعم الله تعالى على عباده تترى تتوالى لا ينفك الانسان عن نعم الله عز وجل في كل لحظاته وفي كل احواله فنعمة الله تعالى تحيط العبد تغشاه - 00:00:39
منذ ان خلقه الله تعالى فقد تفظل الله تعالى عليه بالخلق ثم انه جل في علاه امده بانواع من المدد هذا الذي به تصلح حاله وتستقيم اموره وحق هذه النعم ان تشكر - 00:01:04
فان الله تعالى اذن لعباده الشاكرين بعظيم الجزاء والاجر وتوعد الكافرين لها بالعذاب الاليم كما قال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم لئن شكرتم الله على ما انعم فان موجب - 00:01:25
الشكر اي اثره وثمرته الزيادة. كما قال جل في علاه واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وان نعم الله تعالى على عباده لا تختص صورة من النعم ولا تنحصر في نوع منه بل نعم الله تعالى على عباده لا يحصونها - 00:01:48
عدل ولا يطيقون لها شكرا على وجه الكمال. انما المطلوب هو ان يبذل العباد جهدهم في شكر نعم الله عز وجل بما يستطيعون. فما قدروا من ذلك فذاك فضل الله الذي تفضل به عليهم - 00:02:16
وليس عليهم اكثر من بذل طاقتهم ووسعهم في شكر نعم الله عز وجل. واذا حققوا ذلك فانهم بذلك الاجر العظيم والجزاء الوفير من رب يعطي على القليل الكثير سبحانه وبحمده - 00:02:39
وليعلم العبد ان الله تفضل على عبده بكل نعمة كما قال سبحانه وتعالى وما بكم وما بكم من نعمة فمن الله اي ان نعم الله تعالى على عبده لا تنحصر في صورة ولا - 00:02:58
تنحد في مرحلة ولا تكون في نوع من العمل بل او في نوع من النعم او في مرحلة من العمر بل نعم الله تعالى على عباده وفيرة كثيرة متتابعة متتابعة تترى وما بكم من نعمة فمن الله - 00:03:15
وما بكم من نعمة اي لا تصلكم نعمة من النعم الا منه جل في علاه هو المتفضل بها هو المنعم بها سبحانه وبحمده. وحق هذه النعم ان يشكروها وان يقوموا برضا ربهم في - 00:03:38
استعمال هذه النعم وفي صرف هذه النعم فمن استعمل نعم الله في مغاضبه كان ذلك من كفر نعمه ومن شكر نعم الله عز وجل واستعملها في طاعته كان ذلك من موجبات زيادته واذ تأذن ربكم - 00:03:57
لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد واعلم ان النعم منها ما تدركه وتحيط به ومنها ما لا تدركه ولا تحيط به ونحن احيانا تغفرنا النعم المتجددة عن نعم قائمة ملازمة - 00:04:18
يغفل عنها الانسان نعمة البصر من يشكر الله على نعمة البصر كثير منا لا يفكر اصلا بان البصر نعمة. يظن انها امر طبيعي خلقي لا يستوجب شكرا ولا ثناء نعمة النفس نعمة لو حبس عنك الهوى قليلا - 00:04:40
لوجدت من الاذى ما لا تطيقه وانظروا الى اولئك الذين يبتلون بشيء من الازمات الصدرية كيف يعانون معاناة شديدة لتحصيل ما يأملون من من التنفس الذي به قوام حياتهم. نعم الله عز وجل علينا كثيرة لا نحصيها - 00:05:02
ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وحق هذه النعم ان نتذكر هذه النعم بذكر منعمها ان نعرفها وان نشكر منعمها المنعم بها جل وعلا وان نستعملها في في طاعة الله وما يرضيه جل في علاه - 00:05:27
موضوع حديثنا في هذه الليلة عن كفر النعمة نسأل الله ان يرزقنا واياكم شكرها وان يعيذنا واياكم من كفرها وان يتابع علينا وفاضله ما هي صور كفر النعم وما هي الموجبات لزوال النعم؟ نقرأ ما يسر الله تعالى من - 00:05:49
اثار والنصوص التي ذكرها المؤلف رحمه الله ونعلق عليها ثم نجيب في اخر المجلس على اسئلتكم من عنده سؤال يكتبه حتى نتمكن من الجواب ان شاء الله تعالى وعليكم السلام - 00:06:10
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله عز وجل يعرفون نعمة الله - 00:06:25
ثم ينكرونها. قال مجاهد ما معناه؟ هو قول الرجل هذا ما لي ورثته عن وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. وقال ابن قتيبة هذا بشفاعة الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد بن خالد رضي الله عنه - 00:06:55
الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه وتعالى من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا - 00:07:25
ونحوي هذا مما هو جار على السنتي كثير باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها هذه الاية جزء اية في سورة ال عمران قال الله تعالى فيها يعرفون نعمة الله - 00:07:53
ثم ينكرونها وهذا في الخبر عن قوم تولوا وكذبوا وكفروا بنعمة الله عز وجل يقول عنهم الله عز وجل تعرفون نعمة الله اي لا تخفى عليهم نعمته وهم يعرفون هذه النعمة في انفسهم وفي اولادهم - 00:08:17
وفي بلادهم وفي شأنهم الخاص وفي شأنهم العام يعرفون ان الله هو المنعم ان الله هو المتفضل ان الله هو الذي منع عليهم بهذه النعم لكن لا يقومون بما يجب لله عز وجل - 00:08:36
شكرا ازاء هذه النعم ولذلك قال ثم ينكرونها وبعد ذلك قال واكثرهم الكافرون اكثر الخلق كافرون لنعم الله عز وجل لا يشكرونها وهذا خبر تكرر في مواضع عديدة يخبر الله تعالى فيه عن حال بني ادم - 00:08:55
من عدم الايمان وعدم شكر نعم الرحمن وعدم القيام بحقه جل في علاه. فيقول جل في علاه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ويقول جل في علاه وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون - 00:09:17
ويقول جل في علاه وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. ويقول جل وعلا ان في ذلك لاية وما وما كان وما ان في ذلك لاية وما - 00:09:40
وان اكثرهم لمشركون فالله عز وجل يخبر في مواضع عديدة عن كثرة من لا يؤمن به جل في علاه ولا يقيم حقه سبحانه وبحمده فقوله في هذه الاية يعرفون نعمة الله اي يعلمون هذه النعم - 00:09:56
ويعرفون انها احسان ويدركون انها من الله عز وجل. لكنهم لا يقومون بحقها. او هذه الاية في سورة النحل وسورة النحل تسمى سورة النعم. فان الله تعالى ذكر فيها الوانا وانواعا من نعمه على - 00:10:16
عباده ابتدأ ذلك بانزال الوحي فان اعظم منة يمن الله تعالى بها على الخلق هو ما انزله على رسوله من الهدى ودين الحق فان هذه نعمة عظمى اتى امر الله فلا تستعجله سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده. فهذه مفتاح النعم واعظم - 00:10:36
ولذلك بدأ في سورة النعم سورة النحل ذكر هذه النعمة قبل كل نعمة وهي نعمة الوحي من الله تعالى للرسل في دعوتهم الى عبادة الله وحده وفي تحذيرهم من الشرك والكفر والخروج عن الصراط المستقيم. يقول جل وعلا يعرفون نعمة - 00:11:00
الله ثم ينكرونها والنعمة هنا شاملة للنعم الدينية والنعم الدنيوية. اما النعم الدينية فبارسال الرسل وبالهداية الى الصراط المستقيم وبتوضيح الطريق القويم الذي يوصل الى طاعة الرحمن ومع هذا هم يكفرون هذه النعم - 00:11:22
بالكفر بالرسل وعدم الاستجابة لهم. ومعارضتهم وعدم ومعارضتهم وعدم القيام بما جاءوا به من الدعوة الى الدين الحق والصراط المستقيم. كل هذا من القصور والتقصير فيما يتعلق بعبادة الله عز وجل - 00:11:44
القيام بحقه في شكر نعمه اما سائر النعم الاخرى فهو ما يسره من الانعام. وما سهله من الارزاق. وما يسره من بانواعه الذي يلبسه الناس وما سهله من وسائل النقل التي يتنقلون بها وكل ذلك ذكره الله تعالى - 00:12:04
في كتابه في سورة النحل ذكرا مستفيضا يقيم فيه الحجة على عباده بالوان النعم وصنوفها. لكنه يخبر عن حقيقة ان كثيرا من الناس لا هذه النعم ولا يقومون بحق الله فيها ولذلك قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون اي اكثرهم من من - 00:12:28
لا يقوم بنعمة الله عز وجل شكرا واداء لحق الله تعالى في هذه النعم ان كفر النعم على صور وانواع وهو اقسام ذكرها المؤلف رحمه الله بعد ذكر الاية فيما نقل - 00:12:54
له من الاثار فمن كفر النعم ما ذكره عن مجاهد رحمه الله حيث قال قال مجاهد وهو مجاهد ابن جابر من اعلم الناس بالتفسير عرظت التفسير على ابن عباس من اول القرآن الى ختمه من اوله الى اخره مرتين او ثلاثة - 00:13:12
يقول رضي الله تعالى عنه في تفسيره يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال هو قول الرجل هذا مالي ورثته ومن ابائي هذا مالي ورثته من ابائي وهذا اقبح انواع الكفر بالنعم - 00:13:33
وهو ان يجحد المنعم بها وان يثبت استحقاقه لها ان يجحد المنعم بها ويثبت استحقاقه لها هذا اعلى درجات انكار النعم وهذه صورة من الصور التي يضيف فيها الانسان النعمة الى نفسه - 00:13:55
او الى احد من الخلق خلقا وايجادا واستحقاقا فهذا كفر بالله خلقا وايجادا او استحقاقا وهذا كفر بالله عز وجل وهو من الكفر بالربوبية وجحود حق الله عز وجل. وهذا ما افاده تفسير المجاهد للاية رحمه الله. اما النوع الثاني - 00:14:18
من الكفر بالنعم القسم الثاني من اقسام الجحود هو ان يضيف النعم الى غير الله على وجه السبب. وهذا ما لا وهذا ما نقله. هذا معنى ما نقله عن عون ابن عبد الله حيث يقول - 00:14:47
قال يقولون لولا فلان لم يكن كذا وكذا لولا فلان لم يكن كذا وكذا فيغفلون بالسبب عن المسبب عن المسبب يغفلون بالاداة عن الخالق متصرف المدبر الرازق سبحانه وبحمده. وهذا هو النوع الثاني من انواع الكفر بالنعم هو اضافة النعمة الى غير الله - 00:15:03
على وجه التسبب استقلالا. يعني دون ذكر الله عز وجل ودون اضافتها اليه. وهذا له نظائر كثيرة ستأتينا لولا كذا لكان كذا. مما يرجع الى الخلق دون النظر الى الخالق سبحانه - 00:15:31
بحمده اما النوع الثالث من انواع اضافة النعم الى غير الله عز وجل وكفرها هو ان يضيف النعمة الى غير الله على وجه التشريك مع الله عز وجل وهذا معناه ما نقله عن قتيبة حيث قال هذا بشفاعة الهتنا - 00:15:52
وهذا شرك في الربوبية حيث اعتقدوا ان هؤلاء ينفعون ويضرون دون الله جل وعلا فالمشركون كانوا يتوجهون الى ما يعبدونه من معبودات لطلب الشفاعة كما قال عنهم الله عز وجل ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى - 00:16:15
فيتشفعون بهم لقضاء الحوائج وهذا من كفر نعم الله عز وجل لانهم اظافوا النعمة الى غير المتفضل بها وهو ليس سببا صالحا للاضافة وهو نوع من الكفر بنعم الله عز وجل. اذا الكفر بنعم الله عز وجل اما ان يكون - 00:16:41
باعتقاد ان غير الله عز وجل هو الموجد لهذه النعمة وهو الخالق لها او او ان تضاف اليه استقلالا دون الله عز وجل على اي وجه كان استقلالا مع الغاء - 00:17:06
النظر الى فضل الله وانعامه هذا نوع من انواع كفر النعمة ومن كفر النعمة ان يظيفها الانسان الى المخلوق الى السبب مع غفلته عن المسبب ومن كفر النعمة ان يضيفها الى ما لا يصلح ان يكون سببا - 00:17:27
فيقول هذه من فلان او بسبب فلان وهو لا اثر له بالكلية ولا يصلح ان يكون سببا لهذه النعمة كل هذا من كفر النعم. وانما تشكر نعم بان يضيفها العبد الى الله - 00:17:48
قال الله تعالى في حق اولئك الذين كفروا بنعمه قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون اي تكذبون بان النعمة من الله عز وجل وانه هو المتفضل بها هو المنعم بها. وهذا يقع كثيرا من - 00:18:06
بني ادم وعوا وشعروا او لم يعوا ولم يشعروا بما يكون منهم من تقصير في شكر نعمة الله تعالى باضافتها الى غيره وهذا تفسير ائمة كبرى من التابعين يبينون به صور كفر نعمة الله مجاهد قال في بيان كيف تكفر نعم الله؟ قال هو قول الرجل - 00:18:28
هذا مالي ورثته من من عن ابائي فيقطع النظر الى الله عز وجل ويضيف النعمة اليه استحقاقا وهذا صورة من صور كفر الكفر بالنعم. الثاني قول عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا فيشتغلون بالسبب عن المسبب - 00:18:53
بالمخلوق عن الخالق وما هو الا اداة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فالاسباب لا تؤدي الى النتائج حتما الا اذا شاء الله عز وجل فلا يضاف اليها الشيء دون الله عز وجل بل انما يضاف اليه سبحانه وبحمده. ولذلك كلما علق العبد قلبه بالله لم ينظر في نعمة الا - 00:19:16
هذا لا يعني الا يشكر الناس والا يشكر اصحاب الاحسان بل جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يشكر الناس لا يشكر الله - 00:19:41
من لا يشكر الناس يعني على احسانهم لا يشكر الله لكن ان تشكر المحسن لا يعني ان تغفل عن المتفضل الذي جعله وسيلة لايصال الخير اليك بل لابد من اخلاص الشكر الى الله عز وجل والا يكون له فيه شريك فليس كمثله شيء سبحانه وبحمده هو - 00:19:53
لتمام الشكر. اما التفسير الثالث فهو تفسير ابن قتيبة حيث قال هذا بشفاعته الهتنا. وهذا فيه اضافة النعمة الى ما لا تسبب له فيها بالاصل لا بالواقع ولا بالشرع وهذا كفر بالنعمة - 00:20:16
هذه ثلاثة اوجه من اوجه كفر النعم طبعا من كفر النعم وهو ما لا ما لم يذكره المؤلف رحمه الله معصية الله تعالى فيها فانه من ساق الله له نعمة فاستعملها في معصية الله كان ذلك - 00:20:38
من كفر النعم الموجب لغضب الله عز وجل. فان الله تفضل على عباده بالوان النعم ليشكروه ويقوموا بحقه فيها من الشكر ومن الاستعمال في طاعة الله عز وجل ثم ذكر المؤلف رحمه الله شيئا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير الاية يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. قال - 00:20:59
وقال ابو العباس يعني ابن تيمية بعد حديث زيد ابن خالد الجهني الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث هذا الحديث اذ في صحيح الامام البخاري ومسلم - 00:21:24
من حديث زيد بن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه صلاة الصبح على اثر سماء يعني مطر كانت من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الفجر التفت الى اصحابه - 00:21:38
وقال له مباشرة يقول الله عز وجل هذا حديث الهي اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر يعني اصبح من الخلق العباد هنا المقصود به جميع الخلق المؤمن والكافر ولذلك قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اما من قال مطر - 00:21:57
بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ايش معنى مؤمن بي كافر بالكوكب؟ اي مؤمن بالله بانه الرازق المتفضل بهذه الرحمة المنزل لهذا الغيث الذي له الامر جل في علاه كافر بالكوكب - 00:22:19
اي كافر بما كان يعتقده الجاهليون من ان الامطار بسبب الانواع والفصول وان الذي يأتي بالمطر هو النوء الفلاني النجم الفلاني او البرج الفلاني فهذا مؤمن بي كافر الكوكب الذي قال مطرنا بفظل الله اي سبب امطارنا هو فضل الله ورحمته مطلنا مطرنا - 00:22:40
بسبب فضل الله ورحمته. وهذا اظاف النعمة الى المنعم. وهذا نوع من شكر النعم بالقول والعقد بالقلب اعتقادا ان هذا من فضل الله وبالقول هو الجهر بذلك وابانته باضافة النعمة الى الله جل في علاه المتفظل - 00:23:06
بها واما من قال هذا القسم الثاني لانه قال اصبح من عبادي ايش؟ مؤمن بي وكافر هذا بيان المؤمن. طيب والكافر؟ قال واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا. يعني بسبب النوء الفلاني او بسبب النجم الفلاني. او بسبب الموت - 00:23:26
الفلاني بسبب الموسم الفلاني. وما الى ذلك من الاسباب التي يضاف اليها المطر قال فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ويا خيبتاه من كفر ويا خيبة من كفر بالله وامن بغيره - 00:23:48
ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه النعمة الجزئية وهي نزول المطر ان يكفر الانسان نعمة الله باضافتها الى غيره. يقول رحمه الله بعد ان ذكر هذا الحديث - 00:24:09
قال رحمه الله وقد قال وهذا كثير في الكتاب والسنة هذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. اي الله جل وعلا على يذم من يضيف انعامه الى غيره - 00:24:27
من المخلوقين ومن الاسباب التي تكون منها اتكون بها النتائج فاذا اظاف ذلك الى الاسباب فانه اضافة اضافة يغفل بها عن المسبب يكون بذلك قد كفر نعمة الله ولم يقم بحق الله عز وجل. الكفر هنا اما ان يكون كفرا مخرجا عن الملة - 00:24:49
بان يعتقد ان الذي يخلق هذا المطر غير الله عز وجل او ان يكون يعتقد انه سبب ويعتمد عليه ويلجأ اليه ويدعوه هنا يكون قد وقع في شرك الالهية واما هذا كله مخرج - 00:25:14
جعل الملة واما ان يكون كفرا اصغر ليس مخرجا علم الله بان يظيفها اليه تسببا مع غفلته عن المتفضل بها سبحانه وبحمده. قال وهذا كثير في الكتاب والسنة سبحانه من يضيف انعامه اي ما ينعم به على عباده الى غيره ويشرك به اي ويقع في الشرك به - 00:25:33
وبحمده. قال بعض السلف هو كقولهم يعني هذه امثال اخرى لكفر النعمة وما اكثر هذا في السنة الناس؟ قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حادقا يعني نجونا في سفرنا لان الريح كانت طيبة - 00:25:58
هادية لا تتسبب باغراق ولا غيره والملاح اي قائد السفينة او قائد المركب حاذقا ونحو ذلك مما ما هو جار جار على السنة كثيرين ممن يضيفون النعم الى غير المنعم بها ممن يضيفون النعم الى غير الله ممن - 00:26:21
يشتغلون بالاسباب عن مسببها سبحانه وبحمده هذا من كفر النعم. وليعلم ايها الاخوة ان اضافة النعمة الى غير الله لها حالان في الجملة الحال الاول ان تظاف النعمة الى غير سبب صحيح - 00:26:42
لا شرعا ولا حسا فهذا كذب وهو من كفر النعمة هذا النوع الاول ان يضيف النعمة التي وصلته من نعم الله عز وجل الى سبب لكن الى شيء لكن هذا الشيء ليس سببا صحيحا اي لا ليس موجبا ولا هو - 00:27:07
من اسباب حصول هذه النعمة لا في الشرع ولا في القدم والحس فهذا كذب وهو من كفر النعمة لانه اضاف الى غير المنعم بها المتفضل سبحانه وبحمده هذه الحالة الاولى - 00:27:30
الحالة الثانية ان يضيف النعمة الى سبب صحيح الى سبب اضرب لكم مثال الان يأتي شخص وجيه الى بلد او الى زيارة شخص معين فيحصل خير عند زيارته نزول مطر مثلا آآ انقضاء حاجة فيقول هذا ببركتك - 00:27:50
وجهك علينا مبارك وما اشبه ذلك. هذا هو في الحقيقة اظافة النعمة الى غير المتسبب فيها ويوم جا مال ودخل بنزول المطر ولا له اثر في مجيء الخير الذي لا صلة له به مما قدره الله ان يقع عند مجيئه. لكن لو جاء وعلم وجاء قظى حاجة او جاء - 00:28:15
المشكلة او جاء واصلح بين الناس وقال اقيل هذا ببركة آآ تدخلك؟ نعم هذا صحيح هنا اظاف الى سبب لكن اذا لم يكن له تسبب بالكلية وقال هذا هذه النعمة هذا المطر بقدوم فلان - 00:28:40
ببركة قدوم فلان هذا كذب وهو من كفر النعمة ليش؟ لانك اضفت النعمة الى غير المنعم بها والى الى غير سبب لا في الشرع ولا في الحس والمجاملة ينبغي الا تكون بمثل هذا الذي يوقع الانسان في كفر نعم الله عز وجل فيظيفه النعمة الى غير المتفضل بها - 00:28:58
سبحانه وبحمده فينبغي الحذر من هذا. اذا الحالة الاولى ان يضيف النعمة الى من لا دخل له في حصولها فليس سببا لها باي وجه من الوجوه يكون قوله اذا اظاف النعمة اليه يكون قوله ايش؟ كذبا وكفرا بالنعمة كذبا على الله - 00:29:23
وغير مطابق على الواقع وايضا يكون كفرا للنعمة اذ ان اذ انه اظافها الى غير المنعم بها الحالة الثانية ان يضيف النعمة الى الى سبب حقيقي الى سبب له اثر في حصول - 00:29:46
النتيجة وحصول النعمة. هذي هذي الاظافة ايظا لا بد ان يراعي المؤمن فيها انها على اقسام. القسم الاول ان يضيف النعمة الى سبب على انه هو الذي اوجدها وهو الذي خلقها. وهذا كفر بالربوبية - 00:30:05
هذا كفر بالربوبية لان ذلك اثبات خالق غير الله عز وجل وليس ثمة خالق الا الله. قال الله تعالى الله خالق كل شيء فمن اثبت خالقا مع الله يفعل استقلالا عن الله عز وجل فانه كافر بالله كفرا ربوبية خارج عن الله - 00:30:26
هذا هذه النوع الاول من الاضافات. طبعا يقول قائل هذا بعيد ما يقع نحن بعيد ما يقع او يقع لكن هذا قسمه موجود هذا قسم وموجود ومنه ما ذكر قتيبة عن اولئك الذين قالوا في النعمة التي جاءتهم قالوا هذا بشفاعة الهتنا - 00:30:52
هذا هؤلاء اثبتوا خالقا غير الله او اثبتوا سببا لا دخل له في حصول النعمة فهم كاذبون كافرون بالنعمة. اذا عندنا الان ان يضيف النعمة الى غير الله الى الى سبب حقيقي مع - 00:31:13
قطع النظر عن الله اضافة ايجاد وخلق وهذا لا يجوز وهو كفر بنعم الله عز وجل. الثاني اضافة النعم الى سبب حقيقي صحيح مع الغفلة عن المسبب عن الله عز وجل وهذا - 00:31:35
جحود وكفر بنعمة الله عز وجل ومن هذا ان يسوي بين الله وبين غيره في النعمة ان يسوي بين الله وبين غيره في النعمة فيقول لولا الله وفلان ما حصل كذا وكذا او - 00:31:54
لكان كذا وكذا فهنا سوى اظاف النعمة الى الله وذكر السبب مع الله عز وجل لكنه ذكره على وجه التسوية والله ليس له ند ولا نظير فلا يصح ان يسوى بالله غيره بل يجب ان يقال لولا الله ثم فلان - 00:32:15
او اذكر السبب مستقلا اذا كان سببا صحيحا. تقول لولا فلان وتقصد على انه سبب مع اعتقادك ان الله سخره. وان الله وانه لو ما شاء الله ما كان ما نتج عن عن النتيجة فهذا لا بأس به. لكن ان تذكر الله وتذكر معه اخر - 00:32:36
على وجه التسوية فهذا لا يجوز لا في هذا المقام ولا في غيره. ولذلك لما قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت قال قل ما شاء الله - 00:32:56
ثم شئت وفي رواية قل ما شاء الله وحده طبعا يقول المقصود ما في القلب والالفاظ ما لها تأثير لا يا اخي الادب مع الله يجب ان يكون باللفظ كما يكون في القلب فالالفاظ هي - 00:33:10
قوالب المعاني هي قوالب المعاني فاذا كانت الالفاظ نقية سليمة كان هذا دليلا على طيب القلب وسلامته وادبه مع الله عز وجل فينبغي ان يعتني المؤمن بهذا فلا يقول فلا يقول في شيء من الامور الحادثة لولا فلان لولا الله وفلان لكان كذا - 00:33:28
فان هذا قصور في فيما يجب عليه من افراد الله تعالى بالشكر الذكر والثناء على نعمه سبحانه وتعالى. اضافة النعم الى السبب منفردا اضافة النعم الى السبب منفردا ذكرت ان كان هذا - 00:33:52
هذه الاظافة ليس معها غفلة عن الله فلا بأس بذلك وقد قال بعض اهل العلم بل ان ذلك لا يجوز ان تضيف النعمة الى المخلوق مثلا تقول لولا فلان ما انتهت المعاملة - 00:34:13
لولا انه لولا تدخل فلان ما حصل كذا وكذا مما يتعلق بخير حصلته هذا بعض العلماء يقول انه لا يجوز لانه غفلة عن المسبب والصحيح ان ذلك جائز لا حرج فيه اذا صح الاعتقاد - 00:34:28
بان هذا سبب وانه بتسخير الله عز وجل وان الله تعالى تفضل على عبده بان يسر له هذا السبب. يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث العباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له العباس استمع الى هذا الحديث قال له العباس - 00:34:50
يا رسول الله عمك ابو طالب كان يحوطك ويغضب لك ما نفعته مات على الكفر ابو طالب لن يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيسأل النبي العباس اخو ابي طالب يسأل - 00:35:11
النبي صلى الله عليه وسلم عن اخيه ابي طالب ما نفعته؟ اي شيء نفعته به قال له النبي صلى الله عليه وسلم انه في ضحظاح من نار ضحظاح من نار يعني في نار تصل الى كعبيه - 00:35:30
هذا الظحظاح الظحظاح هو الماء الذي يصل الى الكعبين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس انه في ضحظاح من نار. هذا الحديث الامام مسلم انه في ضحظاح من نار ولولا انا - 00:35:45
لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار ومقصوده لولا انا يعني لولا شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه ان يخفف الله عنه العذاب وهذه من الشفاعات الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:00
الشفاعة في عم ابي طالب ان يخفف الله عنه العذاب. لن تبلغ الشفاعة ان يخرج من النار لان الله حرم على الجنة اهل الشرك والكفر انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. لكن اكرام - 00:36:16
من الله عز وجل لرسوله خفف عن ابي طالب عذاب الجحيم فهو في ضحظاح من نار يغلي منه دماغه ويرى انه اشد ويرى انه اشد اهل النار عذابا فهي اكراما للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ينتفع منها هو في فيما يحس ويشعر - 00:36:37
والشاهد من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايش؟ لولا انا ولم يقل لولا الله ثم انام لانهم مستصحب انذاك فضل الله وانه عطاء وانما ذكر السبب لانه سأله ماذا نفعت - 00:37:00
فالسؤال موجه الى النبي صلى الله عليه وسلم فاجاب لولا انا يعني هذا من النفع الذي حصل من قبلي هو شفاعته صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عمه ابي طالب - 00:37:16
ان يخفف الله عنه العذاب اجارنا الله واياكم من عذاب النار. والخلاصة ان الذي ينبغي للمؤمن في نعم الله ان يشكر الله عليها وشكر نعم الله مفتاحه ان تضيف النعمة الى الله - 00:37:26
فكل نعمة تصلك اعتقد يقينا انها من الله وما بكم من نعمة فمن الله. طيب هل يصح ان تذكر السبب الذي جعله الله تعالى طريقا لحصول النعمة نعم يجوز ذلك - 00:37:42
ان تذكره اذا ذكرت الله وذكرت السبب ان تذكر السبب لكن تذكره في رتبة نازلة بما يفيد عدم الاستواء فتقول لولا الله ثم فلان ولا تقل لولا الله وفلان لانك تجعلهما ندين والله لا ند له فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وهذا من الادب مع الله - 00:38:01
في القول الذي يعكس تعظيم قدر الله في القلب فمن عظم الله في قلبه انعكس ذلك في قوله وحفظ قدر ربه من ان يقول سوءا او ان يتكلم بما لا يليق - 00:38:26
بالله عز وجل هل يصح ان يذكر السبب استقلالا دون ذكر الله هل يصح ان يذكر السبب استقلالا ان كان السبب صحيحا ان كان السبب غير صحيح فلا يصح ان كان السبب غير صحيح فلا يصح ان تضيف النعمة اليه ومثلنا له بمجيء شخص وحصول خير عند مجيء - 00:38:40
تقول خير لا دخل له فيه تقول هذا ببركتك هذا من اضافة النعمة لغير الله وهو من عدم شكر نعمة الله عز وجل اما اذا كان سببا صحيحا فان كنت تقول ذلك تبع ان ان كنت تقول ذلك مستحظرا نعمة الله وانما فقط لذكر - 00:39:04
كذا السبب فلا حرج في ذلك اما اذا كان هذا مع الغفلة عن المسبب او ان تضيف النعمة الى المخلوق فهذا من كفر النعمة. اسأل الله ان يرزقني واياكم شكر نعمه. وان يثبتنا على الحق والهدى - 00:39:25
وان يفتح بصائرنا على نعمه لنشكره عليها. وان يجعلنا ممن استعملهم في طاعته وصرف عنهم معصيته. وان يهدينا الاخلاق الاقوال والاعمال نجيب على ما يسر الله من الاسئلة - 00:39:42
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعده احمده حق حمده. له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان - 00:00:00
لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:13
اما بعد فان نعم الله تعالى على عباده تترى تتوالى لا ينفك الانسان عن نعم الله عز وجل في كل لحظاته وفي كل احواله فنعمة الله تعالى تحيط العبد تغشاه - 00:00:39
منذ ان خلقه الله تعالى فقد تفظل الله تعالى عليه بالخلق ثم انه جل في علاه امده بانواع من المدد هذا الذي به تصلح حاله وتستقيم اموره وحق هذه النعم ان تشكر - 00:01:04
فان الله تعالى اذن لعباده الشاكرين بعظيم الجزاء والاجر وتوعد الكافرين لها بالعذاب الاليم كما قال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم لئن شكرتم الله على ما انعم فان موجب - 00:01:25
الشكر اي اثره وثمرته الزيادة. كما قال جل في علاه واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وان نعم الله تعالى على عباده لا تختص صورة من النعم ولا تنحصر في نوع منه بل نعم الله تعالى على عباده لا يحصونها - 00:01:48
عدل ولا يطيقون لها شكرا على وجه الكمال. انما المطلوب هو ان يبذل العباد جهدهم في شكر نعم الله عز وجل بما يستطيعون. فما قدروا من ذلك فذاك فضل الله الذي تفضل به عليهم - 00:02:16
وليس عليهم اكثر من بذل طاقتهم ووسعهم في شكر نعم الله عز وجل. واذا حققوا ذلك فانهم بذلك الاجر العظيم والجزاء الوفير من رب يعطي على القليل الكثير سبحانه وبحمده - 00:02:39
وليعلم العبد ان الله تفضل على عبده بكل نعمة كما قال سبحانه وتعالى وما بكم وما بكم من نعمة فمن الله اي ان نعم الله تعالى على عبده لا تنحصر في صورة ولا - 00:02:58
تنحد في مرحلة ولا تكون في نوع من العمل بل او في نوع من النعم او في مرحلة من العمر بل نعم الله تعالى على عباده وفيرة كثيرة متتابعة متتابعة تترى وما بكم من نعمة فمن الله - 00:03:15
وما بكم من نعمة اي لا تصلكم نعمة من النعم الا منه جل في علاه هو المتفضل بها هو المنعم بها سبحانه وبحمده. وحق هذه النعم ان يشكروها وان يقوموا برضا ربهم في - 00:03:38
استعمال هذه النعم وفي صرف هذه النعم فمن استعمل نعم الله في مغاضبه كان ذلك من كفر نعمه ومن شكر نعم الله عز وجل واستعملها في طاعته كان ذلك من موجبات زيادته واذ تأذن ربكم - 00:03:57
لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد واعلم ان النعم منها ما تدركه وتحيط به ومنها ما لا تدركه ولا تحيط به ونحن احيانا تغفرنا النعم المتجددة عن نعم قائمة ملازمة - 00:04:18
يغفل عنها الانسان نعمة البصر من يشكر الله على نعمة البصر كثير منا لا يفكر اصلا بان البصر نعمة. يظن انها امر طبيعي خلقي لا يستوجب شكرا ولا ثناء نعمة النفس نعمة لو حبس عنك الهوى قليلا - 00:04:40
لوجدت من الاذى ما لا تطيقه وانظروا الى اولئك الذين يبتلون بشيء من الازمات الصدرية كيف يعانون معاناة شديدة لتحصيل ما يأملون من من التنفس الذي به قوام حياتهم. نعم الله عز وجل علينا كثيرة لا نحصيها - 00:05:02
ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وحق هذه النعم ان نتذكر هذه النعم بذكر منعمها ان نعرفها وان نشكر منعمها المنعم بها جل وعلا وان نستعملها في في طاعة الله وما يرضيه جل في علاه - 00:05:27
موضوع حديثنا في هذه الليلة عن كفر النعمة نسأل الله ان يرزقنا واياكم شكرها وان يعيذنا واياكم من كفرها وان يتابع علينا وفاضله ما هي صور كفر النعم وما هي الموجبات لزوال النعم؟ نقرأ ما يسر الله تعالى من - 00:05:49
اثار والنصوص التي ذكرها المؤلف رحمه الله ونعلق عليها ثم نجيب في اخر المجلس على اسئلتكم من عنده سؤال يكتبه حتى نتمكن من الجواب ان شاء الله تعالى وعليكم السلام - 00:06:10
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله عز وجل يعرفون نعمة الله - 00:06:25
ثم ينكرونها. قال مجاهد ما معناه؟ هو قول الرجل هذا ما لي ورثته عن وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. وقال ابن قتيبة هذا بشفاعة الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد بن خالد رضي الله عنه - 00:06:55
الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه وتعالى من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا - 00:07:25
ونحوي هذا مما هو جار على السنتي كثير باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها هذه الاية جزء اية في سورة ال عمران قال الله تعالى فيها يعرفون نعمة الله - 00:07:53
ثم ينكرونها وهذا في الخبر عن قوم تولوا وكذبوا وكفروا بنعمة الله عز وجل يقول عنهم الله عز وجل تعرفون نعمة الله اي لا تخفى عليهم نعمته وهم يعرفون هذه النعمة في انفسهم وفي اولادهم - 00:08:17
وفي بلادهم وفي شأنهم الخاص وفي شأنهم العام يعرفون ان الله هو المنعم ان الله هو المتفضل ان الله هو الذي منع عليهم بهذه النعم لكن لا يقومون بما يجب لله عز وجل - 00:08:36
شكرا ازاء هذه النعم ولذلك قال ثم ينكرونها وبعد ذلك قال واكثرهم الكافرون اكثر الخلق كافرون لنعم الله عز وجل لا يشكرونها وهذا خبر تكرر في مواضع عديدة يخبر الله تعالى فيه عن حال بني ادم - 00:08:55
من عدم الايمان وعدم شكر نعم الرحمن وعدم القيام بحقه جل في علاه. فيقول جل في علاه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ويقول جل في علاه وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون - 00:09:17
ويقول جل في علاه وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. ويقول جل وعلا ان في ذلك لاية وما وما كان وما ان في ذلك لاية وما - 00:09:40
وان اكثرهم لمشركون فالله عز وجل يخبر في مواضع عديدة عن كثرة من لا يؤمن به جل في علاه ولا يقيم حقه سبحانه وبحمده فقوله في هذه الاية يعرفون نعمة الله اي يعلمون هذه النعم - 00:09:56
ويعرفون انها احسان ويدركون انها من الله عز وجل. لكنهم لا يقومون بحقها. او هذه الاية في سورة النحل وسورة النحل تسمى سورة النعم. فان الله تعالى ذكر فيها الوانا وانواعا من نعمه على - 00:10:16
عباده ابتدأ ذلك بانزال الوحي فان اعظم منة يمن الله تعالى بها على الخلق هو ما انزله على رسوله من الهدى ودين الحق فان هذه نعمة عظمى اتى امر الله فلا تستعجله سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده. فهذه مفتاح النعم واعظم - 00:10:36
ولذلك بدأ في سورة النعم سورة النحل ذكر هذه النعمة قبل كل نعمة وهي نعمة الوحي من الله تعالى للرسل في دعوتهم الى عبادة الله وحده وفي تحذيرهم من الشرك والكفر والخروج عن الصراط المستقيم. يقول جل وعلا يعرفون نعمة - 00:11:00
الله ثم ينكرونها والنعمة هنا شاملة للنعم الدينية والنعم الدنيوية. اما النعم الدينية فبارسال الرسل وبالهداية الى الصراط المستقيم وبتوضيح الطريق القويم الذي يوصل الى طاعة الرحمن ومع هذا هم يكفرون هذه النعم - 00:11:22
بالكفر بالرسل وعدم الاستجابة لهم. ومعارضتهم وعدم ومعارضتهم وعدم القيام بما جاءوا به من الدعوة الى الدين الحق والصراط المستقيم. كل هذا من القصور والتقصير فيما يتعلق بعبادة الله عز وجل - 00:11:44
القيام بحقه في شكر نعمه اما سائر النعم الاخرى فهو ما يسره من الانعام. وما سهله من الارزاق. وما يسره من بانواعه الذي يلبسه الناس وما سهله من وسائل النقل التي يتنقلون بها وكل ذلك ذكره الله تعالى - 00:12:04
في كتابه في سورة النحل ذكرا مستفيضا يقيم فيه الحجة على عباده بالوان النعم وصنوفها. لكنه يخبر عن حقيقة ان كثيرا من الناس لا هذه النعم ولا يقومون بحق الله فيها ولذلك قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون اي اكثرهم من من - 00:12:28
لا يقوم بنعمة الله عز وجل شكرا واداء لحق الله تعالى في هذه النعم ان كفر النعم على صور وانواع وهو اقسام ذكرها المؤلف رحمه الله بعد ذكر الاية فيما نقل - 00:12:54
له من الاثار فمن كفر النعم ما ذكره عن مجاهد رحمه الله حيث قال قال مجاهد وهو مجاهد ابن جابر من اعلم الناس بالتفسير عرظت التفسير على ابن عباس من اول القرآن الى ختمه من اوله الى اخره مرتين او ثلاثة - 00:13:12
يقول رضي الله تعالى عنه في تفسيره يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال هو قول الرجل هذا مالي ورثته ومن ابائي هذا مالي ورثته من ابائي وهذا اقبح انواع الكفر بالنعم - 00:13:33
وهو ان يجحد المنعم بها وان يثبت استحقاقه لها ان يجحد المنعم بها ويثبت استحقاقه لها هذا اعلى درجات انكار النعم وهذه صورة من الصور التي يضيف فيها الانسان النعمة الى نفسه - 00:13:55
او الى احد من الخلق خلقا وايجادا واستحقاقا فهذا كفر بالله خلقا وايجادا او استحقاقا وهذا كفر بالله عز وجل وهو من الكفر بالربوبية وجحود حق الله عز وجل. وهذا ما افاده تفسير المجاهد للاية رحمه الله. اما النوع الثاني - 00:14:18
من الكفر بالنعم القسم الثاني من اقسام الجحود هو ان يضيف النعم الى غير الله على وجه السبب. وهذا ما لا وهذا ما نقله. هذا معنى ما نقله عن عون ابن عبد الله حيث يقول - 00:14:47
قال يقولون لولا فلان لم يكن كذا وكذا لولا فلان لم يكن كذا وكذا فيغفلون بالسبب عن المسبب عن المسبب يغفلون بالاداة عن الخالق متصرف المدبر الرازق سبحانه وبحمده. وهذا هو النوع الثاني من انواع الكفر بالنعم هو اضافة النعمة الى غير الله - 00:15:03
على وجه التسبب استقلالا. يعني دون ذكر الله عز وجل ودون اضافتها اليه. وهذا له نظائر كثيرة ستأتينا لولا كذا لكان كذا. مما يرجع الى الخلق دون النظر الى الخالق سبحانه - 00:15:31
بحمده اما النوع الثالث من انواع اضافة النعم الى غير الله عز وجل وكفرها هو ان يضيف النعمة الى غير الله على وجه التشريك مع الله عز وجل وهذا معناه ما نقله عن قتيبة حيث قال هذا بشفاعة الهتنا - 00:15:52
وهذا شرك في الربوبية حيث اعتقدوا ان هؤلاء ينفعون ويضرون دون الله جل وعلا فالمشركون كانوا يتوجهون الى ما يعبدونه من معبودات لطلب الشفاعة كما قال عنهم الله عز وجل ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى - 00:16:15
فيتشفعون بهم لقضاء الحوائج وهذا من كفر نعم الله عز وجل لانهم اظافوا النعمة الى غير المتفضل بها وهو ليس سببا صالحا للاضافة وهو نوع من الكفر بنعم الله عز وجل. اذا الكفر بنعم الله عز وجل اما ان يكون - 00:16:41
باعتقاد ان غير الله عز وجل هو الموجد لهذه النعمة وهو الخالق لها او او ان تضاف اليه استقلالا دون الله عز وجل على اي وجه كان استقلالا مع الغاء - 00:17:06
النظر الى فضل الله وانعامه هذا نوع من انواع كفر النعمة ومن كفر النعمة ان يظيفها الانسان الى المخلوق الى السبب مع غفلته عن المسبب ومن كفر النعمة ان يضيفها الى ما لا يصلح ان يكون سببا - 00:17:27
فيقول هذه من فلان او بسبب فلان وهو لا اثر له بالكلية ولا يصلح ان يكون سببا لهذه النعمة كل هذا من كفر النعم. وانما تشكر نعم بان يضيفها العبد الى الله - 00:17:48
قال الله تعالى في حق اولئك الذين كفروا بنعمه قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون اي تكذبون بان النعمة من الله عز وجل وانه هو المتفضل بها هو المنعم بها. وهذا يقع كثيرا من - 00:18:06
بني ادم وعوا وشعروا او لم يعوا ولم يشعروا بما يكون منهم من تقصير في شكر نعمة الله تعالى باضافتها الى غيره وهذا تفسير ائمة كبرى من التابعين يبينون به صور كفر نعمة الله مجاهد قال في بيان كيف تكفر نعم الله؟ قال هو قول الرجل - 00:18:28
هذا مالي ورثته من من عن ابائي فيقطع النظر الى الله عز وجل ويضيف النعمة اليه استحقاقا وهذا صورة من صور كفر الكفر بالنعم. الثاني قول عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا فيشتغلون بالسبب عن المسبب - 00:18:53
بالمخلوق عن الخالق وما هو الا اداة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فالاسباب لا تؤدي الى النتائج حتما الا اذا شاء الله عز وجل فلا يضاف اليها الشيء دون الله عز وجل بل انما يضاف اليه سبحانه وبحمده. ولذلك كلما علق العبد قلبه بالله لم ينظر في نعمة الا - 00:19:16
هذا لا يعني الا يشكر الناس والا يشكر اصحاب الاحسان بل جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يشكر الناس لا يشكر الله - 00:19:41
من لا يشكر الناس يعني على احسانهم لا يشكر الله لكن ان تشكر المحسن لا يعني ان تغفل عن المتفضل الذي جعله وسيلة لايصال الخير اليك بل لابد من اخلاص الشكر الى الله عز وجل والا يكون له فيه شريك فليس كمثله شيء سبحانه وبحمده هو - 00:19:53
لتمام الشكر. اما التفسير الثالث فهو تفسير ابن قتيبة حيث قال هذا بشفاعته الهتنا. وهذا فيه اضافة النعمة الى ما لا تسبب له فيها بالاصل لا بالواقع ولا بالشرع وهذا كفر بالنعمة - 00:20:16
هذه ثلاثة اوجه من اوجه كفر النعم طبعا من كفر النعم وهو ما لا ما لم يذكره المؤلف رحمه الله معصية الله تعالى فيها فانه من ساق الله له نعمة فاستعملها في معصية الله كان ذلك - 00:20:38
من كفر النعم الموجب لغضب الله عز وجل. فان الله تفضل على عباده بالوان النعم ليشكروه ويقوموا بحقه فيها من الشكر ومن الاستعمال في طاعة الله عز وجل ثم ذكر المؤلف رحمه الله شيئا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير الاية يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. قال - 00:20:59
وقال ابو العباس يعني ابن تيمية بعد حديث زيد ابن خالد الجهني الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث هذا الحديث اذ في صحيح الامام البخاري ومسلم - 00:21:24
من حديث زيد بن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه صلاة الصبح على اثر سماء يعني مطر كانت من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الفجر التفت الى اصحابه - 00:21:38
وقال له مباشرة يقول الله عز وجل هذا حديث الهي اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر يعني اصبح من الخلق العباد هنا المقصود به جميع الخلق المؤمن والكافر ولذلك قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اما من قال مطر - 00:21:57
بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ايش معنى مؤمن بي كافر بالكوكب؟ اي مؤمن بالله بانه الرازق المتفضل بهذه الرحمة المنزل لهذا الغيث الذي له الامر جل في علاه كافر بالكوكب - 00:22:19
اي كافر بما كان يعتقده الجاهليون من ان الامطار بسبب الانواع والفصول وان الذي يأتي بالمطر هو النوء الفلاني النجم الفلاني او البرج الفلاني فهذا مؤمن بي كافر الكوكب الذي قال مطرنا بفظل الله اي سبب امطارنا هو فضل الله ورحمته مطلنا مطرنا - 00:22:40
بسبب فضل الله ورحمته. وهذا اظاف النعمة الى المنعم. وهذا نوع من شكر النعم بالقول والعقد بالقلب اعتقادا ان هذا من فضل الله وبالقول هو الجهر بذلك وابانته باضافة النعمة الى الله جل في علاه المتفظل - 00:23:06
بها واما من قال هذا القسم الثاني لانه قال اصبح من عبادي ايش؟ مؤمن بي وكافر هذا بيان المؤمن. طيب والكافر؟ قال واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا. يعني بسبب النوء الفلاني او بسبب النجم الفلاني. او بسبب الموت - 00:23:26
الفلاني بسبب الموسم الفلاني. وما الى ذلك من الاسباب التي يضاف اليها المطر قال فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ويا خيبتاه من كفر ويا خيبة من كفر بالله وامن بغيره - 00:23:48
ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه النعمة الجزئية وهي نزول المطر ان يكفر الانسان نعمة الله باضافتها الى غيره. يقول رحمه الله بعد ان ذكر هذا الحديث - 00:24:09
قال رحمه الله وقد قال وهذا كثير في الكتاب والسنة هذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. اي الله جل وعلا على يذم من يضيف انعامه الى غيره - 00:24:27
من المخلوقين ومن الاسباب التي تكون منها اتكون بها النتائج فاذا اظاف ذلك الى الاسباب فانه اضافة اضافة يغفل بها عن المسبب يكون بذلك قد كفر نعمة الله ولم يقم بحق الله عز وجل. الكفر هنا اما ان يكون كفرا مخرجا عن الملة - 00:24:49
بان يعتقد ان الذي يخلق هذا المطر غير الله عز وجل او ان يكون يعتقد انه سبب ويعتمد عليه ويلجأ اليه ويدعوه هنا يكون قد وقع في شرك الالهية واما هذا كله مخرج - 00:25:14
جعل الملة واما ان يكون كفرا اصغر ليس مخرجا علم الله بان يظيفها اليه تسببا مع غفلته عن المتفضل بها سبحانه وبحمده. قال وهذا كثير في الكتاب والسنة سبحانه من يضيف انعامه اي ما ينعم به على عباده الى غيره ويشرك به اي ويقع في الشرك به - 00:25:33
وبحمده. قال بعض السلف هو كقولهم يعني هذه امثال اخرى لكفر النعمة وما اكثر هذا في السنة الناس؟ قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حادقا يعني نجونا في سفرنا لان الريح كانت طيبة - 00:25:58
هادية لا تتسبب باغراق ولا غيره والملاح اي قائد السفينة او قائد المركب حاذقا ونحو ذلك مما ما هو جار جار على السنة كثيرين ممن يضيفون النعم الى غير المنعم بها ممن يضيفون النعم الى غير الله ممن - 00:26:21
يشتغلون بالاسباب عن مسببها سبحانه وبحمده هذا من كفر النعم. وليعلم ايها الاخوة ان اضافة النعمة الى غير الله لها حالان في الجملة الحال الاول ان تظاف النعمة الى غير سبب صحيح - 00:26:42
لا شرعا ولا حسا فهذا كذب وهو من كفر النعمة هذا النوع الاول ان يضيف النعمة التي وصلته من نعم الله عز وجل الى سبب لكن الى شيء لكن هذا الشيء ليس سببا صحيحا اي لا ليس موجبا ولا هو - 00:27:07
من اسباب حصول هذه النعمة لا في الشرع ولا في القدم والحس فهذا كذب وهو من كفر النعمة لانه اضاف الى غير المنعم بها المتفضل سبحانه وبحمده هذه الحالة الاولى - 00:27:30
الحالة الثانية ان يضيف النعمة الى سبب صحيح الى سبب اضرب لكم مثال الان يأتي شخص وجيه الى بلد او الى زيارة شخص معين فيحصل خير عند زيارته نزول مطر مثلا آآ انقضاء حاجة فيقول هذا ببركتك - 00:27:50
وجهك علينا مبارك وما اشبه ذلك. هذا هو في الحقيقة اظافة النعمة الى غير المتسبب فيها ويوم جا مال ودخل بنزول المطر ولا له اثر في مجيء الخير الذي لا صلة له به مما قدره الله ان يقع عند مجيئه. لكن لو جاء وعلم وجاء قظى حاجة او جاء - 00:28:15
المشكلة او جاء واصلح بين الناس وقال اقيل هذا ببركة آآ تدخلك؟ نعم هذا صحيح هنا اظاف الى سبب لكن اذا لم يكن له تسبب بالكلية وقال هذا هذه النعمة هذا المطر بقدوم فلان - 00:28:40
ببركة قدوم فلان هذا كذب وهو من كفر النعمة ليش؟ لانك اضفت النعمة الى غير المنعم بها والى الى غير سبب لا في الشرع ولا في الحس والمجاملة ينبغي الا تكون بمثل هذا الذي يوقع الانسان في كفر نعم الله عز وجل فيظيفه النعمة الى غير المتفضل بها - 00:28:58
سبحانه وبحمده فينبغي الحذر من هذا. اذا الحالة الاولى ان يضيف النعمة الى من لا دخل له في حصولها فليس سببا لها باي وجه من الوجوه يكون قوله اذا اظاف النعمة اليه يكون قوله ايش؟ كذبا وكفرا بالنعمة كذبا على الله - 00:29:23
وغير مطابق على الواقع وايضا يكون كفرا للنعمة اذ ان اذ انه اظافها الى غير المنعم بها الحالة الثانية ان يضيف النعمة الى الى سبب حقيقي الى سبب له اثر في حصول - 00:29:46
النتيجة وحصول النعمة. هذي هذي الاظافة ايظا لا بد ان يراعي المؤمن فيها انها على اقسام. القسم الاول ان يضيف النعمة الى سبب على انه هو الذي اوجدها وهو الذي خلقها. وهذا كفر بالربوبية - 00:30:05
هذا كفر بالربوبية لان ذلك اثبات خالق غير الله عز وجل وليس ثمة خالق الا الله. قال الله تعالى الله خالق كل شيء فمن اثبت خالقا مع الله يفعل استقلالا عن الله عز وجل فانه كافر بالله كفرا ربوبية خارج عن الله - 00:30:26
هذا هذه النوع الاول من الاضافات. طبعا يقول قائل هذا بعيد ما يقع نحن بعيد ما يقع او يقع لكن هذا قسمه موجود هذا قسم وموجود ومنه ما ذكر قتيبة عن اولئك الذين قالوا في النعمة التي جاءتهم قالوا هذا بشفاعة الهتنا - 00:30:52
هذا هؤلاء اثبتوا خالقا غير الله او اثبتوا سببا لا دخل له في حصول النعمة فهم كاذبون كافرون بالنعمة. اذا عندنا الان ان يضيف النعمة الى غير الله الى الى سبب حقيقي مع - 00:31:13
قطع النظر عن الله اضافة ايجاد وخلق وهذا لا يجوز وهو كفر بنعم الله عز وجل. الثاني اضافة النعم الى سبب حقيقي صحيح مع الغفلة عن المسبب عن الله عز وجل وهذا - 00:31:35
جحود وكفر بنعمة الله عز وجل ومن هذا ان يسوي بين الله وبين غيره في النعمة ان يسوي بين الله وبين غيره في النعمة فيقول لولا الله وفلان ما حصل كذا وكذا او - 00:31:54
لكان كذا وكذا فهنا سوى اظاف النعمة الى الله وذكر السبب مع الله عز وجل لكنه ذكره على وجه التسوية والله ليس له ند ولا نظير فلا يصح ان يسوى بالله غيره بل يجب ان يقال لولا الله ثم فلان - 00:32:15
او اذكر السبب مستقلا اذا كان سببا صحيحا. تقول لولا فلان وتقصد على انه سبب مع اعتقادك ان الله سخره. وان الله وانه لو ما شاء الله ما كان ما نتج عن عن النتيجة فهذا لا بأس به. لكن ان تذكر الله وتذكر معه اخر - 00:32:36
على وجه التسوية فهذا لا يجوز لا في هذا المقام ولا في غيره. ولذلك لما قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت قال قل ما شاء الله - 00:32:56
ثم شئت وفي رواية قل ما شاء الله وحده طبعا يقول المقصود ما في القلب والالفاظ ما لها تأثير لا يا اخي الادب مع الله يجب ان يكون باللفظ كما يكون في القلب فالالفاظ هي - 00:33:10
قوالب المعاني هي قوالب المعاني فاذا كانت الالفاظ نقية سليمة كان هذا دليلا على طيب القلب وسلامته وادبه مع الله عز وجل فينبغي ان يعتني المؤمن بهذا فلا يقول فلا يقول في شيء من الامور الحادثة لولا فلان لولا الله وفلان لكان كذا - 00:33:28
فان هذا قصور في فيما يجب عليه من افراد الله تعالى بالشكر الذكر والثناء على نعمه سبحانه وتعالى. اضافة النعم الى السبب منفردا اضافة النعم الى السبب منفردا ذكرت ان كان هذا - 00:33:52
هذه الاظافة ليس معها غفلة عن الله فلا بأس بذلك وقد قال بعض اهل العلم بل ان ذلك لا يجوز ان تضيف النعمة الى المخلوق مثلا تقول لولا فلان ما انتهت المعاملة - 00:34:13
لولا انه لولا تدخل فلان ما حصل كذا وكذا مما يتعلق بخير حصلته هذا بعض العلماء يقول انه لا يجوز لانه غفلة عن المسبب والصحيح ان ذلك جائز لا حرج فيه اذا صح الاعتقاد - 00:34:28
بان هذا سبب وانه بتسخير الله عز وجل وان الله تعالى تفضل على عبده بان يسر له هذا السبب. يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث العباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له العباس استمع الى هذا الحديث قال له العباس - 00:34:50
يا رسول الله عمك ابو طالب كان يحوطك ويغضب لك ما نفعته مات على الكفر ابو طالب لن يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيسأل النبي العباس اخو ابي طالب يسأل - 00:35:11
النبي صلى الله عليه وسلم عن اخيه ابي طالب ما نفعته؟ اي شيء نفعته به قال له النبي صلى الله عليه وسلم انه في ضحظاح من نار ضحظاح من نار يعني في نار تصل الى كعبيه - 00:35:30
هذا الظحظاح الظحظاح هو الماء الذي يصل الى الكعبين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس انه في ضحظاح من نار. هذا الحديث الامام مسلم انه في ضحظاح من نار ولولا انا - 00:35:45
لولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار ومقصوده لولا انا يعني لولا شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه ان يخفف الله عنه العذاب وهذه من الشفاعات الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:00
الشفاعة في عم ابي طالب ان يخفف الله عنه العذاب. لن تبلغ الشفاعة ان يخرج من النار لان الله حرم على الجنة اهل الشرك والكفر انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. لكن اكرام - 00:36:16
من الله عز وجل لرسوله خفف عن ابي طالب عذاب الجحيم فهو في ضحظاح من نار يغلي منه دماغه ويرى انه اشد ويرى انه اشد اهل النار عذابا فهي اكراما للنبي صلى الله عليه وسلم ولا ينتفع منها هو في فيما يحس ويشعر - 00:36:37
والشاهد من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايش؟ لولا انا ولم يقل لولا الله ثم انام لانهم مستصحب انذاك فضل الله وانه عطاء وانما ذكر السبب لانه سأله ماذا نفعت - 00:37:00
فالسؤال موجه الى النبي صلى الله عليه وسلم فاجاب لولا انا يعني هذا من النفع الذي حصل من قبلي هو شفاعته صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عمه ابي طالب - 00:37:16
ان يخفف الله عنه العذاب اجارنا الله واياكم من عذاب النار. والخلاصة ان الذي ينبغي للمؤمن في نعم الله ان يشكر الله عليها وشكر نعم الله مفتاحه ان تضيف النعمة الى الله - 00:37:26
فكل نعمة تصلك اعتقد يقينا انها من الله وما بكم من نعمة فمن الله. طيب هل يصح ان تذكر السبب الذي جعله الله تعالى طريقا لحصول النعمة نعم يجوز ذلك - 00:37:42
ان تذكره اذا ذكرت الله وذكرت السبب ان تذكر السبب لكن تذكره في رتبة نازلة بما يفيد عدم الاستواء فتقول لولا الله ثم فلان ولا تقل لولا الله وفلان لانك تجعلهما ندين والله لا ند له فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وهذا من الادب مع الله - 00:38:01
في القول الذي يعكس تعظيم قدر الله في القلب فمن عظم الله في قلبه انعكس ذلك في قوله وحفظ قدر ربه من ان يقول سوءا او ان يتكلم بما لا يليق - 00:38:26
بالله عز وجل هل يصح ان يذكر السبب استقلالا دون ذكر الله هل يصح ان يذكر السبب استقلالا ان كان السبب صحيحا ان كان السبب غير صحيح فلا يصح ان كان السبب غير صحيح فلا يصح ان تضيف النعمة اليه ومثلنا له بمجيء شخص وحصول خير عند مجيء - 00:38:40
تقول خير لا دخل له فيه تقول هذا ببركتك هذا من اضافة النعمة لغير الله وهو من عدم شكر نعمة الله عز وجل اما اذا كان سببا صحيحا فان كنت تقول ذلك تبع ان ان كنت تقول ذلك مستحظرا نعمة الله وانما فقط لذكر - 00:39:04
كذا السبب فلا حرج في ذلك اما اذا كان هذا مع الغفلة عن المسبب او ان تضيف النعمة الى المخلوق فهذا من كفر النعمة. اسأل الله ان يرزقني واياكم شكر نعمه. وان يثبتنا على الحق والهدى - 00:39:25
وان يفتح بصائرنا على نعمه لنشكره عليها. وان يجعلنا ممن استعملهم في طاعته وصرف عنهم معصيته. وان يهدينا الاخلاق الاقوال والاعمال نجيب على ما يسر الله من الاسئلة - 00:39:42