الان يتحدث عما خص الله تعالى به ال البيت من الفضائل لان ذلك مما ينبغي ان يعلم فيه عقد اهل السنة والجماعة وان اهل السنة والجماعة كما يحبون الاصحاب هم يتولون الاقارب من اهل بيت رسول الله - 00:00:00
صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير كم اذكركم الله في اهل بيتي. حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله - 00:00:20
في اهل بيتي وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفو بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى - 00:00:42
من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وامهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده واول من امن به - 00:01:02
وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وبيان ذلك ان - 00:01:22
اهل السنة والجماعة يتولون جميع المؤمنين ويتكلمون بعلم وعدل ويرعون حقوق اهل البيت التي شرعها الله لهم فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء وامر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الحكم - 00:01:42
وحقهم على الامة لا يشركهم فيه غيرهم. فانهم يستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش. فمحبة اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة. دل على هذا ما روى مسلم في - 00:02:02
عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة قال يا ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فرغب في كتاب الله وعترة - 00:02:22
اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. فقيل لزيد ابن ان ارقم رضي الله عنه من اهل بيته؟ قال اهل بيته من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل - 00:02:42
وال عقيل ويدل لذلك ايضا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه حسان انه قال عن اهل بيته والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من اجلي. هذا الفضل لا يثبت الا لمن علم انه منهم. اما من ادعى - 00:03:02
ذلك ولم يثبت او علم انه ليس منهم فلا يستحق شيئا. والمراد باهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين موالاتهم ومحبتهم هم بنو هاشم كلهم ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبد - 00:03:22
المطلب وسائر بني ابي طالب وغيرهم. ولما قيل لزيد ابن ارقم رضي الله عنه من اهل بيته؟ قال اهل بيتي من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل. كما في صحيح مسلم. وقد تنازعوا في - 00:03:42
بني المطلب بن عبد مناف هل تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في ال محمد صلى الله عليه وسلم على قولين هما روايتان عن الامام احمد وبعدين واما زوجاته رضي الله عنهن فقد اختلف العلماء هل هن من اهل بيته صلى الله عليه وسلم - 00:04:02
على قولين هما روايتان عن الامام احمد احدهما انهن لسن من اهل البيت ويروى هذا عن زيد ابن ارقم. والثاني وهو الصحيح ان ازواجه من اهله فانه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه علم الصلاة عليه - 00:04:22
اللهم صل على محمد وازواجه وذريته. ولان امرأة ابراهيم من اله واهل بيته وامرأة لوط من اله واهل بيته دلالة القرآن فكيف لا يكون ازواج محمد صلى الله عليه وسلم من اله واهل بيته ولقول الله تعالى في خطاب نساء - 00:04:42
النبي صلى الله عليه وسلم وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتنا الزكاة واطعنا الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ليطهركم تطهيرا. فهذه الاية تدل على - 00:05:02
انهن من اهل بيته والا لم يكن لذكر ذلك في الكلام معنى. فنسائه صلى الله عليه وسلم من اهل بيته بنص القرآن فلهن ما لاهل البيت من حقوق. واما ما رواه مسلم عن عائشة انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة - 00:05:22
مرض مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله. فجاء الحسن بن علي فادخله ثم ثم جاء الحسين فادخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها معه ثم جاء علي فادخله. ثم قال انما يريد - 00:05:42
الله ليذهب عنكم رجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. وما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعلي وحسن وحسن اللهم ان هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فهذا يدل على ان عليا وفاطمة والحسن - 00:06:02
والحسين كلهم من اهل البيت وهم اخص بذلك من غيرهم. ولذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لهم وهذا كما ان قوله لمسجد اسس على التقوى من اول يوم نزلت بمسجد وهذا كما ان قوله لمسجد - 00:06:22
اسس على التقوى من اول يوم نزلت بسبب مسجد قباء لكن الحكم يتناوله ويتناول ما هو احق منه بذلك وهو مسجد المدينة. وهذا يوجه ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن المسجد الذي اسس على التقوى - 00:06:42
فقال هو مسجدي هذا فبهذا يكون ازواجه علي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من اهل البيت. لكن عليا وفاطمة والحسن والحسين اخص من ازواجه ولهذا خصهم بالدعاء. فالتخصيص لكون المخصوص اولى بالوصف فالحديث لا يفيد - 00:07:02
لا مفهوما ولا منطوقا ان ازواجه رضي الله عنهن لسن من اهل البيت. فالحديث لا يفيد لا مفهوما ولا منطوقا ام ان ازواجه رضي الله عنهن لسن من اهل بيته صلى الله عليه وسلم؟ ومن المعلوم ان كل - 00:07:22
واحدة من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها ام المؤمنين عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وام سلمة وسودة بنت زمعة وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت الحارث المصطلقية وصفية بنت - 00:07:42
حيي بن اخطب الهارونية رضي الله عنهن. وقد قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهذا امر معلوم للامة علما عاما. وقد اجمع المسلمون على تحريم نكاح هؤلاء بعد موته - 00:08:02
على غيره وعلى وجوب احترامهن فهن امهات المؤمنين في الحرمة والتحريم. ومما لا ريب فيه ان نساء هذه الامة خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن. وقد اختلف اهل العلم في ايهما افضل خديجة او - 00:08:22
هشام ولا شك ان كل واحدة قد اختصت بفضل لم تشاركها فيه غيرها فسبق خديجة وتأثيرها في وللاسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من امهات المؤمنين. وتأثير - 00:08:42
عائشة في اخر الاسلام وحمل الدين وتبليغه الى الامة وادراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما به عن غيرها. فرضي الله عنهن اجمعين. اما وجه تفضيل عائشة في قوله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة - 00:09:02
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. فذلك لانه اي الثريد خبز ولحم. والبر افضل الاقوى واللحم افضل الادام هذا يبين منزلة ال البيت من النبي منزلة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند اهل السنة والجماعة - 00:09:22
يقول رحمه الله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمحبة عمل قلبي. ويتولونهم ان يقربون منهم. وينصرونهم فالمحبة والولاية وهي النصرة حق لال البيت. ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:48
وهي ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث زيد ابن ارقم انه قال صلى الله عليه وسلم في غدير خم وهو غدير بين مكة والمدينة اذكركم الله في اهل بيتي. يعني احفظوا حقي في اهل بيتي. فان الله فرض - 00:10:10
ال بيته حقا ومن حقهم ان يصلى عليهم فنحن في صلاتنا نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه بعض قريش - 00:10:28
ان بعض قريش جفوا بني هاشم اي يكرههم او يسيئوا الى يسيئوا في معاملتهم. فالجفاء هو سوء المعاملة وقد لا يلزم الكراهة فقوله يجفو بني هاشم اي انه لا يعاملهم المعاملة التي - 00:10:49
يكون فيها لطف ولين. فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته كما رواه الامام احمد رحمه الله في فضائل الصحابة وبيان منزلة قرابات النبي صلى الله عليه وسلم بين في ما رواه مسلم في حديث ابن الاصقع. ان الله اصطفى - 00:11:09
اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم وبنو هاشم هم بنو وهم بنو هاشم بن عبد مناف وله اربعة من الولد عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم. هؤلاء اربعة اخوة - 00:11:34
تفرعوا عن عبد مناف والنبي صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله تعالى من بني هاشم ولذلك قال واصطفاني من بني هاشم بعد ان ذكر حق ال البيت وهم قرابته الذين يجتمعون معه في النسب ذكر حق ازواجه لانهن من اهل - 00:11:59
ال بيته صلى الله عليه وسلم. فاهل البيت هم بنو هاشم وقد عدهم زيد بن ارقم رضي الله تعالى عنه لما سئل عن بني عن ال البيت الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي قيل لزيد ابن ارقم - 00:12:23
رضي الله تعالى عنه من اهل بيته؟ فقال اهل بيته من حرم الصدقة يعني من لا يجوز ان يأخذ من الزكاة وهم ال العباس وال علي ال جعفر وال عقيم - 00:12:49
هؤلاء هم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجميعهم لهم حق خلافا لمن يخص الحق في بعض ولد علي علي ابن ابي طالب له ولد الحسن والحسين وله محمد بن حنفية - 00:13:08
رضي الله تعالى عن عنهم جميعا فبعض من يغلو انما يغلو في الحسين وذريته ويزعم انه بذلك يوالي اهل البيت. اهل السنة والجماعة يوالون جميع ال البيت ويحبون جميع ال البيت - 00:13:25
وهم من عد زيد بن ارقم رضي الله تعالى عنه في قوله لما سئل من اهل بيته؟ قال اهل بيته من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل - 00:13:46
وقد اختلف في بني المطلب هل يدخلون في ال البيت او لا؟ على قولين والذي يظهر والله تعالى اعلم انهم لا يدخلون في ال البيت الذين لهم حق الموالاة والمحبة - 00:14:02
وان كانوا يشتركون مع ال البيت في تحريم في الاستحقاق من الفيد وذلك ان جبير بن مطعم وعثمان بن عفان اتي النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وقال اعطيت اخواننا من بني المطلب - 00:14:17
ومنعتنا وكانوا من بني نوفل ومن بني عبد شمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد. يعني فيما سوى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فيه من العطاء - 00:14:35
والمراد ان اهل البيت الذين تجب محبتهم وموالاتهم هم بنو هاشم جميعهم وازواج النبي صلى الله عليه وسلم جميعهن. فجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم امهات للمؤمنين وهن من اهل بيته - 00:14:52
بنص القرآن قال الله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن ورسوله ثم بعد ان امر بما امر من الاوامر قال جل وعلا انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس - 00:15:12
اهل البيت وهم الذين امرهم بما امر في سابق الاية انما يريد الله ان يذهب عنكم رجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا فهذه الاية تدل على ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل بيته. والا لم يكن لذكر اهل البيت في سياق الاية معنى. ولذلك - 00:15:32
كازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت بنص القرآن بنص القرآن فمن اخرج ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت لم يؤمن بما دل عليه هذا - 00:15:52
قول في ايات الكتاب الحكيم ما جاء في صحيح الامام مسلم عن عائشة انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن ابن علي رضي الله تعالى عنه فادخل ثم جاء الحسين ابن علي فادخل ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم - 00:16:09
علي فادخله ثم قرأ قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا لا يدل على خروج ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. انما هذا يدل على ان ممن يدخل في ال البيت من سماهم النبي صلى الله - 00:16:36
عليه وسلم وانما احق من يوصف بهذا الوصف لكن لا يعني اخراج زوجات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل ازواجه صلى الله عليه وسلم من ال بيته - 00:16:56
الذين لهم حق المحبة والموالاة النصرة رضي الله تعالى عن الجميع. وازواجه رضي الله رضي الله تعالى عنهن هن امهات المؤمنين هن ازواجه في الدنيا والاخرة. وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن - 00:17:13
جماعة من ازواجه واما مجمل من تزوجوهن صلى الله عليه وسلم فاولهن خديجة رضي الله تعالى عنها وهي ام اكثر ولدا ثم سوداء بنت زمعة رضي الله تعالى عنها ولم يكن لها منه ولد ثم عائشة وكذلك لم يكن له منها - 00:17:38
ثم حفصة رضي الله تعالى عنها ثم زينب بنت خزيمة وهذه يقال عنها ام المساكين لانها كانت تطعم المساكين وقد ماتت في حياته صلى الله عليه وسلم. ثم ام سلمة رضي الله تعالى عنها. ثم - 00:17:57
صفية بنت حيي بن اخطر ثم زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها ثم جويرية بنت الحارث ثم ام حبيبة بنت ابي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنهن اجمعين. هؤلاء هن - 00:18:16
زوجاته هن امهات المؤمنين اللواتي لهن حق الولاية والمحبة رضي الله تعالى عنهن. توفي في حياته صلى الله عليه وسلم اثنتان ومات عن تسعة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. من توفي هي خديجة - 00:18:37
بنت خويلد زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عن جميع ازواج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اما افضل ازواجه فافضل ازواجه خديجة وعائشة رضي الله تعالى عنهم فخديجة فظيلتها في اول الاسلام بما كان من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبقها الى الايمان وخديجة فظلها - 00:18:57
اول حياة النبي صلى الله عليه وسلم في نصرته ومعاضدته القيام بامره وهي ام اكثر ولده وعائشة فضيلتها رضي الله تعالى عنها في اخر حياته في رعايتها له وقيامها به وحفظها عنه صلى الله عليه وسلم فهي من اعلم بل هي اعلم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:29
اكثرهن حفظا وعلما بما كان عليه من قول وعمل صلى الله عليه وعلى اله وسلم نعم ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. اهل السنة والجماعة يتولون جميع المؤمنين. ويتكلمون - 00:19:54
بعلم وعدل ليسوا من اهل الجهل ولا من اهل الاهواء. ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب جميعا ويتولون السابقين الاولين كلهم. ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم. ويرعون حقوق اهل البيت التي - 00:20:25
الله لهم. وبهذا يفرق اهل السنة والجماعة الرافضة. فالرافضة تطعن في جميع الصحابة الا قليلا بضعة عشر ويجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم. واما الناصبة فكانت تبغض عليا واصحابه بل كانوا يكفرون عليا او يفسقونه او يشكون في عدالته. فاهل السنة والجماعة - 00:20:45
من هاتين الضلالتين لما ثبت من فضائلهم. ولان القدح فيهم قدح في القرآن والسنة وباطن وهذا المسلك الطعن في الرسالة. بيان الفرق التي ظلت في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بين ما يجب لاصحاب - 00:21:15
النبي صلى الله عليه وسلم من الحقوق وما لهم من المنزلة وما لهم من موالاة وما لال البيت من الحقوق والمنزلة والموالاة عاد لبيان من ظل في هذا الطريق فذكر فريقين كلاهما - 00:21:35
خارج عن الصراط المستقيم. من يطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول انهم ارتدوا ويطعنوا في مكانتهم ومنزلتهم ويذمهم ومن يعادي ال البيت ويكفر عليا او يفسقه او يشكك في في ولايته وفي منزلته ومكانته - 00:21:50
الله تعالى عن الجميع. فاهل السنة والجماعة السالمون من جميع الضلالات التي في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التي وقعت في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال البيت لما - 00:22:15
ثبت من فضائل هؤلاء واولئك ولان القدح فيهم قدح في دين الله عز وجل في القرآن والسنة ولهذا قال العلماء ان باطن الطعن في الصحابة والنيل منهم هو طعن في الرسالة وقدح في النبي صلى الله عليه وسلم. بعد - 00:22:30
ذكر هذا التوسط وهذا الاعتدال وهذه الاستقامة في شأن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التي من الله تعالى بها اهل السنة والجماعة حيث احب الاصحاب ووالو الال رضي الله تعالى عنهم - 00:22:50
بين رحمه الله الموقف مما شجر بين الصحابة من الخلاف. وهذا المدخل مدخل يسلكه كثير ممن يريد الوصول الى الطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هو ذكر ما كان من الخلاف بينهم. فهم بشر رضي الله تعالى عنهم. وقع - 00:23:09
الخلاف بينهم وترتب على هذا الخلاف مسائل عديدة ووقع به فتن عظيمة الا ان اهل السنة والجماعة سلكوا في ذلك مسلك العدل والعلم. وكل من تكلم في غيره بلا عدل ولا علم فلا بد ان يضل ويزل - 00:23:30
فالسلامة من الضلال والزلل هي بان تتحدث بعدل وعلم. العدل تخرج به من الظلم والعلم تخرج به من الجهل وهما قرينان فلا عدل بلا علم ولا نفعل العلم بلا عدل بل لا بد من ان يجتمعا حتى يتحقق للانسان سلوك الطريق المستقيم الموصل - 00:23:50
الى سعادة الدنيا وسلامة الاخرة. يقول رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة. ويقولون ان هذه اثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه - 00:24:20
صحيح منها هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل وواحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما - 00:24:40
يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر. حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. وان - 00:25:00
من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا لمن لمن بعدهم. كان افضل من جبل احد وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم - 00:25:20
ثم اذا كان قد صدر عن احد منهم ذنب فيكون قد تاب منه. او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل السابقة او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا - 00:25:40
كفر به عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان ان اخطأوا فلهم اجر واحد. والخطأ مغفور. ثم ان القدر الذي ثم ان القدر الذي يمكر من - 00:26:00
فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. وبيان هذان ان مذهب اهل السنة الامساك عن - 00:26:20
ما شجر بين الصحابة فانه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منهم فيكون لهم فيه عذر يخفى على الانسان. ومنه ما تاب صاحبه منه ومنه ما يكون مغفورا. فالخوض فيما شجر - 00:26:40
ويوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما. ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في عليك كما جرى لاكثر من تكلم في ذلك. فانهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله اما من ذنب - 00:27:00
اما من ذم من لا يستحق الذم واما من مدح امور لا يستحق المدح. ولهذا كان الامساك طريق افاضل السلف وليس هذا خاصا بما جرى بين الصحابة فقط بل ينهى عما شجر بين هؤلاء سواء كانوا من الصحابة - 00:27:20
او ممن بعدهم او ممن بعدهم. فاذا تشاجر مسلمان في قضية ومضت ولا تعلق للناس بها ولا يعرف حقيقتها كان كلامهم فيها كلاما بلا علم ولا عدل يتضمن اذاهما بغير حق. ولو عرفوا انهم - 00:27:40
مذنبان او مخطئان لكان ذكر ذلك من غير مصلحة راجحة من باب الغيبة المذمومة. فالواجب فيما بين الصحابة رضي الله عنهم ان يقال اما ان يكون عمل احدهم سعيا مشكورا او ذما مغفورا او ذنبا مغفورا - 00:28:00
مغفورا او اجتهادا قد عفي لصاحبه عن الخطأ فيه. فلهذا كان من اصول اهل العلم انه لا يمكن احد من الكلام فيها اولئك لا من يقدح في عدالتهم وديانتهم. بل يعلم انهم عدول مرضيون لا سيما والمنقول عنهم من العظائم كذب - 00:28:20
مفترا. ولهذا كان الامساك عما شجر بين الصحابة خيرا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الاحوال. كما ان الخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما. ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك - 00:28:40
كما جرى لاكثر من تكلم في ذلك. فمن سلك سبيل اهل السنة استقام قوله وكان من اهل الحق والاستقامة والا حصل في جهل وكذب وتناقض. ومن وسطية اهل السنة وعدلهم. انهم لا - 00:29:00
يعتقدون العصمة من الاقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سواه فيجوز عليه الاقرار على الذنب والخطأ. لكن الصحابة رضي الله عنهم هم كما قال الله تعالى اولئك الذين تتقبل عنهم احسن ما عملوا - 00:29:20
ونتجاوز عن سيئاتهم. بل يجوز ان يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا او كبيرا ويتوب منه. وهذا متفق كن عليه بين المسلمين ولو لم يتب. فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم. بل عند الاكثرين منهم - 00:29:40
ان الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي اعظم منها. وقد يبتلون ايضا بمصائب يكفر الله عنهم بها وقد يكفر عنهم بغير ذلك فان لهم رضي الله عنهم من التوبة والاستغفار والحسنات ما ليس لمن هو دونهم. وابتلوا بمصائب - 00:30:00
يكفر الله بها خطاياهم لم يبتلي بها من دونهم. فلهم من السعي المشكور والعمل المبرور ما ليس لمن بعدهم وهم بمغفرة الذنوب احق من غيرهم ممن بعدهم. هذا فيما كان ذنبا محققا منهم رضي - 00:30:20
الله عنهم فكيف وما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منهم كذب وكثير منهم كانوا مجتهدين فيه. ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم فانهم خير قرون هذه الامة كما قال صلى الله عليه وسلم خير - 00:30:40
قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم. وهذه خير امة اخرجت للناس. ومما ينبغي ان انه وان كان المختار الامساك عما شجر بين الصحابة والاستغفار للطائفين. والاستغفار طائفتين جميعا وموالاتهم. ومما ينبغي ان يعلم انه وان كان المختار الامساك عما شجر بين - 00:31:00
والاستغفار للطائفتين جميعا وموالاتهم. فليس من الواجب اعتقاد ان كل واحد من العسكر لم الا مجتهدا متأولا كالعلماء. بل فيهم المذنب والمسيء وفيهم المقصر في الاجتهاد لنوع من الهوى لكن اذا كانت السيئة في حسنات كثيرة كانت مرجوحة مغفورة. واهل السنة تحسن القول فيه - 00:31:30
وتترحم عليهم وتستغفر لهم. وتستغفر لهم. لكن لا يعتقدون العصمة من الاقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سواه فيجوز عليه الاقرار على الذنب والخطأ. لكن هم كما قال الله تعالى اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا - 00:32:00
ونتجاوز عن سيئاتهم وفضائل الاعمال انما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها هذا الكلام المليء بالعلم والعدل والبيان الجلي الواضح هو مما يجب ان يصير عليه المؤمن فيما يتعلق بما جرى بين الصحابة من خلاف رضي الله تعالى عنهم - 00:32:30
فالسنة والجماعة يمسكون عما شجر بين الصحابة يعني عما وقع من الاختلاف بينهم رضي الله تعالى عنهم ولا يتكلمون في ذلك. لان الكلام في ذلك يوجب بغظا لبعظهم وكراهية لهم - 00:33:02
من غير علم ولا بصيرة. وذلك ان المنقول عنهم فيه ما فيه مما يرد مما سيورده المصنف رحمه الله من الاحتمالات فالخوض فيما شجر بين الصحابة يوقع في نفوس الخائضين - 00:33:21
بغضا وذما ويكون في ذلك مخطئا لانه لا ينبغي ان يقع في قلبه شيء على احد من اهل الايمان اذ ان طهارة القلب من الغل على اهل الايمان من الانصار والمهاجرين وسائر المؤمنين هو من صفات الكمال كما قال تعالى والذين جاءوا - 00:33:40
من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فينبغي للمؤمن ان يمسك عن ما جرى بين الصحابة فلا يتكلم فيه بل ينهى عن كل خلاف لا مصلحة في الحديث عنه. وذلك - 00:33:59
كما اشار اليه رحمه الله في بعض مؤلفاته حيث قال ينهى عما شجر بين هؤلاء سواء كانوا من الصحابة او ممن بعدهم اهو فكل خلاف لم تشهده ولم تحط به علما وليس في الحديث مصلحة - 00:34:22
ينبغي الاعراض عنه فان الحديث دون مصلحة راجحة اقل احواله انه من باب الغيبة المذمومة التي هي من كبائر الذنوب وعظائم الاثم فينبغي للمؤمن ان يصون لسانه عن كل ما شجر بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وليكن في ذلك سائرا على ما ذكر عمر بن عبد العزيز - 00:34:42
لما ذكر له الخلاف الواقع بين الصحابة قال تلك دماء طهر الله سيوفنا منها فنطهر السنتنا منها فالجدير بالمؤمن ان يعتني بهذا وان يبعد عن الحديث عما شجر عن عما شجر بين الصحابة - 00:35:05
وقد ذكر المؤلف رحمه الله مسوغات وتعليلات مقنعة تقنع النفوس الطالبة للحق ان تعرض عما وقع بين الصحابة من خلاف. يقول رحمه الله يقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب. فكثير من المنقول مما يتعلق بالخلاف بين الصحابة دخله كذب. ومن - 00:35:24
ما زيد فيه وما نقص فيه والزيادة والنقص لهما تأثير في الخبر وفي الحكم عليه ومنها ما سيق على غير وجهه هو واقع وسيق كما وقع لكنه سيق على وجه غير ما جرى. وعلى غير - 00:35:51
الصفة التي وقع فيكون ذلك موجبا اغر الصدور بناء على معلومات مكذوبة او مزيدة او منقوصة او محولة عن وجهها الصحيح فتكون بالتالي الاحكام المرتبة على تلك الاخبار احكام مغلوطة. والصحيح منها لو سلمنا ان ثم من ان ثمة - 00:36:14
هذا هو صحيح فهم معذورون فيه اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون هكذا يعتقد اهل السنة والجماعة في كل الاخبار المنقولة عما وقع بين الصحابة من خلاف رضي الله تعالى عنهم قال - 00:36:40
ثم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد منهم معصوم. من كبائر الاثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب رضي الله تعالى عنهم في الجملة لكن تلك الخطايا والذنوب التي وقعت منهم بمقتضى البشرية وعدم - 00:37:00
ينبغي ان ينظر اليها بان لهم من السوابق والفظائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في من في حاطب ابن ابي بلتعة رضي الله تعالى عنه لما قال عمر دعني اضرب عنق هذا المنافق قال وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر - 00:37:20
فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فيكون لهم من السوابق ما يمحو الله تعالى به تلك الخطايا. حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ولهم من الحسنات ما تمحو تلك السيئات - 00:37:42
وقد ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم فظلهم وعظيم منزلتهم على وجه العموم انهم خير القرون وان العمل الصالح القليل منهم لا يقابله عمل كثير من غيرهم ثم ان كان قد صدر من احدهم ذنب فقد يكون تاب الله عليه. فنحن لسنا موكلين بالحكم على الخلق او اتى بحسنات تمحوه - 00:38:03
او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له فهم احق الناس بشفاعته لانهم اصحابه الذين ناصروه ازارو وعاينوا نزول الوحي وشهيد التنزيل. فكيف هذا اذا كان في الذنوب المحققة فكيف في امور كانوا فيها مجتهدين - 00:38:29
ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر ثم ما ينكر عليهم رظي الله تعالى عنهم المقارنة مع ما هو معروف من فضائلهم ومنقول من طيب سيرهم نزر مغمور لا يذكر ولا يأبه - 00:38:52
به ولا يلتفت اليه والسالم من سلم الله قلبه من ان يقع فيه غل على خيار عباد الله وافاضل الناس وسادات الدنيا بعد النبيين رضي الله تعالى عنهم - 00:39:13
التفريغ
الان يتحدث عما خص الله تعالى به ال البيت من الفضائل لان ذلك مما ينبغي ان يعلم فيه عقد اهل السنة والجماعة وان اهل السنة والجماعة كما يحبون الاصحاب هم يتولون الاقارب من اهل بيت رسول الله - 00:00:00
صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير كم اذكركم الله في اهل بيتي. حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله - 00:00:20
في اهل بيتي وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفو بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى - 00:00:42
من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وامهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده واول من امن به - 00:01:02
وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وبيان ذلك ان - 00:01:22
اهل السنة والجماعة يتولون جميع المؤمنين ويتكلمون بعلم وعدل ويرعون حقوق اهل البيت التي شرعها الله لهم فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء وامر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الحكم - 00:01:42
وحقهم على الامة لا يشركهم فيه غيرهم. فانهم يستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش. فمحبة اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة. دل على هذا ما روى مسلم في - 00:02:02
عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة قال يا ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فرغب في كتاب الله وعترة - 00:02:22
اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. فقيل لزيد ابن ان ارقم رضي الله عنه من اهل بيته؟ قال اهل بيته من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل - 00:02:42
وال عقيل ويدل لذلك ايضا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه حسان انه قال عن اهل بيته والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من اجلي. هذا الفضل لا يثبت الا لمن علم انه منهم. اما من ادعى - 00:03:02
ذلك ولم يثبت او علم انه ليس منهم فلا يستحق شيئا. والمراد باهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين موالاتهم ومحبتهم هم بنو هاشم كلهم ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبد - 00:03:22
المطلب وسائر بني ابي طالب وغيرهم. ولما قيل لزيد ابن ارقم رضي الله عنه من اهل بيته؟ قال اهل بيتي من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل. كما في صحيح مسلم. وقد تنازعوا في - 00:03:42
بني المطلب بن عبد مناف هل تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في ال محمد صلى الله عليه وسلم على قولين هما روايتان عن الامام احمد وبعدين واما زوجاته رضي الله عنهن فقد اختلف العلماء هل هن من اهل بيته صلى الله عليه وسلم - 00:04:02
على قولين هما روايتان عن الامام احمد احدهما انهن لسن من اهل البيت ويروى هذا عن زيد ابن ارقم. والثاني وهو الصحيح ان ازواجه من اهله فانه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه علم الصلاة عليه - 00:04:22
اللهم صل على محمد وازواجه وذريته. ولان امرأة ابراهيم من اله واهل بيته وامرأة لوط من اله واهل بيته دلالة القرآن فكيف لا يكون ازواج محمد صلى الله عليه وسلم من اله واهل بيته ولقول الله تعالى في خطاب نساء - 00:04:42
النبي صلى الله عليه وسلم وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتنا الزكاة واطعنا الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ليطهركم تطهيرا. فهذه الاية تدل على - 00:05:02
انهن من اهل بيته والا لم يكن لذكر ذلك في الكلام معنى. فنسائه صلى الله عليه وسلم من اهل بيته بنص القرآن فلهن ما لاهل البيت من حقوق. واما ما رواه مسلم عن عائشة انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة - 00:05:22
مرض مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله. فجاء الحسن بن علي فادخله ثم ثم جاء الحسين فادخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها معه ثم جاء علي فادخله. ثم قال انما يريد - 00:05:42
الله ليذهب عنكم رجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. وما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعلي وحسن وحسن اللهم ان هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فهذا يدل على ان عليا وفاطمة والحسن - 00:06:02
والحسين كلهم من اهل البيت وهم اخص بذلك من غيرهم. ولذلك خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لهم وهذا كما ان قوله لمسجد اسس على التقوى من اول يوم نزلت بمسجد وهذا كما ان قوله لمسجد - 00:06:22
اسس على التقوى من اول يوم نزلت بسبب مسجد قباء لكن الحكم يتناوله ويتناول ما هو احق منه بذلك وهو مسجد المدينة. وهذا يوجه ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن المسجد الذي اسس على التقوى - 00:06:42
فقال هو مسجدي هذا فبهذا يكون ازواجه علي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من اهل البيت. لكن عليا وفاطمة والحسن والحسين اخص من ازواجه ولهذا خصهم بالدعاء. فالتخصيص لكون المخصوص اولى بالوصف فالحديث لا يفيد - 00:07:02
لا مفهوما ولا منطوقا ان ازواجه رضي الله عنهن لسن من اهل البيت. فالحديث لا يفيد لا مفهوما ولا منطوقا ام ان ازواجه رضي الله عنهن لسن من اهل بيته صلى الله عليه وسلم؟ ومن المعلوم ان كل - 00:07:22
واحدة من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها ام المؤمنين عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وام سلمة وسودة بنت زمعة وميمونة بنت الحارث الهلالية وجويرية بنت الحارث المصطلقية وصفية بنت - 00:07:42
حيي بن اخطب الهارونية رضي الله عنهن. وقد قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهذا امر معلوم للامة علما عاما. وقد اجمع المسلمون على تحريم نكاح هؤلاء بعد موته - 00:08:02
على غيره وعلى وجوب احترامهن فهن امهات المؤمنين في الحرمة والتحريم. ومما لا ريب فيه ان نساء هذه الامة خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن. وقد اختلف اهل العلم في ايهما افضل خديجة او - 00:08:22
هشام ولا شك ان كل واحدة قد اختصت بفضل لم تشاركها فيه غيرها فسبق خديجة وتأثيرها في وللاسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من امهات المؤمنين. وتأثير - 00:08:42
عائشة في اخر الاسلام وحمل الدين وتبليغه الى الامة وادراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما به عن غيرها. فرضي الله عنهن اجمعين. اما وجه تفضيل عائشة في قوله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة - 00:09:02
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. فذلك لانه اي الثريد خبز ولحم. والبر افضل الاقوى واللحم افضل الادام هذا يبين منزلة ال البيت من النبي منزلة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند اهل السنة والجماعة - 00:09:22
يقول رحمه الله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمحبة عمل قلبي. ويتولونهم ان يقربون منهم. وينصرونهم فالمحبة والولاية وهي النصرة حق لال البيت. ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:48
وهي ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث زيد ابن ارقم انه قال صلى الله عليه وسلم في غدير خم وهو غدير بين مكة والمدينة اذكركم الله في اهل بيتي. يعني احفظوا حقي في اهل بيتي. فان الله فرض - 00:10:10
ال بيته حقا ومن حقهم ان يصلى عليهم فنحن في صلاتنا نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه بعض قريش - 00:10:28
ان بعض قريش جفوا بني هاشم اي يكرههم او يسيئوا الى يسيئوا في معاملتهم. فالجفاء هو سوء المعاملة وقد لا يلزم الكراهة فقوله يجفو بني هاشم اي انه لا يعاملهم المعاملة التي - 00:10:49
يكون فيها لطف ولين. فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته كما رواه الامام احمد رحمه الله في فضائل الصحابة وبيان منزلة قرابات النبي صلى الله عليه وسلم بين في ما رواه مسلم في حديث ابن الاصقع. ان الله اصطفى - 00:11:09
اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم وبنو هاشم هم بنو وهم بنو هاشم بن عبد مناف وله اربعة من الولد عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم. هؤلاء اربعة اخوة - 00:11:34
تفرعوا عن عبد مناف والنبي صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله تعالى من بني هاشم ولذلك قال واصطفاني من بني هاشم بعد ان ذكر حق ال البيت وهم قرابته الذين يجتمعون معه في النسب ذكر حق ازواجه لانهن من اهل - 00:11:59
ال بيته صلى الله عليه وسلم. فاهل البيت هم بنو هاشم وقد عدهم زيد بن ارقم رضي الله تعالى عنه لما سئل عن بني عن ال البيت الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي قيل لزيد ابن ارقم - 00:12:23
رضي الله تعالى عنه من اهل بيته؟ فقال اهل بيته من حرم الصدقة يعني من لا يجوز ان يأخذ من الزكاة وهم ال العباس وال علي ال جعفر وال عقيم - 00:12:49
هؤلاء هم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجميعهم لهم حق خلافا لمن يخص الحق في بعض ولد علي علي ابن ابي طالب له ولد الحسن والحسين وله محمد بن حنفية - 00:13:08
رضي الله تعالى عن عنهم جميعا فبعض من يغلو انما يغلو في الحسين وذريته ويزعم انه بذلك يوالي اهل البيت. اهل السنة والجماعة يوالون جميع ال البيت ويحبون جميع ال البيت - 00:13:25
وهم من عد زيد بن ارقم رضي الله تعالى عنه في قوله لما سئل من اهل بيته؟ قال اهل بيته من حرم الصدقة ال العباس وال علي وال جعفر وال عقيل - 00:13:46
وقد اختلف في بني المطلب هل يدخلون في ال البيت او لا؟ على قولين والذي يظهر والله تعالى اعلم انهم لا يدخلون في ال البيت الذين لهم حق الموالاة والمحبة - 00:14:02
وان كانوا يشتركون مع ال البيت في تحريم في الاستحقاق من الفيد وذلك ان جبير بن مطعم وعثمان بن عفان اتي النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وقال اعطيت اخواننا من بني المطلب - 00:14:17
ومنعتنا وكانوا من بني نوفل ومن بني عبد شمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد. يعني فيما سوى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فيه من العطاء - 00:14:35
والمراد ان اهل البيت الذين تجب محبتهم وموالاتهم هم بنو هاشم جميعهم وازواج النبي صلى الله عليه وسلم جميعهن. فجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم امهات للمؤمنين وهن من اهل بيته - 00:14:52
بنص القرآن قال الله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن ورسوله ثم بعد ان امر بما امر من الاوامر قال جل وعلا انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس - 00:15:12
اهل البيت وهم الذين امرهم بما امر في سابق الاية انما يريد الله ان يذهب عنكم رجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا فهذه الاية تدل على ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل بيته. والا لم يكن لذكر اهل البيت في سياق الاية معنى. ولذلك - 00:15:32
كازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت بنص القرآن بنص القرآن فمن اخرج ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت لم يؤمن بما دل عليه هذا - 00:15:52
قول في ايات الكتاب الحكيم ما جاء في صحيح الامام مسلم عن عائشة انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن ابن علي رضي الله تعالى عنه فادخل ثم جاء الحسين ابن علي فادخل ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم - 00:16:09
علي فادخله ثم قرأ قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا لا يدل على خروج ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. انما هذا يدل على ان ممن يدخل في ال البيت من سماهم النبي صلى الله - 00:16:36
عليه وسلم وانما احق من يوصف بهذا الوصف لكن لا يعني اخراج زوجات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل ازواجه صلى الله عليه وسلم من ال بيته - 00:16:56
الذين لهم حق المحبة والموالاة النصرة رضي الله تعالى عن الجميع. وازواجه رضي الله رضي الله تعالى عنهن هن امهات المؤمنين هن ازواجه في الدنيا والاخرة. وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن - 00:17:13
جماعة من ازواجه واما مجمل من تزوجوهن صلى الله عليه وسلم فاولهن خديجة رضي الله تعالى عنها وهي ام اكثر ولدا ثم سوداء بنت زمعة رضي الله تعالى عنها ولم يكن لها منه ولد ثم عائشة وكذلك لم يكن له منها - 00:17:38
ثم حفصة رضي الله تعالى عنها ثم زينب بنت خزيمة وهذه يقال عنها ام المساكين لانها كانت تطعم المساكين وقد ماتت في حياته صلى الله عليه وسلم. ثم ام سلمة رضي الله تعالى عنها. ثم - 00:17:57
صفية بنت حيي بن اخطر ثم زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها ثم جويرية بنت الحارث ثم ام حبيبة بنت ابي سفيان ثم ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنهن اجمعين. هؤلاء هن - 00:18:16
زوجاته هن امهات المؤمنين اللواتي لهن حق الولاية والمحبة رضي الله تعالى عنهن. توفي في حياته صلى الله عليه وسلم اثنتان ومات عن تسعة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. من توفي هي خديجة - 00:18:37
بنت خويلد زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عن جميع ازواج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اما افضل ازواجه فافضل ازواجه خديجة وعائشة رضي الله تعالى عنهم فخديجة فظيلتها في اول الاسلام بما كان من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبقها الى الايمان وخديجة فظلها - 00:18:57
اول حياة النبي صلى الله عليه وسلم في نصرته ومعاضدته القيام بامره وهي ام اكثر ولده وعائشة فضيلتها رضي الله تعالى عنها في اخر حياته في رعايتها له وقيامها به وحفظها عنه صلى الله عليه وسلم فهي من اعلم بل هي اعلم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - 00:19:29
اكثرهن حفظا وعلما بما كان عليه من قول وعمل صلى الله عليه وعلى اله وسلم نعم ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. اهل السنة والجماعة يتولون جميع المؤمنين. ويتكلمون - 00:19:54
بعلم وعدل ليسوا من اهل الجهل ولا من اهل الاهواء. ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب جميعا ويتولون السابقين الاولين كلهم. ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم. ويرعون حقوق اهل البيت التي - 00:20:25
الله لهم. وبهذا يفرق اهل السنة والجماعة الرافضة. فالرافضة تطعن في جميع الصحابة الا قليلا بضعة عشر ويجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم. واما الناصبة فكانت تبغض عليا واصحابه بل كانوا يكفرون عليا او يفسقونه او يشكون في عدالته. فاهل السنة والجماعة - 00:20:45
من هاتين الضلالتين لما ثبت من فضائلهم. ولان القدح فيهم قدح في القرآن والسنة وباطن وهذا المسلك الطعن في الرسالة. بيان الفرق التي ظلت في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بين ما يجب لاصحاب - 00:21:15
النبي صلى الله عليه وسلم من الحقوق وما لهم من المنزلة وما لهم من موالاة وما لال البيت من الحقوق والمنزلة والموالاة عاد لبيان من ظل في هذا الطريق فذكر فريقين كلاهما - 00:21:35
خارج عن الصراط المستقيم. من يطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول انهم ارتدوا ويطعنوا في مكانتهم ومنزلتهم ويذمهم ومن يعادي ال البيت ويكفر عليا او يفسقه او يشكك في في ولايته وفي منزلته ومكانته - 00:21:50
الله تعالى عن الجميع. فاهل السنة والجماعة السالمون من جميع الضلالات التي في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التي وقعت في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال البيت لما - 00:22:15
ثبت من فضائل هؤلاء واولئك ولان القدح فيهم قدح في دين الله عز وجل في القرآن والسنة ولهذا قال العلماء ان باطن الطعن في الصحابة والنيل منهم هو طعن في الرسالة وقدح في النبي صلى الله عليه وسلم. بعد - 00:22:30
ذكر هذا التوسط وهذا الاعتدال وهذه الاستقامة في شأن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التي من الله تعالى بها اهل السنة والجماعة حيث احب الاصحاب ووالو الال رضي الله تعالى عنهم - 00:22:50
بين رحمه الله الموقف مما شجر بين الصحابة من الخلاف. وهذا المدخل مدخل يسلكه كثير ممن يريد الوصول الى الطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هو ذكر ما كان من الخلاف بينهم. فهم بشر رضي الله تعالى عنهم. وقع - 00:23:09
الخلاف بينهم وترتب على هذا الخلاف مسائل عديدة ووقع به فتن عظيمة الا ان اهل السنة والجماعة سلكوا في ذلك مسلك العدل والعلم. وكل من تكلم في غيره بلا عدل ولا علم فلا بد ان يضل ويزل - 00:23:30
فالسلامة من الضلال والزلل هي بان تتحدث بعدل وعلم. العدل تخرج به من الظلم والعلم تخرج به من الجهل وهما قرينان فلا عدل بلا علم ولا نفعل العلم بلا عدل بل لا بد من ان يجتمعا حتى يتحقق للانسان سلوك الطريق المستقيم الموصل - 00:23:50
الى سعادة الدنيا وسلامة الاخرة. يقول رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة. ويقولون ان هذه اثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه - 00:24:20
صحيح منها هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل وواحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما - 00:24:40
يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر. حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. وان - 00:25:00
من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا لمن لمن بعدهم. كان افضل من جبل احد وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم - 00:25:20
ثم اذا كان قد صدر عن احد منهم ذنب فيكون قد تاب منه. او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل السابقة او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا - 00:25:40
كفر به عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان ان اخطأوا فلهم اجر واحد. والخطأ مغفور. ثم ان القدر الذي ثم ان القدر الذي يمكر من - 00:26:00
فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. وبيان هذان ان مذهب اهل السنة الامساك عن - 00:26:20
ما شجر بين الصحابة فانه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منهم فيكون لهم فيه عذر يخفى على الانسان. ومنه ما تاب صاحبه منه ومنه ما يكون مغفورا. فالخوض فيما شجر - 00:26:40
ويوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما. ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في عليك كما جرى لاكثر من تكلم في ذلك. فانهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله اما من ذنب - 00:27:00
اما من ذم من لا يستحق الذم واما من مدح امور لا يستحق المدح. ولهذا كان الامساك طريق افاضل السلف وليس هذا خاصا بما جرى بين الصحابة فقط بل ينهى عما شجر بين هؤلاء سواء كانوا من الصحابة - 00:27:20
او ممن بعدهم او ممن بعدهم. فاذا تشاجر مسلمان في قضية ومضت ولا تعلق للناس بها ولا يعرف حقيقتها كان كلامهم فيها كلاما بلا علم ولا عدل يتضمن اذاهما بغير حق. ولو عرفوا انهم - 00:27:40
مذنبان او مخطئان لكان ذكر ذلك من غير مصلحة راجحة من باب الغيبة المذمومة. فالواجب فيما بين الصحابة رضي الله عنهم ان يقال اما ان يكون عمل احدهم سعيا مشكورا او ذما مغفورا او ذنبا مغفورا - 00:28:00
مغفورا او اجتهادا قد عفي لصاحبه عن الخطأ فيه. فلهذا كان من اصول اهل العلم انه لا يمكن احد من الكلام فيها اولئك لا من يقدح في عدالتهم وديانتهم. بل يعلم انهم عدول مرضيون لا سيما والمنقول عنهم من العظائم كذب - 00:28:20
مفترا. ولهذا كان الامساك عما شجر بين الصحابة خيرا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الاحوال. كما ان الخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما. ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك - 00:28:40
كما جرى لاكثر من تكلم في ذلك. فمن سلك سبيل اهل السنة استقام قوله وكان من اهل الحق والاستقامة والا حصل في جهل وكذب وتناقض. ومن وسطية اهل السنة وعدلهم. انهم لا - 00:29:00
يعتقدون العصمة من الاقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سواه فيجوز عليه الاقرار على الذنب والخطأ. لكن الصحابة رضي الله عنهم هم كما قال الله تعالى اولئك الذين تتقبل عنهم احسن ما عملوا - 00:29:20
ونتجاوز عن سيئاتهم. بل يجوز ان يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا او كبيرا ويتوب منه. وهذا متفق كن عليه بين المسلمين ولو لم يتب. فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم. بل عند الاكثرين منهم - 00:29:40
ان الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي اعظم منها. وقد يبتلون ايضا بمصائب يكفر الله عنهم بها وقد يكفر عنهم بغير ذلك فان لهم رضي الله عنهم من التوبة والاستغفار والحسنات ما ليس لمن هو دونهم. وابتلوا بمصائب - 00:30:00
يكفر الله بها خطاياهم لم يبتلي بها من دونهم. فلهم من السعي المشكور والعمل المبرور ما ليس لمن بعدهم وهم بمغفرة الذنوب احق من غيرهم ممن بعدهم. هذا فيما كان ذنبا محققا منهم رضي - 00:30:20
الله عنهم فكيف وما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منهم كذب وكثير منهم كانوا مجتهدين فيه. ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم فانهم خير قرون هذه الامة كما قال صلى الله عليه وسلم خير - 00:30:40
قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم. وهذه خير امة اخرجت للناس. ومما ينبغي ان انه وان كان المختار الامساك عما شجر بين الصحابة والاستغفار للطائفين. والاستغفار طائفتين جميعا وموالاتهم. ومما ينبغي ان يعلم انه وان كان المختار الامساك عما شجر بين - 00:31:00
والاستغفار للطائفتين جميعا وموالاتهم. فليس من الواجب اعتقاد ان كل واحد من العسكر لم الا مجتهدا متأولا كالعلماء. بل فيهم المذنب والمسيء وفيهم المقصر في الاجتهاد لنوع من الهوى لكن اذا كانت السيئة في حسنات كثيرة كانت مرجوحة مغفورة. واهل السنة تحسن القول فيه - 00:31:30
وتترحم عليهم وتستغفر لهم. وتستغفر لهم. لكن لا يعتقدون العصمة من الاقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سواه فيجوز عليه الاقرار على الذنب والخطأ. لكن هم كما قال الله تعالى اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا - 00:32:00
ونتجاوز عن سيئاتهم وفضائل الاعمال انما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها هذا الكلام المليء بالعلم والعدل والبيان الجلي الواضح هو مما يجب ان يصير عليه المؤمن فيما يتعلق بما جرى بين الصحابة من خلاف رضي الله تعالى عنهم - 00:32:30
فالسنة والجماعة يمسكون عما شجر بين الصحابة يعني عما وقع من الاختلاف بينهم رضي الله تعالى عنهم ولا يتكلمون في ذلك. لان الكلام في ذلك يوجب بغظا لبعظهم وكراهية لهم - 00:33:02
من غير علم ولا بصيرة. وذلك ان المنقول عنهم فيه ما فيه مما يرد مما سيورده المصنف رحمه الله من الاحتمالات فالخوض فيما شجر بين الصحابة يوقع في نفوس الخائضين - 00:33:21
بغضا وذما ويكون في ذلك مخطئا لانه لا ينبغي ان يقع في قلبه شيء على احد من اهل الايمان اذ ان طهارة القلب من الغل على اهل الايمان من الانصار والمهاجرين وسائر المؤمنين هو من صفات الكمال كما قال تعالى والذين جاءوا - 00:33:40
من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فينبغي للمؤمن ان يمسك عن ما جرى بين الصحابة فلا يتكلم فيه بل ينهى عن كل خلاف لا مصلحة في الحديث عنه. وذلك - 00:33:59
كما اشار اليه رحمه الله في بعض مؤلفاته حيث قال ينهى عما شجر بين هؤلاء سواء كانوا من الصحابة او ممن بعدهم اهو فكل خلاف لم تشهده ولم تحط به علما وليس في الحديث مصلحة - 00:34:22
ينبغي الاعراض عنه فان الحديث دون مصلحة راجحة اقل احواله انه من باب الغيبة المذمومة التي هي من كبائر الذنوب وعظائم الاثم فينبغي للمؤمن ان يصون لسانه عن كل ما شجر بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وليكن في ذلك سائرا على ما ذكر عمر بن عبد العزيز - 00:34:42
لما ذكر له الخلاف الواقع بين الصحابة قال تلك دماء طهر الله سيوفنا منها فنطهر السنتنا منها فالجدير بالمؤمن ان يعتني بهذا وان يبعد عن الحديث عما شجر عن عما شجر بين الصحابة - 00:35:05
وقد ذكر المؤلف رحمه الله مسوغات وتعليلات مقنعة تقنع النفوس الطالبة للحق ان تعرض عما وقع بين الصحابة من خلاف. يقول رحمه الله يقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب. فكثير من المنقول مما يتعلق بالخلاف بين الصحابة دخله كذب. ومن - 00:35:24
ما زيد فيه وما نقص فيه والزيادة والنقص لهما تأثير في الخبر وفي الحكم عليه ومنها ما سيق على غير وجهه هو واقع وسيق كما وقع لكنه سيق على وجه غير ما جرى. وعلى غير - 00:35:51
الصفة التي وقع فيكون ذلك موجبا اغر الصدور بناء على معلومات مكذوبة او مزيدة او منقوصة او محولة عن وجهها الصحيح فتكون بالتالي الاحكام المرتبة على تلك الاخبار احكام مغلوطة. والصحيح منها لو سلمنا ان ثم من ان ثمة - 00:36:14
هذا هو صحيح فهم معذورون فيه اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون هكذا يعتقد اهل السنة والجماعة في كل الاخبار المنقولة عما وقع بين الصحابة من خلاف رضي الله تعالى عنهم قال - 00:36:40
ثم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد منهم معصوم. من كبائر الاثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب رضي الله تعالى عنهم في الجملة لكن تلك الخطايا والذنوب التي وقعت منهم بمقتضى البشرية وعدم - 00:37:00
ينبغي ان ينظر اليها بان لهم من السوابق والفظائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في من في حاطب ابن ابي بلتعة رضي الله تعالى عنه لما قال عمر دعني اضرب عنق هذا المنافق قال وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر - 00:37:20
فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فيكون لهم من السوابق ما يمحو الله تعالى به تلك الخطايا. حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ولهم من الحسنات ما تمحو تلك السيئات - 00:37:42
وقد ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم فظلهم وعظيم منزلتهم على وجه العموم انهم خير القرون وان العمل الصالح القليل منهم لا يقابله عمل كثير من غيرهم ثم ان كان قد صدر من احدهم ذنب فقد يكون تاب الله عليه. فنحن لسنا موكلين بالحكم على الخلق او اتى بحسنات تمحوه - 00:38:03
او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له فهم احق الناس بشفاعته لانهم اصحابه الذين ناصروه ازارو وعاينوا نزول الوحي وشهيد التنزيل. فكيف هذا اذا كان في الذنوب المحققة فكيف في امور كانوا فيها مجتهدين - 00:38:29
ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر ثم ما ينكر عليهم رظي الله تعالى عنهم المقارنة مع ما هو معروف من فضائلهم ومنقول من طيب سيرهم نزر مغمور لا يذكر ولا يأبه - 00:38:52
به ولا يلتفت اليه والسالم من سلم الله قلبه من ان يقع فيه غل على خيار عباد الله وافاضل الناس وسادات الدنيا بعد النبيين رضي الله تعالى عنهم - 00:39:13