بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:00:00
الى قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم لا لا اقرأ ايتين ثلاث بس وان كنتم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:21
يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. لعل لكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. والسماء بنا وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا - 00:00:43
فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال ابن جزير رحمه الله يا ايها الناس الاية لما قدم اختلاف الناس في الدين. وذكر ثلاث طوائف المؤمنين والكافرين والمنافقين اتبع ذلك بدعوة الخلق الى عبادة الله - 00:01:21
وجاءت الدعوة عامة لجميع الناس. لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعث الى جميع الناس هذا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:47
قوله تعالى يا ايها الناس نداء كما هو بين للناس كافة المؤلف رحمه الله بين مناسبة الاتيان بهذا النداء المتظمن الامر بعبادة الله عز وجل بعد ما تقدم فانه قد تقدم ذكر - 00:02:03
اصناف الناس وذكر الله تعالى اقسام الناس من حيث الديانة والعبادة وما خلقوا من اجله وانهم مؤمنون وكافرون ومنافقون فبعد ذلك وجه النداء لهؤلاء كلهم مؤمنهم يحقق الايمان وكافرهم يعود الى الايمان - 00:02:22
ومنافقهم يتخلص من نفاقه ليخلص ايمانه مما يبطله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. واشار الى ان الاية دالة على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:49
و من مناسبات او من اه اه لفتات هذه الاية ان القرآن خطاب للناس كافة فاول نداء في القرآن نداء للناس لم يتقدم هذا النداء غيره في كتاب الله عز وجل. فاول نداء كان نداء للناس واول نداء كان دعوة للناس - 00:03:07
لعبادة الله وحده لا شريك له وهذا يدل على عموم الرسالة وعلى ان المطلوب من الخلق توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة. نعم قوله اعبدوا ربكم يدخل فيه الايمان به سبحانه وتوحيده وطاعته - 00:03:30
الامر بالايمان به لمن كان جاحدا. والامر بالتوحيد لمن كان مشركا. والامر بالطاعة لمن كان مؤمنا لعلكم اعبدوا ربكم يقول يدخل فيه الايمان بالله الامر بالايمان بالله وبتوحيده وطاعته وما ذكره من التصنيف - 00:03:52
اه يعني هو اجتهادي في الحقيقة لان الامر بالايمان امر لجميع الناس حتى المؤمنين يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله بل هي امر بالايمان للجميع والامر بالعبادة هنا ايظا للجميع لمن كان يعبد - 00:04:12
كما تقدم قبل قليل للمؤمن ان يحقق العبادة ويخلصها وللكافر ان يعود من كفره الى تحقيق العبادة لله وحده وللمنافق ان يخلص آآ نفسه من شوائب النفاق اعبدوا ربكم اي حققوا العبادة له - 00:04:32
كل يحققها بما تناسبه حاله فالجاحد يؤمن والموحد يحقق التوحيد ويثبت عليه والمنافق يعود عن نفاقه على حسب بحالة نعم قوله لعلكم يتعلق سبب دخول الايمان يعني اعبدوا ربكم يشمل الامر باعمال القلوب واعمال - 00:04:52
الجوارح اعمال القلوب واعمال الجوارح كلها من العبادة. لان الامر بالعبادة هو امر بكل ما شرعه الله عز وجل اما على وجه الايجاب او على وجه الاستحباب من الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة. نعم - 00:05:17
قوله لعلكم يتعلق بخلقكم اي خلقكم لتتقوه كقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون او بفعل مقدر من معنى الكلام. اي دعوتكم الى عبادة الله لعلكم تتقون. وهذا احسن وقيل يتعلق بقوله اعبدوا ربكم وهذا ضعيف - 00:05:34
وان كانت لعل للترجي فتأويله انه طيب طيب الان قوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الاية تظمنت امرا وخبرا وتعليلا الامر بايش - 00:05:57
بعبادة الله وحده لا شريك له والخبر ان الله هو الذي خلق والتعليل لعلكم تتقون الان قوله لعلكم يتعلق باي الامرين اي الشيئين الامر ام الخبر؟ الامر اعبدوا ربكم لعلكم تتقون. او الخبر الذي خلقكم لعلكم تتقون - 00:06:20
ثمة في هذا للعلماء ثلاثة اقوال اشار المؤلف الى قولين القول الاول انه متعلق بخلقكم يعني خلقكم لعلكم تتقون فتكون الاية نظير قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:06:50
فتكون بيان لغاية الخلق خلقكم لعلكم تتقون. امرهم بالعبادة ثم بين اخبر انه خلقهم لاجل هذه الغاية لاجل هذه الغاية واضح وهذا الذي رجحه المؤلف وقد مال اليه وقواه وقد ماليه اليه وقواه جماعة من اهل العلم - 00:07:11
آآ القول الثاني ان لعلكم تتقون متعلق بالامر يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم لعلكم تتقون ولعلكم تتقون متعلقة بالامر الامر بالعبادة الامر بالعبادة و قد ساق كل واحد من اهل العلم - 00:07:35
لقوله ما يعضده فالذين قالوا انه متعلق بالخلق قالوا انه هو الاقرب ذكرا الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فهو الاقرب ذكرا فيكون متعلقا به وهو مطابق لقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:08:07
قالوا وتعلقه بالعبادة تحصيل حاصل ان كيف يقول اعبدوا لعلكم تتقون فهم اذا عبدوه فقد اتقوا وقال الذين نحو المنحى الاخر وقالوا ان الامر متعلق ان التعليل المتعلق الامر يا ايها الناس اعبدوا ربكم لعلكم تتقون - 00:08:30
يكون متعلق بالامر قالوا ان هذا دليل على ان الاخلاص سبب للتقوى اخلاص العبادة لله سبب لتحقيق تقواه ثم قالوا ان هذا له نظائر في كلام الله عز وجل يأمر الله تعالى بعبادته - 00:09:01
ويذكر تعليل ذلك اصول تقواه فمن ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فذكر هنا امره جل وعلا عباده بالصوم ومع هذا علل ذلك بايش - 00:09:27
التقوى ومنه ايضا قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ذكر الله تعالى في عدد من المواضع التعليل بالتقوى بعد الامر. اما - 00:09:55
في امر عبادي او في حكم جزائي او نحو ذلك. فلا تعارض وتكون هذه اوفى فلا اشكال فان العبادة تزيد في التقوى ولذلك كلما زاد الانسان عبادة ازداد تقوى. فقوله تعالى اعبدوا ربكم لعلكم تتقون تعلقه بهذا. لا اشكال فيه - 00:10:20
فلا يمتنع ان يكون تعليلا للامر بالعبادة واضح طيب اي القولين ارجح الارجح ان التعليل متعلق بالامرين لعلكم تتقون اعبدوا الله اعبدوا ربكم لعلكم تتقون. وقد خلقكم لعلكم تتقون وهذا - 00:10:44
يدل على ان التعليم في الاية للتشريع والخلق للامر والخلق وهذا ما رجحه ابن القيم رحمه الله في عدد من المواضع من كلامه رحمه الله. شيخ ابن تيمية مال الى ان - 00:11:12
لعلكم تتقون تتعلق الامر بالعبادة يا ايها الناس اعبدوا ربكم وظعف القول الثاني لكن الذي يترجح والله اعلم ان التعليل في قوله لعلكم تتقون متعلق بالتشريع في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم - 00:11:33
وبالامر وبالخلق في قوله الذي خلقكم لعلكم تتقون. لان هذا وهذا جميعه له شواهد في القرآن شاهد الاول يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. والشاهد الثاني - 00:11:56
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. والاية اذا احتملت معنيين صحيحين فان الصواب حمله حمل الاية عليهما هذا ما يتعلق قوله رحمه الله آآ خلقكم لتتقوه فقد رجح هذا وقيل يتعلق اعبدوا ربكم وهذا ضعيف. والصواب انه ليس بضعيف بل - 00:12:14
متعلق بالامرين هذا هو الصواب القول الثالث انه متعلق بالامرين ايه يعني هناك قول بانه متعلق بالامر بالامر بالعبادة. وهناك قول انه ان لعلكم متعلق بايش بالخبر عن الخلق وهناك قولان ومتعلق بالامر وبالخبر - 00:12:39
وهذا هو الصحيح يبي يجي الان قال وان كانت لعل الان يقول لعلكم تتقون تكلم عن لعل وما المراد بها في هذا السياق لعلها تأتي لمعاني عديدة فما هو المراد بها في هذا السياق - 00:12:59
يقول رحمه الله قال وان كانت لعل للترجي فتأويله ان الترجي يعني رجاء ان يحصل منكم التقوى هذا معنى الترجي طبعا اذا كان كذلك اذا كان معنا لعل الترجي فهي في حق الخلق - 00:13:19
ليست في حق الخالق لان الله يعلم ما سيؤول اليه الامر. هل سيتقون ام لا ولهذا قال ان كانت لعل للترجي فتأويله يعني تفسيره نعم قال وان كانت لعل للترجي فتأويله انه في حق المخلوقين جريا على عادة كلام العرب - 00:13:42
وان كانت للمقاربة او التعليل المقاربة او التعليل معنيان وليس معنى واحد المقاربة بمعنى لعل كعسى يعني او ككاد تكاد يعني يقرب ان يحصل منكم التقوى هذا معنى المقاربة فتقول لعل للمقاربة بمعنى يقرب - 00:14:03
ان تحصل منكم التقوى واما اذا كان للتعليل فهو بمعنى كي اي لاجل وهذا له وجه في كلام العرب قال به الفرا فيكون معنى قوله تعالى لعلكم تتقون اي كي - 00:14:26
تحصل منكم التقوى وهذا كقولك اعمل لعلك تأخذ لعلك تأخذ اجرك اي كي تأخذ اجرك اي كي تأخذ اجرك. الان بعد ان ذكر المؤلف الاوجه الثلاثة للعلة ترجي مقاربة تعليم قال رحمه الله والاظهر فيها؟ قال والاظهر فيها انها لمقاربة الامن نحو عسى نحو عسى - 00:14:49
فاذا قالها الله فمعناها اطماع العباد. وهكذا القول فيها حيثما وردت في كلام الله تعالى والذي يظهر والله تعالى اعلم انها للتعليم اظهر منها للمقاربة وقد تحتمل المقاربة قد تحتمل المقاربة - 00:15:20
لكن الاظهر والله اعلم والاسلم ان تفسر بالتعليل وهذا له وجه في لسان العرب. فيكون قول يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون امر الله الخلق بعبادته واخبرهم بانه خلقهم - 00:15:41
وامره وخبره كي تحصل منا التقوى فامرنا بعبادته لنتقيه واخبرنا انه خلقنا لنتقيه. نعم قوله الارض فراشا تمثيل لما كانوا يقعدون وينامون عليها كالفراش فهو مجاز وكذلك والسماء بناء من الثمرات من للتبعيض او لبيان الجنس. لان الثمر هو المأكول من الفواكه وغيرها - 00:16:01
والباء في به سببية او كقولك كتبت بالقلم لان الماء سبب في خروج الثمرات بقدرة الله تعالى طيب الله عز وجل عندما امر بعبادته ذكر موجبا لعبادته يعني ما يقتضي ان يعبده الناس - 00:16:36
ما يجعل الناس يعبدونه فذكر المقتضي اول المقتضيات لعبادته اول ما يقتضي ان يعبد هو انه الخالق جل في علاه ولذلك قال الذي خلقكم والذين من قبلكم يعني اباكم فليس ثمة خالق سواه - 00:16:58
للاولين والاخرين جل في علاه سبحانه وبحمده وهذا يوجب عبادته هذا يوجب ان يعبد وحده لا شريك له سبحانه وبحمده الموجب الاول للعبادة الخلق والموجب الثاني للعبادة الامداد ولذلك جاء بعد ان ذكر - 00:17:20
الخلق جاء بالامداد وهو ما امد الله به الخلق من الانعام او من النعم والعطايا والهبات التي بها طابت حياتهم وبها صلح معاشهم الموجب لعبادة الله انه الخالق وانه جل في علاه الممد عباده بالانعام سبحانه وبحمده ولذلك قال الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء - 00:17:43
وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا لا تصرفوا العبادة لسواه وانتم تعلمون. يقول رحمه الله الارض فراشا تمثيل لما كانوا يقعدون يقعدون وينامون عليه هاك الفراش - 00:18:14
فهو مجاز الصواب انها ليست مجازة بل هذا حقيقة الارض فراش والمؤلف يسير الى ذكر المجاز كثيرا ولا حاجة لان الاصل في الكلام الحقيقة وهي فراش لانها كالفراش في حصول المنافع - 00:18:36
من افتراشها والانتفاع بها والوطء عليها والنوم عليها وغير ذلك قال وكذلك السماء السماء ايش السماء بناء اي وجعل السماء بناء قال يعني مجاز وكذلك اي مثل تمثيل مجازي والصواب - 00:18:59
ان السماء بناء حقيقي ان السماء بناء حقيقي وليس مجال فيه. يقول الله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون فلا وجه ان يقال هذا مجاز بل هذا حقيقة فهي بنا - 00:19:20
اخبر الله تعالى به ورفعه جل وعلا من غير عمد ثم قال رحمه الله من الثمرات في بيان قوله وانزل من السماء اي من العلو ماء فاخرج به من الثمرات. اخرج به - 00:19:37
اي بما انزله من ماء من الثمرات من هنا قال فيها ان للتبعيظ يعني بعظ الثمرات او لبيان الجنس يعني بيان ما الذي اخرجه بهذا الماء وهو الثمرات قال لان الثمر هو المأكول من الفواكه وغيرها - 00:19:57
فحمله لبيان الجنس والذي يظهر انها لبيان الجنس وليست للتبعيظ لان كل الثمر ناتج عن الماء النازل من السماء ولو كان هذا الماء منزوح من الارض لكن اصله ما نزل من السماء كما قال تعالى - 00:20:22
وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم نعم وقوله والباء في به سببية او وجه ثاني او كقولك كتبت بالقلم يعني لا. الاستعانة. الاستعاذة او الالة لان الماء سبب في خروج الثمرات بقدر الله تعالى - 00:20:40
نعم بعد ذلك قال قال فلا تجعلوا فلا تجعلوا لا ناهية او نافية وانتصر الفعل باضمار ان بعد الفاء في جواب اعبدوا. يعني اذا كان نافية فلا الف هذه تعقيب وترتيب على ما تقدم - 00:21:08
الخبر المتقدم هو اثبات امداد الله وعظيم انعامه على عباده. يترتب على ذلك الا تجعلوا له شركاء فلا الفاء للتعقيب والترتيب على ما تقدم ولا تحتمل وجهين انها ناهية وانها نافية - 00:21:28
الذي رجحه المؤلف انها ناهية وهذا الاظهر لكن ذكر وجها انها نافية وان اذا كانت نافية فلا تنصب ما بعدها الفعل بعدها فلا تجزم فلا تنصب فقدر ان بعدها قال - 00:21:48
والنصب ونصب الفعل باظمار ان فلا تجعل فلا ان تجعلوا فيكون منصوبا بان مظمرة وهذا بعيد الاصل عدم التقدير فالاصوب في قوله فلا تجعل وهو المتبادل الذهن انها ناهية فتكون يكون يكون الفعل بعدها مجزوما - 00:22:08
نعم قال اندادا يراد به هنا الشركاء المعبودون مع الله جل وعلا اه انداد جمع ند وهو يطلق على النظير المثيل واطلق على الظد وهذا من ما يعرف بكلام العرب الاضداد اللفظ الذي - 00:22:31
يطلق على الشيء وظد ويطلق على ظده فالند هو المثيل وهو الظد الند هو المثيل يعني مماثل الشيء وهو ضده ايضا وكلاهما يفسر به قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا - 00:22:53
لان كل من جعل لله مثيلا فقد جعله لله ضدا وذلك ان الله لا مثيل له ولا يرظى جل في علاه ان يكون له سمي او نظير او كفؤ لم يكن له كفوا احد - 00:23:14
هل تعلم له سم يا ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده ولذلك قال فلا تجعلوا لله اندادا لانه لا يمكن ان يكون له ند في الحقيقة والواقع انما هذا من ظلم العباد ان يسووا غير الله بالله - 00:23:30
فلا تجعل الله اندادا اي لا تسووا غيره به ولهذا يوم القيامة المشركون يندبون على انفسهم ما وقعوا فيه تالله ايش ان كنا لفي ضلال مبين ليش اذ نسويكم برب العالمين - 00:23:51
اعوذ بالله وذاك الشرك من اعظم الظلم لانه تسوية ما لا تسوية غير الله بالله والله لا كفؤ له ولا ند له ولا سمي له ولا له والكفار عدلوا به غيرة. كما قال تعالى الذي الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون - 00:24:09
ايسوون به غيره؟ نعم قال وانتم تعلمون حذف مفعوله مبالغة وبلاغة. اي وانتم تعلمون وحدانيته بما ذكر لكم من البراهين وفي ذلك بيان لقبح كفرهم بعد معرفتهم بالحق ويتعلق قوله فلا تجعلوا بما تقدم من البراهين. ويحتملوا ان يتعلق بقوله اعبدوا. والاول اظهر - 00:24:30
وهو الاظهر نعم ان يتعلق بما تقدم من البراهين الدالة على وجوب عبادته وحده لا شريك له. فوائد ثلاث قال فوائد ثلاث الاولى هذه الاية تضمنت دعوة الخلق الى عبادة الله بطريقين - 00:24:57
احدهما اقامة البراهين بخلقتهم بخلقتهم وخلقت السماوات والارض وخلقة السماوات والارض والمطر والثمرات والاخر ملاطفة جميلة بذكر ما لله عليهم من الحقوق ومن الانعام فذكر اولا ربوبيته لهم. ثم ذكر خلقته لهم خلقته لهم وابائهم. لان الخالق يستحق ان - 00:25:16
ان يعبد ثم ذكر ما انعم به عليهم من جعل الارض فراشا والسماء والسماء بناء. ومن انزال المطر واخراج الثمرات. لان المنعم يستحق ان يعبد ويشكر وانظر قوله جعل لكم ورزقا لكم يدلك على ذلك لتخصيصه ذلك بهم فما اجملها من ملاطفة - 00:25:46
وخطاب بديع ما ذكرناه ان الله تعالى امر امر عباده بان امر الناس بان يعبدوه لانه الذي خلقهم والذي ايش امدهم بالنعم نعم الثانية الثانية يعني من فوائد الاية الثانية المقصود الاعظم من هذه الاية. الامر بتوحيد الله وترك ما عبد من دونه لقوله في اخرها - 00:26:10
فلا تجعلوا لله اندادا. وذلك هو الذي يترجم عنه بقولنا لا اله الا الله فيقتضي ذلك الامر بالدخول في دين الاسلام الذي قاعدته التوحيد وقول وقول لا اله الا الله - 00:26:44
اعبدوا الله اعبدوا ربكم الذي خلقكم فلا تجعلوا لله اندادا. بدأ الله النداء بالامر بالعبادة وختم ذلك بالنهي عن ان يجعل له انداد. مجموع هذين هو لا اله الا الله فهو فالعبادة تقوم على الاثبات - 00:27:04
والنفي نفي العبادة عن غيره واثباتها له وحده. لا اله الا الله نفي لا اله نفي الا الله اثبات اعبدوا ربكم اثبات فلا تجعلوا لله اندادا نفي نعم الثالثة تكرر في القرآن ذكر المخلوقات - 00:27:28
والتنبيه على الاعتبار في الارض والسماوات والحيوان والنبات والرياح والامطار والشمس والقمر والليل والنهار. وذلك كأنها تدل بالعقل على عشرة امور يعني هذه الايات الخلقية في السماء والارض تدل على عشرة امور - 00:27:50
نسمع ما قاله رحمه الله وذلك انها تدل بالعقل على عشرة امور وهي ان الله موجود لان الصنعة دليل على الصانع لا محالة وانه واحد لا شريك له لانه لا خالق الا هو. افمن يخلق كمن لا يخلق - 00:28:09
الثالثة الى ومما يدل على انه لا خالق الا هو انتظام الكون كما قال الله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لكن انتظام الكون وجريانه على هذا الاتقان لا يكون الا من اله واحد لا اله الا هو - 00:28:28
ثالث وانه حي قدير عالم مريد. لان هذه الصفات الاربعة من شروط الصانع. اذ لا تصدر صنعا عن من عدم صفة منها حي لا يموت. قدير لا يعجز عالم لا يجهل - 00:28:52
مريد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده هذه اربع فوائد تنظم الى ما تقدم وقال عشر فوائد عشر امور قال عشرة امور هذه اربعة اربعة امور افادتها الايات - 00:29:10
نعم اربعة اضافة لاثنين صاروا ستة نعم قال وانه قديم لانه صانع صانع للمحدثات. فيستحيل ان يكون مثلها في الحدوث سابق يعني هو الاول الذي ليس قبله شيء سبحانه وانه - 00:29:27
يقصد الاول يطرقون القديم ويريدون به الاول. المتقدم على غيره وبحمده وانه باق قال وانه باق لان ما ثبت قدمه استحال عدمه. الاخر الذي ليس بعده شيء وانه حكيم لان اثار حكمته ظاهرة في اتقانه للمخلوقات - 00:29:51
وتدبيره لصنع الله الذي اتقن كل شيء. سبحانه وانه رحيم لان في كل ما خلق لان في كل ما خلق منافع لبني ادم. سخر لهم ما في السماوات وما في الارض. فانظروا الى فانظر قال فانظروا الى اثار رحمة الله - 00:30:16
كيف يحيي الارض بعد موتها انا وبحمده. واكثر ما يأتي ذكر المخلوقات في القرآن في معرض الاستدلال على وجوده تعالى او على وحدانيته. على وجوده في حق من انكر وجوده - 00:30:37
وعلى وحدانيته وانه لا اله غيره في حق المثبت له المشرك في عبادته وذلك ان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم صنفان قوم يثبتون ربا يعبد وقوم ينكرون - 00:30:53
وجود اله يعبد ويقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ما في رب هؤلاء الدهرية الذين لا يثبتون الها فالقرآن جاء للرد على هؤلاء وعلى هؤلاء وبيان - 00:31:16
الطريق القويم الذي يخرج به هؤلاء وهؤلاء من الضلال فهو حجة على هؤلاء وعلى هؤلاء نعم قال فان قيل لما قصر الخطاب لما قصر الخطاب بقوله لعلكم تتقون على المخاطبين دون الذين من قبلهم - 00:31:32
مع انه امر مع انه امر الجميع بالتقوى انتقل من الغيبة الى الخطاب. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ثم قال لعلكم تتقون. فالخطاب للمنادين الحاضرين دون المتقدمين - 00:31:50
الذين من قبلكم فقال لماذا خصهم قصر الخطاب عليهم ولم يجمعهم بان يقول لاجل ان تتقوا لاجل ان تتقوا لعلكم تتقوا تتقون نعم لعل الناس يتقون لعل الناس يتقون او لعلكم والذين من قبلكم تتقون. فالجواب - 00:32:14
قال فالجواب انه لم يقصره عليهم في المعنى. ولكنه غلب المخاطبين على الغائبين في اللفظ. والمراد الجميع. صحيح. لان لانه مطلوب من الاولين والاخرين وانما وجه الى هؤلاء لانهم المخاطبون. فان قيل فان قيل هلا قال لعلكم تعبدون مناسبة لقوله اعبدوا - 00:32:38
فالجواب ان التقوى غاية العبادة وكمالها. فكان قوله لعلكم تتقون ابلغ واوقع في النفوس واضح يعني لعلكم تبلغوا ذروة العبادة بحصول التقوى نقف على هذا في قولهم وان كنتم في ريب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:33:02
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:00:00
الى قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم لا لا اقرأ ايتين ثلاث بس وان كنتم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:21
يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. لعل لكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. والسماء بنا وانزل من السماء ماء فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا - 00:00:43
فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال ابن جزير رحمه الله يا ايها الناس الاية لما قدم اختلاف الناس في الدين. وذكر ثلاث طوائف المؤمنين والكافرين والمنافقين اتبع ذلك بدعوة الخلق الى عبادة الله - 00:01:21
وجاءت الدعوة عامة لجميع الناس. لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعث الى جميع الناس هذا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:47
قوله تعالى يا ايها الناس نداء كما هو بين للناس كافة المؤلف رحمه الله بين مناسبة الاتيان بهذا النداء المتظمن الامر بعبادة الله عز وجل بعد ما تقدم فانه قد تقدم ذكر - 00:02:03
اصناف الناس وذكر الله تعالى اقسام الناس من حيث الديانة والعبادة وما خلقوا من اجله وانهم مؤمنون وكافرون ومنافقون فبعد ذلك وجه النداء لهؤلاء كلهم مؤمنهم يحقق الايمان وكافرهم يعود الى الايمان - 00:02:22
ومنافقهم يتخلص من نفاقه ليخلص ايمانه مما يبطله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. واشار الى ان الاية دالة على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:49
و من مناسبات او من اه اه لفتات هذه الاية ان القرآن خطاب للناس كافة فاول نداء في القرآن نداء للناس لم يتقدم هذا النداء غيره في كتاب الله عز وجل. فاول نداء كان نداء للناس واول نداء كان دعوة للناس - 00:03:07
لعبادة الله وحده لا شريك له وهذا يدل على عموم الرسالة وعلى ان المطلوب من الخلق توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة. نعم قوله اعبدوا ربكم يدخل فيه الايمان به سبحانه وتوحيده وطاعته - 00:03:30
الامر بالايمان به لمن كان جاحدا. والامر بالتوحيد لمن كان مشركا. والامر بالطاعة لمن كان مؤمنا لعلكم اعبدوا ربكم يقول يدخل فيه الايمان بالله الامر بالايمان بالله وبتوحيده وطاعته وما ذكره من التصنيف - 00:03:52
اه يعني هو اجتهادي في الحقيقة لان الامر بالايمان امر لجميع الناس حتى المؤمنين يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله بل هي امر بالايمان للجميع والامر بالعبادة هنا ايظا للجميع لمن كان يعبد - 00:04:12
كما تقدم قبل قليل للمؤمن ان يحقق العبادة ويخلصها وللكافر ان يعود من كفره الى تحقيق العبادة لله وحده وللمنافق ان يخلص آآ نفسه من شوائب النفاق اعبدوا ربكم اي حققوا العبادة له - 00:04:32
كل يحققها بما تناسبه حاله فالجاحد يؤمن والموحد يحقق التوحيد ويثبت عليه والمنافق يعود عن نفاقه على حسب بحالة نعم قوله لعلكم يتعلق سبب دخول الايمان يعني اعبدوا ربكم يشمل الامر باعمال القلوب واعمال - 00:04:52
الجوارح اعمال القلوب واعمال الجوارح كلها من العبادة. لان الامر بالعبادة هو امر بكل ما شرعه الله عز وجل اما على وجه الايجاب او على وجه الاستحباب من الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة. نعم - 00:05:17
قوله لعلكم يتعلق بخلقكم اي خلقكم لتتقوه كقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون او بفعل مقدر من معنى الكلام. اي دعوتكم الى عبادة الله لعلكم تتقون. وهذا احسن وقيل يتعلق بقوله اعبدوا ربكم وهذا ضعيف - 00:05:34
وان كانت لعل للترجي فتأويله انه طيب طيب الان قوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الاية تظمنت امرا وخبرا وتعليلا الامر بايش - 00:05:57
بعبادة الله وحده لا شريك له والخبر ان الله هو الذي خلق والتعليل لعلكم تتقون الان قوله لعلكم يتعلق باي الامرين اي الشيئين الامر ام الخبر؟ الامر اعبدوا ربكم لعلكم تتقون. او الخبر الذي خلقكم لعلكم تتقون - 00:06:20
ثمة في هذا للعلماء ثلاثة اقوال اشار المؤلف الى قولين القول الاول انه متعلق بخلقكم يعني خلقكم لعلكم تتقون فتكون الاية نظير قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:06:50
فتكون بيان لغاية الخلق خلقكم لعلكم تتقون. امرهم بالعبادة ثم بين اخبر انه خلقهم لاجل هذه الغاية لاجل هذه الغاية واضح وهذا الذي رجحه المؤلف وقد مال اليه وقواه وقد ماليه اليه وقواه جماعة من اهل العلم - 00:07:11
آآ القول الثاني ان لعلكم تتقون متعلق بالامر يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم لعلكم تتقون ولعلكم تتقون متعلقة بالامر الامر بالعبادة الامر بالعبادة و قد ساق كل واحد من اهل العلم - 00:07:35
لقوله ما يعضده فالذين قالوا انه متعلق بالخلق قالوا انه هو الاقرب ذكرا الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فهو الاقرب ذكرا فيكون متعلقا به وهو مطابق لقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:08:07
قالوا وتعلقه بالعبادة تحصيل حاصل ان كيف يقول اعبدوا لعلكم تتقون فهم اذا عبدوه فقد اتقوا وقال الذين نحو المنحى الاخر وقالوا ان الامر متعلق ان التعليل المتعلق الامر يا ايها الناس اعبدوا ربكم لعلكم تتقون - 00:08:30
يكون متعلق بالامر قالوا ان هذا دليل على ان الاخلاص سبب للتقوى اخلاص العبادة لله سبب لتحقيق تقواه ثم قالوا ان هذا له نظائر في كلام الله عز وجل يأمر الله تعالى بعبادته - 00:09:01
ويذكر تعليل ذلك اصول تقواه فمن ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فذكر هنا امره جل وعلا عباده بالصوم ومع هذا علل ذلك بايش - 00:09:27
التقوى ومنه ايضا قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ذكر الله تعالى في عدد من المواضع التعليل بالتقوى بعد الامر. اما - 00:09:55
في امر عبادي او في حكم جزائي او نحو ذلك. فلا تعارض وتكون هذه اوفى فلا اشكال فان العبادة تزيد في التقوى ولذلك كلما زاد الانسان عبادة ازداد تقوى. فقوله تعالى اعبدوا ربكم لعلكم تتقون تعلقه بهذا. لا اشكال فيه - 00:10:20
فلا يمتنع ان يكون تعليلا للامر بالعبادة واضح طيب اي القولين ارجح الارجح ان التعليل متعلق بالامرين لعلكم تتقون اعبدوا الله اعبدوا ربكم لعلكم تتقون. وقد خلقكم لعلكم تتقون وهذا - 00:10:44
يدل على ان التعليم في الاية للتشريع والخلق للامر والخلق وهذا ما رجحه ابن القيم رحمه الله في عدد من المواضع من كلامه رحمه الله. شيخ ابن تيمية مال الى ان - 00:11:12
لعلكم تتقون تتعلق الامر بالعبادة يا ايها الناس اعبدوا ربكم وظعف القول الثاني لكن الذي يترجح والله اعلم ان التعليل في قوله لعلكم تتقون متعلق بالتشريع في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم - 00:11:33
وبالامر وبالخلق في قوله الذي خلقكم لعلكم تتقون. لان هذا وهذا جميعه له شواهد في القرآن شاهد الاول يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. والشاهد الثاني - 00:11:56
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. والاية اذا احتملت معنيين صحيحين فان الصواب حمله حمل الاية عليهما هذا ما يتعلق قوله رحمه الله آآ خلقكم لتتقوه فقد رجح هذا وقيل يتعلق اعبدوا ربكم وهذا ضعيف. والصواب انه ليس بضعيف بل - 00:12:14
متعلق بالامرين هذا هو الصواب القول الثالث انه متعلق بالامرين ايه يعني هناك قول بانه متعلق بالامر بالامر بالعبادة. وهناك قول انه ان لعلكم متعلق بايش بالخبر عن الخلق وهناك قولان ومتعلق بالامر وبالخبر - 00:12:39
وهذا هو الصحيح يبي يجي الان قال وان كانت لعل الان يقول لعلكم تتقون تكلم عن لعل وما المراد بها في هذا السياق لعلها تأتي لمعاني عديدة فما هو المراد بها في هذا السياق - 00:12:59
يقول رحمه الله قال وان كانت لعل للترجي فتأويله ان الترجي يعني رجاء ان يحصل منكم التقوى هذا معنى الترجي طبعا اذا كان كذلك اذا كان معنا لعل الترجي فهي في حق الخلق - 00:13:19
ليست في حق الخالق لان الله يعلم ما سيؤول اليه الامر. هل سيتقون ام لا ولهذا قال ان كانت لعل للترجي فتأويله يعني تفسيره نعم قال وان كانت لعل للترجي فتأويله انه في حق المخلوقين جريا على عادة كلام العرب - 00:13:42
وان كانت للمقاربة او التعليل المقاربة او التعليل معنيان وليس معنى واحد المقاربة بمعنى لعل كعسى يعني او ككاد تكاد يعني يقرب ان يحصل منكم التقوى هذا معنى المقاربة فتقول لعل للمقاربة بمعنى يقرب - 00:14:03
ان تحصل منكم التقوى واما اذا كان للتعليل فهو بمعنى كي اي لاجل وهذا له وجه في كلام العرب قال به الفرا فيكون معنى قوله تعالى لعلكم تتقون اي كي - 00:14:26
تحصل منكم التقوى وهذا كقولك اعمل لعلك تأخذ لعلك تأخذ اجرك اي كي تأخذ اجرك اي كي تأخذ اجرك. الان بعد ان ذكر المؤلف الاوجه الثلاثة للعلة ترجي مقاربة تعليم قال رحمه الله والاظهر فيها؟ قال والاظهر فيها انها لمقاربة الامن نحو عسى نحو عسى - 00:14:49
فاذا قالها الله فمعناها اطماع العباد. وهكذا القول فيها حيثما وردت في كلام الله تعالى والذي يظهر والله تعالى اعلم انها للتعليم اظهر منها للمقاربة وقد تحتمل المقاربة قد تحتمل المقاربة - 00:15:20
لكن الاظهر والله اعلم والاسلم ان تفسر بالتعليل وهذا له وجه في لسان العرب. فيكون قول يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون امر الله الخلق بعبادته واخبرهم بانه خلقهم - 00:15:41
وامره وخبره كي تحصل منا التقوى فامرنا بعبادته لنتقيه واخبرنا انه خلقنا لنتقيه. نعم قوله الارض فراشا تمثيل لما كانوا يقعدون وينامون عليها كالفراش فهو مجاز وكذلك والسماء بناء من الثمرات من للتبعيض او لبيان الجنس. لان الثمر هو المأكول من الفواكه وغيرها - 00:16:01
والباء في به سببية او كقولك كتبت بالقلم لان الماء سبب في خروج الثمرات بقدرة الله تعالى طيب الله عز وجل عندما امر بعبادته ذكر موجبا لعبادته يعني ما يقتضي ان يعبده الناس - 00:16:36
ما يجعل الناس يعبدونه فذكر المقتضي اول المقتضيات لعبادته اول ما يقتضي ان يعبد هو انه الخالق جل في علاه ولذلك قال الذي خلقكم والذين من قبلكم يعني اباكم فليس ثمة خالق سواه - 00:16:58
للاولين والاخرين جل في علاه سبحانه وبحمده وهذا يوجب عبادته هذا يوجب ان يعبد وحده لا شريك له سبحانه وبحمده الموجب الاول للعبادة الخلق والموجب الثاني للعبادة الامداد ولذلك جاء بعد ان ذكر - 00:17:20
الخلق جاء بالامداد وهو ما امد الله به الخلق من الانعام او من النعم والعطايا والهبات التي بها طابت حياتهم وبها صلح معاشهم الموجب لعبادة الله انه الخالق وانه جل في علاه الممد عباده بالانعام سبحانه وبحمده ولذلك قال الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء - 00:17:43
وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا لا تصرفوا العبادة لسواه وانتم تعلمون. يقول رحمه الله الارض فراشا تمثيل لما كانوا يقعدون يقعدون وينامون عليه هاك الفراش - 00:18:14
فهو مجاز الصواب انها ليست مجازة بل هذا حقيقة الارض فراش والمؤلف يسير الى ذكر المجاز كثيرا ولا حاجة لان الاصل في الكلام الحقيقة وهي فراش لانها كالفراش في حصول المنافع - 00:18:36
من افتراشها والانتفاع بها والوطء عليها والنوم عليها وغير ذلك قال وكذلك السماء السماء ايش السماء بناء اي وجعل السماء بناء قال يعني مجاز وكذلك اي مثل تمثيل مجازي والصواب - 00:18:59
ان السماء بناء حقيقي ان السماء بناء حقيقي وليس مجال فيه. يقول الله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون فلا وجه ان يقال هذا مجاز بل هذا حقيقة فهي بنا - 00:19:20
اخبر الله تعالى به ورفعه جل وعلا من غير عمد ثم قال رحمه الله من الثمرات في بيان قوله وانزل من السماء اي من العلو ماء فاخرج به من الثمرات. اخرج به - 00:19:37
اي بما انزله من ماء من الثمرات من هنا قال فيها ان للتبعيظ يعني بعظ الثمرات او لبيان الجنس يعني بيان ما الذي اخرجه بهذا الماء وهو الثمرات قال لان الثمر هو المأكول من الفواكه وغيرها - 00:19:57
فحمله لبيان الجنس والذي يظهر انها لبيان الجنس وليست للتبعيظ لان كل الثمر ناتج عن الماء النازل من السماء ولو كان هذا الماء منزوح من الارض لكن اصله ما نزل من السماء كما قال تعالى - 00:20:22
وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم نعم وقوله والباء في به سببية او وجه ثاني او كقولك كتبت بالقلم يعني لا. الاستعانة. الاستعاذة او الالة لان الماء سبب في خروج الثمرات بقدر الله تعالى - 00:20:40
نعم بعد ذلك قال قال فلا تجعلوا فلا تجعلوا لا ناهية او نافية وانتصر الفعل باضمار ان بعد الفاء في جواب اعبدوا. يعني اذا كان نافية فلا الف هذه تعقيب وترتيب على ما تقدم - 00:21:08
الخبر المتقدم هو اثبات امداد الله وعظيم انعامه على عباده. يترتب على ذلك الا تجعلوا له شركاء فلا الفاء للتعقيب والترتيب على ما تقدم ولا تحتمل وجهين انها ناهية وانها نافية - 00:21:28
الذي رجحه المؤلف انها ناهية وهذا الاظهر لكن ذكر وجها انها نافية وان اذا كانت نافية فلا تنصب ما بعدها الفعل بعدها فلا تجزم فلا تنصب فقدر ان بعدها قال - 00:21:48
والنصب ونصب الفعل باظمار ان فلا تجعل فلا ان تجعلوا فيكون منصوبا بان مظمرة وهذا بعيد الاصل عدم التقدير فالاصوب في قوله فلا تجعل وهو المتبادل الذهن انها ناهية فتكون يكون يكون الفعل بعدها مجزوما - 00:22:08
نعم قال اندادا يراد به هنا الشركاء المعبودون مع الله جل وعلا اه انداد جمع ند وهو يطلق على النظير المثيل واطلق على الظد وهذا من ما يعرف بكلام العرب الاضداد اللفظ الذي - 00:22:31
يطلق على الشيء وظد ويطلق على ظده فالند هو المثيل وهو الظد الند هو المثيل يعني مماثل الشيء وهو ضده ايضا وكلاهما يفسر به قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا - 00:22:53
لان كل من جعل لله مثيلا فقد جعله لله ضدا وذلك ان الله لا مثيل له ولا يرظى جل في علاه ان يكون له سمي او نظير او كفؤ لم يكن له كفوا احد - 00:23:14
هل تعلم له سم يا ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده ولذلك قال فلا تجعلوا لله اندادا لانه لا يمكن ان يكون له ند في الحقيقة والواقع انما هذا من ظلم العباد ان يسووا غير الله بالله - 00:23:30
فلا تجعل الله اندادا اي لا تسووا غيره به ولهذا يوم القيامة المشركون يندبون على انفسهم ما وقعوا فيه تالله ايش ان كنا لفي ضلال مبين ليش اذ نسويكم برب العالمين - 00:23:51
اعوذ بالله وذاك الشرك من اعظم الظلم لانه تسوية ما لا تسوية غير الله بالله والله لا كفؤ له ولا ند له ولا سمي له ولا له والكفار عدلوا به غيرة. كما قال تعالى الذي الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون - 00:24:09
ايسوون به غيره؟ نعم قال وانتم تعلمون حذف مفعوله مبالغة وبلاغة. اي وانتم تعلمون وحدانيته بما ذكر لكم من البراهين وفي ذلك بيان لقبح كفرهم بعد معرفتهم بالحق ويتعلق قوله فلا تجعلوا بما تقدم من البراهين. ويحتملوا ان يتعلق بقوله اعبدوا. والاول اظهر - 00:24:30
وهو الاظهر نعم ان يتعلق بما تقدم من البراهين الدالة على وجوب عبادته وحده لا شريك له. فوائد ثلاث قال فوائد ثلاث الاولى هذه الاية تضمنت دعوة الخلق الى عبادة الله بطريقين - 00:24:57
احدهما اقامة البراهين بخلقتهم بخلقتهم وخلقت السماوات والارض وخلقة السماوات والارض والمطر والثمرات والاخر ملاطفة جميلة بذكر ما لله عليهم من الحقوق ومن الانعام فذكر اولا ربوبيته لهم. ثم ذكر خلقته لهم خلقته لهم وابائهم. لان الخالق يستحق ان - 00:25:16
ان يعبد ثم ذكر ما انعم به عليهم من جعل الارض فراشا والسماء والسماء بناء. ومن انزال المطر واخراج الثمرات. لان المنعم يستحق ان يعبد ويشكر وانظر قوله جعل لكم ورزقا لكم يدلك على ذلك لتخصيصه ذلك بهم فما اجملها من ملاطفة - 00:25:46
وخطاب بديع ما ذكرناه ان الله تعالى امر امر عباده بان امر الناس بان يعبدوه لانه الذي خلقهم والذي ايش امدهم بالنعم نعم الثانية الثانية يعني من فوائد الاية الثانية المقصود الاعظم من هذه الاية. الامر بتوحيد الله وترك ما عبد من دونه لقوله في اخرها - 00:26:10
فلا تجعلوا لله اندادا. وذلك هو الذي يترجم عنه بقولنا لا اله الا الله فيقتضي ذلك الامر بالدخول في دين الاسلام الذي قاعدته التوحيد وقول وقول لا اله الا الله - 00:26:44
اعبدوا الله اعبدوا ربكم الذي خلقكم فلا تجعلوا لله اندادا. بدأ الله النداء بالامر بالعبادة وختم ذلك بالنهي عن ان يجعل له انداد. مجموع هذين هو لا اله الا الله فهو فالعبادة تقوم على الاثبات - 00:27:04
والنفي نفي العبادة عن غيره واثباتها له وحده. لا اله الا الله نفي لا اله نفي الا الله اثبات اعبدوا ربكم اثبات فلا تجعلوا لله اندادا نفي نعم الثالثة تكرر في القرآن ذكر المخلوقات - 00:27:28
والتنبيه على الاعتبار في الارض والسماوات والحيوان والنبات والرياح والامطار والشمس والقمر والليل والنهار. وذلك كأنها تدل بالعقل على عشرة امور يعني هذه الايات الخلقية في السماء والارض تدل على عشرة امور - 00:27:50
نسمع ما قاله رحمه الله وذلك انها تدل بالعقل على عشرة امور وهي ان الله موجود لان الصنعة دليل على الصانع لا محالة وانه واحد لا شريك له لانه لا خالق الا هو. افمن يخلق كمن لا يخلق - 00:28:09
الثالثة الى ومما يدل على انه لا خالق الا هو انتظام الكون كما قال الله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لكن انتظام الكون وجريانه على هذا الاتقان لا يكون الا من اله واحد لا اله الا هو - 00:28:28
ثالث وانه حي قدير عالم مريد. لان هذه الصفات الاربعة من شروط الصانع. اذ لا تصدر صنعا عن من عدم صفة منها حي لا يموت. قدير لا يعجز عالم لا يجهل - 00:28:52
مريد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده هذه اربع فوائد تنظم الى ما تقدم وقال عشر فوائد عشر امور قال عشرة امور هذه اربعة اربعة امور افادتها الايات - 00:29:10
نعم اربعة اضافة لاثنين صاروا ستة نعم قال وانه قديم لانه صانع صانع للمحدثات. فيستحيل ان يكون مثلها في الحدوث سابق يعني هو الاول الذي ليس قبله شيء سبحانه وانه - 00:29:27
يقصد الاول يطرقون القديم ويريدون به الاول. المتقدم على غيره وبحمده وانه باق قال وانه باق لان ما ثبت قدمه استحال عدمه. الاخر الذي ليس بعده شيء وانه حكيم لان اثار حكمته ظاهرة في اتقانه للمخلوقات - 00:29:51
وتدبيره لصنع الله الذي اتقن كل شيء. سبحانه وانه رحيم لان في كل ما خلق لان في كل ما خلق منافع لبني ادم. سخر لهم ما في السماوات وما في الارض. فانظروا الى فانظر قال فانظروا الى اثار رحمة الله - 00:30:16
كيف يحيي الارض بعد موتها انا وبحمده. واكثر ما يأتي ذكر المخلوقات في القرآن في معرض الاستدلال على وجوده تعالى او على وحدانيته. على وجوده في حق من انكر وجوده - 00:30:37
وعلى وحدانيته وانه لا اله غيره في حق المثبت له المشرك في عبادته وذلك ان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم صنفان قوم يثبتون ربا يعبد وقوم ينكرون - 00:30:53
وجود اله يعبد ويقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ما في رب هؤلاء الدهرية الذين لا يثبتون الها فالقرآن جاء للرد على هؤلاء وعلى هؤلاء وبيان - 00:31:16
الطريق القويم الذي يخرج به هؤلاء وهؤلاء من الضلال فهو حجة على هؤلاء وعلى هؤلاء نعم قال فان قيل لما قصر الخطاب لما قصر الخطاب بقوله لعلكم تتقون على المخاطبين دون الذين من قبلهم - 00:31:32
مع انه امر مع انه امر الجميع بالتقوى انتقل من الغيبة الى الخطاب. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ثم قال لعلكم تتقون. فالخطاب للمنادين الحاضرين دون المتقدمين - 00:31:50
الذين من قبلكم فقال لماذا خصهم قصر الخطاب عليهم ولم يجمعهم بان يقول لاجل ان تتقوا لاجل ان تتقوا لعلكم تتقوا تتقون نعم لعل الناس يتقون لعل الناس يتقون او لعلكم والذين من قبلكم تتقون. فالجواب - 00:32:14
قال فالجواب انه لم يقصره عليهم في المعنى. ولكنه غلب المخاطبين على الغائبين في اللفظ. والمراد الجميع. صحيح. لان لانه مطلوب من الاولين والاخرين وانما وجه الى هؤلاء لانهم المخاطبون. فان قيل فان قيل هلا قال لعلكم تعبدون مناسبة لقوله اعبدوا - 00:32:38
فالجواب ان التقوى غاية العبادة وكمالها. فكان قوله لعلكم تتقون ابلغ واوقع في النفوس واضح يعني لعلكم تبلغوا ذروة العبادة بحصول التقوى نقف على هذا في قولهم وان كنتم في ريب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:33:02