بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. امين. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه كشف الكربة في وصف - 00:00:05
بحال اهل الغربة. وانما انس هؤلاء بما استوحش منه الجاهلون. لان الجاهلين بالله يستوحشون من ترك الدنيا وشهوات لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم. وهؤلاء يستوحشون من ذلك ويستأنسون بالله وبذكره. ومعرفة - 00:00:25
ومحبتي وتلاوة كتابه والجاهلون بالله يستوحشون من ذلك ولا يجدون الانس به. ومن صفاتهم التي وصف بها امير المؤمنين علي رضي الله عنه انهم صحبوا الدنيا بابداد ارواحها معلقة بالنظر الاعلى. وهذا وهذا - 00:00:45
اشارة الى انهم لم يتخذوها وطنا ولا رضوا بها اقامة ولا مسكنة. انما اتخذوها ممرا ولا ولم يجعلوها مقرا وجميع الكتب والرسل اوصت بهذا. وقد اخبر الله تعالى في كتابه المؤمن ال فرعون انه قال لقومه في وعظه - 00:01:05
في وعظه لهم يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار الفراغ. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب او عاجل سبيل فكأنك بالدنيا ولم تكن وبالاخرة ولم تزل - 00:01:25
وفي رواية وعد نفسك من اهل القبور. الله اكبر. ومن وصايا المسيح المروية عنه عليه السلام انه قال لاصحابه اعبروها ولا تعمروها. وعنه عليه السلام انه قال من الذي يبني على موت البحر دار تلك - 00:01:45
دنيا فلا تتخذوها قرارا. فالمؤمن في الدنيا كالغريب طيب اه هذا الوصف الحمد لله رب العالمين واصلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا صلة بيان ما ذكره الامام علي رضي الله عنه في وصف - 00:02:05
حملة العلم واقسام الناس يقول وانما انس هؤلاء بما استوحش منه الجاهلون لان الجاهلين بالله يستوحشون من ترك الدنيا شهواتها هذا تكلمنا عن امس. لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم. هذي حال هؤلاء لا يعرفون الا - 00:02:25
دعوة الملذات يعرفون تنعيم الابدان وليس لهم من لذة القلوب وبهجتها ليس لهم من نعيم القلوب طمأنينتها ليس لهم من سكونها وسرورها نصيب. ولذلك اشتغلوا عمارة ابدانهم. تنعيم اه هذه الابدان بما يستطيعونه من الملاذ. فلذلك اذا قيل لهم انظروا الى ما في القلوب - 00:02:45
من اه ملاذ وما في الطاعة من طمأنينة وما فيها من سكون وامان استوحشوا لم يجدوا في في الطاعات الا انها اثار. الا انها اثقال. الا انها حواجز وموانع وشتان بين من يقبل على الطاعة وهو يعلم انها غذاء لقلبه. يطيب بها - 00:03:15
القلب ويقر يسكن ويطمئن وبين من يقدم عليها وهو يشعر بانها حمل على ظهره يريد ان ان يزيحه عنه باسرع ما يكون. وهذا سر جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين النوعين من - 00:03:45
يقول حبب الي من دنياكم الطيب والنساء. ثم ماذا قال؟ وجعلت قرة ارني في الصلاة. يعني النبي لم يهمل التمتع بالدنيا. ولم يجعل الدنيا منصرفا عنها بالكلية بل قال حبب لي من دنياكم الطيب والنساء فهذا امر طبيعي وتهفو اليه النفوس وتميل اليه القلوب. لكن اين - 00:04:05
اللذة الحقيقية الدائمة الثابتة التي هي غاية القرار والسكون يقول وجعلت قرة عين اللي في الصلاة قرة العين هو سكونها وبهجتها وطمأنينتها ولا يوصف شيء شيء بانه قر عينه الا اذا - 00:04:35
الا اذا ادرك مطلوبه على الغاية والمنتهى. فهؤلاء جمعوا بين الخير بين خير الدنيا وخير الاخرة وعرفوا منزلة ملاذ الدنيا وملاذ الاخرة. بخلاف اولئك الذين اقبلوا على الدنيا فليس لقلوبهم - 00:04:55
منها نصيب من الاخرة نصيب ولا من الطاعة لذة ولا من آآ الطمأنينة نصيب هؤلاء ابعد ما يكونون عن السكون قرار ولهذا هم في امر مليج قلوبهم ملأى بمراجل الحريق الذي - 00:05:15
لا يسكنه ولا يطفئه الا السكون واللجأ الى الله جل وعلا. يقول رحمه الله وانما ان يقول آآ لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم وهؤلاء يستوحشون من ذلك ويستأنسون يستوحشون من الدنيا وملاذهم - 00:05:35
وملاذها ويستأنسون بالله وبذكره ومعرفته ومحبته وتلاوة كتابه. هذه لذتهم وهذه طمأنينتهم لا يسكنون الا بذلك يقول والجاهلون بالله يستوحشون من ذلك ولا يجدون الانس به وهذا سر بعض الناس تقول له اقرأ القرآن يطيب - 00:05:55
من قلبك يقول قرأت ولم اجد لانه قرأ بلسانه ولم يجعل لهذا القلب تأثيرا لهذا القول تأثيرا على قلبه. يقول رحمه الله ومن صفاتهم التي وصفهم بها انهم صحبوا الدنيا بابدانهم بابدان - 00:06:15
معلقة بالنظر الاعلى اي بالنظر الى الجنة. النظر الاعلى النظر الى الله تعالى وما اعده لاوليائه. فمحط انظارهم ما اعده الله تعالى لعباده الصالحين. واولياءه المتقين ليس لهم نظر الى الى الدنيا وملاذهم - 00:06:35
اولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال لبيك ان العيش عيش الاخرة. ليصرف النفس عن انت او ان تتعلق بهذه المظاهر والزخارف فهي مهما كانت بهيجة فهي لا تعادل شيئا مما - 00:06:55
كن في الاخرة من النعيم والملاذ. لبيك ان العيش عيش الاخرة قلوبهم وارواحهم معلقة بما عند الله تعالى مما عده لاوليائه. يقول هذا اشارة الى انهم لم يتخذوها وطنا. ما جعلوها وطنا ومقرا ومسكنا ولا رضوا بها اقامة ولا مسكنا انما اتخذوها - 00:07:15
مرا ولم يجعلوها مقرا. كما قال الله تعالى وذكر ان الانبياء اخبرت بهذا يا قوم انما هذه الدنيا انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار. وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب. او عابر سبيل - 00:07:35
فكأنك في الدنيا ولم تكن وبالاخرة ولم تزل. وفي رواية وعد نفسك من اهل القبور ثم ذكر جملة من الوصايا. ما معنى الغربة التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بها في قوله كن في الدنيا كأنك غريب اي حالك حال الغريب الوافد - 00:07:55
على مكان لا يعهده ولا يسكن فيه ولا يقر. لان المتاع الذي فيها ليس له فيها ليس له فيها او فيه حظ. الان لو يقام مزاد الان انتم يا اخواني الذين جئتم لهذا آآ الدورة لو سمعتم فيها آآ حراج على قطع اراضي - 00:08:15
يهمكم هذا لا يهمكم ولو كانت تباع بالتراب الفلوس. لماذا؟ لانه ليس من شأنكم وانتم مرار يعني انيس عما قريب تنصرفون فانتم غرباء فلا يهمكم ما فيها من آآ من رخص - 00:08:38
فرص اه شراء وما الى ذلك ما لا يهم هذا. لماذا؟ لان الانسان غريب بخلاف ذاك الذي وطن قلبه. وطن نفسه في مكان يهمه فيها الشاردة والواردة والقليل والكثير لانه من اهل الاقامة. هكذا ينبغي ان يكون الانسان في دنياه كالغريب. لا يلتفت - 00:08:58
الى غير غايته ومقصوده وهدفه وهو الوصول الى قصده. فلو مر الانسان بهذه البلدة وهو في طريقه الى المدينة او الى مكة ما تجده يتنفس ويجلس هنا شوي ويذهب يمين ويشوف ايش صار على الاسواق وما هي - 00:09:18
كحال البيع والشراء وما هي حال العقار؟ ما يهمه. لو كان سيفعل هذا في كل منزل ينزله لن يصل. لكنه او يقضي حاجته على وجه سريع ليدرك مقصوده وغايته ولا ينقطع عن سيره. بل اذا وجد الناس - 00:09:38
قد اغلقوا لعالم ضاق بذلك لانه سيحبسه هذا عن الوصول الى هدفه. هكذا ينبغي ان يكون الانسان في في مسيره في الدنيا هذه الدنيا لم لم نأتيها لم نأتها لنقيم فيها. انما جئناها لنعمرها بالطاعة والاحسان لنغتنم منها - 00:09:58
ما يسره الله تعالى من انواع البر والطاعة وفعل الخير الذي نتزود به الى اللقاء الاعظم لقاء رب العالمين وتزودوا فان خير الزاد التقوى. فلذلك ينبغي ان يكون هذا هو الهم. وكل ما يكون من الامور الاخرى - 00:10:18
انما هي حواشي انما هي من فضول الاهتمام وليس من صلب الهم ومن صلب ما يعتني به الانسان ولهذا يقول فالمؤمن في الدنيا كالغريب المجتاز ببلده ببلدة غير مستوطن فيها. يشتاق الى بلده وهمه الرجوع اليه - 00:10:36
والتزود والتزود وهمه الرجوع اليها والتزود بما بما يوصله في طريقه الى وطنه. ولا ينافس اهل ذلك البلد اهل ذلك البلد المستوطنين فيه في عزهم ولا يجزع مما اصابه اصابه عندهم من الذل لانه ليس - 00:10:56
مقيما وهو عما قليل عما قريب مرتحل. نعم قال الفضيل. قال الفضيل ابن عياض المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمط جهازه. وقال الحسن مرمة مرمة جهازه مرمة اي اصلاح - 00:11:16
من الترميم اصلاح وتهيئة واعداد جهازه يعني ما يتجهز به لمسيره والجهاز هنا هو ما يتجهز به الى لقاء ربه. المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمة اي غاية ما يهتم به - 00:11:36
هو التهيئة والاعداد لما يعينه في وصوله الى غايته. وقوله مهموم واي انه يحمل هما وحزين المقصود بالحزن هنا انه منصرف عن كل ما يشغله وليس المقصود بالحزن هنا الكآبة. والكدر فان الكآبة والكدر ليست - 00:11:56
من صفات المؤمنين بل الله تعالى شرح الصدور بالطاعة والاحسان. افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم اه كمن هو اه افمن شرح الله صدره للاسلام كم مثل في الظلمات - 00:12:26
ليس بخارج منها نعم آآ افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل. فويل القاسية قلوب من ذكر الله. والاية الاخرى قوله تعالى فمن فمن يشرح فمن فمن يرد الله ان - 00:12:46
يشرح صدره للاسلام. ومن ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. فالقرآن والهداية هي من اعظم ملاذ القلوب وسعادتها والله تعالى يقول ان الابرار لفي نعيم وهم في نعيم في الدنيا قبل الاخرة. وقد قال - 00:13:06
جماعة من العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. جنة الدنيا ما يجده المؤمنون من لذة الطاعة والاحسان. من لذة العبادة من لذة الاقبال على الله تعالى - 00:13:26
هذه لذة لا يعدلها شيء. وكل من قام بالطاعة وترك المعصية وترك المحرم فلو كانت الطاعة من اشق ما يكون ولو كانت المعصية من الذ ما يكون اذا فعل الطاعة وتحمل مشاقها - 00:13:46
وترك المعصية وصبر على بريقها فسيعقبه الله في قلبه من النعيم ما لا يدرك شقوة ولا يوازن قدره بقدر ما يدركه من الراحة بترك الطاعة او الملذة بفعل المعصية. لهذا يقول الله تعالى في كتابه - 00:14:06
قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم. اطلاق البصر في الملذات هو مما تميل اليه النفوس. وبعض الناس اذا فاته المنظر وشعر انه راح عليه شيء من هذه الملاذ المحرمة شعر انه فقد شيئا فلذلك تجد انه يبحث عن - 00:14:26
تعويض لهذا الذي فقده في حين انه اذا رأى ما يحرم عليه فصرف بصره او تسهل له النظر الى ما محروم عليه فغض بصره ادرك من اللذة في قلبه اضعاف ما يدركه من اللذة - 00:14:46
بنظره الى ما حرم الله تعالى. ولذلك يقول الله تعالى ذلك ازكى لهم. شف النتيجة لغظ البصر يقول الله تعالى ذلك اي غض البصر وحفظ الفرج ازكى لهم ازكى لهم يعني اطيب لقلوبهم واطهر لها - 00:15:06
وليست طهارة هنا المقصود بها انها تستقيم على الطاعة فقط لا الذ واسر وابهج وانعم واطيب واصلح لقلبه من ان يدرك ما يشتهي من المحرمات لان هذه المحرمات سهام تصيب قلبه. ولذلك - 00:15:26
قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت الفتن تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء مثل الثوب الابيظ تنكت فيه نقطة سوداء اكيد انها ستؤثر عليه. ثم ثانية ثم ثالثة حتى يسود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:46
ثم تصير القلوب على قلبين على ابيض مثل الصفا ابيض في في اللون والصفا في القوة واسود مربادة كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. نعم. وقال الحسن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يفزع من ذلها. الله اكبر. ولا ينافق - 00:16:06
في عزها له شأن وللناس شأن. الله اكبر. وهذا حال الغريب لا يجزع من ذلها لانه عما قليل مرتحل. ولا ينافس في عزها لان عزها دائم او زائل. عزها مهما ارتفع علا فهو الى الزوال. بخلاف - 00:16:26
في عز الاخرة وذلها فانه عز لا ينقطع وذل لا يرتفع نسأل الله ان يعزنا واياكم بطاعته. امين. نعم وفي الحقيقة فالمؤمن في الدنيا غريب. لان اباه لما كان في دار البقاء ثم خرج منها فهمه الرجوع الى مسكنه الاول - 00:16:46
وهو ابدا يحن الى وطنه الذي اخرج منه كما يقال حب الوطن من الايمان. وكما قيل كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزله. ولبعض شيوخنا في هذا المعنى فحي على جنات عدن فانها منازلك - 00:17:06
اولى وفيها المخيم. ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم. وقد زعموا ان الغريب اذا نهى وشقت به اوطانه فهو مغرم. فاي اقتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا - 00:17:26
تحكم فيها تحكم لها اضحت الاعداء حين تحكموا. تحكموا او تحتم ماشي آآ هذا مقطع بين وجه ان الغربة الشعور بالغربة هو شعور وفطري وذلك ان الانسان في هذه الارض طارئ وليس - 00:17:46
اصليا وجوده في هذه الارض طارئ. فالله تعالى خلق ادم واسكنه جنته على خلاف بين العلماء في هذه الجنة التي اسكنها الله تعالى ادمها هل هي جنة الخلد او جنة اخرى خلقها الله تعالى - 00:18:16
الله اعلم بها على قولين وغالب العلماء على انها جنة جنة الخلد. وان دخوله كان دخول امتحان واختبار اذ ان الله تعالى منعه من اكل الشجرة. فخرج منها لما خالف امر الله تعالى واطاع عدوه. فمجيئه الى هذه - 00:18:36
الدنيا مجيء ابتلاء ثم هو صائر اما الى داره الاولى واما الى عذاب وجحيم نسأل الله السلامة والعافية. وهذا في الاخرة فان الناس ينقسمون الى هذا القسم الى هذين القسمين فريق في الجنة وفريق - 00:18:56
في السعير. يقول المؤلف رحمه الله وفي وفي الحقيقة فالمؤمن في الدنيا غريب هذا يعني بيان تأصل الغربة في وصف الانسان انه شيء متأصل في وصف الانسان وانه يخرج عنه - 00:19:16
انواع من الانحرافات. قال لان اباه لما كان في دار البقاء وهي الجنة التي ادخلها ثم خرج منها فهمه الرجوع الى الى مسكنه الاول فهو ابدا يحن الى وطنه الذي اخرج منه كما يقال حب الوطن من الايمان هذا ليس حديثا ولا يثبت - 00:19:36
انما حكاه على وجه الاشتهار في كلام الناس حب الوطن من الايمان وكما قيل كم منزل في الارض يألفه الفتى يألفه اي يعتاد عليه يتمرس في الاقامة فيه. وحنينه ابدا - 00:19:56
ولمنزله ان يجدوا في قلبه اشتياقا. وميلا الى ان يعود الى منزله الاول. قال ولبعض شيوخنا في هذا المعنى هو ابن القيم رحمه الله هذه الابيات آآ في ميمية ابن القيم وهي آآ ميمية شهيرة معروفة فيها هذه هذه الابيات فحي على - 00:20:16
جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم يعني الاقامة ولكننا سبي العدو وهو الشيطان نعوذ بالله فهل ترى؟ نعود الى اوطاننا ونسلم. الناس في هذا في هذه الدنيا سبي للعدو - 00:20:36
اما ان ينعتقوا منه وينفكوا من شره ويسلموا من ضرره فيعودون الى اوطانهم. واما ان يستحوذ عليهم فيكبهم على وجوههم في النار نسأل الله السلامة والعافية. فاننا ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم وقد زعموا - 00:20:55
ان الغريب اذا نأى وشطت به او اوطانه فهو مغرم من الغرام وهو الاشتياق وشدة الوجد فاي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تحكم. يقول رحمه الله بعد هذا والمؤمن والمؤمنون في هذا - 00:21:15
باسمي اقسام منهم من قلبه معلق بالجنة ومنهم من قلبه معلق عند خالقه وهم العالقون. ولعل امير المؤمنين عليا رضي الله عنه انما اشار الى هذا القسم. فالعارفون ابدانهم في الدنيا وقلوبهم عند المولى. الله اكبر. وفي مراسل الحسن عن النبي - 00:21:45
الله عليه وسلم يرويه عن ربه علامة الطهر ان يكون قلب العبد عندي معلقة. فاذا كان كذلك لم ينسني على كل حال واذا واذا كان كذلك مننت عليه بالاشتغال به كي لا ينساني. فاذا لم ينسني حركت قلبه واذا تكلم تكلم - 00:22:05
واذا سكت سكت بي فذلك الذي تأتيه المعونة من عنده. الله اكبر. واهل هذا الشأن هم الغرباء. يقول رحمه الله والمؤمنون في هذا القسم اقسام يعني المؤمنون ليسوا على حال واحدة في نظرهم وتعلق قلوبهم بالاخرة وتعلق قلوبهم بالنظر - 00:22:25
الاعلى النظر الاعلى قلنا اما الى الجنة وما اعده الله لاوليائه او الى الله جل في علاه. يقول والمؤمنون في هذا اقسام منهم من قلبه معلق بالجنة وهي ما اعده الله تعالى لاولياءه وحزبه. ومنهم من قلبه معلق عند خالقه. وهم العارفون - 00:22:45
هذا قلبه معلق بالنظر الى الله يرقب ذاك النعيم ويأمل ذاك اللقاء. قال ولعل امير المؤمنين عليا رضي الله عنه عندما اشار الى هذا القسم يعني الذين تعلقت قلوبهم بالله تعالى فالعارفون ابدانهم في الدنيا وقلوبهم عند المولى - 00:23:05
قلوبهم عند المولى اهتماما ونظرا وارتقابا وفكرا واملا وما الى ذلك قال وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويها يرويها عن ربه وهذا من اضعف المراسيل مراسيل الحسن من من اوهى - 00:23:25
غسيل مراسيل الحسن رحمه الله ورضي عنه علامة الطهر ان يكون القلب عندي معلقا فاذا كان كذلك لم ينسى على كل حال يعني لا ينسى ما امره الله تعالى به ولا ينسى ذكره على كل حال. واذا كان كذلك مننت عليه بالاشتغال بي كي لا ينسى - 00:23:45
تاني فيشغل بدنه بطاعة ربه. فاذا لم فاذا لم ينسني حركت قلبه. فاذا تكلم تكلم بي واذا فسكت سكت بي فذاك الذي تأتيه المعونة من عندي. وهم الذين بلغوا الغاية في الولاية - 00:24:05
هذا وصف الذين بلغوا الغاية في الولاية كما جاء في الصحيحين. كما جاء في صحيح البخاري من حديث شريك ابن ابي نمر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب - 00:24:25
وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. وهذه منزلة الواجبات ولا عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها - 00:24:45
ولئن استنصرني لانصرنه ولئن استعاذني لاعيذنه. وهذا يدل على ولاية الله تعالى لاولياءه ومصداق ما ذكر هنا فذلك الذي تأتيه المعونة من عندي نسأل الله ان نكون واياكم من اهل المعونة - 00:25:05
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. امين. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه كشف الكربة في وصف - 00:00:05
بحال اهل الغربة. وانما انس هؤلاء بما استوحش منه الجاهلون. لان الجاهلين بالله يستوحشون من ترك الدنيا وشهوات لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم. وهؤلاء يستوحشون من ذلك ويستأنسون بالله وبذكره. ومعرفة - 00:00:25
ومحبتي وتلاوة كتابه والجاهلون بالله يستوحشون من ذلك ولا يجدون الانس به. ومن صفاتهم التي وصف بها امير المؤمنين علي رضي الله عنه انهم صحبوا الدنيا بابداد ارواحها معلقة بالنظر الاعلى. وهذا وهذا - 00:00:45
اشارة الى انهم لم يتخذوها وطنا ولا رضوا بها اقامة ولا مسكنة. انما اتخذوها ممرا ولا ولم يجعلوها مقرا وجميع الكتب والرسل اوصت بهذا. وقد اخبر الله تعالى في كتابه المؤمن ال فرعون انه قال لقومه في وعظه - 00:01:05
في وعظه لهم يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار الفراغ. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب او عاجل سبيل فكأنك بالدنيا ولم تكن وبالاخرة ولم تزل - 00:01:25
وفي رواية وعد نفسك من اهل القبور. الله اكبر. ومن وصايا المسيح المروية عنه عليه السلام انه قال لاصحابه اعبروها ولا تعمروها. وعنه عليه السلام انه قال من الذي يبني على موت البحر دار تلك - 00:01:45
دنيا فلا تتخذوها قرارا. فالمؤمن في الدنيا كالغريب طيب اه هذا الوصف الحمد لله رب العالمين واصلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا صلة بيان ما ذكره الامام علي رضي الله عنه في وصف - 00:02:05
حملة العلم واقسام الناس يقول وانما انس هؤلاء بما استوحش منه الجاهلون لان الجاهلين بالله يستوحشون من ترك الدنيا شهواتها هذا تكلمنا عن امس. لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم. هذي حال هؤلاء لا يعرفون الا - 00:02:25
دعوة الملذات يعرفون تنعيم الابدان وليس لهم من لذة القلوب وبهجتها ليس لهم من نعيم القلوب طمأنينتها ليس لهم من سكونها وسرورها نصيب. ولذلك اشتغلوا عمارة ابدانهم. تنعيم اه هذه الابدان بما يستطيعونه من الملاذ. فلذلك اذا قيل لهم انظروا الى ما في القلوب - 00:02:45
من اه ملاذ وما في الطاعة من طمأنينة وما فيها من سكون وامان استوحشوا لم يجدوا في في الطاعات الا انها اثار. الا انها اثقال. الا انها حواجز وموانع وشتان بين من يقبل على الطاعة وهو يعلم انها غذاء لقلبه. يطيب بها - 00:03:15
القلب ويقر يسكن ويطمئن وبين من يقدم عليها وهو يشعر بانها حمل على ظهره يريد ان ان يزيحه عنه باسرع ما يكون. وهذا سر جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين النوعين من - 00:03:45
يقول حبب الي من دنياكم الطيب والنساء. ثم ماذا قال؟ وجعلت قرة ارني في الصلاة. يعني النبي لم يهمل التمتع بالدنيا. ولم يجعل الدنيا منصرفا عنها بالكلية بل قال حبب لي من دنياكم الطيب والنساء فهذا امر طبيعي وتهفو اليه النفوس وتميل اليه القلوب. لكن اين - 00:04:05
اللذة الحقيقية الدائمة الثابتة التي هي غاية القرار والسكون يقول وجعلت قرة عين اللي في الصلاة قرة العين هو سكونها وبهجتها وطمأنينتها ولا يوصف شيء شيء بانه قر عينه الا اذا - 00:04:35
الا اذا ادرك مطلوبه على الغاية والمنتهى. فهؤلاء جمعوا بين الخير بين خير الدنيا وخير الاخرة وعرفوا منزلة ملاذ الدنيا وملاذ الاخرة. بخلاف اولئك الذين اقبلوا على الدنيا فليس لقلوبهم - 00:04:55
منها نصيب من الاخرة نصيب ولا من الطاعة لذة ولا من آآ الطمأنينة نصيب هؤلاء ابعد ما يكونون عن السكون قرار ولهذا هم في امر مليج قلوبهم ملأى بمراجل الحريق الذي - 00:05:15
لا يسكنه ولا يطفئه الا السكون واللجأ الى الله جل وعلا. يقول رحمه الله وانما ان يقول آآ لانهم لا يعرفون سواها فهي انسهم وهؤلاء يستوحشون من ذلك ويستأنسون يستوحشون من الدنيا وملاذهم - 00:05:35
وملاذها ويستأنسون بالله وبذكره ومعرفته ومحبته وتلاوة كتابه. هذه لذتهم وهذه طمأنينتهم لا يسكنون الا بذلك يقول والجاهلون بالله يستوحشون من ذلك ولا يجدون الانس به وهذا سر بعض الناس تقول له اقرأ القرآن يطيب - 00:05:55
من قلبك يقول قرأت ولم اجد لانه قرأ بلسانه ولم يجعل لهذا القلب تأثيرا لهذا القول تأثيرا على قلبه. يقول رحمه الله ومن صفاتهم التي وصفهم بها انهم صحبوا الدنيا بابدانهم بابدان - 00:06:15
معلقة بالنظر الاعلى اي بالنظر الى الجنة. النظر الاعلى النظر الى الله تعالى وما اعده لاوليائه. فمحط انظارهم ما اعده الله تعالى لعباده الصالحين. واولياءه المتقين ليس لهم نظر الى الى الدنيا وملاذهم - 00:06:35
اولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال لبيك ان العيش عيش الاخرة. ليصرف النفس عن انت او ان تتعلق بهذه المظاهر والزخارف فهي مهما كانت بهيجة فهي لا تعادل شيئا مما - 00:06:55
كن في الاخرة من النعيم والملاذ. لبيك ان العيش عيش الاخرة قلوبهم وارواحهم معلقة بما عند الله تعالى مما عده لاوليائه. يقول هذا اشارة الى انهم لم يتخذوها وطنا. ما جعلوها وطنا ومقرا ومسكنا ولا رضوا بها اقامة ولا مسكنا انما اتخذوها - 00:07:15
مرا ولم يجعلوها مقرا. كما قال الله تعالى وذكر ان الانبياء اخبرت بهذا يا قوم انما هذه الدنيا انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار. وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب. او عابر سبيل - 00:07:35
فكأنك في الدنيا ولم تكن وبالاخرة ولم تزل. وفي رواية وعد نفسك من اهل القبور ثم ذكر جملة من الوصايا. ما معنى الغربة التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بها في قوله كن في الدنيا كأنك غريب اي حالك حال الغريب الوافد - 00:07:55
على مكان لا يعهده ولا يسكن فيه ولا يقر. لان المتاع الذي فيها ليس له فيها ليس له فيها او فيه حظ. الان لو يقام مزاد الان انتم يا اخواني الذين جئتم لهذا آآ الدورة لو سمعتم فيها آآ حراج على قطع اراضي - 00:08:15
يهمكم هذا لا يهمكم ولو كانت تباع بالتراب الفلوس. لماذا؟ لانه ليس من شأنكم وانتم مرار يعني انيس عما قريب تنصرفون فانتم غرباء فلا يهمكم ما فيها من آآ من رخص - 00:08:38
فرص اه شراء وما الى ذلك ما لا يهم هذا. لماذا؟ لان الانسان غريب بخلاف ذاك الذي وطن قلبه. وطن نفسه في مكان يهمه فيها الشاردة والواردة والقليل والكثير لانه من اهل الاقامة. هكذا ينبغي ان يكون الانسان في دنياه كالغريب. لا يلتفت - 00:08:58
الى غير غايته ومقصوده وهدفه وهو الوصول الى قصده. فلو مر الانسان بهذه البلدة وهو في طريقه الى المدينة او الى مكة ما تجده يتنفس ويجلس هنا شوي ويذهب يمين ويشوف ايش صار على الاسواق وما هي - 00:09:18
كحال البيع والشراء وما هي حال العقار؟ ما يهمه. لو كان سيفعل هذا في كل منزل ينزله لن يصل. لكنه او يقضي حاجته على وجه سريع ليدرك مقصوده وغايته ولا ينقطع عن سيره. بل اذا وجد الناس - 00:09:38
قد اغلقوا لعالم ضاق بذلك لانه سيحبسه هذا عن الوصول الى هدفه. هكذا ينبغي ان يكون الانسان في في مسيره في الدنيا هذه الدنيا لم لم نأتيها لم نأتها لنقيم فيها. انما جئناها لنعمرها بالطاعة والاحسان لنغتنم منها - 00:09:58
ما يسره الله تعالى من انواع البر والطاعة وفعل الخير الذي نتزود به الى اللقاء الاعظم لقاء رب العالمين وتزودوا فان خير الزاد التقوى. فلذلك ينبغي ان يكون هذا هو الهم. وكل ما يكون من الامور الاخرى - 00:10:18
انما هي حواشي انما هي من فضول الاهتمام وليس من صلب الهم ومن صلب ما يعتني به الانسان ولهذا يقول فالمؤمن في الدنيا كالغريب المجتاز ببلده ببلدة غير مستوطن فيها. يشتاق الى بلده وهمه الرجوع اليه - 00:10:36
والتزود والتزود وهمه الرجوع اليها والتزود بما بما يوصله في طريقه الى وطنه. ولا ينافس اهل ذلك البلد اهل ذلك البلد المستوطنين فيه في عزهم ولا يجزع مما اصابه اصابه عندهم من الذل لانه ليس - 00:10:56
مقيما وهو عما قليل عما قريب مرتحل. نعم قال الفضيل. قال الفضيل ابن عياض المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمط جهازه. وقال الحسن مرمة مرمة جهازه مرمة اي اصلاح - 00:11:16
من الترميم اصلاح وتهيئة واعداد جهازه يعني ما يتجهز به لمسيره والجهاز هنا هو ما يتجهز به الى لقاء ربه. المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمة اي غاية ما يهتم به - 00:11:36
هو التهيئة والاعداد لما يعينه في وصوله الى غايته. وقوله مهموم واي انه يحمل هما وحزين المقصود بالحزن هنا انه منصرف عن كل ما يشغله وليس المقصود بالحزن هنا الكآبة. والكدر فان الكآبة والكدر ليست - 00:11:56
من صفات المؤمنين بل الله تعالى شرح الصدور بالطاعة والاحسان. افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم اه كمن هو اه افمن شرح الله صدره للاسلام كم مثل في الظلمات - 00:12:26
ليس بخارج منها نعم آآ افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل. فويل القاسية قلوب من ذكر الله. والاية الاخرى قوله تعالى فمن فمن يشرح فمن فمن يرد الله ان - 00:12:46
يشرح صدره للاسلام. ومن ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. فالقرآن والهداية هي من اعظم ملاذ القلوب وسعادتها والله تعالى يقول ان الابرار لفي نعيم وهم في نعيم في الدنيا قبل الاخرة. وقد قال - 00:13:06
جماعة من العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ان في الدنيا لجنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. جنة الدنيا ما يجده المؤمنون من لذة الطاعة والاحسان. من لذة العبادة من لذة الاقبال على الله تعالى - 00:13:26
هذه لذة لا يعدلها شيء. وكل من قام بالطاعة وترك المعصية وترك المحرم فلو كانت الطاعة من اشق ما يكون ولو كانت المعصية من الذ ما يكون اذا فعل الطاعة وتحمل مشاقها - 00:13:46
وترك المعصية وصبر على بريقها فسيعقبه الله في قلبه من النعيم ما لا يدرك شقوة ولا يوازن قدره بقدر ما يدركه من الراحة بترك الطاعة او الملذة بفعل المعصية. لهذا يقول الله تعالى في كتابه - 00:14:06
قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم. اطلاق البصر في الملذات هو مما تميل اليه النفوس. وبعض الناس اذا فاته المنظر وشعر انه راح عليه شيء من هذه الملاذ المحرمة شعر انه فقد شيئا فلذلك تجد انه يبحث عن - 00:14:26
تعويض لهذا الذي فقده في حين انه اذا رأى ما يحرم عليه فصرف بصره او تسهل له النظر الى ما محروم عليه فغض بصره ادرك من اللذة في قلبه اضعاف ما يدركه من اللذة - 00:14:46
بنظره الى ما حرم الله تعالى. ولذلك يقول الله تعالى ذلك ازكى لهم. شف النتيجة لغظ البصر يقول الله تعالى ذلك اي غض البصر وحفظ الفرج ازكى لهم ازكى لهم يعني اطيب لقلوبهم واطهر لها - 00:15:06
وليست طهارة هنا المقصود بها انها تستقيم على الطاعة فقط لا الذ واسر وابهج وانعم واطيب واصلح لقلبه من ان يدرك ما يشتهي من المحرمات لان هذه المحرمات سهام تصيب قلبه. ولذلك - 00:15:26
قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت الفتن تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء مثل الثوب الابيظ تنكت فيه نقطة سوداء اكيد انها ستؤثر عليه. ثم ثانية ثم ثالثة حتى يسود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:46
ثم تصير القلوب على قلبين على ابيض مثل الصفا ابيض في في اللون والصفا في القوة واسود مربادة كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. نعم. وقال الحسن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يفزع من ذلها. الله اكبر. ولا ينافق - 00:16:06
في عزها له شأن وللناس شأن. الله اكبر. وهذا حال الغريب لا يجزع من ذلها لانه عما قليل مرتحل. ولا ينافس في عزها لان عزها دائم او زائل. عزها مهما ارتفع علا فهو الى الزوال. بخلاف - 00:16:26
في عز الاخرة وذلها فانه عز لا ينقطع وذل لا يرتفع نسأل الله ان يعزنا واياكم بطاعته. امين. نعم وفي الحقيقة فالمؤمن في الدنيا غريب. لان اباه لما كان في دار البقاء ثم خرج منها فهمه الرجوع الى مسكنه الاول - 00:16:46
وهو ابدا يحن الى وطنه الذي اخرج منه كما يقال حب الوطن من الايمان. وكما قيل كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزله. ولبعض شيوخنا في هذا المعنى فحي على جنات عدن فانها منازلك - 00:17:06
اولى وفيها المخيم. ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم. وقد زعموا ان الغريب اذا نهى وشقت به اوطانه فهو مغرم. فاي اقتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا - 00:17:26
تحكم فيها تحكم لها اضحت الاعداء حين تحكموا. تحكموا او تحتم ماشي آآ هذا مقطع بين وجه ان الغربة الشعور بالغربة هو شعور وفطري وذلك ان الانسان في هذه الارض طارئ وليس - 00:17:46
اصليا وجوده في هذه الارض طارئ. فالله تعالى خلق ادم واسكنه جنته على خلاف بين العلماء في هذه الجنة التي اسكنها الله تعالى ادمها هل هي جنة الخلد او جنة اخرى خلقها الله تعالى - 00:18:16
الله اعلم بها على قولين وغالب العلماء على انها جنة جنة الخلد. وان دخوله كان دخول امتحان واختبار اذ ان الله تعالى منعه من اكل الشجرة. فخرج منها لما خالف امر الله تعالى واطاع عدوه. فمجيئه الى هذه - 00:18:36
الدنيا مجيء ابتلاء ثم هو صائر اما الى داره الاولى واما الى عذاب وجحيم نسأل الله السلامة والعافية. وهذا في الاخرة فان الناس ينقسمون الى هذا القسم الى هذين القسمين فريق في الجنة وفريق - 00:18:56
في السعير. يقول المؤلف رحمه الله وفي وفي الحقيقة فالمؤمن في الدنيا غريب هذا يعني بيان تأصل الغربة في وصف الانسان انه شيء متأصل في وصف الانسان وانه يخرج عنه - 00:19:16
انواع من الانحرافات. قال لان اباه لما كان في دار البقاء وهي الجنة التي ادخلها ثم خرج منها فهمه الرجوع الى الى مسكنه الاول فهو ابدا يحن الى وطنه الذي اخرج منه كما يقال حب الوطن من الايمان هذا ليس حديثا ولا يثبت - 00:19:36
انما حكاه على وجه الاشتهار في كلام الناس حب الوطن من الايمان وكما قيل كم منزل في الارض يألفه الفتى يألفه اي يعتاد عليه يتمرس في الاقامة فيه. وحنينه ابدا - 00:19:56
ولمنزله ان يجدوا في قلبه اشتياقا. وميلا الى ان يعود الى منزله الاول. قال ولبعض شيوخنا في هذا المعنى هو ابن القيم رحمه الله هذه الابيات آآ في ميمية ابن القيم وهي آآ ميمية شهيرة معروفة فيها هذه هذه الابيات فحي على - 00:20:16
جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم يعني الاقامة ولكننا سبي العدو وهو الشيطان نعوذ بالله فهل ترى؟ نعود الى اوطاننا ونسلم. الناس في هذا في هذه الدنيا سبي للعدو - 00:20:36
اما ان ينعتقوا منه وينفكوا من شره ويسلموا من ضرره فيعودون الى اوطانهم. واما ان يستحوذ عليهم فيكبهم على وجوههم في النار نسأل الله السلامة والعافية. فاننا ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم وقد زعموا - 00:20:55
ان الغريب اذا نأى وشطت به او اوطانه فهو مغرم من الغرام وهو الاشتياق وشدة الوجد فاي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تحكم. يقول رحمه الله بعد هذا والمؤمن والمؤمنون في هذا - 00:21:15
باسمي اقسام منهم من قلبه معلق بالجنة ومنهم من قلبه معلق عند خالقه وهم العالقون. ولعل امير المؤمنين عليا رضي الله عنه انما اشار الى هذا القسم. فالعارفون ابدانهم في الدنيا وقلوبهم عند المولى. الله اكبر. وفي مراسل الحسن عن النبي - 00:21:45
الله عليه وسلم يرويه عن ربه علامة الطهر ان يكون قلب العبد عندي معلقة. فاذا كان كذلك لم ينسني على كل حال واذا واذا كان كذلك مننت عليه بالاشتغال به كي لا ينساني. فاذا لم ينسني حركت قلبه واذا تكلم تكلم - 00:22:05
واذا سكت سكت بي فذلك الذي تأتيه المعونة من عنده. الله اكبر. واهل هذا الشأن هم الغرباء. يقول رحمه الله والمؤمنون في هذا القسم اقسام يعني المؤمنون ليسوا على حال واحدة في نظرهم وتعلق قلوبهم بالاخرة وتعلق قلوبهم بالنظر - 00:22:25
الاعلى النظر الاعلى قلنا اما الى الجنة وما اعده الله لاوليائه او الى الله جل في علاه. يقول والمؤمنون في هذا اقسام منهم من قلبه معلق بالجنة وهي ما اعده الله تعالى لاولياءه وحزبه. ومنهم من قلبه معلق عند خالقه. وهم العارفون - 00:22:45
هذا قلبه معلق بالنظر الى الله يرقب ذاك النعيم ويأمل ذاك اللقاء. قال ولعل امير المؤمنين عليا رضي الله عنه عندما اشار الى هذا القسم يعني الذين تعلقت قلوبهم بالله تعالى فالعارفون ابدانهم في الدنيا وقلوبهم عند المولى - 00:23:05
قلوبهم عند المولى اهتماما ونظرا وارتقابا وفكرا واملا وما الى ذلك قال وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويها يرويها عن ربه وهذا من اضعف المراسيل مراسيل الحسن من من اوهى - 00:23:25
غسيل مراسيل الحسن رحمه الله ورضي عنه علامة الطهر ان يكون القلب عندي معلقا فاذا كان كذلك لم ينسى على كل حال يعني لا ينسى ما امره الله تعالى به ولا ينسى ذكره على كل حال. واذا كان كذلك مننت عليه بالاشتغال بي كي لا ينسى - 00:23:45
تاني فيشغل بدنه بطاعة ربه. فاذا لم فاذا لم ينسني حركت قلبه. فاذا تكلم تكلم بي واذا فسكت سكت بي فذاك الذي تأتيه المعونة من عندي. وهم الذين بلغوا الغاية في الولاية - 00:24:05
هذا وصف الذين بلغوا الغاية في الولاية كما جاء في الصحيحين. كما جاء في صحيح البخاري من حديث شريك ابن ابي نمر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب - 00:24:25
وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. وهذه منزلة الواجبات ولا عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها - 00:24:45
ولئن استنصرني لانصرنه ولئن استعاذني لاعيذنه. وهذا يدل على ولاية الله تعالى لاولياءه ومصداق ما ذكر هنا فذلك الذي تأتيه المعونة من عندي نسأل الله ان نكون واياكم من اهل المعونة - 00:25:05