نعم فاشار وهب بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقصص والوعظ وهو ما على اللسان وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له. وتقدمه عندهم. فحذره من الوقوف عند - 00:00:00
ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس ومحبتهم فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره عن الخلق عن الحق. واشار بعلمه. شرح لقوله واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى. نعم. واشار - 00:00:20
علم الباطن الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم وامره ان يطلب بهذه من الله والقرب منه والزلفى لديه. وكان كثير من السلف كسفيان الثوري وغيره. يقسمون العلماء - 00:00:40
ثلاثة اقسام عالم بالله وعالم بامر الله. ويشيرون بذلك الى ثاني قسمان. عالم بالله عالم بامر الله وين ثلاثة اقسام؟ ان يجمعهما فيكون عالما بالله وبامره. نعم. ويشيرون ذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم - 00:01:00
ممدوحون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقوله ان الذين اوتوا العلم من قبل اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. الى قوله ويزيدهم خشوعا. وقال كثير من - 00:01:30
السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما وكفى الاغترار بالله جهلا ويقولون ايضا عالم بالله ليس بعالم بامر الله وهم اصحاب الباطن الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. ويقولون عالم بامر الله - 00:01:50
ليس بعالم بالله وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية ولا خشوع وهؤلاء مذمومون عند السلف. وكان بعضهم يقول هذا هو العالم الفاجر وهؤلاء - 00:02:20
الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع الى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن الاخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها - 00:02:40
هذا المقطع يقول رحمه الله وكان كثير من السلف يقسمون العلماء ثلاثة اقسام. علم بالله تعالى وهو الذي اشتغل بالعلم بالله تعالى باسمائه وصفاته وما له من الكمالات فاثمر ذلك اجلالا وتعظيما ومحبة لله تعالى. هذا العالم - 00:03:00
الله تعالى هو من علم بمال الله تعالى من الكمالات التي اثمرت زكاء القلب واستقامته المحبة القسم الثاني عالم بامر الله اي بدينه وشرعه الحلال والحرام والاحكام وهذا قسم هذه اقسام - 00:03:20
العلماء واكملهم هو من جمع بين الامرين بين العلم بالله تعالى والعلم بدينه فانه في اعلى نازل ثم يليه في المنزلة العالم به جل وعلا ثم يليه في المنزلة العالم بدينه. هذه هي منازل العلماء ومراتبهم - 00:03:40
والذين اثنى الله تعالى عليهم هم الذين حققوا العلم به وبدينه. لانك اذا علمت بالله تعالى فانك تعظمه على ضوء ما امرك. ووفق ما شرع لك وهو امره ونهيه. ولذلك العلم بالشرع - 00:04:00
تكميل للعلم بالله تعالى فقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء هم الذين صدقت قلوبهم فصحت واستقامت محبة تعظيما وهيبة واجلالا وخوفا وطمعا لله تعالى الذين عطفوا على ذلك الاستقامة في اعمالهم فاشتغلوا بالصالحات وكملوا الواجبات وسابقوا في النوافل والمستحبات - 00:04:23
هؤلاء هم العلماء بالله وبامره. اما من علم بالله تعالى فهم الذين امتلأت قلوبهم محبة وتعظيما لا يعني انه لا يصلي ولا يصوم لا المقصود انه عنده من الدين والعلم بالشرع ما يقيم دينه لكن ليس عنده اتساع في معرفة الاحكام. فهؤلاء - 00:04:53
على منزلة وجلاله قدر لكنهم دون الاوائل. القسم الثالث هو الذي عنده علم بالحلال والحرام وهؤلاء اقسام. منهم من عنده الحد الادنى ادنى من الاعمال القلبية ومنهم من يفرط في اعمال القلوب فيكون العلم على لسانه وهذا هو الذي وصفه بعض السلف بانه العالم الفاجر - 00:05:13
الذي يقول باللسان ويخالف بعمله ثم قال رحمه الله وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع الى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن - 00:05:33
اخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها فلم يكن لهم في طلب مراتب الاخرة نصيب همهم وغايتهم فيما يفوزون به من المناصب والمكاسب في هذه الدنيا. اما الاخرة فهي - 00:05:46
عنهم غائبة وهم في واد وهي في واد نسأل الله ان يصلح قلوبنا وان يجعلنا من العلماء بدينه العاملين بشرعه. يقول رحمه الله وقد منعوا واحسان الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه. فلا يحبونهم ولا يجالسونهم. وربما ذموه - 00:06:04
وقالوا ليسوا بعلماء. وهذا من خداع الشيطان وغروره. ليحرمهم الوصول الى العلم النافع الذي مدحه الله ورسوله وسلف الامة وائمتها. ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون ماء الاخرة ويسعون في اذاهم جهدهم. كما سعوا في اذى سعيد ابن المسيب والحسن وسفيان وما - 00:06:24
واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وذلك لان علماء الاخرة خلفاء الرسل ماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم اعداء الرسل وقتلة الانبياء ومن يأمر بالقسط من الناس وهم اشد الناس عداوة وحسدا للمؤمنين. ولشدة محبتهم للدنيا. لا يعظمون علما ولا دينا - 00:06:54
وانما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك. كما قال بعض الوزراء للحجاج بن ارضى ان لك دينا وان لك فقها. فقال الحجاج افلا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا؟ فقال - 00:07:24
الوزير والله انك لتصغر ما عظم الله وتعظم ما صغر الله. وكثير ممن يدعي العلم باطن ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر. الذي هو شرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هم محجوبون واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة - 00:07:44
والاعمال الصالحة التي جاءت الرسل بالحث عليها. والاعتناء بها. وربما انحل بعضهم عن الف وادعاء انها للعامة. واما من وصل فلا حاجة له اليها. وانها حجاب له هؤلاء كما قال الجنيد وغيره من العارفين وصلوا ولكن الى سقر وهذا من اعظم خداع الشيطان - 00:08:14
وغروره لهؤلاء لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام. ومنهم من يظن ان هذا علم الباطن لا يتلقى من مشكاة النبوة ولا من الكتاب والسنة. وانما يتلقى من الخواطر والالهام - 00:08:44
والكشوفات فاساءوا الظن بالشريعة الكاملة. حيث ظنوا انها لم تأت بهذا العلم النافع الذي يوجب صلاح القلوب وقربها من علام الغيوب. واوجب لهم الاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه - 00:09:04
وسلم في هذا الباب بالكلية والتكلم فيه بمجرد الاراء والخواطر. فضلوا واضلوا فظهر بهذا ان اكمل العلماء وافضلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معا من الوحيين. اعني الكتاب والسنة. وعرضوا كلام الناس في العلمين معا على ما جاء في - 00:09:24
الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ردوه. وهؤلاء خلاصة الخلق وهم افضل الناس بعد الرسل وهم خلفاء الرسل حقا. وهؤلاء كثير في الصحابة كالخلفاء الاربعة ومعاذ وابي الدرداء وسلم ان وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وغيرهم. كذلك في من بعدهم كالحسن وسعيد ابن المسيب - 00:09:54
وعطاء وطاووس ومجاهد وسعيد ابن جبير والنخعي ويحيى ابن ابي كثير. وفي من بعدهم والاوزاعي واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. تقدم تقسيم المؤلف رحمه الله العلماء الى ثلاثة اقسام ثم قال رحمه الله وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم - 00:10:24
اولم يصل العلم الى قلوبهم ولا شموا رائحته. هؤلاء الذين اقتصروا على علم اللسان علم بامر الله تعالى دون العلم به. يقول قد منعوا هؤلاء الذين كان العلم في السنتهم دون قلوبهم منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه فلا يحبون - 00:10:51
ولا يجالسونهم الى اخر ما ذكر رحمه الله. ثم بنى على هذا تفسير ظاهرة وهي ما يقع من الشحناء وما يقع من الشر وتسلط بعض من يشتغل بالعلم على اهل العلم. فقال رحمه الله - 00:11:11
ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الاخرة. لان اولئك علمهم في السنتهم. ومقصودهم العلو بهذا العلم. فاذا بزهم احد او ظهر عليهم احد ورأوا ان ذلك نقصا في حقهم واذهابا لمنزلتهم وجلوسا - 00:11:27
وهذا لا شك انه من اسباب طلب العلم للدنيا. فاذا كثر عنده الناس فرح واذا قل وكثر عند غيره سأه ذلك واصابه بالحزن الشديد حتى يحمله على الوقيعة في غيره بحق وبغير حق. يقول ويسعون في اذاهم جهدهم اي طاقتهم وذكر نماذج مما جرى - 00:11:47
لاهل العلم ثم بين ان المنزلة العليا هي ان يثنى على الانسان العلم الذي يبتغى به وجه الله تعالى. فذكر ما قاله بعض الوزراء وهو من رواة الاحاديث ان نكدينا وان لك فقها. الدين هو صلاح العمل والفقه هو البصيرة في الدين. فقال الحجاج - 00:12:10
افلا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا؟ فنبهه الوزير الى ان ما اثنى به او ما ذكره اولا هو الاصل وانما تبوأ الشرف والمنزلة والقدر بما معه من الفقه والعلم فينبغي الا تقصر الانظار الى الامور الدنيوية ويخفى عن الانسان - 00:12:30
ما وراء ذلك مما يبتغى به وجه الله تعالى. ثم انتقل الى القسم الثاني وهم الذين عندهم علم في الباطن اي عندهم عناية بالعلم بالله تعالى. والعناية باعمال القلوب. قال رحمه الله وكثير ممن يدعي العلم الباطن ويتكلم - 00:12:50
فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر يعني يذم التفقه في الدين. الذي هو الشرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هؤلاء محجوبون واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة. الذي يذم شيئا من الدين او يصفه بانه - 00:13:10
او انه ليس بشيء من الامر ولا ذي اهمية فانه يوجب القدح في الشريعة. والاعمال الصالحة التي جاءت بها الرسل حثي عليها والاعتناء بها. ثم يذكر مراتب هؤلاء. مراتب من يعتني بعلم القلب دون النظر - 00:13:30
فيما يحتاجه من العلم بامر الله تعالى المرتبة الاولى هم الذين يذمون العلم بالشرع. المرتبة الثانية هم الذين يزيد غلوهم فيسقطون التكاليف. ولذلك قال وربما انحل بعضهم عن التكاليف اي لا - 00:13:50
يحلل ولا يحرم. لا يعمل بشيء من شرع الله تعالى. بل يرى انه قد بلغ منزلة يسقط عنه بها الطلب فلا يطلب منه فعل ولا يمنع من شيء بل كل فعله عبادة وطاعة في معصيته وطاعته كما يزعم. ويدعي ان الحلال والحرام ومراعاة الاحكام انما هي - 00:14:10
للعامة دون من وصل وهذا من اعظم خداع الشيطان وغروره لهؤلاء لانه خروج عن الشريعة بشبهة تسقط الدين كله قال لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام. ومنهم اي القسم الثالث من هؤلاء الذين اعتنوا بعلم الباطل ومنهم - 00:14:36
من يظن ان هذا العلم الباطن لا يتلقى من مشكاة النبوة انما يتلقى مباشرة عن الله تعالى ولذلك يقول ولا من الكتاب والسنة وانما يتلقى من الخواطر والالهامات والكشوفات ولذلك يقول احدهم حدثني قلبي عن ربي وهذا في غاية الغلو - 00:14:56
في علم الباطل وفي الحقيقة ليس هذا بعلم. انما المقصود المؤلف من يعتني بالباطن اما العلم الحقيقي فانه لا يكمل علم القلب الا من طريق العلم بكلام الله وكلام رسوله. قد يعتني الانسان مثلا باحكام الظاهر التي تظبط معاش الناس. فيدرس ذلك من - 00:15:16
لا للقوانين الوضعية ويجتهد ويصنف ويقسم ويتفقه في القانون لكنه في الحقيقة لم يأتي بما يصلح الناس لان الناس انما يصلحهم ان يكون الحكم فيهم بما حكم الله تعالى ورسوله بما شرع الله جل وعلا ورسوله - 00:15:36
فاذا ترك واعرظ عن شرع الله وما جاء به رسوله وذهب يدرس ما ينظم حياة الناس من خلال اراء الناس وافكارهم فانه يضل. مثل تماما ذاك الذي اعرض عن الكتاب والسنة وقال اتلقى صلاح القلب من خلال التأملات والخواطر والالهامات والكشوف - 00:15:56
رياضات وما اشبه ذلك من السبل هذا تماما كالذي اشتغل في العلم الظاهر بغير الشرع ليقيم الناس على الصلاح فهذا مخطئ مثله تماما ذاك الذي اراد ان يقيم قلبه وان يصلح قلبه من غير الشريعة. لا تصلح قلوب الناس ولا يستقيم - 00:16:16
ولا تستقيم حياتهم بل معاشهم ومعادهم الا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. الله جل وعلا يقول ان هذا القرآن للتي هي اقوم فمن اعرض عنه فانه لا قوام له ولا استقامة. يقول رحمه الله فظهر بهذا يعني بعد ان ذكر طبقات - 00:16:36
هذه المراتب في العلم العلم بالله والعلم امره العلم بالله تعالى العلم بأمر الله تعالى انتقل لبيان انما يبلغ الدرجة العليا من كمل في علمه بالله تعالى ومن كمل في علمه بشرعه. وبه يتبين ان - 00:16:56
التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم قد تضمنت اسهل وايسر الطرق واقصر السبل الموصلة الى الله تعالى لانها كملت العلمين كملت صلاح القلب ثم لم تترك الناس سدى لا يعرفون كيف يصلون الى الله تعالى. بل بينت لهم الطريق الموصل الى الله جل وعلا - 00:17:16
فجاء صلاح القلوب في قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر انما الاعمال بالنيات. وجاء صلاح العمل فيما رواه البخاري اخرجه مسلم من حديث عائشة من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. على هذين الحديثين يتم استقامة الظاهر والباطن - 00:17:36
النية لابد ان تكون لله انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى في سلامة القصد وصلاح الباطن واما صلاح الظاهر فهو في صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وبه تستقيم الحياة ويصلح المعاد يقول المؤلف فظهر بهذا ان - 00:17:56
اكمل العلماء وافظلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين. ثم انهم تلقوا هذين العلمين من كلام الله وكلام رسوله. فقال رحمه الله وتلقوهما معا من الوحيين اعني الكتاب والسنة وعرضوا كلام الناس في العلمين اي في العلم - 00:18:16
المتعلق بالله او العلم المتعلق بحياة الناس وشرع الله تعالى على ما جاء في الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ثم قال ان هذا المنهج وهو تكميل العلم بالله تعالى وتكميل العلم بشرعه هو طريق الائمة - 00:18:36
في جميع طبقات الامة هو طريق الائمة في جميع طبقات الامة. فاستعرض ذلك من خلال ذكر طائفة ممن كملوا العلم وكملوا العلم بشرعه في الصحابة ممن كملوا العلم بالله وبشرعه في التابعين وفي تابعيهم وهم افضل قرون الامة خير - 00:18:56
الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فمن اراد ان يفوز بشيء من الخيرية التي فاز بها اولئك فليسلك سبيلهم في التعلم ثم قال رحمه - 00:19:16
التفريغ
نعم فاشار وهب بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقصص والوعظ وهو ما على اللسان وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له. وتقدمه عندهم. فحذره من الوقوف عند - 00:00:00
ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس ومحبتهم فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره عن الخلق عن الحق. واشار بعلمه. شرح لقوله واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى. نعم. واشار - 00:00:20
علم الباطن الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم وامره ان يطلب بهذه من الله والقرب منه والزلفى لديه. وكان كثير من السلف كسفيان الثوري وغيره. يقسمون العلماء - 00:00:40
ثلاثة اقسام عالم بالله وعالم بامر الله. ويشيرون بذلك الى ثاني قسمان. عالم بالله عالم بامر الله وين ثلاثة اقسام؟ ان يجمعهما فيكون عالما بالله وبامره. نعم. ويشيرون ذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم - 00:01:00
ممدوحون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقوله ان الذين اوتوا العلم من قبل اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. الى قوله ويزيدهم خشوعا. وقال كثير من - 00:01:30
السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما وكفى الاغترار بالله جهلا ويقولون ايضا عالم بالله ليس بعالم بامر الله وهم اصحاب الباطن الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. ويقولون عالم بامر الله - 00:01:50
ليس بعالم بالله وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية ولا خشوع وهؤلاء مذمومون عند السلف. وكان بعضهم يقول هذا هو العالم الفاجر وهؤلاء - 00:02:20
الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع الى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن الاخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها - 00:02:40
هذا المقطع يقول رحمه الله وكان كثير من السلف يقسمون العلماء ثلاثة اقسام. علم بالله تعالى وهو الذي اشتغل بالعلم بالله تعالى باسمائه وصفاته وما له من الكمالات فاثمر ذلك اجلالا وتعظيما ومحبة لله تعالى. هذا العالم - 00:03:00
الله تعالى هو من علم بمال الله تعالى من الكمالات التي اثمرت زكاء القلب واستقامته المحبة القسم الثاني عالم بامر الله اي بدينه وشرعه الحلال والحرام والاحكام وهذا قسم هذه اقسام - 00:03:20
العلماء واكملهم هو من جمع بين الامرين بين العلم بالله تعالى والعلم بدينه فانه في اعلى نازل ثم يليه في المنزلة العالم به جل وعلا ثم يليه في المنزلة العالم بدينه. هذه هي منازل العلماء ومراتبهم - 00:03:40
والذين اثنى الله تعالى عليهم هم الذين حققوا العلم به وبدينه. لانك اذا علمت بالله تعالى فانك تعظمه على ضوء ما امرك. ووفق ما شرع لك وهو امره ونهيه. ولذلك العلم بالشرع - 00:04:00
تكميل للعلم بالله تعالى فقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء هم الذين صدقت قلوبهم فصحت واستقامت محبة تعظيما وهيبة واجلالا وخوفا وطمعا لله تعالى الذين عطفوا على ذلك الاستقامة في اعمالهم فاشتغلوا بالصالحات وكملوا الواجبات وسابقوا في النوافل والمستحبات - 00:04:23
هؤلاء هم العلماء بالله وبامره. اما من علم بالله تعالى فهم الذين امتلأت قلوبهم محبة وتعظيما لا يعني انه لا يصلي ولا يصوم لا المقصود انه عنده من الدين والعلم بالشرع ما يقيم دينه لكن ليس عنده اتساع في معرفة الاحكام. فهؤلاء - 00:04:53
على منزلة وجلاله قدر لكنهم دون الاوائل. القسم الثالث هو الذي عنده علم بالحلال والحرام وهؤلاء اقسام. منهم من عنده الحد الادنى ادنى من الاعمال القلبية ومنهم من يفرط في اعمال القلوب فيكون العلم على لسانه وهذا هو الذي وصفه بعض السلف بانه العالم الفاجر - 00:05:13
الذي يقول باللسان ويخالف بعمله ثم قال رحمه الله وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع الى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن - 00:05:33
اخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها فلم يكن لهم في طلب مراتب الاخرة نصيب همهم وغايتهم فيما يفوزون به من المناصب والمكاسب في هذه الدنيا. اما الاخرة فهي - 00:05:46
عنهم غائبة وهم في واد وهي في واد نسأل الله ان يصلح قلوبنا وان يجعلنا من العلماء بدينه العاملين بشرعه. يقول رحمه الله وقد منعوا واحسان الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه. فلا يحبونهم ولا يجالسونهم. وربما ذموه - 00:06:04
وقالوا ليسوا بعلماء. وهذا من خداع الشيطان وغروره. ليحرمهم الوصول الى العلم النافع الذي مدحه الله ورسوله وسلف الامة وائمتها. ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون ماء الاخرة ويسعون في اذاهم جهدهم. كما سعوا في اذى سعيد ابن المسيب والحسن وسفيان وما - 00:06:24
واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وذلك لان علماء الاخرة خلفاء الرسل ماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم اعداء الرسل وقتلة الانبياء ومن يأمر بالقسط من الناس وهم اشد الناس عداوة وحسدا للمؤمنين. ولشدة محبتهم للدنيا. لا يعظمون علما ولا دينا - 00:06:54
وانما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك. كما قال بعض الوزراء للحجاج بن ارضى ان لك دينا وان لك فقها. فقال الحجاج افلا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا؟ فقال - 00:07:24
الوزير والله انك لتصغر ما عظم الله وتعظم ما صغر الله. وكثير ممن يدعي العلم باطن ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر. الذي هو شرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هم محجوبون واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة - 00:07:44
والاعمال الصالحة التي جاءت الرسل بالحث عليها. والاعتناء بها. وربما انحل بعضهم عن الف وادعاء انها للعامة. واما من وصل فلا حاجة له اليها. وانها حجاب له هؤلاء كما قال الجنيد وغيره من العارفين وصلوا ولكن الى سقر وهذا من اعظم خداع الشيطان - 00:08:14
وغروره لهؤلاء لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام. ومنهم من يظن ان هذا علم الباطن لا يتلقى من مشكاة النبوة ولا من الكتاب والسنة. وانما يتلقى من الخواطر والالهام - 00:08:44
والكشوفات فاساءوا الظن بالشريعة الكاملة. حيث ظنوا انها لم تأت بهذا العلم النافع الذي يوجب صلاح القلوب وقربها من علام الغيوب. واوجب لهم الاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه - 00:09:04
وسلم في هذا الباب بالكلية والتكلم فيه بمجرد الاراء والخواطر. فضلوا واضلوا فظهر بهذا ان اكمل العلماء وافضلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معا من الوحيين. اعني الكتاب والسنة. وعرضوا كلام الناس في العلمين معا على ما جاء في - 00:09:24
الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ردوه. وهؤلاء خلاصة الخلق وهم افضل الناس بعد الرسل وهم خلفاء الرسل حقا. وهؤلاء كثير في الصحابة كالخلفاء الاربعة ومعاذ وابي الدرداء وسلم ان وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وغيرهم. كذلك في من بعدهم كالحسن وسعيد ابن المسيب - 00:09:54
وعطاء وطاووس ومجاهد وسعيد ابن جبير والنخعي ويحيى ابن ابي كثير. وفي من بعدهم والاوزاعي واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. تقدم تقسيم المؤلف رحمه الله العلماء الى ثلاثة اقسام ثم قال رحمه الله وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم - 00:10:24
اولم يصل العلم الى قلوبهم ولا شموا رائحته. هؤلاء الذين اقتصروا على علم اللسان علم بامر الله تعالى دون العلم به. يقول قد منعوا هؤلاء الذين كان العلم في السنتهم دون قلوبهم منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه فلا يحبون - 00:10:51
ولا يجالسونهم الى اخر ما ذكر رحمه الله. ثم بنى على هذا تفسير ظاهرة وهي ما يقع من الشحناء وما يقع من الشر وتسلط بعض من يشتغل بالعلم على اهل العلم. فقال رحمه الله - 00:11:11
ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الاخرة. لان اولئك علمهم في السنتهم. ومقصودهم العلو بهذا العلم. فاذا بزهم احد او ظهر عليهم احد ورأوا ان ذلك نقصا في حقهم واذهابا لمنزلتهم وجلوسا - 00:11:27
وهذا لا شك انه من اسباب طلب العلم للدنيا. فاذا كثر عنده الناس فرح واذا قل وكثر عند غيره سأه ذلك واصابه بالحزن الشديد حتى يحمله على الوقيعة في غيره بحق وبغير حق. يقول ويسعون في اذاهم جهدهم اي طاقتهم وذكر نماذج مما جرى - 00:11:47
لاهل العلم ثم بين ان المنزلة العليا هي ان يثنى على الانسان العلم الذي يبتغى به وجه الله تعالى. فذكر ما قاله بعض الوزراء وهو من رواة الاحاديث ان نكدينا وان لك فقها. الدين هو صلاح العمل والفقه هو البصيرة في الدين. فقال الحجاج - 00:12:10
افلا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا؟ فنبهه الوزير الى ان ما اثنى به او ما ذكره اولا هو الاصل وانما تبوأ الشرف والمنزلة والقدر بما معه من الفقه والعلم فينبغي الا تقصر الانظار الى الامور الدنيوية ويخفى عن الانسان - 00:12:30
ما وراء ذلك مما يبتغى به وجه الله تعالى. ثم انتقل الى القسم الثاني وهم الذين عندهم علم في الباطن اي عندهم عناية بالعلم بالله تعالى. والعناية باعمال القلوب. قال رحمه الله وكثير ممن يدعي العلم الباطن ويتكلم - 00:12:50
فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر يعني يذم التفقه في الدين. الذي هو الشرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هؤلاء محجوبون واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة. الذي يذم شيئا من الدين او يصفه بانه - 00:13:10
او انه ليس بشيء من الامر ولا ذي اهمية فانه يوجب القدح في الشريعة. والاعمال الصالحة التي جاءت بها الرسل حثي عليها والاعتناء بها. ثم يذكر مراتب هؤلاء. مراتب من يعتني بعلم القلب دون النظر - 00:13:30
فيما يحتاجه من العلم بامر الله تعالى المرتبة الاولى هم الذين يذمون العلم بالشرع. المرتبة الثانية هم الذين يزيد غلوهم فيسقطون التكاليف. ولذلك قال وربما انحل بعضهم عن التكاليف اي لا - 00:13:50
يحلل ولا يحرم. لا يعمل بشيء من شرع الله تعالى. بل يرى انه قد بلغ منزلة يسقط عنه بها الطلب فلا يطلب منه فعل ولا يمنع من شيء بل كل فعله عبادة وطاعة في معصيته وطاعته كما يزعم. ويدعي ان الحلال والحرام ومراعاة الاحكام انما هي - 00:14:10
للعامة دون من وصل وهذا من اعظم خداع الشيطان وغروره لهؤلاء لانه خروج عن الشريعة بشبهة تسقط الدين كله قال لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام. ومنهم اي القسم الثالث من هؤلاء الذين اعتنوا بعلم الباطل ومنهم - 00:14:36
من يظن ان هذا العلم الباطن لا يتلقى من مشكاة النبوة انما يتلقى مباشرة عن الله تعالى ولذلك يقول ولا من الكتاب والسنة وانما يتلقى من الخواطر والالهامات والكشوفات ولذلك يقول احدهم حدثني قلبي عن ربي وهذا في غاية الغلو - 00:14:56
في علم الباطل وفي الحقيقة ليس هذا بعلم. انما المقصود المؤلف من يعتني بالباطن اما العلم الحقيقي فانه لا يكمل علم القلب الا من طريق العلم بكلام الله وكلام رسوله. قد يعتني الانسان مثلا باحكام الظاهر التي تظبط معاش الناس. فيدرس ذلك من - 00:15:16
لا للقوانين الوضعية ويجتهد ويصنف ويقسم ويتفقه في القانون لكنه في الحقيقة لم يأتي بما يصلح الناس لان الناس انما يصلحهم ان يكون الحكم فيهم بما حكم الله تعالى ورسوله بما شرع الله جل وعلا ورسوله - 00:15:36
فاذا ترك واعرظ عن شرع الله وما جاء به رسوله وذهب يدرس ما ينظم حياة الناس من خلال اراء الناس وافكارهم فانه يضل. مثل تماما ذاك الذي اعرض عن الكتاب والسنة وقال اتلقى صلاح القلب من خلال التأملات والخواطر والالهامات والكشوف - 00:15:56
رياضات وما اشبه ذلك من السبل هذا تماما كالذي اشتغل في العلم الظاهر بغير الشرع ليقيم الناس على الصلاح فهذا مخطئ مثله تماما ذاك الذي اراد ان يقيم قلبه وان يصلح قلبه من غير الشريعة. لا تصلح قلوب الناس ولا يستقيم - 00:16:16
ولا تستقيم حياتهم بل معاشهم ومعادهم الا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. الله جل وعلا يقول ان هذا القرآن للتي هي اقوم فمن اعرض عنه فانه لا قوام له ولا استقامة. يقول رحمه الله فظهر بهذا يعني بعد ان ذكر طبقات - 00:16:36
هذه المراتب في العلم العلم بالله والعلم امره العلم بالله تعالى العلم بأمر الله تعالى انتقل لبيان انما يبلغ الدرجة العليا من كمل في علمه بالله تعالى ومن كمل في علمه بشرعه. وبه يتبين ان - 00:16:56
التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم قد تضمنت اسهل وايسر الطرق واقصر السبل الموصلة الى الله تعالى لانها كملت العلمين كملت صلاح القلب ثم لم تترك الناس سدى لا يعرفون كيف يصلون الى الله تعالى. بل بينت لهم الطريق الموصل الى الله جل وعلا - 00:17:16
فجاء صلاح القلوب في قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر انما الاعمال بالنيات. وجاء صلاح العمل فيما رواه البخاري اخرجه مسلم من حديث عائشة من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. على هذين الحديثين يتم استقامة الظاهر والباطن - 00:17:36
النية لابد ان تكون لله انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى في سلامة القصد وصلاح الباطن واما صلاح الظاهر فهو في صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وبه تستقيم الحياة ويصلح المعاد يقول المؤلف فظهر بهذا ان - 00:17:56
اكمل العلماء وافظلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين. ثم انهم تلقوا هذين العلمين من كلام الله وكلام رسوله. فقال رحمه الله وتلقوهما معا من الوحيين اعني الكتاب والسنة وعرضوا كلام الناس في العلمين اي في العلم - 00:18:16
المتعلق بالله او العلم المتعلق بحياة الناس وشرع الله تعالى على ما جاء في الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ثم قال ان هذا المنهج وهو تكميل العلم بالله تعالى وتكميل العلم بشرعه هو طريق الائمة - 00:18:36
في جميع طبقات الامة هو طريق الائمة في جميع طبقات الامة. فاستعرض ذلك من خلال ذكر طائفة ممن كملوا العلم وكملوا العلم بشرعه في الصحابة ممن كملوا العلم بالله وبشرعه في التابعين وفي تابعيهم وهم افضل قرون الامة خير - 00:18:56
الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فمن اراد ان يفوز بشيء من الخيرية التي فاز بها اولئك فليسلك سبيلهم في التعلم ثم قال رحمه - 00:19:16