الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نستكمل ما يسر الله تعالى من النواقض انا قد انتهينا من الناقض الثالث ووقفنا - 00:00:00
على الناقض الرابع الناقض الرابع من نواقض الاسلام قال فيه المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:00:33
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والمسلمين اجمعين. قال الوالد رحمه الله تعالى اصابع من اعتقد ان هدي غير الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل من هديك او ان اقول من هديه او ان حكم غيره احسن من حكم احسن - 00:00:52
من احسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر طيب اه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله الناقض في الناقض الرابع الرابع اي من نواقض الاسلام - 00:01:14
من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه من من اعتقد الاعتقاد هو ما طوى عليه الانسان قلبه - 00:01:35
مأخوذ من العقد وهو الربط والشد والاعتقاد هو اقرار القلب وتصديقه العقيدة هي ما اعتقده قلب الانسان وصدقه فقوله من اعتقد ايمن ربط بقلبه اقر وصدق ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه - 00:01:55
ان غير هدي الهدي هو الطريق والعمل والسيرة كلها تسمى هديا والهدي يطلق بفتح الهاء هدي ويطلق بضمه هدى والفرق بينهما الهدي هو الدلالة والارشاد والهدى هو الطريق هذا الفرق بينهما فيما قيل وقيل بل هما شيء واحد - 00:02:31
الهدي والهدى شيء واحد وفي كل الاحوال المقصود هذا وهذا سواء قيل انهما بمعنى واحد او قيل انهما بمعنيين فالمقصود ان من اعتقد ان طريق غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من طريقه. او ان دلالة النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من دلالة - 00:03:09
ان ارشاد غيره صلى الله عليه وسلم اكمل من ارشاده. كله بمعنى واحد والهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم هو الدين هو الاسلام فمن اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القول او في الاعتقاد او في الحكم او في الخبر - 00:03:32
اكمل من هديه صلى الله عليه وسلم اكمل مما جاء به فانه يكون بذلك كافرا وقد ذكر المصنف رحمه الله في هذا الناقظ امرين الامر الاول الهدي والامر الثاني الحكم فقال او ان حكمه احسن - 00:03:52
من حكمه وهذا من باب عطف الخاص على العام. فان الحكم جزء من الهدي والهدي اوسع او يمكن ان يقال ان الهدي يشمل الطريقة على وجه العموم والاجمال واما الحكم فهو على وجه الخصوص في الفصل بين المتنازعين - 00:04:16
والحكم بين المتخاصمين فيكون هذا من المعنى الخاص بسورة من الصور وهو فصل المنازعات وهو ايضا لا يخرج عن كونه جزءا من هديه صلى الله عليه وسلم هديه صلى الله عليه وسلم اكملوا الهدي كما اخبر رب العالمين بذلك حيث قال وانك لتهدي - 00:04:46
الى صراط مستقيم وقد قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فلا اقوم منه ولا اهدى منه ولا احسن منه ومن احسن من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا - 00:05:09
فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي عمله وهو ترجمة القرآن اكمل هدي واحسنه فمن اعتقد خلاف هذا فقد كذب القرآن. ولذلك كان كافرا بالاجماع والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته كما في الصحيح من حديث جابر اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله - 00:05:24
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وبدأ بالكتاب لانه الوحي الذي لا يلتبس وهو الذي فظل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر عمله لان عمله ترجمة القرآن وبيانه - 00:05:50
فلذلك كان ما كان عليه من هدي مبينا للقرآن فهو اكمل الهدي واحسنه لانه بيان لاحسن قول واصدق كلام و اقوم طريق قوله رحمه الله من اعتقد اي من ايقن - 00:06:06
ويلحق به من شك فان من شك في ان هدي غيره اكمل من هديه ملحق بمن اعتقد لان الواجب هو اعتقاد ان هديه اكمل الهدي والارتياب نوع من الكفر فالكفر يكون بالتكذيب ويكون بالشك ويكون بالاعراب - 00:06:27
وهذا نوع منه فالكفر بالشك كفر في مثل هذا الموضع وهو الشك فيما يجب الايمان به. فمن شك في اصل من اصول الايمان فقد كفر ومن شك في خبر القرآن البين الظاهر فقد كفر - 00:06:52
والله تعالى قد قضى بان هدي النبي اكمل الهدي وان قوله جل وعلا اصدق القول واحسن وانه احسن حديث فمن شك في ان هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه فقد شك فيما يجب الايمان به فيكون بذلك - 00:07:14
ايش فيكون بذلك قد وقع في ناقض من نواقض الاسلام. وقع في مكفر لا خلاف فيه اما قوله رحمه الله وان وان حكم غيره احسن من حكمه. ذكرت في الحكم هنا - 00:07:32
انه اما ان يقال ان هذا يشمل كل ما جاء به من الاحكام الشرعية فحكمه يشمل الايجاب والتحريم والاستحباب والندب فكل ما جاء به من الاحكام الشرعية داخل في هذا - 00:07:48
واما ان يقال ان الحكم هنا بمعناها الخاص وهو الفصل في المنازعات او الفصل بين المتخاصمين وهذا وجه اخر وكلاهما يكون من باب عطف الخاص على العام فان هديه شامل لحكمه - 00:08:05
فان هديه شامل لحكمه او يقال ان الهدي هو الطريقة والسيرة والاحوال والحكم شيء مختلف فيكون هذا من باب عطف المتغيرات وعلى كل الاحوال سواء قلنا ان الحكم هنا هو بمعنى الفصل بين المتخاصمين او قلنا ان الحكم هنا يشمل - 00:08:23
ما هو اوسع من ذلك فيشمل كل ما قظى فيه النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وبين حكمه هذا وذاك كله صادق على ما ذكر رحمه الله من ان من اعتقد ان حكم غيره احسن من حكمه فانه يكون بذلك كافرا - 00:08:46
ذلك ان الله تعالى انزل كتابة على النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ومقتضى هذا ان حكمه بيان للقرآن ولا يمكن ان يكون حكمه دون حكم غيره او ان حكم غيره احسن منه. الله تعالى يقول انا انزلنا اليك الكتاب لتحكم بين الناس - 00:09:04
بما اراك الله ولا تكن للخائرين خصيما وامر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله وطاعته امتثال حكمه سواء في ايجاب او في تحريم او غير ذلك واطيعوا الله واطيعوا الرسول. من يطع الرسول فقد اطاع الله - 00:09:28
ونعى الله تعالى على من قدم حكم غيره على حكمه وقال افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ فالاحسن من حكمه جل وعلا ولا حكم من جعله حاكما بين الناس - 00:09:48
فان ذلك من الكفر ولهذا اخبر جل وعلا ان كل حكم يخالف حكمه فهو من احكام الهوى وهو من احكام الجاهلية ليس فيه علم وليس فيه هدى كما قال الله تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع - 00:10:07
اهواءهم فكل حكم يخرج عما جاءت به الشريعة فهو حكم هوى لا حكم هدى وحكم جهل لا حكم علم. افحكم الجاهلية يبغون؟ كل حكم يخالف حكم الله فهو حكم جاهلية - 00:10:30
وقوله جل وعلا وان يحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهوائهم فكل ما خالف ما انزل الله فهو حكم هوى لا حكم هدى ولهذا ذكر الله هذين هذين الامرين في سياق واحد فقال جل وعلا وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا - 00:10:47
فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبه من بعض ذنوبهم وان وان كثيرا من الناس لفاسقون بعد ذلك ماذا قال؟ قال افحكم الجاهلية يبغون فوصف الله تعالى كل حكم خارج عما انزل لانه حكم هوى وانه حكم جاهلية - 00:11:09
فحكم الله هو احسن الاحكام وواجب الاتباع. لا يجوز لاحد ان يخرج عنه ولا صلاح للافراد ولا في للامة. ولا اه استقامة للدين ولا استقامة للدنيا الا بحكمه جل في علاه. فحكمه صلاح العالم كله. ولكن اكثر الناس في غفلة كما - 00:11:29
قال جل وعلا وان كثيرا من الناس لفاسقون آآ وقوله رحمه الله آآ كالذي يفضل هذا عندكم اي نعم كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر هذا نموذج ومثال لما يكون لما يندرج تحت هذا الناقظ - 00:11:49
الناقض في عنوانه العريض ان من ان من اعتقد بان حكم غيره او هدي غيره اكمل من هديه فهو كافر من امثلة ذلك ونص عليه بالخصوص لكثرة المتورطين فيه وهو - 00:12:12
تفضيل حكم الطواغيت على حكم الله وحكم رسوله فهو كافر قال رحمه الله كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه اي على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهذا مثال - 00:12:31
يتضح به هذا الناقض وكل من فضل حكم الطواغيت على حكم الله ورسوله فانه كافر. والطواغيت هم كل من خرج عما انزل الله او اخرج الناس عما انزل الله فهو طاغوت وطاغوت فعلوت - 00:12:47
وهو من صيغ المبالغة والمراد به الزيادة في الطغيان والشدة في الخروج عن الحدود فالطاغوت هذا معناه في اللغة واما معناه في الاصطلاح فهو اسم لكل ما عبد من دون الله - 00:13:07
او دعا الناس الى ظلالة او اخرجهم عن الهداية ويمكن ان نقتصر في التعريف على جزئين فنقول الطاغوت هو كل من دعا الناس الى عبادة كل ما عبد من دون الله - 00:13:24
ومن دعا الناس الى ظلالة وبهذا يجتمع المعنى ويقبل الطاغوت ما هو كل ما عبد من دون الله وايضا اودع الناس الى ظلالة فانه اذا دعاهم الى ظلالة طغى بهم واخرجهم عن الصراط المستقيم - 00:13:44
وقد فسر بعض اهل العلم الطاغوت بانه الكاهن وبانه الشيطان وبانه الساحر وكل هذا من باب التفسير بالمثال وليس ذلك حصرا على المعنى. فالطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله - 00:14:04
او دعا الناس الى ضلالة ولذلك قال بعض اهل العلم كل من عبد من دون الله او رضي بالعبادة من معبود او متبوع او مطاع في غير طاعة الله تعالى فهو طاغوت - 00:14:22
و ما ذكر بعض اهل العلم من ان الطواغيت خمسة اه فهذا حصر لرؤوس الطواغيت. اي اصول الطغيان التي يقع الناس فيها او يقع الناس بسببها في الظلال. وليس هذا حصرا بهذه الامور على وجه التعيين. انما هذه اصول ترجع اليها كل اوجه - 00:14:37
طغيان وقضية تفضيل حكم الطاغوت على حكم الله عز وجل لا شك انه كفر لا خلاف بين اهل العلم في ان ذلك كفر والله تعالى قد قال افغير الله ابتغي حكما - 00:15:00
وهو الذي انزل لكم الكتاب مفصلا ذكر ذلك على وجه الانكار واخبر ان الحكم له فقال جل وعلا ان الحكم الا لله فليس لاحد ان يحكم معه فكل من ادعى ان حكمه - 00:15:19
افضل من حكم الله او حكم رسوله فقد نازع الله ما جعله من خصائصه. وقد قال الله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقد قال جل وعلا ولا يشرك في حكمه احدا - 00:15:37
والله تعالى هو الحكم كما قال فالحكم لله العلي الكبير له الحكم واليه ترجعون والنصوص والادلة في ذلك كثيرة فكل من اعتقد في شيء من الانظمة او الاحكام انها افضل من حكم الله - 00:15:52
فانه كافر بذلك وهذا لا يعني ان يحدث الناس من الانظمة ما تصلح به دنياهم وتستقيم به امورهم. لان الاحكام الوضعية اصبحت علما على الحكم المعارض لحكم الله ورسوله في الاصطلاح المعاصر - 00:16:11
لكن ينبغي ان يعرف ان الاحكام الوضعية نوعان حكم يصادم الشريعة فهذا لا يجوز القبول به وتفضيله اه هو كفر بالله عز وجل. واما الاحكام الادارية التي يصلح بها احوال الناس فهذه وضعية اصطلح عليها الناس لكنها - 00:16:32
ليست كفرا بل هي اما ان تكون واجبة واما ان تكون مستحبة واما ان تكون مباحة. لانها مما يتحقق بها مصالح الناس وقد تكون محرمة او مكروهة اذا تظمنت ظلما او جورا او مفسدة. المقصود ان الاحكام الوضعية ليست كلها - 00:16:53
قام من المحرمات بل ينبغي التمييز. كل حكم يخالف حكم الله ورسوله فانه مردود على صاحبه. ولا يقبل فاذا جاء نظام يبح او ينظم الزنا او يبيح الخمر او ينظم الخمر. هذي كلها احكام معارضة لاحكام الشريعة. لا يجوز قبولها ولا - 00:17:13
ارها ولا القول بانها احسن من احكام الشريعة بل حكم الشريعة اكمل واطيب واطهر واحسن في الدنيا وفي الاخرة آآ وما يتعلق بهذه المسألة مسألة الحكم بغير ما انزل الله يبحثها بعض اهل العلم في هذا الموضع - 00:17:33
والحقيقة ان الحكم بغير ما انزل الله آآ له احوال فمنه ما يكون كفرا ومنه ما يكون معصية ومنه ما يكون خطأ هذه اقسامه الثلاثة في الجملة اما القسم الاول وهو الكفر هو ان يعتقد آآ ان حكم غير الله تعالى احسن من حكم الله - 00:17:53
او ان اه حكم غير الله تعالى مثل حكم الله او انه يجوز تحكيم غير شرع الله عز وجل فيما جاء فيه حكم لله ولو كان لا يعتقد انه احسن او انه مثل لكن يعتقد الجواز كل هذه الصور الثلاثة هي من الكفر المخرج عن الملة. اذا اعتقد ان حكم - 00:18:17
بغير الله افضل من حكم الله. اذا اعتقد انه مثله فهذان كفر بالاتفاق اذا قال حكم غير الله دون حكم الله حكم الله احسن لكن يجوز ان يحكم بغير ما انزل الله - 00:18:42
فهذا ايضا كفر وهذه الامور الصور الثلاثة متفق عليها. اما اذا كان الحكم بغير ما انزل الله وفق الهوى والتعصب كان يحكم لقريب او يحكم لحبيب او يظلم احدا في الحكم فهذا - 00:18:57
من المعاصي وليس كفرا مخرجا عن الملة بل هو من الذنوب والمعاصي التي يعاقب عليها صاحبها. اما اذا حكم الحاكم بغير ما انزل الله خطأ كان يطلب حكم الله وحكم رسوله لكنه اخطأ فاصاب غير حكم الله واجتهد في - 00:19:15
اصابة الحق لكنه لم يصب فهذا خطأ يؤجر عليه صاحبه لانه مجتهد. كما في حديث عبدالله بن عمرو اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر هذا ما يتصل بهذا الاصل. اما الاصل الذي يليه فهو الاصل الخامس - 00:19:37
وهو قوله رحمه الله ومن ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر هذا الناقض الخامس متصل بما قبله. من حيث ان الجامع بينهما - 00:19:57
هو رد حكم الله عز وجل اما قلبيا واما عمليا رد حكم الله عز وجل اما بالقلب واما بالعمل فالاول كان ردا بالقلب والعمل واما هنا فهو رد بالقلب لانه بغض ولو عمل به. قال من ابغض شيئا - 00:20:19
مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر قوله رحمه الله من ابغض؟ البغض اشد الكره وهو ضد الحب والبغض يقتضي المنابذة وعدم الرضا فلابد من ايضاح هذا - 00:20:38
وبيانه ان الكره هنا ليس المراد به كره المشقة التكليفية او التعب الناتج عن التكليف انما الكره هنا متوجه الى التشريع ذاته لا الى ما يترتب عليه من المشقة فان - 00:20:59
هذا هو المذموم الذي يكون واقعا وموقعا الذي يكون صاحبه واقعا في الكفر فاذا اقر الانسان الشريعة لكنها لكنه كره ما فيها من ثقل ولم يكره التشريع لكن كره ما يترتب على هذا التشريع من من ثقل على نفسه. والتزم وقبل - 00:21:21
وآآ لم يعارضه فهذا ليس من الكفر في شيء كما قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم ووصفه الله تعالى بانه كره لانه ثقيل على النفوس. لا تنشط اليه ولا تحب اذ فيه تلف الانفس والاموال وفراق الاحباب. وما الى ذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:47
حفت الجنة بالمكاره. اذا هناك ما يكره من الطاعة لما فيها من المشقة لكن لا يكره ذات الطاعة انما تكره المشقة المترتبة على تلك الطاعة. مع القبول بالحكم والرضا به والعلم - 00:22:13
بانه احسن واكمل وافضل وان وانه آآ خير لعبد تماما ككراهية المريض للدواء المر فانه يكرهه ولا يحبه ولكنه يوقن ويعتقد ان من مصلحته ان يأخذه وان في تركه مضرة له رغم ما فيه من - 00:22:28
المرارة وما تكرهه النفوس جبلة فالبغظ المذكور في هذا ليس هو الكره الذي تقتضيه الطبيعة والجبلة في في منافرة النفس للتكليف انما هو بغظ يقتظي عدم القبول. بغظ يقتظي اه الكره للتشريع. بغظ يقتظي منابذة - 00:22:49
ما شرع الله تعالى وحكم. هنا يكون الكره مدخلا في الكفر فالكراهة التي تدخل في الكفر هي التي تقتضي عدم الرضا بالتشريع. وتقتضي عدم القبول له. وهي ما ذكره الله تعالى في قوله ان الذي - 00:23:13
ان ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما انزل الله كرهوا هنا ليس فقط في قلوبهم انما كرهوا ذلك ولم يقبلوه وردوه. سنطيعكم في بعض الامر. اي الامر الذي تخالفونه - 00:23:31
فيه شرع الله تعالى سنطيعكم في امر في في بعض الامر والله يعلم اصرارهم. وقد رتب الله تعالى على ذلك هبوط العمل ففي تتمة الاية قال فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم؟ ذلك بانهم اتبعوا ما - 00:23:51
اسخط الله وكرهوا رضوانه اي كرهوا ما يرضاه وليس كراهة رضوان الله في الذي هو صفته انما كرهوا ما يرضاه من العمل الذي لم تقبله نفوسهم. فكرهوا ما رضيه من دين. كرههما كرهوا ما رضيه من شريعة. وحبوط - 00:24:11
امل لا يكون الا بالكفر فدل هذا على ان من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فانه يكون قد كفر كما قال المصنف فقد كفر - 00:24:31
اشهد ان نقف على هذا ان شاء الله الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:46
التفريغ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نستكمل ما يسر الله تعالى من النواقض انا قد انتهينا من الناقض الثالث ووقفنا - 00:00:00
على الناقض الرابع الناقض الرابع من نواقض الاسلام قال فيه المصنف رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:00:33
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والمسلمين اجمعين. قال الوالد رحمه الله تعالى اصابع من اعتقد ان هدي غير الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل من هديك او ان اقول من هديه او ان حكم غيره احسن من حكم احسن - 00:00:52
من احسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر طيب اه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله الناقض في الناقض الرابع الرابع اي من نواقض الاسلام - 00:01:14
من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه او ان حكم غيره احسن من حكمه من من اعتقد الاعتقاد هو ما طوى عليه الانسان قلبه - 00:01:35
مأخوذ من العقد وهو الربط والشد والاعتقاد هو اقرار القلب وتصديقه العقيدة هي ما اعتقده قلب الانسان وصدقه فقوله من اعتقد ايمن ربط بقلبه اقر وصدق ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه - 00:01:55
ان غير هدي الهدي هو الطريق والعمل والسيرة كلها تسمى هديا والهدي يطلق بفتح الهاء هدي ويطلق بضمه هدى والفرق بينهما الهدي هو الدلالة والارشاد والهدى هو الطريق هذا الفرق بينهما فيما قيل وقيل بل هما شيء واحد - 00:02:31
الهدي والهدى شيء واحد وفي كل الاحوال المقصود هذا وهذا سواء قيل انهما بمعنى واحد او قيل انهما بمعنيين فالمقصود ان من اعتقد ان طريق غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من طريقه. او ان دلالة النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من دلالة - 00:03:09
ان ارشاد غيره صلى الله عليه وسلم اكمل من ارشاده. كله بمعنى واحد والهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم هو الدين هو الاسلام فمن اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القول او في الاعتقاد او في الحكم او في الخبر - 00:03:32
اكمل من هديه صلى الله عليه وسلم اكمل مما جاء به فانه يكون بذلك كافرا وقد ذكر المصنف رحمه الله في هذا الناقظ امرين الامر الاول الهدي والامر الثاني الحكم فقال او ان حكمه احسن - 00:03:52
من حكمه وهذا من باب عطف الخاص على العام. فان الحكم جزء من الهدي والهدي اوسع او يمكن ان يقال ان الهدي يشمل الطريقة على وجه العموم والاجمال واما الحكم فهو على وجه الخصوص في الفصل بين المتنازعين - 00:04:16
والحكم بين المتخاصمين فيكون هذا من المعنى الخاص بسورة من الصور وهو فصل المنازعات وهو ايضا لا يخرج عن كونه جزءا من هديه صلى الله عليه وسلم هديه صلى الله عليه وسلم اكملوا الهدي كما اخبر رب العالمين بذلك حيث قال وانك لتهدي - 00:04:46
الى صراط مستقيم وقد قال الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فلا اقوم منه ولا اهدى منه ولا احسن منه ومن احسن من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا - 00:05:09
فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي عمله وهو ترجمة القرآن اكمل هدي واحسنه فمن اعتقد خلاف هذا فقد كذب القرآن. ولذلك كان كافرا بالاجماع والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته كما في الصحيح من حديث جابر اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله - 00:05:24
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وبدأ بالكتاب لانه الوحي الذي لا يلتبس وهو الذي فظل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر عمله لان عمله ترجمة القرآن وبيانه - 00:05:50
فلذلك كان ما كان عليه من هدي مبينا للقرآن فهو اكمل الهدي واحسنه لانه بيان لاحسن قول واصدق كلام و اقوم طريق قوله رحمه الله من اعتقد اي من ايقن - 00:06:06
ويلحق به من شك فان من شك في ان هدي غيره اكمل من هديه ملحق بمن اعتقد لان الواجب هو اعتقاد ان هديه اكمل الهدي والارتياب نوع من الكفر فالكفر يكون بالتكذيب ويكون بالشك ويكون بالاعراب - 00:06:27
وهذا نوع منه فالكفر بالشك كفر في مثل هذا الموضع وهو الشك فيما يجب الايمان به. فمن شك في اصل من اصول الايمان فقد كفر ومن شك في خبر القرآن البين الظاهر فقد كفر - 00:06:52
والله تعالى قد قضى بان هدي النبي اكمل الهدي وان قوله جل وعلا اصدق القول واحسن وانه احسن حديث فمن شك في ان هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه فقد شك فيما يجب الايمان به فيكون بذلك - 00:07:14
ايش فيكون بذلك قد وقع في ناقض من نواقض الاسلام. وقع في مكفر لا خلاف فيه اما قوله رحمه الله وان وان حكم غيره احسن من حكمه. ذكرت في الحكم هنا - 00:07:32
انه اما ان يقال ان هذا يشمل كل ما جاء به من الاحكام الشرعية فحكمه يشمل الايجاب والتحريم والاستحباب والندب فكل ما جاء به من الاحكام الشرعية داخل في هذا - 00:07:48
واما ان يقال ان الحكم هنا بمعناها الخاص وهو الفصل في المنازعات او الفصل بين المتخاصمين وهذا وجه اخر وكلاهما يكون من باب عطف الخاص على العام فان هديه شامل لحكمه - 00:08:05
فان هديه شامل لحكمه او يقال ان الهدي هو الطريقة والسيرة والاحوال والحكم شيء مختلف فيكون هذا من باب عطف المتغيرات وعلى كل الاحوال سواء قلنا ان الحكم هنا هو بمعنى الفصل بين المتخاصمين او قلنا ان الحكم هنا يشمل - 00:08:23
ما هو اوسع من ذلك فيشمل كل ما قظى فيه النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وبين حكمه هذا وذاك كله صادق على ما ذكر رحمه الله من ان من اعتقد ان حكم غيره احسن من حكمه فانه يكون بذلك كافرا - 00:08:46
ذلك ان الله تعالى انزل كتابة على النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ومقتضى هذا ان حكمه بيان للقرآن ولا يمكن ان يكون حكمه دون حكم غيره او ان حكم غيره احسن منه. الله تعالى يقول انا انزلنا اليك الكتاب لتحكم بين الناس - 00:09:04
بما اراك الله ولا تكن للخائرين خصيما وامر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله وطاعته امتثال حكمه سواء في ايجاب او في تحريم او غير ذلك واطيعوا الله واطيعوا الرسول. من يطع الرسول فقد اطاع الله - 00:09:28
ونعى الله تعالى على من قدم حكم غيره على حكمه وقال افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ فالاحسن من حكمه جل وعلا ولا حكم من جعله حاكما بين الناس - 00:09:48
فان ذلك من الكفر ولهذا اخبر جل وعلا ان كل حكم يخالف حكمه فهو من احكام الهوى وهو من احكام الجاهلية ليس فيه علم وليس فيه هدى كما قال الله تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع - 00:10:07
اهواءهم فكل حكم يخرج عما جاءت به الشريعة فهو حكم هوى لا حكم هدى وحكم جهل لا حكم علم. افحكم الجاهلية يبغون؟ كل حكم يخالف حكم الله فهو حكم جاهلية - 00:10:30
وقوله جل وعلا وان يحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهوائهم فكل ما خالف ما انزل الله فهو حكم هوى لا حكم هدى ولهذا ذكر الله هذين هذين الامرين في سياق واحد فقال جل وعلا وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا - 00:10:47
فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبه من بعض ذنوبهم وان وان كثيرا من الناس لفاسقون بعد ذلك ماذا قال؟ قال افحكم الجاهلية يبغون فوصف الله تعالى كل حكم خارج عما انزل لانه حكم هوى وانه حكم جاهلية - 00:11:09
فحكم الله هو احسن الاحكام وواجب الاتباع. لا يجوز لاحد ان يخرج عنه ولا صلاح للافراد ولا في للامة. ولا اه استقامة للدين ولا استقامة للدنيا الا بحكمه جل في علاه. فحكمه صلاح العالم كله. ولكن اكثر الناس في غفلة كما - 00:11:29
قال جل وعلا وان كثيرا من الناس لفاسقون آآ وقوله رحمه الله آآ كالذي يفضل هذا عندكم اي نعم كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر هذا نموذج ومثال لما يكون لما يندرج تحت هذا الناقظ - 00:11:49
الناقض في عنوانه العريض ان من ان من اعتقد بان حكم غيره او هدي غيره اكمل من هديه فهو كافر من امثلة ذلك ونص عليه بالخصوص لكثرة المتورطين فيه وهو - 00:12:12
تفضيل حكم الطواغيت على حكم الله وحكم رسوله فهو كافر قال رحمه الله كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه اي على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهذا مثال - 00:12:31
يتضح به هذا الناقض وكل من فضل حكم الطواغيت على حكم الله ورسوله فانه كافر. والطواغيت هم كل من خرج عما انزل الله او اخرج الناس عما انزل الله فهو طاغوت وطاغوت فعلوت - 00:12:47
وهو من صيغ المبالغة والمراد به الزيادة في الطغيان والشدة في الخروج عن الحدود فالطاغوت هذا معناه في اللغة واما معناه في الاصطلاح فهو اسم لكل ما عبد من دون الله - 00:13:07
او دعا الناس الى ظلالة او اخرجهم عن الهداية ويمكن ان نقتصر في التعريف على جزئين فنقول الطاغوت هو كل من دعا الناس الى عبادة كل ما عبد من دون الله - 00:13:24
ومن دعا الناس الى ظلالة وبهذا يجتمع المعنى ويقبل الطاغوت ما هو كل ما عبد من دون الله وايضا اودع الناس الى ظلالة فانه اذا دعاهم الى ظلالة طغى بهم واخرجهم عن الصراط المستقيم - 00:13:44
وقد فسر بعض اهل العلم الطاغوت بانه الكاهن وبانه الشيطان وبانه الساحر وكل هذا من باب التفسير بالمثال وليس ذلك حصرا على المعنى. فالطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله - 00:14:04
او دعا الناس الى ضلالة ولذلك قال بعض اهل العلم كل من عبد من دون الله او رضي بالعبادة من معبود او متبوع او مطاع في غير طاعة الله تعالى فهو طاغوت - 00:14:22
و ما ذكر بعض اهل العلم من ان الطواغيت خمسة اه فهذا حصر لرؤوس الطواغيت. اي اصول الطغيان التي يقع الناس فيها او يقع الناس بسببها في الظلال. وليس هذا حصرا بهذه الامور على وجه التعيين. انما هذه اصول ترجع اليها كل اوجه - 00:14:37
طغيان وقضية تفضيل حكم الطاغوت على حكم الله عز وجل لا شك انه كفر لا خلاف بين اهل العلم في ان ذلك كفر والله تعالى قد قال افغير الله ابتغي حكما - 00:15:00
وهو الذي انزل لكم الكتاب مفصلا ذكر ذلك على وجه الانكار واخبر ان الحكم له فقال جل وعلا ان الحكم الا لله فليس لاحد ان يحكم معه فكل من ادعى ان حكمه - 00:15:19
افضل من حكم الله او حكم رسوله فقد نازع الله ما جعله من خصائصه. وقد قال الله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقد قال جل وعلا ولا يشرك في حكمه احدا - 00:15:37
والله تعالى هو الحكم كما قال فالحكم لله العلي الكبير له الحكم واليه ترجعون والنصوص والادلة في ذلك كثيرة فكل من اعتقد في شيء من الانظمة او الاحكام انها افضل من حكم الله - 00:15:52
فانه كافر بذلك وهذا لا يعني ان يحدث الناس من الانظمة ما تصلح به دنياهم وتستقيم به امورهم. لان الاحكام الوضعية اصبحت علما على الحكم المعارض لحكم الله ورسوله في الاصطلاح المعاصر - 00:16:11
لكن ينبغي ان يعرف ان الاحكام الوضعية نوعان حكم يصادم الشريعة فهذا لا يجوز القبول به وتفضيله اه هو كفر بالله عز وجل. واما الاحكام الادارية التي يصلح بها احوال الناس فهذه وضعية اصطلح عليها الناس لكنها - 00:16:32
ليست كفرا بل هي اما ان تكون واجبة واما ان تكون مستحبة واما ان تكون مباحة. لانها مما يتحقق بها مصالح الناس وقد تكون محرمة او مكروهة اذا تظمنت ظلما او جورا او مفسدة. المقصود ان الاحكام الوضعية ليست كلها - 00:16:53
قام من المحرمات بل ينبغي التمييز. كل حكم يخالف حكم الله ورسوله فانه مردود على صاحبه. ولا يقبل فاذا جاء نظام يبح او ينظم الزنا او يبيح الخمر او ينظم الخمر. هذي كلها احكام معارضة لاحكام الشريعة. لا يجوز قبولها ولا - 00:17:13
ارها ولا القول بانها احسن من احكام الشريعة بل حكم الشريعة اكمل واطيب واطهر واحسن في الدنيا وفي الاخرة آآ وما يتعلق بهذه المسألة مسألة الحكم بغير ما انزل الله يبحثها بعض اهل العلم في هذا الموضع - 00:17:33
والحقيقة ان الحكم بغير ما انزل الله آآ له احوال فمنه ما يكون كفرا ومنه ما يكون معصية ومنه ما يكون خطأ هذه اقسامه الثلاثة في الجملة اما القسم الاول وهو الكفر هو ان يعتقد آآ ان حكم غير الله تعالى احسن من حكم الله - 00:17:53
او ان اه حكم غير الله تعالى مثل حكم الله او انه يجوز تحكيم غير شرع الله عز وجل فيما جاء فيه حكم لله ولو كان لا يعتقد انه احسن او انه مثل لكن يعتقد الجواز كل هذه الصور الثلاثة هي من الكفر المخرج عن الملة. اذا اعتقد ان حكم - 00:18:17
بغير الله افضل من حكم الله. اذا اعتقد انه مثله فهذان كفر بالاتفاق اذا قال حكم غير الله دون حكم الله حكم الله احسن لكن يجوز ان يحكم بغير ما انزل الله - 00:18:42
فهذا ايضا كفر وهذه الامور الصور الثلاثة متفق عليها. اما اذا كان الحكم بغير ما انزل الله وفق الهوى والتعصب كان يحكم لقريب او يحكم لحبيب او يظلم احدا في الحكم فهذا - 00:18:57
من المعاصي وليس كفرا مخرجا عن الملة بل هو من الذنوب والمعاصي التي يعاقب عليها صاحبها. اما اذا حكم الحاكم بغير ما انزل الله خطأ كان يطلب حكم الله وحكم رسوله لكنه اخطأ فاصاب غير حكم الله واجتهد في - 00:19:15
اصابة الحق لكنه لم يصب فهذا خطأ يؤجر عليه صاحبه لانه مجتهد. كما في حديث عبدالله بن عمرو اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر هذا ما يتصل بهذا الاصل. اما الاصل الذي يليه فهو الاصل الخامس - 00:19:37
وهو قوله رحمه الله ومن ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر هذا الناقض الخامس متصل بما قبله. من حيث ان الجامع بينهما - 00:19:57
هو رد حكم الله عز وجل اما قلبيا واما عمليا رد حكم الله عز وجل اما بالقلب واما بالعمل فالاول كان ردا بالقلب والعمل واما هنا فهو رد بالقلب لانه بغض ولو عمل به. قال من ابغض شيئا - 00:20:19
مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر قوله رحمه الله من ابغض؟ البغض اشد الكره وهو ضد الحب والبغض يقتضي المنابذة وعدم الرضا فلابد من ايضاح هذا - 00:20:38
وبيانه ان الكره هنا ليس المراد به كره المشقة التكليفية او التعب الناتج عن التكليف انما الكره هنا متوجه الى التشريع ذاته لا الى ما يترتب عليه من المشقة فان - 00:20:59
هذا هو المذموم الذي يكون واقعا وموقعا الذي يكون صاحبه واقعا في الكفر فاذا اقر الانسان الشريعة لكنها لكنه كره ما فيها من ثقل ولم يكره التشريع لكن كره ما يترتب على هذا التشريع من من ثقل على نفسه. والتزم وقبل - 00:21:21
وآآ لم يعارضه فهذا ليس من الكفر في شيء كما قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم ووصفه الله تعالى بانه كره لانه ثقيل على النفوس. لا تنشط اليه ولا تحب اذ فيه تلف الانفس والاموال وفراق الاحباب. وما الى ذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:47
حفت الجنة بالمكاره. اذا هناك ما يكره من الطاعة لما فيها من المشقة لكن لا يكره ذات الطاعة انما تكره المشقة المترتبة على تلك الطاعة. مع القبول بالحكم والرضا به والعلم - 00:22:13
بانه احسن واكمل وافضل وان وانه آآ خير لعبد تماما ككراهية المريض للدواء المر فانه يكرهه ولا يحبه ولكنه يوقن ويعتقد ان من مصلحته ان يأخذه وان في تركه مضرة له رغم ما فيه من - 00:22:28
المرارة وما تكرهه النفوس جبلة فالبغظ المذكور في هذا ليس هو الكره الذي تقتضيه الطبيعة والجبلة في في منافرة النفس للتكليف انما هو بغظ يقتظي عدم القبول. بغظ يقتظي اه الكره للتشريع. بغظ يقتظي منابذة - 00:22:49
ما شرع الله تعالى وحكم. هنا يكون الكره مدخلا في الكفر فالكراهة التي تدخل في الكفر هي التي تقتضي عدم الرضا بالتشريع. وتقتضي عدم القبول له. وهي ما ذكره الله تعالى في قوله ان الذي - 00:23:13
ان ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما انزل الله كرهوا هنا ليس فقط في قلوبهم انما كرهوا ذلك ولم يقبلوه وردوه. سنطيعكم في بعض الامر. اي الامر الذي تخالفونه - 00:23:31
فيه شرع الله تعالى سنطيعكم في امر في في بعض الامر والله يعلم اصرارهم. وقد رتب الله تعالى على ذلك هبوط العمل ففي تتمة الاية قال فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم؟ ذلك بانهم اتبعوا ما - 00:23:51
اسخط الله وكرهوا رضوانه اي كرهوا ما يرضاه وليس كراهة رضوان الله في الذي هو صفته انما كرهوا ما يرضاه من العمل الذي لم تقبله نفوسهم. فكرهوا ما رضيه من دين. كرههما كرهوا ما رضيه من شريعة. وحبوط - 00:24:11
امل لا يكون الا بالكفر فدل هذا على ان من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فانه يكون قد كفر كما قال المصنف فقد كفر - 00:24:31
اشهد ان نقف على هذا ان شاء الله الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:24:46