شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه. وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا - 00:00:00
ان الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي وخليله. خيرته من خلقه صلى الله عليه على اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو اللقاء الثالث الدرس الثالث من - 00:00:34
درس كتاب العلم في صحيح الامام البخاري وقد قرأنا جملة من الابواب ونسأل الله تعالى الاعانة على تتميم ما بقي وهذا الباب كما تقدم في اول لقاء يعتني في بيان اهمية العلم وضرورة وضرورة الامة اليه. كما يبين ظرورة العناية - 00:00:54
بادابه وبيان جملة من مسائله واحكامه. كنا قد وقفنا في القراءة السابقة على قول المصلين رحمه الله قوله على قول الامام البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ او - 00:01:24
ثامن سابع وقد قرأنا هذا الحديث هو من الاحاديث الشريفة الفاضلة التي تبين جملة من المسائل. ومن المسائل المهمة التي تظمنها هذا الحديث بيان حرمة الدم والمال والعرض حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل حرمة دم المسلم وماله وحرمة ماله وحرمة عرضه - 00:01:44
كحرمة هذا البلد المبارك مكة البلد الحرام في الزمن الحرام في اشهر الحج وهذا يبين عظيم منزلة الدماء. والاموال والاعراض وان الواجب على المؤمن ان يصون نفسه عن التورط في شيء منها فانها مهلكة. كما قال النبي صلى الله عليه - 00:02:14
وعلى اله وسلم في ما رواه الامام مسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه هو ما له وعرضه. وقد قال عبدالله بن عمر كما في الصحيح لا يزال المرء في فسحة من دينه. ما لم يصب - 00:02:44
الحرام وما نشاهده من كثرة سفك الدماء والتهاون في اراقتها هو من علامات الساعة كما سيأتي في بعض احاديث الكتاب. فينبغي للمؤمن ان لا يغتر بكثرة المتهاونين في الدماء. ولا في الاموال ولا في الاعراض - 00:03:04
بل يعلم ان كل المسلم على المسلم حرام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث من العلم ما له المصنف رحمه الله من ان من حملة العلم من يحمله الى من هو افقه منه. والمقصود - 00:03:24
العلم الرواية فقد يحمل الانسان حديثا ينقله الى غيره فيفهم منه المنقول اليه. ما لم على بال الناقل ولذلك كان من قواعد اهل العلم فيما يتعلق بالفهم ان العبرة فيما ينقل بالري - 00:03:44
بالرواية لا بالرأي. فاذا اختلف رأي الناقل مع روايته فالمقدم هو رأيه او روايته. المقدمة هو روايته لان الافهام تختلف والمدارك تتفاوت والعقول شتى في وفهومها ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله ان تفاوت الناس في ارائهم - 00:04:04
وافكارهم وعقولهم اشد من تفاوتهم في الوانهم والسنتهم. اي ان التفاوت في تفاوت عظيم وقد يكون هذا بين المشتغلين بالعلم فمن فمن المشتغل بالعلم من همه الرواية والنقل ومنهم من همه الفهم والادراك ومنهم من جمع الله له النورين فاعتنى بالمنقول مع ادراك وفهم - 00:04:34
المنقول وقد جاء في الصحيح في الحديث الصحيح من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه رواه ابنه عبدالرحمن انه قال صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأة سمع منا شيئا اي من قوله او من ما جاء به من النور والهدى ودين الحق - 00:05:04
ثم فبلغه كما سمع فرب مبلغ اوعى من سامع. وبهذا ترجم المؤلف رحمه الله وهو يشير الى ثبوت هذا الحديث عنده وانه وان نزل عن رتبة كتابه في الصحة الا انه مما يحتج به باب قوله - 00:05:24
النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ يعني من قول اليه العلم اوعى من سامع. وهذا لا يسند الناقل فضل العلم فانه في زمرة العلماء والمشتغلين به لكن العلم درجات ومراتب اعلى ان يجمع الانسان بين الفهم - 00:05:44
بين الرواية والدراية بين المنقول والمفهوم هذا اعلى ما يكون من درجات العلم. ثم بعد ذلك العلم مراتب ودرجات وقد جاء في ما رواه زيد ابن ثابت في السند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فرب حامل فقه غير فقيه. رب حامل فقه غير فقيه اي حامل - 00:06:04
علم غير عالم به مدرك لمعناه ومقصوده. ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ثم قال المصنف رحمه الله بعد ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين - 00:06:30
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم وان العلماء هم ورثة الانبياء ورثوا العلم من اخذه اخذ بحظ وافر. ومن سلك طريقا يطلب به علما - 00:07:02
سهل الله له طريقا الى الجنة. وقال جل ذكره انما يخشى الله من عباده العلماء وقال وما يعقلها الا العالمون. وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في السعيد وقال هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال النبي صلى الله عليه - 00:07:32
وسلم من يرد الله به خيرا يفهمه. وانما العلم بالتعلم. وقال ابو ذر لو وضعتم وصامت على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه - 00:08:02
وسلم قبل ان تجيزوا عليه. قبل ان تجيزوا علي لانفذتها. وقال ابن عباس كونوا ربانيين حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره هذا الباب اشار فيه المصنف رحمه الله الى اهمية العلم وضرورة العناية به. وانه - 00:08:22
مقدم على كل عمل فان العلم هو اصل العمل لا يمكن ان يعمل الانسان الا بعلم والعلم على درجات وتحصيله. فالعلماء تعلم وطلبة العلم يدركون العلم بحضور مجالسه ونقله عن اهله. وعامة المسلمين يدركون العلم - 00:08:52
بالتلقي والتقليد لمن ادركوهم من اهل الاسلام. فمراتب تحصيل فمراتب تحصيل العلم متفاوتة لكن الجميع يشترك في انه لا يمكن ان يعمل الا بعلم. فان من عمل بلا علم فقد ضل - 00:09:19
وشابه الظالين الذين قال الله تعالى فيهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وهم الذين جمعوا العلم والعمل غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا ولا الضالين وهم الذين عملوا - 00:09:39
بلا علم. فالعلم مفتاح كل عمل لا يمكن ان يعمل الانسان شيئا بلا علم. بلا علم. ولكن الناس يختلفون في صلاح اعمالهم بالنظر الى صحة علومهم. فبقدر ما معك من العلم الصحيح يكون لك من العمل - 00:09:59
صالح فالعمل الصالح هو ثمرة العلم الصحيح. وانتبه الى هذا لان من الناس من يعمل الناس على شتى مذاهبهم وتفنن اديانهم باعمال يرونها صالحة. المعيار للعمل الصحيح هو ما كان صادرا عن علم صحيح. وليس ثمة علم صحيح سوى ما جاء به - 00:10:19
من لا ينطق عن الهوى ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فكل علم مأخوذ كل علم مأخوذ عن غير كل علم مأخوذ عن غير طريقه فهو ضلال. لذلك سد الله الطرق - 00:10:49
اليه كل الطرق الموصلة الى الله مسدودة الا طريقا واحدا وهو طريق محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى وسلم جاء في الصحيحين من حديث القاسم محمد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:11:09
من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. اذا العلم هو مقدمة كل كل عمل لكن يجب ان يعتني المسلم بايش؟ بان يكون العلم - 00:11:28
صحيحا حتى يكون العمل صالحا فلا يمكن ان يكون العمل صالحا الا اذا كان صابرا عن علم صحيح. ولذلك قال عياض في تفسير قول الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم - 00:11:48
ايكم احسن عملا؟ قال احسنه اصوبه. ولا يكون صوابا الا اذا كان خالصا لله تعالى على السنة ان يكون خالصا لله في القصد والارادة فلا تريد غير الله بعملك وان يكون وفق - 00:12:08
النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ساق المصنف رحمه الله في هذا الباب جملة من الايات والاحاديث التي تعزز اشهد لترجمته. قال رحمه الله باب العلم باب العلم قبل القول والعمل. اي العلم يسبق الاقوال ويسبق الاعمال - 00:12:28
فلا يتكلم الانسان الا بعلم ولا يعمل الا بعلم. واستدل لذلك بقوله لقول الله لقوله لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا انت وهذا اعظم المعارف واشرف العلوم العلم بحق الله - 00:12:48
اعلم انه لا اله الا الله والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم. وهو خطاب للامة بعده. فامره الله تعالى بالعلم قبل ان يعمل لانه قال فاعلم انه لا اله الا الله ثم قال ايش؟ واستغفر لذنبك فهذا دليل على ان العلم - 00:13:08
قبل القول فان الاستغفار قول وان كان الاستغفار قولا وان كان الاستغفار قولا الا انه يتضمن عملا قلبيا وعملا بدنيا. العمل القلبي التوبة قولك استغفر الله دون توبة ما يتحقق بها المطلوب لان المغفرة طلب العفو والصفح والتجاوز. ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بان يكون القلب صادقا - 00:13:28
في التوبة والاقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة والاخلاص لله في التوبة. واما عمل الجوارح هو الكف فان الانسان يكف نفسه عن المعصية. هذا فيما اذا كان الاستغفار عن عن عن فعل محرم. اما اذا كان الاستغفار - 00:13:58
عن ترك واجب فهو بفعله واتيان ما امر الله تعالى به. فقوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك دليل لما قال المصنف رحمه الله من ان العلم يسبق القول وايضا يسبق العمل. ثم ذكر المصنف رحمه الله فضل العلم قال - 00:14:18
لو ان العلماء هم ورثة الانبياء. نعم. العلماء هم ورثة الانبياء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث غير واحد من اهل العلم من حديث ابي الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:14:38
العلماء ورثة الانبياء وان وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اي اخذ العلم الموروث عن الانبياء فقد اخذ به فقد اخذ بحظ وافر اي بنصيب واسع تصلح به دنياه واخراه. العلم يصلح - 00:14:58
دنيا واصلحوا الاخرة. الله تعالى يقول ان هذا القرآن يهدي ها للتي هي اقوم في ايش في امر الدنيا وفي امر الاخرة لم يقل اقوم في صلة الانسان بربه اقوم في العبادة اقوم في العقيدة اقوم في السياسة - 00:15:22
اقوم في الاجتماع اقوم في الاسرة بل اقوم في كل شيء. فمن اخذه اخذ بحظ وافر. اي اخذ بنصيب عظيم من الصلاح والاستقامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العلماء هم ورثة الانبياء فمن اخذه اخذ بحظ وافر - 00:15:42
ودليل ان العلماء ورثة الانبياء قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهذا ميراث علم وعمل. فالعلماء ورثوا عن الانبياء عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم والعمل. تفاوت مراتب - 00:16:02
وفق ايش يا اخوان؟ وفق مقدار نصيبهم من ميراث النبوة. هذا التفاوت وفق نصيبهم من ميراث النبوة الاكثر على نصيبه وارتفعت مكانته وسماء مقامه ومن قل قل حسب ما معه من العلم - 00:16:22
يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة. ثم ساق حديثا اخر ومن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وهذا قد رواه الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة وهذا وعد لمن سلك الطريق الذي يسلك فيه يطلب فيه العلم سواء كان طريقا - 00:16:42
حسيا بالسفر والتنقل والرحلة او كان طريقا معنويا بتقليب الكتب والنظر والجلوس في حلق العلم سهل الله له به طريق الجنة وهذا يبين شريفة ما ينتهي اليه العلم. العلم يوصلك الى الجنة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس - 00:17:02
فيه علما يطلب فيه شيئا من العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فان جزاء ان يسهل الله له طريقا الى الجنة. ما بمناسبة هذا للترجمة. الترجمة باب العلم قبل القول والعمل. ما المناسبة؟ ان الجنة لا تدرك الا بعلم - 00:17:22
وعمل فقوله سهل الله له به طريقا الى الجنة اي سهل الله له من الاعمال الصالحة والاقوال الراشدة ما يكون سببا لوصوله الى الجنة. ما يكون سببا في وصوله الى الجنة. هذا مناسبة سياق هذا الحديث في هذا الباب - 00:17:42
وقال الله تعالى اينما يخشى الله من عباده العلماء. نعم انما يخشى الله من عباده العلماء. اي انما يخاف الله من عباده اهل العلم. انما يخاف اهل العلم الله جل وعلا. فهم يخافون الله والمعنى - 00:18:02
اي لا يخاف احد الله عز وجل الا اذا كان عالما به. انما يخشى الله من عباده العلماء والخشية تختلف عن الخوف الخوف يكون رهبة من المخوف. اما الخشية فهي خوف مع تعظيم. هذا الفرق بين - 00:18:22
الخشية والخوف خوف يقتلن بتعظيم واجلال للمخوف. انت تخاف من الاسد لكنك لا تجله ولا تعظمه. وتخاف من والدك لمكانته ومنزلته ولله المثل الاعلى تخاف من الله محبة له وتعظيما له واجلال - 00:18:42
له فهو خشية لاقترانها بالتعظيم والاجلال. والاية دالة على منزلة العلماء اذ انهم هم الذين قضى الله بانهم يخافونه. وحكم الله بانهم يخافونه. واخبر الله بانهم يخافونه. ولماذا يخافونه لما معهم من العلم به والعلم بشرعه. طيب اذا خافوه ما ثمرة الخوف؟ ما - 00:19:02
ثمرة الخشية العمل الصالح. فان الذي يصلي يخشى الله. الذي يزكي ويخرج المال يخشى الله الذي يحفظ لسانه عن اعراض الناس يخشى الله الذي يخاف ان يدخل عليه مالا يدخل ان يدخل عليه مال حرام - 00:19:32
الله فالخشية تثمر العمل فكان هذا وجه مناسبته للترجمة باب العلم قبل القول والعمل. قال وما يعقلها قال وما يعقلها الا العالمون اي لا يعقل ما ذكر الله في كتابه من الامثال والايات البينات الا العالمون وهذا لبيان - 00:19:52
فضلهم ومكانتهم وعلو منزلتهم. قال الله تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. كان بعض السلف اذا قرأ مثلا في كتاب الله ولم يفهمه بكى. لماذا؟ قال ان الله قال وما يعقلها الا العالمون. فاذا لم - 00:20:12
تعقل وتفهم المعاني فانك مسلوب العلم اي لا علم عندك فاحرص على تفهم كلام الله وادراك معانيه لتنظم في زمرة العلماء الذين قال فيهم جل وعلا وما يعقلها الا العالمون. قال وقالوا - 00:20:32
قال وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. هذا قول اهل النار نعوذ بالله منه. اللهم اجرنا من النار. اللهم من النار اللهم اجرنا من النار يا رب العالمين. هؤلاء اذا دخلوا النار قالوا هذه المقالة قالوا لو كنا نسمع ما جاءت به الرسل - 00:20:52
من الايات والبينات ونعقل اي ندرك ونتفهم نفكر بما جاءت به الرسل ونتأمل بعقولنا ما جاء الرسل ما كنا في اصحاب السعير. لماذا؟ لانهم سيهتدون بتلك العلوم الى الاعمال الصالحة. ولكن لما - 00:21:12
سمعوا سماعا مجردا عن الفهم مجردا عن الادراك مجردا عن الاستجابة لم يعقلوا. فقوله وقالوا لو كنا نسمع السمع المنفي هنا ما هو؟ سماع الادراك او سماع العقل والفهم والاستجابة والقبول. سماع الفهم والاجابة - 00:21:32
هذا هو القبول. اما سماع الادراك فانه قائم على كل من سمع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك وقال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. نفى الله تعالى الاستواء التسوية بين من يعلم وبين من لا يعلم. فقوله هل يستوي هذا استفهام - 00:21:52
لكنه استفهام يقصد منه النفي اي لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ما فائدة مجيئي النفي بصيغة الاستفهام فائدة مجيء النفي بصيغة الاستفهام التحدي التحدي واثبات نفي المساواة. يعني لا يمكن ان يأتي احد بدليل او برهان - 00:22:12
بين الذي يعلم ولا يعلم. وبين الذي لا يعلم. فقوله هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ اي لا يستوي بل الله يتحدى احد يتحدى كل احد ان يأتي بتسوية بين الذي يعلم والذي لا يعلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:41
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وفي بعض النسخ يفهمه في الدين وسيأتي هذا ان شاء الله تعالى موصولا في كلام المؤلف. قال وانما علمه بالتعلم هكذا روى الطبراني وغيره والخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه عن معاوية رضي الله عنه انه - 00:23:01
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم يعني لا يدرك لا يدرك العلم الا بجهد وبذل وصبر على تحصيله انما العلم بالتعلم وانما الفقه بالتفقه. وقال ابو الدرداء لو وضعتم الصمصام الصمصامة الصمصامة هي - 00:23:21
سيف الصارم الذي له حد ماض لو وضعتم الصمصام على هذه يعني على رقبته واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة اي امضي واتكلم بكلمة وابلغ علما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان - 00:23:41
تجيز علي لانفذتها اي لبلغتها. لو ان لو قدر ان السيف وضع على قفاه رظي الله عنه ان يتكلم بشيء من العلم الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يجهزوا عليه لتكلم وهذا فيه - 00:24:01
الصبر على تبليغ العلم لكن هذا في اي علم؟ هذا في العلم الذي يتعين تبليغه. هذا في العلم الذي يتعين تبلغ متى يجب تجب هذه الصورة فيما يجب تبليغه من العلم ويتعين ايصاله للناس لرفع الضلالة عنهم وليس في - 00:24:21
كل علم ولذلك جاء في الصحيح عن ابي هريرة انه قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين اما احدهما وعائيين يعني من العلم فبذدته بينكم. واما الاخر فلو بثثته لقطعتم هذا واشار الى بلعوم رضي الله عنه. هذا - 00:24:41
فيما لا يجب قال العلماء هذا فيما لا يجب تبليغه من العلم. وليس في كل علم يعني انما العلم الذي لا يجب تبليغه الذي يجوز السكوت عنه عدم تبليغه. اما ما تعين تبليغه مما يرتفع به الجهالة وتزول به - 00:25:01
العمايا ويهتدي به الناس الى صراط الله المستقيم فهذا يجب تبليغه وهو الذي يتنزل عليه قول ابي الدرداء رضي الله عنه قول ابي ذر رضي الله عنه لو وضعتم استنصامة على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيزوا علي - 00:25:21
الدعاء. وقال ابن عباس كونوا ربانيين. هذا في بيان معنى قوله تعالى الاية ها؟ الاية ما هي؟ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. الله عز وجل امر - 00:25:41
ان يكون حملة العلم ربانية. كيف يكونون ربانيين؟ قال ابن عباس حكماء فقهاء. وانظر كيف جاء هذا الاثر بعد الاثر السابق. الاثر السابق فيه ايش؟ فيه تبليغ العلم والحرص على بثه بين الناس مهما كان - 00:26:11
في ذلك من صعوبات وفي اثر ابن عباس اشارة الى انه ينبغي ان يكون المبلغ للعلم فقيها فيما يعلم مراعيا الا المصالح دارئا للمفاسد. كما قال ابن كما قال ابو هريرة رضي الله عنه. لو حفظت عن النبي صلى الله - 00:26:31
عليه وسلم وعائض بثت اما احدهما فقد بذلت اما الاخر فلو بثثته لقطعتم هذا. فينبغي ان يكون الانسان حكيما حليما عالم فقيها فيما يبلغ به الناس وفيما يتكلم به بعض الناس يأتي للعالم ويقول قل كلمة الحق وانت شيطان اخرس - 00:26:51
على كلام لا يعرف عاقبته ولا يدرك نهايته. والعلماء يجب ان يكونوا ربانيين. ان يراقبون الله تعالى في الناس والا يتكلموا بكلام يفضي الى شر او فساد او فرقة او شقاق فان الامة بحاجة الى من يجمع شملها - 00:27:11
ام شعثة لا من يفرقها بدعوى كلمة حق او بدعوى قول قول يكون ما يترتب عليه من مفسدة اعظم مما يرجى من مصلحة. كونوا ربانيين حكماء فقهاء. ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اي - 00:27:31
تدرج في التعليم فلا يبتدأ بالكبير من العلم قبل الصغير. بل يتدرج بذلك وفق ما تقتضيه الحكمة والمصلحة. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. قال - 00:27:51
حدثنا محمد ابن يوسف قال اخبرنا سفيان عن الاعمش عن ابي وائل عن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغولنا بالموعظة في الايام كراهة السآمة علينا. قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد - 00:28:13
ان قال حدثنا شعبة قال حدثني ابو التياح عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. هذا الباب ترجم الى المصنف رحمه الله فقال باب ما كان - 00:28:33
النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. التخول هو القيام على الشيء لاصلاحه. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة. اي يقوم بكلام يحصل به اصلاحهم. يتعاهدهم بهذا الكلام ويطلب الاوقات المناسبة. والاحوال المناسبة - 00:28:53
التي يصل فيها قوله الى قلوبهم. فينتفعون به ويتأثرون. اذا التخون هو طلب طلب الوقت والحال المناسب الذي يحصل به وصول الكلام وادراك مقصوده. من الاصلاح هو الهداية. من الاصلاح والهداية. قال رحمه الله كي لا ينفر اي - 00:29:23
كي لا يسأموا وذلك ان النفوس تمل ويصيبها شيء من الضعف. هي في اقبال وادبار. فالاكثار عليها في الموعظة وفي التعليم قد يصيبها بشيء من النفرة. طبعا هذا يا اخواني في الظروف - 00:29:53
لا يتفرغ فيها الناس للعلم. لكن اذا كان الانسان تهيأ للعلم وجاءك هذه الدورة على سبيل المثال. جاء ليجلس العلم فهنا ما يقال انتم كثرتوا علينا الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء لانه هذا وقت محدد ومعلن فمن رغب حضر ومن - 00:30:13
آآ ما الذهب؟ هذي كالمدارس والمعاهد والمراكز لها جداول ولها بداية ونهاية فمن استعد لادراك ما آآ يريد من من الحضور فذاك خير. المقصود هنا بالمواعظ التي يسمعها الجميع وتكون عامة. لكافة الناس. النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول اصحابه - 00:30:33
بالموعظة. نقل المصنف رحمه الله في هذا الباب حديثين موصولين. الحديث الاول ساقه باسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة اي يتعاهد الوقت المناسب والحال المناسبة التي - 00:30:53
يحصل بها ايصال الكلام للاصلاح والهداية. هذا معنى يتخولنا وفي بعض الروايات يتخولنا اي ايضا يرقب الوقت الذي يكون فيه النفوس مهيأة والقلوب مقبلة للتعليم وتلقي المعرفة وقوله بالموعظة الموعظة ما هي؟ الموعظة هي الامر بالخير والنهي عن الشر المقروء - 00:31:13
بالترغيب او الترهيب امر بخير او نهي عن شر مقرون بترغيب او ترهيب هذا الموعظة. قال في الايام اي انه لا يديم عليهم ولا يكثر عليهم الكلام العام الذي فيه كراهة السآمة علينا. اي خوف الملل ان يدب الى قلوبنا او ان يصيبنا. وهنا فيه الاشارة الى ان - 00:31:43
من اداب التعلم ان يرفق الانسان بنفسه وان يرفق الم تعلم بمن يعلمه وان يراعي حالات اقبالهم وحالات ادبارهم وان يتخير من الوقت المناسب ما يكون محققا لغرظه في ايصال العلم الشرعي. فهذا تنبيه - 00:32:13
للطالب والمعلم. للمعلم ان ينتقي من الاوقات افضلها واطيبها. وللطالب ان يراعي نفسه فيما يتلقاه من العلم وان يتدرج كي يصل الى ما يريد. وهذا فيه الاشارة الى ما تقدم في الباب السابق او فيه ربط - 00:32:33
بما تقدم في الباب السابق من قول ابن عباس في قول الله تعالى وكونوا ربانيين بانهم يعلمون الناس صغار العلم ثم كبارا. اما الحديث الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله فهو ما - 00:32:53
رواه باسناده من حديث شعبة قال حدثنا ابو التياح وهو يزيد ابن حميد الضبعي عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عن انس ابن مالك انتبهوا معنا يا اخواني قال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا - 00:33:13
ولا تنفروا. هذا الحديث ما صلته؟ بالباب؟ الباب يتعلق بايش؟ بالتخول بالموعظة. وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. الشاهد فيه ان التخول بالموعظة او الربط بينه وبين - 00:33:33
ان التخول بالموعظة من التيسير والتبشير الذي ينبغي ان يتحلى به حملة العلم حملة العلم الذين يبلغون سواء كانوا علماء او كانوا خطباء او كانوا وعاظا او كانوا دعاة او كانوا امرين بالمعروف او كانوا ناهين عن المنكر او كانوا من كانوا ممن يشيع الخير ويبلغ دين الله عز وجل ينبغي - 00:33:53
ان يستحضر هذا المعنى يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. امر بالتيسير والتبشير ونهى عن التعسير والتنفيذ وهنا من المهم ان نعرف ان التيسير المطلوب في قوله يسروا ليس الغرض - 00:34:23
منه ان يخرج الناس عن دين الله بدعوى التيسير لان من الناس من يقول يسر والدين يسر يقصد به انك لا تأمر ولا تنهى ولا تتعلم ولا تتعرف على احكام الشريعة لان الدين يسر يقول احدهم للاخر خلنا لعلنا - 00:34:43
نسأل عالما في هذه المسائل يقول يا شيخ الدين يسر. صح ولا لا؟ كثير هذا في السنة الناس تقول لاحد هذا ما يجوز والدليل قول الله قول الله تعالى كذا قال يا شيخ الدين يسر لا تصعبها. هذا غلط الدين يسر ليس معناه ان يتخلى الانسان عن احكام الشريعة - 00:35:03
ولا معناه ان يحل ان يحل رباط التكليف الدين يسر معناه ان هذه الشريعة بناؤها على ما فيه سماح بناؤها على نية ما فيه مصلحة بناؤها على ما يصلح حال الناس في الدنيا وفي الاخرة. لا يعني هذا ان ليس في الدين مشقة - 00:35:23
الصوم في اليوم الصائب شاق او ليس شاقا؟ ها شاق كتب عليكم القتال وهو كره لكم شاق القيام لصلاة الفجر في الليلة الشاتية شاق او ليس شاقا. شاق اذا هناك عسر لكن انتبه كل هذا العسر - 00:35:43
الذي تجده هو نتيجة التكليف طبيعة التكليف لكن كيف يكون الدين اليسر مع وجود هذه التكاليف التي هي في الجملة التكليف فيه نوع من العسر كيف يكون الدين يسرا؟ يكون الدين يسر. انتبه لهذه المعلومة المهمة. ان الدين يسر باعتبار - 00:36:03
ان الناس لو تركوا الصوم ولو تركوا الصلاة ولو تركوا العبادة ولو تركوا الطاعة لنالهم في معاشهم وحياتهم من المشقة والضيق والظنك والكدر والغصص ما هو اعظم من تكاليف العبادة - 00:36:23
واضح تكاليف العبادة كونك تصوم رمضان في اليوم الصائف الشاق تقوم لصلاة الفجر فيه نوع من المشقة لكن لو انك تركت صلاة الفجر او تركت صيام رمظان فانه سيترتب على ذلك من المشاق والعسر في حياتك - 00:36:43
اعظم بكثير من ايش؟ مما يترتب مما لو فعلت ما امرك الله تعالى به. وهنا اموازنة بين امرين والمقصود ان الشريعة كلها بناؤه على اليسر والسهولة والسماحة. ما جعل الله عليكم في الدين من حرج لكن - 00:37:05
لنتنبه الى خطأ من يفهم من هذا ان الشريعة معناها افعل ما بدا لك افعل من المحرمات ما شئت واترك من الواجبات ما شئت ثم قل الدين يسر. هذا ليس هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين الدين يسر الدين كله - 00:37:25
في امره ونهيه وايجابه وتحريمه يسر لانه يحقق مصالح العباد. ويدركون به مصلحة انشراح الصدر مصالح الدنيا ومصالح الاخرة. فلنتنبه الى هذا المعنى. او نيسروا اي سهلوا للناس. تلقي العلم وتلقي - 00:37:45
الاحكام الشرعية والعمل بها اعينوهم. تدرجوا بهم. ولا تنثروا ولا تعسروا اي ولا تصعبوا الامور. وهنا اقول ان من مسئولية طالب العلم ان يقرب العلم للمتعلمين. ان يقرب المعارف الشرعية للمتعلمين من حيث - 00:38:05
الصيغة التي يتكلم بها ومن حيث ما يطرحه على اذهان الناس ومن حيث ما ما يتعلق بكتابته وتأليفه في كل جوانبه ينبغي ان يستحضر ان يسلك الطريق اليسير الذي يوصل به المعلومة. وبشروا اي - 00:38:25
ليغلب عليكم التبشير فيما تدعون الناس اليه. فان هذا الطريق يوصل الى سعادة الدنيا الى البشرى. في الدنيا والاخرة او البشرى هي الجنة في الاخرة وفي الدنيا ما يقذفه الله في قلوب اوليائه وعباده الصالحين من الطمأنينة والانشراح - 00:38:45
والبهجة والسرور. والشاهد في هذا هو ان تخول الانسان تخول العالم. الطلاب بالموعظة ومن التيسير والتبشير شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم - 00:39:05
- 00:39:38
التفريغ
شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه. وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا - 00:00:00
ان الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي وخليله. خيرته من خلقه صلى الله عليه على اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو اللقاء الثالث الدرس الثالث من - 00:00:34
درس كتاب العلم في صحيح الامام البخاري وقد قرأنا جملة من الابواب ونسأل الله تعالى الاعانة على تتميم ما بقي وهذا الباب كما تقدم في اول لقاء يعتني في بيان اهمية العلم وضرورة وضرورة الامة اليه. كما يبين ظرورة العناية - 00:00:54
بادابه وبيان جملة من مسائله واحكامه. كنا قد وقفنا في القراءة السابقة على قول المصلين رحمه الله قوله على قول الامام البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ او - 00:01:24
ثامن سابع وقد قرأنا هذا الحديث هو من الاحاديث الشريفة الفاضلة التي تبين جملة من المسائل. ومن المسائل المهمة التي تظمنها هذا الحديث بيان حرمة الدم والمال والعرض حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل حرمة دم المسلم وماله وحرمة ماله وحرمة عرضه - 00:01:44
كحرمة هذا البلد المبارك مكة البلد الحرام في الزمن الحرام في اشهر الحج وهذا يبين عظيم منزلة الدماء. والاموال والاعراض وان الواجب على المؤمن ان يصون نفسه عن التورط في شيء منها فانها مهلكة. كما قال النبي صلى الله عليه - 00:02:14
وعلى اله وسلم في ما رواه الامام مسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه هو ما له وعرضه. وقد قال عبدالله بن عمر كما في الصحيح لا يزال المرء في فسحة من دينه. ما لم يصب - 00:02:44
الحرام وما نشاهده من كثرة سفك الدماء والتهاون في اراقتها هو من علامات الساعة كما سيأتي في بعض احاديث الكتاب. فينبغي للمؤمن ان لا يغتر بكثرة المتهاونين في الدماء. ولا في الاموال ولا في الاعراض - 00:03:04
بل يعلم ان كل المسلم على المسلم حرام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث من العلم ما له المصنف رحمه الله من ان من حملة العلم من يحمله الى من هو افقه منه. والمقصود - 00:03:24
العلم الرواية فقد يحمل الانسان حديثا ينقله الى غيره فيفهم منه المنقول اليه. ما لم على بال الناقل ولذلك كان من قواعد اهل العلم فيما يتعلق بالفهم ان العبرة فيما ينقل بالري - 00:03:44
بالرواية لا بالرأي. فاذا اختلف رأي الناقل مع روايته فالمقدم هو رأيه او روايته. المقدمة هو روايته لان الافهام تختلف والمدارك تتفاوت والعقول شتى في وفهومها ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله ان تفاوت الناس في ارائهم - 00:04:04
وافكارهم وعقولهم اشد من تفاوتهم في الوانهم والسنتهم. اي ان التفاوت في تفاوت عظيم وقد يكون هذا بين المشتغلين بالعلم فمن فمن المشتغل بالعلم من همه الرواية والنقل ومنهم من همه الفهم والادراك ومنهم من جمع الله له النورين فاعتنى بالمنقول مع ادراك وفهم - 00:04:34
المنقول وقد جاء في الصحيح في الحديث الصحيح من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه رواه ابنه عبدالرحمن انه قال صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأة سمع منا شيئا اي من قوله او من ما جاء به من النور والهدى ودين الحق - 00:05:04
ثم فبلغه كما سمع فرب مبلغ اوعى من سامع. وبهذا ترجم المؤلف رحمه الله وهو يشير الى ثبوت هذا الحديث عنده وانه وان نزل عن رتبة كتابه في الصحة الا انه مما يحتج به باب قوله - 00:05:24
النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ يعني من قول اليه العلم اوعى من سامع. وهذا لا يسند الناقل فضل العلم فانه في زمرة العلماء والمشتغلين به لكن العلم درجات ومراتب اعلى ان يجمع الانسان بين الفهم - 00:05:44
بين الرواية والدراية بين المنقول والمفهوم هذا اعلى ما يكون من درجات العلم. ثم بعد ذلك العلم مراتب ودرجات وقد جاء في ما رواه زيد ابن ثابت في السند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فرب حامل فقه غير فقيه. رب حامل فقه غير فقيه اي حامل - 00:06:04
علم غير عالم به مدرك لمعناه ومقصوده. ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ثم قال المصنف رحمه الله بعد ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين - 00:06:30
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فبدأ بالعلم وان العلماء هم ورثة الانبياء ورثوا العلم من اخذه اخذ بحظ وافر. ومن سلك طريقا يطلب به علما - 00:07:02
سهل الله له طريقا الى الجنة. وقال جل ذكره انما يخشى الله من عباده العلماء وقال وما يعقلها الا العالمون. وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في السعيد وقال هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال النبي صلى الله عليه - 00:07:32
وسلم من يرد الله به خيرا يفهمه. وانما العلم بالتعلم. وقال ابو ذر لو وضعتم وصامت على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه - 00:08:02
وسلم قبل ان تجيزوا عليه. قبل ان تجيزوا علي لانفذتها. وقال ابن عباس كونوا ربانيين حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره هذا الباب اشار فيه المصنف رحمه الله الى اهمية العلم وضرورة العناية به. وانه - 00:08:22
مقدم على كل عمل فان العلم هو اصل العمل لا يمكن ان يعمل الانسان الا بعلم والعلم على درجات وتحصيله. فالعلماء تعلم وطلبة العلم يدركون العلم بحضور مجالسه ونقله عن اهله. وعامة المسلمين يدركون العلم - 00:08:52
بالتلقي والتقليد لمن ادركوهم من اهل الاسلام. فمراتب تحصيل فمراتب تحصيل العلم متفاوتة لكن الجميع يشترك في انه لا يمكن ان يعمل الا بعلم. فان من عمل بلا علم فقد ضل - 00:09:19
وشابه الظالين الذين قال الله تعالى فيهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم وهم الذين جمعوا العلم والعمل غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا ولا الضالين وهم الذين عملوا - 00:09:39
بلا علم. فالعلم مفتاح كل عمل لا يمكن ان يعمل الانسان شيئا بلا علم. بلا علم. ولكن الناس يختلفون في صلاح اعمالهم بالنظر الى صحة علومهم. فبقدر ما معك من العلم الصحيح يكون لك من العمل - 00:09:59
صالح فالعمل الصالح هو ثمرة العلم الصحيح. وانتبه الى هذا لان من الناس من يعمل الناس على شتى مذاهبهم وتفنن اديانهم باعمال يرونها صالحة. المعيار للعمل الصحيح هو ما كان صادرا عن علم صحيح. وليس ثمة علم صحيح سوى ما جاء به - 00:10:19
من لا ينطق عن الهوى ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فكل علم مأخوذ كل علم مأخوذ عن غير كل علم مأخوذ عن غير طريقه فهو ضلال. لذلك سد الله الطرق - 00:10:49
اليه كل الطرق الموصلة الى الله مسدودة الا طريقا واحدا وهو طريق محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى وسلم جاء في الصحيحين من حديث القاسم محمد عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:11:09
من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. اذا العلم هو مقدمة كل كل عمل لكن يجب ان يعتني المسلم بايش؟ بان يكون العلم - 00:11:28
صحيحا حتى يكون العمل صالحا فلا يمكن ان يكون العمل صالحا الا اذا كان صابرا عن علم صحيح. ولذلك قال عياض في تفسير قول الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم - 00:11:48
ايكم احسن عملا؟ قال احسنه اصوبه. ولا يكون صوابا الا اذا كان خالصا لله تعالى على السنة ان يكون خالصا لله في القصد والارادة فلا تريد غير الله بعملك وان يكون وفق - 00:12:08
النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ساق المصنف رحمه الله في هذا الباب جملة من الايات والاحاديث التي تعزز اشهد لترجمته. قال رحمه الله باب العلم باب العلم قبل القول والعمل. اي العلم يسبق الاقوال ويسبق الاعمال - 00:12:28
فلا يتكلم الانسان الا بعلم ولا يعمل الا بعلم. واستدل لذلك بقوله لقول الله لقوله لقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا انت وهذا اعظم المعارف واشرف العلوم العلم بحق الله - 00:12:48
اعلم انه لا اله الا الله والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم. وهو خطاب للامة بعده. فامره الله تعالى بالعلم قبل ان يعمل لانه قال فاعلم انه لا اله الا الله ثم قال ايش؟ واستغفر لذنبك فهذا دليل على ان العلم - 00:13:08
قبل القول فان الاستغفار قول وان كان الاستغفار قولا وان كان الاستغفار قولا الا انه يتضمن عملا قلبيا وعملا بدنيا. العمل القلبي التوبة قولك استغفر الله دون توبة ما يتحقق بها المطلوب لان المغفرة طلب العفو والصفح والتجاوز. ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بان يكون القلب صادقا - 00:13:28
في التوبة والاقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة والاخلاص لله في التوبة. واما عمل الجوارح هو الكف فان الانسان يكف نفسه عن المعصية. هذا فيما اذا كان الاستغفار عن عن عن فعل محرم. اما اذا كان الاستغفار - 00:13:58
عن ترك واجب فهو بفعله واتيان ما امر الله تعالى به. فقوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك دليل لما قال المصنف رحمه الله من ان العلم يسبق القول وايضا يسبق العمل. ثم ذكر المصنف رحمه الله فضل العلم قال - 00:14:18
لو ان العلماء هم ورثة الانبياء. نعم. العلماء هم ورثة الانبياء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث غير واحد من اهل العلم من حديث ابي الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:14:38
العلماء ورثة الانبياء وان وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اي اخذ العلم الموروث عن الانبياء فقد اخذ به فقد اخذ بحظ وافر اي بنصيب واسع تصلح به دنياه واخراه. العلم يصلح - 00:14:58
دنيا واصلحوا الاخرة. الله تعالى يقول ان هذا القرآن يهدي ها للتي هي اقوم في ايش في امر الدنيا وفي امر الاخرة لم يقل اقوم في صلة الانسان بربه اقوم في العبادة اقوم في العقيدة اقوم في السياسة - 00:15:22
اقوم في الاجتماع اقوم في الاسرة بل اقوم في كل شيء. فمن اخذه اخذ بحظ وافر. اي اخذ بنصيب عظيم من الصلاح والاستقامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العلماء هم ورثة الانبياء فمن اخذه اخذ بحظ وافر - 00:15:42
ودليل ان العلماء ورثة الانبياء قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهذا ميراث علم وعمل. فالعلماء ورثوا عن الانبياء عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم والعمل. تفاوت مراتب - 00:16:02
وفق ايش يا اخوان؟ وفق مقدار نصيبهم من ميراث النبوة. هذا التفاوت وفق نصيبهم من ميراث النبوة الاكثر على نصيبه وارتفعت مكانته وسماء مقامه ومن قل قل حسب ما معه من العلم - 00:16:22
يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة. ثم ساق حديثا اخر ومن سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وهذا قد رواه الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة وهذا وعد لمن سلك الطريق الذي يسلك فيه يطلب فيه العلم سواء كان طريقا - 00:16:42
حسيا بالسفر والتنقل والرحلة او كان طريقا معنويا بتقليب الكتب والنظر والجلوس في حلق العلم سهل الله له به طريق الجنة وهذا يبين شريفة ما ينتهي اليه العلم. العلم يوصلك الى الجنة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس - 00:17:02
فيه علما يطلب فيه شيئا من العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فان جزاء ان يسهل الله له طريقا الى الجنة. ما بمناسبة هذا للترجمة. الترجمة باب العلم قبل القول والعمل. ما المناسبة؟ ان الجنة لا تدرك الا بعلم - 00:17:22
وعمل فقوله سهل الله له به طريقا الى الجنة اي سهل الله له من الاعمال الصالحة والاقوال الراشدة ما يكون سببا لوصوله الى الجنة. ما يكون سببا في وصوله الى الجنة. هذا مناسبة سياق هذا الحديث في هذا الباب - 00:17:42
وقال الله تعالى اينما يخشى الله من عباده العلماء. نعم انما يخشى الله من عباده العلماء. اي انما يخاف الله من عباده اهل العلم. انما يخاف اهل العلم الله جل وعلا. فهم يخافون الله والمعنى - 00:18:02
اي لا يخاف احد الله عز وجل الا اذا كان عالما به. انما يخشى الله من عباده العلماء والخشية تختلف عن الخوف الخوف يكون رهبة من المخوف. اما الخشية فهي خوف مع تعظيم. هذا الفرق بين - 00:18:22
الخشية والخوف خوف يقتلن بتعظيم واجلال للمخوف. انت تخاف من الاسد لكنك لا تجله ولا تعظمه. وتخاف من والدك لمكانته ومنزلته ولله المثل الاعلى تخاف من الله محبة له وتعظيما له واجلال - 00:18:42
له فهو خشية لاقترانها بالتعظيم والاجلال. والاية دالة على منزلة العلماء اذ انهم هم الذين قضى الله بانهم يخافونه. وحكم الله بانهم يخافونه. واخبر الله بانهم يخافونه. ولماذا يخافونه لما معهم من العلم به والعلم بشرعه. طيب اذا خافوه ما ثمرة الخوف؟ ما - 00:19:02
ثمرة الخشية العمل الصالح. فان الذي يصلي يخشى الله. الذي يزكي ويخرج المال يخشى الله الذي يحفظ لسانه عن اعراض الناس يخشى الله الذي يخاف ان يدخل عليه مالا يدخل ان يدخل عليه مال حرام - 00:19:32
الله فالخشية تثمر العمل فكان هذا وجه مناسبته للترجمة باب العلم قبل القول والعمل. قال وما يعقلها قال وما يعقلها الا العالمون اي لا يعقل ما ذكر الله في كتابه من الامثال والايات البينات الا العالمون وهذا لبيان - 00:19:52
فضلهم ومكانتهم وعلو منزلتهم. قال الله تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. كان بعض السلف اذا قرأ مثلا في كتاب الله ولم يفهمه بكى. لماذا؟ قال ان الله قال وما يعقلها الا العالمون. فاذا لم - 00:20:12
تعقل وتفهم المعاني فانك مسلوب العلم اي لا علم عندك فاحرص على تفهم كلام الله وادراك معانيه لتنظم في زمرة العلماء الذين قال فيهم جل وعلا وما يعقلها الا العالمون. قال وقالوا - 00:20:32
قال وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. هذا قول اهل النار نعوذ بالله منه. اللهم اجرنا من النار. اللهم من النار اللهم اجرنا من النار يا رب العالمين. هؤلاء اذا دخلوا النار قالوا هذه المقالة قالوا لو كنا نسمع ما جاءت به الرسل - 00:20:52
من الايات والبينات ونعقل اي ندرك ونتفهم نفكر بما جاءت به الرسل ونتأمل بعقولنا ما جاء الرسل ما كنا في اصحاب السعير. لماذا؟ لانهم سيهتدون بتلك العلوم الى الاعمال الصالحة. ولكن لما - 00:21:12
سمعوا سماعا مجردا عن الفهم مجردا عن الادراك مجردا عن الاستجابة لم يعقلوا. فقوله وقالوا لو كنا نسمع السمع المنفي هنا ما هو؟ سماع الادراك او سماع العقل والفهم والاستجابة والقبول. سماع الفهم والاجابة - 00:21:32
هذا هو القبول. اما سماع الادراك فانه قائم على كل من سمع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك وقال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. نفى الله تعالى الاستواء التسوية بين من يعلم وبين من لا يعلم. فقوله هل يستوي هذا استفهام - 00:21:52
لكنه استفهام يقصد منه النفي اي لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ما فائدة مجيئي النفي بصيغة الاستفهام فائدة مجيء النفي بصيغة الاستفهام التحدي التحدي واثبات نفي المساواة. يعني لا يمكن ان يأتي احد بدليل او برهان - 00:22:12
بين الذي يعلم ولا يعلم. وبين الذي لا يعلم. فقوله هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ اي لا يستوي بل الله يتحدى احد يتحدى كل احد ان يأتي بتسوية بين الذي يعلم والذي لا يعلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:41
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وفي بعض النسخ يفهمه في الدين وسيأتي هذا ان شاء الله تعالى موصولا في كلام المؤلف. قال وانما علمه بالتعلم هكذا روى الطبراني وغيره والخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه عن معاوية رضي الله عنه انه - 00:23:01
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما العلم بالتعلم يعني لا يدرك لا يدرك العلم الا بجهد وبذل وصبر على تحصيله انما العلم بالتعلم وانما الفقه بالتفقه. وقال ابو الدرداء لو وضعتم الصمصام الصمصامة الصمصامة هي - 00:23:21
سيف الصارم الذي له حد ماض لو وضعتم الصمصام على هذه يعني على رقبته واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة اي امضي واتكلم بكلمة وابلغ علما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان - 00:23:41
تجيز علي لانفذتها اي لبلغتها. لو ان لو قدر ان السيف وضع على قفاه رظي الله عنه ان يتكلم بشيء من العلم الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يجهزوا عليه لتكلم وهذا فيه - 00:24:01
الصبر على تبليغ العلم لكن هذا في اي علم؟ هذا في العلم الذي يتعين تبليغه. هذا في العلم الذي يتعين تبلغ متى يجب تجب هذه الصورة فيما يجب تبليغه من العلم ويتعين ايصاله للناس لرفع الضلالة عنهم وليس في - 00:24:21
كل علم ولذلك جاء في الصحيح عن ابي هريرة انه قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين اما احدهما وعائيين يعني من العلم فبذدته بينكم. واما الاخر فلو بثثته لقطعتم هذا واشار الى بلعوم رضي الله عنه. هذا - 00:24:41
فيما لا يجب قال العلماء هذا فيما لا يجب تبليغه من العلم. وليس في كل علم يعني انما العلم الذي لا يجب تبليغه الذي يجوز السكوت عنه عدم تبليغه. اما ما تعين تبليغه مما يرتفع به الجهالة وتزول به - 00:25:01
العمايا ويهتدي به الناس الى صراط الله المستقيم فهذا يجب تبليغه وهو الذي يتنزل عليه قول ابي الدرداء رضي الله عنه قول ابي ذر رضي الله عنه لو وضعتم استنصامة على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيزوا علي - 00:25:21
الدعاء. وقال ابن عباس كونوا ربانيين. هذا في بيان معنى قوله تعالى الاية ها؟ الاية ما هي؟ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. الله عز وجل امر - 00:25:41
ان يكون حملة العلم ربانية. كيف يكونون ربانيين؟ قال ابن عباس حكماء فقهاء. وانظر كيف جاء هذا الاثر بعد الاثر السابق. الاثر السابق فيه ايش؟ فيه تبليغ العلم والحرص على بثه بين الناس مهما كان - 00:26:11
في ذلك من صعوبات وفي اثر ابن عباس اشارة الى انه ينبغي ان يكون المبلغ للعلم فقيها فيما يعلم مراعيا الا المصالح دارئا للمفاسد. كما قال ابن كما قال ابو هريرة رضي الله عنه. لو حفظت عن النبي صلى الله - 00:26:31
عليه وسلم وعائض بثت اما احدهما فقد بذلت اما الاخر فلو بثثته لقطعتم هذا. فينبغي ان يكون الانسان حكيما حليما عالم فقيها فيما يبلغ به الناس وفيما يتكلم به بعض الناس يأتي للعالم ويقول قل كلمة الحق وانت شيطان اخرس - 00:26:51
على كلام لا يعرف عاقبته ولا يدرك نهايته. والعلماء يجب ان يكونوا ربانيين. ان يراقبون الله تعالى في الناس والا يتكلموا بكلام يفضي الى شر او فساد او فرقة او شقاق فان الامة بحاجة الى من يجمع شملها - 00:27:11
ام شعثة لا من يفرقها بدعوى كلمة حق او بدعوى قول قول يكون ما يترتب عليه من مفسدة اعظم مما يرجى من مصلحة. كونوا ربانيين حكماء فقهاء. ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اي - 00:27:31
تدرج في التعليم فلا يبتدأ بالكبير من العلم قبل الصغير. بل يتدرج بذلك وفق ما تقتضيه الحكمة والمصلحة. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. قال - 00:27:51
حدثنا محمد ابن يوسف قال اخبرنا سفيان عن الاعمش عن ابي وائل عن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغولنا بالموعظة في الايام كراهة السآمة علينا. قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد - 00:28:13
ان قال حدثنا شعبة قال حدثني ابو التياح عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. هذا الباب ترجم الى المصنف رحمه الله فقال باب ما كان - 00:28:33
النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. التخول هو القيام على الشيء لاصلاحه. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة. اي يقوم بكلام يحصل به اصلاحهم. يتعاهدهم بهذا الكلام ويطلب الاوقات المناسبة. والاحوال المناسبة - 00:28:53
التي يصل فيها قوله الى قلوبهم. فينتفعون به ويتأثرون. اذا التخون هو طلب طلب الوقت والحال المناسب الذي يحصل به وصول الكلام وادراك مقصوده. من الاصلاح هو الهداية. من الاصلاح والهداية. قال رحمه الله كي لا ينفر اي - 00:29:23
كي لا يسأموا وذلك ان النفوس تمل ويصيبها شيء من الضعف. هي في اقبال وادبار. فالاكثار عليها في الموعظة وفي التعليم قد يصيبها بشيء من النفرة. طبعا هذا يا اخواني في الظروف - 00:29:53
لا يتفرغ فيها الناس للعلم. لكن اذا كان الانسان تهيأ للعلم وجاءك هذه الدورة على سبيل المثال. جاء ليجلس العلم فهنا ما يقال انتم كثرتوا علينا الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء لانه هذا وقت محدد ومعلن فمن رغب حضر ومن - 00:30:13
آآ ما الذهب؟ هذي كالمدارس والمعاهد والمراكز لها جداول ولها بداية ونهاية فمن استعد لادراك ما آآ يريد من من الحضور فذاك خير. المقصود هنا بالمواعظ التي يسمعها الجميع وتكون عامة. لكافة الناس. النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول اصحابه - 00:30:33
بالموعظة. نقل المصنف رحمه الله في هذا الباب حديثين موصولين. الحديث الاول ساقه باسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة اي يتعاهد الوقت المناسب والحال المناسبة التي - 00:30:53
يحصل بها ايصال الكلام للاصلاح والهداية. هذا معنى يتخولنا وفي بعض الروايات يتخولنا اي ايضا يرقب الوقت الذي يكون فيه النفوس مهيأة والقلوب مقبلة للتعليم وتلقي المعرفة وقوله بالموعظة الموعظة ما هي؟ الموعظة هي الامر بالخير والنهي عن الشر المقروء - 00:31:13
بالترغيب او الترهيب امر بخير او نهي عن شر مقرون بترغيب او ترهيب هذا الموعظة. قال في الايام اي انه لا يديم عليهم ولا يكثر عليهم الكلام العام الذي فيه كراهة السآمة علينا. اي خوف الملل ان يدب الى قلوبنا او ان يصيبنا. وهنا فيه الاشارة الى ان - 00:31:43
من اداب التعلم ان يرفق الانسان بنفسه وان يرفق الم تعلم بمن يعلمه وان يراعي حالات اقبالهم وحالات ادبارهم وان يتخير من الوقت المناسب ما يكون محققا لغرظه في ايصال العلم الشرعي. فهذا تنبيه - 00:32:13
للطالب والمعلم. للمعلم ان ينتقي من الاوقات افضلها واطيبها. وللطالب ان يراعي نفسه فيما يتلقاه من العلم وان يتدرج كي يصل الى ما يريد. وهذا فيه الاشارة الى ما تقدم في الباب السابق او فيه ربط - 00:32:33
بما تقدم في الباب السابق من قول ابن عباس في قول الله تعالى وكونوا ربانيين بانهم يعلمون الناس صغار العلم ثم كبارا. اما الحديث الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله فهو ما - 00:32:53
رواه باسناده من حديث شعبة قال حدثنا ابو التياح وهو يزيد ابن حميد الضبعي عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث عن انس ابن مالك انتبهوا معنا يا اخواني قال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا - 00:33:13
ولا تنفروا. هذا الحديث ما صلته؟ بالباب؟ الباب يتعلق بايش؟ بالتخول بالموعظة. وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. الشاهد فيه ان التخول بالموعظة او الربط بينه وبين - 00:33:33
ان التخول بالموعظة من التيسير والتبشير الذي ينبغي ان يتحلى به حملة العلم حملة العلم الذين يبلغون سواء كانوا علماء او كانوا خطباء او كانوا وعاظا او كانوا دعاة او كانوا امرين بالمعروف او كانوا ناهين عن المنكر او كانوا من كانوا ممن يشيع الخير ويبلغ دين الله عز وجل ينبغي - 00:33:53
ان يستحضر هذا المعنى يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. امر بالتيسير والتبشير ونهى عن التعسير والتنفيذ وهنا من المهم ان نعرف ان التيسير المطلوب في قوله يسروا ليس الغرض - 00:34:23
منه ان يخرج الناس عن دين الله بدعوى التيسير لان من الناس من يقول يسر والدين يسر يقصد به انك لا تأمر ولا تنهى ولا تتعلم ولا تتعرف على احكام الشريعة لان الدين يسر يقول احدهم للاخر خلنا لعلنا - 00:34:43
نسأل عالما في هذه المسائل يقول يا شيخ الدين يسر. صح ولا لا؟ كثير هذا في السنة الناس تقول لاحد هذا ما يجوز والدليل قول الله قول الله تعالى كذا قال يا شيخ الدين يسر لا تصعبها. هذا غلط الدين يسر ليس معناه ان يتخلى الانسان عن احكام الشريعة - 00:35:03
ولا معناه ان يحل ان يحل رباط التكليف الدين يسر معناه ان هذه الشريعة بناؤها على ما فيه سماح بناؤها على نية ما فيه مصلحة بناؤها على ما يصلح حال الناس في الدنيا وفي الاخرة. لا يعني هذا ان ليس في الدين مشقة - 00:35:23
الصوم في اليوم الصائب شاق او ليس شاقا؟ ها شاق كتب عليكم القتال وهو كره لكم شاق القيام لصلاة الفجر في الليلة الشاتية شاق او ليس شاقا. شاق اذا هناك عسر لكن انتبه كل هذا العسر - 00:35:43
الذي تجده هو نتيجة التكليف طبيعة التكليف لكن كيف يكون الدين اليسر مع وجود هذه التكاليف التي هي في الجملة التكليف فيه نوع من العسر كيف يكون الدين يسرا؟ يكون الدين يسر. انتبه لهذه المعلومة المهمة. ان الدين يسر باعتبار - 00:36:03
ان الناس لو تركوا الصوم ولو تركوا الصلاة ولو تركوا العبادة ولو تركوا الطاعة لنالهم في معاشهم وحياتهم من المشقة والضيق والظنك والكدر والغصص ما هو اعظم من تكاليف العبادة - 00:36:23
واضح تكاليف العبادة كونك تصوم رمضان في اليوم الصائف الشاق تقوم لصلاة الفجر فيه نوع من المشقة لكن لو انك تركت صلاة الفجر او تركت صيام رمظان فانه سيترتب على ذلك من المشاق والعسر في حياتك - 00:36:43
اعظم بكثير من ايش؟ مما يترتب مما لو فعلت ما امرك الله تعالى به. وهنا اموازنة بين امرين والمقصود ان الشريعة كلها بناؤه على اليسر والسهولة والسماحة. ما جعل الله عليكم في الدين من حرج لكن - 00:37:05
لنتنبه الى خطأ من يفهم من هذا ان الشريعة معناها افعل ما بدا لك افعل من المحرمات ما شئت واترك من الواجبات ما شئت ثم قل الدين يسر. هذا ليس هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين الدين يسر الدين كله - 00:37:25
في امره ونهيه وايجابه وتحريمه يسر لانه يحقق مصالح العباد. ويدركون به مصلحة انشراح الصدر مصالح الدنيا ومصالح الاخرة. فلنتنبه الى هذا المعنى. او نيسروا اي سهلوا للناس. تلقي العلم وتلقي - 00:37:45
الاحكام الشرعية والعمل بها اعينوهم. تدرجوا بهم. ولا تنثروا ولا تعسروا اي ولا تصعبوا الامور. وهنا اقول ان من مسئولية طالب العلم ان يقرب العلم للمتعلمين. ان يقرب المعارف الشرعية للمتعلمين من حيث - 00:38:05
الصيغة التي يتكلم بها ومن حيث ما يطرحه على اذهان الناس ومن حيث ما ما يتعلق بكتابته وتأليفه في كل جوانبه ينبغي ان يستحضر ان يسلك الطريق اليسير الذي يوصل به المعلومة. وبشروا اي - 00:38:25
ليغلب عليكم التبشير فيما تدعون الناس اليه. فان هذا الطريق يوصل الى سعادة الدنيا الى البشرى. في الدنيا والاخرة او البشرى هي الجنة في الاخرة وفي الدنيا ما يقذفه الله في قلوب اوليائه وعباده الصالحين من الطمأنينة والانشراح - 00:38:45
والبهجة والسرور. والشاهد في هذا هو ان تخول الانسان تخول العالم. الطلاب بالموعظة ومن التيسير والتبشير شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم - 00:39:05
- 00:39:38