بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد ومن اوجب الواجبات التوبة بعد الذنب. فضمان المغفرة لا يوجب تعطيل اسباب المغفرة - 00:00:00
ونظير هذا قوله في الحديث الاخر اذنب عبد ذنبا فقال اي ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي فغفر له ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر فقال اي رب اصبت ذنبا فاغفره لي. فغفر له - 00:00:22
ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر فقال ربي اصبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قدر غفرت لعبدي فليعمل ما شاء - 00:00:41
فليس في هذا اطلاق واذن منه سبحانه له في المحرمات والجرائم وانما يدل على انه يغفر له ما دام كذلك اذا اذنب تاب واختصاص هذا العبد بهذا لانه قد علم انه لا يصر على ذنب وانه كلما اذنب تاب حكم - 00:01:00
يعم كل من كانت حاله حالة لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قطع به لاهل بدر وكذلك كل من بشر طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:22
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا صلة ما تقدم في اه الفائدة الثالثة من كتاب الفوائد ابي عبدالله محمد ابن القيم الجوزي رحمه الله في تعليقه على اه قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن عمر في شأن حاطب وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر؟ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - 00:01:37
وان ذلك ليس غرضه وغايته انه انه اذن لهم في معصيته وفي الكفر به وغير ذلك مما حرمه عليهم انما ان ذلك غرضه انهم قد اتوا بعمل يغفر به ما قد يقعون فيه - 00:02:04
من ذنب وانهم لا يدومون على ما يكونون من خطأ بل يوفقهم الله تعالى للتوبة ببركة ما حصل من عمل صالح فالحسنات يذهبن السيئات واذهابها للسيء قد يكون بحفظ الانسان - 00:02:33
بما يستقبل من من عمره وذكر لذلك شاهدا في قصتي هذا الرجل في حديث ابي هريرة الذي آآ اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بانه يذنب ثم يتوب ثم يعود الى الذنب ثم يتوب ثم يعود الى الذنب - 00:02:55
ثم يتوب وفي الثالثة قال الله تعالى علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء فهذا ليس مقصوده انه يعمل ما شاء ولو لم يتب - 00:03:17
وانما المقصود فليعمل ما شاء على اذا كان على هذه الحال من انه اذا اذنب تاب واذا اخطأ اب واستغفر فانه يحوز المغفرة العفو والتجاوز والصفح و اشار المؤلف رحمه الله - 00:03:46
الى ان هذا الفضل ليس خاصا بهذا الرجل بل هي في كل من كانت حاله حاله يعني من كان مثله كل من كان على نحو ما كان عليه من انه اذا اذنب تاب فانه - 00:04:08
ينال منال من المغفرة وحط الخطايا والذنوب و هذا الفضل في قوله قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء محقق في هذا الرجل لانه قد اعطاه الله تعالى ذلك واما غيره ممن - 00:04:27
تشبه حاله حالة فهو داخل في المعنى ولذلك قال لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك يعني يقين انه سيدرك هذه الفظيلة كما قطع به لاهل بدر. اما غيره فانه يدخل في حكمه لا على وجه القطع. بل على وجه الموافقة في المعنى - 00:04:51
انا نعم قال رحمه الله وكذلك كل من بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة او اخبره بانه مغفور له. لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة اطلاق الذنوب والمعاصي له. ومسامحته - 00:05:15
بترك الواجبات بل كان هؤلاء اشد اجتهادا وحذرا وخوفا بعد البشارة. بعد البشارة منهم قبلها. كالعشرة كالعشر المشهود لهم بالجنة وقد كان الصديق شديد الحذر والمخافة. وكذلك عمر فانهم علموا ان البشارة المطلقة مقيدة بشروطها - 00:05:35
والاستمرار عليها الى الموت ومقيدة بانتفاء موانعها. ولم يفهم احد منهم من ذلك الاطلاق الاذن فيما شاءوا من الاعمال نعم وهذا واضح وبه يتبين معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل - 00:05:59
الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فان هذا وعد مشروط وهو بان يدوم على ما هم عليه و يتوقع ما يرتفع به ذلك الوعد - 00:06:19
با تحقق الوعد لا بد فيه من توافر الشروط ولابد فيه من انتفاء الموانع نعم قال رحمه الله فائدة جليلة قوله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور - 00:06:37
اخبر سبحانه انه جعل الارض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من اراد ذلك منها واخبر سبحانه انه جعل قوله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا اي - 00:06:58
جعلها منقادة موطأة ليست مستصعبة ولا ممتنعة بل ينتفع بها الناس بالشق والسير وسائر اوجه الانتفاع الذي يتحقق لهم به المصالح فقوله تعالى هو الذي جعل الارض ذلولا اي موطأة - 00:07:20
مسهلة يدرك الناس مصالحهم منها على وجه لا مشقة فيه والعناء بخلاف ما لو كانت صلبة ممتنعة فانها يصعب فانه حينئذ يصعب عليهم ان يدركوا ما يؤمنون فيها من مصالح - 00:07:53
ثم قال رحمه الله واخبر سبحانه واخبر سبحانه انه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا كل هذه اوصاف جاءت في القرآن للارض وكلها تبين عظيم منة الله تعالى على عباده - 00:08:20
بهذا تسهيل و هذه الاوصاف مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا كلها يتحقق بها كونها ذلولا فهي ذلول لانها ممهدة وهذلون لانها فراش ويدلون لانها بساط وهي دليل لانها قرار وهي دليل لانها كفات تضمهم في حياتهم على ارضها وبعد موتهم في بطنها. نعم - 00:08:39
ثم قال واخبر انه دحاها وطحاها. واخرج منها ماءها ومرعاها وثبتها بالجبال. ونهج فيها الفجاج والطرق واجرى فيها الانهار والعيون وبارك فيها وقدر فيها اقواتها ومن بركتها ان الحيوانات كلها وارزاقها واقواتها تخرج منها - 00:09:13
ومن بركتها انها تحمل الاذى على ظهرها. وتخرج لك من بطنها احسن الاشياء وانفعها فتواري منه كل قبيح وتخرج له كل مليح ومن بركتها انك تودع فيها الحب فتخرجه لك اضعاف اضعاف ما كان - 00:09:36
ومن بركتها انها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه وتخرج له طعامه وشرابه. فهي احمل شيء للاذى واعوده بالنفل فلا كان من التراب خير منه وابعد من الاذى واقرب الى الخير - 00:09:57
والمقصود انه سبحانه جعل لنا الارض كالجمل الذلول. الذي كيفما يقاد ينقاد وحسن التعبير بمناكرها عن طرقها وفجاجها لما تقدم من وصفها بكونها ذلولا فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو اعلى شيء فيها - 00:10:18
ولهذا فسرت المناكب بالجبال كمناكب الانسان وهي اعاليه قالوا وذلك تنبيه على ان المشي في سهولها ايسر وقالت طائفة بل المناكب الجوانب والنواحي ومنه مناكب الانسان لجوانبه والذي يظهر ان المراد بالمناكب الاعالي وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الارض دون الوجه - 00:10:41
فان سطح الكرة اعلاها والمشي انما يقع في سطحها وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بانها ذلول نعم فالمناكب هي اعالي الارظ سواء كانت سهولا او جبالا او اطرافا او جهات - 00:11:10
فكلها يوصف بالمناكب وبه يتبين ان جميع ما تقدم من التفسير للمناكب هو من باب التفسير بالمثال او التفسير ببعض الشيء الذي لا ينافي غيره لانه اذا قيل انه ان المناكب هي الجبال والمرتفعات - 00:11:34
قالوا فاذا كان كذلك فمشيه في سهولها ايسر وعلى كل حال ما استظهره من كون المناكب هو اعالي الارظ بيشمل كلما علا منها اوسع في التفسير وفي شموله للمعاني المتقدمة - 00:11:58
فامشوا في مناكبها اي في اعاليها وجهاتها واطرافها وسائر ما يمكن المشي عليه منها نعم قال ثم امرهم ان يأكلوا من رزقه الذي اودعه فيها فذللها لهم ووطأها وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها - 00:12:25
واودعها رزقهم فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقلب فيه بالذهاب والمجيء بالذهاب والمجيء والاكل مما اودع فيه للساكن ثم نبه بقوله واليه النشور على ان يوكلوا من رزقه فجميع ما في الارض - 00:12:51
مما يأكله الناس من الارزاق هو ملك الله جل في علاه وهذا رزقه الابدان التي بها تقوم وتصح وتعيش يشمل كل رزق يتمكن منه الانسان فيشمل النبات والحيوان يشمل ما في البحر وما في البر - 00:13:14
كله داخل في قوله تعالى وكلوا من رزقه. وقوله وكلوا من رزقه اباحة واذن وهذا من امتنان من جملة ما امتن الله تعالى به على الخلق والامر بالاكل بعد الامر - 00:13:48
بالمشي دليل على ان الرزق لا يحصل الا بسبب فانه عندما ذكر المشي في مناكبها بعد تذليل الارض لهم والذي جعل الارض هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها. قال تعالى وكلوا من رزقه - 00:14:10
فلا تحصل الارزاق الا بسعي وبذل من الانسان فمن ظن ان الارزاق تساق اليه بلا سبب فقد غلط بل لا بد من بذل وسير وتحول وانتقال ومشي لنيل المطلوب وذكر الاكل هنا - 00:14:30
هو ذكر لالصق اوجه الانتفاع واحوجها فالصق اوجه الانتفاع واحوجها بالنسبة للانسان الاكل. فالاكل يدخل جوفه والاكل به قوام بدنه لكن الرزق ايضا يكون بالماء في في المساكن ويكون في - 00:14:57
الملابس ويكون في المقتنيات كله من رزقه. ولا يؤكل ذلك وانما ذكر الاكل لانه كما ذكرت الصق ما يكون من اوجه الانتفاع واحوج ما يكون من اوجه الانتفاع نعم وكلوا من رزقه نعم بعد ذلك قال واليه النشور - 00:15:17
ثم قال ثم آآ ثم قالت ثم نبه بقوله واليه النشور على ان في هذا المسكن غير مستوطنيه ولا مقيمين بل دخلناه عابري سبيل فلا يحسن ان نتخذه وطنا ومستقرا. وانما دخلناه لنتزود منه الى دار القرار - 00:15:39
فهو منزل عبور لا مستقر حبور ومعبر وممر لا وطن ومستقر من يعي هذا اقل الناس هو من يدرك هذا الاكثرون يعيشون في الدنيا على انهم فيها مخلدون ولا يتذكرون - 00:16:00
الانتقال والزوال والارتحال وهذا من الاغترار بالدنيا الذي نهى الله تعالى عنه في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور ولا تغرنكم الحياة الدنيا فان الانسان اذا طمع في دوام البقاء او طوله - 00:16:28
غفل بالتأكيد اصبحت همومه واطماعه فيما يتعلق بمعاشه وفيما يتعلق بحاضره ولم يستعد لاخرته ولهذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر وهو شاب لم يبلغ العشرين قال كن في الدنيا كأنك غريب - 00:16:50
او عابر سبيل وهذا من انفع ما يكون في قطع الاغترار بالدنيا وطول الامل لذلك جدير بالمؤمن ان يتذكر ونحن في الصباح والمساء نقول واليك النشور واليك المصير في اذكار الصباح اللهم وبك اصبحنا وبك نحيا وبك نموت واليك - 00:17:15
النشور وفي المساء نقول اللهم بك امسينا وبك اه اللهم بك امسينا وبك اصبحنا وبك نحيا وبك نموت واليك المصير فليتنا نتعظ ونعتبر ونتذكر ان هذا الكلام معناه ما اسرع الرحيل - 00:17:35
والدنيا مهما طابت وزالت وطالت فهي كلمح البصر كان لم يلبثوا فيها الا عشية او ضحاها فلذلك الراشد من جعل همه في اصلاح اخرته وهذا لا يعني ان يعطل دنياه - 00:17:52
بل يعني ان يتزود من دنياه لاخرته ومن التزود للاخرة ان يبذل ما امره الله تعالى به من عمارة الدنيا التي بها صلاح صلاح معاشه ولكن شتان بين من يعلق قلبه بالدنيا حتى تصبح غاية امانيه - 00:18:14
ومنتهى طلبه و تستحوذ على جل فكره وبين من غاية طلبه ومنتهى امله ان يفوز يوم العرض على ربه وان يكون من السابقين يوم لا ينفع مال ولا بنون شتان بين هذا وهذا - 00:18:36
لذلك الله تعالى يذكر بهذا فيقول جل في علاه وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة هي القصد وهي الغرض هي المطلوب ولا تنسى نصيبك من الدنيا يعني لا ينهمك فكرك - 00:19:01
في طلب الاخرة الى حد ان تسعى وتغفل عن الدنيا لا وهذا يفيد ويفهم ان غاية الطلب هو الاخرة وان غاية المطلوب هو صلاح الاخرة وطبعا لا صلاح للاخرة الا بصلاح الدنيا - 00:19:15
لكن شتاما يعمل ويكد في الدنيا ويزرع ويحصد وهو آآ معلق القلب بالاخرة وبين من يحصد ويزرع كل ما يفعل نفس العمل لكن الفرق في القلبين وهو منهمك في دنياه - 00:19:38
لا يفكر الا في معاشه واخرته تاخذ حيز ظيق من تفكيري وحياتي وانا اقول نسأل انفسنا كم حيز التفكير في الاخرة والاشتغال بها في اذهاننا وقلوبنا. بقدر ما يكون في قلبك من الاشتغال - 00:19:55
والتفكير بالاخرة بقدر ما تصلح دنياك واخرتك بقدر ما تصلح دنياك واخرتك وبقدر ضيق ذلك وانحساره ينال الفساد من اخرتك ودنياك نسأل الله ان يعيننا واياكم على طاعته وان يرزقنا الاتعاظ والعبرة - 00:20:17
وان يعيننا على التزود بما يحب ويرضاه. نعم قال فتضمنت الاية الدلالة على ربوبيتي ووحدانيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكير بنعمه واحسانه. والتحذير من الركون الى الدنيا واتخاذها وطنا ومستقرا بل نسرع فيها السير الى داره وجنته. فلله ما في ضمن هذه الاية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه - 00:20:42
والحث على السير اليه والاستعداد للقائه والقدوم عليه والاعلام بانه سبحانه يطوي هذه الدار كأن لم تكن وانه يحيي اهلها بعدما اماتهم واليهم نشور. الله اكبر قال الله العظيم يطوي هذه الدار كأن لم تكن - 00:21:13
نسأل الله ان يعينا على ذلك يا رب طيب نقف على هذه الفائدة - 00:21:36
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد ومن اوجب الواجبات التوبة بعد الذنب. فضمان المغفرة لا يوجب تعطيل اسباب المغفرة - 00:00:00
ونظير هذا قوله في الحديث الاخر اذنب عبد ذنبا فقال اي ربي اذنبت ذنبا فاغفره لي فغفر له ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر فقال اي رب اصبت ذنبا فاغفره لي. فغفر له - 00:00:22
ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر فقال ربي اصبت ذنبا فاغفره لي. فقال الله علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قدر غفرت لعبدي فليعمل ما شاء - 00:00:41
فليس في هذا اطلاق واذن منه سبحانه له في المحرمات والجرائم وانما يدل على انه يغفر له ما دام كذلك اذا اذنب تاب واختصاص هذا العبد بهذا لانه قد علم انه لا يصر على ذنب وانه كلما اذنب تاب حكم - 00:01:00
يعم كل من كانت حاله حالة لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قطع به لاهل بدر وكذلك كل من بشر طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:22
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا صلة ما تقدم في اه الفائدة الثالثة من كتاب الفوائد ابي عبدالله محمد ابن القيم الجوزي رحمه الله في تعليقه على اه قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن عمر في شأن حاطب وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر؟ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - 00:01:37
وان ذلك ليس غرضه وغايته انه انه اذن لهم في معصيته وفي الكفر به وغير ذلك مما حرمه عليهم انما ان ذلك غرضه انهم قد اتوا بعمل يغفر به ما قد يقعون فيه - 00:02:04
من ذنب وانهم لا يدومون على ما يكونون من خطأ بل يوفقهم الله تعالى للتوبة ببركة ما حصل من عمل صالح فالحسنات يذهبن السيئات واذهابها للسيء قد يكون بحفظ الانسان - 00:02:33
بما يستقبل من من عمره وذكر لذلك شاهدا في قصتي هذا الرجل في حديث ابي هريرة الذي آآ اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بانه يذنب ثم يتوب ثم يعود الى الذنب ثم يتوب ثم يعود الى الذنب - 00:02:55
ثم يتوب وفي الثالثة قال الله تعالى علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء فهذا ليس مقصوده انه يعمل ما شاء ولو لم يتب - 00:03:17
وانما المقصود فليعمل ما شاء على اذا كان على هذه الحال من انه اذا اذنب تاب واذا اخطأ اب واستغفر فانه يحوز المغفرة العفو والتجاوز والصفح و اشار المؤلف رحمه الله - 00:03:46
الى ان هذا الفضل ليس خاصا بهذا الرجل بل هي في كل من كانت حاله حاله يعني من كان مثله كل من كان على نحو ما كان عليه من انه اذا اذنب تاب فانه - 00:04:08
ينال منال من المغفرة وحط الخطايا والذنوب و هذا الفضل في قوله قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء محقق في هذا الرجل لانه قد اعطاه الله تعالى ذلك واما غيره ممن - 00:04:27
تشبه حاله حالة فهو داخل في المعنى ولذلك قال لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك يعني يقين انه سيدرك هذه الفظيلة كما قطع به لاهل بدر. اما غيره فانه يدخل في حكمه لا على وجه القطع. بل على وجه الموافقة في المعنى - 00:04:51
انا نعم قال رحمه الله وكذلك كل من بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة او اخبره بانه مغفور له. لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة اطلاق الذنوب والمعاصي له. ومسامحته - 00:05:15
بترك الواجبات بل كان هؤلاء اشد اجتهادا وحذرا وخوفا بعد البشارة. بعد البشارة منهم قبلها. كالعشرة كالعشر المشهود لهم بالجنة وقد كان الصديق شديد الحذر والمخافة. وكذلك عمر فانهم علموا ان البشارة المطلقة مقيدة بشروطها - 00:05:35
والاستمرار عليها الى الموت ومقيدة بانتفاء موانعها. ولم يفهم احد منهم من ذلك الاطلاق الاذن فيما شاءوا من الاعمال نعم وهذا واضح وبه يتبين معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل - 00:05:59
الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فان هذا وعد مشروط وهو بان يدوم على ما هم عليه و يتوقع ما يرتفع به ذلك الوعد - 00:06:19
با تحقق الوعد لا بد فيه من توافر الشروط ولابد فيه من انتفاء الموانع نعم قال رحمه الله فائدة جليلة قوله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور - 00:06:37
اخبر سبحانه انه جعل الارض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من اراد ذلك منها واخبر سبحانه انه جعل قوله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا اي - 00:06:58
جعلها منقادة موطأة ليست مستصعبة ولا ممتنعة بل ينتفع بها الناس بالشق والسير وسائر اوجه الانتفاع الذي يتحقق لهم به المصالح فقوله تعالى هو الذي جعل الارض ذلولا اي موطأة - 00:07:20
مسهلة يدرك الناس مصالحهم منها على وجه لا مشقة فيه والعناء بخلاف ما لو كانت صلبة ممتنعة فانها يصعب فانه حينئذ يصعب عليهم ان يدركوا ما يؤمنون فيها من مصالح - 00:07:53
ثم قال رحمه الله واخبر سبحانه واخبر سبحانه انه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا كل هذه اوصاف جاءت في القرآن للارض وكلها تبين عظيم منة الله تعالى على عباده - 00:08:20
بهذا تسهيل و هذه الاوصاف مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا كلها يتحقق بها كونها ذلولا فهي ذلول لانها ممهدة وهذلون لانها فراش ويدلون لانها بساط وهي دليل لانها قرار وهي دليل لانها كفات تضمهم في حياتهم على ارضها وبعد موتهم في بطنها. نعم - 00:08:39
ثم قال واخبر انه دحاها وطحاها. واخرج منها ماءها ومرعاها وثبتها بالجبال. ونهج فيها الفجاج والطرق واجرى فيها الانهار والعيون وبارك فيها وقدر فيها اقواتها ومن بركتها ان الحيوانات كلها وارزاقها واقواتها تخرج منها - 00:09:13
ومن بركتها انها تحمل الاذى على ظهرها. وتخرج لك من بطنها احسن الاشياء وانفعها فتواري منه كل قبيح وتخرج له كل مليح ومن بركتها انك تودع فيها الحب فتخرجه لك اضعاف اضعاف ما كان - 00:09:36
ومن بركتها انها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه وتخرج له طعامه وشرابه. فهي احمل شيء للاذى واعوده بالنفل فلا كان من التراب خير منه وابعد من الاذى واقرب الى الخير - 00:09:57
والمقصود انه سبحانه جعل لنا الارض كالجمل الذلول. الذي كيفما يقاد ينقاد وحسن التعبير بمناكرها عن طرقها وفجاجها لما تقدم من وصفها بكونها ذلولا فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو اعلى شيء فيها - 00:10:18
ولهذا فسرت المناكب بالجبال كمناكب الانسان وهي اعاليه قالوا وذلك تنبيه على ان المشي في سهولها ايسر وقالت طائفة بل المناكب الجوانب والنواحي ومنه مناكب الانسان لجوانبه والذي يظهر ان المراد بالمناكب الاعالي وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الارض دون الوجه - 00:10:41
فان سطح الكرة اعلاها والمشي انما يقع في سطحها وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بانها ذلول نعم فالمناكب هي اعالي الارظ سواء كانت سهولا او جبالا او اطرافا او جهات - 00:11:10
فكلها يوصف بالمناكب وبه يتبين ان جميع ما تقدم من التفسير للمناكب هو من باب التفسير بالمثال او التفسير ببعض الشيء الذي لا ينافي غيره لانه اذا قيل انه ان المناكب هي الجبال والمرتفعات - 00:11:34
قالوا فاذا كان كذلك فمشيه في سهولها ايسر وعلى كل حال ما استظهره من كون المناكب هو اعالي الارظ بيشمل كلما علا منها اوسع في التفسير وفي شموله للمعاني المتقدمة - 00:11:58
فامشوا في مناكبها اي في اعاليها وجهاتها واطرافها وسائر ما يمكن المشي عليه منها نعم قال ثم امرهم ان يأكلوا من رزقه الذي اودعه فيها فذللها لهم ووطأها وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها - 00:12:25
واودعها رزقهم فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقلب فيه بالذهاب والمجيء بالذهاب والمجيء والاكل مما اودع فيه للساكن ثم نبه بقوله واليه النشور على ان يوكلوا من رزقه فجميع ما في الارض - 00:12:51
مما يأكله الناس من الارزاق هو ملك الله جل في علاه وهذا رزقه الابدان التي بها تقوم وتصح وتعيش يشمل كل رزق يتمكن منه الانسان فيشمل النبات والحيوان يشمل ما في البحر وما في البر - 00:13:14
كله داخل في قوله تعالى وكلوا من رزقه. وقوله وكلوا من رزقه اباحة واذن وهذا من امتنان من جملة ما امتن الله تعالى به على الخلق والامر بالاكل بعد الامر - 00:13:48
بالمشي دليل على ان الرزق لا يحصل الا بسبب فانه عندما ذكر المشي في مناكبها بعد تذليل الارض لهم والذي جعل الارض هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها. قال تعالى وكلوا من رزقه - 00:14:10
فلا تحصل الارزاق الا بسعي وبذل من الانسان فمن ظن ان الارزاق تساق اليه بلا سبب فقد غلط بل لا بد من بذل وسير وتحول وانتقال ومشي لنيل المطلوب وذكر الاكل هنا - 00:14:30
هو ذكر لالصق اوجه الانتفاع واحوجها فالصق اوجه الانتفاع واحوجها بالنسبة للانسان الاكل. فالاكل يدخل جوفه والاكل به قوام بدنه لكن الرزق ايضا يكون بالماء في في المساكن ويكون في - 00:14:57
الملابس ويكون في المقتنيات كله من رزقه. ولا يؤكل ذلك وانما ذكر الاكل لانه كما ذكرت الصق ما يكون من اوجه الانتفاع واحوج ما يكون من اوجه الانتفاع نعم وكلوا من رزقه نعم بعد ذلك قال واليه النشور - 00:15:17
ثم قال ثم آآ ثم قالت ثم نبه بقوله واليه النشور على ان في هذا المسكن غير مستوطنيه ولا مقيمين بل دخلناه عابري سبيل فلا يحسن ان نتخذه وطنا ومستقرا. وانما دخلناه لنتزود منه الى دار القرار - 00:15:39
فهو منزل عبور لا مستقر حبور ومعبر وممر لا وطن ومستقر من يعي هذا اقل الناس هو من يدرك هذا الاكثرون يعيشون في الدنيا على انهم فيها مخلدون ولا يتذكرون - 00:16:00
الانتقال والزوال والارتحال وهذا من الاغترار بالدنيا الذي نهى الله تعالى عنه في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور ولا تغرنكم الحياة الدنيا فان الانسان اذا طمع في دوام البقاء او طوله - 00:16:28
غفل بالتأكيد اصبحت همومه واطماعه فيما يتعلق بمعاشه وفيما يتعلق بحاضره ولم يستعد لاخرته ولهذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر وهو شاب لم يبلغ العشرين قال كن في الدنيا كأنك غريب - 00:16:50
او عابر سبيل وهذا من انفع ما يكون في قطع الاغترار بالدنيا وطول الامل لذلك جدير بالمؤمن ان يتذكر ونحن في الصباح والمساء نقول واليك النشور واليك المصير في اذكار الصباح اللهم وبك اصبحنا وبك نحيا وبك نموت واليك - 00:17:15
النشور وفي المساء نقول اللهم بك امسينا وبك اه اللهم بك امسينا وبك اصبحنا وبك نحيا وبك نموت واليك المصير فليتنا نتعظ ونعتبر ونتذكر ان هذا الكلام معناه ما اسرع الرحيل - 00:17:35
والدنيا مهما طابت وزالت وطالت فهي كلمح البصر كان لم يلبثوا فيها الا عشية او ضحاها فلذلك الراشد من جعل همه في اصلاح اخرته وهذا لا يعني ان يعطل دنياه - 00:17:52
بل يعني ان يتزود من دنياه لاخرته ومن التزود للاخرة ان يبذل ما امره الله تعالى به من عمارة الدنيا التي بها صلاح صلاح معاشه ولكن شتان بين من يعلق قلبه بالدنيا حتى تصبح غاية امانيه - 00:18:14
ومنتهى طلبه و تستحوذ على جل فكره وبين من غاية طلبه ومنتهى امله ان يفوز يوم العرض على ربه وان يكون من السابقين يوم لا ينفع مال ولا بنون شتان بين هذا وهذا - 00:18:36
لذلك الله تعالى يذكر بهذا فيقول جل في علاه وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة هي القصد وهي الغرض هي المطلوب ولا تنسى نصيبك من الدنيا يعني لا ينهمك فكرك - 00:19:01
في طلب الاخرة الى حد ان تسعى وتغفل عن الدنيا لا وهذا يفيد ويفهم ان غاية الطلب هو الاخرة وان غاية المطلوب هو صلاح الاخرة وطبعا لا صلاح للاخرة الا بصلاح الدنيا - 00:19:15
لكن شتاما يعمل ويكد في الدنيا ويزرع ويحصد وهو آآ معلق القلب بالاخرة وبين من يحصد ويزرع كل ما يفعل نفس العمل لكن الفرق في القلبين وهو منهمك في دنياه - 00:19:38
لا يفكر الا في معاشه واخرته تاخذ حيز ظيق من تفكيري وحياتي وانا اقول نسأل انفسنا كم حيز التفكير في الاخرة والاشتغال بها في اذهاننا وقلوبنا. بقدر ما يكون في قلبك من الاشتغال - 00:19:55
والتفكير بالاخرة بقدر ما تصلح دنياك واخرتك بقدر ما تصلح دنياك واخرتك وبقدر ضيق ذلك وانحساره ينال الفساد من اخرتك ودنياك نسأل الله ان يعيننا واياكم على طاعته وان يرزقنا الاتعاظ والعبرة - 00:20:17
وان يعيننا على التزود بما يحب ويرضاه. نعم قال فتضمنت الاية الدلالة على ربوبيتي ووحدانيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكير بنعمه واحسانه. والتحذير من الركون الى الدنيا واتخاذها وطنا ومستقرا بل نسرع فيها السير الى داره وجنته. فلله ما في ضمن هذه الاية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه - 00:20:42
والحث على السير اليه والاستعداد للقائه والقدوم عليه والاعلام بانه سبحانه يطوي هذه الدار كأن لم تكن وانه يحيي اهلها بعدما اماتهم واليهم نشور. الله اكبر قال الله العظيم يطوي هذه الدار كأن لم تكن - 00:21:13
نسأل الله ان يعينا على ذلك يا رب طيب نقف على هذه الفائدة - 00:21:36