الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه يرجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:00
من اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ ما يسر الله تعالى من الايات في سورة ال عمران ننظر ما يسر الله تعالى من تفسيره وبيانه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:22
بسم الله الرحمن الرحيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم - 00:00:45
مم ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين - 00:01:30
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى اذا الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله لمن يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم - 00:02:06
ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير - 00:02:45
هذه الايات الكريمات بسورة ال عمران بعد ما قص الله تعالى من خبر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وما جرى في وقعة احد يقول الله تعالى لرسوله مسليا له ومهونا عليه - 00:03:20
ما يلقاه من المكذبين له والمعارضين الذين لم يدخروا جهدا في ايذاءه والنيل منه صلوات الله وسلامه عليه بكل وسيلة وطريقة يقول الله تعالى له ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - 00:03:44
انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم ايا محمد تجد في نفسك ظيقا وكدرا واذى من هؤلاء الذين يسارعون في الكفر - 00:04:04
اي في خصاله واعماله فهم انما يضرون بذلك انفسهم انهم لن يضروا الله شيئا فالله تعالى علي اعلى لا يصل اليه شيء من ضرر عباده يا عبادي انكم لن تبلغوا الضر فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - 00:04:26
من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها فليس على الله عز وجل من كفر الكافرين نقص ولا يبلغه من ذلك ضرر فهو العزيز الحكيم جل في علاه الذي يمتنع ان يصل اليه شيء من ضرر عباده - 00:04:48
سبحانه وبحمده انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا الا يجعل لهم حظا في الاخرة. يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة اي الا يجعل لهم نصيبا في الاخرة والارادة هنا - 00:05:12
هي ارادة الله القدرية التي يكون بها كل شيء في السماء والارض فما شاء الله كان وما شاء وما لم يشأ لم يكن فالارادة هنا هي حكم الله الكوني وارادة القدرية هي بمعنى المشيئة لا فرق بين الارادة الكونية ومشيئة الله عز وجل اذ المشيئة والارادة - 00:05:28
تنتظم كل شيء في الكون فهي حكم الله الكوني الجاري على كل احد يقول الله تعالى يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة اي نصيبا منها وليس لهم من اعمال اهل الاخرة ايضا نصيب. فلا لهم في الايمان حظ - 00:05:55
ولا لهم في صالح الاعمال حظ بل هم مشتغلون بالكفر والفسوق والعصيان والمسارعة في اغضاب الملك الديان جل في علاه يقول الله تعالى ولهم عذاب عظيم وهذا وصف الله عز وجل لما اعده - 00:06:15
لهؤلاء من العذاب في الاخرة فهو عظيم مهول. نسأل الله السلامة والعافية منه. ثم يقول الله تعالى ان الذين اشتروا الكفر بالايمان ان الذين اشتروا الكفر بالايمان اي انهم لم يؤمنوا بالله - 00:06:32
اخذوا الكفر وتركوا الايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم. وهذا تأكيد لما تضمنته الاية السابقة ان الكافر لا يظر الا نفسه وان المؤمن ينفع نفسه وان الله تعالى لا تنفعه طاعة الطائع ولا معصية العاصي. يقول الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا - 00:06:51
اي لا يتوهم الكافرون ان ما نملي لهم اي ما نعطيهم ونفتح عليهم من امور الدنيا وعطائها سواء كان ذلك في الاموال او في الانفس او في الاولاد او في غير ذلك مما يمن الله تعالى به على الكفار. لا يحسبن ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم - 00:07:17
لانفسهم اي انه عطاء عن رضا وانه خير يسوقه الله تعالى اليهم انما نملي لهم اي نعطيهم ونمهلهم ونمكن لهم في بعض الاحيان انما نملي لهم ليزدادوا اثما اي ليزدادوا عتوا واستكبارا وهذا من مكر الله تعالى به بهم. وهذا من مكر الله تعالى بهم - 00:07:42
واستدراجه لهم جل في علاه. يقول سبحانه وتعالى ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. اي تلحقهم به عذاب عظيم المهانة. تلحقهم به عظيم المهانة وذلك لكفرهم بالله عز وجل ومعاندتهم اياه. ما كان - 00:08:12
الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه اي ما كان الله تعالى ليترك المؤمنين دون اختبار وابتلاء يميز الله تعالى به اهل الحق من اهل الباطل يميز الله تعالى به من صدق في ايمانه ممن كذب - 00:08:33
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب اي حتى يميز صادق الايمان من كاذبه حتى يميز المؤمن من المنافق حتى يميز الصادق من الكاذب - 00:08:50
قال الله جل وعلا الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن الذين صدقوا ولنعلمن الكاذبين فالله عز وجل يجري من البلاء على عباده واوليائه واهل التقى واهل الاسلام ما - 00:09:08
به اهل التقى عن غيرهم ما يميز به الصادق في ايمانه من غيره. يقول الله جل في علاه وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله اي ما كان الله تعالى ليكشف لكم - 00:09:31
حجب الغيب لترى لتروا نهايات الناس ومصائرهم انما ذلك مما استأثر الله تعالى به. فلا يعلم ما يكون في الا الله جل في علاه قال سبحانه وتعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون - 00:09:51
فلا يعلم احد متى تكون الساعة ولا يعلم احد ماذا يكسب غدا ولا يعلم احد ماذا متى يموت وفي اي ارض يموت؟ كما قال الله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير فذلك - 00:10:12
فذاك علمه جل في علاه الذي لم يطلع عليه الا من شاء من عباده. قال الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من الرسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم. واحاط بما لديهم واحصى - 00:10:32
كل شيء عددا سبحان الله العظيم واحصى كل شيء عددا فكل شيء محصن عند الله تعالى عدد عدد قطر المطر وعدد حبات الرمل وعدد الانس والجن وعدد اوراق الشجر وعدد مثاقيل البحار وعدد - 00:10:52
وعدد مما خلق الله تعالى فقد احصاه تعالى واحصى كل شيء عدد والاحصاء يقتضي الاحاطة والعلم وليس فقط معرفة العدد بل الاحصاء يقتضي احاطة وعلما وتمكنا في معرفة الشيء. يقول الله جل في علاه - 00:11:14
وما كان الله يطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء. فامنوا بالله ورسله. اي اقروا بالله عز وما جاءكم من الخبر عنه واقر برسله صلوات الله وسلامه عليهم. وان تؤمنوا وتتقوا اي ان تحققوا الايمان بالله وبرسله - 00:11:34
وبما يجب الايمان به وتعمل بصالح العمل وهو التقوى التي قال تعالى وتتقوا فلكم اجر عظيم ان يسوق الله تعالى لكم من الاجر شيئا عظيما فلكم اجر عظيم بعد ذلك يقول الله جل وعلا - 00:11:57
عائدا الى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم او خطاب اهل الايمان يقول ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وفي قراءة ولا تحسبن خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهنا خطاب للباخلين بما فتح الله عليهم وامدهم به من وامدهم به من - 00:12:16
من الارزاق ولا يحسبن الذين يبخلون اي يمسكون مما اعطاهم الله تعالى فيمنعون ما يجب في المال من الحقوق سواء كان ذلك في الزكاة او كان ذلك في حق النفقة - 00:12:40
الواجبة على الانسان لزوجه او ولده او والديه او اقاربه كل هذا من البخل المذموم اخلوا اسم جامع لامساك ما يجب على الانسان بذله البخل اسم جامع لامساك الانسان ما يجب عليه بذله من حق الله تعالى او حق الخلق. يقول الله تعالى ولا يحسبن ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله - 00:12:56
الله من فضله هو خيرا لهم. وانظر كيف يذكر الله تعالى هؤلاء الباخلين بان الله تفضل عليهم وانعم واكرمهم فهذا الذي في ايديهم هو من فضل الله تعالى. هذا الذي يملكونه هو من عطاء الله تعالى. فهو الذي اتاهم ذلك - 00:13:24
اتاهم اياه واثابهم على اخراجه وجازاهم احسانا ببذله وعاقبهم على امساكه. قال تعالى الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم لا يظن اولئك ان هذا المال المكنوز - 00:13:44
او هذا المال الممنوع عن اهله ومستحقيه ينفع اصحابه بل انما هو كما قال الله تعالى الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. انظر هذا ايش - 00:14:02
ما كنزتم لانفسكم. هذا الذي جمعتموه. هذا الذي بخلتم به. هذا الذي منعتموه حق منعتم حق الله تعالى فيه هذا ما كنزتم انفسهم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. يقول الله تعالى وهذا مصداق قوله تعالى - 00:14:27
ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم. بل هو شر لهم نعم شر لهم في الدنيا وشر لهم في الاخرة في الدنيا لا يدركون منه بركة ولا خيرا. فالصدقة تبارك المال ما نقص مال من صدقة. والصدقة - 00:14:47
تزكي النفس وتطيب المال كما قال العزيز الغفار خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. فالله قال ذكر في المال تطييبا وتطهيرا وزكاة تحصل لصاحب المال بطيب قلبه ونقاء سريرته وتحصل المال ذاته بطهرته ونقائه من - 00:15:05
والسوء. يقول الله جل وعلا في بيان ما سيدرك هؤلاء في الاخرة من جراء هذا المال الذي حبسوه واحاطوا به واحكموا امساكه ومنعوه اهلا ولم يبذلوا منه شيئا يقول الله جل في علاه - 00:15:31
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة فيطوقون اي سيحيط بهم هذا المال الذي جمعوه وكنزوه. ولا تظن ولا تظنن ان هذا في المال الكثير بل حتى لو كان مالا قليلا منعت حقه فانت فانت متوعد بهذا الوعيد. لا فرق بين القليل والكثير في معصية الله عز وجل - 00:15:53
فان من مال فان من ماله فان من ماله كثير فالذي ما له قليل في فيما اذا منع حق الله تعالى في هذا المال فهما سواء ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحرص - 00:16:19
على ابراء ذمته باداء الحقوق التي لزمته في ماله. والا يتأخر في ذلك فان التأخر في ذلك موجب عقوبات يقول الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ثم يذكر الله تعالى ان هذا المال الذي اعطاكم اياه تفظلا وانعاما ليبتليكم فيه - 00:16:35
فامسكتموه ومنعتم حق الله تعالى فيه مآله الى الله بل مآل كل شيء الى الله ولله ميراث السماوات والارض ولله ميراث السماوات والارض فهو الوارث جل وعلا الذي يصير اليه كل شيء سبحانه وبحمده. فكل احد تارك ما في يده. ومغادر الى ربه. وسيحاسبه الله - 00:17:01
تعالى على الدقيق والجميل والنقير والقطمير والصغير والكبير والحقير كل كل ذلك سيكون في عليه الحساب والمجازات. ولهذا ذكر الله تعالى فقال ولله ميراث السماوات والارض. والله بما تعملون فاين تفرون؟ وكيف تذهبون - 00:17:27
وكيف تنفكون من هذه العقوبة والميراث لله اليه المرجع والمآب سبحانه وبحمده وهو العليم بدقائق وتفاصيل الامور على نحو لا يغيب عنه قليل ولا كثير. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل - 00:17:52
فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله سبحانه وبحمده فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ومثقال الذرة يعني وزن الذرة والذرة هي ما لا وزن له في الاصل - 00:18:12
الذرة هي شيء لا يوزن ليس له ثقل في موازين الناس لكنه عند الله لا يضيع شيء بل يزن القليل والكثير فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وهذا يستوجب ان يفطن العبد لحق الله تعالى وان يبذل حقوق الله سمحا - 00:18:30
بها نفسه فان ذلك مما يوجب للعبد بركة في ماله وصلاحا في حاله ونماء في ما يعطيه الله تعالى فان الله يؤذن بالمزيد لمن شكره وادى حق الله تعالى عليه. كما انه سبحانه وبحمده يدخر له في يدخر له في الاخرة - 00:18:53
من الثواب والاجر ما تطيب به نفسه. ويسعد به قلبه وينجو من المهالك والافات نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم نفوسا طيبة بما امرها الله تعالى قابلة لشرعه عاملة بدينه قائمة بالحق - 00:19:18
باذلة نافعة للخلق باذلة لما يجب في الاموال وفي سائر الحقوق نقرأ ما ذكر الامام البخاري في تفسير قوله تعالى ولا تحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم - 00:19:36
يتفوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير نعم بعد قول الله تعالى ولا يحسبن الذين بخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم - 00:19:53
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير قال حدثني عبد الله بن منير سمع ابا النظر قال حدثنا عبدالرحمن هو ابن عبد الله ابن دينار - 00:20:15
عن ابيه عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ما له شجاعا اقرع له زبيبته - 00:20:35
ان يطوقه يوم القيامة يأخذ بالهزمتيه يعني بشدقين. يقول انا مالك انا كنز ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضل في هذا الحديث الذي ساقه الامام البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:20:55
بيان معنى قوله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة يوم القيامة يطلق على يوم البعث والنشور وسمي هذا اليوم العظيم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا غير مقتولين. سمي بيوم القيامة لانه يقوم فيه الناس - 00:21:23
رب العالمين كما قال تعالى ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فسمي يوم القيامة سمي - 00:21:48
يوم القيامة بهذا سمي يوم القيامة بهذا الاسم لان الناس يقومون فيه لرب العالمين وايضا سمي هذا اليوم بيوم القيامة لان الله تعالى يقيم فيه الموازين يضع الله تعالى الموازين القسط ليوم القيامة - 00:22:07
فلا تظلم نفس شيئا وسمي يوم القيامة لغير ذلك من الاسباب التي ذكرها العلماء. ابرز ما هنالك ان الناس يقومون فيه من قبورهم لله عز وجل. وان الله تعالى يقيم - 00:22:34
وفيه العدل فلا يظلم فيه احد وان الموازين تنصب وتقام. فيوزن تلزم الاعمال وتوزن الدواوين توزن ويوزن العمال فالوزن جار على هذه كلها يوم القيامة يرى الناس اعمالهم حصائد اعمالهم ممثلة لهم - 00:22:50
يمثلها الله تعالى اجرام حقيقية فالمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة تكون الصدقة ظلا يظله من حر ذلك اليوم. ورمظائه وشدته وكربه واما من عصى الله عز وجل بمنع ما يجب من الصدقات في المال فقد قال الله عز وجل سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة - 00:23:19
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة اي يحيطوا بهم ما بخلوا به في ذلك اليوم العظيم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان هذا فيما رواه البخاري وغيره من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتاه الله مالا اي من اعطاه الله تعالى - 00:23:50
جمالا والمال هنا يقصد به كل ما يتمول مما تجب فيه الزكاة او يجب فيه لله حق من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته اي لم يؤدي ما وجب ما وجب لله تعالى - 00:24:12
في هذا المال ان كان من بهيمة الانعام او كان من النقدين او كان من عروض التجارة او كان من الحبوب والثمار ان اعطاك الله مالا من اموال الزكاة التي تجب فيها الزكاة. فحبست الزكاة فاستمع الى ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:30
كيف يكون مآل هذا ومنتهاه؟ يوم ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين. يقول فلم يؤد زكاته مثل له ما له اي صور له ما له الذي كنز ومنع وحبسه عن مستحقيه شجاعا اقرع - 00:24:52
شجاعا اقرع الشجاع هو الحية في لسان العرب فليس المقصود بالشجاع ضد الجبان القوي المقدام المقصود بالشجاع في هذا السياق الحية وقوله صلى الله عليه وسلم اقرع اي هذه الحية - 00:25:13
ليس في رأسها جلد ولا شعر بل هي قرعاء لان السم الذي تكتنزه في مقدم رأسها شقق ما عليه من جلد او رأس من جلدنا وشعر حتى كان اقرع فان الشعر وما يكون في مقدم الرأس يتمعر - 00:25:37
منه يتمعط من ذلك السم وتتمعط فروة الرأس من ذلك السم لشدته وعظيم ما فيه من السم الضار القاتل فالشجاع هو الثعبان هو وقيل هو الحية وهما نوع واحد وقيل هو الذي يواثب الفارس والرجل ويقوم على - 00:26:04
ذنبه يعني الحية التي تثم وتهجم وهذا موجود في بعض انواع الحيات فليست تزحف على الارض وتصيب زحفا بل تثب وتصيب الراكب وتصيب القائم من الماشية وليست تصيب فقط من اسفل الاقدام ونحو ذلك. وعلى كل حال - 00:26:29
جميع من تكلم من اهل العلم في شرح الحديث قال ان الشجاع هنا هو الحيات سواء كان ثعبانا او حية او غير ذلك انما هو نوع من الحيات شديد الفتك - 00:26:55
عظيم الاذى بل هو من اشد الحيات ظررا واذى لمن قابلته وواجهته. ولهذا كان هذا المال على هذا هذه الحال التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المال - 00:27:09
الذي احاط به الانسان وصانه ومنعه من ان يؤدي حق الله تعالى فيه يصور له على هذه الصورة شجاع اقرع له زبيبتان والمقصود بالزبيبتين اي ان شدقيه لهما بياض فيهما بياض من شدة ما فيه من السم والتغيظ - 00:27:28
الحماس في اصابة الخصم فانه كلما تحمس الانسان في كلام او مناظرة او مقاتلة او ركض او بدا زبد على جانبي فمه وتسمى يسمى الشدقين هذا الذي يبدو على الطرفين هو زبد ويسمى زبيبتين. ولذلك قال اهل العلم المراد بالزبيبتين - 00:27:54
الزبدان على الشدقين بسبب ما في هذا من الشجاع الاقرع الثعبان واو الحية من القوة والحنق والاستعداد للاذى وقيل الزبيبتان هما نابان يخرجان من فمه وقيل غير ذلك والاقرب هما - 00:28:20
دلالة هما علامتان على قوة وتوثب وقدرة في ذلك الشجاع الذي يثب على من جمع المال. يصور له بهذه الصورة هذه الصورة لو رآها الانسان على بعد عشرة امتار لخاف منها. اليس كذلك - 00:28:44
هيا بهذا بهذه الصفة او ثعبان بهذا الحجم وبهذا وبهذه الشراسة بعيدة لو كانت في قفص قد يرتاع منها الانسان اليس كذلك؟ ولو كانت طلقا زاد خوفه ان ان يصيبه منها ظرر. فكيف بحية على هذا - 00:29:06
النحو تطوق عنقه نعوذ بالله من الخذلان كيف هذه كيف تكون حاله انها حال شديدة وعذاب عظيم وخوف وروع كبير. وهذا في يوم شديد الاهوال ليس يوما يطمئن فيه الناس بل في يوم تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل. ويرون فيه من الاهواء - 00:29:24
والشدائد والكربات ما يقول فيه الناس للرسل صلوات الله وسلامه عليهم. اولي العزم من الرسل. اما ترون ما قد بلغنا؟ الا ترون ماذا وصل وصلت بنا الحال طلبا منهم ان يشفعوا عند رب العالمين في فصل القضاء. يقول صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر - 00:29:48
وصف هذه الدابة او هذا الثعبان او الحية قال يطوقه ومعنى يطوقه اي يحيط بعنقه فيجعل كالطوق الذي يحيط بالعنق ثم قال صلى الله عليه وسلم بلهزمتيه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم يطوقه - 00:30:12
يأخذ بله ذمتين اي يأخذ بلحييه هل له زمة شيء في اللحي والحي هو العظم الذي عليه الاسنان السفلى عظم الفك الذي عليه الاسنان السفلى هذا يأخذ به وهذا لا يكون الا لشدة ايش - 00:30:41
لشدة احاطته اذا احاط الشيب الانسان شديدا منعه من المضغ من الحركة لا يستطيع ان يحرك فكه لشدة اطباقه عليه هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم يأخذ به زمتيه - 00:30:59
وماذا يقول له؟ يقول انا مالك انا كنزك نعوذ بالله من الخذلان انا مالك الذي منعت حق الله تعالى فيه؟ انا كنزك الذي منعت حق الله فيه ثم تلا صلى الله عليه وسلم هذه الاية - 00:31:14
في قوله ولا يحسبن وهي قول ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم. لا والله ما هو بخير لا يظن اولئك ان هذا المال الذي على رصيده ونمى عدده انه خير بل منع حق الله فيه - 00:31:30
موجب لعظيم العقوبات وشديد العذاب وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك في هذه في هذا الحديث وقد ذكره الله عز وجل في هذه الاية. يقول الله تعالى - 00:31:50
ولا احسبن الذين يؤخرون بما اتى الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير. هذا فضلا عن عقوبة اخرى وهي عقوبة الله عز وجل لاولئك - 00:32:04
الذين يكنزون الذهب والفضة وقد ذكرها الله في سورة براءة الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم - 00:32:23
وظهورهم هذا ما كنستم لانفسكم كقوله هنا انا مالك انا كنزك هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث ان كل ما يأتيك من رزق ومال فهو من فضل الرحمن ومن عطاء المنان جل في علاه - 00:32:39
ولذلك يقول الله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله فكل نعمة عندك انما هي من فضل الله وعطائه. وهذا يعينك على سخاء نفسك وبذلك المال في رضا ربك فان هو الذي اعطاك وهو الذي امرك بان تخرج هذا المال وان تبذله في جهاته - 00:33:07
يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته اي حق الله تعالى فيه والزكاة انما تجب بشروط معلومة وهي تختلف ايضا قدرا ونصابا من مال الى مال والاموال الزكوية اربعة معروفة - 00:33:31
الذهب والفضة وما يقوم مقامهما من النقود المعاصرة بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم السائمة منها ثم الخارج من الارض ثم الرابع عروظ التجارة وهو ما يعرظه الانسان ويعده للبيع والشراء. هذه اربعة اموال هي التي تجب فيها الزكاة - 00:33:50
في قول عامة العلماء يقول صلى الله عليه وسلم مثل له شجاع اقرع وهذا يدل على ان الاعمال يوم القيامة تصور صورا يراها الناس سواء كانت صالحة او فاسدة. ينتفعون من الصالح ويعذبون بالرديء. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا - 00:34:14
او البقرة وال عمران اقرأوا البقرة وسورة ال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين او السحابتين او الفرقين الصواف تظلان صاحبهما اي تظلان تظلانه من حر ذلك اليوم وشمسه وشديد - 00:34:38
ما فيه من العقوبات والاذى فالعمل الصالح يصور يوم القيامة لصاحبه فيجني منه خيرا او يعذب به كما اخبر الله عز وجل. هذا قراءته للقرآن يكون اجره على هذا النحو الذي ذكره النبي صلى الله عليه - 00:35:01
قراءة سورة البقرة وال عمران والصدقة والصدقة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان انها تظل صاحبها اخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عقوبة الذين يمنعون الزكاة في المال وفي القرآن اخبر عن ان - 00:35:20
من يحبس الزكاة يتحول زكاة يعذب بزكاته بماله الذي منع زكاته على النحو الذي قال فيه جل وعلا الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم تكوى بها جباههم - 00:35:42
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم الاعمال تصور يوم القيامة على نحو ما جاءت به الاثار والاحاديث. وفيه انه يجب على المؤمن ان يؤمن ويصدق بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يعقله - 00:36:03
مما يكون في الاخرة فان الشريعة تأتي بما قد تحار العقول في ادراكه. انتبه لهذا الكلام الشريعة قد تأتي بما تحار العقول في ادراكه لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بشيء تمنعه العقول - 00:36:25
او تحيله العقول لكن قد تأتي الشريعة بشيء لا يدرك الانسان كيف يكون. هذا ليس فيه اشكال فان فان احوال يوم القيامة احوال عظيمة وهي دار مختلفة عن هذه الدار. فلا يمكن ان يدرك - 00:36:45
كيف يكون هذا يوم القيامة؟ لكننا نؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الجزاء على الحسنات والجزاء على السيئات دون ان ندخل في كيف يكون هذا؟ وكيف يكون ذاك - 00:37:04
فان الكيفيات للامور الغيبية لا سبيل الى ادراكها وقد جرى هذا في سؤال بعض الناس عن حاش لله عز وجل للناس على وجوههم للكافرين على وجوههم يوم القيامة. كيف يحشرهم على وجوههم كما قال تعالى يوم نحشرهم على وجوههم عميا وبكما وصم - 00:37:19
قال كيف يحشرهم على وجوههم؟ فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث انس في المسند وغيره قال الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يحشرهم على وجوههم معنى هذا انه امر الاخرة لا تسأل فيه لا تسأل فيه عن كيف - 00:37:41
لان الكيفيات لا يمكن ادراكها فلنسأل عن كيفيات ما اخبر الله تعالى به ورسوله مما لا تدرك عقولنا لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بما تمنعه العقول اي يتنافى مع العقل والمقصود بالعقل العقل السليم الصحيح وليس العقل الذي اعمته الشبهات - 00:38:00
وعشعشت فيه الضلالات وسكنته الخيالات الفاسدة والظنون الكاذبة فهذه عقول لا وزن لها فقد يكذبون الصريح والبين والظاهر والذي لا اشكال فيه. لكن الشأن كل الشأن في ما يتعلق بالعقل الصحيح ولهذا من القواعد - 00:38:23
المثبتة المحققة في كتاب الله وسنة رسوله ان الشريعة لا يمكن ان تأتي بما يعارض العقل الصحيح لكن العقل ليس مهمته ان يزن ويحكم على قول الله وقول رسوله. ما يمكن هذا. فقول الله وقول رسوله اعظم واجل - 00:38:44
اعظم واجل من ان يكون محلا الوزن بعقول الناس كما قال ابن تيمية رحمه الله ليت شعري باي كتاب باي عقل يوزن الكتاب والسنة ليت شعري يعني ليتني اعلم باي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ الكتاب والسنة هما النور - 00:39:09
هما البصائر هما الهدى هما المخرج من كل ظلالة فليس فيهما الا الاحكام والاتقان كما قال تعالى تنزيل من لدن حكيم عليم من لدن حميد من لدن حميد حكيم ويقول الله تعالى في احكي كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير - 00:39:32
فليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم شيء يتنافى مع دلالات العقل بل العقل دال على صدقها وسلامتها دال على صدق ما في الكتاب والسنة وسلامة ما في الكتاب والسنة - 00:39:57
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه يرجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه - 00:00:00
من اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ ما يسر الله تعالى من الايات في سورة ال عمران ننظر ما يسر الله تعالى من تفسيره وبيانه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:22
بسم الله الرحمن الرحيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم - 00:00:45
مم ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين - 00:01:30
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى اذا الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله لمن يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم - 00:02:06
ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير - 00:02:45
هذه الايات الكريمات بسورة ال عمران بعد ما قص الله تعالى من خبر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وما جرى في وقعة احد يقول الله تعالى لرسوله مسليا له ومهونا عليه - 00:03:20
ما يلقاه من المكذبين له والمعارضين الذين لم يدخروا جهدا في ايذاءه والنيل منه صلوات الله وسلامه عليه بكل وسيلة وطريقة يقول الله تعالى له ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - 00:03:44
انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم ايا محمد تجد في نفسك ظيقا وكدرا واذى من هؤلاء الذين يسارعون في الكفر - 00:04:04
اي في خصاله واعماله فهم انما يضرون بذلك انفسهم انهم لن يضروا الله شيئا فالله تعالى علي اعلى لا يصل اليه شيء من ضرر عباده يا عبادي انكم لن تبلغوا الضر فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني - 00:04:26
من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها فليس على الله عز وجل من كفر الكافرين نقص ولا يبلغه من ذلك ضرر فهو العزيز الحكيم جل في علاه الذي يمتنع ان يصل اليه شيء من ضرر عباده - 00:04:48
سبحانه وبحمده انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا الا يجعل لهم حظا في الاخرة. يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة اي الا يجعل لهم نصيبا في الاخرة والارادة هنا - 00:05:12
هي ارادة الله القدرية التي يكون بها كل شيء في السماء والارض فما شاء الله كان وما شاء وما لم يشأ لم يكن فالارادة هنا هي حكم الله الكوني وارادة القدرية هي بمعنى المشيئة لا فرق بين الارادة الكونية ومشيئة الله عز وجل اذ المشيئة والارادة - 00:05:28
تنتظم كل شيء في الكون فهي حكم الله الكوني الجاري على كل احد يقول الله تعالى يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة اي نصيبا منها وليس لهم من اعمال اهل الاخرة ايضا نصيب. فلا لهم في الايمان حظ - 00:05:55
ولا لهم في صالح الاعمال حظ بل هم مشتغلون بالكفر والفسوق والعصيان والمسارعة في اغضاب الملك الديان جل في علاه يقول الله تعالى ولهم عذاب عظيم وهذا وصف الله عز وجل لما اعده - 00:06:15
لهؤلاء من العذاب في الاخرة فهو عظيم مهول. نسأل الله السلامة والعافية منه. ثم يقول الله تعالى ان الذين اشتروا الكفر بالايمان ان الذين اشتروا الكفر بالايمان اي انهم لم يؤمنوا بالله - 00:06:32
اخذوا الكفر وتركوا الايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم. وهذا تأكيد لما تضمنته الاية السابقة ان الكافر لا يظر الا نفسه وان المؤمن ينفع نفسه وان الله تعالى لا تنفعه طاعة الطائع ولا معصية العاصي. يقول الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا - 00:06:51
اي لا يتوهم الكافرون ان ما نملي لهم اي ما نعطيهم ونفتح عليهم من امور الدنيا وعطائها سواء كان ذلك في الاموال او في الانفس او في الاولاد او في غير ذلك مما يمن الله تعالى به على الكفار. لا يحسبن ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم - 00:07:17
لانفسهم اي انه عطاء عن رضا وانه خير يسوقه الله تعالى اليهم انما نملي لهم اي نعطيهم ونمهلهم ونمكن لهم في بعض الاحيان انما نملي لهم ليزدادوا اثما اي ليزدادوا عتوا واستكبارا وهذا من مكر الله تعالى به بهم. وهذا من مكر الله تعالى بهم - 00:07:42
واستدراجه لهم جل في علاه. يقول سبحانه وتعالى ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. اي تلحقهم به عذاب عظيم المهانة. تلحقهم به عظيم المهانة وذلك لكفرهم بالله عز وجل ومعاندتهم اياه. ما كان - 00:08:12
الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه اي ما كان الله تعالى ليترك المؤمنين دون اختبار وابتلاء يميز الله تعالى به اهل الحق من اهل الباطل يميز الله تعالى به من صدق في ايمانه ممن كذب - 00:08:33
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب اي حتى يميز صادق الايمان من كاذبه حتى يميز المؤمن من المنافق حتى يميز الصادق من الكاذب - 00:08:50
قال الله جل وعلا الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن الذين صدقوا ولنعلمن الكاذبين فالله عز وجل يجري من البلاء على عباده واوليائه واهل التقى واهل الاسلام ما - 00:09:08
به اهل التقى عن غيرهم ما يميز به الصادق في ايمانه من غيره. يقول الله جل في علاه وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله اي ما كان الله تعالى ليكشف لكم - 00:09:31
حجب الغيب لترى لتروا نهايات الناس ومصائرهم انما ذلك مما استأثر الله تعالى به. فلا يعلم ما يكون في الا الله جل في علاه قال سبحانه وتعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون - 00:09:51
فلا يعلم احد متى تكون الساعة ولا يعلم احد ماذا يكسب غدا ولا يعلم احد ماذا متى يموت وفي اي ارض يموت؟ كما قال الله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير فذلك - 00:10:12
فذاك علمه جل في علاه الذي لم يطلع عليه الا من شاء من عباده. قال الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من الرسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم. واحاط بما لديهم واحصى - 00:10:32
كل شيء عددا سبحان الله العظيم واحصى كل شيء عددا فكل شيء محصن عند الله تعالى عدد عدد قطر المطر وعدد حبات الرمل وعدد الانس والجن وعدد اوراق الشجر وعدد مثاقيل البحار وعدد - 00:10:52
وعدد مما خلق الله تعالى فقد احصاه تعالى واحصى كل شيء عدد والاحصاء يقتضي الاحاطة والعلم وليس فقط معرفة العدد بل الاحصاء يقتضي احاطة وعلما وتمكنا في معرفة الشيء. يقول الله جل في علاه - 00:11:14
وما كان الله يطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء. فامنوا بالله ورسله. اي اقروا بالله عز وما جاءكم من الخبر عنه واقر برسله صلوات الله وسلامه عليهم. وان تؤمنوا وتتقوا اي ان تحققوا الايمان بالله وبرسله - 00:11:34
وبما يجب الايمان به وتعمل بصالح العمل وهو التقوى التي قال تعالى وتتقوا فلكم اجر عظيم ان يسوق الله تعالى لكم من الاجر شيئا عظيما فلكم اجر عظيم بعد ذلك يقول الله جل وعلا - 00:11:57
عائدا الى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم او خطاب اهل الايمان يقول ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وفي قراءة ولا تحسبن خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهنا خطاب للباخلين بما فتح الله عليهم وامدهم به من وامدهم به من - 00:12:16
من الارزاق ولا يحسبن الذين يبخلون اي يمسكون مما اعطاهم الله تعالى فيمنعون ما يجب في المال من الحقوق سواء كان ذلك في الزكاة او كان ذلك في حق النفقة - 00:12:40
الواجبة على الانسان لزوجه او ولده او والديه او اقاربه كل هذا من البخل المذموم اخلوا اسم جامع لامساك ما يجب على الانسان بذله البخل اسم جامع لامساك الانسان ما يجب عليه بذله من حق الله تعالى او حق الخلق. يقول الله تعالى ولا يحسبن ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله - 00:12:56
الله من فضله هو خيرا لهم. وانظر كيف يذكر الله تعالى هؤلاء الباخلين بان الله تفضل عليهم وانعم واكرمهم فهذا الذي في ايديهم هو من فضل الله تعالى. هذا الذي يملكونه هو من عطاء الله تعالى. فهو الذي اتاهم ذلك - 00:13:24
اتاهم اياه واثابهم على اخراجه وجازاهم احسانا ببذله وعاقبهم على امساكه. قال تعالى الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم لا يظن اولئك ان هذا المال المكنوز - 00:13:44
او هذا المال الممنوع عن اهله ومستحقيه ينفع اصحابه بل انما هو كما قال الله تعالى الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. انظر هذا ايش - 00:14:02
ما كنزتم لانفسكم. هذا الذي جمعتموه. هذا الذي بخلتم به. هذا الذي منعتموه حق منعتم حق الله تعالى فيه هذا ما كنزتم انفسهم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. يقول الله تعالى وهذا مصداق قوله تعالى - 00:14:27
ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم. بل هو شر لهم نعم شر لهم في الدنيا وشر لهم في الاخرة في الدنيا لا يدركون منه بركة ولا خيرا. فالصدقة تبارك المال ما نقص مال من صدقة. والصدقة - 00:14:47
تزكي النفس وتطيب المال كما قال العزيز الغفار خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. فالله قال ذكر في المال تطييبا وتطهيرا وزكاة تحصل لصاحب المال بطيب قلبه ونقاء سريرته وتحصل المال ذاته بطهرته ونقائه من - 00:15:05
والسوء. يقول الله جل وعلا في بيان ما سيدرك هؤلاء في الاخرة من جراء هذا المال الذي حبسوه واحاطوا به واحكموا امساكه ومنعوه اهلا ولم يبذلوا منه شيئا يقول الله جل في علاه - 00:15:31
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة فيطوقون اي سيحيط بهم هذا المال الذي جمعوه وكنزوه. ولا تظن ولا تظنن ان هذا في المال الكثير بل حتى لو كان مالا قليلا منعت حقه فانت فانت متوعد بهذا الوعيد. لا فرق بين القليل والكثير في معصية الله عز وجل - 00:15:53
فان من مال فان من ماله فان من ماله كثير فالذي ما له قليل في فيما اذا منع حق الله تعالى في هذا المال فهما سواء ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحرص - 00:16:19
على ابراء ذمته باداء الحقوق التي لزمته في ماله. والا يتأخر في ذلك فان التأخر في ذلك موجب عقوبات يقول الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ثم يذكر الله تعالى ان هذا المال الذي اعطاكم اياه تفظلا وانعاما ليبتليكم فيه - 00:16:35
فامسكتموه ومنعتم حق الله تعالى فيه مآله الى الله بل مآل كل شيء الى الله ولله ميراث السماوات والارض ولله ميراث السماوات والارض فهو الوارث جل وعلا الذي يصير اليه كل شيء سبحانه وبحمده. فكل احد تارك ما في يده. ومغادر الى ربه. وسيحاسبه الله - 00:17:01
تعالى على الدقيق والجميل والنقير والقطمير والصغير والكبير والحقير كل كل ذلك سيكون في عليه الحساب والمجازات. ولهذا ذكر الله تعالى فقال ولله ميراث السماوات والارض. والله بما تعملون فاين تفرون؟ وكيف تذهبون - 00:17:27
وكيف تنفكون من هذه العقوبة والميراث لله اليه المرجع والمآب سبحانه وبحمده وهو العليم بدقائق وتفاصيل الامور على نحو لا يغيب عنه قليل ولا كثير. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل - 00:17:52
فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله سبحانه وبحمده فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ومثقال الذرة يعني وزن الذرة والذرة هي ما لا وزن له في الاصل - 00:18:12
الذرة هي شيء لا يوزن ليس له ثقل في موازين الناس لكنه عند الله لا يضيع شيء بل يزن القليل والكثير فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وهذا يستوجب ان يفطن العبد لحق الله تعالى وان يبذل حقوق الله سمحا - 00:18:30
بها نفسه فان ذلك مما يوجب للعبد بركة في ماله وصلاحا في حاله ونماء في ما يعطيه الله تعالى فان الله يؤذن بالمزيد لمن شكره وادى حق الله تعالى عليه. كما انه سبحانه وبحمده يدخر له في يدخر له في الاخرة - 00:18:53
من الثواب والاجر ما تطيب به نفسه. ويسعد به قلبه وينجو من المهالك والافات نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم نفوسا طيبة بما امرها الله تعالى قابلة لشرعه عاملة بدينه قائمة بالحق - 00:19:18
باذلة نافعة للخلق باذلة لما يجب في الاموال وفي سائر الحقوق نقرأ ما ذكر الامام البخاري في تفسير قوله تعالى ولا تحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم - 00:19:36
يتفوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير نعم بعد قول الله تعالى ولا يحسبن الذين بخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم - 00:19:53
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير قال حدثني عبد الله بن منير سمع ابا النظر قال حدثنا عبدالرحمن هو ابن عبد الله ابن دينار - 00:20:15
عن ابيه عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ما له شجاعا اقرع له زبيبته - 00:20:35
ان يطوقه يوم القيامة يأخذ بالهزمتيه يعني بشدقين. يقول انا مالك انا كنز ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضل في هذا الحديث الذي ساقه الامام البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه - 00:20:55
بيان معنى قوله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة يوم القيامة يطلق على يوم البعث والنشور وسمي هذا اليوم العظيم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا غير مقتولين. سمي بيوم القيامة لانه يقوم فيه الناس - 00:21:23
رب العالمين كما قال تعالى ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فسمي يوم القيامة سمي - 00:21:48
يوم القيامة بهذا سمي يوم القيامة بهذا الاسم لان الناس يقومون فيه لرب العالمين وايضا سمي هذا اليوم بيوم القيامة لان الله تعالى يقيم فيه الموازين يضع الله تعالى الموازين القسط ليوم القيامة - 00:22:07
فلا تظلم نفس شيئا وسمي يوم القيامة لغير ذلك من الاسباب التي ذكرها العلماء. ابرز ما هنالك ان الناس يقومون فيه من قبورهم لله عز وجل. وان الله تعالى يقيم - 00:22:34
وفيه العدل فلا يظلم فيه احد وان الموازين تنصب وتقام. فيوزن تلزم الاعمال وتوزن الدواوين توزن ويوزن العمال فالوزن جار على هذه كلها يوم القيامة يرى الناس اعمالهم حصائد اعمالهم ممثلة لهم - 00:22:50
يمثلها الله تعالى اجرام حقيقية فالمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة تكون الصدقة ظلا يظله من حر ذلك اليوم. ورمظائه وشدته وكربه واما من عصى الله عز وجل بمنع ما يجب من الصدقات في المال فقد قال الله عز وجل سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة - 00:23:19
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة اي يحيطوا بهم ما بخلوا به في ذلك اليوم العظيم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان هذا فيما رواه البخاري وغيره من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتاه الله مالا اي من اعطاه الله تعالى - 00:23:50
جمالا والمال هنا يقصد به كل ما يتمول مما تجب فيه الزكاة او يجب فيه لله حق من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته اي لم يؤدي ما وجب ما وجب لله تعالى - 00:24:12
في هذا المال ان كان من بهيمة الانعام او كان من النقدين او كان من عروض التجارة او كان من الحبوب والثمار ان اعطاك الله مالا من اموال الزكاة التي تجب فيها الزكاة. فحبست الزكاة فاستمع الى ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:30
كيف يكون مآل هذا ومنتهاه؟ يوم ذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين. يقول فلم يؤد زكاته مثل له ما له اي صور له ما له الذي كنز ومنع وحبسه عن مستحقيه شجاعا اقرع - 00:24:52
شجاعا اقرع الشجاع هو الحية في لسان العرب فليس المقصود بالشجاع ضد الجبان القوي المقدام المقصود بالشجاع في هذا السياق الحية وقوله صلى الله عليه وسلم اقرع اي هذه الحية - 00:25:13
ليس في رأسها جلد ولا شعر بل هي قرعاء لان السم الذي تكتنزه في مقدم رأسها شقق ما عليه من جلد او رأس من جلدنا وشعر حتى كان اقرع فان الشعر وما يكون في مقدم الرأس يتمعر - 00:25:37
منه يتمعط من ذلك السم وتتمعط فروة الرأس من ذلك السم لشدته وعظيم ما فيه من السم الضار القاتل فالشجاع هو الثعبان هو وقيل هو الحية وهما نوع واحد وقيل هو الذي يواثب الفارس والرجل ويقوم على - 00:26:04
ذنبه يعني الحية التي تثم وتهجم وهذا موجود في بعض انواع الحيات فليست تزحف على الارض وتصيب زحفا بل تثب وتصيب الراكب وتصيب القائم من الماشية وليست تصيب فقط من اسفل الاقدام ونحو ذلك. وعلى كل حال - 00:26:29
جميع من تكلم من اهل العلم في شرح الحديث قال ان الشجاع هنا هو الحيات سواء كان ثعبانا او حية او غير ذلك انما هو نوع من الحيات شديد الفتك - 00:26:55
عظيم الاذى بل هو من اشد الحيات ظررا واذى لمن قابلته وواجهته. ولهذا كان هذا المال على هذا هذه الحال التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المال - 00:27:09
الذي احاط به الانسان وصانه ومنعه من ان يؤدي حق الله تعالى فيه يصور له على هذه الصورة شجاع اقرع له زبيبتان والمقصود بالزبيبتين اي ان شدقيه لهما بياض فيهما بياض من شدة ما فيه من السم والتغيظ - 00:27:28
الحماس في اصابة الخصم فانه كلما تحمس الانسان في كلام او مناظرة او مقاتلة او ركض او بدا زبد على جانبي فمه وتسمى يسمى الشدقين هذا الذي يبدو على الطرفين هو زبد ويسمى زبيبتين. ولذلك قال اهل العلم المراد بالزبيبتين - 00:27:54
الزبدان على الشدقين بسبب ما في هذا من الشجاع الاقرع الثعبان واو الحية من القوة والحنق والاستعداد للاذى وقيل الزبيبتان هما نابان يخرجان من فمه وقيل غير ذلك والاقرب هما - 00:28:20
دلالة هما علامتان على قوة وتوثب وقدرة في ذلك الشجاع الذي يثب على من جمع المال. يصور له بهذه الصورة هذه الصورة لو رآها الانسان على بعد عشرة امتار لخاف منها. اليس كذلك - 00:28:44
هيا بهذا بهذه الصفة او ثعبان بهذا الحجم وبهذا وبهذه الشراسة بعيدة لو كانت في قفص قد يرتاع منها الانسان اليس كذلك؟ ولو كانت طلقا زاد خوفه ان ان يصيبه منها ظرر. فكيف بحية على هذا - 00:29:06
النحو تطوق عنقه نعوذ بالله من الخذلان كيف هذه كيف تكون حاله انها حال شديدة وعذاب عظيم وخوف وروع كبير. وهذا في يوم شديد الاهوال ليس يوما يطمئن فيه الناس بل في يوم تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل. ويرون فيه من الاهواء - 00:29:24
والشدائد والكربات ما يقول فيه الناس للرسل صلوات الله وسلامه عليهم. اولي العزم من الرسل. اما ترون ما قد بلغنا؟ الا ترون ماذا وصل وصلت بنا الحال طلبا منهم ان يشفعوا عند رب العالمين في فصل القضاء. يقول صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر - 00:29:48
وصف هذه الدابة او هذا الثعبان او الحية قال يطوقه ومعنى يطوقه اي يحيط بعنقه فيجعل كالطوق الذي يحيط بالعنق ثم قال صلى الله عليه وسلم بلهزمتيه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم يطوقه - 00:30:12
يأخذ بله ذمتين اي يأخذ بلحييه هل له زمة شيء في اللحي والحي هو العظم الذي عليه الاسنان السفلى عظم الفك الذي عليه الاسنان السفلى هذا يأخذ به وهذا لا يكون الا لشدة ايش - 00:30:41
لشدة احاطته اذا احاط الشيب الانسان شديدا منعه من المضغ من الحركة لا يستطيع ان يحرك فكه لشدة اطباقه عليه هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم يأخذ به زمتيه - 00:30:59
وماذا يقول له؟ يقول انا مالك انا كنزك نعوذ بالله من الخذلان انا مالك الذي منعت حق الله تعالى فيه؟ انا كنزك الذي منعت حق الله فيه ثم تلا صلى الله عليه وسلم هذه الاية - 00:31:14
في قوله ولا يحسبن وهي قول ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم. لا والله ما هو بخير لا يظن اولئك ان هذا المال الذي على رصيده ونمى عدده انه خير بل منع حق الله فيه - 00:31:30
موجب لعظيم العقوبات وشديد العذاب وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك في هذه في هذا الحديث وقد ذكره الله عز وجل في هذه الاية. يقول الله تعالى - 00:31:50
ولا احسبن الذين يؤخرون بما اتى الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير. هذا فضلا عن عقوبة اخرى وهي عقوبة الله عز وجل لاولئك - 00:32:04
الذين يكنزون الذهب والفضة وقد ذكرها الله في سورة براءة الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم - 00:32:23
وظهورهم هذا ما كنستم لانفسكم كقوله هنا انا مالك انا كنزك هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث ان كل ما يأتيك من رزق ومال فهو من فضل الرحمن ومن عطاء المنان جل في علاه - 00:32:39
ولذلك يقول الله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله فكل نعمة عندك انما هي من فضل الله وعطائه. وهذا يعينك على سخاء نفسك وبذلك المال في رضا ربك فان هو الذي اعطاك وهو الذي امرك بان تخرج هذا المال وان تبذله في جهاته - 00:33:07
يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته اي حق الله تعالى فيه والزكاة انما تجب بشروط معلومة وهي تختلف ايضا قدرا ونصابا من مال الى مال والاموال الزكوية اربعة معروفة - 00:33:31
الذهب والفضة وما يقوم مقامهما من النقود المعاصرة بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم السائمة منها ثم الخارج من الارض ثم الرابع عروظ التجارة وهو ما يعرظه الانسان ويعده للبيع والشراء. هذه اربعة اموال هي التي تجب فيها الزكاة - 00:33:50
في قول عامة العلماء يقول صلى الله عليه وسلم مثل له شجاع اقرع وهذا يدل على ان الاعمال يوم القيامة تصور صورا يراها الناس سواء كانت صالحة او فاسدة. ينتفعون من الصالح ويعذبون بالرديء. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا - 00:34:14
او البقرة وال عمران اقرأوا البقرة وسورة ال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين او السحابتين او الفرقين الصواف تظلان صاحبهما اي تظلان تظلانه من حر ذلك اليوم وشمسه وشديد - 00:34:38
ما فيه من العقوبات والاذى فالعمل الصالح يصور يوم القيامة لصاحبه فيجني منه خيرا او يعذب به كما اخبر الله عز وجل. هذا قراءته للقرآن يكون اجره على هذا النحو الذي ذكره النبي صلى الله عليه - 00:35:01
قراءة سورة البقرة وال عمران والصدقة والصدقة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان انها تظل صاحبها اخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عقوبة الذين يمنعون الزكاة في المال وفي القرآن اخبر عن ان - 00:35:20
من يحبس الزكاة يتحول زكاة يعذب بزكاته بماله الذي منع زكاته على النحو الذي قال فيه جل وعلا الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم تكوى بها جباههم - 00:35:42
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم الاعمال تصور يوم القيامة على نحو ما جاءت به الاثار والاحاديث. وفيه انه يجب على المؤمن ان يؤمن ويصدق بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يعقله - 00:36:03
مما يكون في الاخرة فان الشريعة تأتي بما قد تحار العقول في ادراكه. انتبه لهذا الكلام الشريعة قد تأتي بما تحار العقول في ادراكه لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بشيء تمنعه العقول - 00:36:25
او تحيله العقول لكن قد تأتي الشريعة بشيء لا يدرك الانسان كيف يكون. هذا ليس فيه اشكال فان فان احوال يوم القيامة احوال عظيمة وهي دار مختلفة عن هذه الدار. فلا يمكن ان يدرك - 00:36:45
كيف يكون هذا يوم القيامة؟ لكننا نؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الجزاء على الحسنات والجزاء على السيئات دون ان ندخل في كيف يكون هذا؟ وكيف يكون ذاك - 00:37:04
فان الكيفيات للامور الغيبية لا سبيل الى ادراكها وقد جرى هذا في سؤال بعض الناس عن حاش لله عز وجل للناس على وجوههم للكافرين على وجوههم يوم القيامة. كيف يحشرهم على وجوههم كما قال تعالى يوم نحشرهم على وجوههم عميا وبكما وصم - 00:37:19
قال كيف يحشرهم على وجوههم؟ فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث انس في المسند وغيره قال الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يحشرهم على وجوههم معنى هذا انه امر الاخرة لا تسأل فيه لا تسأل فيه عن كيف - 00:37:41
لان الكيفيات لا يمكن ادراكها فلنسأل عن كيفيات ما اخبر الله تعالى به ورسوله مما لا تدرك عقولنا لكن لا يمكن ان تأتي الشريعة بما تمنعه العقول اي يتنافى مع العقل والمقصود بالعقل العقل السليم الصحيح وليس العقل الذي اعمته الشبهات - 00:38:00
وعشعشت فيه الضلالات وسكنته الخيالات الفاسدة والظنون الكاذبة فهذه عقول لا وزن لها فقد يكذبون الصريح والبين والظاهر والذي لا اشكال فيه. لكن الشأن كل الشأن في ما يتعلق بالعقل الصحيح ولهذا من القواعد - 00:38:23
المثبتة المحققة في كتاب الله وسنة رسوله ان الشريعة لا يمكن ان تأتي بما يعارض العقل الصحيح لكن العقل ليس مهمته ان يزن ويحكم على قول الله وقول رسوله. ما يمكن هذا. فقول الله وقول رسوله اعظم واجل - 00:38:44
اعظم واجل من ان يكون محلا الوزن بعقول الناس كما قال ابن تيمية رحمه الله ليت شعري باي كتاب باي عقل يوزن الكتاب والسنة ليت شعري يعني ليتني اعلم باي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ الكتاب والسنة هما النور - 00:39:09
هما البصائر هما الهدى هما المخرج من كل ظلالة فليس فيهما الا الاحكام والاتقان كما قال تعالى تنزيل من لدن حكيم عليم من لدن حميد من لدن حميد حكيم ويقول الله تعالى في احكي كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير - 00:39:32
فليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم شيء يتنافى مع دلالات العقل بل العقل دال على صدقها وسلامتها دال على صدق ما في الكتاب والسنة وسلامة ما في الكتاب والسنة - 00:39:57