القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له. وهذه قاعدة مفيدة جدة متى اعتبرها الانسان في الايات القرآنية اكسبته فوائد جليلة. وذلك ان الفعل او ما هو في معناه - 00:00:00
انه متى قيد بشيء تقيد به. فاذا اطلقه الله تعالى وحذف المتعلق فعمم ذلك المعنى يكون الحذف هنا احسن وافيد كثيرا من التصريح بالمتعلقات واجمع للمعاني النافعة. ولذلك امثلة كثيرة جدا - 00:00:20
قبل الامثلة نشرح القاعدة يقول القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق ثم بين مقصوده بالمتعلق فقال المعمول فيه اعني المعمول فيه او المعمول فيه على ما ذكرنا انه عطف بيان او بدن. والجملة في لغة العرب تنقسم من حيث - 00:00:40
التأثير الى عامل ومعمول. العامل هو المؤثر في غيره. العامل هو المؤثر في غيره والمعمول هو المتأثر برفع او نصب او جر او غير ذلك من علامات الاعراب بالعامل. فمثلا اكرمت زيدا وين المعمول؟ زيدا هو الذي - 00:01:00
وقع عليه اثر العامل وهو الفعل الاكرام. واين العامل؟ اكرم. ففي لغة العرب الاصل ذكر الجملة التامة ولكن قد يحذف المتعلق او يحذف شيء منها لكن لابد في الحذف ان يكون - 00:01:23
عليه دليل يدل عليه من الجملة. وايضا لابد ان يكون الحلف لفائدة. والا يكون المحذوف عمدة. هذه شروط ذكرها اهل اللغة للحذف. وهي موجودة في كتب النحو. المهم ان الحذف لا يكون الا لفائدة - 00:01:43
في الغالب ومنه الحث الذي ذكره المؤلف رحمه الله هنا حذف المتعلق وهو المعمول فيه. لا يكون الا لفائدة وهي في الغالب تعميم المعنى المناسب. وسيتبين ذلك بالامثلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله. نعم - 00:02:03
ولذلك امثلة كثيرة جدا منها انه قال في عدة ايات لعلكم تعقلون لعلكم تذكرون لعلكم تتقون. فيدول ذلك على ان المراد لعلكم تعقلون عن الله كلما ارشدكم اليه. وكلما علمكم - 00:02:21
وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة لعلكم تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية انكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي. فقوله تعالى لعلكم تعقلون. لم يذكر فيه لم يذكر نعقل ماذا؟ فدل ذلك على العموم في المعقول الذي جاء الخطاب - 00:02:41
كذلك لعلكم تذكرون وكذلك لعلكم تتقون. فلم يذكر شيئا معينا يعقل ولم يذكر شيئا معينا يتقى فلما لم يذكر شيئا معينا وحدث دل ذلك على عموم ما يحصل به التذكر وعلى عموم ما ينتفع - 00:03:11
الانسان بتعقله وعلى عموم ما ينفع الانسان اتقاؤه. واضح؟ ولذلك قال المؤلف رحمه الله لعلكم تعقلون عن الله كلما ارشدكم اليه. مما فيه نفعكم وكلما علمكموه وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة. منين - 00:03:31
هذا العموم ها يا اخواني من اين اتى؟ من حذف المتعلق لو ذكر المتعلق لخص لخصت الالة به لكن لما حذفه افاد العموم في المعنى. وكذلك لعلكم تذكرون وكذلك لعلكم تتقون. نعم. ويدخل في ذلك ما - 00:03:51
كان السياق منه وفرد من افراد هذا المعنى العام. ولهذا كان قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم صيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام. اي لعلكم تتقون - 00:04:11
المحارم عموما ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات والممنوعات. ولعلكم تتصفون بصفة وتتخلقون باخلاقها. وهكذا سائر ما ذكر فيه هذا النفل. مثل قوله هدى للمتقين للمتقين لكل ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان. اي المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى - 00:04:31
وكذلك قوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا. فاذا هم مبصرون. اي الذين كانت التقوى وصفهم وترك المحارم شعارهم متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب. تذكروا كل امر يوجب - 00:05:01
لهم المبادرة الى المتاب كعظمة الله. وما يقتضيه الايمان وما توجبه التقوى. وتذكروا عقابه ونكاله وتذكروا ما تحدثه الذنوب من العيوب والنقائص وما تسلبه من الكمالات. فاذا هم مبصرون من اين اوتيتم - 00:05:21
ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه. فبادروا في التوبة النصوح فعادوا على مرتبتهم هذا فيه تفعيل هذه القاعدة في كم موضع؟ منها؟ في كم موضع؟ في ثلاثة مواضع ان الذين اتقوا - 00:05:41
لم يذكر اتقوا ماذا؟ اتقوا الله اتقوا النار اتقوا المعاصي. فلما لم يذكره افاد العموم فيما يتقى ويحذر. اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا تذكروا ايش؟ تذكروا عظمة الله تذكروا ان الذنوب عواقبها وخيمة تذكروا - 00:06:01
الصابرين كل هذا مما يدخل. الثالث فاذا هم مبصرون. مبصرون ماذا؟ مبصرون الحق اذا هم مبصرون نافع ترك المعاصي فاذا هم مبصرون. السبل التي يتخلصون من بها من الوقوع في المعاصي. كل هذا مما - 00:06:21
في معنى الاية. وافاد ذلك ما الذي افاد هذا العموم؟ حذف المتعلق فيها ولو حدده لتحدد نصبه وتقيد به. واضح يا اخوان ولا لا؟ نعم. فعادوا على مرتبتهم وعاد الشيطان خاسئا مدحورا - 00:06:41
وكذلك ما ذكره على وجه الاطلاق عن المؤمنين او بلفظ المؤمنين او بلفظ ان الذين امنوا ونحوها. فانه ندخل فيه جميع ما جميع ما يجب الايمان به من الاصول والعقائد مع انه قيد ذلك في بعض الايات مثل قول - 00:07:01
قولوا امنا بالله. الاية وكذلك ما امر به من الصلاح والاصلاح. وما نهى عنه من الفساد والافساد مطلقا يدخل فيه كل صلاح كما يدخل في النهي كل فساد. وكذلك قوله ان الله يحب المحسنين - 00:07:21
واحسنوا للذين احسنوا الحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ يدخل في ذلك كل الاحسان في عبادة الخالق بان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. والاحسان الى المخلوقين بجميع وجوه الاحسان - 00:07:41
من قول وفعل وجاه وعلم ومال وغيرها. وكذلك قوله تعالى الهاكم التكاثر. فحذف تكاثر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات والاموال والجاه والضيعات والاولاد وغيرها مما تتعلق به اغراض النفوس ويلهيها عن طاعة الله. وكذلك قوله والعصر ان الانسان لفي خسر - 00:08:01
اي في خسارة من جميع الوجوه الا من اتصف بالايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر. وقوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فذكر المسؤولين واطلق المسئول عنه. ليعم كل ما يحتاجه العبد ولا يعلم - 00:08:31
وكذلك امره تعالى بالصبر ومحبة الصابرين وثناؤه عليهم وبيان كثرة اجرهم من غير ان ذلك بنوع ليشمل انواع الصبر الثلاثة وهي الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة - 00:08:51
ومقابل ذلك ذمه للكافرين والظالمين والفاسقين والمشركين والمنافقين والمعتدين ونحوهم من لان يقيده بشيء ليشمل جميع ذلك المعنى. ومن هذا قوله فان احصرتم ليشمل كل حصر فان خفتم فرجالنا وركبانا ليعم كل خوف. وقد يقيد ذلك ببعض الامور. فيتقيد به ما سبق الكلام لاجله - 00:09:11
ليه؟ وهذا شيء كثير لو ذهبنا نذكر الامثلة عليه لطالت ولكن قد فتح الباب فامش على هذا السبيل المفضي الى رياض بهيجة من اصناف العلوم. جزاه الله خيرا. هذي قاعدة نافعة ومفيدة. الشيخ رحمه الله في تفسيره يشير اليها - 00:09:41
الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله يشير اليها كثيرا في تفسيره. وتفتح بابا عظيما للانتفاع بالنصوص والاستدلال بها. نعم القاعدة الخامسة عشرة جعل الله الاسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الايمان - 00:10:01
وهذا في عدة مواضع من كتابه فالمقصود بهذه القاعدة ان الله جل وعلا جعل الاسباب الموصلة للمطالب العالية فالاسباب المقصود بها هنا الوسائل التي تحصل بها المطالب العالية من فوز الدنيا والاخرة مبشرات - 00:10:21
لتطمين القلوب وزيادة الايمان. فجعل من اسباب الشيء المبارك الطيب ما يطمئن به قلب الانسان ويكون حاملا له على مواصلة السير في طريقه لتحصيل المطالب العالية. هذا معنى القاعدة. ويتبين ذلك بالامثلة المذكورة - 00:10:41
نعم وهذا في عدة مواضع من كتابه فمن ذلك النصر قال في ازاره الملائكة وما جعله الا بشرى لتطمئن به قلوبكم الظمير يعود الى اي شيء؟ ها؟ لا تزال الملائكة - 00:11:01
فجعله اي ما جعل الله انزال الملائكة الا بشرى. فجعل سبب النصر وسيلة لتطمين النفس قيادة الايمان وقال في اسباب الرزق ونزول المطر ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته - 00:11:21
واعم من ذلك كله قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وهي كل دليل وعلامة تدلهم على ان الله قد اراد بهم الخير - 00:11:41
وانهم من اوليائه وصفوته فيدخل فيه الثناء الحسن. وهي كل دليل تعريف البشرى وكل دليل وعلامة تدل على ان الله قد اراد بهم الخير. وانهم من اوليائه وصفوته. فيدخل فيها كل ما يدل على - 00:12:01
الخير بارادة الله عز وجل بعبده الخير. من توفيقه للعلم النافع والعمل الصالح. وغير ذلك مما سيذكر مؤلفه. فلا تتقيد فقط بتبشير الملائكة عند الموت او ما اشبه ذلك. بل هي اوسع من ذلك. نعم. فيدخل فيه الثناء الحسن. فيدخل فيه الثناء الحسن والرؤيا الصالحة - 00:12:21
ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق والتيسير لليسرى وتجنيبهم العسرى. ومن ذلك بل من الطف لذلك انه يجعل الشدة مبشرة بالفرج بذلك يعني من اخفى ذلك. لطف هنا بمعنى الخفاء يعني لا - 00:12:41
تبين فيه انه من المبشرات ولكنه يكون عند اولي البصائر من المبشرات. اذا اشتدت الكربة وعظم الخطب فاعلم ان الفرج يسير قريب وان التيسير سهل من رب العالمين. فهذا لطيف خفي. فاللطف معناه الخفاء - 00:13:01
ومن ذلك بل من الطف ذلك؟ نعم. ومن ذلك من الطف ذلك انه يجعل الشدات مبشرة بالفرج. والعسر مؤذنا واذا تأملت ما قصه عن انبيائه واصفيائه وكيف لما اشتدت بهم الحال وضاقت بهم الارض بما - 00:13:21
وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب. رأيت من العجب العجاب. وقال تعالى فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. سيجعل الله بعد عسر - 00:13:41
يسرى وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا امثلة ذلك كثيرة والله اعلم. هذي قاعدة واظحة ومفيدة. نعم. القاعدة السادسة عشرة - 00:14:01
حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد. وذلك كقوله. ولو ترى ان الشرقية ومن اداة الشرط وفعل وفعل الشرط وجواب الشرط. والاصل كما تقدم عدم الحذف - 00:14:21
لكن قد يكون في الحذف في لغة العرب قد يكون في الحذف زيادة معنى او افادة منه هذا ان الحذف حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد. ولذلك امثلة ذكرها المؤلف رحمه الله. نعم. وذلك كقوله ولو ترى اذ المجرم - 00:14:40
نناكس رؤوسهم عند ربهم. ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت. ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان لله جميعا. ولو تراها اذ اوقفوا على ربهم. ولو ترى اذ وقفوا على النار. فحذفوا - 00:15:02
من هذه الايات وشبهها اولى من ذكره. ليدل على عظمة ذلك المقام. الله اكبر. وانه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبر عنه ولا يدرك بالوصف. ومثله قومه تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين - 00:15:22
اينما اقمتم على ما انتم عليه من التفريط والغفلة واللهو. نعم. بعض الناس يظن ان الجواب لو في كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم. فيظن ان الجواب هو قوله لترون الجحيم واللام واقعة في جواب - 00:15:42
الشرط وهذا ليس بصحيح. هذا مما يفسد المعنى ولذلك يجب الوقوف على قوله كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون الجحيم ما يجوز ان تصلها. اذا وصلتها فسد المعنى. لان المعنى على على هالفهم انه لا - 00:16:02
الجحيم الا اذا علموا علم اليقين. مع ان الكفار سيرون الجحيم علموا علم اليقين ولم يعلموا. فالرؤيا ليست معلقة بعلم اليقين ولذلك يخطئ من يصل في القراءة الواجب الوقف كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم - 00:16:22
ولترون الجحيم اللام هنا موطئة للقسم والله لترون الجحيم. فليتنبه الى هذا كثير من الائمة لا ينتبهون آآ الى هذا الامر فيصلون القراءة وبه يفسد المعنى. اي يعني بالوصل يفسد المعنى. نعم. القاعدة السابعة - 00:16:42
بعض الاسماء الواردة في القرآن اذا افرد دل على المعنى العام المناسب له. واذا قرن مع غيره دل على بعض المعنى ودل ما قرن معه على باقيه. ولهذه القاعدة امثلة كثيرة منها الايمان افرد - 00:17:02
في ايات كثيرة وقرن مع العمل الصالح في ايات كثيرة. فالايات التي افيد فيها يدخل فيه جميع عقائد وشرائعه الظاهرة والباطنة. ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب والنجاة من العقاب. ولولا دخول - 00:17:22
المذكورات ما حصلت اثاره وهو عند السلف قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح والايات التي قرن الايمان فيها بالعمل الصالح كقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يفسر الايمان فيها بما - 00:17:42
ما في قلوب من المعارف والتصديق والاعتقاد والانابة. والعمل الصالح لجميع الشرائع القوية والفعلية وكذلك هذا مثال القاعدة وانه اذا اطلق اللفظ او الاسم في بعظ السياقات يدل على العموم. فالايمان اذا لم يقرن بالعمل دخل فيه العمل. لان الايمان عند اهل السنة والجماعة كما قال المؤلف رحمه الله - 00:18:02
قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. واضح؟ واذا قرن مع العمل فانه يكون دالا على بعض معناه وهو ما يتعلق بعمل القلب. واما ما يتعلق بالجوارح والاعمال البدنية فهي داخلة في - 00:18:32
العمل الصالح وهذه القاعدة اشار اليها ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة البقرة في اول السورة وذكرها شيخ الاسلام ومن رجب من المفسرين وهي قاعدة مفيدة تحل كثيرا من الاشكالات. نعم. وكذلك لفظ البر والتقوى فحيث - 00:18:52
يعبر عنها بعضهم بقاعدة اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. يعني اذا افترق اللفظان اجتمعا فدخل احدهما في الاخر اذا اذا اذا اجتمعا افترقا. فاذا اجتمعا دل كل واحد منهما على شيء. واذا افترقا اجتمعا فدخل معنى كل - 00:19:12
معنى كل واحد منهما في الاخر. نعم. وكذلك لفظ البر والتقوى فحيث افرد البر دخل فيه امتثال الاوامر واجتناب النواهي وكذلك اذا افردت التقوى. ولهذا يرتب الله على البر وعلى التقوى عند الاطلاق - 00:19:32
الثواب المطلق والنجاة المطلقة كما يرتبه على الايمان. وتارة يفسر اعمال البر بامتثال افعال الخير وترك وكذلك في بعض الايات تفسر خصال التقوى كما في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم - 00:19:52
جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء الى اخر ما ذكرهم من الاوصاف التي تتم بها التقوى. واذا جمع بين البر والتقوى مثل قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى - 00:20:12
كان البر اسما جامعا لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. وكانت التقوى اسما جامعا يتناول ترك جميع المحرمات. وكذلك لفظ الاثم والعدوان اذا قرنت. فسر الاثم بالمعاصي التي بين العبد وبين ربه - 00:20:32
والعدوان بالتجري على الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم. واذا افرد الاثم دخل فيه كل المعاصي التي توافي مصاحبها سواء كانت بينه وبين ربه او بينه وبين الخلق. وكذلك اذا افرد العدوان - 00:20:52
وكذلك لفظ العبادة والتوكل ولفظ العبادة والاستعانة. اذا افردت العبادة في القرآن تناولت جميع ما يحب الله الله ظاهرا وباطنا ومن اول ما يدخل فيها التوكل والاستعانة نحو اياك نعبد واياك نستعين فاعبدوا - 00:21:12
وتوكل عليه فسرت العبادة بجميع المأمورات الباطنة والظاهرة. وفسر التوكل باعتماد القلب على الله في وحصول جميع المنافع ودفع المضار مع الثقة التامة بالله في حصولها. وكذلك الفقير والمسكين اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر كما في اكثر الايات. واذا جمع بينهما كما في اية الصدقات - 00:21:32
انما الصدقات لفقراء والمساكين فسر الفقير بمن اشتدت حاجته وكان لا يجد شيئا او يجد شيئا لا منه موقعاه وفسر المسكين بمن حاجته دون ذلك. ومثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة الكتاب والتمسك - 00:22:02
وهو اتباعه يشمل ذلك القيام بالدين كله. فاذا قرنت معه الصلاة كما في قوله تعالى اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة كان ذكر - 00:22:22
الصلاة تعظيما لها وتأكيدا لشأنها وحثا عليها. والا فهي داخلة بالاسم العام وهو التلاوة والتمسك به وما اشبه ذلك من الاسماء. نعم هذا هذه امثلة كلها على القاعدة وهي واضحة. ولكن في فائدة في قوله رحمه الله ومثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة - 00:22:42
الكتاب والتمسك به وهو اتباعه. التلاوة الذي يتبادر الى اذهان كثير من الناس انها مجرد القراءة وهذا خلاف استعمال القرآن للتلاوة التلاوة في كتاب الله هي القراءة مع العمل والاتباع هي ليست مجرد - 00:23:07
القراءة اللفظية نعم القاعدة الثامنة عشرة في كثير من الايات يخبر بانه يهدي من يشاء ويظل من وفي بعضها يذكر مع ذلك الاسباب المتعلقة بالعبد الموجبة للهداية والموجبة للضلال. وكذلك - 00:23:27
فحصول المغفرة وضدها وبسط الرزق وتقديره وذلك في ايات كثيرة فحيث اخبر انه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء دل ذلك على كمال توحيده وانفراده بخلق الاشياء وتدبير جميع الامور. وان خزائن الاشياء بيده - 00:23:47
يعطي ويمنع ويخفض ويدفع فيقتضي مع ذلك من العباد ان يعترفوا بذلك وان يتعلق املهم به في حصول ما يحبون منها وفي دفع ما يكرهون. والا يسألوا احدا غيره كما في الحديث القدسي - 00:24:12
يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الى اخره. وفي بعض الايات يذكر فيها باب ذلك ليعرف العباد الاسباب والطرق المفضية اليها. وفي بعض الايات يذكر فيها اسباب ذلك ليعرف العباد الاسباب - 00:24:32
والطرق المفضية اليها في سلك النافع ويدع الضار كقوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى فبين ان اسباب الهداية والتيسير تصديق العبد لربه وانقياده لامره. وان اسباب الضلال والتعسير ضد ذلك - 00:24:52
وكذلك قوله تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه وقوله ويضل يضل به كثيرا ويهدي كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة. انهم اتخذوا الشياطين - 00:25:22
اولياء من دون الله فاخبر ان الله يهدي من كان قصده حسنا. ومن رغب في الخير واتبع رضوان الله. وانه يظل من فسق عن طاعة الله وتولى اعداءه الشياطين ورضي بولايتهم عن ولاية رب العالمين. وكذلك قول - 00:25:42
فلما زاغوا ازاق الله قلوبهم وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وكذلك يذكر في بعض الايات الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة. ويستحق بها العذاب كقوله وان - 00:26:02
قيل غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. وقوله ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذي يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي وقوله ان رحمة الله قريب من المحسنين. وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت - 00:26:22
للمتقين ثم ذكر الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة وهي خصال التقوى المذكورة في هذه الاية وغيرها ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله - 00:26:52
اقول يا القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. واعم من ذلك كله قوله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. وطريق الرحمة والمغفرة سلوك طاعة الله ورسوله عموما. وهذه الاسباب المذكورة خصوصا واخبر ان العذاب له اسباب متعددة. وكلها راجعة الى شيئين. التكذيب لله ورسوله - 00:27:12
والتولي عن طاعة الله ورسوله. كقوله تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى. وسيجنب الذي يؤتي ماله يتزكى. انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى وكذلك يذكر اسباب الرزق وانه لزوم طاعة الله ورسوله والسعي الجميل مع لزوم التقوى. كقوله تعالى - 00:27:42
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وانتظار الفرج والرزق كقوله سيجعل الله بعد عسر يسرا وكثرة الذكر والاستغفار. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا - 00:28:12
الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. فاخبر ان الاستغفار سبب يستجلب به يستجلب به مغفرة الله ورزقه وخيره وضد ذلك سبب للفقر سبب للفقر والتيسير للعسرى. وامثلة هذه القاعدة كثيرة - 00:28:32
قد عرفت طريقها فالزم - 00:28:52
التفريغ
القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له. وهذه قاعدة مفيدة جدة متى اعتبرها الانسان في الايات القرآنية اكسبته فوائد جليلة. وذلك ان الفعل او ما هو في معناه - 00:00:00
انه متى قيد بشيء تقيد به. فاذا اطلقه الله تعالى وحذف المتعلق فعمم ذلك المعنى يكون الحذف هنا احسن وافيد كثيرا من التصريح بالمتعلقات واجمع للمعاني النافعة. ولذلك امثلة كثيرة جدا - 00:00:20
قبل الامثلة نشرح القاعدة يقول القاعدة الرابعة عشرة حذف المتعلق ثم بين مقصوده بالمتعلق فقال المعمول فيه اعني المعمول فيه او المعمول فيه على ما ذكرنا انه عطف بيان او بدن. والجملة في لغة العرب تنقسم من حيث - 00:00:40
التأثير الى عامل ومعمول. العامل هو المؤثر في غيره. العامل هو المؤثر في غيره والمعمول هو المتأثر برفع او نصب او جر او غير ذلك من علامات الاعراب بالعامل. فمثلا اكرمت زيدا وين المعمول؟ زيدا هو الذي - 00:01:00
وقع عليه اثر العامل وهو الفعل الاكرام. واين العامل؟ اكرم. ففي لغة العرب الاصل ذكر الجملة التامة ولكن قد يحذف المتعلق او يحذف شيء منها لكن لابد في الحذف ان يكون - 00:01:23
عليه دليل يدل عليه من الجملة. وايضا لابد ان يكون الحلف لفائدة. والا يكون المحذوف عمدة. هذه شروط ذكرها اهل اللغة للحذف. وهي موجودة في كتب النحو. المهم ان الحذف لا يكون الا لفائدة - 00:01:43
في الغالب ومنه الحث الذي ذكره المؤلف رحمه الله هنا حذف المتعلق وهو المعمول فيه. لا يكون الا لفائدة وهي في الغالب تعميم المعنى المناسب. وسيتبين ذلك بالامثلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله. نعم - 00:02:03
ولذلك امثلة كثيرة جدا منها انه قال في عدة ايات لعلكم تعقلون لعلكم تذكرون لعلكم تتقون. فيدول ذلك على ان المراد لعلكم تعقلون عن الله كلما ارشدكم اليه. وكلما علمكم - 00:02:21
وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة لعلكم تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية انكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي. فقوله تعالى لعلكم تعقلون. لم يذكر فيه لم يذكر نعقل ماذا؟ فدل ذلك على العموم في المعقول الذي جاء الخطاب - 00:02:41
كذلك لعلكم تذكرون وكذلك لعلكم تتقون. فلم يذكر شيئا معينا يعقل ولم يذكر شيئا معينا يتقى فلما لم يذكر شيئا معينا وحدث دل ذلك على عموم ما يحصل به التذكر وعلى عموم ما ينتفع - 00:03:11
الانسان بتعقله وعلى عموم ما ينفع الانسان اتقاؤه. واضح؟ ولذلك قال المؤلف رحمه الله لعلكم تعقلون عن الله كلما ارشدكم اليه. مما فيه نفعكم وكلما علمكموه وكلما انزل عليكم من الكتاب والحكمة. منين - 00:03:31
هذا العموم ها يا اخواني من اين اتى؟ من حذف المتعلق لو ذكر المتعلق لخص لخصت الالة به لكن لما حذفه افاد العموم في المعنى. وكذلك لعلكم تذكرون وكذلك لعلكم تتقون. نعم. ويدخل في ذلك ما - 00:03:51
كان السياق منه وفرد من افراد هذا المعنى العام. ولهذا كان قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم صيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام. اي لعلكم تتقون - 00:04:11
المحارم عموما ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات والممنوعات. ولعلكم تتصفون بصفة وتتخلقون باخلاقها. وهكذا سائر ما ذكر فيه هذا النفل. مثل قوله هدى للمتقين للمتقين لكل ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان. اي المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى - 00:04:31
وكذلك قوله ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا. فاذا هم مبصرون. اي الذين كانت التقوى وصفهم وترك المحارم شعارهم متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب. تذكروا كل امر يوجب - 00:05:01
لهم المبادرة الى المتاب كعظمة الله. وما يقتضيه الايمان وما توجبه التقوى. وتذكروا عقابه ونكاله وتذكروا ما تحدثه الذنوب من العيوب والنقائص وما تسلبه من الكمالات. فاذا هم مبصرون من اين اوتيتم - 00:05:21
ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه. فبادروا في التوبة النصوح فعادوا على مرتبتهم هذا فيه تفعيل هذه القاعدة في كم موضع؟ منها؟ في كم موضع؟ في ثلاثة مواضع ان الذين اتقوا - 00:05:41
لم يذكر اتقوا ماذا؟ اتقوا الله اتقوا النار اتقوا المعاصي. فلما لم يذكره افاد العموم فيما يتقى ويحذر. اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا تذكروا ايش؟ تذكروا عظمة الله تذكروا ان الذنوب عواقبها وخيمة تذكروا - 00:06:01
الصابرين كل هذا مما يدخل. الثالث فاذا هم مبصرون. مبصرون ماذا؟ مبصرون الحق اذا هم مبصرون نافع ترك المعاصي فاذا هم مبصرون. السبل التي يتخلصون من بها من الوقوع في المعاصي. كل هذا مما - 00:06:21
في معنى الاية. وافاد ذلك ما الذي افاد هذا العموم؟ حذف المتعلق فيها ولو حدده لتحدد نصبه وتقيد به. واضح يا اخوان ولا لا؟ نعم. فعادوا على مرتبتهم وعاد الشيطان خاسئا مدحورا - 00:06:41
وكذلك ما ذكره على وجه الاطلاق عن المؤمنين او بلفظ المؤمنين او بلفظ ان الذين امنوا ونحوها. فانه ندخل فيه جميع ما جميع ما يجب الايمان به من الاصول والعقائد مع انه قيد ذلك في بعض الايات مثل قول - 00:07:01
قولوا امنا بالله. الاية وكذلك ما امر به من الصلاح والاصلاح. وما نهى عنه من الفساد والافساد مطلقا يدخل فيه كل صلاح كما يدخل في النهي كل فساد. وكذلك قوله ان الله يحب المحسنين - 00:07:21
واحسنوا للذين احسنوا الحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ يدخل في ذلك كل الاحسان في عبادة الخالق بان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. والاحسان الى المخلوقين بجميع وجوه الاحسان - 00:07:41
من قول وفعل وجاه وعلم ومال وغيرها. وكذلك قوله تعالى الهاكم التكاثر. فحذف تكاثر به ليعم جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات والاموال والجاه والضيعات والاولاد وغيرها مما تتعلق به اغراض النفوس ويلهيها عن طاعة الله. وكذلك قوله والعصر ان الانسان لفي خسر - 00:08:01
اي في خسارة من جميع الوجوه الا من اتصف بالايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر. وقوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فذكر المسؤولين واطلق المسئول عنه. ليعم كل ما يحتاجه العبد ولا يعلم - 00:08:31
وكذلك امره تعالى بالصبر ومحبة الصابرين وثناؤه عليهم وبيان كثرة اجرهم من غير ان ذلك بنوع ليشمل انواع الصبر الثلاثة وهي الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة - 00:08:51
ومقابل ذلك ذمه للكافرين والظالمين والفاسقين والمشركين والمنافقين والمعتدين ونحوهم من لان يقيده بشيء ليشمل جميع ذلك المعنى. ومن هذا قوله فان احصرتم ليشمل كل حصر فان خفتم فرجالنا وركبانا ليعم كل خوف. وقد يقيد ذلك ببعض الامور. فيتقيد به ما سبق الكلام لاجله - 00:09:11
ليه؟ وهذا شيء كثير لو ذهبنا نذكر الامثلة عليه لطالت ولكن قد فتح الباب فامش على هذا السبيل المفضي الى رياض بهيجة من اصناف العلوم. جزاه الله خيرا. هذي قاعدة نافعة ومفيدة. الشيخ رحمه الله في تفسيره يشير اليها - 00:09:41
الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله يشير اليها كثيرا في تفسيره. وتفتح بابا عظيما للانتفاع بالنصوص والاستدلال بها. نعم القاعدة الخامسة عشرة جعل الله الاسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الايمان - 00:10:01
وهذا في عدة مواضع من كتابه فالمقصود بهذه القاعدة ان الله جل وعلا جعل الاسباب الموصلة للمطالب العالية فالاسباب المقصود بها هنا الوسائل التي تحصل بها المطالب العالية من فوز الدنيا والاخرة مبشرات - 00:10:21
لتطمين القلوب وزيادة الايمان. فجعل من اسباب الشيء المبارك الطيب ما يطمئن به قلب الانسان ويكون حاملا له على مواصلة السير في طريقه لتحصيل المطالب العالية. هذا معنى القاعدة. ويتبين ذلك بالامثلة المذكورة - 00:10:41
نعم وهذا في عدة مواضع من كتابه فمن ذلك النصر قال في ازاره الملائكة وما جعله الا بشرى لتطمئن به قلوبكم الظمير يعود الى اي شيء؟ ها؟ لا تزال الملائكة - 00:11:01
فجعله اي ما جعل الله انزال الملائكة الا بشرى. فجعل سبب النصر وسيلة لتطمين النفس قيادة الايمان وقال في اسباب الرزق ونزول المطر ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته - 00:11:21
واعم من ذلك كله قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وهي كل دليل وعلامة تدلهم على ان الله قد اراد بهم الخير - 00:11:41
وانهم من اوليائه وصفوته فيدخل فيه الثناء الحسن. وهي كل دليل تعريف البشرى وكل دليل وعلامة تدل على ان الله قد اراد بهم الخير. وانهم من اوليائه وصفوته. فيدخل فيها كل ما يدل على - 00:12:01
الخير بارادة الله عز وجل بعبده الخير. من توفيقه للعلم النافع والعمل الصالح. وغير ذلك مما سيذكر مؤلفه. فلا تتقيد فقط بتبشير الملائكة عند الموت او ما اشبه ذلك. بل هي اوسع من ذلك. نعم. فيدخل فيه الثناء الحسن. فيدخل فيه الثناء الحسن والرؤيا الصالحة - 00:12:21
ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق والتيسير لليسرى وتجنيبهم العسرى. ومن ذلك بل من الطف لذلك انه يجعل الشدة مبشرة بالفرج بذلك يعني من اخفى ذلك. لطف هنا بمعنى الخفاء يعني لا - 00:12:41
تبين فيه انه من المبشرات ولكنه يكون عند اولي البصائر من المبشرات. اذا اشتدت الكربة وعظم الخطب فاعلم ان الفرج يسير قريب وان التيسير سهل من رب العالمين. فهذا لطيف خفي. فاللطف معناه الخفاء - 00:13:01
ومن ذلك بل من الطف ذلك؟ نعم. ومن ذلك من الطف ذلك انه يجعل الشدات مبشرة بالفرج. والعسر مؤذنا واذا تأملت ما قصه عن انبيائه واصفيائه وكيف لما اشتدت بهم الحال وضاقت بهم الارض بما - 00:13:21
وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب. رأيت من العجب العجاب. وقال تعالى فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. سيجعل الله بعد عسر - 00:13:41
يسرى وقال صلى الله عليه وسلم واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا امثلة ذلك كثيرة والله اعلم. هذي قاعدة واظحة ومفيدة. نعم. القاعدة السادسة عشرة - 00:14:01
حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد. وذلك كقوله. ولو ترى ان الشرقية ومن اداة الشرط وفعل وفعل الشرط وجواب الشرط. والاصل كما تقدم عدم الحذف - 00:14:21
لكن قد يكون في الحذف في لغة العرب قد يكون في الحذف زيادة معنى او افادة منه هذا ان الحذف حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الامر وشدته في مقامات الوعيد. ولذلك امثلة ذكرها المؤلف رحمه الله. نعم. وذلك كقوله ولو ترى اذ المجرم - 00:14:40
نناكس رؤوسهم عند ربهم. ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت. ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان لله جميعا. ولو تراها اذ اوقفوا على ربهم. ولو ترى اذ وقفوا على النار. فحذفوا - 00:15:02
من هذه الايات وشبهها اولى من ذكره. ليدل على عظمة ذلك المقام. الله اكبر. وانه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبر عنه ولا يدرك بالوصف. ومثله قومه تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين - 00:15:22
اينما اقمتم على ما انتم عليه من التفريط والغفلة واللهو. نعم. بعض الناس يظن ان الجواب لو في كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم. فيظن ان الجواب هو قوله لترون الجحيم واللام واقعة في جواب - 00:15:42
الشرط وهذا ليس بصحيح. هذا مما يفسد المعنى ولذلك يجب الوقوف على قوله كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون الجحيم ما يجوز ان تصلها. اذا وصلتها فسد المعنى. لان المعنى على على هالفهم انه لا - 00:16:02
الجحيم الا اذا علموا علم اليقين. مع ان الكفار سيرون الجحيم علموا علم اليقين ولم يعلموا. فالرؤيا ليست معلقة بعلم اليقين ولذلك يخطئ من يصل في القراءة الواجب الوقف كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم - 00:16:22
ولترون الجحيم اللام هنا موطئة للقسم والله لترون الجحيم. فليتنبه الى هذا كثير من الائمة لا ينتبهون آآ الى هذا الامر فيصلون القراءة وبه يفسد المعنى. اي يعني بالوصل يفسد المعنى. نعم. القاعدة السابعة - 00:16:42
بعض الاسماء الواردة في القرآن اذا افرد دل على المعنى العام المناسب له. واذا قرن مع غيره دل على بعض المعنى ودل ما قرن معه على باقيه. ولهذه القاعدة امثلة كثيرة منها الايمان افرد - 00:17:02
في ايات كثيرة وقرن مع العمل الصالح في ايات كثيرة. فالايات التي افيد فيها يدخل فيه جميع عقائد وشرائعه الظاهرة والباطنة. ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب والنجاة من العقاب. ولولا دخول - 00:17:22
المذكورات ما حصلت اثاره وهو عند السلف قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح والايات التي قرن الايمان فيها بالعمل الصالح كقوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يفسر الايمان فيها بما - 00:17:42
ما في قلوب من المعارف والتصديق والاعتقاد والانابة. والعمل الصالح لجميع الشرائع القوية والفعلية وكذلك هذا مثال القاعدة وانه اذا اطلق اللفظ او الاسم في بعظ السياقات يدل على العموم. فالايمان اذا لم يقرن بالعمل دخل فيه العمل. لان الايمان عند اهل السنة والجماعة كما قال المؤلف رحمه الله - 00:18:02
قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. واضح؟ واذا قرن مع العمل فانه يكون دالا على بعض معناه وهو ما يتعلق بعمل القلب. واما ما يتعلق بالجوارح والاعمال البدنية فهي داخلة في - 00:18:32
العمل الصالح وهذه القاعدة اشار اليها ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة البقرة في اول السورة وذكرها شيخ الاسلام ومن رجب من المفسرين وهي قاعدة مفيدة تحل كثيرا من الاشكالات. نعم. وكذلك لفظ البر والتقوى فحيث - 00:18:52
يعبر عنها بعضهم بقاعدة اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. يعني اذا افترق اللفظان اجتمعا فدخل احدهما في الاخر اذا اذا اذا اجتمعا افترقا. فاذا اجتمعا دل كل واحد منهما على شيء. واذا افترقا اجتمعا فدخل معنى كل - 00:19:12
معنى كل واحد منهما في الاخر. نعم. وكذلك لفظ البر والتقوى فحيث افرد البر دخل فيه امتثال الاوامر واجتناب النواهي وكذلك اذا افردت التقوى. ولهذا يرتب الله على البر وعلى التقوى عند الاطلاق - 00:19:32
الثواب المطلق والنجاة المطلقة كما يرتبه على الايمان. وتارة يفسر اعمال البر بامتثال افعال الخير وترك وكذلك في بعض الايات تفسر خصال التقوى كما في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم - 00:19:52
جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء الى اخر ما ذكرهم من الاوصاف التي تتم بها التقوى. واذا جمع بين البر والتقوى مثل قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى - 00:20:12
كان البر اسما جامعا لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. وكانت التقوى اسما جامعا يتناول ترك جميع المحرمات. وكذلك لفظ الاثم والعدوان اذا قرنت. فسر الاثم بالمعاصي التي بين العبد وبين ربه - 00:20:32
والعدوان بالتجري على الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم. واذا افرد الاثم دخل فيه كل المعاصي التي توافي مصاحبها سواء كانت بينه وبين ربه او بينه وبين الخلق. وكذلك اذا افرد العدوان - 00:20:52
وكذلك لفظ العبادة والتوكل ولفظ العبادة والاستعانة. اذا افردت العبادة في القرآن تناولت جميع ما يحب الله الله ظاهرا وباطنا ومن اول ما يدخل فيها التوكل والاستعانة نحو اياك نعبد واياك نستعين فاعبدوا - 00:21:12
وتوكل عليه فسرت العبادة بجميع المأمورات الباطنة والظاهرة. وفسر التوكل باعتماد القلب على الله في وحصول جميع المنافع ودفع المضار مع الثقة التامة بالله في حصولها. وكذلك الفقير والمسكين اذا افرد احدهما دخل فيه الاخر كما في اكثر الايات. واذا جمع بينهما كما في اية الصدقات - 00:21:32
انما الصدقات لفقراء والمساكين فسر الفقير بمن اشتدت حاجته وكان لا يجد شيئا او يجد شيئا لا منه موقعاه وفسر المسكين بمن حاجته دون ذلك. ومثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة الكتاب والتمسك - 00:22:02
وهو اتباعه يشمل ذلك القيام بالدين كله. فاذا قرنت معه الصلاة كما في قوله تعالى اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة كان ذكر - 00:22:22
الصلاة تعظيما لها وتأكيدا لشأنها وحثا عليها. والا فهي داخلة بالاسم العام وهو التلاوة والتمسك به وما اشبه ذلك من الاسماء. نعم هذا هذه امثلة كلها على القاعدة وهي واضحة. ولكن في فائدة في قوله رحمه الله ومثل ذلك الالفاظ الدالة على تلاوة - 00:22:42
الكتاب والتمسك به وهو اتباعه. التلاوة الذي يتبادر الى اذهان كثير من الناس انها مجرد القراءة وهذا خلاف استعمال القرآن للتلاوة التلاوة في كتاب الله هي القراءة مع العمل والاتباع هي ليست مجرد - 00:23:07
القراءة اللفظية نعم القاعدة الثامنة عشرة في كثير من الايات يخبر بانه يهدي من يشاء ويظل من وفي بعضها يذكر مع ذلك الاسباب المتعلقة بالعبد الموجبة للهداية والموجبة للضلال. وكذلك - 00:23:27
فحصول المغفرة وضدها وبسط الرزق وتقديره وذلك في ايات كثيرة فحيث اخبر انه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء دل ذلك على كمال توحيده وانفراده بخلق الاشياء وتدبير جميع الامور. وان خزائن الاشياء بيده - 00:23:47
يعطي ويمنع ويخفض ويدفع فيقتضي مع ذلك من العباد ان يعترفوا بذلك وان يتعلق املهم به في حصول ما يحبون منها وفي دفع ما يكرهون. والا يسألوا احدا غيره كما في الحديث القدسي - 00:24:12
يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الى اخره. وفي بعض الايات يذكر فيها باب ذلك ليعرف العباد الاسباب والطرق المفضية اليها. وفي بعض الايات يذكر فيها اسباب ذلك ليعرف العباد الاسباب - 00:24:32
والطرق المفضية اليها في سلك النافع ويدع الضار كقوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى فبين ان اسباب الهداية والتيسير تصديق العبد لربه وانقياده لامره. وان اسباب الضلال والتعسير ضد ذلك - 00:24:52
وكذلك قوله تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه وقوله ويضل يضل به كثيرا ويهدي كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة. انهم اتخذوا الشياطين - 00:25:22
اولياء من دون الله فاخبر ان الله يهدي من كان قصده حسنا. ومن رغب في الخير واتبع رضوان الله. وانه يظل من فسق عن طاعة الله وتولى اعداءه الشياطين ورضي بولايتهم عن ولاية رب العالمين. وكذلك قول - 00:25:42
فلما زاغوا ازاق الله قلوبهم وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وكذلك يذكر في بعض الايات الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة. ويستحق بها العذاب كقوله وان - 00:26:02
قيل غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. وقوله ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذي يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي وقوله ان رحمة الله قريب من المحسنين. وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت - 00:26:22
للمتقين ثم ذكر الاسباب التي تنال بها المغفرة والرحمة وهي خصال التقوى المذكورة في هذه الاية وغيرها ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله - 00:26:52
اقول يا القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. واعم من ذلك كله قوله تعالى واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. وطريق الرحمة والمغفرة سلوك طاعة الله ورسوله عموما. وهذه الاسباب المذكورة خصوصا واخبر ان العذاب له اسباب متعددة. وكلها راجعة الى شيئين. التكذيب لله ورسوله - 00:27:12
والتولي عن طاعة الله ورسوله. كقوله تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى. وسيجنب الذي يؤتي ماله يتزكى. انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى وكذلك يذكر اسباب الرزق وانه لزوم طاعة الله ورسوله والسعي الجميل مع لزوم التقوى. كقوله تعالى - 00:27:42
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وانتظار الفرج والرزق كقوله سيجعل الله بعد عسر يسرا وكثرة الذكر والاستغفار. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا - 00:28:12
الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. فاخبر ان الاستغفار سبب يستجلب به يستجلب به مغفرة الله ورزقه وخيره وضد ذلك سبب للفقر سبب للفقر والتيسير للعسرى. وامثلة هذه القاعدة كثيرة - 00:28:32
قد عرفت طريقها فالزم - 00:28:52