بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة العبودية. واما اهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسب. قيل لسفيان ابن - 00:00:00
قيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة لاهوائهم فقال انسيت قوله تعالى او نحو هذا من الكلام. فعباد الاصنام يحبون الهتهم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحبهم - 00:00:30
والذين امنوا اشد حبا لله وقال فإن لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وقال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى - 00:01:00
ولهذا يميل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان بل يشترك فيها محب الرحمان ومحب الاوثان ومحبو الصلبان ومحبو الاوطان احب الإخوان ومحب المردان ومحب النسوان. وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجدهم - 00:01:25
من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة. وما كان عليه سلف الامة. المخالف لما بعث الله به اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:55
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد المؤلف رحمه الله ذكر امرا مهما يشكو منه كثير ممن يوفقون الى اتباع السنة وهو انهم قد لا يجدون في سلوكهم لطريق اهل السنة وتمسكهم بها لذة في عباداتهم. بل يزين لهم الشيطان بعض البدع وان كانت يسيرة - 00:02:10
ليحصلوا الخشوع وحضور القلب وحضور القلب تزينه لبعض من يصلي بان يغمض عينيه ليحصل له حضور القلب والخشوع وهذا لا شك انه من تزيين الشيطان والشيطان لا يبالي ما اصاب من الانسان سواء كان في افراط او - 00:02:33
فانه ساع جهده في اظلال الناس واجتيالهم وصرفهم عن عن الصراط المستقيم. وذلك من خلال طريقين اما الغلو اما التقصير الغلو يجانب الصراط المستقيم. والتقصير يجانب ايضا الصراط المستقيم. فالواجب على المؤمن ان يتمسك بالكتاب - 00:02:53
الكتاب والسنة ولو لم يجد من اللذة والطمأنينة والسكون والخشوع ما يجده صاحب البدعة فان وجود هذه الاثار ليس دليلا على صحة الطريق بل الدليل على صحة السبيل واستقامة المنهج موافقة الكتاب والسنة. ليس الدليل هو ما - 00:03:13
يحصل في قلب الانسان من الرقة او من الخشوع لا شك ان الاستقامة على الصراط المستقيم تفيد الانسان صلاحا في قلبه ورقة فيه ودفقا للدموع من عينيه لا شك لكن هذا قد يحول دونه حوائل قبل ان يكون فان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:03:33
كما مر معنا في الحديث ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان فلابد من تحقيق الايمان وتحقيق الاستقامة على الصراط المستقيم حتى الانسان اللذة الموعودة ولا يغريه ما يسكبه اهل البدع واهل الانحراف من الدموع في صلواتهم ومجالسهم - 00:03:53
مبتدعاتهم بل يجب عليه ان يصبر نفسه على على الصراط المستقيم والعاقبة للمتقين وليس وليست العبرة بكثرة البكاء والاحوال الظاهرة بل العبرة كل العبرة في الاستقامة على الكتاب والسنة. هذا هو المنهج القويم الذي ينبغي - 00:04:13
مؤمن ان يسلكه الشيخ رحمه الله اجاب عن ما يرد من اشكال كيف يكونون على مجانبة للباطئ للحق للباطل ومع ذلك يكون لهم من الاحوال ما لا تكون لبعض اهل الاستقامة ممن سلكوا ووفقوا الى الى الطريق - 00:04:33
المستقيم؟ الجواب ان الشيطان خلى بينه وبين بدعه خلى بينه وبين قلوبهم بل يؤزهم ويشجعهم ويعينهم على ما هم فيه ليستقروا على ما هم عليه من باطل ويمضوا في هذا الطريق المنحرف المخالف لطريق اهل السنة والجماعة. ولذلك قال الله جل وعلا - 00:04:54
بوصف عبدة العجل مع انه عجل له خوار له صوت وصفير ليس مما يبين الكلام ولا مما يجلي البيان وليس عنده معنى ولا حجة ولا برهان على صدق عبادته مع ذلك. قال الله جل وعلا في ما جرى لبني اسرائيل من - 00:05:14
التعلق به قال واشربوا في قلوبهم العجل. اشربوا اي خالط حب العجل وعبادة العجل قلوب قلوبهم حتى اختلط بها وكان منها في مكان عظيم الى درجة الاشراق وهو الاختلاط والامتزاج. فخالط حب العجل قلوبهم وامتزج بها - 00:05:34
لما زين لهم الشيطان ذلك مع انهم اهل توحيد في الاصل فهم من ابناء من ابناء الرسل والانبياء وجاءهم موسى بالحق المبين وقامت لهم من الشواهد والايات الدالة على صدق نبوة موسى ما شاهدوه وعاينوه مع ذلك اشربوا في قلوبهم العجل نعوذ بالله من - 00:05:54
يقول رحمه الله فعباد الاصنام يحبون الهتهم وذكر شواهد ذلك ثم قال ولهذا يميل هؤلاء ويغرمون بسماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة يعني ليست محبة الله ورسوله ليست محبة الله ورسوله ورسوله انما المحبة المطلقة الوجد - 00:06:14
والتعلق والبكاء لكن على اي شيء يبكي؟ على اي شيء؟ وباي شيء يتعلق؟ لا يتعلق بحق. ولا يبكي بكاء صحيحا على الكتاب والسنة انما يبكي بكاء مطلقا يشترك فيه كما قال الشيخ رحمه الله محب الاوثان والصلبان والاوطان والاخوان والمردان والنسوان - 00:06:34
ولا شك ان هذا ظلال مبين نعوذ بالله من الخسران. يقول رحمه الله وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجدهم. هؤلاء مبتدأ والذين يتبعون اه آآ اذواقهم هذا الخبر يعني وهؤلاء هم الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة. والواجب - 00:06:54
اجب على المؤمن في كل طريق يسلكه وفي كل منهج يسير فيه ان ينظر حال السلف المتقدمين وما كان عليه الائمة وان ينظر مع ذلك وقبل ذلك الى ما دل على هذا الصراط من الكتاب والسنة. هذا الطريق من الكتاب والسنة. فان كان له شاهد من كتاب الله او من سنة رسوله او من - 00:07:14
السلف الصالح فانه على خير. والا فليتركه فانه بدعة وضلالة. والبدع يا اخواني لا تزيد اصحابها من الله الا ما تجد صاحبها من الله الا بعدا ابدا لا يمكن ان تقربه الى حق ولا الى خير. فكل من ابتدع بدعة يقصد بها التقرب الى الله عوقب بنقيض مقصوده. وكانت - 00:07:34
سببا لبعده عن الصراط المستقيم. يقول رحمه الله فالمخالف فالمخالف لما بعث الله به رسوله من عبادته وحده وطاعته و طاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه الله ابدا. كما قال تعالى ثم جعلناك على شريعة - 00:07:54
من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقين فليكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن - 00:08:14
تنبيه الله وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة. يقدمونها على ما شرعه الله. وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة كما اخبر الله به عن المشركين كما تقدم. وهاتان ضلالتان عظيمتان - 00:08:42
الشيخ رحمه الله تكلم عن الصوفية الذين سلكوا طريق الجبرية فيما يتعلق بالطاعات والمعاصي. فهم يحتجون بالقدر على مخالفة الشرع ثم انهم لا يقتصرون على هذه البدعة العظيمة الكبيرة التي هي شر من قول اليهود والنصارى بل يزيدون على ذلك ويضيفون الى - 00:09:04
ذلك بدعة اخرى وهي ايش؟ وهي الابتداع في الدين. فهم جمعوا سوءتين. تعطيل ما امر الله به ورسوله الاحداث في الدين. فهم بين بدعة وشرك وهاتان ضلالتان عظيمتان هما من اعظم ما يصاب به الانسان في الدنيا واعظم ما يفسد به دين العبد وقلبه. نعم - 00:09:24
ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا وهم مستمسكون بما اختاروا بهواهم من الدين في اداء المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يضلون بترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة. ظانين ان العارف اذا شهد القدر - 00:09:44
عرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحو ذلك. من مقامات العامة دون الخاصة بناء على ان من شهد القدر علم ان ما قدر سيكون. فلا حاجة الى ذلك. وهذا ضلال - 00:10:09
مبين وغلط عظيم فإن الله قدر الأشياء بأسبابها كما قدر السعادة والشقاوة بأسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب آبائهم - 00:10:29
وبعمل اهل الجنة يعملون. امين. وخلق للنار اهلا. خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل النار يعملون. اعوذ بالله. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب - 00:10:49
المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من واما - 00:11:09
من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة. فكل ما امر الله به عباده من الاسباب فهو وعبادة والتوكل مقرور بالعبادة كما في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه وفي قوله - 00:11:29
قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب. وقول شعيب عليه السلام عليه توكلت واليه انيب. هذه طائفة من طوائف المبتدعة الصوفية الغلاة. وهم من تخير من - 00:11:49
اوامر الشرعية شيئا فالتزم وتخير من المناهج الشرعية المشهورة شيئا فامتنع منه لكنه ظل بترك ما امر به من الاسباب التي هي عبادة. حيث انه زعم شهود القدر وانه ما وانه يتعبد لله عز وجل بقدره. فترك ما جعل - 00:12:09
الله سببا في تحصيل المقاصد. اعلم بارك الله فيك انه ما من شيء في الدنيا ولا في الاخرة الا وجعل الله له سببا. ما في شيء في ولا في الاخرة الا وقد جعل الله له سببا به يحصل وبه يدرك. فمن فرط في السبب لم يدرك الغاية والمقصد والمطلب. وهذا - 00:12:29
مضطرب في امور الدين وامور الدنيا امور الأولى وامور اخرى. ولذلك لا بد من الاخذ بالأسباب. الشيخ رحمه الله يرد على هؤلاء الذين قالوا ان التوكل والدعاء ونحو ذلك من العبادات التي هي وسائل لمقاصد - 00:12:49
ويحصل بها تحصيل المطالب. يرد عليهم في قولهم ان هذه من مقامات العامة. اما الخاصة فلا ينظرون الى هذه الوسائل لانهم قد ايقنوا بان ما قدر سيكون. فلا حاجة للاشتغال بالاسباب. نقول لهؤلاء ما قاله الشيخ رحمه الله - 00:13:06
في قوله فان الله قدر الاشياء باسبابها. الاسباب ليست خارجة عن قدر الله. بل هي من قدر الله. ولذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الادوية والرقى قال هل هي ترد من قدر الله شيئا؟ قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جواب محكم - 00:13:26
تفصيل بين وتوضيح ظاهر. قال صلى الله عليه وسلم هي من قدر الله. فجعل الاسباب من قدر الله. ولهذا يجب على المؤمن ان يأخذ بالسبب. لانه لا تحصل النتائج ولا تدرك المطالب الا من طريق الاسباب التي جعلها الله عز وجل موصلة للغايات مفضية الى المقاصد والمطالب - 00:13:46
لم يشتغل الانسان بتحصيل الاسباب ما حصلت له النتائج. فالذي يريد الولد ولا يتزوج ولا يطأ. هل يمكن ان يكون ولد؟ لا يمكن. والذي يريد الرزق والكسب ثم يطيل نوم النهار ولعب الليل. هل يحصل؟ لا. الذي يريد العلم وتحصيله. هل يمكن ان - 00:14:06
العلم بالكسل والتواني والتفريط وتضييع الاوقات؟ الجواب لا. لا بد من الذي يريد الجنة هل يحصلها في المعاصي سيئات والتفريص في الطاعات والحسنات؟ الجواب لا. فلا بد من تحصيل الاسباب لتحصيل الغايات. والمطالب والمقاصد. فان الله جل وعلا قدر الاشياء - 00:14:26
اسبابها ذكر المؤلف رحمه الله لذلك دليلين مع ذكر نعم ذكر دليلين يبينان تقدير السبب والغاية يقول رحمه الله كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها لهم - 00:14:46
في روايات خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وبعمل اهل الجنة يعملون. اذا جعل الجنة لهم قدرا وجعل العبد لهم ايضا قدرا فلم يجعل الغاية مقدرة دون السبب الموصل الى الغاية. ولذلك قال وبعمل اهل الجنة يعملون. وهذا الشاهد في - 00:15:06
لقول المؤلف رحمه الله فان الله قدر الاشياء باسبابها. فالغايات هنا دخول الجنة وسببها العمل لها. العمل بعمل اهلها يقول وبعمل اهل الجنة يعملون وخلق للنار اهلا نعوذ بالله منها خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم يعني ان الله سبق - 00:15:26
تقديره بذلك والله جل وعلا عالم بكل شيء ان الله بكل شيء محيط وهو جل وعلا بكل شيء عليم علم الاشياء قبل وقوعها وبعمل اهل النار اعملون فهم قدر عليهم الغاية والسبب. فالله قد قدر الغاية والسبب فالواجب على المؤمن ان يسعى في تحصيل الاسباب المخطية الى النتائج المرغوبة المحفوظة - 00:15:46
والا يتوانى في ذلك. يقول في ذلك ايضا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع ونتكل على الكتاب؟ قال لا لا نهي عن ان يتركوا العمل وان يتكلوا على ما مضى من من الكتاب الذي فيه اهل الشقاء - 00:16:06
واهل السعادة قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. الواجب على المؤمن ان يسعى لتحصيل ما قدر له. فان الله قدر اشياء وقدر اسبابها الموصلة اليها. فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر فسيسر لعمل اهل السعادة. واما - 00:16:26
من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة نعوذ بالله من ثم قال رحمه الله فكل ما امر الله به عباده من اسباب فهو عبادة يؤجر عليها فجعل الله عز وجل تحصيل المطالب الاخروية والدنيوية من طريق الدعاء. فهل يؤجر الانسان على الدعاء؟ نعم - 00:16:46
نعم يؤجر على الدعاء يؤجر على الدعاء لان الدعاء عبادة وان كان وسيلة لتحصيل المطلوب لكنه عبادة يؤجر عليها الانسان ومثل ذلك بقوله فاعبده وتوكل عليه نعم يقول والتوكل مقرور والتوكل مقرون بالعبادة والتوكل آآ - 00:17:05
هو المشار اليه في قوله تعالى واياك نستعين. وقد قرن الله بين هذين في مواضع عديدة منها هذا ومنها قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وما ذكره المؤلف رحمه الله - 00:17:25
هنا فاعبده وتوكل عليه وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب وقولي شعيب عليه توكلت واليه انيب الانابة ما هي؟ الانابة لا تكون الا بالخضوع مع المحبة والتزام الامر وترك النهي. هذه اركانها فلا يسمى الانسان منيب - 00:17:35
بل الا اذا كان خاضعا لله محبا له مقبلا على الطاعة تاركا للمعصية. نعم. ومنهم طائفة قد تترك المستحبات من الاعمال دون الواجبات. منهم اي ممن ظل في هذا الباب من الصوفية ومن شكله. نعم - 00:17:55
يغترون بما يحصل لهم من خرق عادة. مثل مكاشفة او ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من اعادة مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعادة العامة ونحو ذلك. فيشتغل احدهم بهذه - 00:18:15
الامور عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك فهذه الامور ونحوها كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه وانما ينجو العبد منها بملازمة امر الله الذي بعث به رسوله في كل وقت. الله اكبر. ما شاء الله. ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق - 00:18:35
عادة مثل مكاشفة ان يكشف له في علم شيء خفي عن غيره. المكاشفة تكون في العلوم غالبا. في كشف له علم خفي عن غيره اما من علوم الدنيا واما من علوم الدين لكن في الغالب ان تكون آآ اسباب الفتن فيما يتعلق بعلوم - 00:19:01
الدنيا وقد يكون في علوم الدين في كشف لهما خفي على غيره فيظن نفسه بذلك سابقا حاصلا على ما لم يحصل عليه غيره من الفضل والمكانة عند رب العالمين وهو في الحقيقة جاهل غالط في هذا الظن فان المكاشفات لا تدل على اصحاب على صلاح اصحابها لا تدل - 00:19:21
ليست من لوازم الاستقامة والطاعة والصلاح ان يكون الانسان صاحب مكاشفات وصاحب كرامات فالكرامات نؤمن بها الله بها من يشاء من عباده لكنها تسر ولا تغر تبشر ولا تورط في الاغترار في النفس والاعجاب - 00:19:41
بل من حصل له اغترار بسبب هذه المكاشفات وهذه الكرامات فانه ضال على الصراط المستقيم. ولذلك قال السلف رحمهم الله كلمة جامعة لامعة نافعة اذا رأيتم الرجل في الهواء او يمشي على الماء فلا فلا تقبلوا منه حتى تزنوه او تعرضوه على الكتاب والسنة. وهذا ميزان قسط - 00:20:01
ومعيار عدل لا جور فيه لا وقت ولا شطب فالواجب الا يغتر الانسان بما يجريه الله على ايدي بعض الصالحين من الكرامات يظن انه انتهى هو العالم وهو الامام وهو القدوة وهو وهو لا قد تجري المكاشفات لعوام اهل السنة وقد تجري الكرامات - 00:20:27
في عوام اهل السنة بل قد تجري امتحانا لبعض المبتدعة. وهي في الحقيقة في هذه الحال لا تكون كرامة. لكن المقصود خرق العادة قد تخرق العادة للمخالف للسنة والجماعة وطريق النبي صلى الله عليه وسلم. لكن هذا لا يدل على صلاحه ولا على صحة سبيله. تركنا النبي صلى الله عليه وسلم يا اخواني تركنا - 00:20:47
على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. هذه المحجة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالواجب على المؤمن ان يعرض كل قول وكل رأي وكل احد على هذين المعيارين الدقيقين الكتاب والسنة. واذا طبق الناس هذا - 00:21:07
في انفسهم وفي مجتمعاتهم فازوا فوزا عظيما ومازا ومازوا به بين الحق والباطل فانه فرقان ونور يهدي به الله سبل السلام ويخرج به الانسان من الظلمات الى النور. كثير من الناس اذا جرى لهم كرامة او مخالئة او خروج عن - 00:21:25
العادة اغتر بنفسه واغتر به من حوله. والغالب ان من حوله يؤزونه الى ان يعجب بنفسه ويخرج على الصراط المستقيم. ولذلك في الحقيقة تكون عليهم في بعض الاحيان تكون هذه المخالفات للعادة الخوارق للعادات تكون عليهم - 00:21:44
شؤمة تأكل عليهم شؤما حيث انها تخرجهم عن سبيل المتقين وتوقعهم في طريق المنحرفين. يقول رحمه الله فهذه الامور اي والكرامات وخوارق العادات. كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه يعني اهل العبادة. وانما ينجو العبد منها اي من شرها - 00:22:04
وما تعقبه من فتنة في النفس وما وما تعقبه من افتتان به انما ينجو منها بملازمة امر الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وهذا فيه ان العبادة لا حد لها ولا ظرف لها ولا زمن لها بل هي في كل حين ووقت كما - 00:22:24
الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. نعم. نعم. كما قال الزهري كان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة نعم وذلك ان السنة كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها - 00:22:44
اغرق. الله اكبر. والعبادة والطاعة والاستقامة والنجاة في ركوب هذه السفينة والاخذ بالسنة هو النجاة من طرق الضلالة على اختلافها وتنوعها والغرق هو الغرق في الظلمات فان من اعرض عن الكتاب والسنة اظلم قلبه وفسد رأيه وبولي - 00:23:06
انواع من المخالفات والانحرافات نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:23:26
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة العبودية. واما اهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسب. قيل لسفيان ابن - 00:00:00
قيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة لاهوائهم فقال انسيت قوله تعالى او نحو هذا من الكلام. فعباد الاصنام يحبون الهتهم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحبهم - 00:00:30
والذين امنوا اشد حبا لله وقال فإن لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وقال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى - 00:01:00
ولهذا يميل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان بل يشترك فيها محب الرحمان ومحب الاوثان ومحبو الصلبان ومحبو الاوطان احب الإخوان ومحب المردان ومحب النسوان. وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجدهم - 00:01:25
من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة. وما كان عليه سلف الامة. المخالف لما بعث الله به اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:01:55
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد المؤلف رحمه الله ذكر امرا مهما يشكو منه كثير ممن يوفقون الى اتباع السنة وهو انهم قد لا يجدون في سلوكهم لطريق اهل السنة وتمسكهم بها لذة في عباداتهم. بل يزين لهم الشيطان بعض البدع وان كانت يسيرة - 00:02:10
ليحصلوا الخشوع وحضور القلب وحضور القلب تزينه لبعض من يصلي بان يغمض عينيه ليحصل له حضور القلب والخشوع وهذا لا شك انه من تزيين الشيطان والشيطان لا يبالي ما اصاب من الانسان سواء كان في افراط او - 00:02:33
فانه ساع جهده في اظلال الناس واجتيالهم وصرفهم عن عن الصراط المستقيم. وذلك من خلال طريقين اما الغلو اما التقصير الغلو يجانب الصراط المستقيم. والتقصير يجانب ايضا الصراط المستقيم. فالواجب على المؤمن ان يتمسك بالكتاب - 00:02:53
الكتاب والسنة ولو لم يجد من اللذة والطمأنينة والسكون والخشوع ما يجده صاحب البدعة فان وجود هذه الاثار ليس دليلا على صحة الطريق بل الدليل على صحة السبيل واستقامة المنهج موافقة الكتاب والسنة. ليس الدليل هو ما - 00:03:13
يحصل في قلب الانسان من الرقة او من الخشوع لا شك ان الاستقامة على الصراط المستقيم تفيد الانسان صلاحا في قلبه ورقة فيه ودفقا للدموع من عينيه لا شك لكن هذا قد يحول دونه حوائل قبل ان يكون فان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:03:33
كما مر معنا في الحديث ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان فلابد من تحقيق الايمان وتحقيق الاستقامة على الصراط المستقيم حتى الانسان اللذة الموعودة ولا يغريه ما يسكبه اهل البدع واهل الانحراف من الدموع في صلواتهم ومجالسهم - 00:03:53
مبتدعاتهم بل يجب عليه ان يصبر نفسه على على الصراط المستقيم والعاقبة للمتقين وليس وليست العبرة بكثرة البكاء والاحوال الظاهرة بل العبرة كل العبرة في الاستقامة على الكتاب والسنة. هذا هو المنهج القويم الذي ينبغي - 00:04:13
مؤمن ان يسلكه الشيخ رحمه الله اجاب عن ما يرد من اشكال كيف يكونون على مجانبة للباطئ للحق للباطل ومع ذلك يكون لهم من الاحوال ما لا تكون لبعض اهل الاستقامة ممن سلكوا ووفقوا الى الى الطريق - 00:04:33
المستقيم؟ الجواب ان الشيطان خلى بينه وبين بدعه خلى بينه وبين قلوبهم بل يؤزهم ويشجعهم ويعينهم على ما هم فيه ليستقروا على ما هم عليه من باطل ويمضوا في هذا الطريق المنحرف المخالف لطريق اهل السنة والجماعة. ولذلك قال الله جل وعلا - 00:04:54
بوصف عبدة العجل مع انه عجل له خوار له صوت وصفير ليس مما يبين الكلام ولا مما يجلي البيان وليس عنده معنى ولا حجة ولا برهان على صدق عبادته مع ذلك. قال الله جل وعلا في ما جرى لبني اسرائيل من - 00:05:14
التعلق به قال واشربوا في قلوبهم العجل. اشربوا اي خالط حب العجل وعبادة العجل قلوب قلوبهم حتى اختلط بها وكان منها في مكان عظيم الى درجة الاشراق وهو الاختلاط والامتزاج. فخالط حب العجل قلوبهم وامتزج بها - 00:05:34
لما زين لهم الشيطان ذلك مع انهم اهل توحيد في الاصل فهم من ابناء من ابناء الرسل والانبياء وجاءهم موسى بالحق المبين وقامت لهم من الشواهد والايات الدالة على صدق نبوة موسى ما شاهدوه وعاينوه مع ذلك اشربوا في قلوبهم العجل نعوذ بالله من - 00:05:54
يقول رحمه الله فعباد الاصنام يحبون الهتهم وذكر شواهد ذلك ثم قال ولهذا يميل هؤلاء ويغرمون بسماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة يعني ليست محبة الله ورسوله ليست محبة الله ورسوله ورسوله انما المحبة المطلقة الوجد - 00:06:14
والتعلق والبكاء لكن على اي شيء يبكي؟ على اي شيء؟ وباي شيء يتعلق؟ لا يتعلق بحق. ولا يبكي بكاء صحيحا على الكتاب والسنة انما يبكي بكاء مطلقا يشترك فيه كما قال الشيخ رحمه الله محب الاوثان والصلبان والاوطان والاخوان والمردان والنسوان - 00:06:34
ولا شك ان هذا ظلال مبين نعوذ بالله من الخسران. يقول رحمه الله وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجدهم. هؤلاء مبتدأ والذين يتبعون اه آآ اذواقهم هذا الخبر يعني وهؤلاء هم الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة. والواجب - 00:06:54
اجب على المؤمن في كل طريق يسلكه وفي كل منهج يسير فيه ان ينظر حال السلف المتقدمين وما كان عليه الائمة وان ينظر مع ذلك وقبل ذلك الى ما دل على هذا الصراط من الكتاب والسنة. هذا الطريق من الكتاب والسنة. فان كان له شاهد من كتاب الله او من سنة رسوله او من - 00:07:14
السلف الصالح فانه على خير. والا فليتركه فانه بدعة وضلالة. والبدع يا اخواني لا تزيد اصحابها من الله الا ما تجد صاحبها من الله الا بعدا ابدا لا يمكن ان تقربه الى حق ولا الى خير. فكل من ابتدع بدعة يقصد بها التقرب الى الله عوقب بنقيض مقصوده. وكانت - 00:07:34
سببا لبعده عن الصراط المستقيم. يقول رحمه الله فالمخالف فالمخالف لما بعث الله به رسوله من عبادته وحده وطاعته و طاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه الله ابدا. كما قال تعالى ثم جعلناك على شريعة - 00:07:54
من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقين فليكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن - 00:08:14
تنبيه الله وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة. يقدمونها على ما شرعه الله. وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة كما اخبر الله به عن المشركين كما تقدم. وهاتان ضلالتان عظيمتان - 00:08:42
الشيخ رحمه الله تكلم عن الصوفية الذين سلكوا طريق الجبرية فيما يتعلق بالطاعات والمعاصي. فهم يحتجون بالقدر على مخالفة الشرع ثم انهم لا يقتصرون على هذه البدعة العظيمة الكبيرة التي هي شر من قول اليهود والنصارى بل يزيدون على ذلك ويضيفون الى - 00:09:04
ذلك بدعة اخرى وهي ايش؟ وهي الابتداع في الدين. فهم جمعوا سوءتين. تعطيل ما امر الله به ورسوله الاحداث في الدين. فهم بين بدعة وشرك وهاتان ضلالتان عظيمتان هما من اعظم ما يصاب به الانسان في الدنيا واعظم ما يفسد به دين العبد وقلبه. نعم - 00:09:24
ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا وهم مستمسكون بما اختاروا بهواهم من الدين في اداء المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يضلون بترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة. ظانين ان العارف اذا شهد القدر - 00:09:44
عرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منهم او الدعاء ونحو ذلك. من مقامات العامة دون الخاصة بناء على ان من شهد القدر علم ان ما قدر سيكون. فلا حاجة الى ذلك. وهذا ضلال - 00:10:09
مبين وغلط عظيم فإن الله قدر الأشياء بأسبابها كما قدر السعادة والشقاوة بأسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب آبائهم - 00:10:29
وبعمل اهل الجنة يعملون. امين. وخلق للنار اهلا. خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل النار يعملون. اعوذ بالله. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب - 00:10:49
المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من واما - 00:11:09
من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة. فكل ما امر الله به عباده من الاسباب فهو وعبادة والتوكل مقرور بالعبادة كما في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه وفي قوله - 00:11:29
قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه ما تاب. وقول شعيب عليه السلام عليه توكلت واليه انيب. هذه طائفة من طوائف المبتدعة الصوفية الغلاة. وهم من تخير من - 00:11:49
اوامر الشرعية شيئا فالتزم وتخير من المناهج الشرعية المشهورة شيئا فامتنع منه لكنه ظل بترك ما امر به من الاسباب التي هي عبادة. حيث انه زعم شهود القدر وانه ما وانه يتعبد لله عز وجل بقدره. فترك ما جعل - 00:12:09
الله سببا في تحصيل المقاصد. اعلم بارك الله فيك انه ما من شيء في الدنيا ولا في الاخرة الا وجعل الله له سببا. ما في شيء في ولا في الاخرة الا وقد جعل الله له سببا به يحصل وبه يدرك. فمن فرط في السبب لم يدرك الغاية والمقصد والمطلب. وهذا - 00:12:29
مضطرب في امور الدين وامور الدنيا امور الأولى وامور اخرى. ولذلك لا بد من الاخذ بالأسباب. الشيخ رحمه الله يرد على هؤلاء الذين قالوا ان التوكل والدعاء ونحو ذلك من العبادات التي هي وسائل لمقاصد - 00:12:49
ويحصل بها تحصيل المطالب. يرد عليهم في قولهم ان هذه من مقامات العامة. اما الخاصة فلا ينظرون الى هذه الوسائل لانهم قد ايقنوا بان ما قدر سيكون. فلا حاجة للاشتغال بالاسباب. نقول لهؤلاء ما قاله الشيخ رحمه الله - 00:13:06
في قوله فان الله قدر الاشياء باسبابها. الاسباب ليست خارجة عن قدر الله. بل هي من قدر الله. ولذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الادوية والرقى قال هل هي ترد من قدر الله شيئا؟ قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جواب محكم - 00:13:26
تفصيل بين وتوضيح ظاهر. قال صلى الله عليه وسلم هي من قدر الله. فجعل الاسباب من قدر الله. ولهذا يجب على المؤمن ان يأخذ بالسبب. لانه لا تحصل النتائج ولا تدرك المطالب الا من طريق الاسباب التي جعلها الله عز وجل موصلة للغايات مفضية الى المقاصد والمطالب - 00:13:46
لم يشتغل الانسان بتحصيل الاسباب ما حصلت له النتائج. فالذي يريد الولد ولا يتزوج ولا يطأ. هل يمكن ان يكون ولد؟ لا يمكن. والذي يريد الرزق والكسب ثم يطيل نوم النهار ولعب الليل. هل يحصل؟ لا. الذي يريد العلم وتحصيله. هل يمكن ان - 00:14:06
العلم بالكسل والتواني والتفريط وتضييع الاوقات؟ الجواب لا. لا بد من الذي يريد الجنة هل يحصلها في المعاصي سيئات والتفريص في الطاعات والحسنات؟ الجواب لا. فلا بد من تحصيل الاسباب لتحصيل الغايات. والمطالب والمقاصد. فان الله جل وعلا قدر الاشياء - 00:14:26
اسبابها ذكر المؤلف رحمه الله لذلك دليلين مع ذكر نعم ذكر دليلين يبينان تقدير السبب والغاية يقول رحمه الله كما قدر السعادة والشقاوة باسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا خلقها لهم - 00:14:46
في روايات خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وبعمل اهل الجنة يعملون. اذا جعل الجنة لهم قدرا وجعل العبد لهم ايضا قدرا فلم يجعل الغاية مقدرة دون السبب الموصل الى الغاية. ولذلك قال وبعمل اهل الجنة يعملون. وهذا الشاهد في - 00:15:06
لقول المؤلف رحمه الله فان الله قدر الاشياء باسبابها. فالغايات هنا دخول الجنة وسببها العمل لها. العمل بعمل اهلها يقول وبعمل اهل الجنة يعملون وخلق للنار اهلا نعوذ بالله منها خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم يعني ان الله سبق - 00:15:26
تقديره بذلك والله جل وعلا عالم بكل شيء ان الله بكل شيء محيط وهو جل وعلا بكل شيء عليم علم الاشياء قبل وقوعها وبعمل اهل النار اعملون فهم قدر عليهم الغاية والسبب. فالله قد قدر الغاية والسبب فالواجب على المؤمن ان يسعى في تحصيل الاسباب المخطية الى النتائج المرغوبة المحفوظة - 00:15:46
والا يتوانى في ذلك. يقول في ذلك ايضا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبرهم بان الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله افلا ندع ونتكل على الكتاب؟ قال لا لا نهي عن ان يتركوا العمل وان يتكلوا على ما مضى من من الكتاب الذي فيه اهل الشقاء - 00:16:06
واهل السعادة قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. الواجب على المؤمن ان يسعى لتحصيل ما قدر له. فان الله قدر اشياء وقدر اسبابها الموصلة اليها. فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السعادة فسييسر فسيسر لعمل اهل السعادة. واما - 00:16:26
من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة نعوذ بالله من ثم قال رحمه الله فكل ما امر الله به عباده من اسباب فهو عبادة يؤجر عليها فجعل الله عز وجل تحصيل المطالب الاخروية والدنيوية من طريق الدعاء. فهل يؤجر الانسان على الدعاء؟ نعم - 00:16:46
نعم يؤجر على الدعاء يؤجر على الدعاء لان الدعاء عبادة وان كان وسيلة لتحصيل المطلوب لكنه عبادة يؤجر عليها الانسان ومثل ذلك بقوله فاعبده وتوكل عليه نعم يقول والتوكل مقرور والتوكل مقرون بالعبادة والتوكل آآ - 00:17:05
هو المشار اليه في قوله تعالى واياك نستعين. وقد قرن الله بين هذين في مواضع عديدة منها هذا ومنها قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وما ذكره المؤلف رحمه الله - 00:17:25
هنا فاعبده وتوكل عليه وفي قوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب وقولي شعيب عليه توكلت واليه انيب الانابة ما هي؟ الانابة لا تكون الا بالخضوع مع المحبة والتزام الامر وترك النهي. هذه اركانها فلا يسمى الانسان منيب - 00:17:35
بل الا اذا كان خاضعا لله محبا له مقبلا على الطاعة تاركا للمعصية. نعم. ومنهم طائفة قد تترك المستحبات من الاعمال دون الواجبات. منهم اي ممن ظل في هذا الباب من الصوفية ومن شكله. نعم - 00:17:55
يغترون بما يحصل لهم من خرق عادة. مثل مكاشفة او ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من اعادة مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعادة العامة ونحو ذلك. فيشتغل احدهم بهذه - 00:18:15
الامور عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك فهذه الامور ونحوها كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه وانما ينجو العبد منها بملازمة امر الله الذي بعث به رسوله في كل وقت. الله اكبر. ما شاء الله. ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق - 00:18:35
عادة مثل مكاشفة ان يكشف له في علم شيء خفي عن غيره. المكاشفة تكون في العلوم غالبا. في كشف له علم خفي عن غيره اما من علوم الدنيا واما من علوم الدين لكن في الغالب ان تكون آآ اسباب الفتن فيما يتعلق بعلوم - 00:19:01
الدنيا وقد يكون في علوم الدين في كشف لهما خفي على غيره فيظن نفسه بذلك سابقا حاصلا على ما لم يحصل عليه غيره من الفضل والمكانة عند رب العالمين وهو في الحقيقة جاهل غالط في هذا الظن فان المكاشفات لا تدل على اصحاب على صلاح اصحابها لا تدل - 00:19:21
ليست من لوازم الاستقامة والطاعة والصلاح ان يكون الانسان صاحب مكاشفات وصاحب كرامات فالكرامات نؤمن بها الله بها من يشاء من عباده لكنها تسر ولا تغر تبشر ولا تورط في الاغترار في النفس والاعجاب - 00:19:41
بل من حصل له اغترار بسبب هذه المكاشفات وهذه الكرامات فانه ضال على الصراط المستقيم. ولذلك قال السلف رحمهم الله كلمة جامعة لامعة نافعة اذا رأيتم الرجل في الهواء او يمشي على الماء فلا فلا تقبلوا منه حتى تزنوه او تعرضوه على الكتاب والسنة. وهذا ميزان قسط - 00:20:01
ومعيار عدل لا جور فيه لا وقت ولا شطب فالواجب الا يغتر الانسان بما يجريه الله على ايدي بعض الصالحين من الكرامات يظن انه انتهى هو العالم وهو الامام وهو القدوة وهو وهو لا قد تجري المكاشفات لعوام اهل السنة وقد تجري الكرامات - 00:20:27
في عوام اهل السنة بل قد تجري امتحانا لبعض المبتدعة. وهي في الحقيقة في هذه الحال لا تكون كرامة. لكن المقصود خرق العادة قد تخرق العادة للمخالف للسنة والجماعة وطريق النبي صلى الله عليه وسلم. لكن هذا لا يدل على صلاحه ولا على صحة سبيله. تركنا النبي صلى الله عليه وسلم يا اخواني تركنا - 00:20:47
على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. هذه المحجة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالواجب على المؤمن ان يعرض كل قول وكل رأي وكل احد على هذين المعيارين الدقيقين الكتاب والسنة. واذا طبق الناس هذا - 00:21:07
في انفسهم وفي مجتمعاتهم فازوا فوزا عظيما ومازا ومازوا به بين الحق والباطل فانه فرقان ونور يهدي به الله سبل السلام ويخرج به الانسان من الظلمات الى النور. كثير من الناس اذا جرى لهم كرامة او مخالئة او خروج عن - 00:21:25
العادة اغتر بنفسه واغتر به من حوله. والغالب ان من حوله يؤزونه الى ان يعجب بنفسه ويخرج على الصراط المستقيم. ولذلك في الحقيقة تكون عليهم في بعض الاحيان تكون هذه المخالفات للعادة الخوارق للعادات تكون عليهم - 00:21:44
شؤمة تأكل عليهم شؤما حيث انها تخرجهم عن سبيل المتقين وتوقعهم في طريق المنحرفين. يقول رحمه الله فهذه الامور اي والكرامات وخوارق العادات. كثيرا ما تعرض لاهل السلوك والتوجه يعني اهل العبادة. وانما ينجو العبد منها اي من شرها - 00:22:04
وما تعقبه من فتنة في النفس وما وما تعقبه من افتتان به انما ينجو منها بملازمة امر الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وهذا فيه ان العبادة لا حد لها ولا ظرف لها ولا زمن لها بل هي في كل حين ووقت كما - 00:22:24
الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. نعم. نعم. كما قال الزهري كان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة نعم وذلك ان السنة كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها - 00:22:44
اغرق. الله اكبر. والعبادة والطاعة والاستقامة والنجاة في ركوب هذه السفينة والاخذ بالسنة هو النجاة من طرق الضلالة على اختلافها وتنوعها والغرق هو الغرق في الظلمات فان من اعرض عن الكتاب والسنة اظلم قلبه وفسد رأيه وبولي - 00:23:06
انواع من المخالفات والانحرافات نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:23:26