الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين احمده حق حمده له الحمد كله لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:01
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. ومن اتبع سنة وقته فاثره باحسان. الى يوم الدين. نستمع الى شيء من قراءة سورة النساء ثم يعلق بما يفتح الله تعالى اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم - 00:00:23
بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون تساءلون به والارحام - 00:00:43
ان الله كان عليكم رقيبا واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب لن تأكلوا اموالهم الى اموالكم. انه كان حر كبيرا وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. مثنى وثلاث ورباع. فان - 00:01:29
خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم. ذلك ادنى الا تعولوا واتوا النساء صدقاتهن ان نحلة فإن قبل لكم عن شيء منه نفسا كلوه هنيئا مريئا ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قيامة - 00:02:15
وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وبطلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فدفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا. ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل - 00:03:01
المعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم. وكفى بالله نسيبا للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون منك ما قل منه او كثر نصيبا مفروضا - 00:03:47
واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا. خافوا فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما. انما يأكل - 00:04:30
في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فتح الله تعالى سورة النساء بنداء الناس كافة والنداء في القرآن على صور وانواع من اوسعه وعمه نداء الله تعالى العباد يا عبادي ومن لانه يشمل الانس والجن - 00:05:15
وسائر عباد الله الذين خوطبوا بهذا الكتاب من الانس والجن ويأتي الخطاب والنداء للانس عامة وهذا اول خطاب خاطب الله تعالى به الناس في القرآن اول نداء قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم - 00:05:46
هو الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وفي هذه السورة ويأتي ايضا نداء لاهل الايمان يا ايها الذين امنوا فالنداءات القرآنية متنوعة على حسب ما يقتضيه وفي هذا نداء للناس لان الخطاب في هذه السورة لكافة الناس اذ انها تبين لهم - 00:06:09
اصل الخلق ومقصود الخلق. فابتدأ الله تعالى الخطاب الى الناس امرا اياهم بما يجب على جميعهم. اولهم واخرهم عربهم وعجمهم ان يحققوا التقوى لله عز وجل كما قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فالله اوصى الجميع من الاولين والاخرين - 00:06:37
كافة الناس اوصى كافة الناس بالقيام بهذا الاصل وهو تقواه جل في علاه. وهنا يقول تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم امر الله تعالى الناس بتقواه جل في علاه وتقواه - 00:07:05
تدور على فعل ما امر جل في علاه رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه وترك ما حرمه ونهى عنه رغبة فيما عنده وخشية عقابه والتقوى هنا لم يذكر فيها الالهية بل ذكر فيها الربوبية لان الخطاب لكل الناس. وخطاب الناس يكون بكل - 00:07:23
بكل ما يجمعهم ويتفقون عليه وهو انهم عبيد لله الله خلقهم وهو رزقهم وهو يملكهم وهو مدبرهم جل في علاه. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. هنا هذا في الاية الاولى في يا ايها يا ايها الناس اعبدوا ربكم اما هنا - 00:07:53
يقول يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وهي نفس ادم وخلق منها زوجها اي اوجد منها زوجها فحواء وهي زوج ادم ام البشر خلقت من ادم عليه السلام. وذاك في بديع صنع الله عز وجل حيث خلق ادم - 00:08:18
من غير اب ولا ام وخلق حواء من ضلع من اضلاع من ضلع من ضلع من اضلاع ادم عليه السلام وخلق سائر الانس من الذكر والانثى كما قال تعالى وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:08:41
اي ذرا من هذين الجنسين الذكر والانثى خلقا كثيرا ملأ الدنيا على اختلاف الوانهم وعلى اختلاف السنتهم وعلى اختلاف اماكنهم وعلى اختلاف عاداتهم وعلى اختلاف اديانهم وعلى اختلاف ما هم - 00:09:08
فيه مختلفون كل اولئك يرجعون الى اصل واحد وهو ما ذكره الله تعالى في هذه الاية في قوله تعالى الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما اي من هذين الزوجين رجالا كثيرا - 00:09:32
ونساء اي ونساء كثيرات ثم قال تعالى بعد ان ذكر بانه الذي يستحق ان يتقى لانه الخالق قال واتقوا الله فذكر الالوهية بعد الربوبية لان الربوبية يقر بها الجميع فما من احد الا ويقر بان الله خالق كل شيء ان الله خالق الخلق وانه خالق السماوات والارض ولئن سألتم من خلقهم ليقولون - 00:09:52
ان الله فالخلق جميعا يقرون بان الله تعالى خالق كل شيء ثم بعد ذلك ذكر الالهية التي لا يقر بها الا الصفوة من الناس وهم المصطفون الاخيار الذين اصطفاهم الله تعالى وعرفهم حق الله تعالى فقاموا بلا اله الا الله فلم - 00:10:22
سواه ولم يصرفوا العبادة لغيره. بل عبدوه وحده لا شريك له. قال واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. تساءلون به اي يسأل بعضكم بعضا بالله عز وجل. اسألك بالله ان تفعل كذا. هذا معنى قوله تساءلون به - 00:10:46
ان يسألوا بعضكم بعضا به سبحانه وبحمده. ومعلوم ان السؤال بالله لا يكون الا عن تعظيم له جل في علاه. ولهذا اكد النبي صلى الله عليه وسلم على من سئل بالله ان يجيب سائلهما لم يسأل باطلا او ما لا حق له فيه. فقد - 00:11:06
جاء في السنن والترمذي من حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سألكم بالله فاعطوه من استعاذكم فاعيدوه ومن سألكم بالله فاعطوه اي فاجيبوه الى ما سألكم الى ما سألكم - 00:11:27
بالله عز وجل لاجل تعظيمه واجلاله سبحانه وبحمده ثم قال تعالى والارحام الارحام فيها قراءتين. الارحام فيها قراءتان القراءة الاولى والارحام والقراءة الثانية والارحام والذي في القراءة المشهورة والارحام اي واتقوا الارحام. وكيف تتقى الارحام؟ تتقى الارحام اداء حق الله تعالى - 00:11:44
فيها من الصلة والبر الذي فرضه الله تعالى على ذوي الارحام فيما يتعلق القرابات وحقوقها ثم قال تعالى ان الله كان عليكم رقيبا اي كان عليكم مطلعا فالرقابة تقتضي الاطلاع - 00:12:14
والشهود والعلم والاحاطة ليس فقط بمجملات الامور بل بالدقائق والتفاصيل. لان المراقب لا يلحظ فقط ولا ينظر الى الشيء البارز بل يتتبع الخفايا. ولذلك هذه الاية ان الله كان عليكم رقيبا ابلغ في اطلاع الله عز وجل على عباده من - 00:12:33
قولي وكان الله على كل شيء شهيدا. فان ان الله على كل شيء شهيد. فان شهادة الله تعالى لا تقتضي فان الشهادة تحصل بالاطلاع العام والمعرفة الكلية لكن الاطلاع المفصل الدقيق الذي يشمل الصغير والكبير والسر والعلن والخفي والظاهر - 00:12:57
لا يكون الا بالرقابة. ولهذا قال الله تعالى ان الله كان عليكم رقيبا. ثم قال بعد ذلك هذه الاية اشتملت على امر الله تعالى باداء الحقوق على وجه الاجمال فيما يتعلق بحق بحقه سبحانه وتعالى بتقواه - 00:13:24
باداء الحقوق لذوي الارحام. واداء الحقوق لكل صاحب حق لان التقوى تحمل على فعل الواجبات وترك المنهيات والمحرمات. ثم بعد ذلك جاء تفصيل الحقوق التي امر الله تعالى بها في هذه السورة تفصيلا - 00:13:44
مبسوطا تفصيلا مبينا موضحا شاملا لكل ما يحتاج الناس اليه من الحقوق. وبدأ بحقوق الايتام فقال تعالى واتوا اليتامى اموالهم. اي اعطوا اليتامى وهم جمع يتيم ومن اليتيم؟ اليتيم هو من فقد اباه. وهو دون البلوغ - 00:14:04
اليتيم من بني ادم هو من فقد اباه وكان دون البلوغ. فاذا كان بالغا فلا يسمى يتيما. واذا كان قد فقد امه فلا يسمى يتيما. انما اليتيم هو من فقد والده - 00:14:30
وهو دون البلوغ فقوله تعالى واتوا اليتامى اموالهم اي اعطوا الصغار الذين مات اباؤهم ما تركه اباؤهم من المال والميراث او ما حصل لهم من مكاسب الاموال التي حصلت لهم سواء كانت من الميراث او من غيره. يقول تعالى واتوا اليتامى اموالهم. اي الاموال التي - 00:14:48
يملكونها سواء كانت من الميراث او كانت عن تجارة او كانت عن هبة او كانت عن آآ منحة او كانت عن ما كانت من الاموال فالاموال هنا يشمل كل مال سواء بغض النظر عن طريق حصوله. واتوا اليتامى اموالهم ثم قال تعالى في التحذير - 00:15:15
من عدم الوفاء بما امر من اعطاء الايتام اموالهم. قال ولا ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب. لا تتبدلوا الخبيث وهو المال الحرام بالطيب يعني بما احل الله تعالى لكم من الاموال. وذلك انه ما من احد - 00:15:36
يكسب مالا حراما الا ويذهب مقابله من المباح والحلال ما يكون بسبب شؤم معصيته. ولهذا قال فتتبدل الخبيث بالطيب فلا تحبس ما كتب الله لكم من الارزاق الطيبة بطلب المكاسب الخبيثة فان - 00:15:56
الخبيثة تطرد المكاسب الطيبة لذلك كلما زاد كسب الانسان من الحرام محقت البركة حتى لا يبقى معه من الحلال شيء. ولذلك يقول تعالى ونتدبر ولا تتبدل الخبيث بالطيب. ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم. ولا تأكلوا اموالهم اي لا تجمعوا - 00:16:16
اموالهم الى اموالكم بان تبخسوها وتخلطوها على وجه لا يتميز مال اليتيم عن مال غيره. ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم فهذا قد وصفه الله تعالى بقوله انه كان حوبا كبيرا. اي انه كان اثما كبيرا. فالحب هو الذنب العظيم - 00:16:41
والذنب الكبير ووصفه بانه مع ان الحب يطلق عادة على الاثم العظيم الا ان الله تعالى وصفه بالكبير تعظيم لهذا الذنب وهو اكل مال اليتيم. وليتبين لك ذلك فاقرأ قول الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما - 00:17:09
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ثم قال جل وعلا بعد ان ذكر وجوب حفظ اموال الايتام واعطاء الايتام اموالهم من غير نقص ومن غير بخس ومن غير اخفاء ومن غير خيانة وغش او نحو ذلك. قال تعالى وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى - 00:17:29
تنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ما صلة هذا بقوله فانكحوا هذا هذه الاية نزلت في من عنده يتيمة ولها مال فهو يرغب في نكاحها. لمالها او لجمالها. ثم بعد ذلك يريد ان ينكحها - 00:17:55
بما هو دون ما يدفع لمثلها في العادة لانها تحت يده وهو وليها وهو الذي يلي مصالحها فيجعل ذلك سببا ما تأخذه ولذلك يقول الله تعالى في هؤلاء وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى اي ان خفتم الا تعدلوا فيهم - 00:18:16
باعطاء اليتيمات اموالهن موفورة وحقوق وحقوقهن كاملة فانكحوا غيرهن من النساء فان غير هن من النساء كثير وقد اباح الله لكم ما شئتم من النساء مثنى وثلاث ورباع يعني ان تنكحوا واحدة او اثنتين - 00:18:39
او ثلاث او اربع قد اجمع العلماء وحكى ذلك جماعة من اهل العلم على انه لا يجوز للرجل ان يجمع فوق اربع زوجات لا يجوز للرجل ان ان يجمع فوق اربع زوجات لان الله تعالى انتهى في العد الى رباع. ووجه الدلالة في الاية ان الله - 00:18:59
قال ذكر ذلك على وجه الامتنان والسعة على هذا الذي ضاق عليه الا ان ينكح هذه اليتيمة ويستولي على على مالها. فقال الله ويجعل النكاح طريقا بخسها حقها قال الله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث واربع ولو كان يزيد ولو كان يجوز اكثر من ذلك لقال تعالى او اكثر - 00:19:24
من ذلك لكن الله تعالى اوقف العدد الى رباع فدل ذلك على انه لا يجوز ان ان يتجاوز الاربعة فان خفتم الا تعدلوا. يعني ان كان نكاحكم اكثر من واحدة - 00:19:49
يقترنوا بعدم العدل الواجب الذي يقتضي انصاف الزوجات بالقسم والنفقة فقد قال الله تعالى فواحدة اي فابقوا على واحدة ولا تزيدوا لان الزيادة تفضي الى الوقوع في الظلم ولذلك يقول الله تعالى فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم او ما - 00:20:05
كتب الله لكم من الاماء اللواتي تملكوهن بالشراء ثم قال تعالى ذلك ادنى الا تعولوا. هذا الحكم الذي بينه الله جل وعلا اقرب ان تسلم من من ان تعولوا اي من ان تظلموا وان تقع وان تقعوا في - 00:20:34
ما تلامون عليه فقوله تعالى ذلك ذلك ادنى الا تعولوا اي تظلموا وذلك بان يعرض الانسان نفسه لامر يخاف الا يقوم يقوم فيه بالحق او ان يؤدي فيه او ان يؤدي ما فرض الله تعالى عليه فيه. قال تعالى واتوا النساء - 00:20:58
نحلة وهذا ما ثاني ما امر الله تعالى به من بذل الاموال لمستحقيه. الاول الايتام والثاني النساء ولذلك جاء اقرنهما في قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا حق الضعيفين اليتيم والمرأة فهذا ما ذكره الله تعالى في - 00:21:20
هذه الايات بعد ان ذكر اليتيم ذكر النساء قال واتوا النساء صدقاتهن صدقاتهن يعني مهورهن هذا المقصود بالصدقات هنا وليس المقصود الصدقة ما يعطى على وجه التبرع والتقرب الى الله عز وجل ببذل المال لا المقصود - 00:21:44
صدقاتهن اي الصداق وهو المهر الذي يبذله الرجل في مقابل نكاح المرأة يقول الله تعالى واتوا اساء صدقاتهن نحلة يعني عطاء لا منة فيه عطاء لا يلحقه نقص ولا ذم ولا - 00:22:04
تعييب ولا من بل هو حق للمرأة ليس فيه للرجل اي منة. ولذلك يقول الله تعالى نحلة اي من طيب نفس وكمال رضا وتمام استحقاق دون ان يكون فيه للباذل منة او - 00:22:26
تفضل او بخس او غير ذلك مما يقع في كثيف يقع فيه كثير من الناس. واتوا النساء صدقاتهن نحلة ايش معنى نحلة يعني عطاء لا منة فيه. يعني عطاء لا نقص فيه. هذا معنى قوله نحلة. ثم قال تعالى وهذا يشمل المهر - 00:22:48
سواء كان معجلا او مؤجلا. كثير من الازواج فيما يتعلق بالمهر المؤجل كانه شيء لا لم تشتغل به ذمته وهو دين في ذمته المهر المؤجل دين في ذمة الزوج ما بقي حيا. واذا مات تستوفيه المرأة من تركته. ولهذا ليس - 00:23:09
للرجل ان يقول هذا ليس مهرا انما هذا في حال الطلاق بالتأكيد ان المؤخر يثبت في حالين في حال الفرقة في الحياة بطلاق او نحوه وفي حال الفرقة بالموت اذا ماتت او مات - 00:23:34
فاذا ماتت كان هذا من تركتها ما في ذمة الرجل واذا مات هي اذا مات هي ترثه فهذا المال قبل الميراث هذا المال يقتطع قبل الميراث ثم بعد يعني كسائر الديون فيخرج كدين من الديون ثم بعد ذلك - 00:23:54
يقسم الباقي على الورثة وكثير من الناس لا يفهم هذا ولا ولا يهتم ابراء ذمته من المؤخر وهو دين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في فيما جاء في الترمذي نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. ومنه - 00:24:16
دين المؤخر في المهور فانه يثبت اما بالطلاق بالفراق في الحياة بطلاق او خلع او فسخ او غير ذلك. وكذلك يثبت في الممات اذا مات هو فانه يكون دينا في تركته واذا ماتت هي فلورثتها مطالبته يكون دينا عليه يجب ان يبذله لان المؤخر جزء - 00:24:40
من المهم لا يسقط الا ان تسمح او تطيب او او ان تطيب نفسها عنه. قال تعالى فان طبن لكم عن شيء منه نفسا كلوه هنيئا مريئا. اي ان سمحنا لكم عن شيء من الصداق - 00:25:10
برظا وسماحة ومن غير ظغط ولا تهديد ولا تعيين ولا اذى وما الى ذلك مما قد يمارسه بعظ الرجال لتسقط المرأة حقها في المهر فهذا قد قال الله تعالى فيه فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا - 00:25:31
مريئة اي لا حرج عليكم فيه ولا تبعة عليكم في هذا المال فان فانه اذا اذنت المرأة في اسقاط حقها من المهر اما كاملة بعد ثبوته واما ما بقي منه واما بعضه فهذا شأنها سواء قبضت - 00:25:51
وردته الى الرجل او انها اسقطته قبل قبضه. فكل هذا على حد سواء داخل في قول الله تعالى فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا. ثم يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم. بعد ان ذكر الله حق اليتيم ثم بعد ذلك ذكر - 00:26:11
فحق المرأة في فيما آآ يكون من حقها في المهر عاد الى ذكر السفهاء ووجوب حفظ الاموال وان اعطاء اليتيم لا يقتضي ان يضيع ماله بل المقصود باعطاء اليتيم حفظ حقه واعطاؤه موفورا وليس المقصود ان يعطى ليبذره ويضيعه - 00:26:31
ولا يحفظه ولذلك قال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ومن هو السفيه السفيه هو من لا يحسن التصرف في المال هذا السفيه اصل السفيه في اللغة يطلق السفح على ما هو ضد الرشد السفه ضد الرشد - 00:26:57
الراشد ضده السفيه والسفيه ضده الراشد والراشد من هو؟ هو الذي يحسن التصرف والسفيه هو من لا يحسن التصرف. ولذلك يقول الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه اي اضاعها ولم يحفظها ولم يرعها ولم يتصرف فيها - 00:27:17
التصرف السليم هذا معنى قوله تعالى الا من سفه نفسه. فقوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء السفهاء هنا جمع السفيه. ومن هو السفيه؟ هو الذي لا يحسن التصرف الرخاء في المال. يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم. واضاف الاموال الى - 00:27:39
الباذلين المعطين لماذا لاجل ان يحفظوا مال من كانوا اولياء عليه كما يحفظ اموالهم. فاحفظوا اموال من تقومون عليهم كما اتحفظون اموالكم هذا معنى قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم مع انها لهم هي قد تكون هذه الاموال لهم وانت قائم - 00:28:00
عليها لكن يأمرك الله ان تتعامل معها كما تتعامل مع مالك في الحفظ والصيانة والرعاية ولا تؤتي سفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما. طيب هل يعطون ما يكفيهم وقت الولاية عليهم؟ نعم - 00:28:25
يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا اعطوه اعطوهم ما يكفيهم في الرزق طعاما وشرابا ومسكنا وفي الكسوة وفي كل ما تقتضيه الحاجة. ثم في حال - 00:28:41
منع اذا طلبوا شيئا يكون خلاف الرشد ولا وليس من مقتضياته وهو مما يلتحق بالسفه كان يطلب شيئا يضيع يضيع فيه ماله فهو في هذه الحال يقول الله تعالى وقولوا لهم قولا - 00:29:00
معروفا اقول لهم قولا من القول الحسن القول الطيب لماذا فسرنا قولا معروفا بالقول الحسن الطيب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال والكلمة الطيبة صدقة والكلمة الطيبة صدقة الكلمة الطيبة مما يتصدق بها الانسان وهي من المعروف - 00:29:20
اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يستطع فبكلمة طيبة فالمقصود بالمعروف هو الكلام الطيب الذي يسمح خاطره اي خاطر السفيه الصغير الذي لا يحسن التصرف في المال يقطع طلبه اي يمنعه ويرده عن طلبه الذي طلب في مال يصرفه في غير موضعه - 00:29:43
التفريغ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين احمده حق حمده له الحمد كله لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:01
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. ومن اتبع سنة وقته فاثره باحسان. الى يوم الدين. نستمع الى شيء من قراءة سورة النساء ثم يعلق بما يفتح الله تعالى اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم - 00:00:23
بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون تساءلون به والارحام - 00:00:43
ان الله كان عليكم رقيبا واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب لن تأكلوا اموالهم الى اموالكم. انه كان حر كبيرا وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. مثنى وثلاث ورباع. فان - 00:01:29
خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم. ذلك ادنى الا تعولوا واتوا النساء صدقاتهن ان نحلة فإن قبل لكم عن شيء منه نفسا كلوه هنيئا مريئا ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قيامة - 00:02:15
وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وبطلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فدفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا. ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل - 00:03:01
المعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم. وكفى بالله نسيبا للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون منك ما قل منه او كثر نصيبا مفروضا - 00:03:47
واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا. خافوا فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما. انما يأكل - 00:04:30
في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فتح الله تعالى سورة النساء بنداء الناس كافة والنداء في القرآن على صور وانواع من اوسعه وعمه نداء الله تعالى العباد يا عبادي ومن لانه يشمل الانس والجن - 00:05:15
وسائر عباد الله الذين خوطبوا بهذا الكتاب من الانس والجن ويأتي الخطاب والنداء للانس عامة وهذا اول خطاب خاطب الله تعالى به الناس في القرآن اول نداء قال يا ايها الناس اعبدوا ربكم - 00:05:46
هو الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وفي هذه السورة ويأتي ايضا نداء لاهل الايمان يا ايها الذين امنوا فالنداءات القرآنية متنوعة على حسب ما يقتضيه وفي هذا نداء للناس لان الخطاب في هذه السورة لكافة الناس اذ انها تبين لهم - 00:06:09
اصل الخلق ومقصود الخلق. فابتدأ الله تعالى الخطاب الى الناس امرا اياهم بما يجب على جميعهم. اولهم واخرهم عربهم وعجمهم ان يحققوا التقوى لله عز وجل كما قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فالله اوصى الجميع من الاولين والاخرين - 00:06:37
كافة الناس اوصى كافة الناس بالقيام بهذا الاصل وهو تقواه جل في علاه. وهنا يقول تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم امر الله تعالى الناس بتقواه جل في علاه وتقواه - 00:07:05
تدور على فعل ما امر جل في علاه رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه وترك ما حرمه ونهى عنه رغبة فيما عنده وخشية عقابه والتقوى هنا لم يذكر فيها الالهية بل ذكر فيها الربوبية لان الخطاب لكل الناس. وخطاب الناس يكون بكل - 00:07:23
بكل ما يجمعهم ويتفقون عليه وهو انهم عبيد لله الله خلقهم وهو رزقهم وهو يملكهم وهو مدبرهم جل في علاه. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم. هنا هذا في الاية الاولى في يا ايها يا ايها الناس اعبدوا ربكم اما هنا - 00:07:53
يقول يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وهي نفس ادم وخلق منها زوجها اي اوجد منها زوجها فحواء وهي زوج ادم ام البشر خلقت من ادم عليه السلام. وذاك في بديع صنع الله عز وجل حيث خلق ادم - 00:08:18
من غير اب ولا ام وخلق حواء من ضلع من اضلاع من ضلع من ضلع من اضلاع ادم عليه السلام وخلق سائر الانس من الذكر والانثى كما قال تعالى وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:08:41
اي ذرا من هذين الجنسين الذكر والانثى خلقا كثيرا ملأ الدنيا على اختلاف الوانهم وعلى اختلاف السنتهم وعلى اختلاف اماكنهم وعلى اختلاف عاداتهم وعلى اختلاف اديانهم وعلى اختلاف ما هم - 00:09:08
فيه مختلفون كل اولئك يرجعون الى اصل واحد وهو ما ذكره الله تعالى في هذه الاية في قوله تعالى الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما اي من هذين الزوجين رجالا كثيرا - 00:09:32
ونساء اي ونساء كثيرات ثم قال تعالى بعد ان ذكر بانه الذي يستحق ان يتقى لانه الخالق قال واتقوا الله فذكر الالوهية بعد الربوبية لان الربوبية يقر بها الجميع فما من احد الا ويقر بان الله خالق كل شيء ان الله خالق الخلق وانه خالق السماوات والارض ولئن سألتم من خلقهم ليقولون - 00:09:52
ان الله فالخلق جميعا يقرون بان الله تعالى خالق كل شيء ثم بعد ذلك ذكر الالهية التي لا يقر بها الا الصفوة من الناس وهم المصطفون الاخيار الذين اصطفاهم الله تعالى وعرفهم حق الله تعالى فقاموا بلا اله الا الله فلم - 00:10:22
سواه ولم يصرفوا العبادة لغيره. بل عبدوه وحده لا شريك له. قال واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. تساءلون به اي يسأل بعضكم بعضا بالله عز وجل. اسألك بالله ان تفعل كذا. هذا معنى قوله تساءلون به - 00:10:46
ان يسألوا بعضكم بعضا به سبحانه وبحمده. ومعلوم ان السؤال بالله لا يكون الا عن تعظيم له جل في علاه. ولهذا اكد النبي صلى الله عليه وسلم على من سئل بالله ان يجيب سائلهما لم يسأل باطلا او ما لا حق له فيه. فقد - 00:11:06
جاء في السنن والترمذي من حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سألكم بالله فاعطوه من استعاذكم فاعيدوه ومن سألكم بالله فاعطوه اي فاجيبوه الى ما سألكم الى ما سألكم - 00:11:27
بالله عز وجل لاجل تعظيمه واجلاله سبحانه وبحمده ثم قال تعالى والارحام الارحام فيها قراءتين. الارحام فيها قراءتان القراءة الاولى والارحام والقراءة الثانية والارحام والذي في القراءة المشهورة والارحام اي واتقوا الارحام. وكيف تتقى الارحام؟ تتقى الارحام اداء حق الله تعالى - 00:11:44
فيها من الصلة والبر الذي فرضه الله تعالى على ذوي الارحام فيما يتعلق القرابات وحقوقها ثم قال تعالى ان الله كان عليكم رقيبا اي كان عليكم مطلعا فالرقابة تقتضي الاطلاع - 00:12:14
والشهود والعلم والاحاطة ليس فقط بمجملات الامور بل بالدقائق والتفاصيل. لان المراقب لا يلحظ فقط ولا ينظر الى الشيء البارز بل يتتبع الخفايا. ولذلك هذه الاية ان الله كان عليكم رقيبا ابلغ في اطلاع الله عز وجل على عباده من - 00:12:33
قولي وكان الله على كل شيء شهيدا. فان ان الله على كل شيء شهيد. فان شهادة الله تعالى لا تقتضي فان الشهادة تحصل بالاطلاع العام والمعرفة الكلية لكن الاطلاع المفصل الدقيق الذي يشمل الصغير والكبير والسر والعلن والخفي والظاهر - 00:12:57
لا يكون الا بالرقابة. ولهذا قال الله تعالى ان الله كان عليكم رقيبا. ثم قال بعد ذلك هذه الاية اشتملت على امر الله تعالى باداء الحقوق على وجه الاجمال فيما يتعلق بحق بحقه سبحانه وتعالى بتقواه - 00:13:24
باداء الحقوق لذوي الارحام. واداء الحقوق لكل صاحب حق لان التقوى تحمل على فعل الواجبات وترك المنهيات والمحرمات. ثم بعد ذلك جاء تفصيل الحقوق التي امر الله تعالى بها في هذه السورة تفصيلا - 00:13:44
مبسوطا تفصيلا مبينا موضحا شاملا لكل ما يحتاج الناس اليه من الحقوق. وبدأ بحقوق الايتام فقال تعالى واتوا اليتامى اموالهم. اي اعطوا اليتامى وهم جمع يتيم ومن اليتيم؟ اليتيم هو من فقد اباه. وهو دون البلوغ - 00:14:04
اليتيم من بني ادم هو من فقد اباه وكان دون البلوغ. فاذا كان بالغا فلا يسمى يتيما. واذا كان قد فقد امه فلا يسمى يتيما. انما اليتيم هو من فقد والده - 00:14:30
وهو دون البلوغ فقوله تعالى واتوا اليتامى اموالهم اي اعطوا الصغار الذين مات اباؤهم ما تركه اباؤهم من المال والميراث او ما حصل لهم من مكاسب الاموال التي حصلت لهم سواء كانت من الميراث او من غيره. يقول تعالى واتوا اليتامى اموالهم. اي الاموال التي - 00:14:48
يملكونها سواء كانت من الميراث او كانت عن تجارة او كانت عن هبة او كانت عن آآ منحة او كانت عن ما كانت من الاموال فالاموال هنا يشمل كل مال سواء بغض النظر عن طريق حصوله. واتوا اليتامى اموالهم ثم قال تعالى في التحذير - 00:15:15
من عدم الوفاء بما امر من اعطاء الايتام اموالهم. قال ولا ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب. لا تتبدلوا الخبيث وهو المال الحرام بالطيب يعني بما احل الله تعالى لكم من الاموال. وذلك انه ما من احد - 00:15:36
يكسب مالا حراما الا ويذهب مقابله من المباح والحلال ما يكون بسبب شؤم معصيته. ولهذا قال فتتبدل الخبيث بالطيب فلا تحبس ما كتب الله لكم من الارزاق الطيبة بطلب المكاسب الخبيثة فان - 00:15:56
الخبيثة تطرد المكاسب الطيبة لذلك كلما زاد كسب الانسان من الحرام محقت البركة حتى لا يبقى معه من الحلال شيء. ولذلك يقول تعالى ونتدبر ولا تتبدل الخبيث بالطيب. ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم. ولا تأكلوا اموالهم اي لا تجمعوا - 00:16:16
اموالهم الى اموالكم بان تبخسوها وتخلطوها على وجه لا يتميز مال اليتيم عن مال غيره. ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم فهذا قد وصفه الله تعالى بقوله انه كان حوبا كبيرا. اي انه كان اثما كبيرا. فالحب هو الذنب العظيم - 00:16:41
والذنب الكبير ووصفه بانه مع ان الحب يطلق عادة على الاثم العظيم الا ان الله تعالى وصفه بالكبير تعظيم لهذا الذنب وهو اكل مال اليتيم. وليتبين لك ذلك فاقرأ قول الله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما - 00:17:09
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ثم قال جل وعلا بعد ان ذكر وجوب حفظ اموال الايتام واعطاء الايتام اموالهم من غير نقص ومن غير بخس ومن غير اخفاء ومن غير خيانة وغش او نحو ذلك. قال تعالى وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى - 00:17:29
تنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ما صلة هذا بقوله فانكحوا هذا هذه الاية نزلت في من عنده يتيمة ولها مال فهو يرغب في نكاحها. لمالها او لجمالها. ثم بعد ذلك يريد ان ينكحها - 00:17:55
بما هو دون ما يدفع لمثلها في العادة لانها تحت يده وهو وليها وهو الذي يلي مصالحها فيجعل ذلك سببا ما تأخذه ولذلك يقول الله تعالى في هؤلاء وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى اي ان خفتم الا تعدلوا فيهم - 00:18:16
باعطاء اليتيمات اموالهن موفورة وحقوق وحقوقهن كاملة فانكحوا غيرهن من النساء فان غير هن من النساء كثير وقد اباح الله لكم ما شئتم من النساء مثنى وثلاث ورباع يعني ان تنكحوا واحدة او اثنتين - 00:18:39
او ثلاث او اربع قد اجمع العلماء وحكى ذلك جماعة من اهل العلم على انه لا يجوز للرجل ان يجمع فوق اربع زوجات لا يجوز للرجل ان ان يجمع فوق اربع زوجات لان الله تعالى انتهى في العد الى رباع. ووجه الدلالة في الاية ان الله - 00:18:59
قال ذكر ذلك على وجه الامتنان والسعة على هذا الذي ضاق عليه الا ان ينكح هذه اليتيمة ويستولي على على مالها. فقال الله ويجعل النكاح طريقا بخسها حقها قال الله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث واربع ولو كان يزيد ولو كان يجوز اكثر من ذلك لقال تعالى او اكثر - 00:19:24
من ذلك لكن الله تعالى اوقف العدد الى رباع فدل ذلك على انه لا يجوز ان ان يتجاوز الاربعة فان خفتم الا تعدلوا. يعني ان كان نكاحكم اكثر من واحدة - 00:19:49
يقترنوا بعدم العدل الواجب الذي يقتضي انصاف الزوجات بالقسم والنفقة فقد قال الله تعالى فواحدة اي فابقوا على واحدة ولا تزيدوا لان الزيادة تفضي الى الوقوع في الظلم ولذلك يقول الله تعالى فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم او ما - 00:20:05
كتب الله لكم من الاماء اللواتي تملكوهن بالشراء ثم قال تعالى ذلك ادنى الا تعولوا. هذا الحكم الذي بينه الله جل وعلا اقرب ان تسلم من من ان تعولوا اي من ان تظلموا وان تقع وان تقعوا في - 00:20:34
ما تلامون عليه فقوله تعالى ذلك ذلك ادنى الا تعولوا اي تظلموا وذلك بان يعرض الانسان نفسه لامر يخاف الا يقوم يقوم فيه بالحق او ان يؤدي فيه او ان يؤدي ما فرض الله تعالى عليه فيه. قال تعالى واتوا النساء - 00:20:58
نحلة وهذا ما ثاني ما امر الله تعالى به من بذل الاموال لمستحقيه. الاول الايتام والثاني النساء ولذلك جاء اقرنهما في قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا حق الضعيفين اليتيم والمرأة فهذا ما ذكره الله تعالى في - 00:21:20
هذه الايات بعد ان ذكر اليتيم ذكر النساء قال واتوا النساء صدقاتهن صدقاتهن يعني مهورهن هذا المقصود بالصدقات هنا وليس المقصود الصدقة ما يعطى على وجه التبرع والتقرب الى الله عز وجل ببذل المال لا المقصود - 00:21:44
صدقاتهن اي الصداق وهو المهر الذي يبذله الرجل في مقابل نكاح المرأة يقول الله تعالى واتوا اساء صدقاتهن نحلة يعني عطاء لا منة فيه عطاء لا يلحقه نقص ولا ذم ولا - 00:22:04
تعييب ولا من بل هو حق للمرأة ليس فيه للرجل اي منة. ولذلك يقول الله تعالى نحلة اي من طيب نفس وكمال رضا وتمام استحقاق دون ان يكون فيه للباذل منة او - 00:22:26
تفضل او بخس او غير ذلك مما يقع في كثيف يقع فيه كثير من الناس. واتوا النساء صدقاتهن نحلة ايش معنى نحلة يعني عطاء لا منة فيه. يعني عطاء لا نقص فيه. هذا معنى قوله نحلة. ثم قال تعالى وهذا يشمل المهر - 00:22:48
سواء كان معجلا او مؤجلا. كثير من الازواج فيما يتعلق بالمهر المؤجل كانه شيء لا لم تشتغل به ذمته وهو دين في ذمته المهر المؤجل دين في ذمة الزوج ما بقي حيا. واذا مات تستوفيه المرأة من تركته. ولهذا ليس - 00:23:09
للرجل ان يقول هذا ليس مهرا انما هذا في حال الطلاق بالتأكيد ان المؤخر يثبت في حالين في حال الفرقة في الحياة بطلاق او نحوه وفي حال الفرقة بالموت اذا ماتت او مات - 00:23:34
فاذا ماتت كان هذا من تركتها ما في ذمة الرجل واذا مات هي اذا مات هي ترثه فهذا المال قبل الميراث هذا المال يقتطع قبل الميراث ثم بعد يعني كسائر الديون فيخرج كدين من الديون ثم بعد ذلك - 00:23:54
يقسم الباقي على الورثة وكثير من الناس لا يفهم هذا ولا ولا يهتم ابراء ذمته من المؤخر وهو دين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في فيما جاء في الترمذي نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. ومنه - 00:24:16
دين المؤخر في المهور فانه يثبت اما بالطلاق بالفراق في الحياة بطلاق او خلع او فسخ او غير ذلك. وكذلك يثبت في الممات اذا مات هو فانه يكون دينا في تركته واذا ماتت هي فلورثتها مطالبته يكون دينا عليه يجب ان يبذله لان المؤخر جزء - 00:24:40
من المهم لا يسقط الا ان تسمح او تطيب او او ان تطيب نفسها عنه. قال تعالى فان طبن لكم عن شيء منه نفسا كلوه هنيئا مريئا. اي ان سمحنا لكم عن شيء من الصداق - 00:25:10
برظا وسماحة ومن غير ظغط ولا تهديد ولا تعيين ولا اذى وما الى ذلك مما قد يمارسه بعظ الرجال لتسقط المرأة حقها في المهر فهذا قد قال الله تعالى فيه فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا - 00:25:31
مريئة اي لا حرج عليكم فيه ولا تبعة عليكم في هذا المال فان فانه اذا اذنت المرأة في اسقاط حقها من المهر اما كاملة بعد ثبوته واما ما بقي منه واما بعضه فهذا شأنها سواء قبضت - 00:25:51
وردته الى الرجل او انها اسقطته قبل قبضه. فكل هذا على حد سواء داخل في قول الله تعالى فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا. ثم يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم. بعد ان ذكر الله حق اليتيم ثم بعد ذلك ذكر - 00:26:11
فحق المرأة في فيما آآ يكون من حقها في المهر عاد الى ذكر السفهاء ووجوب حفظ الاموال وان اعطاء اليتيم لا يقتضي ان يضيع ماله بل المقصود باعطاء اليتيم حفظ حقه واعطاؤه موفورا وليس المقصود ان يعطى ليبذره ويضيعه - 00:26:31
ولا يحفظه ولذلك قال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ومن هو السفيه السفيه هو من لا يحسن التصرف في المال هذا السفيه اصل السفيه في اللغة يطلق السفح على ما هو ضد الرشد السفه ضد الرشد - 00:26:57
الراشد ضده السفيه والسفيه ضده الراشد والراشد من هو؟ هو الذي يحسن التصرف والسفيه هو من لا يحسن التصرف. ولذلك يقول الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه اي اضاعها ولم يحفظها ولم يرعها ولم يتصرف فيها - 00:27:17
التصرف السليم هذا معنى قوله تعالى الا من سفه نفسه. فقوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء السفهاء هنا جمع السفيه. ومن هو السفيه؟ هو الذي لا يحسن التصرف الرخاء في المال. يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم. واضاف الاموال الى - 00:27:39
الباذلين المعطين لماذا لاجل ان يحفظوا مال من كانوا اولياء عليه كما يحفظ اموالهم. فاحفظوا اموال من تقومون عليهم كما اتحفظون اموالكم هذا معنى قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم مع انها لهم هي قد تكون هذه الاموال لهم وانت قائم - 00:28:00
عليها لكن يأمرك الله ان تتعامل معها كما تتعامل مع مالك في الحفظ والصيانة والرعاية ولا تؤتي سفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما. طيب هل يعطون ما يكفيهم وقت الولاية عليهم؟ نعم - 00:28:25
يقول الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا اعطوه اعطوهم ما يكفيهم في الرزق طعاما وشرابا ومسكنا وفي الكسوة وفي كل ما تقتضيه الحاجة. ثم في حال - 00:28:41
منع اذا طلبوا شيئا يكون خلاف الرشد ولا وليس من مقتضياته وهو مما يلتحق بالسفه كان يطلب شيئا يضيع يضيع فيه ماله فهو في هذه الحال يقول الله تعالى وقولوا لهم قولا - 00:29:00
معروفا اقول لهم قولا من القول الحسن القول الطيب لماذا فسرنا قولا معروفا بالقول الحسن الطيب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال والكلمة الطيبة صدقة والكلمة الطيبة صدقة الكلمة الطيبة مما يتصدق بها الانسان وهي من المعروف - 00:29:20
اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يستطع فبكلمة طيبة فالمقصود بالمعروف هو الكلام الطيب الذي يسمح خاطره اي خاطر السفيه الصغير الذي لا يحسن التصرف في المال يقطع طلبه اي يمنعه ويرده عن طلبه الذي طلب في مال يصرفه في غير موضعه - 00:29:43