الحمد لله حمدا الشاكرين. احمده له الحمد في الاولى والاخرة. وله الحمد واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ شيئا مما يسر الله تعالى في سورة النساء ثم بعد ذلك نقرأ نعلق بما يفتح الله تعالى. فاسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:00:20
وان يجعلنا واياكم من المقبولين الفائزين. وان لا يخيب السعي وان لا يكلنا الا الى فضله ورحمته اللهم امين قولوا امين. اللهم امين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:41
والذين ينفقون اموالهم رآءا الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. ومن يكن الشيطان له قرينا فسادا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر انفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. ان الله - 00:01:06
الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفهم. ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. يومئذ نود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض. لو تسوى بهم - 00:01:46
الارض ولا يكتمون الله حديثا. يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا ان كنتم مرضى او على سفل او جاء احد منكم - 00:02:26
من الغائط او لامستم. او لامستم النساء فلم تجدوا ما انا ان فتيمموا. فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوه وايديكم. ان الله كان عفوا غفورا الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون - 00:03:06
ويريدون ان تضلوا السبيل. والله اعلم باعدائي منكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا هذه الايات قرأت على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قرأها عليه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه كما في الصحيح - 00:03:48
قال اقرأ علي القرآن فقال اقرأ عليك القرآن وعليك انزل فشرع في سورة النساء فقرأ حتى بلغ قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد اي شهيدا عليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. اي شهيدا على الاولين والاخرين - 00:04:19
من الامم والانبياء والرسل. يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول. في ذلك اليوم لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا اي لو تسوى بهم الارض فلا يكونون شيئا فلما قرأ عبد الله ابن مسعود - 00:04:44
فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك اي يكفي يقول فالتفت اليه فاذا عيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان - 00:05:05
لعظيم الموقف وكبير الفضل عظيم الموقف فهي شهادة على الناس كافة وعلى المرسلين من لدن نوح الى اخرهم وعظيم الفضل ان الله جعله خير العالمين صلوات الله وسلامه عليه. فان الشاهد لا - 00:05:21
الا عدلا خيارا ولما استشهده الله تعالى على الامم اجمعين كان ذلك دليلا على عظيم منزلته ورفيع مكانته صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا عجب ولا غرابة فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح - 00:05:44
انا سيد ولد ادم ولا فخر وسيادته صلى الله عليه وسلم الادميين انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم جمع الله له الفضائل وبوأه عظيم الشمائل وكمله بطيب السجايا كما قال جل في علاه وانك لعلى خلق عظيم فكان في الذروة - 00:06:07
من كل فضل وكان في الشاب وكان شامة شاب وكان شامة في كل بر فكان سباقا صلوات الله وسلامه عليه الى مرضاة ربه حتى بلغ ان كان اتقى الخلق لربه كما هو اعلم الخلق - 00:06:33
بربه صلى الله عليه وعلى اله وسلم الله جل وعلا في هذه الايات ذكر عمل المنافقين وما يؤول به الحال في اعمال هؤلاء فقال والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. هذه الاية الكريمة - 00:06:53
ذكر الله جل وعلا فيها هذا العمل بعد ذكر البخل في الاية السابقة حيث قال تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للظالمين واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. وفي هذه الاية ذكر الله تعالى حال من ينفق رياء اي - 00:07:21
ليمدحه الناس او ليثنوا عليه او ليروا ما كان من شأنه. هؤلاء لم يذكر جل في علاه من جزائهم كما هو في الاية السابقة. قال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله ثم قال - 00:07:45
واعتدنا للكافرين عذابا مهينا وهذا يدل على ان هؤلاء متوعدون بهذه العقوبة اما هنا فان الله تعالى ذكر هذا العمل ولم يذكر له ولم يكن ولم يذكر له عقوبة معينة او منصوصة لكنه ذكر جل في علاه ان هذا الذي - 00:08:05
جرى منهم هو بيان لحكمهم فان فان في الكلام اظمارا. قال الله تعالى والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. اي ان هؤلاء يقيض الله تعالى لهم من الشياطين. ما - 00:08:29
الى الشر الى الشر والفساد. كما قال تعالى وقيدنا له لهم قرناء. فزينوا لهم سوء اعمالهم فكان حال هؤلاء ان يقيض الله ان يقيض الله تعالى لهم من الشياطين من - 00:08:56
الى الشر ازا ويشجعونهم على الفساد تشجيعا. فيقع منهم في الكفر العصيان عدم الوفاء بما يجب لله من الحقوق ما يصدق عليه جل ما يصدق عليه قول الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو - 00:09:16
له قرين ثم انظر الى باقي ما ذكر الله تعالى من عقوباتهم وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون يصدونهم عن الهدى ولا يقتصر الامر على هذه الحال بل يقذفون في قلوبهم انهم على حق وهدى وعلى رشد وبر وعلى عقل وصواب كما قال تعالى - 00:09:42
وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون وهكذا من اعمى الله بصيرته فيزين له سوء عمله حتى يراه يرى القبيح حسنا ويرى الشر خيرا ويرى الضلالة هدى زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم - 00:10:08
لا يهتدون كما قال جل وانهم لا يصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون ثم يكون البوار والفشل مآلهم في الاخرة حيث يقولون حتى اذا حيث قص الله تعالى عنهم ما يقولون حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين يتمنى غاية البعد - 00:10:28
كان في غاية القرب كان قريبا يؤزه الى الشر ويحثه على الفساد ويزين له الباطل ويقلب الهدى ضلالا. ثم قال تعالى في بيان تؤول اليه تلك الصلة والعلاقة الوثيقة والاقتران التام يقول جل وعلا - 00:10:52
حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين. بئس القرين ان زينت لي الشر فساد والضلال والانحراف قلبت الحق باطلا والهدى ظلالا والخير شرا كل ذلك - 00:11:16
ينكشف ويتبين على وجه ظاهر يوم القيامة لكن هل ينفع ذلك الجواب لا كما قال تعالى ولا ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فانه لا ينفعه هذا هذه الندامة. هذا - 00:11:38
ما اشار اليه قوله تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا اي قبح من قريب يصد عن سبيل الله ويزين الشر والفساد ويدعو الى الرذيلة كل ما فيه عطب الدنيا والاخرة ثم قال وماذا عليهم - 00:11:55
لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. اي لن ينقصهم شيء لو انهم امنوا وصدقوا وقاموا بحق الله تعالى وماذا عليهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله ابتغاء ما عند الله عز وجل - 00:12:17
الله بهم عليما فلا يخفى عليه جل وعلا من شأنهم شيء. ولا يغيب عنه جل في علاه من امرهم شيء. بل هو مطلع عليهم تمام الاطلاع يجزي على القليل والكثير. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض - 00:12:37
بها الله ولتمام الاحاطة وان الاحاطة لا يفوتها شيء قال الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. هذا فيه شحذ النفوس الى البذل في كل خير وبر. وان الخير مهما قل. وان البر مهما - 00:12:57
صغر فانه عند الله عظيم وانه عند الله لا يظيع. ان الله لا يظلم الناس ان الله لا يظلم مثقال ذرة. اي لا يذهب من عمل الانسان ادنى ما يكون من الوزر وهو مثقال الذرة - 00:13:17
ثم ما شأن ذلك القليل؟ هل يبقى قليلا؟ وان تك حسنة؟ يعني هذه الذرة هذا المثقال ووزن الذرة ان يكون على هذا النحو من الوزن وان تكن حسنة اي هذه الذرة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما فالقليل عند الله - 00:13:34
سبحانه وبحمده والمؤمن يرجو من الله عز وجل عظيم الاجر وكبير الثواب فيما اذا صدق في الاقبال عليه. والله لا يخيب من صدقه واقبل عليه فانه سبحانه وبحمده الكريم المنان الذي يعطي العباد من الاجر والثواب ما لا - 00:13:54
لهم على خاطر ولا بال. فضله واسع. فقد ابتدى عباده بالاحسان وهو جل في علاه لا يخيب من صدق في قصده والتوجه اليه والرغبة فيما عنده. لهذا يطمئن الله تعالى كل العاملين فيقول ان الله لا يظلم مثقال ذرة - 00:14:15
ثم هذا النفي للظلم لم يقتصر على موضع واحد بل ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة ان الله ايظلم الناس شيئا ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. فالله لا يبخس عاملا شيئا من عمله مهما قل ومهما - 00:14:36
دق فان الله تعالى يجزيه على ذلك اعظم الجزاء. ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون نقرأ ما ذكره الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية ثم نعلق على ما يسر الله تعالى - 00:14:58
نعم باب قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة. قال حدثني محمد ابن عبد العزيز قال حدثنا ابو عمر حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار - 00:15:17
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول والله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هل تضار - 00:15:37
هنا في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا قال وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تدارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية - 00:15:57
احدهما اذا كان يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل امة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبارات اهل الكتاب - 00:16:25
فيدعى اليهود فيقول لهم طيب حتى ما يطول الحديث لان سياقه طويل نقف عند بعض اجزائه ما نبينه نكمل قراءته. هذا الحديث الشريف الذي رواه الامام البخاري وهو في صحيح الامام مسلم ايضا من طريق - 00:16:55
ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ سؤال من هؤلاء للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن رؤية الله يوم القيامة - 00:17:15
فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جواب سؤالهم نعم هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب اجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالايجاب وانهم سيرون ربهم يوم القيامة - 00:17:33
واعلم ان الرؤية رؤية الله عز وجل في يوم القيامة على نحوي النحو الاول رؤية تعريف وهذا ما تضمنه الحديث والخبر في هذا الحديث هي رؤية التعريف التي يتعرف فيها المؤمنون على ربهم - 00:17:56
وهي في عرصات يوم القيامة على نحو ما سيأتي تفصيله وبيانه واما النوع الثاني من الرؤية فهي رؤية تنعيم نسأل الله ان نكون من اهلها يا رب هذه التي تكون لاولياء الله واصفيائه والاتقياء اذا خلصوا الى الجنة - 00:18:21
ودخلوا فيها تمتعوا بما قضى الله تعالى ان ان يتمتعوا فيه من نعيم الجنة فيقال هل تريدون شيئا فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجينا من النار؟ الم تدخلنا الجنة يعني لا نريد شيئا فيقول الله عز وجل ان لكم موعدا - 00:18:40
ستنجز سانجزكم اياه يكشف جل في علاه الحجاب يوضع الحجاب الذي يحجب نور وجهه عن خلقه سبحانه وبحمده فيرونه فلا يعطون شيئا انعم ولا الذ ولا ابهج ولا اثر ولا اطيب من نظرهم اليه نسأل الله - 00:19:07
ان اكون منهم وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة اي مشرقة وهذا الاشراق والنور والنظرة والبهاء والجمال سببه الى ربها ناظرة فينعكف اذا رأوا الله عز وجل نظروا اليه اشرقت وجوههم واستبشرت - 00:19:32
ورأوا ورؤيا في منظرهم من البهاء والجمال والسرور النعمة والفضل ما لم يكن قبل ذلك. ولهذا يقول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فهي نظرة بما اعده الله من النعيم واعلاه واسماه وارفعه ان ينظر الى وجهه الكريم سبحانه وبحمده. وهذه الرؤيا يثبتها - 00:20:01
الكتاب والسنة واجمع عليها سلف الامة ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم ممن ينظرون الى وجهه في جنة عدن. فانها اعظم النعم واجل المنن. ولذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باعظم مطلبين - 00:20:26
في الدنيا والاخرة اما في الدنيا قال اسألك الشوق الى لقائك. واما في الاخرة اسألك النظر الى وجهك الكريم. في غير من رأى مظرة ولا فتنة مظلة فانعم ما يناله المؤمن - 00:20:46
في الدنيا هو ان يشتاق قلبه الى رؤية ربه وانعم ما يناله المؤمن في الاخرة هو ان ينظر الى الله اسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم منهم هذا الفضل العظيم - 00:21:04
يسمى رؤية التنعيم وهي ثابتة وهي المزيد وهي التي وهي الزيادة التي قال الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وعلى هذا جرى جواب النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما سألوه قالوا هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم - 00:21:20
ثم بين كيفية الرؤية. البيان هنا لكيفية وضوح الرؤية وانها رؤية حقيقية فالمثل المضروب ليس لتمثيل نور وجهه جل في علاه فليس كمثله شيء وهو السميع البصير انما البيان لبيان انها رؤية تامة حقيقية - 00:21:44
كما يرى الانسان شيئا في الدنيا مثل النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا التي وعدها الله المؤمنين في حقوقها وجلائها ووضوحها بابين ما يراه الناس في الدنيا. واوضح ما تراه الاعين في الدنيا. يقول صلى الله عليه وسلم هل تضارون - 00:22:07
اي هل يلحقكم ظرر في رؤية الشمس بالظهيرة يعني في توسطها السماء وقوتها وشدتها ضوء ضوء ليس فيها سحاب يعني مضيئة مشرقة لا يحول دون رؤيتها غيم او قطر او حائل هل يلحقكم ضرر؟ هل هناك اشكال في رؤيتكم للشمس في هذا الوقت؟ قالوا لا. اجاب الصحابة رضي - 00:22:27
الله تعالى عنهم لا اعاد النبي بسؤال اخر لتحقيق المعنى الذي اجاب به على سؤالهم بانهم سيرون ربهم. قال صلى الله عليه وسلم وهل ترون في رؤية القمر ليلة البدر؟ ضوء - 00:22:58
يعني بين ليس فيها سحاب في ليلة البدر عندما يكتمل القمر في ليلة مبدرة وليس ثمة فيها سحاب او قتر او حائل. هل هل يخفى القمر؟ هل يجد الانسان صعوبة او مشقة في النظر اليه قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:23:16
يعني كما انكم ترون هذا الذي اجبتم بنعم من الشمس في الظهيرة ضوء ومن القمر ليلة التمام ظوء ليس دونهما سحاب ولا ما يمنع الرؤيا؟ قال صلى الله عليه وسلم ما تظارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما - 00:23:42
اتبارون في رؤية احدهما اذا كان في رؤية احدهما يعني لا كما انكم ترون هذا هذه الشمس وهذا وهذا وهذا البدر تاما دون ظرر فيما اذا لم يكن سحاب فكذلك سترون الله لن تضر لن يلحقكم ضرر في رؤيته سبحانه - 00:24:04
بعد ان اخبر بهذا الخبر وهذه بشرى لاهل الايمان يفرحون بها ويستبشرون لانها اعظم ما يعطيهم الله عز وجل واعظم ما ينعم الله تعالى به على اصفيائه واوليائه ان يروه ورؤية الله على فيها الناس على مراتب وليست على درجة واحدة - 00:24:24
منهم من يرى الله يرى الله بكرة وعشية نسأل الله ان نكون منهم. ومنهم من لا يراه الا مرة في الاسبوع. وكل ذلك على حسب في مراتب الناس في العمل - 00:24:45
فمن كان تقيا نقيا نال من فضل الرؤية ما نال والناس فيها متفاوتون. تفاوتا بينا على حسب تفاوتهم في تحقيق الايمان والعمل شرائع الاسلام خصال وخصال الاحسان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:57
في بيان شيء من من خبر الرؤية التي تكون يوم القيامة يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا كان يوم القيامة اذا كان يوم القيامة يعني اذا جاء ويوم القيامة يوم عظيم مهول - 00:25:20
وصفه ربنا بقوله يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم عظيم لا تدركه العظيم يصفه بانه عظيم وهذا يدل على عظيم ما يقع فيه من الحوادث والوقائع والاهوال وعظيم ما تنتهي اليه مآلات الناس. فالناس - 00:25:36
ينتهون فيه الى فريقين طريق في الجنة. اسأل الله ان نكون منهم. وفريق في السعير اعاذنا الله واياكم من السعير. يقول صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة اذن - 00:26:01
اذن اذن مؤذن اي نادى مناد في الخلق في هذا الجمع العظيم من ادم الى اخر البشر والانس والجن فانهم يحشرون في صعيد واحد فينادي مناد تتبع كل امة ما كانت تعبد - 00:26:13
هذا المنادي يعلم الناس ويقول كل من كان يعبد شيئا فليتبعه كل من كان يعبد شيئا في الدنيا فليتبعه. يقول صلى الله عليه وسلم فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصار - 00:26:35
يعني لا يبقى في هذا الجمع من كان يعبد غير الله عز وجل لانه يمثل له الهه ان كان يعبد الشمس تبع الشمس ان كان يعبد القمر تبع القمر ان - 00:26:54
من يعبد الاصنام تبع الاصنام والى اين يتبعها؟ الى جهنم وساءت مصيرا. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم فلا يبقى من كان يعبد غير الله من من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار. يتساقطون في حتى اذا لم - 00:27:06
يبقى الا من كان يعبد الله يعني عرصات يوم القيامة تخلو الا ممن كان يعبد الله اسأل الله ان نكون منهم بر او فاجر يعني الطائع والعاصي التقي النقي والمقصر - 00:27:27
وكل هؤلاء من عباد الله المصطفين كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. يقول جل في علاه - 00:27:45
يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبرات اهل الكتاب اي بقايا جماعات من اهل الكتاب فيدعى اليهود يدعى اولا اليهود - 00:28:01
فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير بن عزير بن الله. فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ما اتخذ الله من صاحبه حتى يكون له ولد ولا ولد. فماذا تبغون؟ يعني لماذا - 00:28:16
ما ذهبتم الى من تعبدون فيقول فيقولون ماذا فماذا تبغون؟ اي ما تطلبون؟ فقالوا عطشنا ربنا عطشنا في ذلك اليوم شديد الحر عظيم الكرب. الانسان اذا مر بشدة عطش ولو كان في ابرد - 00:28:35
المواسم يجد نشوفة وحاجة الى الماء ليدفع ما اصابه من الكرب والشدة. فكيف في يوم تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل لا شك انه يوم عظيم. يقولون يا ربنا عطشنا ربنا فاسقنا - 00:28:55
اسقنا ماء يبرد اكبادنا ويذهب عنا لظى العطش الذي اصابنا. فيشار الا تردون يشار الى مكان فيقول الا تريدون؟ يعني اريدوا الماء اذهبوا اليه يقول صلى الله عليه وسلم فيحشرون الى النار اعوذ بالله - 00:29:16
كانها سراب يحطم بعضها بعضا نعوذ بالله فيتساقطون في النار نسأل الله السلامة والعافية. اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار يا حي يا قيوم - 00:29:43
هذا خبر من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وهذا ليس في كل اليهود انما فيمن عبدوا عزيرا والا فمنهم من امن بالله واليوم الاخر اخر وصدق المرسلين - 00:30:00
فهؤلاء ليسوا مشمولين بهذا الذي ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما من انحرف وعبد غير الله منهم وهم الذين قال لهم سبحانه وبحمده في السؤال من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقول لهم كذبتم ما اتخذ الله من من صاحبة ولا ولد - 00:30:13
ثم يقول صلى الله عليه وسلم ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم كذبتم اي اخطأتم والا هم عبدوا المسيح ابن الله. هم اخبروا بالواقع. فالكذب هنا بمعنى انهم وقعوا في الخطأ - 00:30:41
والضلال اذ عبدوا غير الله عز وجل ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون مثل الذي قيل لمن عبدوا عزير من اليهود. فكذلك مثل اول اي يقولون نبغي عطشنا ربنا - 00:31:06
فيشار الا تريدون فيحشرون الى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار. قال صلى الله عليه وسلم حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله من بر او فاجر - 00:31:25
بقيت هذه الامة التي امنت بالله ربا وبالاسلام دينا ولم تعبد سواه ولم تدعو غيره جل في علاه. على ما هم عليه من ايمان متفاوت واقامة الشرائع على درجات مختلفة ولذلك قال من بر او فاجر - 00:31:42
اي المطيع والعاصي - 00:32:04
التفريغ
الحمد لله حمدا الشاكرين. احمده له الحمد في الاولى والاخرة. وله الحمد واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه - 00:00:00
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنقرأ شيئا مما يسر الله تعالى في سورة النساء ثم بعد ذلك نقرأ نعلق بما يفتح الله تعالى. فاسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:00:20
وان يجعلنا واياكم من المقبولين الفائزين. وان لا يخيب السعي وان لا يكلنا الا الى فضله ورحمته اللهم امين قولوا امين. اللهم امين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:41
والذين ينفقون اموالهم رآءا الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. ومن يكن الشيطان له قرينا فسادا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر انفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. ان الله - 00:01:06
الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفهم. ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. يومئذ نود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض. لو تسوى بهم - 00:01:46
الارض ولا يكتمون الله حديثا. يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا ان كنتم مرضى او على سفل او جاء احد منكم - 00:02:26
من الغائط او لامستم. او لامستم النساء فلم تجدوا ما انا ان فتيمموا. فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوه وايديكم. ان الله كان عفوا غفورا الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون - 00:03:06
ويريدون ان تضلوا السبيل. والله اعلم باعدائي منكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا هذه الايات قرأت على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قرأها عليه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه كما في الصحيح - 00:03:48
قال اقرأ علي القرآن فقال اقرأ عليك القرآن وعليك انزل فشرع في سورة النساء فقرأ حتى بلغ قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد اي شهيدا عليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. اي شهيدا على الاولين والاخرين - 00:04:19
من الامم والانبياء والرسل. يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول. في ذلك اليوم لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا اي لو تسوى بهم الارض فلا يكونون شيئا فلما قرأ عبد الله ابن مسعود - 00:04:44
فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك اي يكفي يقول فالتفت اليه فاذا عيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان - 00:05:05
لعظيم الموقف وكبير الفضل عظيم الموقف فهي شهادة على الناس كافة وعلى المرسلين من لدن نوح الى اخرهم وعظيم الفضل ان الله جعله خير العالمين صلوات الله وسلامه عليه. فان الشاهد لا - 00:05:21
الا عدلا خيارا ولما استشهده الله تعالى على الامم اجمعين كان ذلك دليلا على عظيم منزلته ورفيع مكانته صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا عجب ولا غرابة فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح - 00:05:44
انا سيد ولد ادم ولا فخر وسيادته صلى الله عليه وسلم الادميين انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم جمع الله له الفضائل وبوأه عظيم الشمائل وكمله بطيب السجايا كما قال جل في علاه وانك لعلى خلق عظيم فكان في الذروة - 00:06:07
من كل فضل وكان في الشاب وكان شامة شاب وكان شامة في كل بر فكان سباقا صلوات الله وسلامه عليه الى مرضاة ربه حتى بلغ ان كان اتقى الخلق لربه كما هو اعلم الخلق - 00:06:33
بربه صلى الله عليه وعلى اله وسلم الله جل وعلا في هذه الايات ذكر عمل المنافقين وما يؤول به الحال في اعمال هؤلاء فقال والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. هذه الاية الكريمة - 00:06:53
ذكر الله جل وعلا فيها هذا العمل بعد ذكر البخل في الاية السابقة حيث قال تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للظالمين واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. وفي هذه الاية ذكر الله تعالى حال من ينفق رياء اي - 00:07:21
ليمدحه الناس او ليثنوا عليه او ليروا ما كان من شأنه. هؤلاء لم يذكر جل في علاه من جزائهم كما هو في الاية السابقة. قال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله ثم قال - 00:07:45
واعتدنا للكافرين عذابا مهينا وهذا يدل على ان هؤلاء متوعدون بهذه العقوبة اما هنا فان الله تعالى ذكر هذا العمل ولم يذكر له ولم يكن ولم يذكر له عقوبة معينة او منصوصة لكنه ذكر جل في علاه ان هذا الذي - 00:08:05
جرى منهم هو بيان لحكمهم فان فان في الكلام اظمارا. قال الله تعالى والذين ينفقون اموالهم رياء الناس ولا بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا. اي ان هؤلاء يقيض الله تعالى لهم من الشياطين. ما - 00:08:29
الى الشر الى الشر والفساد. كما قال تعالى وقيدنا له لهم قرناء. فزينوا لهم سوء اعمالهم فكان حال هؤلاء ان يقيض الله ان يقيض الله تعالى لهم من الشياطين من - 00:08:56
الى الشر ازا ويشجعونهم على الفساد تشجيعا. فيقع منهم في الكفر العصيان عدم الوفاء بما يجب لله من الحقوق ما يصدق عليه جل ما يصدق عليه قول الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو - 00:09:16
له قرين ثم انظر الى باقي ما ذكر الله تعالى من عقوباتهم وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون يصدونهم عن الهدى ولا يقتصر الامر على هذه الحال بل يقذفون في قلوبهم انهم على حق وهدى وعلى رشد وبر وعلى عقل وصواب كما قال تعالى - 00:09:42
وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون وهكذا من اعمى الله بصيرته فيزين له سوء عمله حتى يراه يرى القبيح حسنا ويرى الشر خيرا ويرى الضلالة هدى زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم - 00:10:08
لا يهتدون كما قال جل وانهم لا يصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون ثم يكون البوار والفشل مآلهم في الاخرة حيث يقولون حتى اذا حيث قص الله تعالى عنهم ما يقولون حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين يتمنى غاية البعد - 00:10:28
كان في غاية القرب كان قريبا يؤزه الى الشر ويحثه على الفساد ويزين له الباطل ويقلب الهدى ضلالا. ثم قال تعالى في بيان تؤول اليه تلك الصلة والعلاقة الوثيقة والاقتران التام يقول جل وعلا - 00:10:52
حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين. بئس القرين ان زينت لي الشر فساد والضلال والانحراف قلبت الحق باطلا والهدى ظلالا والخير شرا كل ذلك - 00:11:16
ينكشف ويتبين على وجه ظاهر يوم القيامة لكن هل ينفع ذلك الجواب لا كما قال تعالى ولا ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فانه لا ينفعه هذا هذه الندامة. هذا - 00:11:38
ما اشار اليه قوله تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا اي قبح من قريب يصد عن سبيل الله ويزين الشر والفساد ويدعو الى الرذيلة كل ما فيه عطب الدنيا والاخرة ثم قال وماذا عليهم - 00:11:55
لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. اي لن ينقصهم شيء لو انهم امنوا وصدقوا وقاموا بحق الله تعالى وماذا عليهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله ابتغاء ما عند الله عز وجل - 00:12:17
الله بهم عليما فلا يخفى عليه جل وعلا من شأنهم شيء. ولا يغيب عنه جل في علاه من امرهم شيء. بل هو مطلع عليهم تمام الاطلاع يجزي على القليل والكثير. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض - 00:12:37
بها الله ولتمام الاحاطة وان الاحاطة لا يفوتها شيء قال الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. هذا فيه شحذ النفوس الى البذل في كل خير وبر. وان الخير مهما قل. وان البر مهما - 00:12:57
صغر فانه عند الله عظيم وانه عند الله لا يظيع. ان الله لا يظلم الناس ان الله لا يظلم مثقال ذرة. اي لا يذهب من عمل الانسان ادنى ما يكون من الوزر وهو مثقال الذرة - 00:13:17
ثم ما شأن ذلك القليل؟ هل يبقى قليلا؟ وان تك حسنة؟ يعني هذه الذرة هذا المثقال ووزن الذرة ان يكون على هذا النحو من الوزن وان تكن حسنة اي هذه الذرة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما فالقليل عند الله - 00:13:34
سبحانه وبحمده والمؤمن يرجو من الله عز وجل عظيم الاجر وكبير الثواب فيما اذا صدق في الاقبال عليه. والله لا يخيب من صدقه واقبل عليه فانه سبحانه وبحمده الكريم المنان الذي يعطي العباد من الاجر والثواب ما لا - 00:13:54
لهم على خاطر ولا بال. فضله واسع. فقد ابتدى عباده بالاحسان وهو جل في علاه لا يخيب من صدق في قصده والتوجه اليه والرغبة فيما عنده. لهذا يطمئن الله تعالى كل العاملين فيقول ان الله لا يظلم مثقال ذرة - 00:14:15
ثم هذا النفي للظلم لم يقتصر على موضع واحد بل ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة ان الله ايظلم الناس شيئا ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. فالله لا يبخس عاملا شيئا من عمله مهما قل ومهما - 00:14:36
دق فان الله تعالى يجزيه على ذلك اعظم الجزاء. ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون نقرأ ما ذكره الامام البخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية ثم نعلق على ما يسر الله تعالى - 00:14:58
نعم باب قول الله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة. قال حدثني محمد ابن عبد العزيز قال حدثنا ابو عمر حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار - 00:15:17
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول والله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هل تضار - 00:15:37
هنا في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا قال وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تدارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية - 00:15:57
احدهما اذا كان يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل امة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبارات اهل الكتاب - 00:16:25
فيدعى اليهود فيقول لهم طيب حتى ما يطول الحديث لان سياقه طويل نقف عند بعض اجزائه ما نبينه نكمل قراءته. هذا الحديث الشريف الذي رواه الامام البخاري وهو في صحيح الامام مسلم ايضا من طريق - 00:16:55
ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال ان اناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ سؤال من هؤلاء للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن رؤية الله يوم القيامة - 00:17:15
فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جواب سؤالهم نعم هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب اجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالايجاب وانهم سيرون ربهم يوم القيامة - 00:17:33
واعلم ان الرؤية رؤية الله عز وجل في يوم القيامة على نحوي النحو الاول رؤية تعريف وهذا ما تضمنه الحديث والخبر في هذا الحديث هي رؤية التعريف التي يتعرف فيها المؤمنون على ربهم - 00:17:56
وهي في عرصات يوم القيامة على نحو ما سيأتي تفصيله وبيانه واما النوع الثاني من الرؤية فهي رؤية تنعيم نسأل الله ان نكون من اهلها يا رب هذه التي تكون لاولياء الله واصفيائه والاتقياء اذا خلصوا الى الجنة - 00:18:21
ودخلوا فيها تمتعوا بما قضى الله تعالى ان ان يتمتعوا فيه من نعيم الجنة فيقال هل تريدون شيئا فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجينا من النار؟ الم تدخلنا الجنة يعني لا نريد شيئا فيقول الله عز وجل ان لكم موعدا - 00:18:40
ستنجز سانجزكم اياه يكشف جل في علاه الحجاب يوضع الحجاب الذي يحجب نور وجهه عن خلقه سبحانه وبحمده فيرونه فلا يعطون شيئا انعم ولا الذ ولا ابهج ولا اثر ولا اطيب من نظرهم اليه نسأل الله - 00:19:07
ان اكون منهم وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة اي مشرقة وهذا الاشراق والنور والنظرة والبهاء والجمال سببه الى ربها ناظرة فينعكف اذا رأوا الله عز وجل نظروا اليه اشرقت وجوههم واستبشرت - 00:19:32
ورأوا ورؤيا في منظرهم من البهاء والجمال والسرور النعمة والفضل ما لم يكن قبل ذلك. ولهذا يقول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فهي نظرة بما اعده الله من النعيم واعلاه واسماه وارفعه ان ينظر الى وجهه الكريم سبحانه وبحمده. وهذه الرؤيا يثبتها - 00:20:01
الكتاب والسنة واجمع عليها سلف الامة ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم ممن ينظرون الى وجهه في جنة عدن. فانها اعظم النعم واجل المنن. ولذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باعظم مطلبين - 00:20:26
في الدنيا والاخرة اما في الدنيا قال اسألك الشوق الى لقائك. واما في الاخرة اسألك النظر الى وجهك الكريم. في غير من رأى مظرة ولا فتنة مظلة فانعم ما يناله المؤمن - 00:20:46
في الدنيا هو ان يشتاق قلبه الى رؤية ربه وانعم ما يناله المؤمن في الاخرة هو ان ينظر الى الله اسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم منهم هذا الفضل العظيم - 00:21:04
يسمى رؤية التنعيم وهي ثابتة وهي المزيد وهي التي وهي الزيادة التي قال الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وعلى هذا جرى جواب النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما سألوه قالوا هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم نعم - 00:21:20
ثم بين كيفية الرؤية. البيان هنا لكيفية وضوح الرؤية وانها رؤية حقيقية فالمثل المضروب ليس لتمثيل نور وجهه جل في علاه فليس كمثله شيء وهو السميع البصير انما البيان لبيان انها رؤية تامة حقيقية - 00:21:44
كما يرى الانسان شيئا في الدنيا مثل النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا التي وعدها الله المؤمنين في حقوقها وجلائها ووضوحها بابين ما يراه الناس في الدنيا. واوضح ما تراه الاعين في الدنيا. يقول صلى الله عليه وسلم هل تضارون - 00:22:07
اي هل يلحقكم ظرر في رؤية الشمس بالظهيرة يعني في توسطها السماء وقوتها وشدتها ضوء ضوء ليس فيها سحاب يعني مضيئة مشرقة لا يحول دون رؤيتها غيم او قطر او حائل هل يلحقكم ضرر؟ هل هناك اشكال في رؤيتكم للشمس في هذا الوقت؟ قالوا لا. اجاب الصحابة رضي - 00:22:27
الله تعالى عنهم لا اعاد النبي بسؤال اخر لتحقيق المعنى الذي اجاب به على سؤالهم بانهم سيرون ربهم. قال صلى الله عليه وسلم وهل ترون في رؤية القمر ليلة البدر؟ ضوء - 00:22:58
يعني بين ليس فيها سحاب في ليلة البدر عندما يكتمل القمر في ليلة مبدرة وليس ثمة فيها سحاب او قتر او حائل. هل هل يخفى القمر؟ هل يجد الانسان صعوبة او مشقة في النظر اليه قالوا لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:23:16
يعني كما انكم ترون هذا الذي اجبتم بنعم من الشمس في الظهيرة ضوء ومن القمر ليلة التمام ظوء ليس دونهما سحاب ولا ما يمنع الرؤيا؟ قال صلى الله عليه وسلم ما تظارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما - 00:23:42
اتبارون في رؤية احدهما اذا كان في رؤية احدهما يعني لا كما انكم ترون هذا هذه الشمس وهذا وهذا وهذا البدر تاما دون ظرر فيما اذا لم يكن سحاب فكذلك سترون الله لن تضر لن يلحقكم ضرر في رؤيته سبحانه - 00:24:04
بعد ان اخبر بهذا الخبر وهذه بشرى لاهل الايمان يفرحون بها ويستبشرون لانها اعظم ما يعطيهم الله عز وجل واعظم ما ينعم الله تعالى به على اصفيائه واوليائه ان يروه ورؤية الله على فيها الناس على مراتب وليست على درجة واحدة - 00:24:24
منهم من يرى الله يرى الله بكرة وعشية نسأل الله ان نكون منهم. ومنهم من لا يراه الا مرة في الاسبوع. وكل ذلك على حسب في مراتب الناس في العمل - 00:24:45
فمن كان تقيا نقيا نال من فضل الرؤية ما نال والناس فيها متفاوتون. تفاوتا بينا على حسب تفاوتهم في تحقيق الايمان والعمل شرائع الاسلام خصال وخصال الاحسان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:57
في بيان شيء من من خبر الرؤية التي تكون يوم القيامة يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا كان يوم القيامة اذا كان يوم القيامة يعني اذا جاء ويوم القيامة يوم عظيم مهول - 00:25:20
وصفه ربنا بقوله يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم عظيم لا تدركه العظيم يصفه بانه عظيم وهذا يدل على عظيم ما يقع فيه من الحوادث والوقائع والاهوال وعظيم ما تنتهي اليه مآلات الناس. فالناس - 00:25:36
ينتهون فيه الى فريقين طريق في الجنة. اسأل الله ان نكون منهم. وفريق في السعير اعاذنا الله واياكم من السعير. يقول صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة اذن - 00:26:01
اذن اذن مؤذن اي نادى مناد في الخلق في هذا الجمع العظيم من ادم الى اخر البشر والانس والجن فانهم يحشرون في صعيد واحد فينادي مناد تتبع كل امة ما كانت تعبد - 00:26:13
هذا المنادي يعلم الناس ويقول كل من كان يعبد شيئا فليتبعه كل من كان يعبد شيئا في الدنيا فليتبعه. يقول صلى الله عليه وسلم فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الاصنام والانصار - 00:26:35
يعني لا يبقى في هذا الجمع من كان يعبد غير الله عز وجل لانه يمثل له الهه ان كان يعبد الشمس تبع الشمس ان كان يعبد القمر تبع القمر ان - 00:26:54
من يعبد الاصنام تبع الاصنام والى اين يتبعها؟ الى جهنم وساءت مصيرا. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم فلا يبقى من كان يعبد غير الله من من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار. يتساقطون في حتى اذا لم - 00:27:06
يبقى الا من كان يعبد الله يعني عرصات يوم القيامة تخلو الا ممن كان يعبد الله اسأل الله ان نكون منهم بر او فاجر يعني الطائع والعاصي التقي النقي والمقصر - 00:27:27
وكل هؤلاء من عباد الله المصطفين كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. يقول جل في علاه - 00:27:45
يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله بر او فاجر وغبرات اهل الكتاب اي بقايا جماعات من اهل الكتاب فيدعى اليهود يدعى اولا اليهود - 00:28:01
فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير بن عزير بن الله. فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ما اتخذ الله من صاحبه حتى يكون له ولد ولا ولد. فماذا تبغون؟ يعني لماذا - 00:28:16
ما ذهبتم الى من تعبدون فيقول فيقولون ماذا فماذا تبغون؟ اي ما تطلبون؟ فقالوا عطشنا ربنا عطشنا في ذلك اليوم شديد الحر عظيم الكرب. الانسان اذا مر بشدة عطش ولو كان في ابرد - 00:28:35
المواسم يجد نشوفة وحاجة الى الماء ليدفع ما اصابه من الكرب والشدة. فكيف في يوم تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق قدر ميل لا شك انه يوم عظيم. يقولون يا ربنا عطشنا ربنا فاسقنا - 00:28:55
اسقنا ماء يبرد اكبادنا ويذهب عنا لظى العطش الذي اصابنا. فيشار الا تردون يشار الى مكان فيقول الا تريدون؟ يعني اريدوا الماء اذهبوا اليه يقول صلى الله عليه وسلم فيحشرون الى النار اعوذ بالله - 00:29:16
كانها سراب يحطم بعضها بعضا نعوذ بالله فيتساقطون في النار نسأل الله السلامة والعافية. اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار يا حي يا قيوم - 00:29:43
هذا خبر من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وهذا ليس في كل اليهود انما فيمن عبدوا عزيرا والا فمنهم من امن بالله واليوم الاخر اخر وصدق المرسلين - 00:30:00
فهؤلاء ليسوا مشمولين بهذا الذي ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انما من انحرف وعبد غير الله منهم وهم الذين قال لهم سبحانه وبحمده في السؤال من كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقول لهم كذبتم ما اتخذ الله من من صاحبة ولا ولد - 00:30:13
ثم يقول صلى الله عليه وسلم ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم كذبتم اي اخطأتم والا هم عبدوا المسيح ابن الله. هم اخبروا بالواقع. فالكذب هنا بمعنى انهم وقعوا في الخطأ - 00:30:41
والضلال اذ عبدوا غير الله عز وجل ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون مثل الذي قيل لمن عبدوا عزير من اليهود. فكذلك مثل اول اي يقولون نبغي عطشنا ربنا - 00:31:06
فيشار الا تريدون فيحشرون الى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار. قال صلى الله عليه وسلم حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله من بر او فاجر - 00:31:25
بقيت هذه الامة التي امنت بالله ربا وبالاسلام دينا ولم تعبد سواه ولم تدعو غيره جل في علاه. على ما هم عليه من ايمان متفاوت واقامة الشرائع على درجات مختلفة ولذلك قال من بر او فاجر - 00:31:42
اي المطيع والعاصي - 00:32:04