الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين - 00:00:00
لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة تركها على - 00:00:21
حجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه. وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان اعظم ما ينبغي للمؤمن ان يعتني به في معاشه. حتى يحقق الفوز في الدنيا والاخرة ان - 00:00:51
يعرف ما لله عز وجل من الحقوق. فان الله سبحانه وبحمده جعل حقه على عباده موجبا لحق لهم عليه تفضلا وانعاما. فحق الله على عباده ان يعبدوه وحده لا شريك له. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. فلما - 00:01:21
كان الامر على هذا النحو من ان حق العبد على ربه مرتب على حق الله عز وجل على عباده كان لزاما على كل مؤمن يرجو ثواب الله ويؤمن عطاءه ويرجو فضله - 00:01:51
واحسانه ان يجد وان يجتهد في معرفة حق الله عز وجل. وان يسعى جهده في تحقيق حقه سبحانه وبحمده ليفوز بجائزته. فانه سبحانه وبحمده رتب على هذا الحق الفوز العظيم - 00:02:11
والسبق الكبير وسعادة الدارين في الدنيا والاخرة. فتنبه ايها المؤمن ايها الموفق ايها الراغب فيما نقربه الى الله تنبه الى معرفة حق الله. واعتن به فان القيام بحقه جل في علاه - 00:02:31
يوجب لك الحياة الطيبة في الدنيا والاجر والثواب والفضل والسبق في الاخرة ولذلك عناية المؤمن بمعرفة حق الله وهو توحيده وعبادته وحده لا شريك له من اهم مات ومن اعظم الواجبات بعث الله تعالى المرسلين من نوح عليه السلام الى خاتمهم ليدعوا الناس - 00:02:51
الى هذا الحق ليبينوا للناس كيف يحققون هذا الحق ويسلموا من تسلط الشياطين الذين لا يألون جهدا في صرف الناس عن هذه الفطرة عن هذا الحق لان الشيطان عدو مرسل غرضه وغايته ان يخرج الناس من النور الى الظلمات كما قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا - 00:03:21
يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. فاحرص ايها على معرفة حق الله ولا تظن ان حق الله عز وجل بوضوح لا تحتاج معه الى عناية ومتابعة - 00:03:51
فان حق الله عز وجل له اعداء يسعون لاخراج الناس عن هذا الحق واظلالهم وازاغتهم وصرفهم عنه كما جاء في الصحيح من حديث عياض ابن حمار رضي الله تعالى عنه في الحديث الالهي - 00:04:11
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلقت عبادي حنفاء. اي موحدين على التوحيد. فاجتالتهم الشياطين اي فصرفتهم الشياطين عن هذا الحق. فانتبه ايها الموفق واحرص على معرفة حق الله عز وجل على الكمال - 00:04:31
وجد واجتهد في ان تحقق ذلك في قولك وعملك وان تبحث عما يكمل حق ربك عليه لتفوز بالدارين فانه لا فوز للعبد في الدنيا ولا فوز له في الاخرة الا بان يحقق هذا الحق. ولاجل هذا - 00:04:51
جدير بالمؤمن ان يطالع ما كتبه العلماء وما جمعوه وقربوه وبذلوا جهدا في تيسيره وتقديمه للراغبين حتى يعرف حق الله عز وجل. ومن انفع ما كتب في بيان هذا الحق - 00:05:11
وتجليته وايضاحه وتقريبه بالادلة من الكتاب والسنة. واقوال سلف الامة من الصحابة والتابعين وتابعيهم خير القرون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم - 00:05:31
يلونهم فهؤلاء هم خير القرون وهم القرون المفضلة الثلاثة الذين يرجع اليهم في معرفة معاني كلام الله عز وجل ومعرفة مقاصد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمن وفق الى - 00:05:51
من فهم ذلك ومطالعته كان ذلك من اسباب سعادته ومن افضل ما كتب في تبيين حق الله عز وجل على عباده ما كتبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد فانه جمع - 00:06:11
فيه ايات واحاديث ونقولات عن ائمة السلف فيها من بيان الخير وبيان حق الله عز عز وجل ما يوجب على المؤمن ان يعتني به وان يعرفه حتى يسلم من الزيغ والضلال. سنقرأ ان شاء الله تعالى - 00:06:31
شيئا من الايات التي ذكرها في هذا الشأن ونعلق عليها بما يفتح الله ثم نجيب على اسئلتكم ان شاء الله تعالى في اخر المجلس سم بالله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة - 00:06:51
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. وقول الله - 00:07:11
الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. وقوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون. انني براء مما تعبدون دون الا الذي فطرني. وقوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم - 00:07:41
اربابا من دون الله. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون لله اندادا يحبونهم كحب الله. في الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما - 00:08:21
يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله تفسير التوحيد. وتفسير التوحيد هو بيان معناه. وكشف ما تضمنه من حقيقة فكشف فتفسير الشيء هو بيان معناه وكشف حقيقته - 00:08:51
هو حق الله تعالى على العباد. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل معاذ يا معاذ اتدري ما حق الله عليه العباد وما حق العباد على الله؟ قال الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا - 00:09:21
به شيئا. هذا هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله. فان هذه الشهادة معناها ومقتضاها ان يكون العبد خالصا في قلبه وفي قوله وفي عمله لله رب العالمين فلا يشرك به شيئا لا في - 00:09:41
القلبية ولا في العبادات العملية ولا في العبادات القولية. هذا معنى هذه الكلمة المباركة التي هي مفتاح الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة - 00:10:01
ان هذا الفضل المذكورة في الحديث لا يقتصر فقط على قول اللسان بل مبدأه قول القلب وهو اعتقاده ويقينه بمعنى هذه الكلمة ومضمونها. ولذلك كان جديرا بالمؤمن ان يفهم معنى هذه الكلمة. التي هي - 00:10:21
السعادة في الدنيا والاخرة. وهي عنوان الرسالة التي بعث الله تعالى بها المرسلين. كما قال تعالى وما ارسلنا من قبل من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. هذي الكلمة العظيمة معناها افراد الله بالعبادة - 00:10:41
معناها الا يكون في قلبك محبوب ولا معظم سوى الله جل في علاه. هذه الكلمة معناها الا تصرف شيئا من عبادات لغير الله عز وجل. وقد ذكر المؤلف رحمه الله في تفسير هذه الكلمة جملة من النصوص من القرآن - 00:11:01
فذكر في تفسير لا اله الا الله تفسير الشهادة تفسير التوحيد اربع ايات وحديثا واحدا اما الايات فاولها ما ذكره الله تعالى في سورة الاسراء. يقول الله تعالى الذي اولئك الذين - 00:11:21
يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. هذه الاية المباركة لها صلة بالاية التي قبلها يقول الله تعالى قبل هذه الاية قل ادعوا الذين زعمتم من دونه. الله عز وجل يأمر النبي - 00:11:41
صلى الله عليه وسلم ان يخاطب المعاندين له. والذين بعث فيهم وهم يعبدون غير الله ممن يعبدون الملائكة ويعبد الصالحين ويعبد الرسل ويعبد الشجر والحجر يقول لهم امره الله عز وجل ان يقول لهم قل ادعوا الذين - 00:12:01
من دونه قل ادعوا الذين زعمتم من دونهم اي ادعوهم دعاء مسألة بطلب الحاجات وكشف الكربات ونيل المطلوبات وادعوهم دعاء عبادة بالتقرب اليهم رجاء نفعهم و ما يمكن ان يكون من ضرهم. يقول الله عز وجل في انك في بيان بطلان تلك العبادة. وانه لا يدرك بها الانسان شيئا - 00:12:21
يقول سبحانه وتعالى فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا الله اكبر فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل كل عابد يعبد شيئا لا يعبده الا رجاء نفعه او خوف ضره. كل من عبد شيئا - 00:12:51
من المعبودات انما يعبده رجاء منفعة منه. وخوف مضرة منه. فالله عز وجل يقول لمن عبد سواه ادعوا الذين زعمتم من دونه اعبدوهم بصرف العبادات والنذور والتقرب بالوان القربات اليهم. او ادعوهم - 00:13:11
دعاء مسألة بان تسألوهم وتطلبوا منهم ما تؤمنونه من الحاجات او ما او تسألونهم كشف ما تخافونه من البلايا والمصيبات ادعوهم ثم انتظروا انظروا هل تحصلون مما لا تؤملون شيئا يقول ربنا جل في علاه فلا يملكون هؤلاء الذين يدعون من دون الله فلا يملكون - 00:13:31
كشف الضر عنكم ولا تحويلا. لا يملكون كشف الضر اي رفعه بعد وقوعه. ولا يملكون ما هو ودون الكشف وهو الصرف والتحويل. فلا يملكون رفع الضر وكشفه. كما انهم لا يملكون صرفه. من موضع - 00:14:01
الى موضع او من حال الى حال او من صفة الى صفة. وهذا يدل على بطلان عبادتهم. لماذا لانهم اذا كانوا لا يملكون ذلك فلماذا يعبدون؟ اذا كانوا لا يملكون لك نفعا ولا ضرا ولا يملكون دفع شر - 00:14:21
ولا صرفه عنك فلماذا تعبدهم؟ فان الانسان لا يعبد الا من يرجو نفعه ويأمل نواله ويخشى يضره وما يمكن ان ينزله به من مما يكره اذا كان هذا غير مملوك لهؤلاء فمعنى ذلك انها عبادة - 00:14:41
باطلة لا يستحقها من صرفت اليه. وهذا في ايات كثيرة يذكر الله تعالى ان غيره لا يملك ضرا ولا نفعا. والله عز وجل بين ذلك في كتابه في حق اعظم خلقه وهو النبي صلى الله - 00:15:01
عليه وسلم قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. فاذا كان سيد ولد ادم اعظم الخلق جاها عند ربه صلوات الله وسلامه عليه لا يملك لنفسه جلب منفعة ولا دفع مضرة - 00:15:21
فاذا كان لا يملك لنفسه فهل يملك لغيره؟ الجواب لا. فاذا كان لا يملك لنفسه ولا لغيره فانه لا يستحق العبادة اذا كان هذا هو حال اعظم الخلق جاها عند رب العالمين فمن دونه من باب اولى انه لا يملك نفعا ولا ضرا. الله عز - 00:15:41
عز وجل يقول بعد هذه الاية في بيان بطلان عبادة غيره وصرف العبادات لسواه اولئك الذين يدعون هؤلاء الذين تدعونهم والمشار اليه للعلماء فيه قولان منهم من قال المشار اليه قوم من الجن - 00:16:01
تعبدهم العرب قبل الاسلام. فلما جاء القرآن اسلم اولئك الجن. اسلم اولئك الجن. وامنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بقي اولئك العرب على عبادتهم لاولئك الجن. فقال الله تعالى من يعبدهم من دونه اولئك الذين يدعون اي يتقربون اليهم بالقربات ويسألونهم قضاء الحاجات ونيل - 00:16:21
الطلبات اولئك الذين يدعون حقيقة امرهم يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يعني اولئك الذين تعبدونهم من دون الله هم الى الله فقراء. هم الى الله محاويج. لا غنى بهم عن فظله - 00:16:51
ولا يتمكنون من ادراك شيء دونه سبحانه وبحمده. بل هم مشتغلون عن عبادتكم وطاعتكم ومسائلكم اشتغلون بماذا؟ بما يقربهم الى الله عز وجل. واذا كان كذلك فايما اجدر ان الانسان بعبادة مخلوق ظعيف مربوب فقير الى رب الارض والسماوات او ان يتوجه الى الله بالعبادة - 00:17:11
والقربى لا شك ان العقل الصحيح يدل على انه لا ريب ان التوجه الى الله هو طريق الاسلم وقطع كل واسطة بينك وبين الله فليس بين الله وبين عباده في العبادة واسطة - 00:17:41
بل قال الله تعالى عندما سأل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الله عز وجل وعن اجابة الدعاء قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي - 00:18:01
امنوا بي فغيب الله تعالى كل واسطة بينه وبين الخلق في العبادة فليس بين الخلق وربهم واسطة الا في تبليغ رسالة وهم الرسل الذين جاءوا بالله معرفين واليه داعين. لكن فيما يتعلق بالتقرب والوصول الى الله جل وعلا الى مرضاته - 00:18:21
الى بره فانه لا واسطة بينك وبين الله عز وجل فلا تجعل بينك وبين الله واسطة مهما بلغ ذلك في العبادة والطاعة والاحسان فانه لن ينفع الا نفسه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد سليني من ما لي ما شئت - 00:18:41
فاني لا املك لك من الله شيئا. معنى هذا انه لا يملك لهم ضرا ولا نفعا. فينبغي للمؤمن ان يتوجه الى الله عز وجل في كل طلباته ومسائله الله عز وجل يقول اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اي يطلبون القربى - 00:19:01
الى الله عز وجل بانواع القربات والوسيلة امر الله تعالى بطلبها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا لديه الوسيلة اي واطلبوا اليه ما يقربكم. والوسيلة ليس ان تذهب الى قبر ولا ان تتوجه الى مخلوق - 00:19:21
والطلب انما الوسيلة هي طاعتك لربك. فبقدر ما تحقق من طاعة ربك. تقترب منه جل في علاه تنال من عطائه وتفوز ببره وتدرك فضله واحسانه جل في علاه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم - 00:19:41
بهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ان يطمعون في رحمته. ويخافون عذابه اي في قلوبهم خوف من عذاب الله وعقوبته الحاضرة والمؤجلة. ان عذاب ربك كان محظورا. اي كان مخوفا - 00:20:01
تخافه اولياء الله عز وجل الذين يعرفون عظيم قدره وكبير شأنه وجليل قدرته وما اعده من عصاه من العقوبات هذا اول ما ذكره المؤلف رحمه الله في تفسير التوحيد وهو تفسير التوحيد ببيان وجوب - 00:20:21
افراد الله بالعبادة وان عبادة غيره جل في علاه لا تنفع ولا تقرب العبد الى خير لا في الدنيا في الاخرة لا يدرك بها ما يؤمنه ولا يدرك بها ما يرجوه انما هي عناء ومشقة - 00:20:41
ورهق مذلة لا يدرك بها الانسان ما يؤمل. قال الله تعالى وانه كان رجال الى الانس يعودون اي يحتمون ويعتصمون برجال من الجن فماذا حصل؟ هل ادركوا ما يأملون من السعادة - 00:21:01
والطمأنينة والامن قال الله تعالى فزادوهم رهقا اي زادوهم عناء ومشقة وتسلطا وسوءا وشرا فلم يدركوا ما يؤمنون. وهكذا كل من عبد غير الله. هذه حال ولا تظن ايها الموفق. اي - 00:21:21
الساعي الى مرضاة ربه ان الحديث عن عبادة غير الله حديث عن امم مضت وخلت وزالت انتم تسمعون قول اليوم مما يجري من عبادة غير الله الشيء الكثير من الاستغاثة بغير الله ونداء غير الله عز وجل - 00:21:41
من المخلوقين في الكربات والمشاق فهذا ينادي ذاك المخلوق وهذا يستغيث بذاك المخلوق من دون الله عز وجل في وفي ادراك المطالب وينادى غيره في ادراك المرغوبات كل ذلك من عبادة غير الله بل هو من اعظم صور - 00:22:01
الشرك بالله عز وجل سؤال غيره قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. هذه الاية الاولى التي ذكرها رحمه الله فيما يتعلق تفسير التوحيد اما الاية الاخرى فهي ما قصه الله - 00:22:21
تعالى من شأن إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه فابراهيم بعث في قوم يعبدون غير الله عز وجل ثم امره الله تعالى بالبراءة منهم. والخروج عما كانوا عليه من عبادة غيره. قال الله تعالى - 00:22:41
واذ قال ابراهيم ايذكر يا محمد اذ قال ابراهيم لابيه وقومه اي وجه الخطاب لابيه ازر الذي كان الشرك والكفر وقومه انني براء مما تعبدون اي انني بريء من كل ما تعبدون - 00:23:01
من دون الله عز وجل. وقد كان قوم ابراهيم يعبدون الكواكب. ويقيمون لها الاصنام كما اكان قوم ابراهيم يعبدون الله جل وعلا على قول بعض اهل العلم وعلى هذا قوله جل وعلا الا الذي فطرني - 00:23:21
فانه سيهدين هذا استثناء متصل. اي انه لا يعبد شيئا مما يعبدونه الا الله جل وعلا فكانوا يعبدون الله ومعه غيره. فاستثنى عبادتهم لله فقال الا الذي فطرني فانه سيهدين. وقال بعض اهل العلم - 00:23:41
ان قوم ابراهيم لم يكونوا يعبدون الله عز وجل. بل كانوا يعبدون دونه من المخلوقات. الاصنام ما يعبدون ولا يعبدون الله جل وعلا. فلذلك يكون على هذا القول قوله تعالى ان الذي فطرني استثناء - 00:24:01
منقطع بمعنى لكن اعبد الذي فطرني. وابراهيم عليه السلام عندما ذكر عبادة الله عز وجل ذكر الموجب لعبادته ما الموجب لعبادة الله عز وجل؟ انه الذي فطرك وخلقك واحق الاشياء بالعبادة - 00:24:21
هو من كان خالقا. ولهذا جاء في القرآن بيان بيان بطلان عبادة غير الله عز وجل على الخلق قال الله جل وعلا ومالي لا اعبد الذي فطرني. في قصة الرجل الذي جاء مؤيدا - 00:24:41
ثلاثة الرسل الذين ذكر شأنهم رب العالمين في سورة ياسين. وكذلك قال الله جل وعلا ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وفي قوله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ فاعظم ما يدل على - 00:25:01
استحقاق الله جل وعلا للعبادة وحده دون ما سواه انه الخالق سبحانه وبحمده ولذلك قال ابراهيم عليه السلام الا الذي فطرني. اي ان الذي خلقني. فالفطر هنا هو الخلق. والله تعالى - 00:25:21
خالق كل شيء كما قال تعالى الله خالق كل شيء سبحانه وبحمده فلا يستحق العبادة سواه كل المخلوقات لا العبادة - 00:25:41
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين - 00:00:00
لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة تركها على - 00:00:21
حجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه. وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان اعظم ما ينبغي للمؤمن ان يعتني به في معاشه. حتى يحقق الفوز في الدنيا والاخرة ان - 00:00:51
يعرف ما لله عز وجل من الحقوق. فان الله سبحانه وبحمده جعل حقه على عباده موجبا لحق لهم عليه تفضلا وانعاما. فحق الله على عباده ان يعبدوه وحده لا شريك له. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. فلما - 00:01:21
كان الامر على هذا النحو من ان حق العبد على ربه مرتب على حق الله عز وجل على عباده كان لزاما على كل مؤمن يرجو ثواب الله ويؤمن عطاءه ويرجو فضله - 00:01:51
واحسانه ان يجد وان يجتهد في معرفة حق الله عز وجل. وان يسعى جهده في تحقيق حقه سبحانه وبحمده ليفوز بجائزته. فانه سبحانه وبحمده رتب على هذا الحق الفوز العظيم - 00:02:11
والسبق الكبير وسعادة الدارين في الدنيا والاخرة. فتنبه ايها المؤمن ايها الموفق ايها الراغب فيما نقربه الى الله تنبه الى معرفة حق الله. واعتن به فان القيام بحقه جل في علاه - 00:02:31
يوجب لك الحياة الطيبة في الدنيا والاجر والثواب والفضل والسبق في الاخرة ولذلك عناية المؤمن بمعرفة حق الله وهو توحيده وعبادته وحده لا شريك له من اهم مات ومن اعظم الواجبات بعث الله تعالى المرسلين من نوح عليه السلام الى خاتمهم ليدعوا الناس - 00:02:51
الى هذا الحق ليبينوا للناس كيف يحققون هذا الحق ويسلموا من تسلط الشياطين الذين لا يألون جهدا في صرف الناس عن هذه الفطرة عن هذا الحق لان الشيطان عدو مرسل غرضه وغايته ان يخرج الناس من النور الى الظلمات كما قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا - 00:03:21
يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. فاحرص ايها على معرفة حق الله ولا تظن ان حق الله عز وجل بوضوح لا تحتاج معه الى عناية ومتابعة - 00:03:51
فان حق الله عز وجل له اعداء يسعون لاخراج الناس عن هذا الحق واظلالهم وازاغتهم وصرفهم عنه كما جاء في الصحيح من حديث عياض ابن حمار رضي الله تعالى عنه في الحديث الالهي - 00:04:11
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلقت عبادي حنفاء. اي موحدين على التوحيد. فاجتالتهم الشياطين اي فصرفتهم الشياطين عن هذا الحق. فانتبه ايها الموفق واحرص على معرفة حق الله عز وجل على الكمال - 00:04:31
وجد واجتهد في ان تحقق ذلك في قولك وعملك وان تبحث عما يكمل حق ربك عليه لتفوز بالدارين فانه لا فوز للعبد في الدنيا ولا فوز له في الاخرة الا بان يحقق هذا الحق. ولاجل هذا - 00:04:51
جدير بالمؤمن ان يطالع ما كتبه العلماء وما جمعوه وقربوه وبذلوا جهدا في تيسيره وتقديمه للراغبين حتى يعرف حق الله عز وجل. ومن انفع ما كتب في بيان هذا الحق - 00:05:11
وتجليته وايضاحه وتقريبه بالادلة من الكتاب والسنة. واقوال سلف الامة من الصحابة والتابعين وتابعيهم خير القرون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم - 00:05:31
يلونهم فهؤلاء هم خير القرون وهم القرون المفضلة الثلاثة الذين يرجع اليهم في معرفة معاني كلام الله عز وجل ومعرفة مقاصد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فمن وفق الى - 00:05:51
من فهم ذلك ومطالعته كان ذلك من اسباب سعادته ومن افضل ما كتب في تبيين حق الله عز وجل على عباده ما كتبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد فانه جمع - 00:06:11
فيه ايات واحاديث ونقولات عن ائمة السلف فيها من بيان الخير وبيان حق الله عز عز وجل ما يوجب على المؤمن ان يعتني به وان يعرفه حتى يسلم من الزيغ والضلال. سنقرأ ان شاء الله تعالى - 00:06:31
شيئا من الايات التي ذكرها في هذا الشأن ونعلق عليها بما يفتح الله ثم نجيب على اسئلتكم ان شاء الله تعالى في اخر المجلس سم بالله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة - 00:06:51
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. وقول الله - 00:07:11
الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. وقوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون. انني براء مما تعبدون دون الا الذي فطرني. وقوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم - 00:07:41
اربابا من دون الله. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون لله اندادا يحبونهم كحب الله. في الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما - 00:08:21
يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. هذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله تفسير التوحيد. وتفسير التوحيد هو بيان معناه. وكشف ما تضمنه من حقيقة فكشف فتفسير الشيء هو بيان معناه وكشف حقيقته - 00:08:51
هو حق الله تعالى على العباد. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل معاذ يا معاذ اتدري ما حق الله عليه العباد وما حق العباد على الله؟ قال الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا - 00:09:21
به شيئا. هذا هو التوحيد وهو شهادة ان لا اله الا الله. فان هذه الشهادة معناها ومقتضاها ان يكون العبد خالصا في قلبه وفي قوله وفي عمله لله رب العالمين فلا يشرك به شيئا لا في - 00:09:41
القلبية ولا في العبادات العملية ولا في العبادات القولية. هذا معنى هذه الكلمة المباركة التي هي مفتاح الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة - 00:10:01
ان هذا الفضل المذكورة في الحديث لا يقتصر فقط على قول اللسان بل مبدأه قول القلب وهو اعتقاده ويقينه بمعنى هذه الكلمة ومضمونها. ولذلك كان جديرا بالمؤمن ان يفهم معنى هذه الكلمة. التي هي - 00:10:21
السعادة في الدنيا والاخرة. وهي عنوان الرسالة التي بعث الله تعالى بها المرسلين. كما قال تعالى وما ارسلنا من قبل من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. هذي الكلمة العظيمة معناها افراد الله بالعبادة - 00:10:41
معناها الا يكون في قلبك محبوب ولا معظم سوى الله جل في علاه. هذه الكلمة معناها الا تصرف شيئا من عبادات لغير الله عز وجل. وقد ذكر المؤلف رحمه الله في تفسير هذه الكلمة جملة من النصوص من القرآن - 00:11:01
فذكر في تفسير لا اله الا الله تفسير الشهادة تفسير التوحيد اربع ايات وحديثا واحدا اما الايات فاولها ما ذكره الله تعالى في سورة الاسراء. يقول الله تعالى الذي اولئك الذين - 00:11:21
يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. هذه الاية المباركة لها صلة بالاية التي قبلها يقول الله تعالى قبل هذه الاية قل ادعوا الذين زعمتم من دونه. الله عز وجل يأمر النبي - 00:11:41
صلى الله عليه وسلم ان يخاطب المعاندين له. والذين بعث فيهم وهم يعبدون غير الله ممن يعبدون الملائكة ويعبد الصالحين ويعبد الرسل ويعبد الشجر والحجر يقول لهم امره الله عز وجل ان يقول لهم قل ادعوا الذين - 00:12:01
من دونه قل ادعوا الذين زعمتم من دونهم اي ادعوهم دعاء مسألة بطلب الحاجات وكشف الكربات ونيل المطلوبات وادعوهم دعاء عبادة بالتقرب اليهم رجاء نفعهم و ما يمكن ان يكون من ضرهم. يقول الله عز وجل في انك في بيان بطلان تلك العبادة. وانه لا يدرك بها الانسان شيئا - 00:12:21
يقول سبحانه وتعالى فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا الله اكبر فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل كل عابد يعبد شيئا لا يعبده الا رجاء نفعه او خوف ضره. كل من عبد شيئا - 00:12:51
من المعبودات انما يعبده رجاء منفعة منه. وخوف مضرة منه. فالله عز وجل يقول لمن عبد سواه ادعوا الذين زعمتم من دونه اعبدوهم بصرف العبادات والنذور والتقرب بالوان القربات اليهم. او ادعوهم - 00:13:11
دعاء مسألة بان تسألوهم وتطلبوا منهم ما تؤمنونه من الحاجات او ما او تسألونهم كشف ما تخافونه من البلايا والمصيبات ادعوهم ثم انتظروا انظروا هل تحصلون مما لا تؤملون شيئا يقول ربنا جل في علاه فلا يملكون هؤلاء الذين يدعون من دون الله فلا يملكون - 00:13:31
كشف الضر عنكم ولا تحويلا. لا يملكون كشف الضر اي رفعه بعد وقوعه. ولا يملكون ما هو ودون الكشف وهو الصرف والتحويل. فلا يملكون رفع الضر وكشفه. كما انهم لا يملكون صرفه. من موضع - 00:14:01
الى موضع او من حال الى حال او من صفة الى صفة. وهذا يدل على بطلان عبادتهم. لماذا لانهم اذا كانوا لا يملكون ذلك فلماذا يعبدون؟ اذا كانوا لا يملكون لك نفعا ولا ضرا ولا يملكون دفع شر - 00:14:21
ولا صرفه عنك فلماذا تعبدهم؟ فان الانسان لا يعبد الا من يرجو نفعه ويأمل نواله ويخشى يضره وما يمكن ان ينزله به من مما يكره اذا كان هذا غير مملوك لهؤلاء فمعنى ذلك انها عبادة - 00:14:41
باطلة لا يستحقها من صرفت اليه. وهذا في ايات كثيرة يذكر الله تعالى ان غيره لا يملك ضرا ولا نفعا. والله عز وجل بين ذلك في كتابه في حق اعظم خلقه وهو النبي صلى الله - 00:15:01
عليه وسلم قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. فاذا كان سيد ولد ادم اعظم الخلق جاها عند ربه صلوات الله وسلامه عليه لا يملك لنفسه جلب منفعة ولا دفع مضرة - 00:15:21
فاذا كان لا يملك لنفسه فهل يملك لغيره؟ الجواب لا. فاذا كان لا يملك لنفسه ولا لغيره فانه لا يستحق العبادة اذا كان هذا هو حال اعظم الخلق جاها عند رب العالمين فمن دونه من باب اولى انه لا يملك نفعا ولا ضرا. الله عز - 00:15:41
عز وجل يقول بعد هذه الاية في بيان بطلان عبادة غيره وصرف العبادات لسواه اولئك الذين يدعون هؤلاء الذين تدعونهم والمشار اليه للعلماء فيه قولان منهم من قال المشار اليه قوم من الجن - 00:16:01
تعبدهم العرب قبل الاسلام. فلما جاء القرآن اسلم اولئك الجن. اسلم اولئك الجن. وامنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بقي اولئك العرب على عبادتهم لاولئك الجن. فقال الله تعالى من يعبدهم من دونه اولئك الذين يدعون اي يتقربون اليهم بالقربات ويسألونهم قضاء الحاجات ونيل - 00:16:21
الطلبات اولئك الذين يدعون حقيقة امرهم يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يعني اولئك الذين تعبدونهم من دون الله هم الى الله فقراء. هم الى الله محاويج. لا غنى بهم عن فظله - 00:16:51
ولا يتمكنون من ادراك شيء دونه سبحانه وبحمده. بل هم مشتغلون عن عبادتكم وطاعتكم ومسائلكم اشتغلون بماذا؟ بما يقربهم الى الله عز وجل. واذا كان كذلك فايما اجدر ان الانسان بعبادة مخلوق ظعيف مربوب فقير الى رب الارض والسماوات او ان يتوجه الى الله بالعبادة - 00:17:11
والقربى لا شك ان العقل الصحيح يدل على انه لا ريب ان التوجه الى الله هو طريق الاسلم وقطع كل واسطة بينك وبين الله فليس بين الله وبين عباده في العبادة واسطة - 00:17:41
بل قال الله تعالى عندما سأل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الله عز وجل وعن اجابة الدعاء قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي - 00:18:01
امنوا بي فغيب الله تعالى كل واسطة بينه وبين الخلق في العبادة فليس بين الخلق وربهم واسطة الا في تبليغ رسالة وهم الرسل الذين جاءوا بالله معرفين واليه داعين. لكن فيما يتعلق بالتقرب والوصول الى الله جل وعلا الى مرضاته - 00:18:21
الى بره فانه لا واسطة بينك وبين الله عز وجل فلا تجعل بينك وبين الله واسطة مهما بلغ ذلك في العبادة والطاعة والاحسان فانه لن ينفع الا نفسه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد سليني من ما لي ما شئت - 00:18:41
فاني لا املك لك من الله شيئا. معنى هذا انه لا يملك لهم ضرا ولا نفعا. فينبغي للمؤمن ان يتوجه الى الله عز وجل في كل طلباته ومسائله الله عز وجل يقول اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اي يطلبون القربى - 00:19:01
الى الله عز وجل بانواع القربات والوسيلة امر الله تعالى بطلبها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا لديه الوسيلة اي واطلبوا اليه ما يقربكم. والوسيلة ليس ان تذهب الى قبر ولا ان تتوجه الى مخلوق - 00:19:21
والطلب انما الوسيلة هي طاعتك لربك. فبقدر ما تحقق من طاعة ربك. تقترب منه جل في علاه تنال من عطائه وتفوز ببره وتدرك فضله واحسانه جل في علاه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم - 00:19:41
بهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ان يطمعون في رحمته. ويخافون عذابه اي في قلوبهم خوف من عذاب الله وعقوبته الحاضرة والمؤجلة. ان عذاب ربك كان محظورا. اي كان مخوفا - 00:20:01
تخافه اولياء الله عز وجل الذين يعرفون عظيم قدره وكبير شأنه وجليل قدرته وما اعده من عصاه من العقوبات هذا اول ما ذكره المؤلف رحمه الله في تفسير التوحيد وهو تفسير التوحيد ببيان وجوب - 00:20:21
افراد الله بالعبادة وان عبادة غيره جل في علاه لا تنفع ولا تقرب العبد الى خير لا في الدنيا في الاخرة لا يدرك بها ما يؤمنه ولا يدرك بها ما يرجوه انما هي عناء ومشقة - 00:20:41
ورهق مذلة لا يدرك بها الانسان ما يؤمل. قال الله تعالى وانه كان رجال الى الانس يعودون اي يحتمون ويعتصمون برجال من الجن فماذا حصل؟ هل ادركوا ما يأملون من السعادة - 00:21:01
والطمأنينة والامن قال الله تعالى فزادوهم رهقا اي زادوهم عناء ومشقة وتسلطا وسوءا وشرا فلم يدركوا ما يؤمنون. وهكذا كل من عبد غير الله. هذه حال ولا تظن ايها الموفق. اي - 00:21:21
الساعي الى مرضاة ربه ان الحديث عن عبادة غير الله حديث عن امم مضت وخلت وزالت انتم تسمعون قول اليوم مما يجري من عبادة غير الله الشيء الكثير من الاستغاثة بغير الله ونداء غير الله عز وجل - 00:21:41
من المخلوقين في الكربات والمشاق فهذا ينادي ذاك المخلوق وهذا يستغيث بذاك المخلوق من دون الله عز وجل في وفي ادراك المطالب وينادى غيره في ادراك المرغوبات كل ذلك من عبادة غير الله بل هو من اعظم صور - 00:22:01
الشرك بالله عز وجل سؤال غيره قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. هذه الاية الاولى التي ذكرها رحمه الله فيما يتعلق تفسير التوحيد اما الاية الاخرى فهي ما قصه الله - 00:22:21
تعالى من شأن إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه فابراهيم بعث في قوم يعبدون غير الله عز وجل ثم امره الله تعالى بالبراءة منهم. والخروج عما كانوا عليه من عبادة غيره. قال الله تعالى - 00:22:41
واذ قال ابراهيم ايذكر يا محمد اذ قال ابراهيم لابيه وقومه اي وجه الخطاب لابيه ازر الذي كان الشرك والكفر وقومه انني براء مما تعبدون اي انني بريء من كل ما تعبدون - 00:23:01
من دون الله عز وجل. وقد كان قوم ابراهيم يعبدون الكواكب. ويقيمون لها الاصنام كما اكان قوم ابراهيم يعبدون الله جل وعلا على قول بعض اهل العلم وعلى هذا قوله جل وعلا الا الذي فطرني - 00:23:21
فانه سيهدين هذا استثناء متصل. اي انه لا يعبد شيئا مما يعبدونه الا الله جل وعلا فكانوا يعبدون الله ومعه غيره. فاستثنى عبادتهم لله فقال الا الذي فطرني فانه سيهدين. وقال بعض اهل العلم - 00:23:41
ان قوم ابراهيم لم يكونوا يعبدون الله عز وجل. بل كانوا يعبدون دونه من المخلوقات. الاصنام ما يعبدون ولا يعبدون الله جل وعلا. فلذلك يكون على هذا القول قوله تعالى ان الذي فطرني استثناء - 00:24:01
منقطع بمعنى لكن اعبد الذي فطرني. وابراهيم عليه السلام عندما ذكر عبادة الله عز وجل ذكر الموجب لعبادته ما الموجب لعبادة الله عز وجل؟ انه الذي فطرك وخلقك واحق الاشياء بالعبادة - 00:24:21
هو من كان خالقا. ولهذا جاء في القرآن بيان بيان بطلان عبادة غير الله عز وجل على الخلق قال الله جل وعلا ومالي لا اعبد الذي فطرني. في قصة الرجل الذي جاء مؤيدا - 00:24:41
ثلاثة الرسل الذين ذكر شأنهم رب العالمين في سورة ياسين. وكذلك قال الله جل وعلا ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وفي قوله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ فاعظم ما يدل على - 00:25:01
استحقاق الله جل وعلا للعبادة وحده دون ما سواه انه الخالق سبحانه وبحمده ولذلك قال ابراهيم عليه السلام الا الذي فطرني. اي ان الذي خلقني. فالفطر هنا هو الخلق. والله تعالى - 00:25:21
خالق كل شيء كما قال تعالى الله خالق كل شيء سبحانه وبحمده فلا يستحق العبادة سواه كل المخلوقات لا العبادة - 00:25:41