بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الامام الفاضل ابن حجر رحمه الله في كتابه بلوغ الموان وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه ثم - 00:00:26
فان في احد جناحيه داء وفي الاخر شفاء اخرجه البخاري وابو داود وزاد وانه يتقي بجناحه الذي فيه الدار هذا الحديث الشريف من قول سيدي ولد ادم صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:00:48
ذكره الحافظ بن حجر رحمه الله في باب المياه في كتاب البلوغ وباب المياه هو من اول الابواب التي ذكرها المصنف في كتاب الطهارة التي بها يحصل تطهير الابدان ورفع الاحداث فالطهارة تدور على امرين - 00:01:10
على رفع الحدث وازالة الخبث ولذلك يتكلم الفقهاء رحمهم الله في كل ما يتصل بذلك ومنه المياه فاذا وقع في الماء شيء من هذه الهوام هل تنجسه او لا؟ هذا الحديث ساقه المصنف في هذا الباب رحمه الله ليبين اثر سقوط الذباب ونحوه في الماء. هل ينجسه - 00:01:28
فلا يستطيع الانسان ان يستعمله في الطهارة او لا هذا الحديث انفرد به البخاري عن مسلم وقد اخرجه البخاري رحمه الله من طريق عتبة ابن مسلم عن عبيد ابن حنين - 00:01:52
عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم اذا وقع الذباب اي اذا سقط والذباب اسم جنس من الحشرات الطائرة المجنحة - 00:02:09
فهو اسم يطلق على الذباب المعروف الذي في البيوت الذي يذب ويطرد عن الطعام والشراب ويطلق على جنس الطائر للحشرات ذات الاجنحة كالنحل والزنبور وغيرها مما له جناحان من الحشرات التي تطير - 00:02:36
فقوله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب الذباب هنا يصدق ابتداء على الحشرة التي يذبها الناس عن طعامهم وشرابهم وهي حشرة لا دم لها ولذلك يسميها العلماء ما لا نفس له سائلة ما لا نفس له سائلة لانها - 00:03:00
ليس لها دم وهي من عجائب صنع الله تعالى وغرائب خلقه فان الله تعالى ذكرها في القرآن ودعا الناس جميعا الى ان الى ان يستمعوا الى المثل الذي ذكره في شأن الذباب - 00:03:25
قال جل في علاه يا ايها الناس وهذا خطاب للبشرية جميعا ذكرا وانثى حاضرا وغائب عربا وعجما. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله - 00:03:42
لن يخلقوا ذبابا يعني لو جمعنا كل ما يعبد من دون الله مما يتوجه اليه الناس بالعبادة سواء كان ذلك من الاولياء والصالحين. او الانبياء او الملائكة او ما يدعوه الناس من شمس وقمر - 00:03:58
جمادات واشجار واحجار لو اجتمع هؤلاء كلهم يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة وهذا اكبر تحدي لكل من يزعم ان ثمة اله يعبد من دون الله. يسأل هل هو يخلق او لا - 00:04:16
ولذلك جبير ابن مطعم لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مشركا مسجده وسمعه يقرأ ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ كان الجبير مشرك لما سمع النبي يقرأ هذه في صلاة المغرب - 00:04:37
قال كاد قلبي ان يطير كاد قلبي ان يطير من شدة وقع هذه الاية عليه في ابطال ما كان يعبده من دون الله من الاوثان والاصنام. هل هذه هذه الاصنام التي تعبدونها تخلق او لا - 00:04:54
تخلق وقد ذكر الله في شأن الذباب هذا المثل العظيم الذي يدل على عظمة الخالق ودقة صلح الذباب محتقر عند كل احد مع هذا ليس ثمة احد يستطيع ان يخلق ذبابة. هذا الشيء الذي يحتقره الناس ويذبوه يعجز كل من يعبد من دون الله - 00:05:07
ان يخلق مثله او ان يخلق شيئا منه ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ثم بين عجزا زائدا على هذا دون الخلق وهو الاحتماء - 00:05:29
والتوقي وهي سمم الذباب شيئا لا يستنقذه منه اذا جاء الذباب ووقع على شيء من طعامك او شيء من شرابك واخذ منه شيئا لانه يمتص ما يقع عليه فالله تعالى يتحدى الخلق - 00:05:45
والذين يدعون من دون يدعون من دون الله ان يستخرجوا هذا الذي اخذه. هذا الذي امتصه الذباب ويسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ثم بعد ان ذكر هذا الاعجاز في هذه - 00:06:06
الحشرة الصغيرة المحتقرة التي سميت ذباب لان الناس يذبونها يذبون يطردونها عن طعامهم وعن شرابهم من ذب الشيء الى القاه او رماها او ابعده يقول جل وعلا ضعف الطالب والمطلوب - 00:06:21
ضعف الطالب والمطلوب ضعف من يدعى من دون الله وهو الطالب والمطلوب وهو الذباب الذي سلب منهم ما سلب من طعامهم وشرابهم فلم يستطيعوا ان يستنقذوه منه اذا وقع الذباب في اناء احدكم - 00:06:43
اي في اذا وقع الذباب في شراب احدكم وفي بعض الروايات في اناء احدكم بشراب اي فيما يشرب سواء كان ماء او غير ماء لانه جاء في سياق الشرط فيعم - 00:07:04
كل شراب اذا وقع الذباب في شراب احدكم وايضا هو مضاف ومظاف والاظافة تفيد العموم فليغمس امر رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقع الذباب في اناءه في شرابه - 00:07:20
ان يغمس ولا فرق في ذلك بين الشراب الحار والبارد ولا بين الماء وغيره من المشروبات ولا بين الحلو وغيره كل ذلك مندرج في عموم قوله اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه - 00:07:41
وفي بعض الروايات هل ينقله والغمس والمقل هو ادخال هذا الطائر بجميع اجزاءه داخل الشراب فليغمسه ثم لينزعه امره بالغمس ثم بالنزع وهذا توجيه نبوي هل هو على وجه الوجوب سيأتي تفصيل ذلك؟ فيما بعد ان شاء الله تعالى - 00:08:00
فقوله فليغمس هذا ارشاد نبوي وهو امر يتعلق بادب من الاداب في التعامل مع الهواب اذا وقعت في الشراب وقوله صلى الله عليه وسلم ثم لينزعه اي ليخرجه بعد غمسه - 00:08:32
وبعد ان بين الحكم وهو حكم مستغرب قد يثير تساؤلا لماذا نفعل هذا؟ جاء الجواب في بيان العلة وهكذا شأن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بل النصوص الشرعية - 00:08:50
تأتي احيانا لا سيما فيما يستغرب وفيما يحتاج الى ايضاح يأتي ببيان العلة والسبب ليقطع ما يمكن ان يدب الى القلوب من ضعف القبول او التشكك في حكمة وعلة الحكم - 00:09:10
لذلك قال صلى الله عليه وسلم فان في احد جناحيه اي جناحي الذباب داء بهداء هو المرض ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ما نوع المرض وهل هو واحد ام هي امراض متنوعة - 00:09:31
بل جاء ذلك الخبر على وجه التنكير ليشمل كل ما يمكن من الامراض التي تنقلها مثل هذه الطوائر. فان في احد جناحيه داء باحد جناحي الذباب داء وفي الاخر شفاء - 00:09:49
ايوة في الاخر شفاء وهو المقابل الاول فجناحها الذبابة احدهما فيه المرض والاخر فيه الشفاء والدواء لذلك المرض وهذا من عجيب صنع الله عز وجل ان يجمع بين الاضداد في مخلوق واحد - 00:10:11
ففي جناح داء وفي جناح دواء فذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد ما بين من الادب المتعلق التصرف اذا وقع الذباب في اناء احد وفي شراب احد - 00:10:37
بان العلة في ذلك هو ان في احد جناحي الذباب داء وفي الاخر دواء وقد جاء في رواية ابي داود وهي رواية في غير الصحيح قال وانه يتقي بجناحه الذي فيه الداء - 00:11:00
وانه اي الذباب يتقي يعني عندما يشرف على السقوط يقدم الجناح الذي فيه الداء ومعنى هذا ان احتمالية ان يكون الساقط اولا هو الجناح الذي فيه الدواء مستبعدة حتى يقول لا يقول قائل احتمال ان الجناح الذي وقع اولا هو الذي فيه الشفاء فلماذا اغمسه - 00:11:22
قال صلى الله عليه وسلم فانه يتقي بجناحه الذي فيه الداء. اي عندما يسقط يقدم الجناح الذي فيه المرض ولهذا يتأكد لمن اراد الانتفاع من هذا الشراب ان يفعل ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:11:49
من النقل والغمس لكل الحشرة التي وقعت في هذا الاناء هذا الحديث الشريف حديث فيه بيان جملة من المسائل اولا ما الذي يجب على المؤمن ان يقابل به احاديث رسول الله - 00:12:10
ما الذي يجب على المؤمن ان يقابل به الاخبار التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن لمؤمن يأتيه خبر يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ويقول سمعنا واطعنا - 00:12:34
هذه قضية لا ريب فيها ولا نقاش فيها الايمان يقوم على اصلين القبول للاخبار والانقياد للاحكام لا يمكن ان يتحقق ايمان احد الا بهذين المرتكزين الاساسيين القبول للاخبار التي يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:52
والانقياد للاحكام اي ان ينقاد لحكم الله وقد قال الله تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وهذا يشمل العقائد والاخبار ويشمل الاحكام والاعمال ويقول جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت - 00:13:19
وليس فقط ذهاب الحرج بل ويسلموا تسليما اي وينقاد انقيادا تاما لما جئت به من حكم وقال الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا - 00:13:46
ان يكون لهم الخيرة من امرهم الدلائل في الكتاب والسنة واضحة جلية في وجوب الانقياد لخبر الله عز وجل ولخبر رسوله ولا يمكن ان يتحقق لاحد ايمان الا بالانقياد لخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:02
من الناس من يقول لا اقبل الخبر حتى اعرضه على عقلي فما كان موافقا لعقلي قبلته قال الامام مالك رحمه الله قال الامام مالك رحمه الله ليت شعري باي عقل يوزن الكتاب والسنة - 00:14:21
العقول عقول البشر قاصرة عن ادراك الحكم والاسرار والعلل والغايات في اخبار الله واخبار رسوله وفي احكام الشريعة مهما بلغ العقل قوة فانه يعجز عن ادراك كل ما جاءت به الشريعة من الغايات والاحكام - 00:14:39
الشريعة من رحمة الله بعباده انه في بعض الاحكام يأتي ببيان العلل والغايات ومثل هذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه - 00:15:04
ثم لينزعه فان في احد جناحيه داء وفي الاخر شفاء. بين العلة فالمؤمن يقبل الخبر ويعلم السبب وينقاذ للحكم لكن ثمة احكام لم تأتي الشريعة فيها بتعليم وبيان علل واسرار واحكام هنا قد يجتهد العالم في ادراك العلة - 00:15:18
الحكم قد يوفق وقد لا يوفق وقد يصل العلماء في بعض الاحكام الى عدم معرفة العلة لكن ثمة علة ما في شيء من احكام الله عز وجل الا وله علة قال الله جل في علاه الف لام راء كتاب - 00:15:41
احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فكل الكتاب محكم ومعنى احكام اتقانه وبناءه على اسس واصول لا يمكن ان تنتقض تنزيل من حكيم حميد وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون عن هذا الوحي المحكم المتقن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:15:56
ولهذا المؤمن عندما يأتيه خبر الله وخبر رسوله لا يتوقف في قبوله على ان يقبله عقله او يرده العقل فالشريعة تأتي بما تحار فيه العقول وتدهش ويدهش الالباب لكنها لا يمكن ان تأتي بما تحيله العقول اي تمنعه لا يمكن ان يأتي شيء يعارض العقل - 00:16:24
لكن يأتي شيء يحار فيه العقل ذلك الزمان الذي قال فيه هذا القول صلوات الله وسلامه عليه لم يكن عند الناس معامل ومختبرات ادوات كشف دقيق ليكشفوا على جناح البعوض هل فيه داء او ليس فيه داء؟ لكنهم عندهم ايمان يقبلون به خبر الله وخبر رسوله. عندهم يقين - 00:16:47
اذا قال الله وقال رسوله انتهى كل ما يمكن ان يكون مشوشا او مشكلة فيسلمون لله ولرسوله ما جاء من الاحكام حتى ولو شق عليهم حتى ولو وجدوا فيه نوعا من العناء كما جرى في نزول قوله تعالى - 00:17:13
بالله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير لما نزلت - 00:17:31
هذه الاية جاءها الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب جلسوا على ركبهم رضي الله تعالى عنهم قالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق اي كلفنا الله من الاحكام ما نطيقه. ونزلت علينا اية لا نطيقها - 00:17:41
وهي هذه الاية لماذا قالوا لا نطيقها لانها تدل على ان الله يحاسب الناس على ايش على ما اظهروه من الاقوال والاعمال وعلى ما دار في صدورهم من الهواجس والافكار فكلاهما محل محاسبة لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم هذي حال - 00:17:56
تبدوه قولا او عملا او تخفوه لا يكون منكم قول او عمل يحاسبكم به الله صحابة شق عليهم فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله - 00:18:19
هذه اية لا نطيقها قال لهم صلوات الله وسلامه عليه اتريدون ان تقولوا كما قالت النصارى؟ كما قالت اليهود لموسى سمعنا وعصينا قولوا سمعنا واطعنا فقال الصحابة سمعنا واطعنا رضي الله تعالى عنهم - 00:18:31
فذلت بها السنتهم واقترحوا تلك الايات وقبلوا ما فيها من حكم فانزل الله التخفيف والتزكية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون هنا الايمان شف الايمان في القبول والاذعان للحكم - 00:18:49
امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمن كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا. غفرانك ربنا واليك المصير ثم جاء هذه الاية تزكية. وشهادة من الله لاولئك الاطهار - 00:19:08
الابرار من اصحاب الرسول المختار صلوات الله وسلامه عليه بانهم صدقوا ما جاء به الوحي من رب العالمين. اما التخفيف في قوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت الى اخر ما ذكر الله تعالى في - 00:19:24
خواتيم سورة البقرة. والمقصود ان المؤمن يقبل ما جاء عن الله وعن رسوله بلا تردد ما جاء ثابتا في كلام الله جليا ما جاء ثابتا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا فانه لا تردد في قبوله - 00:19:42
وانما قلت هذا لان من الناس من يطعن في مثل هذه الاحاديث النبوية التي فيها احكام قد تنافر الطبيعة طبيعة الانسان قد لا يشتهيها قد لا يحبها لكن هذا لا يسوغ له ان يرد - 00:19:59
الله ورسوله او ان يقول ان هذا الحديث ليس بصحيح لكونه لم يوافق ما يحبه او ما يشتهيه او ما يتذوقه انما يجب عليه ان يقبل واما اما اما فعل ذلك فله ان يترك الشراب - 00:20:14
فان قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فليغمسه هذا لمن اراد ان ينتفع بذلك الشراب فليغمسه ان كان لا يريد يعطيه احد ينتفع به لكن من اراد ان يشرب شيئا وقع فيه ذباب - 00:20:34
او آآ شيء آآ شيء من هذا الطائر المجنح الذي يذبه الناس عن طعامهم وشرابهم فانه لتوقي الظرر يفعل ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم من غمسه ومقله - 00:20:49
في الاناء في الشراب او في الطعام تحقيقا لما وجه اليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الحديث من فوائده ان الشريعة لم تأتي فقط باصلاح ما بين الناس - 00:21:07
والله عز وجل بل جاءت باصلاح المعاش والمعاد. فان ما في هذا الحديث امر طبي وتوجيه نبوي لمصلحة معاش الناس وابدانهم وهذا يدل على ان الشريعة شاملة ليست قاصرة على جانب من جوانب الحياة كما يصورها بعض الناس انها صلة بين العبد وربه بل هي صلة بين العبد - 00:21:24
ربه وهي صلة بين الانسان والخلق وهي صلة بينه وبين ما يحيط به حتى الجماد حتى الحيوان. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار في هرة بهرة - 00:21:47
اذا الشريعة جاءت لاصلاح ما بين الناس وما بين الحيوان الذي يعاشرونها ودخلت امرأة الجنة في كلب سقته وخاطرت بنفسها لسقيها. فالشريعة لم تأتي فقط في اصلاح ما بين العبد والله عز وجل. بل في اصلاح كل شيء. اصلاح المعاش بكل ما يشمله - 00:22:01
واصلاح الميعاد وهي الاخرة وهذا من دلائل وشواهد هذا الاصل ان الشريعة لا تقتصر فقط على جانب ولا على جهة من جهات اصلاح حال الناس بل تشمل كل شيء من امر المعاش والميعاد - 00:22:23
وقوله صلى الله ووفي الحديث من الفوائد ان غمس الذباب في الشراب واخراجه واخراجه منه هو على وجه الندب ليس على وجه الوجوب لمن اراد ان ينتفع بالشراب لمن اراد ان ينتفع به - 00:22:39
لان ذلك مما يتعلق بالاداب والقاعدة عند العلماء في قول جمهورهم ان ما كان من الاقوال النبوية يتصل بالاداب وليس من العبادات فانه على وجه الاستحباب لعلى وجه الوجوب وهذي قاعدة مفيدة وان كان - 00:23:05
جماعة من اهل العلم يرون عدم اضطرابها ويرون ان كل ما جاء به الامر فهو للوجوب لكن الراجح ان هذه القاعدة هي الاصل فيما يتعلق ب الاوامر النبوية التي تتعلق بصلاح - 00:23:28
معاش الناس مما مما يندرج في الاداب وليس مما يندرج في حقوق الله تعالى وحقوق الخلق فانه محمول على الادب والندب وليس على الوجوب وفيه من الفوائد عظيم اتقان الله وقدرته - 00:23:46
حيث جعلت لاحد جناحيه الذبابة داء وفي الاخر دواء وقد عد بعض المختصين المعاصرين هذا الحديث من جملة احاديث الاعجاز النبوي وقضية الاعجاز النبوي قضية ثابتة لان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم منه ما صدقه - 00:24:05
تطور الناس وما جد في حياتهم من وسائل بينت صدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن المؤمن لا يتوقف في قبول خبر على اثبات تجربة او اثبات مختبر او ما الى ذلك بل ما جاء عن الله قبله وصدقه. ولكن ذلك يفيده - 00:24:32
اطمئنانا وتوكيدا ويقينا بصحة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم زيادة يقين بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يوقف ذلك المؤمن لا يتوقف ذلك لا يتوقف المؤمن على ثبوت ذلك من جهة اخرى. لان من توقف في اثبات هذه الاحاديث على اثباتها نظريا - 00:24:54
او تجريبيا او طبيعيا فهو لم يؤمن بخبر النبي صلى الله عليه وسلم انما امن بما اثبتته التجربة وعند ذلك لا مزية ولا منزلة ولا ولا بهذا من فوائد الحديث - 00:25:18
ذكر العلل للاحكام وهذا على نحوين في الشريعة ما جاء فيه التعليل عاما لقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فاثبات حكمته وعلمه دليل على انه ما من شيء يشاؤه في قدره ولا شيء يشاءه في شرعه - 00:25:32
الا وفيه حكمة والادلة على هذا كثيرة منها الاية اللي ذكرناها في قوله في اول سورة هود كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وما تقدم من الايات - 00:26:03
هذا التعليم العام وهو انه ما من شيء من الاحكام والشرائع الا له حكمة اما النوع الثاني ما جاء فيه النص على الحكمة وهذا في ايات ونصوص كثيرة من هذا الحديث فان النبي بعد ان امر بما امر قال صلوات الله وسلامه عليه فان في احد جناحيه فان في احد - 00:26:15
جناحيه داء وفي الاخر شفاء ومنه قول الله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ هذا ذكر للعلة والحكم هو الحكمة من من تحريم - 00:26:40
هذه المذكورات والمقصود ان التعليل في الشريعة ثابت ولا يمكن ان يصل الانسان الى نظر سديد ولا فهم عميق ولا رسوخ في الفهم لكلام الله وكلام رسوله الا باثبات التعليم - 00:27:03
للاحكام اما التعليل المطلق العام الذي ينتظم كل الشريعة واما التعليل الخاص الذي جاءت به النصوص او ما كان مستنبطا من نظر العلماء وتأملهم في مقاصد الشريعة ومعاني كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه - 00:27:22
فيه من الفوائد ايضا ان اول ما يقع ويسقط من جناحين الذباب هو ما كان فيه الداء وان الشفاء هو في الجناح الاخر فلذلك يشرع غمسه كاملا وفيه من الفوائد - 00:27:45
طهارة الذباب كل ما لا نفس له سائلة مما يشبهه طهارة الذباب وكل ما لا نفس له سائلة مما يشبهه فانه ملحق به والمقصود ما لا نفس له سائلة اي ما لا دم له - 00:28:08
كالبعوض النحل وما اشبه ذلك والجراد وما اشبه ذلك من الحشرات التي لا نفس سائلة لها فانها طاهرة وجه الدلالة في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بغمسه - 00:28:27
ولو كان نجسا او ينجس الاناء والشراب لما امر بغمسه فدل ذلك على طهارته في ذاته وانه لا يؤثر في الشراب نجاسة وان الامر بالغم بالغمس لا لاجل التطهير انما لاجل ازالة ما يمكن ان يكون قد - 00:28:48
اصابه من من داء بسبب ما في جناح الذباب وفيه من الفوائد ان جناح الذباب مما يستفاد منه دواء وهذا من من من الاكتشافات المعاصرة التي دأب عليها بعض الباحثين استخراج انواع من العلاج - 00:29:07
من احد جناحي الذباب لقوله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فان في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء وشفاء وقد وقفت على بعض الابحاث التي تقول ان ثمة مراكز متخصصة تعمل على استخلاص انواع من الادوية من اجنحة - 00:29:35
وهذا يدل على نوع من الاعجاز في قوله صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث ننتقل الى الذي يليه وان بوافدهم البيتي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة وهي حية - 00:30:02
ابوابين اخرجه ابو داوود والترمذي وحسنه وجهه له هذا اخر الاحاديث التي ذكرها المصنف رحمه الله في باب المياه وهو من حديث عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن زيد بن اسلم - 00:30:27
عن عطاء بن يسار عن ابي واقد الليثي وهو مشهور بكنيته رضي الله تعالى عنه سماه الترمذي بالحارث بن عوف وهذا اشهر ما قيل في اسمائه ابو واقد الليثي من قدماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:47
وشهد بدرا رضي الله تعالى عنه وكان ممن تأخر موته وهو ليس من المهاجرين بل هو من من اهل معدود من اهل المدينة ولذلك جاور في مكة ومات فيها رضي الله تعالى عنه في الستينات الهجرية - 00:31:08
هذا الحديث اختلف العلماء رحمهم الله في اسناده تصحيحه فذهب جماعة من المحققين الى ان هذا الحديث ضعيف لضعف عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار وقد تابعه عبدالله بن جعفر المدني الا انه اضعف منه - 00:31:28
ولهذه المتابعة ذهب بعض اهل العلم الى ان الحديث قابل للتحسين فحسن الحديث لهذه المتابعة اما اكثر اهل التحقيق من المحدثين على ضعف هذا الحديث الحديث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة - 00:31:55
وهي حية فهو ميتة ما قطع ما اسم موصول اي ما ابيد وما فصل من اجزاء البهيمة وهذا شامل لكل ما يقطع من البهيمة سواء كان ذلك من اعضائها او اجزائها او جلدها بل قال بعضهم يشمل حتى شعرها - 00:32:21
و صوفها الا ان الشعر والصوف مستثنى من ذلك بنص القرآن قال الله جل وعلا في سورة النحل والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها - 00:32:48
فارهة واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والاجماع منعقد على ان المقصود بالصوف والشعر والوبر هنا ما كان من بهيمة الانعام. لانه هو الذي ذكره الله تعالى ومن جلود الانعام بالاية - 00:33:15
فالاصواف والاشعار والابشار تجز من البهائم في حياتها فهي مستثناة بالنص القرآني والاجماع من قوله صلوات الله وسلامه عليه من قطع من البهيمة وهي ميتة وهي حية فهو ميتة سبب هذا الحديث ان - 00:33:32
اهل المدينة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدزون اسنمة الابل والية الشاة وينتفعون بها ويقولون انها تنبت اذا لم تجز من اصلها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة - 00:33:56
وهي حية فهو ميتة وقوله صلى الله عليه وسلم من البهيمة من هنا بيانية والبهيمة المقصود بها على حسب سياق الحديث بهيمة الانعام وقال بعض اهل العلم ان البهيمة هنا شامل لكل - 00:34:23
الحيوان سواء كان من بهيمة الانعام او من غيره فلو جز من الغزلاني شيء او من الطيور شيء وهي حية فانه يأخذ حكم الميتة وقوله وهي حية اي حال حياتها الجملة حالية - 00:34:42
حال حياتها اي الحياة المستقرة قوله صلى الله عليه وسلم فهو ميت قوله فهو ميت اي ان حكمه حرام فلا يؤكل وهو نجس لان الميتة نجسة قال الله تعالى قل لاجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه - 00:35:06
رجس اي نجس فقوله صلى الله عليه وسلم فهو ميتة او فهو ميت يفيد هاتين الفائدتين انه لا يحل انه نجس وانه لا يحل اكله ولا يحل الانتفاع به لنجاسته - 00:35:37
قوله صلى الله عليه وسلم فهو ميت هكذا في هذه الرواية وفي رواية اخرى فهو ميتة وميت وميتة وميت وميت وجهان في هذه الكلمة فتأتي بالتشديد وتأتي بالتخفيف فيقال ميت للتشديد ويقال ميت - 00:35:56
ويقال ميتة ميتة وميتة فهذان وجهان في هذه الكلمة وكلاهما لغة وقد قرأ بهما في كتاب الله كما قال الطبري رحمه الله في تفسيره. فكلاهما صحيح هذا الحديث فيه جملة من الفوائد - 00:36:22
من فوائد الحديث ان ما قطع من البهيمة في حياتها فهو فحكمه حكم ميتتها فحكمه حكم ميتتها فان كانت ميتتها طاهرة فهو طاهر وان كانت ميتتها نجسة فهي نجسة والاصل في الميتة النجاسة الا ما استثني - 00:36:46
في كتاب الله تعالى وهو السمك قال الله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما فقوله وطعامه اي ما طفى عليه مما لم تصدوه مما مات فيه - 00:37:14
فانه حلال ولذلك ميتة ولذلك ما ابينا من السمك حال حياته فانه طاهر لان ميتته طاهرة واما ما ابينا من الحيوان حال حياته الحيوان البري حال حياته فانه ميتة يأخذ حكم الميتة من حيث حله ومن حيث طهارته - 00:37:33
من حيث طهارة ومن حيث حل اكله هذا ما ما افاده الحديث مما يفيده الحديث ايضا ان الاصل في اجزاء الميتة التحريم هذا هو الاصل الا ما استثني ولذلك ذهب الجمهور الى ان جميع اجزاء الميتة محرم - 00:38:02
لا يجوز اكله وليس بطاهر بل هو نجس الا ما قام الدليل على طهارته كالجلود التي تطهر بالدماغ فقد جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم اذا دبغ الايهاب - 00:38:29
فقط طهر وما عداه فانه باق على الاصل وهو قوله تعالى للميتة فانه رجس عندما ذكر الله تعالى الميتة وغيرها من المحرمات التي حرمت بالاكل - 00:38:44
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن والاه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الامام الفاضل ابن حجر رحمه الله في كتابه بلوغ الموان وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه ثم - 00:00:26
فان في احد جناحيه داء وفي الاخر شفاء اخرجه البخاري وابو داود وزاد وانه يتقي بجناحه الذي فيه الدار هذا الحديث الشريف من قول سيدي ولد ادم صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:00:48
ذكره الحافظ بن حجر رحمه الله في باب المياه في كتاب البلوغ وباب المياه هو من اول الابواب التي ذكرها المصنف في كتاب الطهارة التي بها يحصل تطهير الابدان ورفع الاحداث فالطهارة تدور على امرين - 00:01:10
على رفع الحدث وازالة الخبث ولذلك يتكلم الفقهاء رحمهم الله في كل ما يتصل بذلك ومنه المياه فاذا وقع في الماء شيء من هذه الهوام هل تنجسه او لا؟ هذا الحديث ساقه المصنف في هذا الباب رحمه الله ليبين اثر سقوط الذباب ونحوه في الماء. هل ينجسه - 00:01:28
فلا يستطيع الانسان ان يستعمله في الطهارة او لا هذا الحديث انفرد به البخاري عن مسلم وقد اخرجه البخاري رحمه الله من طريق عتبة ابن مسلم عن عبيد ابن حنين - 00:01:52
عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم اذا وقع الذباب اي اذا سقط والذباب اسم جنس من الحشرات الطائرة المجنحة - 00:02:09
فهو اسم يطلق على الذباب المعروف الذي في البيوت الذي يذب ويطرد عن الطعام والشراب ويطلق على جنس الطائر للحشرات ذات الاجنحة كالنحل والزنبور وغيرها مما له جناحان من الحشرات التي تطير - 00:02:36
فقوله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب الذباب هنا يصدق ابتداء على الحشرة التي يذبها الناس عن طعامهم وشرابهم وهي حشرة لا دم لها ولذلك يسميها العلماء ما لا نفس له سائلة ما لا نفس له سائلة لانها - 00:03:00
ليس لها دم وهي من عجائب صنع الله تعالى وغرائب خلقه فان الله تعالى ذكرها في القرآن ودعا الناس جميعا الى ان الى ان يستمعوا الى المثل الذي ذكره في شأن الذباب - 00:03:25
قال جل في علاه يا ايها الناس وهذا خطاب للبشرية جميعا ذكرا وانثى حاضرا وغائب عربا وعجما. يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله - 00:03:42
لن يخلقوا ذبابا يعني لو جمعنا كل ما يعبد من دون الله مما يتوجه اليه الناس بالعبادة سواء كان ذلك من الاولياء والصالحين. او الانبياء او الملائكة او ما يدعوه الناس من شمس وقمر - 00:03:58
جمادات واشجار واحجار لو اجتمع هؤلاء كلهم يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة وهذا اكبر تحدي لكل من يزعم ان ثمة اله يعبد من دون الله. يسأل هل هو يخلق او لا - 00:04:16
ولذلك جبير ابن مطعم لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مشركا مسجده وسمعه يقرأ ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ كان الجبير مشرك لما سمع النبي يقرأ هذه في صلاة المغرب - 00:04:37
قال كاد قلبي ان يطير كاد قلبي ان يطير من شدة وقع هذه الاية عليه في ابطال ما كان يعبده من دون الله من الاوثان والاصنام. هل هذه هذه الاصنام التي تعبدونها تخلق او لا - 00:04:54
تخلق وقد ذكر الله في شأن الذباب هذا المثل العظيم الذي يدل على عظمة الخالق ودقة صلح الذباب محتقر عند كل احد مع هذا ليس ثمة احد يستطيع ان يخلق ذبابة. هذا الشيء الذي يحتقره الناس ويذبوه يعجز كل من يعبد من دون الله - 00:05:07
ان يخلق مثله او ان يخلق شيئا منه ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ثم بين عجزا زائدا على هذا دون الخلق وهو الاحتماء - 00:05:29
والتوقي وهي سمم الذباب شيئا لا يستنقذه منه اذا جاء الذباب ووقع على شيء من طعامك او شيء من شرابك واخذ منه شيئا لانه يمتص ما يقع عليه فالله تعالى يتحدى الخلق - 00:05:45
والذين يدعون من دون يدعون من دون الله ان يستخرجوا هذا الذي اخذه. هذا الذي امتصه الذباب ويسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ثم بعد ان ذكر هذا الاعجاز في هذه - 00:06:06
الحشرة الصغيرة المحتقرة التي سميت ذباب لان الناس يذبونها يذبون يطردونها عن طعامهم وعن شرابهم من ذب الشيء الى القاه او رماها او ابعده يقول جل وعلا ضعف الطالب والمطلوب - 00:06:21
ضعف الطالب والمطلوب ضعف من يدعى من دون الله وهو الطالب والمطلوب وهو الذباب الذي سلب منهم ما سلب من طعامهم وشرابهم فلم يستطيعوا ان يستنقذوه منه اذا وقع الذباب في اناء احدكم - 00:06:43
اي في اذا وقع الذباب في شراب احدكم وفي بعض الروايات في اناء احدكم بشراب اي فيما يشرب سواء كان ماء او غير ماء لانه جاء في سياق الشرط فيعم - 00:07:04
كل شراب اذا وقع الذباب في شراب احدكم وايضا هو مضاف ومظاف والاظافة تفيد العموم فليغمس امر رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقع الذباب في اناءه في شرابه - 00:07:20
ان يغمس ولا فرق في ذلك بين الشراب الحار والبارد ولا بين الماء وغيره من المشروبات ولا بين الحلو وغيره كل ذلك مندرج في عموم قوله اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه - 00:07:41
وفي بعض الروايات هل ينقله والغمس والمقل هو ادخال هذا الطائر بجميع اجزاءه داخل الشراب فليغمسه ثم لينزعه امره بالغمس ثم بالنزع وهذا توجيه نبوي هل هو على وجه الوجوب سيأتي تفصيل ذلك؟ فيما بعد ان شاء الله تعالى - 00:08:00
فقوله فليغمس هذا ارشاد نبوي وهو امر يتعلق بادب من الاداب في التعامل مع الهواب اذا وقعت في الشراب وقوله صلى الله عليه وسلم ثم لينزعه اي ليخرجه بعد غمسه - 00:08:32
وبعد ان بين الحكم وهو حكم مستغرب قد يثير تساؤلا لماذا نفعل هذا؟ جاء الجواب في بيان العلة وهكذا شأن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بل النصوص الشرعية - 00:08:50
تأتي احيانا لا سيما فيما يستغرب وفيما يحتاج الى ايضاح يأتي ببيان العلة والسبب ليقطع ما يمكن ان يدب الى القلوب من ضعف القبول او التشكك في حكمة وعلة الحكم - 00:09:10
لذلك قال صلى الله عليه وسلم فان في احد جناحيه اي جناحي الذباب داء بهداء هو المرض ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ما نوع المرض وهل هو واحد ام هي امراض متنوعة - 00:09:31
بل جاء ذلك الخبر على وجه التنكير ليشمل كل ما يمكن من الامراض التي تنقلها مثل هذه الطوائر. فان في احد جناحيه داء باحد جناحي الذباب داء وفي الاخر شفاء - 00:09:49
ايوة في الاخر شفاء وهو المقابل الاول فجناحها الذبابة احدهما فيه المرض والاخر فيه الشفاء والدواء لذلك المرض وهذا من عجيب صنع الله عز وجل ان يجمع بين الاضداد في مخلوق واحد - 00:10:11
ففي جناح داء وفي جناح دواء فذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد ما بين من الادب المتعلق التصرف اذا وقع الذباب في اناء احد وفي شراب احد - 00:10:37
بان العلة في ذلك هو ان في احد جناحي الذباب داء وفي الاخر دواء وقد جاء في رواية ابي داود وهي رواية في غير الصحيح قال وانه يتقي بجناحه الذي فيه الداء - 00:11:00
وانه اي الذباب يتقي يعني عندما يشرف على السقوط يقدم الجناح الذي فيه الداء ومعنى هذا ان احتمالية ان يكون الساقط اولا هو الجناح الذي فيه الدواء مستبعدة حتى يقول لا يقول قائل احتمال ان الجناح الذي وقع اولا هو الذي فيه الشفاء فلماذا اغمسه - 00:11:22
قال صلى الله عليه وسلم فانه يتقي بجناحه الذي فيه الداء. اي عندما يسقط يقدم الجناح الذي فيه المرض ولهذا يتأكد لمن اراد الانتفاع من هذا الشراب ان يفعل ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:11:49
من النقل والغمس لكل الحشرة التي وقعت في هذا الاناء هذا الحديث الشريف حديث فيه بيان جملة من المسائل اولا ما الذي يجب على المؤمن ان يقابل به احاديث رسول الله - 00:12:10
ما الذي يجب على المؤمن ان يقابل به الاخبار التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن لمؤمن يأتيه خبر يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ويقول سمعنا واطعنا - 00:12:34
هذه قضية لا ريب فيها ولا نقاش فيها الايمان يقوم على اصلين القبول للاخبار والانقياد للاحكام لا يمكن ان يتحقق ايمان احد الا بهذين المرتكزين الاساسيين القبول للاخبار التي يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:52
والانقياد للاحكام اي ان ينقاد لحكم الله وقد قال الله تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وهذا يشمل العقائد والاخبار ويشمل الاحكام والاعمال ويقول جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت - 00:13:19
وليس فقط ذهاب الحرج بل ويسلموا تسليما اي وينقاد انقيادا تاما لما جئت به من حكم وقال الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا - 00:13:46
ان يكون لهم الخيرة من امرهم الدلائل في الكتاب والسنة واضحة جلية في وجوب الانقياد لخبر الله عز وجل ولخبر رسوله ولا يمكن ان يتحقق لاحد ايمان الا بالانقياد لخبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:02
من الناس من يقول لا اقبل الخبر حتى اعرضه على عقلي فما كان موافقا لعقلي قبلته قال الامام مالك رحمه الله قال الامام مالك رحمه الله ليت شعري باي عقل يوزن الكتاب والسنة - 00:14:21
العقول عقول البشر قاصرة عن ادراك الحكم والاسرار والعلل والغايات في اخبار الله واخبار رسوله وفي احكام الشريعة مهما بلغ العقل قوة فانه يعجز عن ادراك كل ما جاءت به الشريعة من الغايات والاحكام - 00:14:39
الشريعة من رحمة الله بعباده انه في بعض الاحكام يأتي ببيان العلل والغايات ومثل هذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه - 00:15:04
ثم لينزعه فان في احد جناحيه داء وفي الاخر شفاء. بين العلة فالمؤمن يقبل الخبر ويعلم السبب وينقاذ للحكم لكن ثمة احكام لم تأتي الشريعة فيها بتعليم وبيان علل واسرار واحكام هنا قد يجتهد العالم في ادراك العلة - 00:15:18
الحكم قد يوفق وقد لا يوفق وقد يصل العلماء في بعض الاحكام الى عدم معرفة العلة لكن ثمة علة ما في شيء من احكام الله عز وجل الا وله علة قال الله جل في علاه الف لام راء كتاب - 00:15:41
احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فكل الكتاب محكم ومعنى احكام اتقانه وبناءه على اسس واصول لا يمكن ان تنتقض تنزيل من حكيم حميد وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون عن هذا الوحي المحكم المتقن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:15:56
ولهذا المؤمن عندما يأتيه خبر الله وخبر رسوله لا يتوقف في قبوله على ان يقبله عقله او يرده العقل فالشريعة تأتي بما تحار فيه العقول وتدهش ويدهش الالباب لكنها لا يمكن ان تأتي بما تحيله العقول اي تمنعه لا يمكن ان يأتي شيء يعارض العقل - 00:16:24
لكن يأتي شيء يحار فيه العقل ذلك الزمان الذي قال فيه هذا القول صلوات الله وسلامه عليه لم يكن عند الناس معامل ومختبرات ادوات كشف دقيق ليكشفوا على جناح البعوض هل فيه داء او ليس فيه داء؟ لكنهم عندهم ايمان يقبلون به خبر الله وخبر رسوله. عندهم يقين - 00:16:47
اذا قال الله وقال رسوله انتهى كل ما يمكن ان يكون مشوشا او مشكلة فيسلمون لله ولرسوله ما جاء من الاحكام حتى ولو شق عليهم حتى ولو وجدوا فيه نوعا من العناء كما جرى في نزول قوله تعالى - 00:17:13
بالله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير لما نزلت - 00:17:31
هذه الاية جاءها الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب جلسوا على ركبهم رضي الله تعالى عنهم قالوا يا رسول الله كلفنا ما نطيق اي كلفنا الله من الاحكام ما نطيقه. ونزلت علينا اية لا نطيقها - 00:17:41
وهي هذه الاية لماذا قالوا لا نطيقها لانها تدل على ان الله يحاسب الناس على ايش على ما اظهروه من الاقوال والاعمال وعلى ما دار في صدورهم من الهواجس والافكار فكلاهما محل محاسبة لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم هذي حال - 00:17:56
تبدوه قولا او عملا او تخفوه لا يكون منكم قول او عمل يحاسبكم به الله صحابة شق عليهم فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله - 00:18:19
هذه اية لا نطيقها قال لهم صلوات الله وسلامه عليه اتريدون ان تقولوا كما قالت النصارى؟ كما قالت اليهود لموسى سمعنا وعصينا قولوا سمعنا واطعنا فقال الصحابة سمعنا واطعنا رضي الله تعالى عنهم - 00:18:31
فذلت بها السنتهم واقترحوا تلك الايات وقبلوا ما فيها من حكم فانزل الله التخفيف والتزكية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون هنا الايمان شف الايمان في القبول والاذعان للحكم - 00:18:49
امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمن كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا. غفرانك ربنا واليك المصير ثم جاء هذه الاية تزكية. وشهادة من الله لاولئك الاطهار - 00:19:08
الابرار من اصحاب الرسول المختار صلوات الله وسلامه عليه بانهم صدقوا ما جاء به الوحي من رب العالمين. اما التخفيف في قوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت الى اخر ما ذكر الله تعالى في - 00:19:24
خواتيم سورة البقرة. والمقصود ان المؤمن يقبل ما جاء عن الله وعن رسوله بلا تردد ما جاء ثابتا في كلام الله جليا ما جاء ثابتا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا فانه لا تردد في قبوله - 00:19:42
وانما قلت هذا لان من الناس من يطعن في مثل هذه الاحاديث النبوية التي فيها احكام قد تنافر الطبيعة طبيعة الانسان قد لا يشتهيها قد لا يحبها لكن هذا لا يسوغ له ان يرد - 00:19:59
الله ورسوله او ان يقول ان هذا الحديث ليس بصحيح لكونه لم يوافق ما يحبه او ما يشتهيه او ما يتذوقه انما يجب عليه ان يقبل واما اما اما فعل ذلك فله ان يترك الشراب - 00:20:14
فان قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فليغمسه هذا لمن اراد ان ينتفع بذلك الشراب فليغمسه ان كان لا يريد يعطيه احد ينتفع به لكن من اراد ان يشرب شيئا وقع فيه ذباب - 00:20:34
او آآ شيء آآ شيء من هذا الطائر المجنح الذي يذبه الناس عن طعامهم وشرابهم فانه لتوقي الظرر يفعل ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم من غمسه ومقله - 00:20:49
في الاناء في الشراب او في الطعام تحقيقا لما وجه اليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الحديث من فوائده ان الشريعة لم تأتي فقط باصلاح ما بين الناس - 00:21:07
والله عز وجل بل جاءت باصلاح المعاش والمعاد. فان ما في هذا الحديث امر طبي وتوجيه نبوي لمصلحة معاش الناس وابدانهم وهذا يدل على ان الشريعة شاملة ليست قاصرة على جانب من جوانب الحياة كما يصورها بعض الناس انها صلة بين العبد وربه بل هي صلة بين العبد - 00:21:24
ربه وهي صلة بين الانسان والخلق وهي صلة بينه وبين ما يحيط به حتى الجماد حتى الحيوان. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار في هرة بهرة - 00:21:47
اذا الشريعة جاءت لاصلاح ما بين الناس وما بين الحيوان الذي يعاشرونها ودخلت امرأة الجنة في كلب سقته وخاطرت بنفسها لسقيها. فالشريعة لم تأتي فقط في اصلاح ما بين العبد والله عز وجل. بل في اصلاح كل شيء. اصلاح المعاش بكل ما يشمله - 00:22:01
واصلاح الميعاد وهي الاخرة وهذا من دلائل وشواهد هذا الاصل ان الشريعة لا تقتصر فقط على جانب ولا على جهة من جهات اصلاح حال الناس بل تشمل كل شيء من امر المعاش والميعاد - 00:22:23
وقوله صلى الله ووفي الحديث من الفوائد ان غمس الذباب في الشراب واخراجه واخراجه منه هو على وجه الندب ليس على وجه الوجوب لمن اراد ان ينتفع بالشراب لمن اراد ان ينتفع به - 00:22:39
لان ذلك مما يتعلق بالاداب والقاعدة عند العلماء في قول جمهورهم ان ما كان من الاقوال النبوية يتصل بالاداب وليس من العبادات فانه على وجه الاستحباب لعلى وجه الوجوب وهذي قاعدة مفيدة وان كان - 00:23:05
جماعة من اهل العلم يرون عدم اضطرابها ويرون ان كل ما جاء به الامر فهو للوجوب لكن الراجح ان هذه القاعدة هي الاصل فيما يتعلق ب الاوامر النبوية التي تتعلق بصلاح - 00:23:28
معاش الناس مما مما يندرج في الاداب وليس مما يندرج في حقوق الله تعالى وحقوق الخلق فانه محمول على الادب والندب وليس على الوجوب وفيه من الفوائد عظيم اتقان الله وقدرته - 00:23:46
حيث جعلت لاحد جناحيه الذبابة داء وفي الاخر دواء وقد عد بعض المختصين المعاصرين هذا الحديث من جملة احاديث الاعجاز النبوي وقضية الاعجاز النبوي قضية ثابتة لان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم منه ما صدقه - 00:24:05
تطور الناس وما جد في حياتهم من وسائل بينت صدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن المؤمن لا يتوقف في قبول خبر على اثبات تجربة او اثبات مختبر او ما الى ذلك بل ما جاء عن الله قبله وصدقه. ولكن ذلك يفيده - 00:24:32
اطمئنانا وتوكيدا ويقينا بصحة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم زيادة يقين بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يوقف ذلك المؤمن لا يتوقف ذلك لا يتوقف المؤمن على ثبوت ذلك من جهة اخرى. لان من توقف في اثبات هذه الاحاديث على اثباتها نظريا - 00:24:54
او تجريبيا او طبيعيا فهو لم يؤمن بخبر النبي صلى الله عليه وسلم انما امن بما اثبتته التجربة وعند ذلك لا مزية ولا منزلة ولا ولا بهذا من فوائد الحديث - 00:25:18
ذكر العلل للاحكام وهذا على نحوين في الشريعة ما جاء فيه التعليل عاما لقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فاثبات حكمته وعلمه دليل على انه ما من شيء يشاؤه في قدره ولا شيء يشاءه في شرعه - 00:25:32
الا وفيه حكمة والادلة على هذا كثيرة منها الاية اللي ذكرناها في قوله في اول سورة هود كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وما تقدم من الايات - 00:26:03
هذا التعليم العام وهو انه ما من شيء من الاحكام والشرائع الا له حكمة اما النوع الثاني ما جاء فيه النص على الحكمة وهذا في ايات ونصوص كثيرة من هذا الحديث فان النبي بعد ان امر بما امر قال صلوات الله وسلامه عليه فان في احد جناحيه فان في احد - 00:26:15
جناحيه داء وفي الاخر شفاء ومنه قول الله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ هذا ذكر للعلة والحكم هو الحكمة من من تحريم - 00:26:40
هذه المذكورات والمقصود ان التعليل في الشريعة ثابت ولا يمكن ان يصل الانسان الى نظر سديد ولا فهم عميق ولا رسوخ في الفهم لكلام الله وكلام رسوله الا باثبات التعليم - 00:27:03
للاحكام اما التعليل المطلق العام الذي ينتظم كل الشريعة واما التعليل الخاص الذي جاءت به النصوص او ما كان مستنبطا من نظر العلماء وتأملهم في مقاصد الشريعة ومعاني كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه - 00:27:22
فيه من الفوائد ايضا ان اول ما يقع ويسقط من جناحين الذباب هو ما كان فيه الداء وان الشفاء هو في الجناح الاخر فلذلك يشرع غمسه كاملا وفيه من الفوائد - 00:27:45
طهارة الذباب كل ما لا نفس له سائلة مما يشبهه طهارة الذباب وكل ما لا نفس له سائلة مما يشبهه فانه ملحق به والمقصود ما لا نفس له سائلة اي ما لا دم له - 00:28:08
كالبعوض النحل وما اشبه ذلك والجراد وما اشبه ذلك من الحشرات التي لا نفس سائلة لها فانها طاهرة وجه الدلالة في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بغمسه - 00:28:27
ولو كان نجسا او ينجس الاناء والشراب لما امر بغمسه فدل ذلك على طهارته في ذاته وانه لا يؤثر في الشراب نجاسة وان الامر بالغم بالغمس لا لاجل التطهير انما لاجل ازالة ما يمكن ان يكون قد - 00:28:48
اصابه من من داء بسبب ما في جناح الذباب وفيه من الفوائد ان جناح الذباب مما يستفاد منه دواء وهذا من من من الاكتشافات المعاصرة التي دأب عليها بعض الباحثين استخراج انواع من العلاج - 00:29:07
من احد جناحي الذباب لقوله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فان في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء وشفاء وقد وقفت على بعض الابحاث التي تقول ان ثمة مراكز متخصصة تعمل على استخلاص انواع من الادوية من اجنحة - 00:29:35
وهذا يدل على نوع من الاعجاز في قوله صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الحديث ننتقل الى الذي يليه وان بوافدهم البيتي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة وهي حية - 00:30:02
ابوابين اخرجه ابو داوود والترمذي وحسنه وجهه له هذا اخر الاحاديث التي ذكرها المصنف رحمه الله في باب المياه وهو من حديث عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن زيد بن اسلم - 00:30:27
عن عطاء بن يسار عن ابي واقد الليثي وهو مشهور بكنيته رضي الله تعالى عنه سماه الترمذي بالحارث بن عوف وهذا اشهر ما قيل في اسمائه ابو واقد الليثي من قدماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:47
وشهد بدرا رضي الله تعالى عنه وكان ممن تأخر موته وهو ليس من المهاجرين بل هو من من اهل معدود من اهل المدينة ولذلك جاور في مكة ومات فيها رضي الله تعالى عنه في الستينات الهجرية - 00:31:08
هذا الحديث اختلف العلماء رحمهم الله في اسناده تصحيحه فذهب جماعة من المحققين الى ان هذا الحديث ضعيف لضعف عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار وقد تابعه عبدالله بن جعفر المدني الا انه اضعف منه - 00:31:28
ولهذه المتابعة ذهب بعض اهل العلم الى ان الحديث قابل للتحسين فحسن الحديث لهذه المتابعة اما اكثر اهل التحقيق من المحدثين على ضعف هذا الحديث الحديث قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة - 00:31:55
وهي حية فهو ميتة ما قطع ما اسم موصول اي ما ابيد وما فصل من اجزاء البهيمة وهذا شامل لكل ما يقطع من البهيمة سواء كان ذلك من اعضائها او اجزائها او جلدها بل قال بعضهم يشمل حتى شعرها - 00:32:21
و صوفها الا ان الشعر والصوف مستثنى من ذلك بنص القرآن قال الله جل وعلا في سورة النحل والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها - 00:32:48
فارهة واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والاجماع منعقد على ان المقصود بالصوف والشعر والوبر هنا ما كان من بهيمة الانعام. لانه هو الذي ذكره الله تعالى ومن جلود الانعام بالاية - 00:33:15
فالاصواف والاشعار والابشار تجز من البهائم في حياتها فهي مستثناة بالنص القرآني والاجماع من قوله صلوات الله وسلامه عليه من قطع من البهيمة وهي ميتة وهي حية فهو ميتة سبب هذا الحديث ان - 00:33:32
اهل المدينة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدزون اسنمة الابل والية الشاة وينتفعون بها ويقولون انها تنبت اذا لم تجز من اصلها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من البهيمة - 00:33:56
وهي حية فهو ميتة وقوله صلى الله عليه وسلم من البهيمة من هنا بيانية والبهيمة المقصود بها على حسب سياق الحديث بهيمة الانعام وقال بعض اهل العلم ان البهيمة هنا شامل لكل - 00:34:23
الحيوان سواء كان من بهيمة الانعام او من غيره فلو جز من الغزلاني شيء او من الطيور شيء وهي حية فانه يأخذ حكم الميتة وقوله وهي حية اي حال حياتها الجملة حالية - 00:34:42
حال حياتها اي الحياة المستقرة قوله صلى الله عليه وسلم فهو ميت قوله فهو ميت اي ان حكمه حرام فلا يؤكل وهو نجس لان الميتة نجسة قال الله تعالى قل لاجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه - 00:35:06
رجس اي نجس فقوله صلى الله عليه وسلم فهو ميتة او فهو ميت يفيد هاتين الفائدتين انه لا يحل انه نجس وانه لا يحل اكله ولا يحل الانتفاع به لنجاسته - 00:35:37
قوله صلى الله عليه وسلم فهو ميت هكذا في هذه الرواية وفي رواية اخرى فهو ميتة وميت وميتة وميت وميت وجهان في هذه الكلمة فتأتي بالتشديد وتأتي بالتخفيف فيقال ميت للتشديد ويقال ميت - 00:35:56
ويقال ميتة ميتة وميتة فهذان وجهان في هذه الكلمة وكلاهما لغة وقد قرأ بهما في كتاب الله كما قال الطبري رحمه الله في تفسيره. فكلاهما صحيح هذا الحديث فيه جملة من الفوائد - 00:36:22
من فوائد الحديث ان ما قطع من البهيمة في حياتها فهو فحكمه حكم ميتتها فحكمه حكم ميتتها فان كانت ميتتها طاهرة فهو طاهر وان كانت ميتتها نجسة فهي نجسة والاصل في الميتة النجاسة الا ما استثني - 00:36:46
في كتاب الله تعالى وهو السمك قال الله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما فقوله وطعامه اي ما طفى عليه مما لم تصدوه مما مات فيه - 00:37:14
فانه حلال ولذلك ميتة ولذلك ما ابينا من السمك حال حياته فانه طاهر لان ميتته طاهرة واما ما ابينا من الحيوان حال حياته الحيوان البري حال حياته فانه ميتة يأخذ حكم الميتة من حيث حله ومن حيث طهارته - 00:37:33
من حيث طهارة ومن حيث حل اكله هذا ما ما افاده الحديث مما يفيده الحديث ايضا ان الاصل في اجزاء الميتة التحريم هذا هو الاصل الا ما استثني ولذلك ذهب الجمهور الى ان جميع اجزاء الميتة محرم - 00:38:02
لا يجوز اكله وليس بطاهر بل هو نجس الا ما قام الدليل على طهارته كالجلود التي تطهر بالدماغ فقد جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم اذا دبغ الايهاب - 00:38:29
فقط طهر وما عداه فانه باق على الاصل وهو قوله تعالى للميتة فانه رجس عندما ذكر الله تعالى الميتة وغيرها من المحرمات التي حرمت بالاكل - 00:38:44