الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنستمع الى شيء من ايات الذكر الحكيم في - 00:00:17
سورة المائدة ثم نقرأ ما يفتح الله تعالى في تفسيرها وبيان معناها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصار والازلام رجس من عمل الشيطان. فاجتنبوه لعلكم تفلحون - 00:00:34
نون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغي ضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة انتم منتهون واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا. فان توليتم فاعلموا على رسولنا البلاغ المبين. ليس على الذين امنوا وعملوا - 00:01:13
الصالحات جناح فيما طعموا. اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالح يحب المحسنين هذه الايات الكريمات تضمنت ذكرى حكم الله عز وجل فيما حرم على اهل الايمان من الخمر وقد جاءت بعد ما امر الله تعالى - 00:01:58
به المؤمنين من ترك تحريم ما احل الله تعالى لهم واكل ما رزقهم جل في علاه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم - 00:02:42
ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون ثم ذكر الله تعالى ما يتعلق بكفارات الايمان وذلك لكوني الانسان قد يمتنع عما احل الله تعالى له - 00:02:59
ما رزقه من الحلال الطيب باليمين ثم عطف الحديث بعد ذكر المباحات من المأكولات الى المحرمات والممنوعات من المطعومات. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام - 00:03:22
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ثم يقول الله تعالى بعد ذلك واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا - 00:03:46
فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين هذه الايات الكريمات فيها ذكر تحريم الخمر والخمر اسم لما خامر العقل واصله من التغطية فمادة الخاء والميم والراء في لغة العرب - 00:04:09
تفيد التغطية ومنه الخمار الذي تضعه المرأة على وجهها سمي بذلك لانه يغطي وجهها وكذلك ما امر الله ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من تخمير الانية وذلك بتغطيتها - 00:04:33
فاصل هذه الكلمة دائر على معنى التغطية واما ما يتعلق بالخمر التي حرم الله تعالى على المؤمنين ان يطعموها وان يتناولوها فهي ما ذكره الله جل وعلا في هذه الاية وفي عدة ايات - 00:04:53
كقوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر وكقوله تعالى يا ايها الذين وكوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب الى اخر الاية المقصود بها - 00:05:14
كل ما خامر العقل وغطاه على وجه اللذة والطرب هذا تعريف الخمر التي حرمها الله تعالى ورسوله كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب ذكر اللذة والطرب قيد في - 00:05:33
ما يغطي العقل لان ما يغطي العقل انواع فالبنج على سبيل المثال الذي يستعمل في تخدير المرظى او من تجرى لهم العمليات هو نوع مما يغطي العقل لكنه ليس على وجه اللذة والطرب فلا يدخل - 00:06:00
في الخمر التي حرمها الله ورسوله انما الخمر التي حرمها الله ورسوله هو كل ما ستر العقل وغطاه مما يحصل به لذة وطلب ان يحصل به نشوة والتذاذ نوع من - 00:06:20
الابتهاج هذا هو الخمر الذي حرمه الله تعالى ورسوله والله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم في حين فترة من الرسل وانطماس من السبل وعماية من الخلق وكان قد شاع بينهم - 00:06:40
كثير من الرذائل والشرور ومما شاع بينهم وانتشر وكان فاشيا بين الناس في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم شرب الخمور فانها كانت شديدة الانتشار تعلق بها - 00:07:04
العرب وغيرهم تعلقا شديدا حتى اصبحت شيئا معتادا بينهم لا ينفكون عنه بل قال بعضهم اذا مت فادفنيني الى جنب كرمة تروي عروقي بعد تروي عروقي بعد موتي تروي عروقي بعد تروي عظامي بعد موتي عروقها - 00:07:27
يوصي ولده بان يدفنه الى جنب كرمة والكرمة هي شجرة العنب حتى لا ينقطع عنه شرب الخمر بعد موته تاء تروي عروق هذه الكرمة عظامه البالية الفانية فلا ينقطع عنه شرب الخمر بعد موته - 00:07:54
هذا من جاهليتهم ومن شدة تعلقهم بهذه بهذا المشروب زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم بعث ودعا الناس الى عبادة الله وحده وامرهم بما فيه صلاح معاشهم ومعادهم - 00:08:16
وكان رأس ما امرهم به عبادة الله وحده لا شريك له وامرهم بفظائل الاخلاق وطيبها ونهاهم عن رذيلها وسيئها لكن هذا التشريع جاء مراعيا احوال الناس مراعيا اولويات ما يؤمرون به وينهون فلم تحرم الخمر في اوائل البعثة - 00:08:39
بل كانت الخمر متداولة يشربها المسلمون ويتبايعون ويتبايعونها وليس بينهم حرج في تعاطيها في اول الامر حتى سأل فئام من الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر والميسر - 00:09:04
وذلك في المدينة فقص الله تعالى السؤال واجاب عليه قال تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس فاخبر الله تعالى في هذه الاية ان الخمر فيها اثم كبير - 00:09:27
اي فيها شر كثير فالاثم هنا المقصود به الفساد والشر. وما يكره من الحال والمآل ثم قال جل وعلا فيهما اثم كبير ومنافع للناس فاثبت شيئا من النفع الذي يدرك بالخمر لكن الاية بينت - 00:09:47
ان الخمر ان الشر والفساد والاثم الذي في الخمر ارجح مما فيه من نافع فقال واثمهما اكبر من نفعهما مع انه قال فيهما اثم كبير ومنافع للناس. فالمعنى واضح ان اثم الخمر اعظم - 00:10:11
من نفعه لكنه اكد هذا بقطع الاحتمال ان يكون واردا في الذهن ان فيه ايضا ان فيهما ايضا نفعا كبيرا. فقال تعالى واثمهما اكبر من نفعهما فلما نزلت هذه الاية ترك فئام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم الخمر - 00:10:33
زهدوا فيها لما فيها من الاثم الكبير فقالوا لا حاجة لنا بشرب شيء اثمه وشره اكبر من نفعه ثم مضى ما مضى من الزمان انزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون - 00:10:57
فنهى الله تعالى اهل الايمان عن قربان الخمر عن قربان الصلاة وقت كونهم شربوا الخمر وهذا لا يعني ان يتركوا الصلاة لاجل الخمر انما يعني ان يتركوا الخمر لاجل الصلاة - 00:11:22
في اوقاتها ان يتركوا الخمر لاجل الصلاة. فتركها فئام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا لا نشتغل بشيء يمنعنا من الصلاة لا نشتغل بشيء يمنعنا من الصلاة فتركوا شرب الخمر - 00:11:41
رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ثم مضى من الزمن ما مضى فانزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فحسم الامر في انه رجس - 00:11:58
وهو النجس ومن عمل الشيطان اي من تزيينه ومما يرغب فيه وما كان من عمل الشيطان فلا خير فيه فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر - 00:12:15
ويصدكم عن ذكر الله واقام الصلاة فهل انتم منتهون؟ فاكد طلب الانتهاء في ايتين وذلك لشدة تعلقهم بالخمر رضي الله تعالى عنهم وشدة تعلق الناس في ذلك الزمان بالخمر فانتهى اهل الايمان لما بلغهم تحريم الرحمن لهذا المشروب تركوه - 00:12:35
ولم يتردد في قبول ما نهاهم الله تعالى عنه بل كانوا يقولون انتهينا ربنا انتهينا هذه الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان ذكر الله تعالى فيها اربعة امور. الامر الاول الخمر - 00:13:00
وقد تقدم بيانها وهي كل ما كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب. لا فرق في ذلك بين ان كون مشروبا او محقونا او مشموما او مأكولا فكله في الحكم سواء. لان الخمر اسم لما خامر العقل - 00:13:23
خالطه وغطاه على وجه اللذة والطرب واما الميسر فهو ثاني ما ذكره الله تعالى في المعدودات المحرمة في الاية والمقصود بالميسر القمار وهو كل مغالبة يدخلها الانسان يكون فيها اما غانما او غانما - 00:13:48
المغالبات التي يكون الانسان فيها غانما او غارما فانها من الميسر والانصار الانصاب المقصود به الاوثان التي تعبد من دون الله جمع نصب وهو ما يعبد من دون الله واما الازلام - 00:14:10
فالازلام ما كانوا يستعملونه في استكشاف المستقبل واستكشاف المستقبل امر يهم الناس منذ سالف العصر يرغبون في معرفة ما يكون في مستقبل الايام فتجدهم يطلبون لذلك وسائل عدة وطرق شتى - 00:14:33
ومن ذلك الاستقسام بالازلام وهو ما كانوا يضعونه من القداح التي يكتبون عليها امورا افعل او لا تفعل على سبيل المثال. ثم يضربون بشيء في هذه الازلام فما خرج من افعل او لا تفعل اذهب او لا تذهب فعلوه - 00:14:55
وهذا هو الاستقسام بالازلام الذي حرمه الله تعالى ورسوله ولذلك يقول الله جل وعلا والازلام رجس من عمل الشيطان كل هذا رجس والرجس هنا المقصود به النجاسة المعنوية وذلك ان الله تعالى قال رجس من عمل والعمل ليس عينا انما معنى - 00:15:20
ولذلك قال العلماء ان نجاسة الازلام والانصاب وما يستعمل في الميسر ليست عينية. انما نجاسته معنوية فهي نجسة معنويا لانها من طرق الشرك والكفر بالله. وقد قال الله تعالى انما المشركون نجس - 00:15:45
فقضى على المشركين بانهم نجس والمقصود بالنجس هنا ما ليس بطاهر وهو من حيث المعنى لا من حيث الحس بمعنى ان المشرك لا ليس نجسا في عينه وفي بدنه فهو - 00:16:09
مما لا دليل على نجاسته وايه بل الادلة على خلاف ذلك اذ اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصافح المشركين ويغشونه ويدخلون المسجد ويفعل ويخالطون اهل الاسلام ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم احدا - 00:16:30
اذا خالط مشركا او باشره ان يغسل يده او ان يتوقى مخالطته لنجاسته انما المقصود بالنجاسة النجاسة المعنوية وليست النجاسة الحسية ومنه هذا في قوله تعالى رجس من عمل الشيطان - 00:16:52
واما الخمر فالخمر ذهب جماهير العلماء وحكى بعضهم الاجماع على ان نجاستها عينية بمعنى انها نجسة العين فاذا اصابت الثياب وجب تطهيرها كسائر النجاسات وذهب طائفة من اهل العلم الى ان نجاسة الخمر - 00:17:13
ليست عينية انما هي نجاسة انما هي نجاسة معنوية وذلك نظير ما ذكره الله تعالى في الميسر والانصاب والازلام. فالحكم فيها واحد حيث قال تعالى رجس من عمل الشيطان فاثبت النجاسة في هذه وبين معنى النجاسة المذكور في قوله تعالى من عمل الشيطان - 00:17:36
وعلى ضوء هذا اختلف العلماء المعاصرون فيما يتعلق العطورات التي تحتوي على الكحول والكحول هو روح الخمر الكحول هو روح الخمر ولذلك اختلف العلماء في نجاسته على قولين جماهير العلماء يرون ان - 00:18:00
العطورات المحتوية على مواد كحولية مسكرة نجس ذهب طائفة من اهل العلم الى انه ليس بنجس بناء على الاصل وهو ان النجاسة المذكورة في الاية نجاسة معنوية وليست نجاسة حسية - 00:18:23
وقال بذلك جماعات من اهل العلم منهم شيخنا محمد العثيمين رحمه الله والمقصود ان هذه المسألة الخلاف فيها مبني على تفسير هذه الاية في قوله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازنام رجس من عمل الشيطان. فكل من قال بنجاسة - 00:18:46
قمر استند في ذلك الى هذه الاية وما دلت عليه من نجاسة من النجاسة في من نجاسة هذه الاشياء في قوله تعالى رجس من عمل الشيطان والذين رأوا عدم النجاسة قالوا ان الاية ليس فيها دليل بل الدليل في الاية على نقيض ما استدللتم به حيث ان الله تعالى اثبت النجاة - 00:19:05
المعنوية للحسية وقوله فاجتنبوه المقصود بالاجتناب هنا اجتناب الخمر وسائر المذكورات واجتنابه بان يكون هذه المذكورات في جانب والانسان في جانب هذا معنى الاجتناب. فالاجتناب هو ان يكون الشيء في جانب - 00:19:27
وانت في جانب اخر كما قال الله تعالى في في دعاء ابراهيم عليه السلام حين قال واجلبني وبني ان نعبد الاصنام يعني اني في جانب وعبادة وبني معي وعبادة الاصنام في جانب اخر - 00:19:47
هذا معنى قوله جل وعلا فاجتنبوه ايجعلوه بجانب وانتم في جانب وقد قال بعض اهل العلم ان هذه الاية دالة على تحريم استعمال العطورات آآ التي تحتوي على الكحول حتى لو قيل بعدم نجاستها. لان الله تعالى امر - 00:20:05
باجتنابها فقال فاجتنبوه وما امر الله تعالى باجتنابه لم يكن جائزا ملابستها وقال المجيزون ان المعنى في قول فاجتنبوه اي الوجه الذي يفضي الى المفسدة التي من اجلها حرم وهو ايش - 00:20:29
الشرب اجتنبوا شربها شرب الخمر وليس المقصود ان تجتنب من اوجه الاستعمال التي لا محظورة فيها هكذا اجابوا قال لعلكم ترحمون لعلكم تفلحون. اي رجاء وهذا تعليل للحكم لعلكم تفلحون. اي رجاء ان يحصل لكم الفلاح اذا اجتنبتم هذه هذه المذكورات. ولا شك ان اجتناب الخمر واجتناب الميسر - 00:20:49
الخمر فيه فساد العقول والميسر فيه فساد الاموال والانصاب والازلام فيه فساد العقائد والاديان واجتناب هذه الامور مما يسلم به دين الشخص وعقله وماله والشريعة دائرة على حفظ هذه الاصول - 00:21:19
الثلاثة اظافة الى حفظ النفوس وحفظ الاعراض وانما لم تذكر النفوس والاعراض لان الميسر يفضي الى العداوة فيكون سببا على النفوس والخمر يغيب العقول واذا غابت العقول. فسد الانسان في عرظه وفسد في جنايته على الخلق. فالاية - 00:21:39
مظمنة الدليل على على الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها وهي الدين حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال العرض كل احكام الشريعة امرا ونهيا تدور على تحقيق هذه المعاني الخمسة - 00:22:05
اي تدور على حفظ الدين وحمايته حفظ النفس وحمايتها حفظ العقل وحمايته حفظ المال وحمايته حفظ الاعراض وحمايتها. قال الله تعالى بعد ان ذكر التحريم وانها من عمل الشيطان ذكر مزيد بيان لتطمئن النفوس في ترك هذه الخمر التي تعلقت بها نفوس العرب - 00:22:28
ونفوس الناس في ذلك الزمن وعندما نقول العرب في ذلك الزمان لكن في زماننا هذا الكفار بشتى مللهم تعلقهم بالخمر تعلق عظيم لا ينفكون عن شربه صباح مساء في اطعمتهم وفي حفلاتهم وفي ايامهم المعتادة - 00:22:55
ولا يرون في ذلك منكرا ولا يعيبونه ولا يستكرهونه وذلك لشدة تعلقهم حتى ان كثيرا منهم يعيب على اهل الاسلام ان الخمر حرمها الاسلام لانهم تعلقوا بها تعلقا تعظيمنا والسبب والله تعالى اعلم في تعلق الكفار بالخمر عموما في الجاهلية وفي عصرنا الحديث - 00:23:17
هو ان الخمر تغيب العقل واذا غاب العقل لم يشعر الانسان بما هو فيه من ظلمة لعدم ايمانه ولكفره بالله عز وجل او مخالفته لامره ولذلك تجد هذا النهم لدى كثير من غير اهل الاسلام في شرب الخمر لانه اذا افاق - 00:23:44
وجد من الضغوط ووجد من الالم في نفسه والوحشة في قلبه ما لا يمكن ان يدفعه الا بتغييب عقله ليخف على قلبه وطأة ما هو فيه من ظلمة من ظلمة الكفر - 00:24:09
وعدم معرفة الله عز وجل وعدم تحقيق الغاية من الوجود وهو الايمان بالله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له وهذا المعنى واضح جدا في حياة من اعرض عن ذكر الله فان من اعرض عن ذكر الله قد اخبر الله تعالى بانه - 00:24:26
في حياة ضنك ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى وهذه الحياة الضنك هي حياة بؤس وشقاء وليس ذلك بالنظر الى متع الدنيا من المراكب والمساكن والاموال فقد يكون عنده من المال ما لا - 00:24:48
يعد كثرة لكنه بالنظر الى ما في قلبه من وحشة وظلمة يفوق ويلغي كل نعمة سيقت اليه فلا يلتذ بمأكل ولا يلتذ بمشرب ولا يهنأ كل انواع الملذات الاخرى لما في قلبه من احتراق - 00:25:10
وظلمة بسبب عدم معرفة الله عز وجل وعدم العلم به وعدم الايمان به وعدم ذكره. والله تعالى يقول الا بذكر الله تطمئن القلوب. فالقلب العاري عن ذكر الله قلب مظلم شقي مهما كان - 00:25:32
لديه من المتع والملذات لا يمكن ان ينفك من هذا الشقاء لا يمكن ان يتخلص من هذا الم والظنك الذي في قلبه الا بنور القرآن. فمن يرد الله ان يهديه - 00:25:55
يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء وهذه الاية في غاية التوظيح للفارق بين القلب المنور بالايمان والهدى والاسلام وبين القلب المظلم بالكفر والشرك وسائر - 00:26:13
الموبقات واوجه العصيان ولهذا ينبغي ان تفهم هذه المعاني حتى تدرك هذه التعلقات التي يقع فيها اولئك فيما يقعون فيه من شرب الخمور والاسراف فيها سواء كان ذلك في الجاهلية السابقة او في حال - 00:26:36
من لم يشرح الله صدره للاسلام في زماننا في زماننا وفي سائر وفي سائر الازمان - 00:26:59
التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فنستمع الى شيء من ايات الذكر الحكيم في - 00:00:17
سورة المائدة ثم نقرأ ما يفتح الله تعالى في تفسيرها وبيان معناها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصار والازلام رجس من عمل الشيطان. فاجتنبوه لعلكم تفلحون - 00:00:34
نون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغي ضاء في الخمر والميسر. ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة انتم منتهون واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا. فان توليتم فاعلموا على رسولنا البلاغ المبين. ليس على الذين امنوا وعملوا - 00:01:13
الصالحات جناح فيما طعموا. اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالح يحب المحسنين هذه الايات الكريمات تضمنت ذكرى حكم الله عز وجل فيما حرم على اهل الايمان من الخمر وقد جاءت بعد ما امر الله تعالى - 00:01:58
به المؤمنين من ترك تحريم ما احل الله تعالى لهم واكل ما رزقهم جل في علاه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم - 00:02:42
ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون ثم ذكر الله تعالى ما يتعلق بكفارات الايمان وذلك لكوني الانسان قد يمتنع عما احل الله تعالى له - 00:02:59
ما رزقه من الحلال الطيب باليمين ثم عطف الحديث بعد ذكر المباحات من المأكولات الى المحرمات والممنوعات من المطعومات. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام - 00:03:22
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ثم يقول الله تعالى بعد ذلك واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا - 00:03:46
فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين هذه الايات الكريمات فيها ذكر تحريم الخمر والخمر اسم لما خامر العقل واصله من التغطية فمادة الخاء والميم والراء في لغة العرب - 00:04:09
تفيد التغطية ومنه الخمار الذي تضعه المرأة على وجهها سمي بذلك لانه يغطي وجهها وكذلك ما امر الله ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من تخمير الانية وذلك بتغطيتها - 00:04:33
فاصل هذه الكلمة دائر على معنى التغطية واما ما يتعلق بالخمر التي حرم الله تعالى على المؤمنين ان يطعموها وان يتناولوها فهي ما ذكره الله جل وعلا في هذه الاية وفي عدة ايات - 00:04:53
كقوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر وكقوله تعالى يا ايها الذين وكوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب الى اخر الاية المقصود بها - 00:05:14
كل ما خامر العقل وغطاه على وجه اللذة والطرب هذا تعريف الخمر التي حرمها الله تعالى ورسوله كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب ذكر اللذة والطرب قيد في - 00:05:33
ما يغطي العقل لان ما يغطي العقل انواع فالبنج على سبيل المثال الذي يستعمل في تخدير المرظى او من تجرى لهم العمليات هو نوع مما يغطي العقل لكنه ليس على وجه اللذة والطرب فلا يدخل - 00:06:00
في الخمر التي حرمها الله ورسوله انما الخمر التي حرمها الله ورسوله هو كل ما ستر العقل وغطاه مما يحصل به لذة وطلب ان يحصل به نشوة والتذاذ نوع من - 00:06:20
الابتهاج هذا هو الخمر الذي حرمه الله تعالى ورسوله والله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم في حين فترة من الرسل وانطماس من السبل وعماية من الخلق وكان قد شاع بينهم - 00:06:40
كثير من الرذائل والشرور ومما شاع بينهم وانتشر وكان فاشيا بين الناس في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم شرب الخمور فانها كانت شديدة الانتشار تعلق بها - 00:07:04
العرب وغيرهم تعلقا شديدا حتى اصبحت شيئا معتادا بينهم لا ينفكون عنه بل قال بعضهم اذا مت فادفنيني الى جنب كرمة تروي عروقي بعد تروي عروقي بعد موتي تروي عروقي بعد تروي عظامي بعد موتي عروقها - 00:07:27
يوصي ولده بان يدفنه الى جنب كرمة والكرمة هي شجرة العنب حتى لا ينقطع عنه شرب الخمر بعد موته تاء تروي عروق هذه الكرمة عظامه البالية الفانية فلا ينقطع عنه شرب الخمر بعد موته - 00:07:54
هذا من جاهليتهم ومن شدة تعلقهم بهذه بهذا المشروب زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم بعث ودعا الناس الى عبادة الله وحده وامرهم بما فيه صلاح معاشهم ومعادهم - 00:08:16
وكان رأس ما امرهم به عبادة الله وحده لا شريك له وامرهم بفظائل الاخلاق وطيبها ونهاهم عن رذيلها وسيئها لكن هذا التشريع جاء مراعيا احوال الناس مراعيا اولويات ما يؤمرون به وينهون فلم تحرم الخمر في اوائل البعثة - 00:08:39
بل كانت الخمر متداولة يشربها المسلمون ويتبايعون ويتبايعونها وليس بينهم حرج في تعاطيها في اول الامر حتى سأل فئام من الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر والميسر - 00:09:04
وذلك في المدينة فقص الله تعالى السؤال واجاب عليه قال تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس فاخبر الله تعالى في هذه الاية ان الخمر فيها اثم كبير - 00:09:27
اي فيها شر كثير فالاثم هنا المقصود به الفساد والشر. وما يكره من الحال والمآل ثم قال جل وعلا فيهما اثم كبير ومنافع للناس فاثبت شيئا من النفع الذي يدرك بالخمر لكن الاية بينت - 00:09:47
ان الخمر ان الشر والفساد والاثم الذي في الخمر ارجح مما فيه من نافع فقال واثمهما اكبر من نفعهما مع انه قال فيهما اثم كبير ومنافع للناس. فالمعنى واضح ان اثم الخمر اعظم - 00:10:11
من نفعه لكنه اكد هذا بقطع الاحتمال ان يكون واردا في الذهن ان فيه ايضا ان فيهما ايضا نفعا كبيرا. فقال تعالى واثمهما اكبر من نفعهما فلما نزلت هذه الاية ترك فئام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم الخمر - 00:10:33
زهدوا فيها لما فيها من الاثم الكبير فقالوا لا حاجة لنا بشرب شيء اثمه وشره اكبر من نفعه ثم مضى ما مضى من الزمان انزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون - 00:10:57
فنهى الله تعالى اهل الايمان عن قربان الخمر عن قربان الصلاة وقت كونهم شربوا الخمر وهذا لا يعني ان يتركوا الصلاة لاجل الخمر انما يعني ان يتركوا الخمر لاجل الصلاة - 00:11:22
في اوقاتها ان يتركوا الخمر لاجل الصلاة. فتركها فئام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا لا نشتغل بشيء يمنعنا من الصلاة لا نشتغل بشيء يمنعنا من الصلاة فتركوا شرب الخمر - 00:11:41
رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ثم مضى من الزمن ما مضى فانزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فحسم الامر في انه رجس - 00:11:58
وهو النجس ومن عمل الشيطان اي من تزيينه ومما يرغب فيه وما كان من عمل الشيطان فلا خير فيه فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر - 00:12:15
ويصدكم عن ذكر الله واقام الصلاة فهل انتم منتهون؟ فاكد طلب الانتهاء في ايتين وذلك لشدة تعلقهم بالخمر رضي الله تعالى عنهم وشدة تعلق الناس في ذلك الزمان بالخمر فانتهى اهل الايمان لما بلغهم تحريم الرحمن لهذا المشروب تركوه - 00:12:35
ولم يتردد في قبول ما نهاهم الله تعالى عنه بل كانوا يقولون انتهينا ربنا انتهينا هذه الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان ذكر الله تعالى فيها اربعة امور. الامر الاول الخمر - 00:13:00
وقد تقدم بيانها وهي كل ما كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب. لا فرق في ذلك بين ان كون مشروبا او محقونا او مشموما او مأكولا فكله في الحكم سواء. لان الخمر اسم لما خامر العقل - 00:13:23
خالطه وغطاه على وجه اللذة والطرب واما الميسر فهو ثاني ما ذكره الله تعالى في المعدودات المحرمة في الاية والمقصود بالميسر القمار وهو كل مغالبة يدخلها الانسان يكون فيها اما غانما او غانما - 00:13:48
المغالبات التي يكون الانسان فيها غانما او غارما فانها من الميسر والانصار الانصاب المقصود به الاوثان التي تعبد من دون الله جمع نصب وهو ما يعبد من دون الله واما الازلام - 00:14:10
فالازلام ما كانوا يستعملونه في استكشاف المستقبل واستكشاف المستقبل امر يهم الناس منذ سالف العصر يرغبون في معرفة ما يكون في مستقبل الايام فتجدهم يطلبون لذلك وسائل عدة وطرق شتى - 00:14:33
ومن ذلك الاستقسام بالازلام وهو ما كانوا يضعونه من القداح التي يكتبون عليها امورا افعل او لا تفعل على سبيل المثال. ثم يضربون بشيء في هذه الازلام فما خرج من افعل او لا تفعل اذهب او لا تذهب فعلوه - 00:14:55
وهذا هو الاستقسام بالازلام الذي حرمه الله تعالى ورسوله ولذلك يقول الله جل وعلا والازلام رجس من عمل الشيطان كل هذا رجس والرجس هنا المقصود به النجاسة المعنوية وذلك ان الله تعالى قال رجس من عمل والعمل ليس عينا انما معنى - 00:15:20
ولذلك قال العلماء ان نجاسة الازلام والانصاب وما يستعمل في الميسر ليست عينية. انما نجاسته معنوية فهي نجسة معنويا لانها من طرق الشرك والكفر بالله. وقد قال الله تعالى انما المشركون نجس - 00:15:45
فقضى على المشركين بانهم نجس والمقصود بالنجس هنا ما ليس بطاهر وهو من حيث المعنى لا من حيث الحس بمعنى ان المشرك لا ليس نجسا في عينه وفي بدنه فهو - 00:16:09
مما لا دليل على نجاسته وايه بل الادلة على خلاف ذلك اذ اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصافح المشركين ويغشونه ويدخلون المسجد ويفعل ويخالطون اهل الاسلام ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم احدا - 00:16:30
اذا خالط مشركا او باشره ان يغسل يده او ان يتوقى مخالطته لنجاسته انما المقصود بالنجاسة النجاسة المعنوية وليست النجاسة الحسية ومنه هذا في قوله تعالى رجس من عمل الشيطان - 00:16:52
واما الخمر فالخمر ذهب جماهير العلماء وحكى بعضهم الاجماع على ان نجاستها عينية بمعنى انها نجسة العين فاذا اصابت الثياب وجب تطهيرها كسائر النجاسات وذهب طائفة من اهل العلم الى ان نجاسة الخمر - 00:17:13
ليست عينية انما هي نجاسة انما هي نجاسة معنوية وذلك نظير ما ذكره الله تعالى في الميسر والانصاب والازلام. فالحكم فيها واحد حيث قال تعالى رجس من عمل الشيطان فاثبت النجاسة في هذه وبين معنى النجاسة المذكور في قوله تعالى من عمل الشيطان - 00:17:36
وعلى ضوء هذا اختلف العلماء المعاصرون فيما يتعلق العطورات التي تحتوي على الكحول والكحول هو روح الخمر الكحول هو روح الخمر ولذلك اختلف العلماء في نجاسته على قولين جماهير العلماء يرون ان - 00:18:00
العطورات المحتوية على مواد كحولية مسكرة نجس ذهب طائفة من اهل العلم الى انه ليس بنجس بناء على الاصل وهو ان النجاسة المذكورة في الاية نجاسة معنوية وليست نجاسة حسية - 00:18:23
وقال بذلك جماعات من اهل العلم منهم شيخنا محمد العثيمين رحمه الله والمقصود ان هذه المسألة الخلاف فيها مبني على تفسير هذه الاية في قوله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازنام رجس من عمل الشيطان. فكل من قال بنجاسة - 00:18:46
قمر استند في ذلك الى هذه الاية وما دلت عليه من نجاسة من النجاسة في من نجاسة هذه الاشياء في قوله تعالى رجس من عمل الشيطان والذين رأوا عدم النجاسة قالوا ان الاية ليس فيها دليل بل الدليل في الاية على نقيض ما استدللتم به حيث ان الله تعالى اثبت النجاة - 00:19:05
المعنوية للحسية وقوله فاجتنبوه المقصود بالاجتناب هنا اجتناب الخمر وسائر المذكورات واجتنابه بان يكون هذه المذكورات في جانب والانسان في جانب هذا معنى الاجتناب. فالاجتناب هو ان يكون الشيء في جانب - 00:19:27
وانت في جانب اخر كما قال الله تعالى في في دعاء ابراهيم عليه السلام حين قال واجلبني وبني ان نعبد الاصنام يعني اني في جانب وعبادة وبني معي وعبادة الاصنام في جانب اخر - 00:19:47
هذا معنى قوله جل وعلا فاجتنبوه ايجعلوه بجانب وانتم في جانب وقد قال بعض اهل العلم ان هذه الاية دالة على تحريم استعمال العطورات آآ التي تحتوي على الكحول حتى لو قيل بعدم نجاستها. لان الله تعالى امر - 00:20:05
باجتنابها فقال فاجتنبوه وما امر الله تعالى باجتنابه لم يكن جائزا ملابستها وقال المجيزون ان المعنى في قول فاجتنبوه اي الوجه الذي يفضي الى المفسدة التي من اجلها حرم وهو ايش - 00:20:29
الشرب اجتنبوا شربها شرب الخمر وليس المقصود ان تجتنب من اوجه الاستعمال التي لا محظورة فيها هكذا اجابوا قال لعلكم ترحمون لعلكم تفلحون. اي رجاء وهذا تعليل للحكم لعلكم تفلحون. اي رجاء ان يحصل لكم الفلاح اذا اجتنبتم هذه هذه المذكورات. ولا شك ان اجتناب الخمر واجتناب الميسر - 00:20:49
الخمر فيه فساد العقول والميسر فيه فساد الاموال والانصاب والازلام فيه فساد العقائد والاديان واجتناب هذه الامور مما يسلم به دين الشخص وعقله وماله والشريعة دائرة على حفظ هذه الاصول - 00:21:19
الثلاثة اظافة الى حفظ النفوس وحفظ الاعراض وانما لم تذكر النفوس والاعراض لان الميسر يفضي الى العداوة فيكون سببا على النفوس والخمر يغيب العقول واذا غابت العقول. فسد الانسان في عرظه وفسد في جنايته على الخلق. فالاية - 00:21:39
مظمنة الدليل على على الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها وهي الدين حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال العرض كل احكام الشريعة امرا ونهيا تدور على تحقيق هذه المعاني الخمسة - 00:22:05
اي تدور على حفظ الدين وحمايته حفظ النفس وحمايتها حفظ العقل وحمايته حفظ المال وحمايته حفظ الاعراض وحمايتها. قال الله تعالى بعد ان ذكر التحريم وانها من عمل الشيطان ذكر مزيد بيان لتطمئن النفوس في ترك هذه الخمر التي تعلقت بها نفوس العرب - 00:22:28
ونفوس الناس في ذلك الزمن وعندما نقول العرب في ذلك الزمان لكن في زماننا هذا الكفار بشتى مللهم تعلقهم بالخمر تعلق عظيم لا ينفكون عن شربه صباح مساء في اطعمتهم وفي حفلاتهم وفي ايامهم المعتادة - 00:22:55
ولا يرون في ذلك منكرا ولا يعيبونه ولا يستكرهونه وذلك لشدة تعلقهم حتى ان كثيرا منهم يعيب على اهل الاسلام ان الخمر حرمها الاسلام لانهم تعلقوا بها تعلقا تعظيمنا والسبب والله تعالى اعلم في تعلق الكفار بالخمر عموما في الجاهلية وفي عصرنا الحديث - 00:23:17
هو ان الخمر تغيب العقل واذا غاب العقل لم يشعر الانسان بما هو فيه من ظلمة لعدم ايمانه ولكفره بالله عز وجل او مخالفته لامره ولذلك تجد هذا النهم لدى كثير من غير اهل الاسلام في شرب الخمر لانه اذا افاق - 00:23:44
وجد من الضغوط ووجد من الالم في نفسه والوحشة في قلبه ما لا يمكن ان يدفعه الا بتغييب عقله ليخف على قلبه وطأة ما هو فيه من ظلمة من ظلمة الكفر - 00:24:09
وعدم معرفة الله عز وجل وعدم تحقيق الغاية من الوجود وهو الايمان بالله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له وهذا المعنى واضح جدا في حياة من اعرض عن ذكر الله فان من اعرض عن ذكر الله قد اخبر الله تعالى بانه - 00:24:26
في حياة ضنك ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى وهذه الحياة الضنك هي حياة بؤس وشقاء وليس ذلك بالنظر الى متع الدنيا من المراكب والمساكن والاموال فقد يكون عنده من المال ما لا - 00:24:48
يعد كثرة لكنه بالنظر الى ما في قلبه من وحشة وظلمة يفوق ويلغي كل نعمة سيقت اليه فلا يلتذ بمأكل ولا يلتذ بمشرب ولا يهنأ كل انواع الملذات الاخرى لما في قلبه من احتراق - 00:25:10
وظلمة بسبب عدم معرفة الله عز وجل وعدم العلم به وعدم الايمان به وعدم ذكره. والله تعالى يقول الا بذكر الله تطمئن القلوب. فالقلب العاري عن ذكر الله قلب مظلم شقي مهما كان - 00:25:32
لديه من المتع والملذات لا يمكن ان ينفك من هذا الشقاء لا يمكن ان يتخلص من هذا الم والظنك الذي في قلبه الا بنور القرآن. فمن يرد الله ان يهديه - 00:25:55
يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء وهذه الاية في غاية التوظيح للفارق بين القلب المنور بالايمان والهدى والاسلام وبين القلب المظلم بالكفر والشرك وسائر - 00:26:13
الموبقات واوجه العصيان ولهذا ينبغي ان تفهم هذه المعاني حتى تدرك هذه التعلقات التي يقع فيها اولئك فيما يقعون فيه من شرب الخمور والاسراف فيها سواء كان ذلك في الجاهلية السابقة او في حال - 00:26:36
من لم يشرح الله صدره للاسلام في زماننا في زماننا وفي سائر وفي سائر الازمان - 00:26:59