العقيدة السفارينية

الدرس(23) من شرح العقيدة السفارينية.

خالد المصلح

سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا وشيخنا ولجميع المسلمين قال الامام السفري رحمه الله تعالى وسائر الاشياء غير الذات وغير ما الاسماء والصفات مخلوقة لربنا من العدم. وضل من اثنى عليها بالقدم - 00:00:00ضَ

ربنا يخلق باختيار من غير حاجة ولا اضطرار لكنه لا يخلق الخلق سدى كما اتى في النصف كما اتى في النص صفة بعي الهدى افعالنا مخلوقة لله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:20ضَ

يقول المصنف رحمه الله وسائر الاشياء غير الذات سائل تطلق ويراد بها بقية الشيء واصل اشتقاقها مأخوذ من السؤر وهو ما بقي في الاناء بعد الشرب ولكن ورد استعمال العرب - 00:00:41ضَ

اطلاق سائر على الجميع الظاهر انه هو المراد هنا فالمراد بسائر الاشياء اي جميع الاشياء اي جميع الاشياء غير الذات اي سوى الذات فاستثنى الذات والمقصود بالذات ما يثبت له - 00:01:05ضَ

الصفات فالمقصود بالذات اي ذاته جل في علاه. فالألف واللام هنا للعهد الذهني فان هذه الكلمة اذا اطلقت في كلام الباحثين في العقائد يريدون بها الله جل في علاه فالمعنى جميع الاشياء غير الله - 00:01:41ضَ

وما يوصف به مخلوق هذا معناه البيت فقوله رحمه الله وسائر الاشياء غير الذات الذات المقصود به ايش الله جل في علاه والمقصود به ذاته سبحانه وغير ما الاسماء والصفات اي - 00:02:11ضَ

هذا استثناء ثاني الاسماء والمقصود بالاسماء ما تسمى به جل في علاه الرحمن الرحيم الملك القدوس وما اشبه ذلك. والصفات اي وما اتصف به من الصفات سواء كان من الصفات الذاتية او من الصفات الفعلية ومن الصفات الخبرية - 00:02:33ضَ

فالصفات هنا يشمل كل ما اتصف الله تعالى به مخلوقة آآ اي كل شيء عدا هذين فانه مخلوق واذا قال مخلوقة لربنا من العدم مخلوقة من لربنا من العدم اي من غير شيء - 00:02:54ضَ

والله تعالى يقول هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فخلق الله تعالى الخلق من لا شيء وهو على كل شيء قدير جل في علاه وبه يتبين خطأ - 00:03:23ضَ

ما يردده بعض الناس عن جهل وعدم وعي بمعاني الكلمات من ان المادة لا تبيد لا تفنى ولا تستحدث لا تفنى ولا تستحدث من العدم لا تملأ اي لا تزول - 00:03:39ضَ

ولا تستحدث من العدم اي انها تأتي بشيء اخر وهذا غير صحيح ان كان على اطلاقه فانه ما من شيء الا كان بعد ان لم يكن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما - 00:03:57ضَ

ورد عليه من سؤال جئنا نسألك عن هذا الامر قال كان الله ولم يكن شيء قبله وفي بعض الروايات ولم يكن شيء معه والصواب قبله فليس فكل شيء حادث بعد ان لم يكن - 00:04:17ضَ

وحدوثه كائن من عدم وقد ينشأه الله تعالى من من من خلق كما ينشئ مثلا الشجر من البذر والزرع من البذر وبني ادم من نطفة لكن ثمة خلق خلقه الله تعالى من العدم لم يكن شيئا - 00:04:39ضَ

بالكلية قال وظل من اثنى عليها بالقدم ظل اي ذهب على الصراط المستقيم وقع في ضلال مبين وانحرف عن الطريق القويم من اثبت لشيء من المخلوقات القدر وصفة اثبت له وصف القدم - 00:05:09ضَ

المقصود بالقدم هنا وصف الاولية الذي لا يكون الا لله جل وعلا كما قال كما قال جل وعلا هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وجاء التفسير ذلك - 00:05:35ضَ

في قول النبي صلى الله عليه وسلم الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء ولذلك قال وظل من اثنى عليها بالقدم وهذا محل اتفاق لا خلاف بين العلماء فيه - 00:05:49ضَ

وانما قال بالقدم بعض الفلاسفة وقد ظللهم علماء الامة وبينوا انحرافهم وخروجهم عن الصراط المستقيم وهنا يبحث بعض العلماء ما يتصل بتسلسل الحوادث وهي مسألة لم يتكلم عنها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:07ضَ

ولم يتكلم عنها الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولا سلف الامة الصالح وانما تكلم عنها علماء السنة ردا على المبتدعة الذين احدثوا الكلام في هذه القضية ما بينوا ما في هذه القضية من - 00:06:41ضَ

من حق وهدى ما فيها من زيغ وانحراف عن الهدى ووقوع في الردى فمن قال حوادث لا اول لها ان التسلسل في الماضي والمستقبل انحرف ومن قال بان الله تعالى - 00:07:03ضَ

معطل على الفعل ازلا وابدا هاي معطلة الفعل في الازل كما انه لا فعل له في في المستقبل عند عند حد معين هذا كله يعني منع التسلسل في الماضي والمستقبل - 00:07:28ضَ

واثبات التسلسل في قالت في الماضي والمستقبل كله من اقوال اهل الضلال واهل الانحراف وانما الله جل وعلا لم يزل فعالا لما يشاء لكن ليس شيء من هذه الاشياء كان معه جل في علاه بل كان الله ولم يكن شيء - 00:07:46ضَ

قبله واما في المستقبل فبقاء ما يبقى هو بابقاء الله عز وجل. اما في الحياة الدنيا فكل من عليها فان كما قال جل في علاه. لكن في الدار الاخرة خلود فلا موت لاهل الجنة خلود فلا موت لاهل النار - 00:08:07ضَ

على نحو ما جاءت به الاخبار ولا ينبغي لطالب العلم مبتدأ يطيل البحث والنظر في هذه المسألة لانها قليلة النفع اه ثقيلة التفصيل وقد تورد على الانسان اه شبها هو سليم منها بالغفلة عنها - 00:08:30ضَ

هو سليم منها بالغفلة عنها قال رحمه الله وربنا يخلق باختياري من غير حاجة ولا اضطرار هذا فيه اثبات ان الله تعالى يخلق وان خلقه ليس خبط عشواء بل هو باختيار - 00:08:52ضَ

الباء هنا للمصاحبة اي انه يخلق باختيار جل في علاه فيختار ما يشاء خلقه وما يشاء ايجاده كما قال تعالى ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما - 00:09:11ضَ

يشركون فاثبت له خلقا واختيارا الاختيار خلقه في الايجاد وفي الامداد وفي الاصطفاء وفي الصفات فاوجه اختيار الله عز وجل كثيرة تيار في الايجاد اختيار في الامداد اختيار بالصفات والخصال - 00:09:32ضَ

وما الى ذلك قال رحمه الله وربنا يخلق باختيار من غير حاجة ولا اضطرار اي ان خلق الله تعالى لما يخلقه ليس عن حاجة بل هو الغني جل في علاه - 00:10:03ضَ

كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون هذا لنفي الحاجة ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين كما انه لم يخلق هذا الخلق اضطرارا - 00:10:20ضَ

فلو ان شاء الله تعالى ما اوجد شيئا ولا خلق شيئا فلا ضرورة به الى الخلق بل الخلق هم المضطرون اليه جل في علاه قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد - 00:10:37ضَ

وهذا مما يدل على هذا المعنى وانه سبحانه وبحمده يخلق الخلق لا عن حاجة اليهم ولا عن ظرورة وهذا ترقي في النفي حيث نفى الحاجة ثم نفى الضرورة ثم نفى حاجته الى الخلق - 00:10:57ضَ

ولفت ظرورته اليهم بل هم المضطرون اليه الذين الذين لا ينفكون عن الافتقار اليه. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد لكنه لا يخلق الخلق سدى - 00:11:21ضَ

بعد ان اثبت قلقه وانه خلق باختيار بين ان هذا الخلق لعله وغاية وليس عبثا ولا لغير فائدة وهذا لا يختص هذا الامر بل هو شامل لكل ما يكون من رب ربنا جل في علاه - 00:11:39ضَ

فان مشيئة الله تعالى مقترنة بعلمه حكمته قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما عليما حكيما فهذا يدل على انه ما من شيء يشاءه الله الا وهو عالم به حكيم في ايجاده - 00:12:03ضَ

له فيه حكمة ولذلك يقول لكنه لا يخلق الخلق سدى وهذا دليل التفصيل لان اثبات العلة او الحكمة او الغاية في الخلق جاء اجمالا وجاء مفصلا في بعض ما خلقه الله جل وعلا - 00:12:28ضَ

وما اجراه في كونه فمما يدل على الاجمال في غاية الخلق قوله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيمة فهذا عام لكل ما شاءه الله - 00:12:48ضَ

وعام لكل ما اوجده الله تعالى فهو ايجاد بخلق بعلم وحكمة من مثله ايضا قوله تعالى آآ ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما باطلا هذا تقرير لهذا المعنى. وان الله تعالى لم يخلق - 00:13:08ضَ

السماوات والارض باطلة بل خلقها جل في علاه لغاية ولهذا قال سبحانه في اية اخرى ما خلقناهما الا بالحق تنفع ان يكون الخلق لهذا الكون صادرا عن لا فاعل عن عبث او عن - 00:13:31ضَ

لا فائدة واثبت انه خلق بالحق ولا الحق وقد قال الله تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبث وانكم الينا لا ترجعون هذا لا يكون فان الله تعالى ما خلق الخلق الا لغاية - 00:14:00ضَ

والا لحكمة ولذلك نفى اللعب فقال جل وعلا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين هذا ليس من شأنه جل في علاه. اذا كان لم يخلقهما عبثا ولم يخلقوا ما عبثا لعبا - 00:14:23ضَ

ولم يخلقهما سدى ولم يخلق البشر سدى فمعنى هذا كل ذلك كان لحكمة هذه الحكمة قد تظهر للناس فتنشرح لها صدورهم وقد يأتي النص عليها في القرآن بقول الله جل وعلا - 00:14:45ضَ

ما خلقت وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هنا نص على الحكمة من الخلق ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون و ثمة مواضع اخبر الله تعالى فيه عن شيء من خلقه - 00:15:08ضَ

ولم يذكر علة ذلك او حكمة ذلك وهذا لا ينفي وجود الحكمة من هذا الخلق بل الحكمة قائمة في كل ما خلقه الله جل وعلا و قوله رحمه الله كما اتى في النص - 00:15:24ضَ

اي كما نصت الادلة وصرحت فالنص هو الاظهار ايضاح والابانة وهذا بكل اه ما تقدم من النصوص طاهر بين فانها نص اي ظهر منها وتبين منها ما يبين آآ العلة في الخلق - 00:15:42ضَ

قال رحمه الله فاتبع الهدى اي فالزم الطريق وسر على سبيل الذي دلت عليه النصوص فانه الهدى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وليعلم ان غاية الخلق وهم بنو ادم - 00:16:12ضَ

وهم المكلفون من الانس والجن هي عبادة الله كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. هذه هي الغاية المرادة من الخلق - 00:16:36ضَ

يعني عندنا الارادة والعلة والغاية في ما يتعلق بالخلق نوعان ارادة منهم وارادة بهم المراد من الخلق تحقيق العبودية. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق - 00:16:49ضَ

الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا هذي غاية المرادة من الخلق واما الغاية المرادة بالخلق فهي ما ينتهي اليه حالهم بعد عملهم قال الله تعالى ليجزي الذين احسنوا بالحسنى وهذا بيان - 00:17:14ضَ

الغاية التي من اجلها آآ او التي الغاية التي يصير اليها الخلق قال الله تعالى هي الاية ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هذه الاية في سورة ايش - 00:17:43ضَ

النجم اولها ما ما هو ها لله لله ما في السماوات وما في الارض اثبات عموم الملك هذا الملك ما المراد به لله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا - 00:18:00ضَ

بالحسنى. اذا هنا بين الغاية المراد بالخلق او المرادة من الخلق المراد بالخلق وليس المراد منهم لانه الجزاء ما هو ليس هم الذين يفعلونه. انما هذا الذي يجري عليهم وانما الذي اراده منهم هو ما قاله تعالى في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:18:23ضَ

ومثله ايضا قوله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ليش لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء الماء - 00:18:53ضَ

هذا بيان الغاية المراد بالخلق وليست المرادة من الخلق بين الغاية المرادة بالخلق وليس آآ الغاية المرادة من الخلق وهذا ينتظم به المبدأ والميعاد يبدأ ينتظر به المطلوب والجزاء المطلوب هو - 00:19:11ضَ

الايمان والطاعة والاحسان والجزاء هو في تحقيق ذلك فمن حقق الايمان والطاعة والاحسان فجزاؤه الحسنى ومن اساء فجزاؤه ما عمل من سوء بعد ذلك قال المصنف رحمه الله افعالنا مخلوقة لله - 00:19:37ضَ

لكنها كسب لنا يا لاهي هذا تفريع على ما تقدم اذا كان جميع ما في الكون مخلوق لله جل وعلا. كما قرر المصنف في قوله وسائر الاشياء غير الذات وغير ما الاسماء والصفات مخلوقة - 00:20:01ضَ

لربنا من العدم وظل من اثنى عليها بالقدم طيب افعال المخلوقين باي شيء تندرج تندرج في غير الذات والاسماء والصفات فهي مخلوقة هنا قال افعالنا مخلوقة لله نص على بعض ما - 00:20:22ضَ

تقدم نص على بعض ما تقدم. السبب في ذكر هذا هو بيان ان افعال بني ادم هي خلق لله وهم مجازون عليها وهذا يتضمن الرد على الجبرية وعلى القدرية الجبرية الذين يقولون ان العبد لا ارادة له بالكلية - 00:20:42ضَ

بافعاله و ما يصدر عنه والقدرية الذين يقولون ان افعال العباد ليست خلقا لله وسيأتي ان شاء الله تعالى تفصيل هذا حتى ما لانه لن نستطيع الاستكمال انتهى الوقت نقف اذا على قول افعالنا - 00:21:10ضَ

مخلوقة لله يعني نسأل الله التوفيق والسيد غدا ان شاء الله - 00:21:30ضَ