بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع - 00:00:00
جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات. فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله - 00:00:30
فهو شقي ام سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان فهذا القدر قد كان ينكره ولاة القدرية قديما. ومنكروه اليوم قليل. شحال لله رب العالمين واصلي على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المؤلف رحمه الله وهذا التقدير - 00:00:50
المشار اليه ما تقدم من الدرجة الاولى من درجات الايمان بالقدر وهي العلم والكتابة علم الله تعالى بالاشياء وكتابته لها جل وعلا هذا التقدير التابع لعلمه اي الكتابة التي تتبع - 00:01:15
علمه نعم يكون في مواضع جملة وتفصيلا اي ليس في محل واحد بل يكون في مواضع منها ما هو تفصيل يستوعب كل شيء كالذي في اللوح المحفوظ ومنها ما هو مجمل - 00:01:31
التقدير الذي يكون عند نفخ الروح على رأس مئة وعشرين يوما فانه يكون تقديرا مجملا ليس فيه التفصيل الذي في التقدير السابق على خلق السماوات والارض هذا معنى قوله جملة وتفصيلا اي باعتبار - 00:01:51
استيعاب الكتابة لكل ما يكون من اقضية واقدار يقول رحمه الله فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وهذا الكتاب السابق لخلق السماوات والارض كما جاء ذلك في الصحيح من حديث - 00:02:17
الحبري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال كتب الله جل وعلا مقادير السماوات ومقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء - 00:02:39
وهذا التقدير السابق لخلق السماوات والارض وهو التخدير الذي دل عليه حديث الوليد بن عبادة عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق اول ما خلق الله القلم قال له اكتب - 00:02:58
قال ما اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى قيام الساعة او اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة بهذا التقدير السابق الذي حوى كل شيء هو ما اودعه الله تعالى اللوح المحفوظ - 00:03:20
وتقدم الكلام على حديث عبادة آآ ما فيه واما التقدير الثاني الذي يكون فيه اجمال ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في قوله واذا خلق الجسد الجنين قبل نفخ الروح في - 00:03:40
بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعد ونحو ونحو ذلك اي مما يقضيه الله جل وعلا ويقدره وهذا قد جاء به الخبر في الصحيحين من حديث الاعمش - 00:03:58
عن زيد بن وهب عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين ليلة او اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك - 00:04:19
مثل ذلك ثم يرسل الله اليه الملك فيؤمر بنعسينفخ فيه الروح فيؤمر باربع كلمات برزقه واجله وعمله وشقي او سعيد وقد جاء في حديث اكيد ابن حذيفة ابن اسيد اسيد ابن حذيفة رضي الله عنه عن اه - 00:04:34
هذا الامر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان للنطفة ثنتان واربعون ليلة ارسل الله اليها الملك وفيه ذكر التقدير تقدير العجل والرزق والعمل والشقاء والسعادة وهذا تقديم - 00:05:01
مجمل اي لا يستوعب كل ما يكون في حياة الانسان من الحوادث والوقائع ومن التقدير الذي يكون فيه نوع اجمال وتفصيل ما يكون من التقدير الذي آآ يكون في ليلة القدر - 00:05:28
وهو التقدير الحولي وهو المشار اليه ففي قوله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم بها يفرق كل امر حكيم في حاجة اسمه حذيفة بن اسيم آآ وهذا التقدير يكون على رأس الحوض ثم يأتي تقدير بعد ذلك وهو التقديم - 00:05:49
هل اليومي الذي دل عليه قول الله تعالى كل يوم هو في شأن كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فبلغت مكانا سمعت فيه صريف الاقلام فتلك الاقلام هي التي تكتب - 00:06:16
امر الله تعالى الكون والشرع وذلك كل يوم يقول فهذا القدر وهو ما تقدم بالمنزلتين السابقتين فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما. يعني في اول ظهورهم ما كانوا يقرون بان الله تعالى يعلم بالحوادث قبل وقوعها - 00:06:34
كما جاء ذلك في صحيح الامام مسلم من طريق كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وفيه قال ان اول من قال في القدر معبد الجهني ثم انه خرج هو وحميد ابن عبد الرحمن - 00:06:56
فوفق لهما عبد الله ابن عمر فاكتنفا فسألا فقالا ان قبلنا قوم يقولون لا قدر وان الامر الف. هاي مستأنف لم يسبق به علم الله تعالى هذا اول قولهم لكن لما انكر عليهم المسلمون - 00:07:19
وتبين عظيم جورهم وبعدهم عن دلالات الكتاب والسنة تراجع عن هذا القول الى الاقرار بعلم الله السابق ولذلك اجمع العلماء على ان من انكر علم الله السابق للحوادث فانه كافر - 00:07:37
فان ادلة ذلك متظافرة ظاهرة ولا يجحد ذلك الا معاند ومعارض لكلام الله تعالى فعلم الله السابق للحوادث والوقائع مستقر في الفطر كما انه معلوم من الدين بالضرورة بعد هذا انتقل المؤلف رحمه الله يذكر درجتين الدرجة الثانية التي تتضمن مرتبتين من مراتب الايمان بالقدر فقال رحمه الله - 00:08:03
واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرة وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا - 00:08:41
مشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه. لا - 00:09:01
خالق غيره ولا رب سواه خالق غيره. لا لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين المحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن - 00:09:21
قوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد رحمه الله اما الدرجة الثانية من درجات الايمان بالقدر فهو الايمان بمشيئة الله النافذة مشيئته النافذة هي ارادته الكونية التي تنتظر كل شيء في الكون - 00:09:51
وقول النافذة يعني التي لا يعيقها شيء فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن جل وعلا وقدرته الشاملة اي التي احاطت بكل شيء كما قال الله تعالى وهو على كل شيء قدير. والله على كل شيء قدير - 00:10:20
فهذا مما جاءت به النصوص ودلت عليه الادلة وهو معلوم من النصوص علما ظاهرا ان الله شاعر كل شيء كما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وقدرته جل وعلا قد احاطت بكل شيء فهو على كل شيء قدير - 00:10:39
هذا هو اخر المرأة اه الدرجتين وهو متضمن لمرتبتين المرتبتين الاخرتين من مراتب القدر وهو الايمان بان الله احاطت مشيئته بكل شيء وان مشيئته نافذة وقدرته شاملة. قال وهو الايمان بما شاء بان ما شاء الله - 00:11:01
او كان وما لم يشأ لم يكن. هذا بيان المشيئة النافلة الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا مما اجمع عليه المسلمون فان المسلمين مجمعون على انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا خلاف بينهم في هذا ثم قال - 00:11:26
انه ما وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد ولا يكون في ملكه الا ما يريد. قال المؤلف رحمه الله هنا ان القدر انتظم كل - 00:11:49
وقائع الكون فما من شيء لا من حرج ولا سكون من بني ادم او من سائر الحيوان او من الجلد او من الجماد في البحر او في البر او في السماء او الارض - 00:12:10
الا بمشيئته سبحانه وتعالى. اذا تصور العبد هذا علم عظيم قدر الرب جل وعلا. وانه سبحانه وبحمده على كل شيء قدير فكل حركة في الكون صغرى او كبرى سفلية او علوية انما هي منه جل وعلا لا تكون الا به سبحانه وبحمده شاء ذلك - 00:12:31
وقدره وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد اي لا يجري في ملكه الا ما اراده - 00:12:54
وهو يشير بهذا الى الارادة ايش اي نوع الارادة؟ الى الارادة الكونية التي تنتظم حوادث الزمان ووقائع التي في الكون والوقائع التي في الكون ولا يكون في ملكه الا ما يريد - 00:13:10
وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات الموجودات على الحادثة الحاصلة مما يقبل الوجود عدمه او المعلومات يعني التي لم يوجدها فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن سبحانه وبحمده - 00:13:29
وهو على كل شيء قدير. فاذا اراد شيئا فانه سبحانه وبحمده لا راد لقضائه ولا معق ولا معقب لحكمه. يقول فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه - 00:13:49
الا الله خالقه جل وعلا وقول من مخلوق فإن كان ذلك المخلوق حيا او غير حي عاقل او غير عاقل ما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه - 00:14:12
لا خالق غيره ولا رب سواه وهذا يشمل الفاعلين وافعالهم شف الفاعلين وافعالهم فالله خلق الخلق وما يعملون كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون فالعباد كلهم خلق لله جل وعلا. يقول ومع ذلك يعني مع الاقرار - 00:14:25
في هذه المراتب فانه لا جبر ولا انكار امر الله وشرعه بل ينبغي ان يميز بين الارادة الكونية التي تحدث بها الوقائع وبين الارادة الشرعية التي يحبها الله تعالى ولذلك قال ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته يعني هذا التقرير السابق - 00:14:50
لا يعارظ امر الله تعالى العباد بان بان يطيعوه بامتثال امره وترك ما نهى عنه وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:15:16
ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. كل هذا بيان انه لا تحارب بين تقرير ما تقدم من ارادة من قدرة الله - 00:15:35
اه الشاملة ومشيئته النافذة وبين ما ما يقضيه الا هو ما امر الله تعالى به شرعا فان وجود المعاصي والكفر ليس دليلا على محبة الله ولا على رضاه بل قد بين جل وعلا في كتابه انه لا يحب الظالمين وانه لا يحب الفاسقين وانه لا يحب الكافرين - 00:15:51
وانه لا يرضى لعباده الكفر مع وقوع ذلك فينبغي التمييز بين الارادة التي تتعلق بمحبته والارادة التي تتعلق بحكمته وقدرته ومشيئته وهي الارادة الكونية التي بها يكون كل شيء وهذا فيه الرد - 00:16:20
على من سوى بين المشيئة بين الارادة الكونية والارادة الدينية وخلط وهو بيان ان جزء من الاشكال الواقع في القدر ناشئ عن الخلط بين النوعين من الارادة فهؤلاء الذين قالوا - 00:16:51
انه لا عثر لارادة الانسان في فعله بل الكل فعل الله كما قال ذلك الجبرية حقيقة قولهم الخلط بين نوعي المحبة وهؤلاء حقيقتهم تعطيل الامر والنهي وتعطيل الشرائع ولذلك وصفهم الناظم فقال - 00:17:10
في بيان عقدهم وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تستي وتلحم وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجور تزعم فهذا حال اولئك الذين قالوا في انه لا اثر - 00:17:47
لارادة الانسان فان الانسان مسلوب الارادة والاختيار وانما هو كالريش في مهب الريح. فهؤلاء حقيقة امرهم انهم عطلوا الامر والنهي ولذلك قال وعند مراد الله يعني عندما عند الاشياء التي يحبها الله ويرضاها تفنى كميت - 00:18:14
تلغي ارادتك وتلغي قدرتك وتلغي كل ما يكون منك وتكون كالميت في يد الغاسل اما عند مراد النفس وما يتعلق بالدنيا تسدي وتلحم وعند مراد النفس تسدي وتلحمه اي تعمل وتجتهد وتكد - 00:18:35
فهؤلاء لم يعطلوا دنياهم احتجاجا بالقدر انما عطلوا دينهم احتجاجا بالقدر وهذه حجة على كل من جعل القدر دليلا له وحجة له في ترك الشرائع وترك الامر والنهي وهؤلاء فئة من الضلال في - 00:18:51
القدر وقد كذبهم الله تعالى في كتابه في مواضع فان الذي يحتج بالقدر رد الله جل وعلا عليهم احتجاجهم وبين لهم جل وعلا انهم كاذبون فيما يحتجون من تعطيل القدر - 00:19:14
واما الفرقة الثانية التي ظلت في القدر فهم اولئك الذين سلبوا الله جل وعلا كمال قدرته فقالوا ان الله لا يقدر على افعال العباد فالعباد خارجون افعالهم خارجة عن قدرة الله ومشيئته فلا قدرة له على هداية - 00:19:35
الضالين ولا على اظلال المهتدين وحملوا كل سؤال يسأل فيه العبد ربه الهداية على هداية البيان والارشاد لا على هداية الالهام والتوفيق فقولنا اهدنا الصراط المستقيم يقولون ما يقدر ان يهديه - 00:20:06
فلا يسأل الهداية التي هي هداية القلوب. انما الهداية المسؤولة ان يبين لك السبيل وهذا حصل ببعثة الرب اما هداية القلوب الى العمل الصالح فهذا لا يقدر عليه. وهذا قول ضال مبتدع ويأتي ان شاء الله في كلام المؤلف - 00:20:24
شيء من الرد عليه. نعم والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم. ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم - 00:20:42
ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الامة ويغلو الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل - 00:21:16
اثبات حتى سلبوا العبد قدرته. حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله احكامه واحكامه حكمها ومصالحها. طيب اه هذا الذكر الاخير في ما يتعلق بالقدر هو بيان للفرق الضالة فيه. يقول رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:21:47
العباد فاعلون حقيقة اي انهم هم الذين يفعلون ما يكون منهم من الافعال وهذا لا اشكال فيه فان الله سبحانه وتعالى نسب المال والكفر والصلاح والفساد والطاعة والمعصية وسائر ما امر به وما نهى عنه الى من فعل ذلك - 00:22:16
كما جاء ذلك في كتاب الله تعالى وكما هو ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعباد فاعلون حقيقة لافعالهم. فالافعال تنسب اليهم حقيقة ليس مجازا كما يقوله القدرية - 00:22:40
الذين يقولون ان كما يقول الجبري الذين يقولون ان الفعل ان العبد لا اثر له في فعله انما الفعل فعل الله تعالى ونسبة الفعل اليه على وجه المجال فكذبهم الله جل وعلا كما تقدم فالعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:22:56
فلا تعارض بين الامرين فهم فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم كما قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون. فالله جل وعلا خلق الذوات وصفات وافعالها وينبغي ان يؤمن العبد بهذا والا يتطرق الى قلبه شك في ذلك - 00:23:19
ف الذين يخرجون افعال العباد عن قدرة الله تعالى ومشيئته هم الفريق المقابل لاولئك الذين جعلوا الفعل فعل الله تعالى ونسبة الفعل اليه على وجه المجاز فان الجميع القدرية والجبرية جعلوا نسبة الفعل على للعبد على وجه المجاز - 00:23:40
فيما الجبرية جعلوا اظافة الفعل الى العبد على وجه المجاز. واما القدرية فقالوا ان اظافة الفعل الى الله هي المجاز والحقيقة ان انه لا مجاز بل العباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:24:04
الله هو الذي خلقهم وخلق افعالهم كما قال تعالى والله خالق كل شيء وكما قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر يقول رحمه الله هو المؤمن يعني هو الموصوف بالايمان - 00:24:23
فعلا منه مع قدر الله تعالى تقدير الله له والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم فهذه اوصاف حقيقية وصف الله بها الناس وذكرها في كتابه واضاف هذه الاوصاف الى فاعليها فهي منهم حقيقة يثابون عليها وهي من الله تعالى خلقا - 00:24:37
وللعباد قدرة على اعمالهم لهم قدرة على اعمالهم خلافا لما يقوله الجبرية الذين يقولون لا قدرة للعباد على اعمالهم ليس له قدرة انما هم كما ذكرنا كالريشة في مهب الريح - 00:25:02
امعات لا اختيار لهم ولا قدرة ولا ارادة ولا شك ان فعل الانسان الانسان يميز بين فعله الذي اه يكون باختياره وفعله الذي يكون منه اضطرارا وهؤلاء سووا بين الامرين ولذلك المؤلف يقول ولعبادي قدرة على اعمالهم ولهم ارادة - 00:25:21
فهم قد جعلوا الرعشة التي تصيب الانسان من مرض او كبر فذاك الذي يكون من انسان بفعله. الرعشة هذه هل هي اختيارية او غير اختيارية غير اختيارية ليس الانسان اختيار فيها ولذلك لو شاء ايقافها ما ما تمكن لكن قيامه وقعوده ذهابه مجيئه - 00:25:47
الخ باختياره او لا؟ كل واحد يدرك الفرق بين الامرين يدرك بين الحركة التي لا ارادة لها للانسان فيها حتى الان يقسم اهل الطب العظلات في بدن الانسان الى عضلة اه اختيارية - 00:26:12
التحكم بها اختياري في اه تحريكها وعضلة لاختيار للانسان في تحريكها كعضلة العين مثلا والقلب كذلك فهذه لا لا قدرة للانسان على التحكم فيها. فكل احد يميز بين هذين الامرين - 00:26:30
والاعمال التي يجري عليها الثواب والعقاب هي ما كان من الانسان اختيارا فالافعال الاختيارية تضاف الى الناس حقيقة لانهم فاعلوها ولان احداثها جرى منهم والله سبحانه وتعالى خلقهم وما يعملون فلا تعارض بين هذا وذاك - 00:26:48
ثم قال رحمه الله ولهم ارادة اي لهم اختيار وهذا اختيار هو الذي يوجد ما يكون منهم من عمل والله خلقهم والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم قدرتهم واراداتهم فالله جل وعلا خلقهم وخلق القدرة والارادة ولا تعجب في هذا فان آآ امر القدر امر كما تقدم اذا - 00:27:16
عليك فهمه وضاق ادراكه فاعلم ان الله على كل شيء قدير. وانه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فلا تعارض بين ان يكون الفعل مضافا الى الانسان وبين ان يكون الله تعالى قد احاط بذلك قدرة ومشيئة بل علما - 00:27:42
ثبتا قبل ذلك كما قال تعالى كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون اه الا ان يشاء الله. فالله سبحانه وتعالى اخبر بان هذا الشرع تذكرة. وهذا القرآن تذكرة ثم قال - 00:28:01
من شهد اثره فجعل الذكر وعدم الذكر موكولا الى مشيئة الناس. ثم قال وما يذكرون اي ما يحصل منهم الذكر الا ان يشاء الله. فمشيئة وهي غالبة محيطة بكل المشيئات لا خروج لمشيئة احد من العباد عن مشيئة الله. وقد قال الله تعالى وما تشاؤون الا - 00:28:17
لا ان يشاء الله وهذا مما اجتمع عليه عقد اهل السنة والجماعة ودلت عليه النصوص وقرت به قلوب العباد وينبغي للعبد ان يدرك ذلك ادراكا ظاهرا يزيل ما في قلبه من كل ما يمكن ان يكون - 00:28:38
مؤثرا عند سماع كلام القدرية او الجبرية كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيموا ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذا بيان لما تقدم من ان مشيئة العباد ثابتة وان لهم مشيئة يحصل بها وجود الافعال ولكن هذه المشيئة لا تخرج - 00:29:00
عن مشيئة الله تعالى وهذا هذا البحث هو في حق اولئك الذين القوا مشيئة العبد وقدرته والرد عليهم ظاهر بان يقال لهم اجر ما حكمتم به في امر الدين على ما يتعلق بامر الدنيا ولا يمكن ان يرظى احد بذلك منهم - 00:29:22
لا يمكن ان يستسلم للقدر فيما يتعلق بامر الدنيا بل تجدهم يدفعون الاقدار بالاقدار ويعملون على تحصيل مصالحهم ولا يحتجون بالقدر. وهذا الذي ذكرناه البيتين البيتين الذين ذكرناهما من آآ ابين ما يكون في ابطال حجتهم وظعف قولهم - 00:29:47
وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تفتي وتلحم وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم نقتص العالم من الوقت حان ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم - 00:30:20
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع - 00:00:00
جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء ما شاء واذا خلق جسد الجنين قبل الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات. فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله - 00:00:30
فهو شقي ام سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان فهذا القدر قد كان ينكره ولاة القدرية قديما. ومنكروه اليوم قليل. شحال لله رب العالمين واصلي على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المؤلف رحمه الله وهذا التقدير - 00:00:50
المشار اليه ما تقدم من الدرجة الاولى من درجات الايمان بالقدر وهي العلم والكتابة علم الله تعالى بالاشياء وكتابته لها جل وعلا هذا التقدير التابع لعلمه اي الكتابة التي تتبع - 00:01:15
علمه نعم يكون في مواضع جملة وتفصيلا اي ليس في محل واحد بل يكون في مواضع منها ما هو تفصيل يستوعب كل شيء كالذي في اللوح المحفوظ ومنها ما هو مجمل - 00:01:31
التقدير الذي يكون عند نفخ الروح على رأس مئة وعشرين يوما فانه يكون تقديرا مجملا ليس فيه التفصيل الذي في التقدير السابق على خلق السماوات والارض هذا معنى قوله جملة وتفصيلا اي باعتبار - 00:01:51
استيعاب الكتابة لكل ما يكون من اقضية واقدار يقول رحمه الله فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وهذا الكتاب السابق لخلق السماوات والارض كما جاء ذلك في الصحيح من حديث - 00:02:17
الحبري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال كتب الله جل وعلا مقادير السماوات ومقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء - 00:02:39
وهذا التقدير السابق لخلق السماوات والارض وهو التخدير الذي دل عليه حديث الوليد بن عبادة عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق اول ما خلق الله القلم قال له اكتب - 00:02:58
قال ما اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى قيام الساعة او اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة بهذا التقدير السابق الذي حوى كل شيء هو ما اودعه الله تعالى اللوح المحفوظ - 00:03:20
وتقدم الكلام على حديث عبادة آآ ما فيه واما التقدير الثاني الذي يكون فيه اجمال ما اشار اليه المؤلف رحمه الله في قوله واذا خلق الجسد الجنين قبل نفخ الروح في - 00:03:40
بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال له اكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعد ونحو ونحو ذلك اي مما يقضيه الله جل وعلا ويقدره وهذا قد جاء به الخبر في الصحيحين من حديث الاعمش - 00:03:58
عن زيد بن وهب عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين ليلة او اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك - 00:04:19
مثل ذلك ثم يرسل الله اليه الملك فيؤمر بنعسينفخ فيه الروح فيؤمر باربع كلمات برزقه واجله وعمله وشقي او سعيد وقد جاء في حديث اكيد ابن حذيفة ابن اسيد اسيد ابن حذيفة رضي الله عنه عن اه - 00:04:34
هذا الامر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان للنطفة ثنتان واربعون ليلة ارسل الله اليها الملك وفيه ذكر التقدير تقدير العجل والرزق والعمل والشقاء والسعادة وهذا تقديم - 00:05:01
مجمل اي لا يستوعب كل ما يكون في حياة الانسان من الحوادث والوقائع ومن التقدير الذي يكون فيه نوع اجمال وتفصيل ما يكون من التقدير الذي آآ يكون في ليلة القدر - 00:05:28
وهو التقدير الحولي وهو المشار اليه ففي قوله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم بها يفرق كل امر حكيم في حاجة اسمه حذيفة بن اسيم آآ وهذا التقدير يكون على رأس الحوض ثم يأتي تقدير بعد ذلك وهو التقديم - 00:05:49
هل اليومي الذي دل عليه قول الله تعالى كل يوم هو في شأن كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فبلغت مكانا سمعت فيه صريف الاقلام فتلك الاقلام هي التي تكتب - 00:06:16
امر الله تعالى الكون والشرع وذلك كل يوم يقول فهذا القدر وهو ما تقدم بالمنزلتين السابقتين فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما. يعني في اول ظهورهم ما كانوا يقرون بان الله تعالى يعلم بالحوادث قبل وقوعها - 00:06:34
كما جاء ذلك في صحيح الامام مسلم من طريق كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وفيه قال ان اول من قال في القدر معبد الجهني ثم انه خرج هو وحميد ابن عبد الرحمن - 00:06:56
فوفق لهما عبد الله ابن عمر فاكتنفا فسألا فقالا ان قبلنا قوم يقولون لا قدر وان الامر الف. هاي مستأنف لم يسبق به علم الله تعالى هذا اول قولهم لكن لما انكر عليهم المسلمون - 00:07:19
وتبين عظيم جورهم وبعدهم عن دلالات الكتاب والسنة تراجع عن هذا القول الى الاقرار بعلم الله السابق ولذلك اجمع العلماء على ان من انكر علم الله السابق للحوادث فانه كافر - 00:07:37
فان ادلة ذلك متظافرة ظاهرة ولا يجحد ذلك الا معاند ومعارض لكلام الله تعالى فعلم الله السابق للحوادث والوقائع مستقر في الفطر كما انه معلوم من الدين بالضرورة بعد هذا انتقل المؤلف رحمه الله يذكر درجتين الدرجة الثانية التي تتضمن مرتبتين من مراتب الايمان بالقدر فقال رحمه الله - 00:08:03
واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرة وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا - 00:08:41
مشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه. لا - 00:09:01
خالق غيره ولا رب سواه خالق غيره. لا لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين المحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن - 00:09:21
قوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد رحمه الله اما الدرجة الثانية من درجات الايمان بالقدر فهو الايمان بمشيئة الله النافذة مشيئته النافذة هي ارادته الكونية التي تنتظر كل شيء في الكون - 00:09:51
وقول النافذة يعني التي لا يعيقها شيء فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن جل وعلا وقدرته الشاملة اي التي احاطت بكل شيء كما قال الله تعالى وهو على كل شيء قدير. والله على كل شيء قدير - 00:10:20
فهذا مما جاءت به النصوص ودلت عليه الادلة وهو معلوم من النصوص علما ظاهرا ان الله شاعر كل شيء كما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وقدرته جل وعلا قد احاطت بكل شيء فهو على كل شيء قدير - 00:10:39
هذا هو اخر المرأة اه الدرجتين وهو متضمن لمرتبتين المرتبتين الاخرتين من مراتب القدر وهو الايمان بان الله احاطت مشيئته بكل شيء وان مشيئته نافذة وقدرته شاملة. قال وهو الايمان بما شاء بان ما شاء الله - 00:11:01
او كان وما لم يشأ لم يكن. هذا بيان المشيئة النافلة الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا مما اجمع عليه المسلمون فان المسلمين مجمعون على انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا خلاف بينهم في هذا ثم قال - 00:11:26
انه ما وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد ولا يكون في ملكه الا ما يريد. قال المؤلف رحمه الله هنا ان القدر انتظم كل - 00:11:49
وقائع الكون فما من شيء لا من حرج ولا سكون من بني ادم او من سائر الحيوان او من الجلد او من الجماد في البحر او في البر او في السماء او الارض - 00:12:10
الا بمشيئته سبحانه وتعالى. اذا تصور العبد هذا علم عظيم قدر الرب جل وعلا. وانه سبحانه وبحمده على كل شيء قدير فكل حركة في الكون صغرى او كبرى سفلية او علوية انما هي منه جل وعلا لا تكون الا به سبحانه وبحمده شاء ذلك - 00:12:31
وقدره وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه ولا يكون في ملكه الا ما يريد اي لا يجري في ملكه الا ما اراده - 00:12:54
وهو يشير بهذا الى الارادة ايش اي نوع الارادة؟ الى الارادة الكونية التي تنتظم حوادث الزمان ووقائع التي في الكون والوقائع التي في الكون ولا يكون في ملكه الا ما يريد - 00:13:10
وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات الموجودات على الحادثة الحاصلة مما يقبل الوجود عدمه او المعلومات يعني التي لم يوجدها فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن سبحانه وبحمده - 00:13:29
وهو على كل شيء قدير. فاذا اراد شيئا فانه سبحانه وبحمده لا راد لقضائه ولا معق ولا معقب لحكمه. يقول فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه - 00:13:49
الا الله خالقه جل وعلا وقول من مخلوق فإن كان ذلك المخلوق حيا او غير حي عاقل او غير عاقل ما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه - 00:14:12
لا خالق غيره ولا رب سواه وهذا يشمل الفاعلين وافعالهم شف الفاعلين وافعالهم فالله خلق الخلق وما يعملون كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون فالعباد كلهم خلق لله جل وعلا. يقول ومع ذلك يعني مع الاقرار - 00:14:25
في هذه المراتب فانه لا جبر ولا انكار امر الله وشرعه بل ينبغي ان يميز بين الارادة الكونية التي تحدث بها الوقائع وبين الارادة الشرعية التي يحبها الله تعالى ولذلك قال ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته يعني هذا التقرير السابق - 00:14:50
لا يعارظ امر الله تعالى العباد بان بان يطيعوه بامتثال امره وترك ما نهى عنه وطاعة رسوله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:15:16
ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. كل هذا بيان انه لا تحارب بين تقرير ما تقدم من ارادة من قدرة الله - 00:15:35
اه الشاملة ومشيئته النافذة وبين ما ما يقضيه الا هو ما امر الله تعالى به شرعا فان وجود المعاصي والكفر ليس دليلا على محبة الله ولا على رضاه بل قد بين جل وعلا في كتابه انه لا يحب الظالمين وانه لا يحب الفاسقين وانه لا يحب الكافرين - 00:15:51
وانه لا يرضى لعباده الكفر مع وقوع ذلك فينبغي التمييز بين الارادة التي تتعلق بمحبته والارادة التي تتعلق بحكمته وقدرته ومشيئته وهي الارادة الكونية التي بها يكون كل شيء وهذا فيه الرد - 00:16:20
على من سوى بين المشيئة بين الارادة الكونية والارادة الدينية وخلط وهو بيان ان جزء من الاشكال الواقع في القدر ناشئ عن الخلط بين النوعين من الارادة فهؤلاء الذين قالوا - 00:16:51
انه لا عثر لارادة الانسان في فعله بل الكل فعل الله كما قال ذلك الجبرية حقيقة قولهم الخلط بين نوعي المحبة وهؤلاء حقيقتهم تعطيل الامر والنهي وتعطيل الشرائع ولذلك وصفهم الناظم فقال - 00:17:10
في بيان عقدهم وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تستي وتلحم وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجور تزعم فهذا حال اولئك الذين قالوا في انه لا اثر - 00:17:47
لارادة الانسان فان الانسان مسلوب الارادة والاختيار وانما هو كالريش في مهب الريح. فهؤلاء حقيقة امرهم انهم عطلوا الامر والنهي ولذلك قال وعند مراد الله يعني عندما عند الاشياء التي يحبها الله ويرضاها تفنى كميت - 00:18:14
تلغي ارادتك وتلغي قدرتك وتلغي كل ما يكون منك وتكون كالميت في يد الغاسل اما عند مراد النفس وما يتعلق بالدنيا تسدي وتلحم وعند مراد النفس تسدي وتلحمه اي تعمل وتجتهد وتكد - 00:18:35
فهؤلاء لم يعطلوا دنياهم احتجاجا بالقدر انما عطلوا دينهم احتجاجا بالقدر وهذه حجة على كل من جعل القدر دليلا له وحجة له في ترك الشرائع وترك الامر والنهي وهؤلاء فئة من الضلال في - 00:18:51
القدر وقد كذبهم الله تعالى في كتابه في مواضع فان الذي يحتج بالقدر رد الله جل وعلا عليهم احتجاجهم وبين لهم جل وعلا انهم كاذبون فيما يحتجون من تعطيل القدر - 00:19:14
واما الفرقة الثانية التي ظلت في القدر فهم اولئك الذين سلبوا الله جل وعلا كمال قدرته فقالوا ان الله لا يقدر على افعال العباد فالعباد خارجون افعالهم خارجة عن قدرة الله ومشيئته فلا قدرة له على هداية - 00:19:35
الضالين ولا على اظلال المهتدين وحملوا كل سؤال يسأل فيه العبد ربه الهداية على هداية البيان والارشاد لا على هداية الالهام والتوفيق فقولنا اهدنا الصراط المستقيم يقولون ما يقدر ان يهديه - 00:20:06
فلا يسأل الهداية التي هي هداية القلوب. انما الهداية المسؤولة ان يبين لك السبيل وهذا حصل ببعثة الرب اما هداية القلوب الى العمل الصالح فهذا لا يقدر عليه. وهذا قول ضال مبتدع ويأتي ان شاء الله في كلام المؤلف - 00:20:24
شيء من الرد عليه. نعم والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم. ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم - 00:20:42
ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الامة ويغلو الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل - 00:21:16
اثبات حتى سلبوا العبد قدرته. حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله احكامه واحكامه حكمها ومصالحها. طيب اه هذا الذكر الاخير في ما يتعلق بالقدر هو بيان للفرق الضالة فيه. يقول رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:21:47
العباد فاعلون حقيقة اي انهم هم الذين يفعلون ما يكون منهم من الافعال وهذا لا اشكال فيه فان الله سبحانه وتعالى نسب المال والكفر والصلاح والفساد والطاعة والمعصية وسائر ما امر به وما نهى عنه الى من فعل ذلك - 00:22:16
كما جاء ذلك في كتاب الله تعالى وكما هو ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالعباد فاعلون حقيقة لافعالهم. فالافعال تنسب اليهم حقيقة ليس مجازا كما يقوله القدرية - 00:22:40
الذين يقولون ان كما يقول الجبري الذين يقولون ان الفعل ان العبد لا اثر له في فعله انما الفعل فعل الله تعالى ونسبة الفعل اليه على وجه المجال فكذبهم الله جل وعلا كما تقدم فالعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:22:56
فلا تعارض بين الامرين فهم فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم كما قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون. فالله جل وعلا خلق الذوات وصفات وافعالها وينبغي ان يؤمن العبد بهذا والا يتطرق الى قلبه شك في ذلك - 00:23:19
ف الذين يخرجون افعال العباد عن قدرة الله تعالى ومشيئته هم الفريق المقابل لاولئك الذين جعلوا الفعل فعل الله تعالى ونسبة الفعل اليه على وجه المجاز فان الجميع القدرية والجبرية جعلوا نسبة الفعل على للعبد على وجه المجاز - 00:23:40
فيما الجبرية جعلوا اظافة الفعل الى العبد على وجه المجاز. واما القدرية فقالوا ان اظافة الفعل الى الله هي المجاز والحقيقة ان انه لا مجاز بل العباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم - 00:24:04
الله هو الذي خلقهم وخلق افعالهم كما قال تعالى والله خالق كل شيء وكما قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر يقول رحمه الله هو المؤمن يعني هو الموصوف بالايمان - 00:24:23
فعلا منه مع قدر الله تعالى تقدير الله له والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم فهذه اوصاف حقيقية وصف الله بها الناس وذكرها في كتابه واضاف هذه الاوصاف الى فاعليها فهي منهم حقيقة يثابون عليها وهي من الله تعالى خلقا - 00:24:37
وللعباد قدرة على اعمالهم لهم قدرة على اعمالهم خلافا لما يقوله الجبرية الذين يقولون لا قدرة للعباد على اعمالهم ليس له قدرة انما هم كما ذكرنا كالريشة في مهب الريح - 00:25:02
امعات لا اختيار لهم ولا قدرة ولا ارادة ولا شك ان فعل الانسان الانسان يميز بين فعله الذي اه يكون باختياره وفعله الذي يكون منه اضطرارا وهؤلاء سووا بين الامرين ولذلك المؤلف يقول ولعبادي قدرة على اعمالهم ولهم ارادة - 00:25:21
فهم قد جعلوا الرعشة التي تصيب الانسان من مرض او كبر فذاك الذي يكون من انسان بفعله. الرعشة هذه هل هي اختيارية او غير اختيارية غير اختيارية ليس الانسان اختيار فيها ولذلك لو شاء ايقافها ما ما تمكن لكن قيامه وقعوده ذهابه مجيئه - 00:25:47
الخ باختياره او لا؟ كل واحد يدرك الفرق بين الامرين يدرك بين الحركة التي لا ارادة لها للانسان فيها حتى الان يقسم اهل الطب العظلات في بدن الانسان الى عضلة اه اختيارية - 00:26:12
التحكم بها اختياري في اه تحريكها وعضلة لاختيار للانسان في تحريكها كعضلة العين مثلا والقلب كذلك فهذه لا لا قدرة للانسان على التحكم فيها. فكل احد يميز بين هذين الامرين - 00:26:30
والاعمال التي يجري عليها الثواب والعقاب هي ما كان من الانسان اختيارا فالافعال الاختيارية تضاف الى الناس حقيقة لانهم فاعلوها ولان احداثها جرى منهم والله سبحانه وتعالى خلقهم وما يعملون فلا تعارض بين هذا وذاك - 00:26:48
ثم قال رحمه الله ولهم ارادة اي لهم اختيار وهذا اختيار هو الذي يوجد ما يكون منهم من عمل والله خلقهم والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم قدرتهم واراداتهم فالله جل وعلا خلقهم وخلق القدرة والارادة ولا تعجب في هذا فان آآ امر القدر امر كما تقدم اذا - 00:27:16
عليك فهمه وضاق ادراكه فاعلم ان الله على كل شيء قدير. وانه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فلا تعارض بين ان يكون الفعل مضافا الى الانسان وبين ان يكون الله تعالى قد احاط بذلك قدرة ومشيئة بل علما - 00:27:42
ثبتا قبل ذلك كما قال تعالى كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون اه الا ان يشاء الله. فالله سبحانه وتعالى اخبر بان هذا الشرع تذكرة. وهذا القرآن تذكرة ثم قال - 00:28:01
من شهد اثره فجعل الذكر وعدم الذكر موكولا الى مشيئة الناس. ثم قال وما يذكرون اي ما يحصل منهم الذكر الا ان يشاء الله. فمشيئة وهي غالبة محيطة بكل المشيئات لا خروج لمشيئة احد من العباد عن مشيئة الله. وقد قال الله تعالى وما تشاؤون الا - 00:28:17
لا ان يشاء الله وهذا مما اجتمع عليه عقد اهل السنة والجماعة ودلت عليه النصوص وقرت به قلوب العباد وينبغي للعبد ان يدرك ذلك ادراكا ظاهرا يزيل ما في قلبه من كل ما يمكن ان يكون - 00:28:38
مؤثرا عند سماع كلام القدرية او الجبرية كما قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيموا ما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذا بيان لما تقدم من ان مشيئة العباد ثابتة وان لهم مشيئة يحصل بها وجود الافعال ولكن هذه المشيئة لا تخرج - 00:29:00
عن مشيئة الله تعالى وهذا هذا البحث هو في حق اولئك الذين القوا مشيئة العبد وقدرته والرد عليهم ظاهر بان يقال لهم اجر ما حكمتم به في امر الدين على ما يتعلق بامر الدنيا ولا يمكن ان يرظى احد بذلك منهم - 00:29:22
لا يمكن ان يستسلم للقدر فيما يتعلق بامر الدنيا بل تجدهم يدفعون الاقدار بالاقدار ويعملون على تحصيل مصالحهم ولا يحتجون بالقدر. وهذا الذي ذكرناه البيتين البيتين الذين ذكرناهما من آآ ابين ما يكون في ابطال حجتهم وظعف قولهم - 00:29:47
وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تفتي وتلحم وعند خلاف الامر تحتج بالقضاء ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم نقتص العالم من الوقت حان ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم - 00:30:20