اما الطائفة الثانية قال والقادرية اوجبت عليه سبحانه رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال. وانه اصول الثواب الى العبد بدون عمله فيه تنقيص باحتمال منة الصدق باحتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن - 00:00:00
فجعلوا تفضله سبحانه على عبده بمنزلة صدقة العبد على العبد وان اعطاء ما يعطيه اجرة على عمله احب الى العبد من ان يعطيه فضلا منه بلا عمل ولم يجعلوا للاعمال تأثيرا في الجزاء البتة - 00:00:19
هؤلاء هم القسم المقابل لاولئك حيث قالوا ان الله لا يعطي العبد الا ما يقابل عمله والعبد مستحق لذلك ليس لله فضل على عباده يقولون ان الله لا فضل له على عباده بادخالهم الجنة. انما دخلوا باعمالهم - 00:00:37
وهؤلاء كذبوا ما دلت عليه النصوص فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. وسيأتي رد - 00:00:57
اهل البصائر من اهل العلم على هذه الضلالات في كلام المؤلف رحمه الله بعد قليل والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب. والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى - 00:01:16
وفضله وليست قدرا لجزائه وثوابه. بل غايتها اذا وقعت على اكمل الوجوه ان تكون شكرا على احد الاجزاء القليلة من نعمه سبحانه. فلو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم لك انت رحمته - 00:01:32
لهم خيرا من اعمالهم طيب هذا التقرير في غاية الاهمية للرد على كل باطل وضلالة من ظلالات القدرية والجبرية. يقول رحمه الله والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم خارجتان عن ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه اصحابه الكرام - 00:01:52
رضي الله تعالى عنهم حيث ظن هؤلاء ان الاعمال لا تأثير لها او ان الاعمال تبلغ بالتأثير ان تكون مستقلة باستحقاق الجزاء والاجر يقول رحمه الله في بيان ما ينبغي ان يعتقد في ما يتصل بالاسباب والحكم - 00:02:18
والعلل قال وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب. الاعمال التي يتقرب بها العاملون الى الله من الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الخلق وغير ذلك من الفرائض والمستحبات هي اسباب وسائل ووسائط - 00:02:43
يصل بها الانسان الى ثواب الله عز وجل. والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى وفضله. العمل الصالح من توفيق بالله الى العبد فان الله اذا وفق العبد شرح صدره للهدى. ولهذا نحن في كل صلاة نقول ايش - 00:03:03
اهدنا الصراط المستقيم. نسأل الله امرين بسؤال الهداية. الامر الاول ان يبين لنا الطريق الموصل الى جنته والامر الثاني عندما نقول اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله ان يعيننا على سلوك هذا الطريق - 00:03:21
ان يهدي قلوبنا الى ان نكون من من اهل هذا السبيل. عملا ممارسة فنحن نسأل الله هذين الامرين فلو بين لنا الطريق ولم يعنا على سلوك السبيل لم نصل الى رحمته. كما انه لو اعمى السبل علينا ولم نعرف الحق فاننا سنضرب طرقا في الظلالة - 00:03:39
متنوعة ولن نصل الى الهدى فما احوج العبد الى الهداية يا عبادي كلكم ضال الا من الا من هديته طيب بس كيف نحصل هذه الهداية؟ فاستهدوني اهدكم اطلبوا الهداية مني - 00:04:05
اعطيكم اياها والهداية المطلوبة كم نوع نوعان هداية بيان ومعرفة ودلالة وهذا بان يتبين لك الحق وتعرف الطريق الموصل الى الله وهداية توفيق والهام وعمل وهذه ما يقذفها الله في قلبك ولا يمكن ان يوصلها اليك غير الله انك - 00:04:28
فلا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء التعريف بالطريق يمكن ان يعرفك به اهل اهل العلم واهل البصائر من من ورثة النبيين لكن من الذي يعينك على العمل - 00:04:53
بما عرفت من الحق الله جل في علاه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فهي نعمة من الله عليك وبهذا يتبين ظلال الفريقين ظلال الجبرية وظلال القدرية الذين يقولون هذا الجزاء الذي يكون في الاخرة على العمل الصالح هو - 00:05:11
ليس لله فيه عليك منا. بل يقال المنة غامرة عباد الله الصالحين بتوفيقهم الى الصالحات. قال الله عز وجل يمنون عليك ان اسلموا. قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الله - 00:05:31
يمن عليكم ان هداكم للايمان بين ووضحه والهمكم سلوك سبيله والاخذ بخصاله والعمل بشعبه. نعم وتأمل قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. مع قوله صلى الله عليه وسلم - 00:05:48
لن يدخل احد منكم الجنة بعمله تجد الآية تدل على ان الجنان بالاعمال والحديث ينفي دخول الجنة بالاعمال قال ولا تنافي بينهما لان تواردا لان تواردا النفي والاثبات ليس على محل واحد. الان يجيب على ما استدلوا به - 00:06:11
من ان دخول الجنة بعمل الانسان. قال قوله صلى الله عليه قوله جل وعلا وتلك الجنة التي كنتم تعملون قد يفهم منه ان دخول الجنة لا يكون الا بالعمل فقط وليس - 00:06:31
لفضل الله عز وجل اثر ليس لفضل الله اثر في دخول الجنة ليس لمنة الله ورحمته اثر في دخول الجنة و يقابل ما يتوهم من دلالة الاية ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لا يدخل الجنة بعمله فنفى تأثير العمل في - 00:06:47
دخول فنفى تأثير العمل في الدخول. في هذه الحال يوقن المؤمن ان النصوص لا يمكن ان تتعارض ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا النصوص ملتئمة متفقة - 00:07:08
متسقة متشابهة ليس بينها اعتراض تعارض ولا ولا ولا اختلاف ولا تظاد. ولهذا يقول رحمه الله وليس ولا بينهما اي لا تنافي بين الاية والحديث كيف لا تنافي؟ يقول رحمه الله يبين ذلك قال لان - 00:07:23
توارد النفي والاثبات ليس على محل واحد نعم فالمنفي باء الثمانية واستحقاق الجنة بمجرد الاعمال ردا على القدرية المجوسية التي زعمت ان التفضل بالثواب ابتداء المتضمن لتكدير المنة والباء المثبت. اذا المنفي في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله المنفي - 00:07:44
هو استقلال العمل في دخول الجنة عملك مهما بلغ اتقانا وصلاحا لا يؤهلك لدخول الجنة بمجرده لولا رحمة الله. الذي تفضل عليك بالقبول واعطاك على ما عملته من الصالح الثواب الجزيل والعطاء الوفير - 00:08:09
فهو يعطي سبحانه على القليل الكثير اذ ان نعم الله عليك تترى ولو وازنت بين نعمة من نعم الله نعمة البصر منذ ان ولدت الى هذه السعة وانت تبصر الان لو طفا - 00:08:36
الكهرب في بيتك واستدعيت من يصلح لك الكهرب واصلحه بالمجان في ليلة ظلماء وابصرت كيف تجد احسانه عليك؟ تقول الله يجزاك خير ما قصرت فزعت لي في هذه الليلة الظلماء - 00:08:56
تجزر الثناء عليه لانه سعد في اضاءة بيتك بعد انقطاع الظوء عنه وهي لحظات انت تبصر دون عمل منك تفتح عينك وترى منذ ان خلقك الله الى هذه الساعة هذه نعمة عظمى لا نستشعرها لاننا الفناها اصبحت شيئا لا نستشعره لاننا - 00:09:13
الف نه هذه النعمة لو قيل لك نؤجرك ضوءا لتبصر طريق بقدر كذا وانت في ضرورة ومقطعه لبذلته غايته ما تستطيع لادراكه هذا الظوء حتى تصل الى مأمنك او الى مكان مكان رغبة وصولك - 00:09:39
فكيف بالذي اعطاك البصر دون مقابل انما فضل واحسان ومنة. عملك كله لا يكافئ جزء يسير من هذه النعمة. وهي نعمة واحدة فكيف بنعمة السمع؟ نعمة الادراك نعمة العقل نعمة القوة في البدن نعمة الحركة نعم - 00:10:01
جزيلة لا يكافئ العبد ربه عليها ولا يقوى. الا بان يحمده وان يشكره. وان يقر بعجزه عن مقابلة هذا الانعام ومكافأة هذا الاحسان ولهذا لا يمكن ان يكون العمل كافيا - 00:10:25
في دخول الجنة لانه لا يجزي بعظ نعم الله عليك وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. نعم - 00:10:47
والباء المثبتة التي وردت في القرآن هي باء السببية. يعني في قوله تعالى ونود ان تلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون ونحو ذلك من من الايات الباء هنا ليست باء الثمنية ليست عوضا ومقابلا انما هي - 00:11:02
باء السببية. والباء المثبتة التي وردت في القرآن هي باء السببية ردا على القدرية الجبرية الذين يقولون لا ارتباط اين الاعمال وجزائها ولا هي اسباب لها وانما غايتها ان تكون امارة. والسنة النبوية هي ان عموم مشيئة الله وقدرته - 00:11:20
في ربط الاسباب بالمسببات وارتباطها بها وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق. هذه قاعدة مهمة في معرفة اسباب الضلال اسباب الضلال ان كل فئة من فئات الضلالة لم تأخذ النصوص - 00:11:40
مجموعها انما اخذت بعض النص وتركت البعض فما عندها من الحق هو ببعض ما عندها مما دلت عليه الادلة. لكنها لم يكتمل في حقها صواب النظر ولم يكتمل في حقها معرفة الهدى لانها عوراء - 00:12:00
نظرت الى النصوص بعين واغفلت بقية النصوص التي تكتمل بها هدايات القرآن وهدايات ما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. هذه لفتة في غاية الاهمية ان كل طائفة من اهل الباطل اي من - 00:12:22
منحرفين عن الصراط المستقيم الخارجين عن طريق اهل السنة والجماعة انما اخذت ببعض الحق وتركت بعضه. فالجبرية اخذوا بالنصوص الدالة على ما اعتقدوه من قدرة الله ونفوذ امره واولئك اخذوا ببعض النصوص التي - 00:12:42
دلت على بعض ما لديهم من ان العبد له فعل وله عمل وله تأثير فلما لم تكتمل الرؤية لهؤلاء وهؤلاء ولجوا جنبات الطريق وتركوا الصراط المستقيم والحق هو في لزوم الصراط المستقيم الوسط الذي يترك - 00:13:04
الانحراف يمنة او يسرة. نعم وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق فانها ارتكبت لاجله نوعا من الباطل بل انواعا فهدى الله اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه - 00:13:24
الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة رياضة النفوس واستعدادها لفيض العلوم والمعارف عليها وخروج قواها من من قوى النفس السبعية والبهيمية فلو عطلت العبادة لا التحقت بنفوس السباع والبهائم فالعبادة تخرجها الى - 00:13:41
شابهت العقول فتصير قابلة لانتقاش صور المعارف فيها وهذا يقوله طائفتان هذا هو المسلك الثالث الذين جعلوا اثبتوا العلة والحكمة في الشرائع لكنهم قصروا ذلك على وجه من وجوه المقاصد في العبادات قالوا المقصود بالعبادات - 00:14:01
رياضة النفوس اي ارتياضها بتهذيبها وخروجها عن مقتضيات المعاني الرديئة من قصالة السباعي او الخصال البهيمية التي تخرج الانسان عن السمو ولهذا يرون كل ما جاءت به الشريعة من امر ونهي انما هو لاجل تحقيق هذه الغاية. وهذا معنى صحيح - 00:14:25
في الجملة لكنهم ظلوا حيث قصروا الغاية والحكمة في هذه الصورة ثم انه ترتب على هذا للحكمة بهذا الامر انواع من الضلالات وهو ما اشار اليه في اقسام هؤلاء الذين - 00:14:54
غلوا في تفسير حكمة الشريعة بهذا المقصد فوقعوا في نوعين من الضلال. يقول رحمه الله وهذا يقوله طائفتان وهذا يقوله طائفتان احداهما من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة القائلين بقدم العالم وعدم الفاعل المختار - 00:15:12
والطائفة الثانية من تفلسف من صوفية الاسلام وتقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات لاستعداد للمعارف العقلية ومخالفة العوائد ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى فاذا حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده او الاشتغال بالوارد عنها - 00:15:34
ومنهم من يوجب القيام بالاوراد وعدم الاخلال بها. وهم صنفان ايضا. هذا ثمرة ذلك حيث ان هؤلاء يقولون ان النفوس اذا ارتاظت وبلغت منزلة من السمو والعلو فانه يتخلى في هذه الحال عن الحاجة الى الامر والنهي - 00:15:59
لا تكون عنده حاجة الى الامر والنهي لان نفسه سمت. حصل مقصود الشريعة في الامر والنهي وهو سمو النفس وبالتالي يقعون في اشكال انه اذا بلغوا هذه المنزلة كما يزعمون هل - 00:16:23
بشرع الاسلام الامر والنهي؟ ام انها تسقط عنه؟ لانه بلغ منزلة اليقين كما يزعمون وهي منزلة الرياضة للنفوس التي يخرج بها الانسان عن خصال النقص التي تقتضيها الجبلة والطبيعة يقول رحمه الله في ما يفعله هؤلاء اذا - 00:16:38
حصل عندهم هذا هذه المرتبة وبلغوا هذه المنزلة يقول وهم صنفان ايضا احدهما من يقول بوجوبها حفظا للقانون وضبطا للناموس. يعني حفظ الشرائع التزام الامر والنهي لاجل ان يمضي حكم الله وايضا لئلا يختل النظام - 00:17:01
لا لانها ظرورة العباد بحاجة اليها بل لان ذلك اذا ترك اختل النظام فيدعي من ليس بالغا هذه المنزلة منزلة الرياظة التامة واليقين يدعي انه قد بلغ وهو لم يبلغ - 00:17:23
فالالزام بها لمجرد الظبط وليس للحاجة اليها. اما القسم الاخر قال والاخرون اخرون يوجبونها حفظا للوارد وخوفا من تدرج من تدرج النفس بمفارقتها الى حالتها الاولى من البهيمية. فهذه نهاية اقدامهم في حكمة العبادة - 00:17:46
ما شرعت لاجله ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق السلوك غير طريق من هذه الطرق الثلاثة او مجموعها وكلها طرق خارجة عن الصراط المستقيم وعما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. والصنف السالم من كل هذه - 00:18:06
والانحرافات هو الصنف الرابع الذي قال فيه رحمه الله. والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب عندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه اله. وان العبادة موجب الاله - 00:18:26
اهية واثرها ومقتضاها وارتباطها كارتباط متعلق الصفات بالصفات بالصفات وكارتباط المعلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والاعطاء بالجود. فعندهم من قام بمعرفتها على النحو الذي فسرناها به لغة وشرعا ومصدرا وموردا استقام له معرفة حكمة العبادات وغايتها - 00:18:46
وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد ولها ارسلت الرسل وانزلت الكتب وخلقت الجنة والنار. وقد صرح وتعالى بذلك في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالعبادة فالعبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كلها كما قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى - 00:19:15
مهملة. قال الشافعي رحمه الله لا يؤمر ولا ينهى وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب. وهما تفسيران صحيح ان فان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي. والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها - 00:19:43
وحقيقة العبادة امتثالهما. طيب هذا البيان المفصل ما يجب ان يعتقد فيما يتصل الخلق والامر والاواء القدر والسبب هو ما ينبغي ان يعتقده المؤمن اذ ان ما ذكره رحمه الله في هذا الشأن هو ما دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة. يقول رحمه الله - 00:20:01
فعندهم اي عند اهل الصراط المستقيم اهل السنة والجماعة ان سر العبادة وغايتها اي الحكمة من كل ما شرعه الله من العبادات الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة مبني على معرفة حقيقة الالهية. اي مبني على معرفة غاية الخلق - 00:20:30
وان الله انما خلقنا لعبادته. فاشتغالنا بذلك اهو تحقيق لغاية الخلق. هو تحقيق لمقصود الوجود الذي اوجد الله تعالى الخلق له. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فجميع ما امر الله به - 00:20:58
وما امر به رسوله صلوات الله وسلامه عليه هو لاجل هذه الغاية تحقيق العبودية لله تحقيق العبودية لله سمو النفوس وطيبها يخرج الناس عن كل خصال الردى وكل خصال النقص ويبلغ بهم الكمال الذي يتناسب مع حال الانسان - 00:21:17
ولذلك غاية الخلق غاية الامر غاية الشريعة هو تحقيق العبودية لله على النحو الذي يوصل العباد الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة. ولذلك قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا فيما يتعلق بالغاية المطلوبة من الخلق - 00:21:43
الغاية المطلوبة من الخلق تحقيق العبودية لله. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. اما الغاية المرادة بالخلق يعني التي ينتهي اليها حالهم فهو الثواب والعقاب كما قال جل وعلا ايحسب الانسان ان يترك سدى ان يترك مهملا لا - 00:22:08
يؤمر ولا ينهى هذا فيما يتعلق بغاية الخلق وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب. وهذا هو الغاية المرادة بالخلق. والقرآن جاء بالخبر عن امرين عن الغاية من الخلق والغاية بالخلق. الغاية من الخلق يعني ما هو المطلوب منهم؟ المطلوب من الخلق ايش - 00:22:31
عبادة الله وحده لا شريك له وما المراد بهم؟ الغاية المرادة بالخلق ان يثيبهم الله تعالى على ما يكون من اعمالهم. قال الله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض - 00:22:54
ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هاتان الايتان تبينان الغاية المطلوبة من الخلق والغاية المرادة بالخلق وهي فعل الله تعالى بالخلق اذا اختبرهم وابتلاهم فانهم اما ان يكونوا طائعين واما ان يكونوا عاصين. فالطائعون يجزي يجزيهم جل وعلا بالاحسان والعاصون يجزي - 00:23:09
سبحانه وبحمده بعدله فيما يستحقونه فالخلق في جزاء الله بين عدله وفضله سبحانه وبحمده. نعم وحقيقة العبادة امتثالهما. ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا - 00:23:40
اباطلا جمع الله عز وجل في هذه الاية الغاية المرادة بالخلق الغاية المرادة من الخلق والغاية المراد بهم يتفكرون في خلق السماوات والارض هذه عبادة مراده من الخلق ربنا ما خلقت هذا باطلا. لم تخلق هذا عبثا. بل خلقته لحكمة. ولغاية وهي مجازاة العباد - 00:24:00
على اعمالهم ومحاسبتهم على ما يكون منهم. قال تعالى وما خلقنا وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت - 00:24:27
فاخبر الله تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه وثوابه وعقابه فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق. فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة - 00:24:48
او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة. او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية وارتياضا لمخالفة العوائد. جمع في هذه الكلمات الرد على الطرق المنحرفة كلها الطرق المنحرفة كلها ما كان منها - 00:25:06
يعتقد انه لا حكمة في الفعل ولا علة وما كان يقول العلة هي الا يتكدر العمال بالثواب والمنة وما كان منها وما كان منها يقول بان المقصود هو رياضة الانفس - 00:25:31
فالغاية واظحة منصوص عليها في الكتاب. غاية الامر والنهي تحقيق العبودية لله عز وجل والغاية التي تنتج او الثمرة التي تنتج عن هذا هو ما يجريه الله تعالى على عباده من الجزاء والثواب - 00:25:47
والاجر على اعمالهم. قال رحمه الله واذا تأمل اللبيب الفرق بين هذه الاقوال وبين ما دل عليه صريح الوحي علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لامره - 00:26:07
فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه فلا يحب معه سواه وانما يحب ما يحب لاجله وفيه كما يحب انبيائه ورسله وملائكته. لان محبته من تمام محبته وليست كمحبة من - 00:26:26
قد من دونه اندادا يحبهم كحبه اصل العبادة هي قاعدتها واسها الذي تبنى عليه هو تمام المحبة لله ولا شك انه بقدر قيام المحبة لله في قلب العبد بقدر ما يحقق من العبودية - 00:26:46
عبودية القلب لله عز وجل عبادة القلب لله عز وجل نصيبها بقدر محبة الله في قلب العبد فكلما عظم في قلب العبد محبة الرب زادت عبوديته وهذا امر متلازم لا ينفك - 00:27:09
وكلما نقص في قلب العبد حب ربه نقصت عبوديته لمولاه جل في علاه وموجب المحبة اي الذي يثمر المحبة هو العلم بالله ولهذا بقدر ما يكون العبد عالما بربه بقدر ما يكون في قلبه حب ربه جل في علاه. وبقدر ما يكون حب الله في قلبك بقدر ما يتحقق - 00:27:29
في قلبك وعملك من عبادته جل في علاه. هذا التسلسل الذي يبين كيف تصل الى تحقيق العبودية على وجه كمال مبدأها العلم بالله ومعرفة ما له من الكمالات اذا عرفت الله وما له من الكمالات في اسمائه وصفاته وما اخبر به في كتابه وما بثه في سماعه وارضه مما يدل - 00:27:57
على عظمته اثمر ذلك حبك له واذا قام في قلبك حب الله اثمر ذلك طاعته وعبادته سبحانه وبحمده ولكن ينبغي ان يعلم ان المحبة التي تثمر تمام العبودية هي المحبة الخالصة له جل في علاه. التي لا يكون له فيها ند - 00:28:22
ولا يكون له فيها شريك ولذلك اشار المؤلف رحمه الله الى هذا المعنى في اهمية التخلص من تعلق القلب بالحب لغيره فبين ان الحب له وحده يقول رحمه الله بل افراد الله بل افراده تعالى - 00:28:45
المحبة فليس لله شريك في قلوب العبد محبة. عندما نقول المحبة نحن نقصد بهذا المحبة العبادية الدينية. وليست المحبة الطبيعية. انا احب ماء فاشربه هذه محبة طبيعية لا احبه حب تعبد لما يحب الرجل من احسن اليه يحب محبة طبيعية لما يحب الوالد - 00:29:03
والوالد والولد والدة هذي كلها محاب طبيعية. ليست من مما نتحدث عنه فهي محاب فطرية طبيعية ليست من المحبة العبادية المحبة العبادية التي تقتضي انقياد والذل والخضوع هذه لا تكون الا لله - 00:29:25
ولا يجوز ان يشرك فيها معه غيره. قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله اعظم حبا لله اقوى حبا لله لانهم افردوا الله عز وجل بالمحبة فلم - 00:29:45
فلم يشركوا معه غيره جل في علاه ونحب الصالحين من الانبياء والرسل والملائكة وغيرهم لكن هذه المحبة ليست محبة هي محبة عبادية لكنها ليس مساوية لمحبة الله. هي من ثمار محبة الله يقول رحمه الله وانما يحب ما يحبه - 00:30:06
يحب العبد ما يحبه الله من الاعمال والبقاع والاشخاص لاجله فتحب ذلك لاجله لانك تحبه فتحبه ما يحب سبحانه وبحمده. قال رحمه الله لاجله وفيه كما يحب انبياؤه ورسله وملائكته. لان محبتهم من - 00:30:32
تمام محبته سبحانه وبحمده وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه فاولئك اشركوا في المحبة وعبادة الرحمن غاية حبه اي منتهى حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان. ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان - 00:30:52
نعم واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه. فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة - 00:31:19
ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها كما قال تعالى الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم الله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم. ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع - 00:31:41
فعلم انتفاع فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليها مما سواهما ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره. قال تعالى - 00:32:06
قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد وجهادهم في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. والله لا يهدي القوم الفاسقين - 00:32:24
وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم به او حاكم اليه فليس ممن احبه. لكن قد يشتبه الامر على من يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظنا منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:32:53
فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك. فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة - 00:33:13
معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او او بان - 00:33:32
كذلك المتقدم كان اعلم مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كلها تعللات تعللات لا تفيد. هذا مع بجواز الخطأ على غير المعصوم الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط مكالمته وهذا هو داخل تحت الوعيد. فان - 00:33:52
استحل مع ذلك فان استحل مع ذلك سلب من خالفه وقرض عرضه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او السعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين. هذه الخاتمة لهذا التصنيف والتقسيم المتقدم هي من - 00:34:12
المهمات التي ينبغي ان يعتني بها كل من اراد تحقيق العبودية لله عز وجل. بناء العبادة على المحبة بقدر ما يقوم في قلبك من حب الله بقدر ما تحقق العبادة له. ما الدليل؟ ما العلامة على هذا الحب - 00:34:32
علامته هو انقيادك لما بلغك من شرع الله. اتباعك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل الله تعالى اتباع رسوله مشروطا بمحبته سبحانه وتعالى - 00:34:48
وشرطا لمحبة الله لهم ووجود المشروط بدون تحقق شرط ممتنع فعلم انتبه الى هذا ان انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول علم انتفاع انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول فمن ليس عنده متابعة للرسول ليس معه محبة صادقة لله عز وجل - 00:35:08
هذا ميزان قسط يحكم بالانسان على نفسه ويضع ويضع نفسه في المنزلة اللائقة به ويعلم اين قد وضع قدمه في طريق الهداية وسلوك الصراط المستقيم. بقدر ما معك من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما تفوز - 00:35:33
من محبة الله عز وجل. قال ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومتى كان عنده شيء يعني من المحبوبات احب اليه من منهما فهو الاشراك - 00:35:53
الذي لا يغفره الله. سواء كان شرك اكبر او شرك اصغر. وهو ان يقدم محبة غير الله على الله محبة غير شرع الله على دين الله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال - 00:36:09
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها ثمانية مذكورة ثمانية امور ذكرها الله عز وجل. ان كانت ان كان شيء ان كان شيء من هذه الثمانية احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله - 00:36:27
فما هي العقوبة؟ فتربصوا انتظروا فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. حكم الله على كل من قدم محبة شيء من الاشياء على محبة الله ورسوله ومحبة شرعه ودينه بانه من الفاسقين وتهدده بالوعيد - 00:36:45
وان ينتظر ما يحل به من العقوبة. ثم ذكر ان من علامات محبة الله عز وجل الا يقدم شيئا من الحكم على حكم الله ورسوله. يقول وكل من قدم قول غير الله على - 00:37:06
قول الله اوحى او حكم به او حكم اليه فليس ممن احبه. لانه قدم حكم غير الله على حكم الله جل وعلا ورسوله وقد قال الله في رسوله فلا وربك نكمل بعد الصلاة - 00:37:21
التفريغ
اما الطائفة الثانية قال والقادرية اوجبت عليه سبحانه رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال. وانه اصول الثواب الى العبد بدون عمله فيه تنقيص باحتمال منة الصدق باحتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن - 00:00:00
فجعلوا تفضله سبحانه على عبده بمنزلة صدقة العبد على العبد وان اعطاء ما يعطيه اجرة على عمله احب الى العبد من ان يعطيه فضلا منه بلا عمل ولم يجعلوا للاعمال تأثيرا في الجزاء البتة - 00:00:19
هؤلاء هم القسم المقابل لاولئك حيث قالوا ان الله لا يعطي العبد الا ما يقابل عمله والعبد مستحق لذلك ليس لله فضل على عباده يقولون ان الله لا فضل له على عباده بادخالهم الجنة. انما دخلوا باعمالهم - 00:00:37
وهؤلاء كذبوا ما دلت عليه النصوص فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. وسيأتي رد - 00:00:57
اهل البصائر من اهل العلم على هذه الضلالات في كلام المؤلف رحمه الله بعد قليل والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب. والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى - 00:01:16
وفضله وليست قدرا لجزائه وثوابه. بل غايتها اذا وقعت على اكمل الوجوه ان تكون شكرا على احد الاجزاء القليلة من نعمه سبحانه. فلو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم لك انت رحمته - 00:01:32
لهم خيرا من اعمالهم طيب هذا التقرير في غاية الاهمية للرد على كل باطل وضلالة من ظلالات القدرية والجبرية. يقول رحمه الله والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم خارجتان عن ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه اصحابه الكرام - 00:01:52
رضي الله تعالى عنهم حيث ظن هؤلاء ان الاعمال لا تأثير لها او ان الاعمال تبلغ بالتأثير ان تكون مستقلة باستحقاق الجزاء والاجر يقول رحمه الله في بيان ما ينبغي ان يعتقد في ما يتصل بالاسباب والحكم - 00:02:18
والعلل قال وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب. الاعمال التي يتقرب بها العاملون الى الله من الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الخلق وغير ذلك من الفرائض والمستحبات هي اسباب وسائل ووسائط - 00:02:43
يصل بها الانسان الى ثواب الله عز وجل. والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى وفضله. العمل الصالح من توفيق بالله الى العبد فان الله اذا وفق العبد شرح صدره للهدى. ولهذا نحن في كل صلاة نقول ايش - 00:03:03
اهدنا الصراط المستقيم. نسأل الله امرين بسؤال الهداية. الامر الاول ان يبين لنا الطريق الموصل الى جنته والامر الثاني عندما نقول اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله ان يعيننا على سلوك هذا الطريق - 00:03:21
ان يهدي قلوبنا الى ان نكون من من اهل هذا السبيل. عملا ممارسة فنحن نسأل الله هذين الامرين فلو بين لنا الطريق ولم يعنا على سلوك السبيل لم نصل الى رحمته. كما انه لو اعمى السبل علينا ولم نعرف الحق فاننا سنضرب طرقا في الظلالة - 00:03:39
متنوعة ولن نصل الى الهدى فما احوج العبد الى الهداية يا عبادي كلكم ضال الا من الا من هديته طيب بس كيف نحصل هذه الهداية؟ فاستهدوني اهدكم اطلبوا الهداية مني - 00:04:05
اعطيكم اياها والهداية المطلوبة كم نوع نوعان هداية بيان ومعرفة ودلالة وهذا بان يتبين لك الحق وتعرف الطريق الموصل الى الله وهداية توفيق والهام وعمل وهذه ما يقذفها الله في قلبك ولا يمكن ان يوصلها اليك غير الله انك - 00:04:28
فلا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء التعريف بالطريق يمكن ان يعرفك به اهل اهل العلم واهل البصائر من من ورثة النبيين لكن من الذي يعينك على العمل - 00:04:53
بما عرفت من الحق الله جل في علاه والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فهي نعمة من الله عليك وبهذا يتبين ظلال الفريقين ظلال الجبرية وظلال القدرية الذين يقولون هذا الجزاء الذي يكون في الاخرة على العمل الصالح هو - 00:05:11
ليس لله فيه عليك منا. بل يقال المنة غامرة عباد الله الصالحين بتوفيقهم الى الصالحات. قال الله عز وجل يمنون عليك ان اسلموا. قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الله - 00:05:31
يمن عليكم ان هداكم للايمان بين ووضحه والهمكم سلوك سبيله والاخذ بخصاله والعمل بشعبه. نعم وتأمل قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. مع قوله صلى الله عليه وسلم - 00:05:48
لن يدخل احد منكم الجنة بعمله تجد الآية تدل على ان الجنان بالاعمال والحديث ينفي دخول الجنة بالاعمال قال ولا تنافي بينهما لان تواردا لان تواردا النفي والاثبات ليس على محل واحد. الان يجيب على ما استدلوا به - 00:06:11
من ان دخول الجنة بعمل الانسان. قال قوله صلى الله عليه قوله جل وعلا وتلك الجنة التي كنتم تعملون قد يفهم منه ان دخول الجنة لا يكون الا بالعمل فقط وليس - 00:06:31
لفضل الله عز وجل اثر ليس لفضل الله اثر في دخول الجنة ليس لمنة الله ورحمته اثر في دخول الجنة و يقابل ما يتوهم من دلالة الاية ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لا يدخل الجنة بعمله فنفى تأثير العمل في - 00:06:47
دخول فنفى تأثير العمل في الدخول. في هذه الحال يوقن المؤمن ان النصوص لا يمكن ان تتعارض ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا النصوص ملتئمة متفقة - 00:07:08
متسقة متشابهة ليس بينها اعتراض تعارض ولا ولا ولا اختلاف ولا تظاد. ولهذا يقول رحمه الله وليس ولا بينهما اي لا تنافي بين الاية والحديث كيف لا تنافي؟ يقول رحمه الله يبين ذلك قال لان - 00:07:23
توارد النفي والاثبات ليس على محل واحد نعم فالمنفي باء الثمانية واستحقاق الجنة بمجرد الاعمال ردا على القدرية المجوسية التي زعمت ان التفضل بالثواب ابتداء المتضمن لتكدير المنة والباء المثبت. اذا المنفي في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله المنفي - 00:07:44
هو استقلال العمل في دخول الجنة عملك مهما بلغ اتقانا وصلاحا لا يؤهلك لدخول الجنة بمجرده لولا رحمة الله. الذي تفضل عليك بالقبول واعطاك على ما عملته من الصالح الثواب الجزيل والعطاء الوفير - 00:08:09
فهو يعطي سبحانه على القليل الكثير اذ ان نعم الله عليك تترى ولو وازنت بين نعمة من نعم الله نعمة البصر منذ ان ولدت الى هذه السعة وانت تبصر الان لو طفا - 00:08:36
الكهرب في بيتك واستدعيت من يصلح لك الكهرب واصلحه بالمجان في ليلة ظلماء وابصرت كيف تجد احسانه عليك؟ تقول الله يجزاك خير ما قصرت فزعت لي في هذه الليلة الظلماء - 00:08:56
تجزر الثناء عليه لانه سعد في اضاءة بيتك بعد انقطاع الظوء عنه وهي لحظات انت تبصر دون عمل منك تفتح عينك وترى منذ ان خلقك الله الى هذه الساعة هذه نعمة عظمى لا نستشعرها لاننا الفناها اصبحت شيئا لا نستشعره لاننا - 00:09:13
الف نه هذه النعمة لو قيل لك نؤجرك ضوءا لتبصر طريق بقدر كذا وانت في ضرورة ومقطعه لبذلته غايته ما تستطيع لادراكه هذا الظوء حتى تصل الى مأمنك او الى مكان مكان رغبة وصولك - 00:09:39
فكيف بالذي اعطاك البصر دون مقابل انما فضل واحسان ومنة. عملك كله لا يكافئ جزء يسير من هذه النعمة. وهي نعمة واحدة فكيف بنعمة السمع؟ نعمة الادراك نعمة العقل نعمة القوة في البدن نعمة الحركة نعم - 00:10:01
جزيلة لا يكافئ العبد ربه عليها ولا يقوى. الا بان يحمده وان يشكره. وان يقر بعجزه عن مقابلة هذا الانعام ومكافأة هذا الاحسان ولهذا لا يمكن ان يكون العمل كافيا - 00:10:25
في دخول الجنة لانه لا يجزي بعظ نعم الله عليك وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. نعم - 00:10:47
والباء المثبتة التي وردت في القرآن هي باء السببية. يعني في قوله تعالى ونود ان تلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون ونحو ذلك من من الايات الباء هنا ليست باء الثمنية ليست عوضا ومقابلا انما هي - 00:11:02
باء السببية. والباء المثبتة التي وردت في القرآن هي باء السببية ردا على القدرية الجبرية الذين يقولون لا ارتباط اين الاعمال وجزائها ولا هي اسباب لها وانما غايتها ان تكون امارة. والسنة النبوية هي ان عموم مشيئة الله وقدرته - 00:11:20
في ربط الاسباب بالمسببات وارتباطها بها وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق. هذه قاعدة مهمة في معرفة اسباب الضلال اسباب الضلال ان كل فئة من فئات الضلالة لم تأخذ النصوص - 00:11:40
مجموعها انما اخذت بعض النص وتركت البعض فما عندها من الحق هو ببعض ما عندها مما دلت عليه الادلة. لكنها لم يكتمل في حقها صواب النظر ولم يكتمل في حقها معرفة الهدى لانها عوراء - 00:12:00
نظرت الى النصوص بعين واغفلت بقية النصوص التي تكتمل بها هدايات القرآن وهدايات ما جاء به سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. هذه لفتة في غاية الاهمية ان كل طائفة من اهل الباطل اي من - 00:12:22
منحرفين عن الصراط المستقيم الخارجين عن طريق اهل السنة والجماعة انما اخذت ببعض الحق وتركت بعضه. فالجبرية اخذوا بالنصوص الدالة على ما اعتقدوه من قدرة الله ونفوذ امره واولئك اخذوا ببعض النصوص التي - 00:12:42
دلت على بعض ما لديهم من ان العبد له فعل وله عمل وله تأثير فلما لم تكتمل الرؤية لهؤلاء وهؤلاء ولجوا جنبات الطريق وتركوا الصراط المستقيم والحق هو في لزوم الصراط المستقيم الوسط الذي يترك - 00:13:04
الانحراف يمنة او يسرة. نعم وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق فانها ارتكبت لاجله نوعا من الباطل بل انواعا فهدى الله اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه - 00:13:24
الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة رياضة النفوس واستعدادها لفيض العلوم والمعارف عليها وخروج قواها من من قوى النفس السبعية والبهيمية فلو عطلت العبادة لا التحقت بنفوس السباع والبهائم فالعبادة تخرجها الى - 00:13:41
شابهت العقول فتصير قابلة لانتقاش صور المعارف فيها وهذا يقوله طائفتان هذا هو المسلك الثالث الذين جعلوا اثبتوا العلة والحكمة في الشرائع لكنهم قصروا ذلك على وجه من وجوه المقاصد في العبادات قالوا المقصود بالعبادات - 00:14:01
رياضة النفوس اي ارتياضها بتهذيبها وخروجها عن مقتضيات المعاني الرديئة من قصالة السباعي او الخصال البهيمية التي تخرج الانسان عن السمو ولهذا يرون كل ما جاءت به الشريعة من امر ونهي انما هو لاجل تحقيق هذه الغاية. وهذا معنى صحيح - 00:14:25
في الجملة لكنهم ظلوا حيث قصروا الغاية والحكمة في هذه الصورة ثم انه ترتب على هذا للحكمة بهذا الامر انواع من الضلالات وهو ما اشار اليه في اقسام هؤلاء الذين - 00:14:54
غلوا في تفسير حكمة الشريعة بهذا المقصد فوقعوا في نوعين من الضلال. يقول رحمه الله وهذا يقوله طائفتان وهذا يقوله طائفتان احداهما من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة القائلين بقدم العالم وعدم الفاعل المختار - 00:15:12
والطائفة الثانية من تفلسف من صوفية الاسلام وتقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات لاستعداد للمعارف العقلية ومخالفة العوائد ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى فاذا حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده او الاشتغال بالوارد عنها - 00:15:34
ومنهم من يوجب القيام بالاوراد وعدم الاخلال بها. وهم صنفان ايضا. هذا ثمرة ذلك حيث ان هؤلاء يقولون ان النفوس اذا ارتاظت وبلغت منزلة من السمو والعلو فانه يتخلى في هذه الحال عن الحاجة الى الامر والنهي - 00:15:59
لا تكون عنده حاجة الى الامر والنهي لان نفسه سمت. حصل مقصود الشريعة في الامر والنهي وهو سمو النفس وبالتالي يقعون في اشكال انه اذا بلغوا هذه المنزلة كما يزعمون هل - 00:16:23
بشرع الاسلام الامر والنهي؟ ام انها تسقط عنه؟ لانه بلغ منزلة اليقين كما يزعمون وهي منزلة الرياضة للنفوس التي يخرج بها الانسان عن خصال النقص التي تقتضيها الجبلة والطبيعة يقول رحمه الله في ما يفعله هؤلاء اذا - 00:16:38
حصل عندهم هذا هذه المرتبة وبلغوا هذه المنزلة يقول وهم صنفان ايضا احدهما من يقول بوجوبها حفظا للقانون وضبطا للناموس. يعني حفظ الشرائع التزام الامر والنهي لاجل ان يمضي حكم الله وايضا لئلا يختل النظام - 00:17:01
لا لانها ظرورة العباد بحاجة اليها بل لان ذلك اذا ترك اختل النظام فيدعي من ليس بالغا هذه المنزلة منزلة الرياظة التامة واليقين يدعي انه قد بلغ وهو لم يبلغ - 00:17:23
فالالزام بها لمجرد الظبط وليس للحاجة اليها. اما القسم الاخر قال والاخرون اخرون يوجبونها حفظا للوارد وخوفا من تدرج من تدرج النفس بمفارقتها الى حالتها الاولى من البهيمية. فهذه نهاية اقدامهم في حكمة العبادة - 00:17:46
ما شرعت لاجله ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق السلوك غير طريق من هذه الطرق الثلاثة او مجموعها وكلها طرق خارجة عن الصراط المستقيم وعما جاء به سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. والصنف السالم من كل هذه - 00:18:06
والانحرافات هو الصنف الرابع الذي قال فيه رحمه الله. والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب عندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه اله. وان العبادة موجب الاله - 00:18:26
اهية واثرها ومقتضاها وارتباطها كارتباط متعلق الصفات بالصفات بالصفات وكارتباط المعلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والاعطاء بالجود. فعندهم من قام بمعرفتها على النحو الذي فسرناها به لغة وشرعا ومصدرا وموردا استقام له معرفة حكمة العبادات وغايتها - 00:18:46
وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد ولها ارسلت الرسل وانزلت الكتب وخلقت الجنة والنار. وقد صرح وتعالى بذلك في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالعبادة فالعبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كلها كما قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى - 00:19:15
مهملة. قال الشافعي رحمه الله لا يؤمر ولا ينهى وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب. وهما تفسيران صحيح ان فان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي. والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها - 00:19:43
وحقيقة العبادة امتثالهما. طيب هذا البيان المفصل ما يجب ان يعتقد فيما يتصل الخلق والامر والاواء القدر والسبب هو ما ينبغي ان يعتقده المؤمن اذ ان ما ذكره رحمه الله في هذا الشأن هو ما دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة. يقول رحمه الله - 00:20:01
فعندهم اي عند اهل الصراط المستقيم اهل السنة والجماعة ان سر العبادة وغايتها اي الحكمة من كل ما شرعه الله من العبادات الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة مبني على معرفة حقيقة الالهية. اي مبني على معرفة غاية الخلق - 00:20:30
وان الله انما خلقنا لعبادته. فاشتغالنا بذلك اهو تحقيق لغاية الخلق. هو تحقيق لمقصود الوجود الذي اوجد الله تعالى الخلق له. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فجميع ما امر الله به - 00:20:58
وما امر به رسوله صلوات الله وسلامه عليه هو لاجل هذه الغاية تحقيق العبودية لله تحقيق العبودية لله سمو النفوس وطيبها يخرج الناس عن كل خصال الردى وكل خصال النقص ويبلغ بهم الكمال الذي يتناسب مع حال الانسان - 00:21:17
ولذلك غاية الخلق غاية الامر غاية الشريعة هو تحقيق العبودية لله على النحو الذي يوصل العباد الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة. ولذلك قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا فيما يتعلق بالغاية المطلوبة من الخلق - 00:21:43
الغاية المطلوبة من الخلق تحقيق العبودية لله. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. اما الغاية المرادة بالخلق يعني التي ينتهي اليها حالهم فهو الثواب والعقاب كما قال جل وعلا ايحسب الانسان ان يترك سدى ان يترك مهملا لا - 00:22:08
يؤمر ولا ينهى هذا فيما يتعلق بغاية الخلق وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب. وهذا هو الغاية المرادة بالخلق. والقرآن جاء بالخبر عن امرين عن الغاية من الخلق والغاية بالخلق. الغاية من الخلق يعني ما هو المطلوب منهم؟ المطلوب من الخلق ايش - 00:22:31
عبادة الله وحده لا شريك له وما المراد بهم؟ الغاية المرادة بالخلق ان يثيبهم الله تعالى على ما يكون من اعمالهم. قال الله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض - 00:22:54
ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هاتان الايتان تبينان الغاية المطلوبة من الخلق والغاية المرادة بالخلق وهي فعل الله تعالى بالخلق اذا اختبرهم وابتلاهم فانهم اما ان يكونوا طائعين واما ان يكونوا عاصين. فالطائعون يجزي يجزيهم جل وعلا بالاحسان والعاصون يجزي - 00:23:09
سبحانه وبحمده بعدله فيما يستحقونه فالخلق في جزاء الله بين عدله وفضله سبحانه وبحمده. نعم وحقيقة العبادة امتثالهما. ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا - 00:23:40
اباطلا جمع الله عز وجل في هذه الاية الغاية المرادة بالخلق الغاية المرادة من الخلق والغاية المراد بهم يتفكرون في خلق السماوات والارض هذه عبادة مراده من الخلق ربنا ما خلقت هذا باطلا. لم تخلق هذا عبثا. بل خلقته لحكمة. ولغاية وهي مجازاة العباد - 00:24:00
على اعمالهم ومحاسبتهم على ما يكون منهم. قال تعالى وما خلقنا وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت - 00:24:27
فاخبر الله تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه وثوابه وعقابه فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق. فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة - 00:24:48
او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة. او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية وارتياضا لمخالفة العوائد. جمع في هذه الكلمات الرد على الطرق المنحرفة كلها الطرق المنحرفة كلها ما كان منها - 00:25:06
يعتقد انه لا حكمة في الفعل ولا علة وما كان يقول العلة هي الا يتكدر العمال بالثواب والمنة وما كان منها وما كان منها يقول بان المقصود هو رياضة الانفس - 00:25:31
فالغاية واظحة منصوص عليها في الكتاب. غاية الامر والنهي تحقيق العبودية لله عز وجل والغاية التي تنتج او الثمرة التي تنتج عن هذا هو ما يجريه الله تعالى على عباده من الجزاء والثواب - 00:25:47
والاجر على اعمالهم. قال رحمه الله واذا تأمل اللبيب الفرق بين هذه الاقوال وبين ما دل عليه صريح الوحي علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لامره - 00:26:07
فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه فلا يحب معه سواه وانما يحب ما يحب لاجله وفيه كما يحب انبيائه ورسله وملائكته. لان محبته من تمام محبته وليست كمحبة من - 00:26:26
قد من دونه اندادا يحبهم كحبه اصل العبادة هي قاعدتها واسها الذي تبنى عليه هو تمام المحبة لله ولا شك انه بقدر قيام المحبة لله في قلب العبد بقدر ما يحقق من العبودية - 00:26:46
عبودية القلب لله عز وجل عبادة القلب لله عز وجل نصيبها بقدر محبة الله في قلب العبد فكلما عظم في قلب العبد محبة الرب زادت عبوديته وهذا امر متلازم لا ينفك - 00:27:09
وكلما نقص في قلب العبد حب ربه نقصت عبوديته لمولاه جل في علاه وموجب المحبة اي الذي يثمر المحبة هو العلم بالله ولهذا بقدر ما يكون العبد عالما بربه بقدر ما يكون في قلبه حب ربه جل في علاه. وبقدر ما يكون حب الله في قلبك بقدر ما يتحقق - 00:27:29
في قلبك وعملك من عبادته جل في علاه. هذا التسلسل الذي يبين كيف تصل الى تحقيق العبودية على وجه كمال مبدأها العلم بالله ومعرفة ما له من الكمالات اذا عرفت الله وما له من الكمالات في اسمائه وصفاته وما اخبر به في كتابه وما بثه في سماعه وارضه مما يدل - 00:27:57
على عظمته اثمر ذلك حبك له واذا قام في قلبك حب الله اثمر ذلك طاعته وعبادته سبحانه وبحمده ولكن ينبغي ان يعلم ان المحبة التي تثمر تمام العبودية هي المحبة الخالصة له جل في علاه. التي لا يكون له فيها ند - 00:28:22
ولا يكون له فيها شريك ولذلك اشار المؤلف رحمه الله الى هذا المعنى في اهمية التخلص من تعلق القلب بالحب لغيره فبين ان الحب له وحده يقول رحمه الله بل افراد الله بل افراده تعالى - 00:28:45
المحبة فليس لله شريك في قلوب العبد محبة. عندما نقول المحبة نحن نقصد بهذا المحبة العبادية الدينية. وليست المحبة الطبيعية. انا احب ماء فاشربه هذه محبة طبيعية لا احبه حب تعبد لما يحب الرجل من احسن اليه يحب محبة طبيعية لما يحب الوالد - 00:29:03
والوالد والولد والدة هذي كلها محاب طبيعية. ليست من مما نتحدث عنه فهي محاب فطرية طبيعية ليست من المحبة العبادية المحبة العبادية التي تقتضي انقياد والذل والخضوع هذه لا تكون الا لله - 00:29:25
ولا يجوز ان يشرك فيها معه غيره. قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله اعظم حبا لله اقوى حبا لله لانهم افردوا الله عز وجل بالمحبة فلم - 00:29:45
فلم يشركوا معه غيره جل في علاه ونحب الصالحين من الانبياء والرسل والملائكة وغيرهم لكن هذه المحبة ليست محبة هي محبة عبادية لكنها ليس مساوية لمحبة الله. هي من ثمار محبة الله يقول رحمه الله وانما يحب ما يحبه - 00:30:06
يحب العبد ما يحبه الله من الاعمال والبقاع والاشخاص لاجله فتحب ذلك لاجله لانك تحبه فتحبه ما يحب سبحانه وبحمده. قال رحمه الله لاجله وفيه كما يحب انبياؤه ورسله وملائكته. لان محبتهم من - 00:30:32
تمام محبته سبحانه وبحمده وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه فاولئك اشركوا في المحبة وعبادة الرحمن غاية حبه اي منتهى حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان. ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان - 00:30:52
نعم واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه. فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة - 00:31:19
ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها كما قال تعالى الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم الله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم. ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع - 00:31:41
فعلم انتفاع فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليها مما سواهما ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره. قال تعالى - 00:32:06
قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد وجهادهم في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. والله لا يهدي القوم الفاسقين - 00:32:24
وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم به او حاكم اليه فليس ممن احبه. لكن قد يشتبه الامر على من يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظنا منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:32:53
فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك. فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة - 00:33:13
معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او او بان - 00:33:32
كذلك المتقدم كان اعلم مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كلها تعللات تعللات لا تفيد. هذا مع بجواز الخطأ على غير المعصوم الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط مكالمته وهذا هو داخل تحت الوعيد. فان - 00:33:52
استحل مع ذلك فان استحل مع ذلك سلب من خالفه وقرض عرضه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او السعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين. هذه الخاتمة لهذا التصنيف والتقسيم المتقدم هي من - 00:34:12
المهمات التي ينبغي ان يعتني بها كل من اراد تحقيق العبودية لله عز وجل. بناء العبادة على المحبة بقدر ما يقوم في قلبك من حب الله بقدر ما تحقق العبادة له. ما الدليل؟ ما العلامة على هذا الحب - 00:34:32
علامته هو انقيادك لما بلغك من شرع الله. اتباعك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل الله تعالى اتباع رسوله مشروطا بمحبته سبحانه وتعالى - 00:34:48
وشرطا لمحبة الله لهم ووجود المشروط بدون تحقق شرط ممتنع فعلم انتبه الى هذا ان انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول علم انتفاع انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول فمن ليس عنده متابعة للرسول ليس معه محبة صادقة لله عز وجل - 00:35:08
هذا ميزان قسط يحكم بالانسان على نفسه ويضع ويضع نفسه في المنزلة اللائقة به ويعلم اين قد وضع قدمه في طريق الهداية وسلوك الصراط المستقيم. بقدر ما معك من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما تفوز - 00:35:33
من محبة الله عز وجل. قال ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومتى كان عنده شيء يعني من المحبوبات احب اليه من منهما فهو الاشراك - 00:35:53
الذي لا يغفره الله. سواء كان شرك اكبر او شرك اصغر. وهو ان يقدم محبة غير الله على الله محبة غير شرع الله على دين الله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال - 00:36:09
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها ثمانية مذكورة ثمانية امور ذكرها الله عز وجل. ان كانت ان كان شيء ان كان شيء من هذه الثمانية احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله - 00:36:27
فما هي العقوبة؟ فتربصوا انتظروا فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. حكم الله على كل من قدم محبة شيء من الاشياء على محبة الله ورسوله ومحبة شرعه ودينه بانه من الفاسقين وتهدده بالوعيد - 00:36:45
وان ينتظر ما يحل به من العقوبة. ثم ذكر ان من علامات محبة الله عز وجل الا يقدم شيئا من الحكم على حكم الله ورسوله. يقول وكل من قدم قول غير الله على - 00:37:06
قول الله اوحى او حكم به او حكم اليه فليس ممن احبه. لانه قدم حكم غير الله على حكم الله جل وعلا ورسوله وقد قال الله في رسوله فلا وربك نكمل بعد الصلاة - 00:37:21