العقيدة السفارينية

الدرس26 من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال علامة السفارني رحمه الله تعالى والرزق ما ينفع من حلال او ضده فحل عن المحال لانه رازق كل الخلق وليس مخلوق بغير رزقه. ومن يمت بقتله - 00:00:00ضَ

من البشر او غيره فبالقضاء والقدر. ولم يفت من رزقه ولا الاجل شيء فدع اهل الضلال والخطل وواجب على العباد اضطرا ان يعبدوه طاعة وبرا. ويفعل الفعل الذي به امر حتما ويترك الذي عنه زجر - 00:00:21ضَ

وكل ما قدر او قضاه فواقع حتما كما قضاه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول المصنف رحمه الله والرزق ما ينفعه من حلال - 00:00:42ضَ

او ضده فحل عن المحال لسائل ان يسأل ما شأن هذا في مسائل الاعتقاد جعل هذا في مسائل الاعتقاد مرتبط بما يتعلق بالقدر و فعل الله عز وجل افعال الله عز وجل - 00:01:03ضَ

المصنف يقول والرزق وهو ما يحصل به الانتفاع الرزق المقصود به ما يحصل به الانتفاع ويطلق على العطاء وما يصل الى الانسان مما يحصل له يحصل له يحصل له به منفعة. فكل هذا مما يندرج في مسمى - 00:01:33ضَ

الرزق المصنف رحمه الله يقول والرزق ما ينفع هذا تعريف كل ما ينفع فهو رزق فكل ما يصل الانسان من ماء فيه منفعة ما هو رزق بغض النظر عن عين - 00:01:58ضَ

المال او طريق حصوله ولذلك قال من حلال او ضده يعني سواء كان ذلك من الحلال والمباح عينا او كسبا او ضده وهو المحرم عينا او كسبا فكله يصدق عليه انه - 00:02:22ضَ

رزق وبه يعلم ان اسم الرزق لا يقتصر على ما اكتسبه الانسان من المباحات او ما وصل اليه من المباحات بل يشمل كل ما يصل الى الانسان مما فيه نفع - 00:02:44ضَ

له ولو كان هذا النفع يحصل له به ظرر من جهة اخرى اما من جهة ما فيه من مضار او من جهة ما فيه من اثام فكله يوصف بانه رزق - 00:03:10ضَ

فالمال الذي يكتسبه الانسان بالزراعة او الصناعة او كد يده عمل بدنه رزق والمال الذي يكتسبه السارق رزق لكن الرزق منه ما هو حلال ومنه ما هو حرام فالجميع يوصف بانه رزق - 00:03:36ضَ

كما ان الرزق يطلق ايضا على ما كان مباح العين ومحرم العين مثاله من اكتسب صيدا من البحر فانه جنى رزقا حلالا احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما - 00:04:07ضَ

فهذا حلال لاباحة الله تعالى له. اذا صاد المحرم صيدا هذا رزق لكنه حرام لانه محرم عليه في هذه الحال فقول المصنف رحمه الله والرزق ما ينفع من حلال او ضده - 00:04:38ضَ

بيان سعة مسمى الرزق بكل هذه الاوجه و بهذا يبطل رحمه الله ما ذهب اليه المعتزلة الذين يقولون ان الرزق لا يصدق الا على الحلال واما الحرام فليس رزقا وعلى هذا - 00:05:04ضَ

فان من كان غذاؤه مشربه ومأكله وملبسه من الحرام فانه لم يأكل من رزق الله ولهذا قال المصنف رحمه الله فحل عن المحال اي اعرظ تحول عن النظر او القول - 00:05:29ضَ

بهذه الاقوال المستحيلة لانه ما من مخلوق الا والله رازقه كما قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وكما قال تعالى فابتغوا عند الله الرزق وكما قال تعالى - 00:05:52ضَ

ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فجميع ما يمدها الله تعالى ويعطيه عبادة يندرج في الرزق سواء حصلوه طريق مباح او حصلوه بطريق محرم وسواء كان مباح العين او محرم - 00:06:12ضَ

العين لان من لازم استثناء المحرمات من الارزاق ان يكون اكل المحرم وكاسب المحرم قد حازا رزقا من غير الرزاق جل في علاه وهذا محال فانه ما من احد الا والله رازقه جل وعلا ولذلك قال المصنف لانه رازق كل الخلق - 00:06:39ضَ

وجه كون هذا القول محال ولا يشار اليه ان الله رازق كل الخلق. الدليل على ذلك قوله تعالى وما من دابة في الارض الا الا على الله رزقها والدواب في الارض - 00:07:14ضَ

يشمل كل من دب عليها ودرج من من المخلوقات سواء كان ذلك من بني ادم او من غير بني ادم وسواء كان في البر او في البحر وسواء كان دارجا او طائرا - 00:07:31ضَ

فالله يرزق الجميع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ومن الطير الحدة اليس كذلك والحداء تعدو على اموال الناس - 00:07:51ضَ

فتأكل من اموال الناس ما يكرهون سلبه ولا يرضون باخذه لكن هي غير مكلفة بالتأكيد لكنه رزق يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم تغدو خماصا لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا - 00:08:10ضَ

وتروح بطانا فدليل بطلان هذا القول ما اشار اليه في قوله لانه رازق كل الخلق وليس مخلوق وليس مخلوق بغير رزق. اي ولا يوجد مخلوق بغير رزق فاذا قلنا ان الله انه لا يسمى الكسب الحرام - 00:08:29ضَ

ذاتا او المال الحرام كسبا او ذاتا لا يسمى رزقا لتعطل المخلوق عن الرزق وهذا لا يكون فليس مخلوق بغير رزقه لعموم الاية والايات الكثيرة الدالة على هذا ومنها ومن ابرزها قوله تعالى - 00:08:50ضَ

وما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتاب مبين ثم بعد ذلك قال ومن يمت هذي مسألة اخرى صلة هذين البيتين موظوع الرزق بالاعتقاد ان المعتزلة يقولون - 00:09:10ضَ

ان الكسب الحرام لا يأذن به الله فلا يسمى رزقا لانه خارج عن ارادته خارج عن تقديره فالكاسب كسبا حراما سواء كان التحريم لذات المال او التحريم لوصفه وطريق كسبه - 00:09:36ضَ

فعل ما لا يرضاه الله عز وجل وما لم يرده بناء على قاعدة قاعدتهم في ان الله تعالى لم يخلق افعال العباد وان المعاصي خارجة عن تقدير الله وقدرته وهذا من الضلال المبين فالله تعالى - 00:10:01ضَ

خالق كل شيء سبحانه وبحمده قلقنا كما قال تعالى خلقك هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فالكافر اصل خلقه من فعل الله عز وجل وكل ما يصدر عنه بفعله جل في علاه لكنه امره ودله على طريق النجاة وطريق الهلاك فاذا اختار طريق الهلاك - 00:10:21ضَ

هلك هذا صلة هذه المسألة بموضوع اه الاعتقاد حتى لا يقال ما دخل مسألة الرزق وتعريف الرزق بمسائل الاعتقاد هذا هذه الصلة اه ثم قال رحمه الله ومن يمت بقتله - 00:10:47ضَ

من البشر او غيره فبقضاء فبالقضاء والقدر ولم يفت من رزقه ولا الاجل شيء فدع اهل الضلال والخطل هذه مسألة ايضا متصلة باب القدر والمخالف فيها هم المعتزلة المخالفون في الرزق - 00:11:07ضَ

حيث ان المعتزلة يقولون ان المقتول قطع اجله فالله اجل له اجلا لكن القاتل سبق الاجل فقتله فلم يمت باجله بل مات مقطوع الاجل هذا قول المعتزلة لا غرابة في قولهم لانهم يخرجون افعال العباد عن - 00:11:31ضَ

عن خلق الله عز وجل وبالتالي يكون في الكون ما لا يريد الخالق جل في علاه فيقول الله تعالى قدر ان يعيش هذا ستين سنة والقاتل قتله لاربعين سنة فيكون قد قطع اجله - 00:12:01ضَ

فمضى فمضت ارادة القاتل وتعطلت ارادة من الله جل في علاه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. المصنف يقول ومن يمت بقتله من البشر اي من بني ادم او غيره يعني من المخلوقات - 00:12:21ضَ

فبالقضاء والقدر يعني موته و قتله وانقضاء اجله هو بقضاء الله وقدره وليس خروجا عن تقدير الله عز وجل وقدره بل هو بالقضاء والقدر فقد خلق الله تعالى الخلق وقدرهم اقدارا - 00:12:37ضَ

وجعل لهم اجالا وساق الاسباب الى اجالها واقدارها التي عجلها جل في علاه وساق الاقدار والقضاء الى الاجال التي قدرها جل في علاه كما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه - 00:13:01ضَ

ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدر فاذا جاء القدر وقع ما قدره جل في علاه ومنه الحياة والموت فان الله تعالى قدر للناس اجالا واعمارا فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة - 00:13:23ضَ

ولا يستقدمون اذا جاء اجلهم لا سبيل للخروج عن تقدير الله عز وجل كما قال الله تعالى ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم لا فرار اذا جاء القدر وبلغ الكتاب اجله نزل قضاؤه وقدره جل في علاه - 00:13:51ضَ

فكل شيء بقضاء وقدر لا يخرج عن ذلك شيء من احوال الخلق واما قول من يقول يعني اذا لم يقتل هذا المقتول فالى متى سيعيش؟ الى ما شاء الله عز وجل لا ندري - 00:14:15ضَ

هل يمد الله في اجله او انه يميته الله تعالى بسبب اخر فهذا امره غائب لا نعلمه لكن نحن نقول ان اجله قد كتب وهو مقدر فقد قدر الله تعالى كل شيء كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وهذا القول - 00:14:31ضَ

بينوا البطلان لذلك قال ومن يمت بقتله من البشر او غيره فبالقضاء والقدر ثم قال ولم يفت من رزقه ولا الاجل اي لم يفته شيء مما قدر الله تعالى ان يصل اليه من الارزاق - 00:14:55ضَ

بل استوفى رزقه على وجه الكمال كما جاء في الطبراني من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تموت نفس حتى تستوفي - 00:15:14ضَ

رزقها لن تموت نفس كل نفس حتى تستوفي اي حتى تستكمل قبظة رزقها. كل ما قدره الله تعالى ان يصل اليها. في مطعم وفي مشرب وفي ملبس وفي ولد وفي نكاح - 00:15:28ضَ

وفي كل شأن من حتى في عد الانفاس لن تموت نفس حتى تستوفي اي تأخذ جميع ما قدره الله ان يكون لها ولهذا يكتب ويقيد ما يكون من الرزق الاجل - 00:15:46ضَ

الشقاء والسعادة والعمل قبل خلق الانسان ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها فلا يفوت الانسان شيء من ظن انه سيفوته شيء مما قدره الله تعالى له - 00:16:08ضَ

فانه جاهل قضاء الله وقدره فان قضاء الله وقدره قدره لا يمكن ان يتخلف بل ما قضاه الله تعالى وقدره لابد ان يكون ولابد ان يقع لذا يقول المصنف رحمه الله - 00:16:30ضَ

ولم يفت آآ ولم يفت من رزقه ولا الاجل شيء يعني قليل او كثير شيء نكرة في سياق النفيفة عمر قال فدع اي اترك واعرض اهل الضلال والخطل اهل الضلال اي الانحراف - 00:16:46ضَ

والخطل الخطأ والغلط وكلاهما قريب فان الخطأ ضلال والضلال خطأ وقد يكون هذا الخطأ عن تقصير في العلم او ان ويمكن ان يكون عن تقصير في القصد لان كل ضلال وخطأ - 00:17:07ضَ

ينشأ عن واحد من امرين اما سوء قصد واما سوء عمل فلا يكون خلل في حياة الناس وخطأ في اعمالهم الا نتاج واحد من هذه الامرين اما ان يكون هناك - 00:17:35ضَ

سوء قصد واما ان يكون هناك نقص عمل او سوء عمل فاذا كملت النية الصالحة في قصد الحق وطلبه وانعطف عليها بذل السبب الصحيح فلا يمكن ان يخطئ الانسان الصواب - 00:17:55ضَ

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ثم قال المصنف فواجب على العبء العبادي اضطره هذا نجعله ان شاء الله تعالى درس يوم غد - 00:18:15ضَ