العقيدة السفارينية

الدرس(34) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال علامة السفارني رحمه الله تعالى ايماننا قول وقصد وعمل تزيده التقوى وينقص بالزلل ونحن في ايماننا نستثني من غير شك - 00:00:01ضَ

استمع واستبيني نتابع الاخيار من اهل الاثر ونقتفي الاثار لا لا اهل الاشر. نعم. لا اهل الاشر ولا تقل ايماننا مخلوق ولا قديم هكذا مطلوق فانه فانه يشمل للصلاة ونحوها - 00:00:20ضَ

من سائر الطاعات ففعلنا نحو الركوع محدث وكل قرآن قديم فابحثوا ووكل ووكل الله من الكرام اثنين حافظين للانام. فيكتبان كل افعال الوراء كما اتى في النص من غير امتراء - 00:00:40ضَ

وكل ما صح من الاخبار او جاء في التنزيل والاثار من فتنة البرزخ والقبور. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فبعد ان تكلم المؤلف رحمه الله فيما تقدم عن آآ اهل الكبائر وما يتصل الاسماء والاحكام من - 00:01:00ضَ

سائل عاد الى ذكر اصل آآ يسلم به الانسان من الانحراف اه ويبين اه الطريق الذي سلم به اهل السنة من الانحرافات المتقدمة وهو ما يتصل عقيدتهم في الايمان من حقيقة الايمان وما هو - 00:01:23ضَ

اه فعقد هذا الفصل لبيان حقيقة الايمان وقد اجمله في البيت الاول في بيان حقيقته وفي بيان اسباب زيادته ونقصانه فقال رحمه الله ايماننا قول وقصد وعمل ايماننا اي الايمان الذي جاءت الشريعة - 00:01:44ضَ

امرة به والذي اثنى الله تعالى على اهله والذي اوجب الله تعالى لاهله الفوز في الدنيا والاخرة حقيقته انه قول وقصد وعمل وفي بعض النسخ قول وصدق وعمل هذا البيان - 00:02:06ضَ

لحقيقة الايمان تواطأت عليه كلمات الائمة فان الايمان قول وعمل وهذه المقولة نقلت عن الائمة واهل آآ العلم من الصحابة ومن بعدهم على نحو مستفيض تقرير ذلك في بيان حقيقة الايمان وانه - 00:02:35ضَ

لا يقتصر على عمل القلب بل يكون الايمان في عمل القلب ويكون في عمل الجوارح ويكون في قول اللسان ولهذا قولهم الايمان قول وعمل يقصدون بالقول هنا قول القلب وقول اللسان - 00:03:09ضَ

قول القلب بالاخلاص وقول اللسان بذكر الله عز وجل والنطق بالشهادتين وغيرها من آآ الاقوال التي يتقرب الى الله تعالى بها سواء كانت واجبة او مستحبة وعمل المقصود به عمل القلب - 00:03:30ضَ

وهو ما يكون فيه من المحبة والخوف والتعظيم والتوكل والرجاء وسائر اعمال القلوب وكذلك عمل الجوارح ويدخل في ذلك الصلاة وسائر صالح العمل مما يكون في الجوارح مما يظهر على - 00:03:48ضَ

العامل بهذا يتبين ان الايمان يشمل كل الخصال التي امر الله تعالى بها ورسوله بالظاهر والباطن للواجبات والمستحبات كل ذلك من خصال الايمان وكله يندرج في حقيقته و القرآن يذكر الايمان منفردا - 00:04:12ضَ

ويذكر الامام مع العمل فاذا ذكر الايمان منفردا كان شاملا العقائد والاعمال واذا ذكره مقترنا بالعمل كان هذا من باب عطف الخاص على العام فان الايمان يشمل العمل فقوله على سبيل المثال الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:04:42ضَ

فهذا لا يقتضي المغايرة بين الايمان والعمل الصالح بل هذا من باب العطف الخاص على العام فالايمان قول وعمل وذكر العمل الصالح بعد الايمان انما هو للتنصيص على بعض مهمات الايمان وان لا يقتصر ويغتر الانسان قوله الايمان في القلب - 00:05:05ضَ

عنان يظهره وان يأتي بخصاله التي يتبين بها صدقه ويتضح بها حقيقته فالاعمال هي برهان الايمان ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان عيب تدل على اه ايمان القلب - 00:05:33ضَ

وتثبته لانه لا يخرج الانسان مالا معجلا آآ نفعه آآ لادراج في نفع مؤجل الا لايمانه. فالايمان الذي المال الذي في يده ينتفع به حاضرا لو استفاد منه في شيء من شؤونه. فاذا اخرجه بلا - 00:05:56ضَ

مقابل الا ما يكون في الاخرة من الجزاء والاجر كان هذا دليلا على تصديقه بالاخرة ولو لم يصدق بالاخرة ما بذل هذا المال واخرجه اه وفوت نفعه الحاضر رجاء ما يكون في المستقبل - 00:06:17ضَ

اذا الايمان يكون في القلب ويكون في الجوارح ويكون بالقول ويكون بالسر. ولهذا قال هنا ايماننا قول وقصد وعمل تنوعت عبارات السلف في اه بيان حقيقة الايمان فمنهم وهذا الذي جرى عليه اكثر - 00:06:34ضَ

كلامهم انه قول وعمل ومنهم من يزيد فيقول الايمان قول ونية وعمل وهو ما آآ ذكره الناظم هنا في منظومته حيث ذكر القصد والقصد هو الارادة والنية وآآ المطلوب بالعمل - 00:06:59ضَ

فجعل ذلك من الايمان ولا ريب ان الايمان شامل لذلك فان الايمان يشمل عمل الباطن وعمل الظاهر آآ ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله كما في الصحيحين - 00:07:20ضَ

من حديث ابي هريرة الايمان بضع وسبعون شعبة. وفي رواية بضع وستون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله ولا اله الا الله التي هي اعلى خصال الايمان هي ما كان - 00:07:43ضَ

فيه تصديق القلب مع نطق اللسان عليها قول لا اله الا الله باللسان الذي يصدقه الجنان يصدقه القلب وهنا يجتمع قول القلب بالاخلاص وقول اللسان بالنطق وادناها اماطة الاذى عن الطريق - 00:07:59ضَ

واماطة الاذى عمل بدني وهو ازالة ما اه يؤذي الناس وما يكون في طريقهم رجاء ثواب الله عز وجل وطمعا في احسانه وعطائه الثالث قال والحياء شعبة من الايمان والحياء عمل قلبي تظهر اثاره في كف النفس - 00:08:18ضَ

وحجزها عما يستقبح من الاقوال والاعمال هذا الحديث من اصلح الادلة الدالة على ان الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح وهو ما اشار اليه الناظم رحمه الله في قوله ايماننا قول وقصد وعمل - 00:08:41ضَ

وما ينبغي ان يتنبه اليه انه في حال الاقتران يكون الايمان مما يتصل اقتران العمل الصالح بالايمان يكون ما يتصل بالايمان هو ما يكون في السر والباطل وما يتصل بالعمل يكون العمل المقصود بالعمل ما يكون على الظاهر والخارج - 00:09:08ضَ

ومثله الاسلام والايمان فانهما اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا فدل الاسلام على الايمان ودل الايمان على الاسلام وهذه المسألة ظاهرة جلية في دلالات الايات في الكتاب والسنة ثم قال رحمه الله - 00:09:31ضَ

تزيده التقوى وينقص بالزلل هذا البيت بين فيه المصنف رحمه الله ان الايمان يجري عليه زيادة ويعتريه نقصان وبين بماذا تحصل الزيادة وبماذا يحصل النقصان فالزيادة تحصل بالتقوى والتقوى هي فعل ما امر الله تعالى به رغبة ورهبة - 00:09:53ضَ

وترك ما نهى الله تعالى عنه رغبة ورهبة هذه هي التقوى اسم جامع لفعل الاوامر وترك الملاهي لكن هذا ليس فقط في الصورة والشكل والخارج انما يكون في الظاهر والباطن اي رغبة ورهبة خوفا وطمعا - 00:10:22ضَ

فيما عند الله عز وجل. اه يقول رحمه الله في آآ هذا الشطر تزيده اي يزيد الايمان التقوى وتقوى الله عز وجل تشمل فعل كل الطاعات ترك جميع المحرمات فكل طاعة يفعلها الانسان - 00:10:42ضَ

اه تزيد في ايمانه وكل معصية يتواقاها الانسان ويجتنبها يزيد ذلك في ايمانه وبقدر قيامه بالطاعات فعلا وتركه للمحرمات اجتنابا يكون الانسان قد حقق ما يزداد به ايمانه هذا معنى قوله رحمه الله تزيده التقوى - 00:11:07ضَ

وزيادة الايمان ونقصانه مما التبس على جماعة من الناس فظنوا ان الايمان لا يزيد ولا ينقص بل هو ثابت واحد وهو التصديق الذي لا يقبل الزيادة ولا النقصان وهذا من الخطأ البين فان الله تعالى ذكر في كتابه - 00:11:31ضَ

زيادة الايمان في قوله واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانه فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وايضا قال جل وعلا في وصف المؤمنين انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته - 00:11:54ضَ

زادتهم ايمانا وقد استدل بهذه الاية الامام سفيان ابن عيينة على نقص الايمان فقال ما من شيء يزيد الا وينقص ما من شيء يزيد الا ينقص وهذه الايات التي فيها ذكر زيادة الايمان - 00:12:16ضَ

دالة على زيادة الايمان وعلى نقصانه وزيادته بالطاعة والاحسان ونقصانه بالاساءة والعصيان ولذلك قال رحمه الله تزيده التقوى وينقص بايش بالزلل الزلل المقصود به الخطأ وهنا الزلل يشمل كل معصية صغيرة او كبيرة - 00:12:35ضَ

ولكن النقص يكون متفاوتا على قدر ما حصل من الزلل. فالنقص بالكبائر ليس كالنقص بالصغائر النقص في الكبائر نقص فادح كبير بخلافة الصغائر فان النقص بها لا يكون بهذا القدر. ولهذا جاء في الصحيحين ما يبين عظيم النقص الحاصل بالكبائر فيما رواه - 00:13:01ضَ

البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وهذا نقص بالغ قد جاء بيان ذلك في رواية ابي هريرة عن ابن خزيمة وغيره انه - 00:13:26ضَ

اذا زنا الانسان انخلع من الايمان كما يخلع الرجل قميصه وفي بعض الاثار عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه اذا زنا الانسان خرج من قلبه الايمان وكان على رأسه كالظلة - 00:13:42ضَ

ان شاء رده وان شاء ان شاء الله رده عليه وان شاء وان شاء سلبه اياه وهذا يدل على عظيم النقص الحاصل للانسان بما يكون من سيء الاعمال وهكذا في كل معصية من المعاصي - 00:13:59ضَ

فانها سبب لنقص الايمان وظعفه ولهذا يكون تكون زيادته بالطاعة والاحسان ومما ينبغي ان يعلم ان زيادة الايمان ونقصه خلف فيها الخوارج خلف فيها المعتزلة وايضا خالف فيها المرجئة الذين يقولون الايمان هو مجرد التصديق - 00:14:16ضَ

كل هؤلاء ظلوا في حقيقة الايمان اه من حيث الزيادة والنقصان لاعتقادهم ان الايمان شيء واحد اما ان يثبت كله واما ان يرتفع كله وبالتالي الخوارج عندما كانوا اه يقولون انه يكفر بفعل الكبيرة لانهم يرون ان الايمان يرتفع ويزول بالكلية وليس مجرد النقص بل يزول - 00:14:43ضَ

نصف الايمان بارتكاب الكبيرة ومثلهم المعتزلة الذين يقولون بان اه العاصي اذا تورط في كبيرة فانه ينتقل من الايمان الى منزلة بين المنزلتين منزلة بين الكفر والايمان في الدنيا فلا يوصف بانه كافر ولا يثبت له وصف الايمان. لانها حقيقة الايمان عندهم شيء واحد. اما ان يثبت جميعه واما ان يزول جميعه. اما المرشد - 00:15:08ضَ

الذين آآ قالوا ان الايمان آآ لا تظر معه معصية فيقولون الايمان لا يزيد ولا ينقص بل ايمان المؤمنين واحد فايمان الفاسق مرتكب الكبائر كايمان جبريل لا فرق بين هذا وذاك - 00:15:35ضَ

من حيث من حيث حقيقة الايمان وهذا من الخطأ البين فان الايمان يزيد وينقص كما دلت عليه النصوص وآآ زيادة ونقصانه آآ ينحل بها هذا الاشكال الذي تورط فيه من تورط من الخوارج والمعتزلة والمرجئة - 00:15:54ضَ

قال رحمه الله ونحن في ايماننا نستثني هذي مسألة اخرى من مسائل آآ الايمان وهي الاستثناء في الايمان ومعنى نستثني اي نقول ان شاء الله. فيقول الرجل على سبيل المثال انا مؤمن - 00:16:15ضَ

ان شاء الله لكن هذا الاستثناء له حلال اما ان يكون عن شك وتردد فهذا لا يقع من مؤمن لان الايمان لا ريب فيه ولا شك. قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم - 00:16:35ضَ

لم يرتابوا فلا يصح ان يكون المشيئة هنا عائدة الى شك او ارتياب ولذلك قال من غير من غير شك اي من دون ان يتطرق الى القلب شك في التصديق - 00:16:53ضَ

بما جاءت به الرسل والاقرار بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم آآ اما اذا كان الاستثناء اه اه لاجل خشية اه العاقبة اي بالنظر الى الموافاة والخاتمة فهذا اه معنى صحيح - 00:17:13ضَ

وهو الذي يحمل عليه ما كان في كلام السلف من آآ استثناء وجواز الاستثناء في الايمان انه لا يعلم المستقبل بماذا؟ على ماذا يموت الانسان فان الانسان لا يدري ما يختم له به - 00:17:36ضَ

فلذلك يستثني بناء على عدم علمه بما تكون به الخاتمة او ما تكون عليه الخاتمة هذا ما يتصل بالمعنى الاول الصحيح للاستثناء والمعنى الثاني هو ما يكون من عدم تزكية الانسان لنفسه - 00:17:55ضَ

وانه انما امن بتوفيق الله تعالى ومشيئته واعانته فهو الذي اه اصطفاه وهو الذي من عليه بالايمان كايماؤنك شيئته ليس بعملك ولا باستحقاقك بل هو فضل الله عز وجل ومن هو وعطاؤه. وهذا المعنى صحيح - 00:18:20ضَ

في اه آآ الاستثناء فيما يتعلق بالايمان. اذا اذا كان الاستثناء صادرا عن شك فانه لا يجوز ولا ولا يصح بذلك ايمان لان الايمان انما يكون عن يقين عدم ارتياب. اما اذا كان المعنى - 00:18:39ضَ

في الاستثناء آآ النظر الى ما يختم به للانسان او آآ شهود منة الرحمن بالتوفيق الى صالح الاعمال فهذا آآ معنا صحيح ومثله ايضا آآ ما ذكره بعض العلماء من ان ذكر المشيئة هنا لنفي التزكية - 00:19:02ضَ

ان يزكي الانسان نفسه فهو يخبر ايمانه الذي لا يخلو من آآ نقص وقصور او تقصير يستوجب معه ان لا يزكي نفسه ويشهد لنفسه بالكمال. هذا معنى ايضا ذكره بعض اهل العلم. قال المصنف رحمه الله فاستمع واستبني اي استمع الى - 00:19:23ضَ

ما قيل في بيان حقيقة الايمان وفي بيان ما يتصل بزيادته ونقصه. وفي بيان ما يتصل بالاستثناء واستبن اي واستوضح فان هذه الامور اذا تبينت واتضحت زال ما يكون من اشكال وما يورد عليه من التباس - 00:19:49ضَ

ثم قال رحمه الله نتابع الاخبار من اهل الاثر ونقتفي الاثار لا اهل الاشر هذا ما يتصل بمبحث آآ طريق اهل السنة والجماعة في لزوم السنة وآآ لزوم ما كان عليه الائمة نجعله ان شاء الله تعالى مبدأ - 00:20:11ضَ

درس يوم غد نعم - 00:20:28ضَ