الحمد لله رب العالمين احمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه له الحمد كله احمده خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:00:00
ملء السماء والارض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا - 00:00:29
عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صفوته من الخلق بعثه الله بالهدى ودين الحق داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا اخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور هداهم به من العمى - 00:00:52
قصرهم به من الضلالة وصلى الله عليه صلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صلى على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انه حميد مجيد اما بعد فاننا في الدروس السابقة - 00:01:14
كنا نقرأ في صحيح الامام البخاري رحمه الله في كتاب الحج ومر علينا شيء كثير من النصوص النبوية والاثار المباركة عن الصحابة وخيار الامة فيما يتعلق من شأن الحج واحكامه - 00:01:37
ووصلنا في قراءتنا الى ما يتعلق برمي الجمار في قول المصنف رحمه الله باب من رمى جمرة العقبة ولم يقف وباب اذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة ومن المهم بين يدي استكمال ما - 00:02:01
يتعلق بهذين البابين ان نعرف ان الغرض والمقصود من كل اعمال الحج اقامة ذكر الله ونكرر ونعيد في مثل هذا المعنى لان الناس في كثير من الاحيان يغفلون عن مقاصد العبادات - 00:02:25
غفلتهم عن مقاصد العبادات تنقص اجرهم كما انها تفوت عليهم خيرا عظيما من ثمار تلك العبادات وتلك الفرائض والطاعات كما انها تفقدهم البوصلة التي تحدد مسارهم وتوجه اهتمامهم فعندما يغيب - 00:02:49
المقصود من العبادة ويخفى ويتوارى الغرض والحكمة مما شرعه الله تعالى في تلك العبادات لا يتعلق الناس غالبا الا بالصور والاشكال ولا ريب ان الصور لها تأثير ولذلك المطلوب الصورة هو المضمون الصورة هو الجوهر الظاهر والباطن - 00:03:22
لكن الاشكال ليس في العناية بالمظاهر وصور الاعمال الاشكال في ان يبغى هذا الاهتمام على الاصل فيما يتعلق بمقاصد العبادات وانا اؤكد على هذا المعنى لاننا نشهد من انفسنا ومن الناس غفلة عن مقاصد العبادات مع ان القرآن عند ذكر العبادات يؤكد على مقاصدها ويبرز غاياته - 00:03:49
ويظهر حكمها قبل ان يدخل في تفاصيلها بل في كثير من الاحيان تفاصيل العبادات ليست مبسوطة في القرآن انما بيانها في سنة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:04:19
وانما في القرآن مجملات واصول تتعلق بتلك العبادات سواء في الصلاة في الزكاة في الصوم في الحج في تفاصيل احكام البيع في تفاصيل آآ بر الوالدين وما اشبه ذلك من - 00:04:36
ما جاء به القرآن في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق تلاحظ ان التركيز بنصوص القرآن على الاصول على الاهداف على الحكم على الغايات على الاسرار على المقاصد ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وانما فاق سلف الامة - 00:04:58
من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بقية طبقات الامة اي بقية القرون في الامة تقدموا عليهم بسبب ايش بسبب فهمهم لمقاصد كلام الله ومعاني كلام رسوله هذا هو السبب الذي جعل فقه الصحابة متقدما على فقه غيرهم - 00:05:25
انهم ادركوا المقاصد والغايات من كلام الله وكلام رسوله فلم يقفوا على الصور فقط وهنا لا يأتي احد ويقول معنى هذا الكلام ان الصور قشور لا اهمية لها لا غلط - 00:05:49
لو كانت قشورا لاهمية لها لما امر الله بها ورسوله. ولما قال خذوا عني مناسككم في الحج على سبيل المثال. ولما قال صلوا كما رأيتموني اصلي ولما قال مثلا في اللحية اعفوا اللحى وارخوا اللحى واوفوا اللحى واكرموا اللحى اوفروا اللحى. خمسة الفاظ في قضية واحدة - 00:06:10
وهي قضية صورة وشكل لكن الاشكال ليس في في ان هذه الصور لقشور كما يصورها البعض لا هي صور مقصودة لغيرها ومقصود حصولها لما فيها من الخير والنفع للناس لذلك ينبغي ان يأتي المؤمن بهذا الامر وان يجمع - 00:06:29
بين الامرين لان من الناس من يعتني بالمعاني ويقول ما عليكم في الصور والاشكال هذه قشور لا عبرة بها واخرون يهتمون بالصور ويغفلون عن المقاصد والغايات. وكلا هذين قد جانب الصواب. الشريعة جاءت بالجمع بينهما - 00:06:52
والعناية بالصورة وبالاصل بالمظهر وبالجوهر بالقلب وبالجوارح فينبغي الجمع بين الاهتمام بهذا وذاك واحيانا التزام الانسان بصورة العمل يؤثر عليه ولو لم يحقق المقصود منه وهذي انتبه لها احيانا التزام الانسان اي قيام الانسان - 00:07:11
بصورة العمل يؤثر على عليه ولو لم يأتي بمقصود العمل وغايتي اضرب لكم مثلا في الحج في قضيتين حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما نفست اسماء وبنت عميس رضي الله تعالى عنها في ذي الحليفة. والنبي صلى الله عليه وسلم نازل بها - 00:07:40
قاصدا مكة ماذا قال لها قال لها اغتسلي واستغفري بثوب واحرمي. امرها بايش بالاغتسال الاغتسال لا يرفع حدث النفساء بالتأكيد محل اتفاق لا خلاف بين العلماء ان النفساء لا يرفعوا حدثها - 00:08:05
الاغتسال ومع ذلك امر به امر بصورة العمل مع انه لا يحقق الغرض والمقصود كون الصورة مؤثرة على القلب ومؤثرة على النفس ومؤثرة على العامل هكذا ايضا في امره صلوات الله وسلامه عليه عائشة ان تغتسل لما حاظت بسرف لاحرامها بالحج - 00:08:33
امرها بالاغتسال مع ان اغتسالها لن يفيدها رفع الحدث اذ ان الحد قائم وموجود السبب سبب الناقظ موجود لكنه امر بسورة العمل لان سورة العمل لها اثر على المقصود فتشبهت بالصورة لاجل ان توافق - 00:09:01
من ينتفع به في الصورة فتنال ما ناله من الفظل والاجر وخلاصة الامر ان الله تعالى فرض الحج لاقامة ذكره فاحرصوا على ان يكون حجكم مليئا بذكر الله عز وجل - 00:09:23
في كل منازلكم واحوالكم انتم في طوافكم في سعيكم في وقوفكم بعرفة مزدلفة من في مبيتكم في رميكم للجمار في كل شأنكم في حجكم انما جئتم لاقامة لله ويذكر اسم الله في ايام معلومات - 00:09:42
على ما رزقهم من بهيمة الانعام وهي الايام العشر الاول من ذي الحجة ثم بقية ايام الحج قال فيها واذكروا الله في ايام معدودات. وهن ايام التشريق. فانظر كيف الذكر قد استوعب - 00:10:03
كل العمل في الحج في كل ايامه. فايام الحج ستة كلها امر الله تعالى فيها بذكره في يوم التروية اول يوم يوم عرفة يوم النحر هذا ثالث يوم يوم الحادي عشر يوم الثاني عشر يوم الثالث عشر كلها - 00:10:18
جاء فيها الندب الى ذكر الله عز وجل لذلك عندما تسأل نفسك لماذا ابيت في منى لماذا انزل في مزدلفة لماذا ارمي الجمار فالجواب على كل هذه الاسئلة ان ذلك كله لاقامة ذكر الله - 00:10:37
وقد جاء النص على هذا فيما رواه احمد وغيره من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة - 00:10:56
ورمي الجمار لاقامة ذكر الله هذا هو الغرض هذول المقصود من تلك العبادات الجليلة وكذلك سائر العبادات بلا استثناء في الحج انما غرضها وغايتها اقامة ذكر الله. الصلاة يقول الله تعالى فيها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء - 00:11:12
والمنكر ثم يذكر اعظم المقاصد واكبر الغايات من من الصلاة فيقول ولذكر الله اكبر. اي ذكر الله الذي في الصلاة اكبر مقاصدها واعظم غاياتها واغراضها لذا يا اخواني لنحرص على استحضار هذه المعاني التي تغيب عن اكثر الناس - 00:11:34
وغيابها عن اكثرهم يفوتهم كما ذكرت ادراك ثمار تلك المقاصد ينقص اجرهم لان من عمل مستحضرا مقصود كان له من الاجر والثواب ما للعامل بصورة العمل دون ادراك غايته ومقصوده - 00:11:58
رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار في ايام التشريق في اليوم الحادي عشر وفي اليوم الثاني عشر وفي اليوم الثالث عشر وقيل في سبب الرمي ما رواه البيهقي باسناده - 00:12:18
عن عبد الله ابن عباس ان ابراهيم عليه السلام عرض له الشيطان عند الجمرة الصغرى فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض ساخ يعني دخل في الارض ثم عرض له - 00:12:34
عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض اي دخل فيها ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض ولذلك قال ابن عباس في اثر عام - 00:12:53
في بيان علة الرمي قال الشيطان ترجمون وملة ابيكم تتبعون الشيطان ترجمون اي هذا هو اصل المشروعية اصل المشروعية في رمي الجمار هو رمي الشيطان طبعا ما يتصوره البعض من ان الشيطان مربوط وانه يرمى - 00:13:14
وقد يخاطب الشيطان في رميه هذا كله لا اصل له بمعنى ان الشيطان يجلب ابن ادم مجرى الدم انما نحن نرمي هنا ترغيبا للشيطان ترغيما له عروبة لابراهيم عليه السلام ولذلك قال ترجمون الشيطان ترجموهن - 00:13:40
وملة ابيكم تتبعون اي اتباعا لملة ابراهيم عليه السلام الرمي هو لاقامة ذكر الله وتذكر ما كان من عروض الشيطان له وما فعل من رجمه حتى ليبعد عن سبيله ويخلي بينه وبين - 00:14:04
طريقه الى ربه جل في علاه جاء تلباب باب اذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة اقرأ الحديث بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم - 00:14:29
وعلى آله وصحبه ومن والاه. اللهم صلي وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا. واجعله مباركا اينما كان واجعل مجلسنا هذا مباركا يا رب العالمين. امين. قولوا امين يا اخوان. هذا يدعو لكم - 00:14:48
والان قولوا امين امين امين يارب اللهم تقبل قال الامام البخاري رحمه الله باب اذا رمى الجمعتين مستقبل القبلة ويسهل. وساق باسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما. انه كان - 00:15:08
يوم الجمعة الدنيا بسبع حصيات يكبر على اثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة فيقول - 00:15:28
طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها. ثم ينصرف فيعون هكذا ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله؟ اللهم صلي وسلم على رسول الله - 00:15:56
باب اذا رمى الجمرتين يريد بذلك جمرة الدنيا الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى اذا رمى الجمرتين يقوم اي للدعاء ويسهل ان يتنحى عن الطريق طالبا مكانا سهلا لوقوفه مستقبل القبلة اي حال كونه في وقوفه - 00:16:20
مستقبل القبلة وان مطالعتها مثل هذا الخبر الذي يقص فيه ابن عمر ما رآه من النبي صلى الله عليه وسلم في رميه بالجمار وقيامه هذا القيام الطويل على هذه الصورة - 00:16:47
من الذل والانكسار والتضرع بين يدي العزيز الغفار جل في علاه سبحانه وبحمده يعرف العبد عظيم العبودية التي كان عليها سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم فهو الذي قد حط الله عنه الخطايا - 00:17:06
وغفر له الذنوب وعلى منزلته واعطاه من خير الدنيا والاخرة ما اعطاه صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع ذلك ترى هذا الذل والاخبات والانكسار بين يدي الله عز وجل في مثل هذه المواقف - 00:17:24
هذا وقد حط الله عنه الخطايا فكيف بمن اثقلت كاهليه الذنوب والخطايا ما احوجنا وما اشد ضرورتنا ايها الاخوة ان نقف في مثل هذه المواقف التي هي من مواطن الاجابة - 00:17:42
اذلاء منكسرين لله متضرعين نشكو اليه ذنوبنا ونطلب منه العفو والستر وحسن الختام وصلاح العمل والله اننا في حاجة ماسة لا سيما واننا نرى عظيم الفتن التي تحيط بنا من كل جانب ليس منا الا والفتن - 00:18:00
ادنى اليه من شراك نعله اقرب اليه من شراك نعله اليوم الفتن محيطة بالناس من كل جانب رشدت صورها فتن الشهوات وفتن الشبهات الفتن الظاهرة والفتن الباطنة الفتن الكبرى والفتن الدقيقة - 00:18:25
فنسأل الله العفو والعافية. ما احوجنا الى ان نلجأ اليه. وهذه مواطن اللجأ اليه جل في علاه هذه من المواطن التي اذا شهدها الانسان ينبغي الا الا يفوتها بل يزرع فيها الى الله صادقا - 00:18:47
لعلها تقع موقع قبول من الكريم المنان فيعطيك ما سألته من صلاح العمل واستقامة الحال ومغفرة الزلل حسن المنقلب والمآل والله تعالى امرنا باستغفاره في هذه المواقف العظيمة فاحوج ما نكون - 00:19:05
اليه في مثل هذه المواقف ان نسأل الله تعالى المغفرة ان نسأله جل وعلا التجاوز عن الخطايا ولا تقل انا ما عندي شي والله يا اخوان ما منا الا وعنده من الذنوب - 00:19:27
فلو عوقب عليها لاستحق النار اعمالنا الصالحة مهما كانت لا توجب لنا الجنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته هذا في جانب - 00:19:43
العمل الصالح يقصر عن استحقاق الجنة. لان حق الله اعظم وما قدروا الله حق قدره. جل في علاه فكيف ونحن مع هذا التقصير في ان نبلغ حق الله عز وجل - 00:20:01
اضفناه الى ذلك قصورا بتقصيرا تقصيرا مخالفة امره مجانبة لما امرنا به وانتهاكا لما منعنا منه ففرصة ايها الاخوة وقد من الله علينا بشهود هذه المواقف المباركة ان نلح في الدعاء - 00:20:20
ان نكثر من قول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فانه الدعاء الذي ذكره الله تعالى ليه اولياءه في مناسكهم واعمال طاعتهم وحجهم تنقلاتهم في هذه المنازل المباركة - 00:20:45
ساق المصنف باسناده وقد تقدم الحديث على اول هذا الحديث في وصف سالم ابن عبد الله ابن عمر لما كان يفعله ابوه وهذا الفعل منه رضي الله تعالى عنه ليس قصرا - 00:21:09
ليس ليس المراد به الخبر عن ما كان يفعله انما الخبر عما كان يفعله مما يأثره وينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان في وصفه لفعل عمر ان لفعل ابن عمر انه كان يرمي الجمرة الدنيا الجمرة الدنيا الاولى الصغرى وسمي الدنيا تقدم ليش - 00:21:25
سميت دنيا لانها اقرب الجمار الى موضع نزول النبي صلى الله عليه وسلم عند مسجد الخيف فهي الاولى لمن جاء من جهة مسجد الخيف بسبع حصيات وتقدم الكلام على هذا يكبر على اثر كل حصاة - 00:21:45
الله اكبر الله اكبر على اثر يعني عقد كل حصاد وقد ذكرنا فيما تقدم الجمع بينه وبين ما جاء في ما تقدم في الصحيح من انه كان يكبر مع كل - 00:22:05
حصاة وان المعية هي مطلق المصاحبة ولا تقتضي المقارنة من كل وجه زمانا بل قد تتقدم قليلا او تتأخر قليلا فكله يتحقق به المعية قال ثم يتقدم حتى يسهل بعد رميه الجمرة بسبع حصيات يتقدم حتى يسهل اي حتى يجد مكانا سهلا - 00:22:23
يدخل في السهل فيقف فيه صلى الله عليه وسلم فيقوم مستقبل القبلة اي متوجها الى القبلة وهي الكعبة واستقبالها من خير المجالس كما جاء عن ابن عباس عند البيهقي وغيره - 00:22:49
سيد المجالس ما استقبل به البيت وهذا على وجه العموم وفي الدعاء على وجه الخصوص فان النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بدعائه البيت. فاستقبل القبلة بدعائه لانه من اداب الدعاء ومن اسباب الاجابة - 00:23:06
فهو تعظيم لما عظمه الله وقد عظم الله هذه الجهة وهي استقبال القبلة لماذا؟ عظمها جل وعلا لماذا يستقبلها الداعي تعظيما لما عظمه الله عز وجل قال تقوم طويلا وقد تقدم قدر ذلك فيما رواه البيهقي وابن ابي شيبة في مصنفه من انه بقدر ايش - 00:23:25
القيام بقدر سورة البقرة قيامه صلى الله عليه وسلم كان بقدر سورة البقرة. قال ويدعو اي هذا القيام للذكر والتحميد والتكبير والتهليل والدعاء والدعاء يشمل كل هذه المعاني وخير ما يدعى به ما ذكرت من قوله جل وعلا في تقسيم الناس قال ومن فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله - 00:23:50
اخرتي من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب و قوله ويرفع يديه اي من مواطن من اداب الدعاء في هذا الموطن رفع اليدين - 00:24:20
رفع اليدين لان هذا موقف ذل ورفع اليدين اظهار الذل كانك تستطعمه بل انت تستطعمه جل في علاه ان يعطيك كما يشحذ الانسان عندما يطلب من الناس يمد يديه فانت تمدها الى الله - 00:24:43
الحي الكريم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حي كريم ان الله لا يستحي ان يمد العبد اليه يديه ثم يردهما طائبتين صفرا خائبتين الله حي يا اخوان كريم - 00:25:02
جمع هذين الوصفين انت الان لو تسألت رجلا حييا كريما ما ردك فكيف وانت تسأل الحي الكريم المنان ذو الفضل والاحسان الذي بيده ملكوت كل شيء الذي قال في وصف نفسه بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحانه وبحمده - 00:25:21
لا شك ان العطاء من هذا الكريم قريب ومؤمل وما اسرع ان يحصل لمن صدق في السؤال والطلب ولهذا استحضر الانسان فقره وهو رافع يديه والله لو عندك كلها في يديك فلا غنى لك عن ان تقول يا الله يا رب - 00:25:42
افعل بكذا واعطني كذا فكل ما في يدك من متاع الدنيا اذا لم يسخره الله لك فكما لو شاء فكما لو لم يكن في يدك شيء لذلك من المهم ان يعرف الانسان مقام الذل. النبي صلى الله عليه وسلم لو سأل الله ان يجري الانهار تحت قدميه لاجراها. مع هذا يقف - 00:26:02
هذا الوقوف المنكسر هذا الوقوف الذليل بين يدي ربه جل في علاه واعلم ان رفع اليدين في الدعاء له احوال في السنة له احوال ثلاثة ما جاء فيه رفع اليدين في الدعاء فالسنة رفع اليدين - 00:26:24
في الدعاء في عند الدعاء ما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه عند الدعاء فالسنة ان ترفع فيه اليدان وذاك كدعاء الاستسقاء ولو في خطبة الجمعة - 00:26:42
وكدعائه صلى الله عليه وسلم عندما جاء الى الى اهل بقاع اهل بقيع الغرقد يدعون يزورهم دعا لهم صلى الله عليه وسلم ورفع يديه وكذلك في هذا الموطن وقوفه بين الجمرات للدعاء رفع يديه صلى الله عليه وسلم - 00:26:56
هذا ادب من اداب الدعاء فاذا جاء فعله من النبي صلى الله عليه وسلم كان سنة بالتنصيص فيسن ان يرفع يديه عند استسقاء الخطيب ويسن ان يرفع يديه عند الوقوف بين الجمرات - 00:27:15
وعند الدعاء للاموات في المقابر وهكذا في سائر المواطن التي جاء فيها انه صلى الله عليه وسلم رفع يديه للدعاء ومثله ايضا قنوت النوازل فانه رفع يديه ورفع اصحابه ايديهم خلفه صلى الله عليه وسلم - 00:27:39
النوع الثاني ما ورد انه دعا ولم يرفع يديه في الدعاء. مثال ذلك الدعاء في السجود ما فيه رفع يدين بل المأمور به ان ان تسجد على سبعة اعظم فلا ترفع يديك في الدعاء وانت ساجد - 00:28:00
الدعاء في ادبار الصلوات قبل السلام اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك هذه ادعية - 00:28:19
دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم نقل انه لم يرفع يديه فالسنة ان لا ترفع يديك بهذا الدعاء هذا النوع الثاني من انواع رفع اليدين في الدعاء. النوع الثالث - 00:28:35
ما لم يرد فيه انه رفع ولا انه لم يرفع ما لم يرد في انه رفع ولم يرد انه لم يرفع وبهذا رفع اليدين ادب عام في الدعاء ان شئت فارفع - 00:28:47
مراعاة للادب العام وهذا جيد وحسن وان شئت الا ترفع فلك ذلك مثال ذلك الدعاء العارض الدعاء العارظ لما يقول لك واحد مثلا يعني كلاما فيه دعاء او يقول لك مثلا ادعو لي بكذا - 00:29:03
فتدعو له يقول ادع لي بصلاح الحال. فتقول اللهم اصلح حاله تمام هنا يسلم ان ترفع هنا من الادب العام ان ترفع يديك في الدعاء في الدعاء العارض وقد جاء ذلك - 00:29:25
فيما رواه ابو هريرة ان النبي صلى الله انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ادعو الله على دوس فانهم ابوا ان يسلموا ابو هريرة طلب من النبي صلى الله عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو على دوس وهم قومه لانهم ابوا الاسلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا - 00:29:41
واتي بهم اللهم اهد دوسا وات بهم. اللهم اهد دوسا واتي بهم. رفع يديه كما في صحيح الامام مسلم المقصود ان هذه احوال الدعاء وهذا الموطن من مواطن رفع اليدين - 00:30:02
بالدعاء قال ثم يرمي الوسطى يعني يوم الجمرة الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال يعني جهة شماله. طبعا اليوم خذ ذات الشمال وذات اليمين الامر في هذا واسع. لان النبي انما اخذ ذات الشمال - 00:30:22
لانه كان موقفا اسهل لوقوفه لانه بعيد عن طريق الحجيج فلا يعيق السائرين فاذا كان الايسر اليمين او الايسر الشمال فقف حيث تيسر لك مما لا اعاقة فيه لسير الحجيج - 00:30:40
قال ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا اي يقوم ايضا يكرر هذا القيام عباد الجمرة الوسطى بذكر الله تعالى ودعاءه والتضرع بين يديه جل في علاه سبحانه وبحمده وهذا هذا القيام قدر بنحو القيام السابق. اي بقريب من سورة البقرة - 00:31:01
قال ثم يرمي جمرة ذات العقبة وهي الجمرة الاخيرة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف ابن عمر من رمي الجمار فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله - 00:31:30
نعم هذا ما يتعلق بهذا الباب تتمة ما تقدم في الدرس السابق - 00:31:46
التفريغ
الحمد لله رب العالمين احمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه له الحمد كله احمده خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:00:00
ملء السماء والارض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا - 00:00:29
عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صفوته من الخلق بعثه الله بالهدى ودين الحق داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا اخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور هداهم به من العمى - 00:00:52
قصرهم به من الضلالة وصلى الله عليه صلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صلى على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انه حميد مجيد اما بعد فاننا في الدروس السابقة - 00:01:14
كنا نقرأ في صحيح الامام البخاري رحمه الله في كتاب الحج ومر علينا شيء كثير من النصوص النبوية والاثار المباركة عن الصحابة وخيار الامة فيما يتعلق من شأن الحج واحكامه - 00:01:37
ووصلنا في قراءتنا الى ما يتعلق برمي الجمار في قول المصنف رحمه الله باب من رمى جمرة العقبة ولم يقف وباب اذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة ومن المهم بين يدي استكمال ما - 00:02:01
يتعلق بهذين البابين ان نعرف ان الغرض والمقصود من كل اعمال الحج اقامة ذكر الله ونكرر ونعيد في مثل هذا المعنى لان الناس في كثير من الاحيان يغفلون عن مقاصد العبادات - 00:02:25
غفلتهم عن مقاصد العبادات تنقص اجرهم كما انها تفوت عليهم خيرا عظيما من ثمار تلك العبادات وتلك الفرائض والطاعات كما انها تفقدهم البوصلة التي تحدد مسارهم وتوجه اهتمامهم فعندما يغيب - 00:02:49
المقصود من العبادة ويخفى ويتوارى الغرض والحكمة مما شرعه الله تعالى في تلك العبادات لا يتعلق الناس غالبا الا بالصور والاشكال ولا ريب ان الصور لها تأثير ولذلك المطلوب الصورة هو المضمون الصورة هو الجوهر الظاهر والباطن - 00:03:22
لكن الاشكال ليس في العناية بالمظاهر وصور الاعمال الاشكال في ان يبغى هذا الاهتمام على الاصل فيما يتعلق بمقاصد العبادات وانا اؤكد على هذا المعنى لاننا نشهد من انفسنا ومن الناس غفلة عن مقاصد العبادات مع ان القرآن عند ذكر العبادات يؤكد على مقاصدها ويبرز غاياته - 00:03:49
ويظهر حكمها قبل ان يدخل في تفاصيلها بل في كثير من الاحيان تفاصيل العبادات ليست مبسوطة في القرآن انما بيانها في سنة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:04:19
وانما في القرآن مجملات واصول تتعلق بتلك العبادات سواء في الصلاة في الزكاة في الصوم في الحج في تفاصيل احكام البيع في تفاصيل آآ بر الوالدين وما اشبه ذلك من - 00:04:36
ما جاء به القرآن في معاملة الخالق وفي معاملة الخلق تلاحظ ان التركيز بنصوص القرآن على الاصول على الاهداف على الحكم على الغايات على الاسرار على المقاصد ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وانما فاق سلف الامة - 00:04:58
من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بقية طبقات الامة اي بقية القرون في الامة تقدموا عليهم بسبب ايش بسبب فهمهم لمقاصد كلام الله ومعاني كلام رسوله هذا هو السبب الذي جعل فقه الصحابة متقدما على فقه غيرهم - 00:05:25
انهم ادركوا المقاصد والغايات من كلام الله وكلام رسوله فلم يقفوا على الصور فقط وهنا لا يأتي احد ويقول معنى هذا الكلام ان الصور قشور لا اهمية لها لا غلط - 00:05:49
لو كانت قشورا لاهمية لها لما امر الله بها ورسوله. ولما قال خذوا عني مناسككم في الحج على سبيل المثال. ولما قال صلوا كما رأيتموني اصلي ولما قال مثلا في اللحية اعفوا اللحى وارخوا اللحى واوفوا اللحى واكرموا اللحى اوفروا اللحى. خمسة الفاظ في قضية واحدة - 00:06:10
وهي قضية صورة وشكل لكن الاشكال ليس في في ان هذه الصور لقشور كما يصورها البعض لا هي صور مقصودة لغيرها ومقصود حصولها لما فيها من الخير والنفع للناس لذلك ينبغي ان يأتي المؤمن بهذا الامر وان يجمع - 00:06:29
بين الامرين لان من الناس من يعتني بالمعاني ويقول ما عليكم في الصور والاشكال هذه قشور لا عبرة بها واخرون يهتمون بالصور ويغفلون عن المقاصد والغايات. وكلا هذين قد جانب الصواب. الشريعة جاءت بالجمع بينهما - 00:06:52
والعناية بالصورة وبالاصل بالمظهر وبالجوهر بالقلب وبالجوارح فينبغي الجمع بين الاهتمام بهذا وذاك واحيانا التزام الانسان بصورة العمل يؤثر عليه ولو لم يحقق المقصود منه وهذي انتبه لها احيانا التزام الانسان اي قيام الانسان - 00:07:11
بصورة العمل يؤثر على عليه ولو لم يأتي بمقصود العمل وغايتي اضرب لكم مثلا في الحج في قضيتين حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما نفست اسماء وبنت عميس رضي الله تعالى عنها في ذي الحليفة. والنبي صلى الله عليه وسلم نازل بها - 00:07:40
قاصدا مكة ماذا قال لها قال لها اغتسلي واستغفري بثوب واحرمي. امرها بايش بالاغتسال الاغتسال لا يرفع حدث النفساء بالتأكيد محل اتفاق لا خلاف بين العلماء ان النفساء لا يرفعوا حدثها - 00:08:05
الاغتسال ومع ذلك امر به امر بصورة العمل مع انه لا يحقق الغرض والمقصود كون الصورة مؤثرة على القلب ومؤثرة على النفس ومؤثرة على العامل هكذا ايضا في امره صلوات الله وسلامه عليه عائشة ان تغتسل لما حاظت بسرف لاحرامها بالحج - 00:08:33
امرها بالاغتسال مع ان اغتسالها لن يفيدها رفع الحدث اذ ان الحد قائم وموجود السبب سبب الناقظ موجود لكنه امر بسورة العمل لان سورة العمل لها اثر على المقصود فتشبهت بالصورة لاجل ان توافق - 00:09:01
من ينتفع به في الصورة فتنال ما ناله من الفظل والاجر وخلاصة الامر ان الله تعالى فرض الحج لاقامة ذكره فاحرصوا على ان يكون حجكم مليئا بذكر الله عز وجل - 00:09:23
في كل منازلكم واحوالكم انتم في طوافكم في سعيكم في وقوفكم بعرفة مزدلفة من في مبيتكم في رميكم للجمار في كل شأنكم في حجكم انما جئتم لاقامة لله ويذكر اسم الله في ايام معلومات - 00:09:42
على ما رزقهم من بهيمة الانعام وهي الايام العشر الاول من ذي الحجة ثم بقية ايام الحج قال فيها واذكروا الله في ايام معدودات. وهن ايام التشريق. فانظر كيف الذكر قد استوعب - 00:10:03
كل العمل في الحج في كل ايامه. فايام الحج ستة كلها امر الله تعالى فيها بذكره في يوم التروية اول يوم يوم عرفة يوم النحر هذا ثالث يوم يوم الحادي عشر يوم الثاني عشر يوم الثالث عشر كلها - 00:10:18
جاء فيها الندب الى ذكر الله عز وجل لذلك عندما تسأل نفسك لماذا ابيت في منى لماذا انزل في مزدلفة لماذا ارمي الجمار فالجواب على كل هذه الاسئلة ان ذلك كله لاقامة ذكر الله - 00:10:37
وقد جاء النص على هذا فيما رواه احمد وغيره من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة - 00:10:56
ورمي الجمار لاقامة ذكر الله هذا هو الغرض هذول المقصود من تلك العبادات الجليلة وكذلك سائر العبادات بلا استثناء في الحج انما غرضها وغايتها اقامة ذكر الله. الصلاة يقول الله تعالى فيها ان الصلاة تنهى عن الفحشاء - 00:11:12
والمنكر ثم يذكر اعظم المقاصد واكبر الغايات من من الصلاة فيقول ولذكر الله اكبر. اي ذكر الله الذي في الصلاة اكبر مقاصدها واعظم غاياتها واغراضها لذا يا اخواني لنحرص على استحضار هذه المعاني التي تغيب عن اكثر الناس - 00:11:34
وغيابها عن اكثرهم يفوتهم كما ذكرت ادراك ثمار تلك المقاصد ينقص اجرهم لان من عمل مستحضرا مقصود كان له من الاجر والثواب ما للعامل بصورة العمل دون ادراك غايته ومقصوده - 00:11:58
رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار في ايام التشريق في اليوم الحادي عشر وفي اليوم الثاني عشر وفي اليوم الثالث عشر وقيل في سبب الرمي ما رواه البيهقي باسناده - 00:12:18
عن عبد الله ابن عباس ان ابراهيم عليه السلام عرض له الشيطان عند الجمرة الصغرى فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض ساخ يعني دخل في الارض ثم عرض له - 00:12:34
عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض اي دخل فيها ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الارض ولذلك قال ابن عباس في اثر عام - 00:12:53
في بيان علة الرمي قال الشيطان ترجمون وملة ابيكم تتبعون الشيطان ترجمون اي هذا هو اصل المشروعية اصل المشروعية في رمي الجمار هو رمي الشيطان طبعا ما يتصوره البعض من ان الشيطان مربوط وانه يرمى - 00:13:14
وقد يخاطب الشيطان في رميه هذا كله لا اصل له بمعنى ان الشيطان يجلب ابن ادم مجرى الدم انما نحن نرمي هنا ترغيبا للشيطان ترغيما له عروبة لابراهيم عليه السلام ولذلك قال ترجمون الشيطان ترجموهن - 00:13:40
وملة ابيكم تتبعون اي اتباعا لملة ابراهيم عليه السلام الرمي هو لاقامة ذكر الله وتذكر ما كان من عروض الشيطان له وما فعل من رجمه حتى ليبعد عن سبيله ويخلي بينه وبين - 00:14:04
طريقه الى ربه جل في علاه جاء تلباب باب اذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة اقرأ الحديث بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم - 00:14:29
وعلى آله وصحبه ومن والاه. اللهم صلي وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا. واجعله مباركا اينما كان واجعل مجلسنا هذا مباركا يا رب العالمين. امين. قولوا امين يا اخوان. هذا يدعو لكم - 00:14:48
والان قولوا امين امين امين يارب اللهم تقبل قال الامام البخاري رحمه الله باب اذا رمى الجمعتين مستقبل القبلة ويسهل. وساق باسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما. انه كان - 00:15:08
يوم الجمعة الدنيا بسبع حصيات يكبر على اثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة فيقول - 00:15:28
طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها. ثم ينصرف فيعون هكذا ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله؟ اللهم صلي وسلم على رسول الله - 00:15:56
باب اذا رمى الجمرتين يريد بذلك جمرة الدنيا الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى اذا رمى الجمرتين يقوم اي للدعاء ويسهل ان يتنحى عن الطريق طالبا مكانا سهلا لوقوفه مستقبل القبلة اي حال كونه في وقوفه - 00:16:20
مستقبل القبلة وان مطالعتها مثل هذا الخبر الذي يقص فيه ابن عمر ما رآه من النبي صلى الله عليه وسلم في رميه بالجمار وقيامه هذا القيام الطويل على هذه الصورة - 00:16:47
من الذل والانكسار والتضرع بين يدي العزيز الغفار جل في علاه سبحانه وبحمده يعرف العبد عظيم العبودية التي كان عليها سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم فهو الذي قد حط الله عنه الخطايا - 00:17:06
وغفر له الذنوب وعلى منزلته واعطاه من خير الدنيا والاخرة ما اعطاه صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع ذلك ترى هذا الذل والاخبات والانكسار بين يدي الله عز وجل في مثل هذه المواقف - 00:17:24
هذا وقد حط الله عنه الخطايا فكيف بمن اثقلت كاهليه الذنوب والخطايا ما احوجنا وما اشد ضرورتنا ايها الاخوة ان نقف في مثل هذه المواقف التي هي من مواطن الاجابة - 00:17:42
اذلاء منكسرين لله متضرعين نشكو اليه ذنوبنا ونطلب منه العفو والستر وحسن الختام وصلاح العمل والله اننا في حاجة ماسة لا سيما واننا نرى عظيم الفتن التي تحيط بنا من كل جانب ليس منا الا والفتن - 00:18:00
ادنى اليه من شراك نعله اقرب اليه من شراك نعله اليوم الفتن محيطة بالناس من كل جانب رشدت صورها فتن الشهوات وفتن الشبهات الفتن الظاهرة والفتن الباطنة الفتن الكبرى والفتن الدقيقة - 00:18:25
فنسأل الله العفو والعافية. ما احوجنا الى ان نلجأ اليه. وهذه مواطن اللجأ اليه جل في علاه هذه من المواطن التي اذا شهدها الانسان ينبغي الا الا يفوتها بل يزرع فيها الى الله صادقا - 00:18:47
لعلها تقع موقع قبول من الكريم المنان فيعطيك ما سألته من صلاح العمل واستقامة الحال ومغفرة الزلل حسن المنقلب والمآل والله تعالى امرنا باستغفاره في هذه المواقف العظيمة فاحوج ما نكون - 00:19:05
اليه في مثل هذه المواقف ان نسأل الله تعالى المغفرة ان نسأله جل وعلا التجاوز عن الخطايا ولا تقل انا ما عندي شي والله يا اخوان ما منا الا وعنده من الذنوب - 00:19:27
فلو عوقب عليها لاستحق النار اعمالنا الصالحة مهما كانت لا توجب لنا الجنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته هذا في جانب - 00:19:43
العمل الصالح يقصر عن استحقاق الجنة. لان حق الله اعظم وما قدروا الله حق قدره. جل في علاه فكيف ونحن مع هذا التقصير في ان نبلغ حق الله عز وجل - 00:20:01
اضفناه الى ذلك قصورا بتقصيرا تقصيرا مخالفة امره مجانبة لما امرنا به وانتهاكا لما منعنا منه ففرصة ايها الاخوة وقد من الله علينا بشهود هذه المواقف المباركة ان نلح في الدعاء - 00:20:20
ان نكثر من قول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فانه الدعاء الذي ذكره الله تعالى ليه اولياءه في مناسكهم واعمال طاعتهم وحجهم تنقلاتهم في هذه المنازل المباركة - 00:20:45
ساق المصنف باسناده وقد تقدم الحديث على اول هذا الحديث في وصف سالم ابن عبد الله ابن عمر لما كان يفعله ابوه وهذا الفعل منه رضي الله تعالى عنه ليس قصرا - 00:21:09
ليس ليس المراد به الخبر عن ما كان يفعله انما الخبر عما كان يفعله مما يأثره وينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان في وصفه لفعل عمر ان لفعل ابن عمر انه كان يرمي الجمرة الدنيا الجمرة الدنيا الاولى الصغرى وسمي الدنيا تقدم ليش - 00:21:25
سميت دنيا لانها اقرب الجمار الى موضع نزول النبي صلى الله عليه وسلم عند مسجد الخيف فهي الاولى لمن جاء من جهة مسجد الخيف بسبع حصيات وتقدم الكلام على هذا يكبر على اثر كل حصاة - 00:21:45
الله اكبر الله اكبر على اثر يعني عقد كل حصاد وقد ذكرنا فيما تقدم الجمع بينه وبين ما جاء في ما تقدم في الصحيح من انه كان يكبر مع كل - 00:22:05
حصاة وان المعية هي مطلق المصاحبة ولا تقتضي المقارنة من كل وجه زمانا بل قد تتقدم قليلا او تتأخر قليلا فكله يتحقق به المعية قال ثم يتقدم حتى يسهل بعد رميه الجمرة بسبع حصيات يتقدم حتى يسهل اي حتى يجد مكانا سهلا - 00:22:23
يدخل في السهل فيقف فيه صلى الله عليه وسلم فيقوم مستقبل القبلة اي متوجها الى القبلة وهي الكعبة واستقبالها من خير المجالس كما جاء عن ابن عباس عند البيهقي وغيره - 00:22:49
سيد المجالس ما استقبل به البيت وهذا على وجه العموم وفي الدعاء على وجه الخصوص فان النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بدعائه البيت. فاستقبل القبلة بدعائه لانه من اداب الدعاء ومن اسباب الاجابة - 00:23:06
فهو تعظيم لما عظمه الله وقد عظم الله هذه الجهة وهي استقبال القبلة لماذا؟ عظمها جل وعلا لماذا يستقبلها الداعي تعظيما لما عظمه الله عز وجل قال تقوم طويلا وقد تقدم قدر ذلك فيما رواه البيهقي وابن ابي شيبة في مصنفه من انه بقدر ايش - 00:23:25
القيام بقدر سورة البقرة قيامه صلى الله عليه وسلم كان بقدر سورة البقرة. قال ويدعو اي هذا القيام للذكر والتحميد والتكبير والتهليل والدعاء والدعاء يشمل كل هذه المعاني وخير ما يدعى به ما ذكرت من قوله جل وعلا في تقسيم الناس قال ومن فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله - 00:23:50
اخرتي من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب و قوله ويرفع يديه اي من مواطن من اداب الدعاء في هذا الموطن رفع اليدين - 00:24:20
رفع اليدين لان هذا موقف ذل ورفع اليدين اظهار الذل كانك تستطعمه بل انت تستطعمه جل في علاه ان يعطيك كما يشحذ الانسان عندما يطلب من الناس يمد يديه فانت تمدها الى الله - 00:24:43
الحي الكريم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حي كريم ان الله لا يستحي ان يمد العبد اليه يديه ثم يردهما طائبتين صفرا خائبتين الله حي يا اخوان كريم - 00:25:02
جمع هذين الوصفين انت الان لو تسألت رجلا حييا كريما ما ردك فكيف وانت تسأل الحي الكريم المنان ذو الفضل والاحسان الذي بيده ملكوت كل شيء الذي قال في وصف نفسه بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحانه وبحمده - 00:25:21
لا شك ان العطاء من هذا الكريم قريب ومؤمل وما اسرع ان يحصل لمن صدق في السؤال والطلب ولهذا استحضر الانسان فقره وهو رافع يديه والله لو عندك كلها في يديك فلا غنى لك عن ان تقول يا الله يا رب - 00:25:42
افعل بكذا واعطني كذا فكل ما في يدك من متاع الدنيا اذا لم يسخره الله لك فكما لو شاء فكما لو لم يكن في يدك شيء لذلك من المهم ان يعرف الانسان مقام الذل. النبي صلى الله عليه وسلم لو سأل الله ان يجري الانهار تحت قدميه لاجراها. مع هذا يقف - 00:26:02
هذا الوقوف المنكسر هذا الوقوف الذليل بين يدي ربه جل في علاه واعلم ان رفع اليدين في الدعاء له احوال في السنة له احوال ثلاثة ما جاء فيه رفع اليدين في الدعاء فالسنة رفع اليدين - 00:26:24
في الدعاء في عند الدعاء ما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه عند الدعاء فالسنة ان ترفع فيه اليدان وذاك كدعاء الاستسقاء ولو في خطبة الجمعة - 00:26:42
وكدعائه صلى الله عليه وسلم عندما جاء الى الى اهل بقاع اهل بقيع الغرقد يدعون يزورهم دعا لهم صلى الله عليه وسلم ورفع يديه وكذلك في هذا الموطن وقوفه بين الجمرات للدعاء رفع يديه صلى الله عليه وسلم - 00:26:56
هذا ادب من اداب الدعاء فاذا جاء فعله من النبي صلى الله عليه وسلم كان سنة بالتنصيص فيسن ان يرفع يديه عند استسقاء الخطيب ويسن ان يرفع يديه عند الوقوف بين الجمرات - 00:27:15
وعند الدعاء للاموات في المقابر وهكذا في سائر المواطن التي جاء فيها انه صلى الله عليه وسلم رفع يديه للدعاء ومثله ايضا قنوت النوازل فانه رفع يديه ورفع اصحابه ايديهم خلفه صلى الله عليه وسلم - 00:27:39
النوع الثاني ما ورد انه دعا ولم يرفع يديه في الدعاء. مثال ذلك الدعاء في السجود ما فيه رفع يدين بل المأمور به ان ان تسجد على سبعة اعظم فلا ترفع يديك في الدعاء وانت ساجد - 00:28:00
الدعاء في ادبار الصلوات قبل السلام اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك هذه ادعية - 00:28:19
دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم نقل انه لم يرفع يديه فالسنة ان لا ترفع يديك بهذا الدعاء هذا النوع الثاني من انواع رفع اليدين في الدعاء. النوع الثالث - 00:28:35
ما لم يرد فيه انه رفع ولا انه لم يرفع ما لم يرد في انه رفع ولم يرد انه لم يرفع وبهذا رفع اليدين ادب عام في الدعاء ان شئت فارفع - 00:28:47
مراعاة للادب العام وهذا جيد وحسن وان شئت الا ترفع فلك ذلك مثال ذلك الدعاء العارض الدعاء العارظ لما يقول لك واحد مثلا يعني كلاما فيه دعاء او يقول لك مثلا ادعو لي بكذا - 00:29:03
فتدعو له يقول ادع لي بصلاح الحال. فتقول اللهم اصلح حاله تمام هنا يسلم ان ترفع هنا من الادب العام ان ترفع يديك في الدعاء في الدعاء العارض وقد جاء ذلك - 00:29:25
فيما رواه ابو هريرة ان النبي صلى الله انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ادعو الله على دوس فانهم ابوا ان يسلموا ابو هريرة طلب من النبي صلى الله عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو على دوس وهم قومه لانهم ابوا الاسلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا - 00:29:41
واتي بهم اللهم اهد دوسا وات بهم. اللهم اهد دوسا واتي بهم. رفع يديه كما في صحيح الامام مسلم المقصود ان هذه احوال الدعاء وهذا الموطن من مواطن رفع اليدين - 00:30:02
بالدعاء قال ثم يرمي الوسطى يعني يوم الجمرة الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال يعني جهة شماله. طبعا اليوم خذ ذات الشمال وذات اليمين الامر في هذا واسع. لان النبي انما اخذ ذات الشمال - 00:30:22
لانه كان موقفا اسهل لوقوفه لانه بعيد عن طريق الحجيج فلا يعيق السائرين فاذا كان الايسر اليمين او الايسر الشمال فقف حيث تيسر لك مما لا اعاقة فيه لسير الحجيج - 00:30:40
قال ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا اي يقوم ايضا يكرر هذا القيام عباد الجمرة الوسطى بذكر الله تعالى ودعاءه والتضرع بين يديه جل في علاه سبحانه وبحمده وهذا هذا القيام قدر بنحو القيام السابق. اي بقريب من سورة البقرة - 00:31:01
قال ثم يرمي جمرة ذات العقبة وهي الجمرة الاخيرة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف ابن عمر من رمي الجمار فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله - 00:31:30
نعم هذا ما يتعلق بهذا الباب تتمة ما تقدم في الدرس السابق - 00:31:46