الأربعون النووية

الدرس(39) من الأربعين النووية الحديث 23 .

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث ابي مالك الاشعري رضي الله عنه - 00:00:00ضَ

والقرآن حجة لك او عليك هذا عطف على ما تقدم من الجمل التي فيها بيان نبوي لفضائل جملة من الاعمال بعد الفراغ من ذلك وقد تقدم ذكر الانوار في قوله - 00:00:15ضَ

والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء قال والقرآن حجة لك وجاء بذكر القرآن بعد ذلك لانه منبع كل نور وهداية القرآن اصل الانوار التي تضيء القلوب فلم يطرق العالم كتاب - 00:00:34ضَ

اشرقت به القلوب بعد ظلماتها واستنارت به سبل الهداية بعد انطماسها كما جاء في القرآن العظيم وقد وصفه الله تعالى بالنور في مواضع عديدة منها مضى الله نور السماوات القرآن وصف القرآن بالنور - 00:01:02ضَ

وانزلنا اليك نورا مبينا فوصف الله تعالى القرآن بانه نور وانه مبين موضح مظهر فبعد ان ذكر الانوار الثلاثة المتقدمة الصلاة التي في الصلاة وفي الصدقة وفي الصبر ذكر اعظم الانوار - 00:01:25ضَ

ومنبع الانوار وهو القرآن العظيم. فقال والقرآن حجة لك او عليك. والقرآن مصدر والمراد به كلام الله عز وجل وسمي هذا الكتاب بالقرآن لانه جمع كلام الله عز وجل. وعلى هذا يكون القرآن اسم مفعول - 00:01:47ضَ

لانه مقروء وقد جاء وهو مجموع من ان يظيع او ان يزاد فيه او ينقص ويمكن ان يقال القرآن هنا اسم فاعل حيث ان القرآن جامع لكلام الله عز وجل - 00:02:13ضَ

فيصلح ان يكون بمعنى اسم الفاء في ان يكون اسم فاعل بمعنى جامع واسم مفعول بمعنى مجموع ومقروء وقوله صلى الله عليه وسلم حجة لك او عليك هو بيان احوال الناس مع القرآن - 00:02:37ضَ

وانها حالان اما ان يكون القرآن حجة لك اي برهانا ودليلا على ايمانك وصدقك واما ان يكون حجة عليك بان يكون شاهدا عليك بعدم قيامك بما جاء به واعراضك عن هداياته - 00:02:56ضَ

فحجة لك اي انه يخاصم عنك والقرآن يأتي شفيعا لاصحابه يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يخاصم عنهم ويدافع وهذا في حق من اخذه بحق سواء حفظه او لم يحفظه - 00:03:21ضَ

حفظه غيبا او لم يحفظه فالمقصود بالحجة لك اي انه يدافع عنك لقيامك به وقبولك اخباره وقبولك لاخباره وعملك باحكامه وتعظيمك له وحجة عليك اذا كنت معرضا عنه مكذبا لاخباره - 00:03:42ضَ

معرضا عن احكامه ولذلك جاء في ما رواه ابن ابي شيبة في مصنفه من من كلام ابن مسعود رضي الله عنه ويرفعه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان القرآن شافع مشفع - 00:04:05ضَ

وماحل مصدق وقوله ما حل مصدق اي خصيم لا يكذب بل يصدق فيما يقوله وفيما يبينه من احوال الناس ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر مصدر الانوار واحوال الناس فيه قال كل الناس يغدوا - 00:04:21ضَ

فبائع نفسه فمعتقها او موبقها كل الناس اي كل انسان ذكر او انثى ممن جرى عليه قلم التكليف يغدو ان يخرجوا صباحا وهذا مثال هذا الختم مثال تصويري لاحوال الناس في الدنيا دخولا وخروجا - 00:04:51ضَ

فاحوال الناس في الدنيا لا تخلو من هاتين الحالين من هاتين الحالين اما ان يعتق نفسه واما ان يوبقها وغدوهم هو خروجهم وخروجهم هذا التصوير لبيان احوال الناس في الدنيا - 00:05:22ضَ

وتقريب تمثيل لاحوال الناس في الدنيا الناس يريدون هذه الدنيا يعيشون فيها ويغدون ويخرجون منها على واحد من حالين اما معتق واما موبق مهلك يقول كل الناس يغدوا يغدوا ان يخرجوا في الصباح - 00:05:40ضَ

وهذا في الحال في حال الناس المعتادة انهم يخرجون صباحا لطلب الارزاق والسعي في مناكب الارض ثم يتفقون ايضا في البيع فبائع نفسه فالجميع يبيع والبيع هو المبادلة والمعنى ها هنا صرف النفس - 00:05:58ضَ

واستعمالها في عوض ما يتوخاه ويتوجه نحوه فبيع النفس هنا تقديمها لمن يأخذها وقد بين الله تعالى بيع النفس في كتابه فقال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة - 00:06:14ضَ

موضوع البيع هو النفس وهي اثمن ما يملك الانسان لانه ليس له الا نفس واحدة ليس للانسان الا نفس واحدة فينبغي له ان يحرص على تحري بيعها اباعوا نفسه فمعتقها - 00:06:46ضَ

اي رابح من هذا البيع الاعتاق هو فكها من السوء والشر فكها من العذاب وهذا ما بينه الله تعالى في اية شراء نفوس المؤمنين في قوله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم - 00:07:08ضَ

مقابل بان لهم الجنة البهونة للثمانية اي ثمن هذا الشراء الجنة نسأل الله ان نكون ممن فاز بها فالبيع هو فالبيع للنفس والبايع هو الانسان والمشتري هو رب الارض والسماء سبحانه وبحمده - 00:07:31ضَ

والثمن هو الجنة وهذا البيع الرابح وهذا لا يقتصر على هذه السورة التي ذكرها الله عز وجل بهذه الاية بالقتال في سبيل الله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بانها لهم الجنة - 00:07:55ضَ

يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون هذا اظهر ما يكون من صور البيع لكن ما دون ذلك من صور البيع ايضا قائمة فمن يبيع نفسه لله عز وجل بالتزام امره وشرعه - 00:08:13ضَ

والقيام شريعته والذب عن سنة نبيه والمجاهدة بما يستطيع وجاهدت نفسه وهواه وشياطين الانس والجن من المنافقين والكافرين كل ذلك هو نوع من البيع لكن ذكر الله تعالى هذه الصورة لانها الصورة الثقيلة على النفوس - 00:08:30ضَ

فان تقديم النفس للمهالك تقصر عنه نفوس كثيرين فاحتاج الناس الى تحفيزهم وبيان عظيم ما يلقونه بهذا البيع اذا اقتضاه مقتض ودعا اليه داع ثم قال صلى الله عليه وسلم او موبقها - 00:08:56ضَ

وهذا الصنف الثاني من الناس وهم الذين يبيعون انفسهم وتكون نتيجة بيعهم هلاك ايباق هو الهلاك والخسارة وذلك ببيعها للشيطان فانه من باع نفسه للشيطان خسر وطبعا هذا هاتان الصورتان متقابلتان - 00:09:16ضَ

لكن في كل لحظة وفي كل نفس الانسان اما ان يبيع نفسه الى الله فيعتقها واما ان يبيعها للهوى الشيطان فيبيقها والعبرة بالمحصلة النهائية للبيع هل انت بعت نفسك لله او بعت نفسك للهوى والشيطان - 00:09:48ضَ

ولذلك قال الله تعالى على ما اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ومعلوم ان من يعبد الشيطان يعبده بطاعته وليس بان يتوجه اليه بصلاته وبزكاته وبصوم او بحج - 00:10:10ضَ

انما بطاعته فيما يأمره وينهاه ويزينه له وبهذا يكون قد تم ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بيان وهدى وفي الحديث جملة من الفوائد هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد الحديث - 00:10:28ضَ

الحديث نستذكره لو تقرأه لو تقرأ الحديث حتى نستذكرها ما فيه بسم الله الرحمن الرحيم عن ابي ما لك الحارث بن عاص الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:50ضَ

الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان سبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم - 00:11:05ضَ

طيب في هذا الحديث جملة من الفوائد فيه من الفوائد فضيلة الطهور فضيلة الطهور وانه بهذه المنزلة من الشريعة انه شطر الايمان وتقدم بيان معاني قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان بما لا يحتاج الى اعادته - 00:11:27ضَ

في قوله صلى الله عليه وسلم شطر الايمان ان الايمان يتجزأ كما قال صلى الله عليه وسلم يشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم الامام بضع وسبعون شعبة فهو اجزاء وشعب وخصال - 00:11:51ضَ

وهذه الشعب والخصال متفاضلة كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم على ها قول لا اله الا الله في حديث ابي هريرة وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وفي الحديث من الفوائد - 00:12:11ضَ

فضيلة حمد الله عز وجل فضيلة قول الحمدلله فانها في الفضل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من انها تملأ الميزان على سعته وعظيم قدره الا ان ثواب قولك الحمدلله - 00:12:26ضَ

يملأ الميزان يملؤه سعة وثقلا فلا زيادة عليه فقوله تملأ الميزان سعة وثقلا وفيه اثبات الميزان وانه حقيقي وفيه ان الاعمال تتجسد اعيانا يوم القيامة كما دل على ذلك جملة من الاحاديث - 00:12:48ضَ

وفي من الفوائد ان الاعمال توزن يوم القيامة كما دل عليه هذا الحديث وكما جاء في قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - 00:13:27ضَ

وفيه فظيلة قول سبحان الله والحمد لله فانها تملأ او تملآن ما بين السماء والارض حجما وهذا بيان فظيلة هاتين الكلمتين من حيث الحجم فثوابها من حيث الحجم يملأ ما بين السماء والارض - 00:13:51ضَ

وفيها ان التسبيح يقترن بالحمد ومن كماله اقترانه بالحمد وفيها ان قول الحمد لله اعظم ثوابا واجرا من قول سبحان الله لان التسبيح مظمن في الحمد ولهذا جاء في بعض الاحاديث كما تقدم - 00:14:20ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وسبحان الله نصف الميزان وسبحان الله نصف الميزان والجامع بين هذه الكلمات انها من احب الكلام الى الله تعالى كما جاء في حديث سمرة بن جندب - 00:14:41ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فما اطيب ان يكون لسانك رطبا بهذه الكلمات - 00:15:00ضَ

قائما وقاعدا وعلى جنب فان احب الكلام الى الله واذا اشتغل المؤمن بما يحبه الله كلاما اشغله بما يحب عملا واعطاه ما يحب ثوابا واجرا وهذا فضل عظيم يعني ان تشتغل بالذكر يوفقك الى اشتغالك بذكر احب الكلام يوفقك وييسر لك احب الاعمال - 00:15:12ضَ

واذا وفقت الى القول والعمل الحسن وفقك الله الى الثواب العظيم. ذلك كل مجموع في قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا طاب القول يصلح لكم اعمالكم. ثواب - 00:15:38ضَ

ويغفر لكم ذنوبكم ثم قال ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فانت اقرنها في ذهنك وشدة من عزمك للقول الطيب الذي سيثمر عملا صالحا وسيبلغك ما تامل مما - 00:15:54ضَ

يكون من الاجر عند الله عز وجل ولهذا من مبادئ الصلاح ان يشتغل الانسان باصلاح لسانه وقل ان يشتغل الانسان بصلاح لسانه ويفسد عمله. لكن من افسد قوله لابد ان يقع الخلل في عمله - 00:16:13ضَ

لابد ان ان يقع الخلل في عمله قل من يكون لسانه مثل ما يقولون فالت لا يحفظه ويكون عمله مستقيما بل لا بد ان يكون في العمل قصور بقدر ما في اللسان من قصور - 00:16:32ضَ

طيب من فوائد الحديث ايضا عظم اجر الصلاة حيث ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الاعمال بعد ذكره جل في علاه وهي من ذكر الله حيث قال والصلاة نور - 00:16:48ضَ

والنور المذكور في الصلاة كما تقدم نور في الدنيا معنوي وهو في الاخرة حسي ينقلب الى نور محسوس وقد يكون في الدنيا نورا حسيا بما يلقيه الله تعالى في وجه المصلي من - 00:17:08ضَ

النور الظياء لكن الاصل في نور الصلاة انه نور حسي يميز نور انه نور معنوي يميز به بين الحق والباطل وتقدم الكلام على هذا وقوله والصدقة برهان اي دليل دليل ساطع - 00:17:28ضَ

دليل مضيء فالبرهان كما تقدم انه نور بس الصدقة تدل على صدق الايمان ولذلك سميت صدقة لانها تصدق ايمانا صاحبها وقوله نور وبرهان يجمع يجمعهما انهما نور وفيها ان الاعمال الصالحة انوار - 00:17:50ضَ

ولكنها تتفاوت فيما فيها من النور والصبر ضياء في فضيلة الصبر وانه نور وان الم صاحبه فالظياء نور فيه حرارة والصبر لابد فيه من مكابدة ومشقة ومعاناة صبر على طاعة الله من يصبر لاداء الواجب - 00:18:15ضَ

لابد ان يعاني نجي للمسجد لابد ان ان نبذل جهدا للمجيء للمسجد نقوم لصلاة الفجر لا بد ان نبذل جهدا لذلك نصبر على اذى الناس لابد ان ان ان ان نبذل جهدا لذلك - 00:18:39ضَ

فكل طاعة انما تكون بالصبر وكل معصية انما تكون بالصبر واذا قدر على الانسان ما يكره لا ينجو من شره وضره الا بالصبر ولذلك كان ضياء لما فيه من النور الذي يناله صاحبه مع الالم المصاحب له - 00:18:56ضَ

وفيه من الفوائد ان العبادات والطاعات جميعها انوار وان كانت مختلفة في درجة النور لكنها جميعها انوار فالصدقة نور والصدقة نور الصبر نور وفيه ان اعظم الانوار القرآن لانه جعله حجة - 00:19:14ضَ

للانسان في الاعمال السابقة قال الصبر الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء ولم يظيفها الى الانسان لكن القرآن قال حجة لك او عليك فهو اعظم ما ينال به الانسان الخير ويدرك به البر - 00:19:41ضَ

ثم قال وفيه من الفوائد انقسام احوال الناس في القرآن الى من يكون حجة له ومن يكون حجة عليه وفي ايه؟ انه جميع الناس على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ينتهي مآلهم الى احد - 00:20:01ضَ

امرين اما الربح واما الخسارة الربح لمن اعتق نفسه والخسار لمن اوبقها والربح والخسار مبني على ما يضع الانسان نفسه فيه لذلك قال فبائع اظاف العمل الى الانسان هو الذي يبيع هو الذي يقدم فما تقدمه لنفسك - 00:20:23ضَ

هو ما ينتهي اليه مصيرك فان قدمت لها خيرا اعتقتها وربحت وان قدمت لها شرا اوبقتها وخسرت هذا جملة ما في هذا الحديث من فوائد وفيه فيه فوائد اخرى اسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم الفقه في الدين والعمل بالتنزيل - 00:20:44ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:08ضَ