فقال في اولها اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبتا وكنتم ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب - 00:00:00
والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم. ثلة من الاولين وقليل من الاخرين. فهذا بهذه الاية يتم عند قوله اولئك المقربون. لانه يتم تقسيم الناس في القيام. القسم الاول اصحاب الميمنة وهم اصحاب اليمين المقتصدون - 00:00:30
والقسم الثاني اصحاب المشأمة وهم الكفار والمشركون والمنافقون والقسم الثالث السابقون السابقون وهم السابق بالخيرات. والفارق بين اصحاب الميمنة وبين السابقين المقربين ان المقتصدين هم الذين قاموا بالواجبات. وانكفوا عن المحرمات. واما - 00:01:00
السابقون فهم الذين زادوا على ذلك التقرب الى الله عز وجل بنوافل الطاعات هذا الفارق بين هذين الصنفين من الناس من اولياء الله عز وجل. نعم فهذا تقسيم الناس؟ فهذا تقسيم الناس اذا قامت - 00:01:30
القيامة الكبرى التي يجمع الله فيها الاولين والاخرين. كما وصف الله سبحانه ذلك في كتابه في غير موضع ثم قال تعالى في اخر السورة فلولا اي فهلا اذا بلغت الحكومة وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون - 00:01:50
فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين. فاما ان كان من المقربين فروحوا وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتسلية جحيم - 00:02:20
ان هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم. القسم الثاني او هذا الذكر الثاني في اقسام الناس وهو اقسامهم عند الموت. وهي القيامة الصغرى. فقوله تعالى هنا اذا بلغت الحلقوم اي بلغت الروح الحلقوم. وذلك عند الاحتضار وعند تهيئها للخروج - 00:02:50
وانتم حينئذ تنظرون اي من كان عند الميت ممن حضر ونحن اقرب اليه من منكم ولكن لا تبصرون القرب هنا قرب الملائكة. الذين ينزعون ارواح الموتى. فهم اقرب اليه اي الى الميت - 00:03:20
منا اذا حضرنا المحتظر ولكننا لا نبصرهم ولذلك قال ولكن لا تبصرون. ثم قال فلولا ان كنتم غير مدينين اي غير محاسبين ومجزيين على اعمالكم ترجعونها ان كنتم صادقين. اي ترجعون الروح وتمنعونها من - 00:03:40
ان كنتم صادقين وهذا ليس في مقدور احد. وليس ممكنا لاحد ثم ذكر اقسام الناس في هذه الساعة وهي القيامة الصغرى فاما ان كان من المقربين وهذا يقابل قوله تعالى في الاخرة السابقون السابقون اولئك المقربون. فروح وريحان وجنة - 00:04:00
نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين وهذا في يقابل قوله اصحاب الميمنة فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين وهذا يقابل قوله تعالى واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة. نعم. لكن الذي نريد ان نخلص اليه ان - 00:04:20
التقسيم هنا تقسيم عام او خاص عام لجميع الناس. وليس لاولياء الله عز وجل. بل هو تقسيم عام لجميع الناس وان كان قد فصل في اولياء الله عز وجل فذكرهم على مرتبتين. ذكر - 00:04:40
ابي يمين وذكر المقربين. نسأل الله ان اكون منهم. نعم. وقال تعالى في سورة الانسان هديناه السبيل ان ما شاكرا واما كفورا. انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا خيرا ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباده - 00:05:00
الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. انما نطعمكم لوجه لله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريا - 00:05:30
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا وجنة وحريرا. الآيات وهذه السورة ذكر الله فيها قسمين الناس. الشاكر والكافر هو المؤمن والكافر هو من ابى الايمان بالله عز وجل. ثم ذكر جل وعلا ما اعده للفريقين فقال - 00:06:00
انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا. ثم بعد ذلك فصل جل وعلا في ثواب الشاكرين وخاصة منهم صنفا وهم الابرار. فقال ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كفورا. فذكر ثوابه - 00:06:30
عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. ثم ذكر عملهم بعد ذكر الجزاء فقال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا كل هذا ذكر لاعمالهم التي استحقوا واستوجبوا بها هذا الجزاء العظيم. ثم بعد - 00:06:50
ان فرغ من ذكر العمل عاد الى ذكر الجزاء لبيان انه جزاء عظيم فقال فوقاهم الله شر ذلك اليوم. اللهم انا نسألك وذلك اليوم فيه شر عظيم وهو ما فيه من الاهوال وما فيه من العذاب نعوذ بالله من عذابه وسخطه. فوقاهم - 00:07:10
الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا وذكرت الايات ما اعده الله عز وجل للابرار من النعيم نسأل الله من فضله. نعم وكذلك ذكر في سورة المطففين فقال كلا ان كتاب الفجار لفي سجين وما - 00:07:30
كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به الا كل معتد اثيم. اذا تتلى عليه اياتنا. قال اساطير الاولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. كلا انهم عن ربهم يومئذ - 00:07:56
ان لمحجوبون ثم انهم لصالح الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. كلا ان كتاب الابرار لفي عليين. وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون. ان الابرار لفي نعيم على الارض - 00:08:26
ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم ختام وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسليم عينا يشرأ بها المقربون. هذه الايات كالتي قبلها ذكرت صنفي الناس على وجه التفصيل الفجار - 00:08:52
وهم الكفار ومن الحق بهم من المنافقين. اهل الايمان وذكر صنفا منهم وهم الابرار في قوله تعالى كلا ان كتاب الابرار لفعليين. وما ذكره من جزائهم وما اعده لهم. نسأل الله من فضله. ثم قال وعن ابن عباس - 00:09:22
رضي الله عنهما وغيره من السلف قالوا يمزج لاصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقرب صرفا عفا الله عنك وهو كما قالوا فانه تعالى قال يشرب بها ولم يقل ليشربوا منها لانه ضمن قوله يشرب معنا يروى. فان الشارب قد يشرب ولا يروى - 00:09:42
فاذا قيل يشربون منها لم يدل على الري. فاذا قيل يشربون بها كان المعنى يروون بها فالمقربون يرمون بها فلا يحتاجون معها الى ما دونها. فلهذا يشربون منها صرفا بخلاف اصحاب اليمين فانها مزجت لهم مزجا. وهو كما قال تعالى في - 00:10:12
سورة الانسان كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ما اشار اليه رحمه الله في قوله تعالى يشرب بها المقربون هذا يسميه علماء اللغة التظمين وهو ان - 00:10:42
رد الفعل المتعدي بغير ما اعتاد ان يعد به. افى العادة يشرب ان تعذب منه. فيقال يشرب منها. فلما جاء في قوله تعالى يشرب بها المقربون. قال بعض العلماء ان البه هنا بمعنى - 00:11:02
منه وهو من تبادل الحروف فحروف الجر يخلف بعضها بعضا ويحل بعضها محل بعض وقال اخرون الاصل عدم تبادل الحروف وعدم اقامة حرف مقام اخر وانما هذا من باب التظمين. وهو ان يعد الفعل باداة مخالفة للعادة. لمعنى - 00:11:24
او باداة فعل اخر ليظمن معناه. فهنا يشرب بها المقربون العادة. يشرب منها فلما اتى بها ظمن الفعل معنى ضمن الفعل معنى يروى. اي يروى بها اي بسببها. المقربون. وهذا مر عليكم في قواعد - 00:11:53
التفسير في قواعد شيخ الاسلام رحمه الله ويذكره علماء البلاغة واللغة وهو معروف ويسمى بايش؟ التظمين. نعم الله هم المقربون المذكورون في تلك السورة. وهذا لان الجزاء من جنس العمل في الخير - 00:12:18
الشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن هلأ فيه انتقال من الكلام على اقسام الناس الى الكلام على تعليم اختلاف الناس في الاجر. لماذا فاوت الله جل وعلا في الاجر بين المقربين - 00:12:38
وبين السابقين مع ان كلا منهما محسن. الجواب ان الجزاء من جنس العمل. وكذلك الكفار في عقوباتهم على حسب ما معهم من كفر. فان الجزاء من جنس العمل والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا. فقوله - 00:12:58
لان الجزاء من جنس العمل صلته بما تقدم انه تعليل للتفاوت في الاجر بين الناس حتى وان اتفقوا في الوصف العام. فالله جل وعلا فاوت بين المؤمنين. في الاجر على حسب ما معهم من الايمان - 00:13:18
نعم وهذا لان الجزاء. وهذا لان الجزاء من جنس العمل في الخير والشر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم - 00:13:38
القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريق - 00:13:58
يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسب - 00:14:18
رواه مسلم في صحيحه. وقال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. قال الترمذي حديث صحيح. وفي الحديث الاخر في الصحيح الذي في السنن يقول الله تعالى انا الرحمن. خلقت الرحمة وشققت لها أسماء من اسمي - 00:14:48
فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتاته. وقال ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله ومثل هذا كثير. نعم كل هذا استدلال للقاعدة ان الجزاء من العمل في الخير والشر. هل فيه دليل جمع بين الامرين الخير والشر؟ الجزاء من جنس العمل الخير والشر - 00:15:18
الحديث الاول كله في الخير من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة الى اخره كله في بجنس العمل الخيري. طيب والشر؟ نعم. اخر الحديث ومن بطأ به عمله لم يسرع به - 00:15:48
نسبه وايضا في حديث الراحمون يرحمهم الله في آآ الرواية او في الحديث الاخر عن الرحمن خلقت الرحمة وشقت لها اسما باسمي فمن وصلها وصلته ومن قطع ومن قطعها بتته. هذا جمع فيه الجزاء من - 00:16:08
من جنس العمل في الخير والشر في الخير في قوله من وصلها وصلته وفي الشر في قوله ومن قطعها اقتتته. نعم واولياء الله تعالى على نوعين مقربون واصحاب يمين كما تقدم. وقد ذكر - 00:16:28
هذا من استطرادات الشيخ رحمه الله في كثير من مؤلفاته انه يبدأ بمسألة اول الفصل كان الكلام عن اي شيء عن ان اولياء الله طبقتين كما قال واولياء الله على طبقتين سابقون مقربون واصحاب يمين مقتصدون ذكرهم الله في عدة - 00:16:48
من كتاب العزيز ثم استطردت في ذكر المواضع واستطرد فيما هو من لوازم ذلك الاستقرار ثم عاد الان في بيان من هم اولياء الله؟ وهذا هو المقصود بالفصل. وانبه اخواننا الذين يطالعون كتب شيخ الاسلام الى الاهتمام بالمقصود - 00:17:08
من القراءة لان او من المطالعة لان الشيخ رحمه الله لغزارة علمه وكثرة نفعه وحرصه على نفع المطالع يستطرد كثيرا. فينبغي للمطالع ان يجمل الكلام وان يعرف ما هو من صلب الكلام وما هو من استظرابه حتى يميز بين كلام الشيخ رحمه الله. وكثيرا ما - 00:17:30
الشيخ مسائل قد يذكرها على وجه الاستطراد لا يحررها. وقد لا تكون هذه الاقوال التي ذكرها في هذه المسائل هي رأيه الذي اختاره بل بعض الاحيان يذكر وفي المسألة قولين ويقدم قول او يظهر منه الميل الى قول ثم اذا وجدته محررا وجدت انه قد نصر قولا اخر - 00:18:00
فينبغي التنبه الى هذا المهم ان القارئ في كلام شيخ الاسلام رحمه الله يحتاج الى ان يعرف ان الشيخ رحمه الله كثير الاستطراد والتنبه لهذا يفيده في تحصيل غرظه وجمع مقصوده من كلامه رحمه الله. ثم عاد الان قالوا اولياء الله تعالى في على نوعين هذا هو المقصود - 00:18:23
من الفصل واولياء الله تعالى على نوعين مقربون واصحاب يمين كما تقدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عمل القسمين في حديث الاولياء فقال يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظته عليه - 00:18:43
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. فالابرا اصحاب اليمين هم المتقربون اليه بالفرائض يفعلون ما اوجب الله عليهم ويتركون ما - 00:19:13
كرم الله عليهم ولا يكلفون انفسهم بالمندوبات ولا الكف عن فضول المباحات. واما سابقون المقربون فتقربوا اليه بالنوافل بعد الفرائض. ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات. فلما تقربوا اليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوب - 00:19:43
احبهم الرب حبا تاما. كما قال تعالى ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. يعني الحب المطلق. كقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اي انعم عليهم الانعام - 00:20:13
حتى اي انعم عليهم الانعام المطلق التام المذكور في قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اولئك رفيقا. قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. قال رحمه الله يعني الحب المطلق - 00:20:43
لان اصل الحب ثابت باي شيء. اصل الحب ثابت بالتقرب اليه بما افترظه. فانه تثبت له المحبة لانه قد حقق شرطها وهو الاتباع. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:21:13
فقوله حتى احبه تعليق المحبة على هذا الوصف وهو العمل المذكور في قوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل فهم منها ان المحبة الثابتة هنا محبة زائدة على المحبة الثابتة بالايمان - 00:21:33
والتقرب الى الله عز وجل بالواجبات وترك المحرمات لان المحبة ثابتة والولاية ثابتة. الحديث ذكر قسمين. القسم الاول قوله في قوله صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضته عليه. هذا القسم الاول هذا استوجب المحبة او لم يستوجبها - 00:21:53
استوجبها واستحقها لكن هذه المحبة دون المحبة للفريق الثاني الذي قال فيه سبحانه وتعالى في الحديث الالهي وما تقرب الي عبدي نعم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته نعم حتى احبه. فالمحبة الثابتة هنا محبة زائدة - 00:22:19
على محبة الصنف الاول. فليتنبه الى ذلك. وقد نبه اليه الشيخ رحمه الله. فمعنى الحب المطلق اي الحب الكامل ونظر لهذا بقوله تعالى اي مثله وشبهه وقاسى عليه وقاسه بقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت - 00:22:42
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال اي انعم عليهم الانعام المطلق. التام. فانت تسأل الله عز وجل تمام الانعام بالهداية التي بلغها الله جل وعلا بفضله وواسع احسانه خلص اوليائه - 00:23:02
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. نعم فهؤلاء المقربون صارت المباحات في حقهم طاعات يتقربون بها الى الله عز وجل فكانت اعمالهم كلها عبادات لله فشربوا صرفا كما عملوا له صرفا - 00:23:22
كان في اعمالهم ما فعلوه لنفوسهم فلا يعاقبون عليه ولا يثابون عليه. فلم يشربوا صرفا بل مزج لهم من شراب المقربين بحسب ما مزجوه في الدنيا. ونظيرها هذا انقسام الانبياء عليهم السلام الى عبد رسول ونبي ملك. وقد خير الله سبحانه - 00:23:48
محمدا صلى الله عليه وسلم بين ان يكون عبدا رسولا وبين ان يكون نبيا ملكا ارى ان يكون عبدا رسولا فالنبي الملك مثل داوود وسليمان ونحوهما عليهم الصلاة والسلام قال الله تعالى في قصة سليمان الذي قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي - 00:24:18
لاحد من بعدي انك انت الوهاب. فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب الشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد. هذا عطاؤنا او امسك بغير حساب. قوله هذا عطاؤنا ثمن او امسك بغير حساب هذا من كلام رب الله من كلام رب - 00:24:48
العالمين سبحانه وتعالى لسليمان. فخيره الله جل وعلا بين الاعطاء والامساك بعد ان ذكر ما سخره له نعم قال اي اعطي اي اعطي من شئت واحرم من شئت لا حساب عليك فالنبي الملك - 00:25:18
ما فرض الله عليه ويترك ما حرم الله عليه ويتصرف في الولاية والمال بما يحبه تختار من غير اثم من غير اثم عليه. وهذا نظير اي قسم. من اقسام اولياء الله - 00:25:38
عز وجل المقتصد هذا نظير المقتصدين نعم. واما العبد الرسول فلا يعطي احدا الا بامر ربه ولا يعطي من من يشاء ويحرم من يشاء بل يعطي من امره ربه بإعطائه - 00:25:58
ويولي من امره ربه بتوليته فاعماله كلها عبادات لله تعالى كما في في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني والله لا اعطي احدا ولا امنع احدا انما انا قاسم اضع حيث - 00:26:18
ولهذا امرت ايش؟ امرت امر شرعي او امر قدري امر شرعي بعض الناس يفهم من هذا ان الامر امر قدري يعني بمعنى ارضوا بما قسمه الله لكم كانه يقول هذا قضاء الله وقدره هذا قضاء الله وقدره. ولا اشكال ان هذا ان هذا - 00:26:48
قضاء الله وقدره ولكنه قضاؤه وقدره الشرع ايضا. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالامر الشرعي لا بالامر التوني فقوله صلى الله عليه وسلم انما انا قاسم اي اقسم وفق ما امرني الله به شرعا - 00:27:08
اضع حيث امرت اي امر تكليف. نعم وبهذا يتم الاستدلال به على ما ذكر الشيخ رحمه الله من ان ان درجة المقربين اعلى حيث ان العبد الرسول كل فعله لله جل وعلا ليس فيه ما هو لحظ نفسه بخلاف - 00:27:26
الملك النبي بخلاف النبي الملك فان فيه ما هو لنفسه. ولذلك قال هذا عطاؤنا فمن او امسك لم يأمره بل خيره خيره. واما الرسول فانه مأمور ولذلك قال صلى الله عليه وسلم - 00:27:51
حيث امرت نعم ولهذا يضيف الله الاموال الشرعية الى الله والرسول كقوله تعالى قل الانفال لله والرسول وقوله تعالى ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول قوله تعالى واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول. ولهذا - 00:28:11
ما كان اظهر اقوال العلماء ان هذه الاموال تصرف فيما يحبه الله ورسوله بحسب اجتهاد الامر كما هو مذهب مالك وغيره من المشار اليه من الاموال الفين. نعم خمس الاخوة وخمس الغنيمة ايضا - 00:28:44
نعم ويذكر هذا رواية عن احمد وقد قيل في الخمس انه يقسم على خمسة كقول واحمد في المعروف عنه. وقيل على ثلاثة كقول ابي حنيفة رحمه الله المقصود هنا ان العبد هو افضل من النبي الملك. كما ان ابراهيم وموسى وعيسى - 00:29:09
محمدا عليهم الصلاة والسلام افضل من يوسف وداوود وسليمان عليهم السلام. كما ان السابقين افضل من الابرار اصحاب اليمين الذين ليسوا مقربين سابقين. فمن ما اوجب الله عليه وفعل من المباحات ما يحبه فهو من هؤلاء. ومن كان انما يفعل ما - 00:29:39
يحبه الله ويرضاه ويقصد ان يستعين بما ابيح له على ما امره الله فهو من اولئك طيب الان اسأل سؤال كم هم اقسام الاولياء نعم قسمة الاول مقربون والثاني اصحاب الامام مقتصدون طيب آآ الفرق بينهما المقربون من هم؟ عبدالرحمن - 00:30:09
وارتكبوا المحرمات اذا فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات وزادوا التقرب بنوافل العبادات. هؤلاء هم المقربون. طيب والمقتصدون يا محمد هم الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات واقتصروا على ذلك. طيب هذا المقصود من هذا الفصل. وايهما افضل؟ ما في اشكال المقربون لعظيم عملهم - 00:30:44
ما وعدهم الله عز وجل به من الاجر والثواب والسابقين في سورة فاطر في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل - 00:31:14
كبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا. ولباسهم فيها حرير. وقالوا الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن. ان ربنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغو - 00:31:44
طوب لكن هذه الاصناف الثلاثة في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة كما قال تعالى. ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير - 00:32:14
طيب قال المؤلف رحمه الله في هذا الفصل وقد ذكر الله تعالى اولياءه المقتصدين والسابقين في سورة فاطمة والاية تضمنت ثلاثة اصناف تضمنت الظالم لنفسه في قوله فمنهم ظالم لنفسه. والصنف الثاني ومنهم مقتصد. والصنف الثالث - 00:32:44
ومنهم سابق بالخيرات. فعلم من هذا كما تقدم ان الظالم لنفسه لا يوصف في الولاية المطلقة بل هو من جملة المؤمنين وله من قرب الله عز وجل ما معه بقدر ما معه من الطاعة لكن - 00:33:04
انه لا يوصف بالولاية المطلقة الا الصنفين. المقتصد والسابق بالخيرات. وان كان الجميع يوصفون بانهم من ورثة الانبياء. من ورثة الكتاب. قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - 00:33:24
ثم جاء بيان اصناف المصطفين وهذه الاصناف هي درجاتهم في الوراثة. فمن ظالم لنفسه ومنهم مقتصد وفي الثالث قال ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. فقوله باذن الله متعلق بالاخير. وذلك لان لا يغتر الانسان بسبقه وتقدمه في العمل - 00:33:44
صالح وليعلم ان ما معه من الصالحات انما هي باذن الله جل وعلا وتقديره. وهذا يفيد الانسان النظر الى القدر في الطاعات يفيد الانسان نفي العجب عن نفسه. فلا يعجب بما معه من عمل. فقوله باذن الله - 00:34:14
هذه فائدته اي انه ان سبقه بالخير باذن الله تعالى وليس من كسب الانسان وعمله. فلا يغتر ثم قال ذلك هو الفضل الكبير المشار اليه ايش المشار اليه الوراثة بجميع اصنافها. ذلك اي وراثة الكتاب واصطفاء الله سبحانه وتعالى للعبد بان - 00:34:34
من ورثة الكتاب فضل كبير. وهذا الفضل في اصله كبير. الا انه يتفاوت فيه الناس على درجات فمنهم المقصر ومنهم المتوسط ومنهم السابق. ثم قال تعالى جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من - 00:34:58
اساور من ذهب ولؤلؤ ولباس فيها حرير. هذه الاية فيها جزاء هؤلاء المصطفين. وسيأتي الكلام على هذه الاية في جملة ما ذكره الشيخ رحمه الله. اذا عرفنا ان الولاية تثبت لصنفين من هؤلاء وهم المقتصدون - 00:35:18
والسابقون. اما الظالم لنفسه فانه لا يوصف بالولاية. لان الولاية مرتبة عالية لا تكون الا لمن حقق التقوى واما الاصطفاء وصف الاصطفاء بوراثة الكتاب فتكون لجميع الاصناف. ولذلك قال لكن هذه الاصناف الثلاثة - 00:35:38
في هذه الامة هم امة محمد خاصة كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب. والتعقيب في قوله لكن هذه الاصناف الثلاثة لنفي توهم من يظن ان الاية اشتملت على اقسام الناس من الامة ومن غيرها. تقدم لنا - 00:35:58
في الدرس السابق ان القرآن قسم الناس في عدة سور حسب درجاتهم تقسيما عاما في الدنيا والاخرة كما في سورة الواقعة تكلمنا على هذا. هل ذلك التقسيم مطابق وموافق لما في هذه الاية من تقسيم؟ من العلماء - 00:36:18
قال نعم فالظالم لنفسه هو الكافر. والمقتصد والسابق بالخيرات. هم من هذه الامة. فيكون التقسيم في هذه الاية تقسيم الناس في كل ملة. والقول الثاني الذي مشى عليه الشيخ رحمه الله ان هذه الاية تقسيم خاص بهذه - 00:36:38
فلا مدخلة في الاية للكفار. بل هي خالصة لاهل الاسلام. آآ فاهل الاسلام ثلاث درجات. ظالم لنفسه مقتصد سابق بالخيرات. وهذا وجه الاستدراك في قوله لكن هذه الاصناف في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة - 00:36:58
وهذا قول جماعة من المفسرين والقول الاخر قال به ايضا جماعة لكن ما ذكره الشيخ رحمه الله اقرأ وهذه الدرجات الثلاث تقابل الدرجات المذكورة في حديث جبريل. في بيان مراتب الدين الاسلام والايمان - 00:37:18
والاحسان. فالاسلام هو في مرتبة الظالم لنفسه. والايمان في مرتبة المقتصد والاحسان في مرتبة السابق بالخيرات. الاسلام هو الاتيان بالعمل الظاهر. والايمان هو الاتيان بالعمل الباطن والاحسان هو الغاية المنتهى في عمل الظاهر وعمل الباطن. تقدم لنا هذا في شرح هذا الحديث. هذا - 00:37:38
معنى الاسلام والايمان والاحسان وتنزيله على هذه الاية. نعم وامة محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اورثوا الكتاب بعد الامم المتقدمة. وليس ذلك مختصا بحفاظ القرآن بل كل من امن بالقرآن فهو من هؤلاء. وقسمهم الى ظالم - 00:38:08
نفسه ومقتصد وسابق. بخلاف الايات التي في الواقعة والمطففين الانفطار. فان انه دخل فيها جميع الامم المتقدمة كافرهم ومؤمنهم. وهذا التقسيم لامة محمد صلى الله عليه وسلم فالظالم لنفسه اصحاب الذنوب المصرون عليها. والمقتصد المؤدين - 00:38:34
فرائض المجتنب للمحارم. والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل كما في تلك الآيات ومن تاب من ذنبه اي ذنب كان توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن والمقتصدين كما في قوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة - 00:39:04
عرظها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب - 00:39:34
الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. وقوله طيب هذه هذا المقطع بين فيه الشيخ رحمه الله معنى الوراثة - 00:40:00
وراثة الكتاب فبين رحمه الله ان وراثة الكتاب ليست مختصة بحفاظ القرآن بل هي عامة لكل اهل الاسلام. ولو لم يكن معهم من القرآن الا شيء قليل. لان الوراثة كتاب نوعان وراثة علم وراثة عمل. فكل من معه شيء من الاسلام من اهل - 00:40:28
الاسلام فانه وارث للقرآن. ووارث للكتاب اما بالعلم واما بالعمل وعليه فلا اشكال. ولا تختص هذه الاية بفئة الحفاظ ولا بالعلماء العاملين بالقرآن بل هي عامة لجميع اهل الاسلام وبهذا يمكن تقسيم جميع اهل الاسلام على هذه المراتب الثلاث منهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - 00:40:56
ومنهم سابق بالخيرات. ثم قال في بيان هذه الاصناف قال فالظالم نفسه اصحاب الذنوب المصرون عليها ولا يلزم من هذا ان يكون مصرا على كثير من الذنوب. بل يصدق هذا الوصف بالاصرار على ذنب من الذنوب. ولكن كلما - 00:41:25
كثرت الذنوب وعظم الاصرار انطبق هذا الوصف. واشتد تحققه في هذا الشخص. قال والمقتصد المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل. كما في تلك الايات. ثم اجاب الشيخ رحمه الله عن سؤال - 00:41:45
وارد اذا كان المقتصد هو المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل فالذي اتصف بهذا الوصف في هاتين المرتبتين لكن عنده ذنوب او وقع في خطيئة هل يخرجك - 00:42:05
هذا عن هذه الطبقة او عن هذا القسم انظر الى الجواب قال ومن تاب من ذنبه اي ذنب كان توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن السابقين والمقتصدين فمعنى هذا انه لا يلزم من تحصيل درجة المقتصدين ودرجة السابقين - 00:42:25
ان يكون الانسان معصوما من الذنوب. بالكلية. بل الذي هو من لوازم هاتين المرتبتين ان يكون الانسان تائبا من الذنب اضافة للوصف المذكور فاذا كان الانسان من المؤدين الى الفرائض والمجتنبين المحارم الا انه وقع منه ذنب فانه لا يخرج بهذا عن - 00:42:50
درجة المقتصد اذا تاب الى الله عز وجل وهذا ينبهنا الى امر مهم وهو وجوب الدوام على التواب. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار والتوبة ولذلك كان لم يكن للتوبة وقت محدد. بل الرب جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار - 00:43:18
يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وذلك لحاجة الناس الى هذه العبادة فهي عبادة الناس اليها في حاجة وضرورة شديدة. ولذلك امر الله بها المؤمنين فقال يا ايها الذين امنوا توبوا - 00:43:42
الى الله توبة نصوحا المهم ان المخالفات التي تقع من المقتصدين والسابقين يمكنهم مراجعة ما كانوا عليه من هذين الوصفين باي شيء؟ بالتوبة من الذنوب. واستدل بذلك رحمه الله بالايات في سورة ال عمران - 00:43:59
في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض الى اخر الاية. نريد احدكم يبين لنا وجه الدلالة من من الاية على هذه المسألة عبد الله نعم قال تعالى اسارع الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. ثم بين اوصاف هؤلاء فقال - 00:44:21
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين والذين اذا الوصف لمن للمتقين الذين اعدت لهم الجنة التي عرضها السماوات والارض. والذين اذا فعلوا فاحشة - 00:44:46
او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لنوبهم فلم يخرجهم الذنب بل لم تخرجهم الفاحشة وهي الذنب العظيم الكبير. لم يخرجهم ذلك عن كونهم من المتقين لكن بشرط ذكروا الله فاستغفروا - 00:45:07
فالاستغفار هو سبيل مراجعة ما كان للانسان من سابق الفضل وعالي الدرجة فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون الايات - 00:45:28
التفريغ
فقال في اولها اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة اذا رجت الارض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبتا وكنتم ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب - 00:00:00
والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم. ثلة من الاولين وقليل من الاخرين. فهذا بهذه الاية يتم عند قوله اولئك المقربون. لانه يتم تقسيم الناس في القيام. القسم الاول اصحاب الميمنة وهم اصحاب اليمين المقتصدون - 00:00:30
والقسم الثاني اصحاب المشأمة وهم الكفار والمشركون والمنافقون والقسم الثالث السابقون السابقون وهم السابق بالخيرات. والفارق بين اصحاب الميمنة وبين السابقين المقربين ان المقتصدين هم الذين قاموا بالواجبات. وانكفوا عن المحرمات. واما - 00:01:00
السابقون فهم الذين زادوا على ذلك التقرب الى الله عز وجل بنوافل الطاعات هذا الفارق بين هذين الصنفين من الناس من اولياء الله عز وجل. نعم فهذا تقسيم الناس؟ فهذا تقسيم الناس اذا قامت - 00:01:30
القيامة الكبرى التي يجمع الله فيها الاولين والاخرين. كما وصف الله سبحانه ذلك في كتابه في غير موضع ثم قال تعالى في اخر السورة فلولا اي فهلا اذا بلغت الحكومة وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون - 00:01:50
فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين. فاما ان كان من المقربين فروحوا وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتسلية جحيم - 00:02:20
ان هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم. القسم الثاني او هذا الذكر الثاني في اقسام الناس وهو اقسامهم عند الموت. وهي القيامة الصغرى. فقوله تعالى هنا اذا بلغت الحلقوم اي بلغت الروح الحلقوم. وذلك عند الاحتضار وعند تهيئها للخروج - 00:02:50
وانتم حينئذ تنظرون اي من كان عند الميت ممن حضر ونحن اقرب اليه من منكم ولكن لا تبصرون القرب هنا قرب الملائكة. الذين ينزعون ارواح الموتى. فهم اقرب اليه اي الى الميت - 00:03:20
منا اذا حضرنا المحتظر ولكننا لا نبصرهم ولذلك قال ولكن لا تبصرون. ثم قال فلولا ان كنتم غير مدينين اي غير محاسبين ومجزيين على اعمالكم ترجعونها ان كنتم صادقين. اي ترجعون الروح وتمنعونها من - 00:03:40
ان كنتم صادقين وهذا ليس في مقدور احد. وليس ممكنا لاحد ثم ذكر اقسام الناس في هذه الساعة وهي القيامة الصغرى فاما ان كان من المقربين وهذا يقابل قوله تعالى في الاخرة السابقون السابقون اولئك المقربون. فروح وريحان وجنة - 00:04:00
نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين وهذا في يقابل قوله اصحاب الميمنة فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين وهذا يقابل قوله تعالى واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة. نعم. لكن الذي نريد ان نخلص اليه ان - 00:04:20
التقسيم هنا تقسيم عام او خاص عام لجميع الناس. وليس لاولياء الله عز وجل. بل هو تقسيم عام لجميع الناس وان كان قد فصل في اولياء الله عز وجل فذكرهم على مرتبتين. ذكر - 00:04:40
ابي يمين وذكر المقربين. نسأل الله ان اكون منهم. نعم. وقال تعالى في سورة الانسان هديناه السبيل ان ما شاكرا واما كفورا. انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا خيرا ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباده - 00:05:00
الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. انما نطعمكم لوجه لله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريا - 00:05:30
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا وجنة وحريرا. الآيات وهذه السورة ذكر الله فيها قسمين الناس. الشاكر والكافر هو المؤمن والكافر هو من ابى الايمان بالله عز وجل. ثم ذكر جل وعلا ما اعده للفريقين فقال - 00:06:00
انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا. ثم بعد ذلك فصل جل وعلا في ثواب الشاكرين وخاصة منهم صنفا وهم الابرار. فقال ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كفورا. فذكر ثوابه - 00:06:30
عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. ثم ذكر عملهم بعد ذكر الجزاء فقال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا كل هذا ذكر لاعمالهم التي استحقوا واستوجبوا بها هذا الجزاء العظيم. ثم بعد - 00:06:50
ان فرغ من ذكر العمل عاد الى ذكر الجزاء لبيان انه جزاء عظيم فقال فوقاهم الله شر ذلك اليوم. اللهم انا نسألك وذلك اليوم فيه شر عظيم وهو ما فيه من الاهوال وما فيه من العذاب نعوذ بالله من عذابه وسخطه. فوقاهم - 00:07:10
الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا وذكرت الايات ما اعده الله عز وجل للابرار من النعيم نسأل الله من فضله. نعم وكذلك ذكر في سورة المطففين فقال كلا ان كتاب الفجار لفي سجين وما - 00:07:30
كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به الا كل معتد اثيم. اذا تتلى عليه اياتنا. قال اساطير الاولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. كلا انهم عن ربهم يومئذ - 00:07:56
ان لمحجوبون ثم انهم لصالح الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. كلا ان كتاب الابرار لفي عليين. وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون. ان الابرار لفي نعيم على الارض - 00:08:26
ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم ختام وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسليم عينا يشرأ بها المقربون. هذه الايات كالتي قبلها ذكرت صنفي الناس على وجه التفصيل الفجار - 00:08:52
وهم الكفار ومن الحق بهم من المنافقين. اهل الايمان وذكر صنفا منهم وهم الابرار في قوله تعالى كلا ان كتاب الابرار لفعليين. وما ذكره من جزائهم وما اعده لهم. نسأل الله من فضله. ثم قال وعن ابن عباس - 00:09:22
رضي الله عنهما وغيره من السلف قالوا يمزج لاصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقرب صرفا عفا الله عنك وهو كما قالوا فانه تعالى قال يشرب بها ولم يقل ليشربوا منها لانه ضمن قوله يشرب معنا يروى. فان الشارب قد يشرب ولا يروى - 00:09:42
فاذا قيل يشربون منها لم يدل على الري. فاذا قيل يشربون بها كان المعنى يروون بها فالمقربون يرمون بها فلا يحتاجون معها الى ما دونها. فلهذا يشربون منها صرفا بخلاف اصحاب اليمين فانها مزجت لهم مزجا. وهو كما قال تعالى في - 00:10:12
سورة الانسان كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ما اشار اليه رحمه الله في قوله تعالى يشرب بها المقربون هذا يسميه علماء اللغة التظمين وهو ان - 00:10:42
رد الفعل المتعدي بغير ما اعتاد ان يعد به. افى العادة يشرب ان تعذب منه. فيقال يشرب منها. فلما جاء في قوله تعالى يشرب بها المقربون. قال بعض العلماء ان البه هنا بمعنى - 00:11:02
منه وهو من تبادل الحروف فحروف الجر يخلف بعضها بعضا ويحل بعضها محل بعض وقال اخرون الاصل عدم تبادل الحروف وعدم اقامة حرف مقام اخر وانما هذا من باب التظمين. وهو ان يعد الفعل باداة مخالفة للعادة. لمعنى - 00:11:24
او باداة فعل اخر ليظمن معناه. فهنا يشرب بها المقربون العادة. يشرب منها فلما اتى بها ظمن الفعل معنى ضمن الفعل معنى يروى. اي يروى بها اي بسببها. المقربون. وهذا مر عليكم في قواعد - 00:11:53
التفسير في قواعد شيخ الاسلام رحمه الله ويذكره علماء البلاغة واللغة وهو معروف ويسمى بايش؟ التظمين. نعم الله هم المقربون المذكورون في تلك السورة. وهذا لان الجزاء من جنس العمل في الخير - 00:12:18
الشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن هلأ فيه انتقال من الكلام على اقسام الناس الى الكلام على تعليم اختلاف الناس في الاجر. لماذا فاوت الله جل وعلا في الاجر بين المقربين - 00:12:38
وبين السابقين مع ان كلا منهما محسن. الجواب ان الجزاء من جنس العمل. وكذلك الكفار في عقوباتهم على حسب ما معهم من كفر. فان الجزاء من جنس العمل والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا. فقوله - 00:12:58
لان الجزاء من جنس العمل صلته بما تقدم انه تعليل للتفاوت في الاجر بين الناس حتى وان اتفقوا في الوصف العام. فالله جل وعلا فاوت بين المؤمنين. في الاجر على حسب ما معهم من الايمان - 00:13:18
نعم وهذا لان الجزاء. وهذا لان الجزاء من جنس العمل في الخير والشر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم - 00:13:38
القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريق - 00:13:58
يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسب - 00:14:18
رواه مسلم في صحيحه. وقال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. قال الترمذي حديث صحيح. وفي الحديث الاخر في الصحيح الذي في السنن يقول الله تعالى انا الرحمن. خلقت الرحمة وشققت لها أسماء من اسمي - 00:14:48
فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتاته. وقال ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله ومثل هذا كثير. نعم كل هذا استدلال للقاعدة ان الجزاء من العمل في الخير والشر. هل فيه دليل جمع بين الامرين الخير والشر؟ الجزاء من جنس العمل الخير والشر - 00:15:18
الحديث الاول كله في الخير من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة الى اخره كله في بجنس العمل الخيري. طيب والشر؟ نعم. اخر الحديث ومن بطأ به عمله لم يسرع به - 00:15:48
نسبه وايضا في حديث الراحمون يرحمهم الله في آآ الرواية او في الحديث الاخر عن الرحمن خلقت الرحمة وشقت لها اسما باسمي فمن وصلها وصلته ومن قطع ومن قطعها بتته. هذا جمع فيه الجزاء من - 00:16:08
من جنس العمل في الخير والشر في الخير في قوله من وصلها وصلته وفي الشر في قوله ومن قطعها اقتتته. نعم واولياء الله تعالى على نوعين مقربون واصحاب يمين كما تقدم. وقد ذكر - 00:16:28
هذا من استطرادات الشيخ رحمه الله في كثير من مؤلفاته انه يبدأ بمسألة اول الفصل كان الكلام عن اي شيء عن ان اولياء الله طبقتين كما قال واولياء الله على طبقتين سابقون مقربون واصحاب يمين مقتصدون ذكرهم الله في عدة - 00:16:48
من كتاب العزيز ثم استطردت في ذكر المواضع واستطرد فيما هو من لوازم ذلك الاستقرار ثم عاد الان في بيان من هم اولياء الله؟ وهذا هو المقصود بالفصل. وانبه اخواننا الذين يطالعون كتب شيخ الاسلام الى الاهتمام بالمقصود - 00:17:08
من القراءة لان او من المطالعة لان الشيخ رحمه الله لغزارة علمه وكثرة نفعه وحرصه على نفع المطالع يستطرد كثيرا. فينبغي للمطالع ان يجمل الكلام وان يعرف ما هو من صلب الكلام وما هو من استظرابه حتى يميز بين كلام الشيخ رحمه الله. وكثيرا ما - 00:17:30
الشيخ مسائل قد يذكرها على وجه الاستطراد لا يحررها. وقد لا تكون هذه الاقوال التي ذكرها في هذه المسائل هي رأيه الذي اختاره بل بعض الاحيان يذكر وفي المسألة قولين ويقدم قول او يظهر منه الميل الى قول ثم اذا وجدته محررا وجدت انه قد نصر قولا اخر - 00:18:00
فينبغي التنبه الى هذا المهم ان القارئ في كلام شيخ الاسلام رحمه الله يحتاج الى ان يعرف ان الشيخ رحمه الله كثير الاستطراد والتنبه لهذا يفيده في تحصيل غرظه وجمع مقصوده من كلامه رحمه الله. ثم عاد الان قالوا اولياء الله تعالى في على نوعين هذا هو المقصود - 00:18:23
من الفصل واولياء الله تعالى على نوعين مقربون واصحاب يمين كما تقدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عمل القسمين في حديث الاولياء فقال يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظته عليه - 00:18:43
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. فالابرا اصحاب اليمين هم المتقربون اليه بالفرائض يفعلون ما اوجب الله عليهم ويتركون ما - 00:19:13
كرم الله عليهم ولا يكلفون انفسهم بالمندوبات ولا الكف عن فضول المباحات. واما سابقون المقربون فتقربوا اليه بالنوافل بعد الفرائض. ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات. فلما تقربوا اليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوب - 00:19:43
احبهم الرب حبا تاما. كما قال تعالى ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. يعني الحب المطلق. كقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اي انعم عليهم الانعام - 00:20:13
حتى اي انعم عليهم الانعام المطلق التام المذكور في قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اولئك رفيقا. قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. قال رحمه الله يعني الحب المطلق - 00:20:43
لان اصل الحب ثابت باي شيء. اصل الحب ثابت بالتقرب اليه بما افترظه. فانه تثبت له المحبة لانه قد حقق شرطها وهو الاتباع. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:21:13
فقوله حتى احبه تعليق المحبة على هذا الوصف وهو العمل المذكور في قوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل فهم منها ان المحبة الثابتة هنا محبة زائدة على المحبة الثابتة بالايمان - 00:21:33
والتقرب الى الله عز وجل بالواجبات وترك المحرمات لان المحبة ثابتة والولاية ثابتة. الحديث ذكر قسمين. القسم الاول قوله في قوله صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضته عليه. هذا القسم الاول هذا استوجب المحبة او لم يستوجبها - 00:21:53
استوجبها واستحقها لكن هذه المحبة دون المحبة للفريق الثاني الذي قال فيه سبحانه وتعالى في الحديث الالهي وما تقرب الي عبدي نعم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته نعم حتى احبه. فالمحبة الثابتة هنا محبة زائدة - 00:22:19
على محبة الصنف الاول. فليتنبه الى ذلك. وقد نبه اليه الشيخ رحمه الله. فمعنى الحب المطلق اي الحب الكامل ونظر لهذا بقوله تعالى اي مثله وشبهه وقاسى عليه وقاسه بقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت - 00:22:42
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال اي انعم عليهم الانعام المطلق. التام. فانت تسأل الله عز وجل تمام الانعام بالهداية التي بلغها الله جل وعلا بفضله وواسع احسانه خلص اوليائه - 00:23:02
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. نعم فهؤلاء المقربون صارت المباحات في حقهم طاعات يتقربون بها الى الله عز وجل فكانت اعمالهم كلها عبادات لله فشربوا صرفا كما عملوا له صرفا - 00:23:22
كان في اعمالهم ما فعلوه لنفوسهم فلا يعاقبون عليه ولا يثابون عليه. فلم يشربوا صرفا بل مزج لهم من شراب المقربين بحسب ما مزجوه في الدنيا. ونظيرها هذا انقسام الانبياء عليهم السلام الى عبد رسول ونبي ملك. وقد خير الله سبحانه - 00:23:48
محمدا صلى الله عليه وسلم بين ان يكون عبدا رسولا وبين ان يكون نبيا ملكا ارى ان يكون عبدا رسولا فالنبي الملك مثل داوود وسليمان ونحوهما عليهم الصلاة والسلام قال الله تعالى في قصة سليمان الذي قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي - 00:24:18
لاحد من بعدي انك انت الوهاب. فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب الشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد. هذا عطاؤنا او امسك بغير حساب. قوله هذا عطاؤنا ثمن او امسك بغير حساب هذا من كلام رب الله من كلام رب - 00:24:48
العالمين سبحانه وتعالى لسليمان. فخيره الله جل وعلا بين الاعطاء والامساك بعد ان ذكر ما سخره له نعم قال اي اعطي اي اعطي من شئت واحرم من شئت لا حساب عليك فالنبي الملك - 00:25:18
ما فرض الله عليه ويترك ما حرم الله عليه ويتصرف في الولاية والمال بما يحبه تختار من غير اثم من غير اثم عليه. وهذا نظير اي قسم. من اقسام اولياء الله - 00:25:38
عز وجل المقتصد هذا نظير المقتصدين نعم. واما العبد الرسول فلا يعطي احدا الا بامر ربه ولا يعطي من من يشاء ويحرم من يشاء بل يعطي من امره ربه بإعطائه - 00:25:58
ويولي من امره ربه بتوليته فاعماله كلها عبادات لله تعالى كما في في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني والله لا اعطي احدا ولا امنع احدا انما انا قاسم اضع حيث - 00:26:18
ولهذا امرت ايش؟ امرت امر شرعي او امر قدري امر شرعي بعض الناس يفهم من هذا ان الامر امر قدري يعني بمعنى ارضوا بما قسمه الله لكم كانه يقول هذا قضاء الله وقدره هذا قضاء الله وقدره. ولا اشكال ان هذا ان هذا - 00:26:48
قضاء الله وقدره ولكنه قضاؤه وقدره الشرع ايضا. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالامر الشرعي لا بالامر التوني فقوله صلى الله عليه وسلم انما انا قاسم اي اقسم وفق ما امرني الله به شرعا - 00:27:08
اضع حيث امرت اي امر تكليف. نعم وبهذا يتم الاستدلال به على ما ذكر الشيخ رحمه الله من ان ان درجة المقربين اعلى حيث ان العبد الرسول كل فعله لله جل وعلا ليس فيه ما هو لحظ نفسه بخلاف - 00:27:26
الملك النبي بخلاف النبي الملك فان فيه ما هو لنفسه. ولذلك قال هذا عطاؤنا فمن او امسك لم يأمره بل خيره خيره. واما الرسول فانه مأمور ولذلك قال صلى الله عليه وسلم - 00:27:51
حيث امرت نعم ولهذا يضيف الله الاموال الشرعية الى الله والرسول كقوله تعالى قل الانفال لله والرسول وقوله تعالى ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول قوله تعالى واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول. ولهذا - 00:28:11
ما كان اظهر اقوال العلماء ان هذه الاموال تصرف فيما يحبه الله ورسوله بحسب اجتهاد الامر كما هو مذهب مالك وغيره من المشار اليه من الاموال الفين. نعم خمس الاخوة وخمس الغنيمة ايضا - 00:28:44
نعم ويذكر هذا رواية عن احمد وقد قيل في الخمس انه يقسم على خمسة كقول واحمد في المعروف عنه. وقيل على ثلاثة كقول ابي حنيفة رحمه الله المقصود هنا ان العبد هو افضل من النبي الملك. كما ان ابراهيم وموسى وعيسى - 00:29:09
محمدا عليهم الصلاة والسلام افضل من يوسف وداوود وسليمان عليهم السلام. كما ان السابقين افضل من الابرار اصحاب اليمين الذين ليسوا مقربين سابقين. فمن ما اوجب الله عليه وفعل من المباحات ما يحبه فهو من هؤلاء. ومن كان انما يفعل ما - 00:29:39
يحبه الله ويرضاه ويقصد ان يستعين بما ابيح له على ما امره الله فهو من اولئك طيب الان اسأل سؤال كم هم اقسام الاولياء نعم قسمة الاول مقربون والثاني اصحاب الامام مقتصدون طيب آآ الفرق بينهما المقربون من هم؟ عبدالرحمن - 00:30:09
وارتكبوا المحرمات اذا فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات وزادوا التقرب بنوافل العبادات. هؤلاء هم المقربون. طيب والمقتصدون يا محمد هم الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات واقتصروا على ذلك. طيب هذا المقصود من هذا الفصل. وايهما افضل؟ ما في اشكال المقربون لعظيم عملهم - 00:30:44
ما وعدهم الله عز وجل به من الاجر والثواب والسابقين في سورة فاطر في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عباده فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل - 00:31:14
كبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا. ولباسهم فيها حرير. وقالوا الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن. ان ربنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغو - 00:31:44
طوب لكن هذه الاصناف الثلاثة في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة كما قال تعالى. ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير - 00:32:14
طيب قال المؤلف رحمه الله في هذا الفصل وقد ذكر الله تعالى اولياءه المقتصدين والسابقين في سورة فاطمة والاية تضمنت ثلاثة اصناف تضمنت الظالم لنفسه في قوله فمنهم ظالم لنفسه. والصنف الثاني ومنهم مقتصد. والصنف الثالث - 00:32:44
ومنهم سابق بالخيرات. فعلم من هذا كما تقدم ان الظالم لنفسه لا يوصف في الولاية المطلقة بل هو من جملة المؤمنين وله من قرب الله عز وجل ما معه بقدر ما معه من الطاعة لكن - 00:33:04
انه لا يوصف بالولاية المطلقة الا الصنفين. المقتصد والسابق بالخيرات. وان كان الجميع يوصفون بانهم من ورثة الانبياء. من ورثة الكتاب. قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - 00:33:24
ثم جاء بيان اصناف المصطفين وهذه الاصناف هي درجاتهم في الوراثة. فمن ظالم لنفسه ومنهم مقتصد وفي الثالث قال ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. فقوله باذن الله متعلق بالاخير. وذلك لان لا يغتر الانسان بسبقه وتقدمه في العمل - 00:33:44
صالح وليعلم ان ما معه من الصالحات انما هي باذن الله جل وعلا وتقديره. وهذا يفيد الانسان النظر الى القدر في الطاعات يفيد الانسان نفي العجب عن نفسه. فلا يعجب بما معه من عمل. فقوله باذن الله - 00:34:14
هذه فائدته اي انه ان سبقه بالخير باذن الله تعالى وليس من كسب الانسان وعمله. فلا يغتر ثم قال ذلك هو الفضل الكبير المشار اليه ايش المشار اليه الوراثة بجميع اصنافها. ذلك اي وراثة الكتاب واصطفاء الله سبحانه وتعالى للعبد بان - 00:34:34
من ورثة الكتاب فضل كبير. وهذا الفضل في اصله كبير. الا انه يتفاوت فيه الناس على درجات فمنهم المقصر ومنهم المتوسط ومنهم السابق. ثم قال تعالى جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من - 00:34:58
اساور من ذهب ولؤلؤ ولباس فيها حرير. هذه الاية فيها جزاء هؤلاء المصطفين. وسيأتي الكلام على هذه الاية في جملة ما ذكره الشيخ رحمه الله. اذا عرفنا ان الولاية تثبت لصنفين من هؤلاء وهم المقتصدون - 00:35:18
والسابقون. اما الظالم لنفسه فانه لا يوصف بالولاية. لان الولاية مرتبة عالية لا تكون الا لمن حقق التقوى واما الاصطفاء وصف الاصطفاء بوراثة الكتاب فتكون لجميع الاصناف. ولذلك قال لكن هذه الاصناف الثلاثة - 00:35:38
في هذه الامة هم امة محمد خاصة كما قال تعالى ثم اورثنا الكتاب. والتعقيب في قوله لكن هذه الاصناف الثلاثة لنفي توهم من يظن ان الاية اشتملت على اقسام الناس من الامة ومن غيرها. تقدم لنا - 00:35:58
في الدرس السابق ان القرآن قسم الناس في عدة سور حسب درجاتهم تقسيما عاما في الدنيا والاخرة كما في سورة الواقعة تكلمنا على هذا. هل ذلك التقسيم مطابق وموافق لما في هذه الاية من تقسيم؟ من العلماء - 00:36:18
قال نعم فالظالم لنفسه هو الكافر. والمقتصد والسابق بالخيرات. هم من هذه الامة. فيكون التقسيم في هذه الاية تقسيم الناس في كل ملة. والقول الثاني الذي مشى عليه الشيخ رحمه الله ان هذه الاية تقسيم خاص بهذه - 00:36:38
فلا مدخلة في الاية للكفار. بل هي خالصة لاهل الاسلام. آآ فاهل الاسلام ثلاث درجات. ظالم لنفسه مقتصد سابق بالخيرات. وهذا وجه الاستدراك في قوله لكن هذه الاصناف في هذه الاية هم امة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة - 00:36:58
وهذا قول جماعة من المفسرين والقول الاخر قال به ايضا جماعة لكن ما ذكره الشيخ رحمه الله اقرأ وهذه الدرجات الثلاث تقابل الدرجات المذكورة في حديث جبريل. في بيان مراتب الدين الاسلام والايمان - 00:37:18
والاحسان. فالاسلام هو في مرتبة الظالم لنفسه. والايمان في مرتبة المقتصد والاحسان في مرتبة السابق بالخيرات. الاسلام هو الاتيان بالعمل الظاهر. والايمان هو الاتيان بالعمل الباطن والاحسان هو الغاية المنتهى في عمل الظاهر وعمل الباطن. تقدم لنا هذا في شرح هذا الحديث. هذا - 00:37:38
معنى الاسلام والايمان والاحسان وتنزيله على هذه الاية. نعم وامة محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اورثوا الكتاب بعد الامم المتقدمة. وليس ذلك مختصا بحفاظ القرآن بل كل من امن بالقرآن فهو من هؤلاء. وقسمهم الى ظالم - 00:38:08
نفسه ومقتصد وسابق. بخلاف الايات التي في الواقعة والمطففين الانفطار. فان انه دخل فيها جميع الامم المتقدمة كافرهم ومؤمنهم. وهذا التقسيم لامة محمد صلى الله عليه وسلم فالظالم لنفسه اصحاب الذنوب المصرون عليها. والمقتصد المؤدين - 00:38:34
فرائض المجتنب للمحارم. والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل كما في تلك الآيات ومن تاب من ذنبه اي ذنب كان توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن والمقتصدين كما في قوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة - 00:39:04
عرظها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب - 00:39:34
الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. وقوله طيب هذه هذا المقطع بين فيه الشيخ رحمه الله معنى الوراثة - 00:40:00
وراثة الكتاب فبين رحمه الله ان وراثة الكتاب ليست مختصة بحفاظ القرآن بل هي عامة لكل اهل الاسلام. ولو لم يكن معهم من القرآن الا شيء قليل. لان الوراثة كتاب نوعان وراثة علم وراثة عمل. فكل من معه شيء من الاسلام من اهل - 00:40:28
الاسلام فانه وارث للقرآن. ووارث للكتاب اما بالعلم واما بالعمل وعليه فلا اشكال. ولا تختص هذه الاية بفئة الحفاظ ولا بالعلماء العاملين بالقرآن بل هي عامة لجميع اهل الاسلام وبهذا يمكن تقسيم جميع اهل الاسلام على هذه المراتب الثلاث منهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - 00:40:56
ومنهم سابق بالخيرات. ثم قال في بيان هذه الاصناف قال فالظالم نفسه اصحاب الذنوب المصرون عليها ولا يلزم من هذا ان يكون مصرا على كثير من الذنوب. بل يصدق هذا الوصف بالاصرار على ذنب من الذنوب. ولكن كلما - 00:41:25
كثرت الذنوب وعظم الاصرار انطبق هذا الوصف. واشتد تحققه في هذا الشخص. قال والمقتصد المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل. كما في تلك الايات. ثم اجاب الشيخ رحمه الله عن سؤال - 00:41:45
وارد اذا كان المقتصد هو المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم والسابق للخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل فالذي اتصف بهذا الوصف في هاتين المرتبتين لكن عنده ذنوب او وقع في خطيئة هل يخرجك - 00:42:05
هذا عن هذه الطبقة او عن هذا القسم انظر الى الجواب قال ومن تاب من ذنبه اي ذنب كان توبة صحيحة لم يخرج بذلك عن السابقين والمقتصدين فمعنى هذا انه لا يلزم من تحصيل درجة المقتصدين ودرجة السابقين - 00:42:25
ان يكون الانسان معصوما من الذنوب. بالكلية. بل الذي هو من لوازم هاتين المرتبتين ان يكون الانسان تائبا من الذنب اضافة للوصف المذكور فاذا كان الانسان من المؤدين الى الفرائض والمجتنبين المحارم الا انه وقع منه ذنب فانه لا يخرج بهذا عن - 00:42:50
درجة المقتصد اذا تاب الى الله عز وجل وهذا ينبهنا الى امر مهم وهو وجوب الدوام على التواب. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار والتوبة ولذلك كان لم يكن للتوبة وقت محدد. بل الرب جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار - 00:43:18
يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وذلك لحاجة الناس الى هذه العبادة فهي عبادة الناس اليها في حاجة وضرورة شديدة. ولذلك امر الله بها المؤمنين فقال يا ايها الذين امنوا توبوا - 00:43:42
الى الله توبة نصوحا المهم ان المخالفات التي تقع من المقتصدين والسابقين يمكنهم مراجعة ما كانوا عليه من هذين الوصفين باي شيء؟ بالتوبة من الذنوب. واستدل بذلك رحمه الله بالايات في سورة ال عمران - 00:43:59
في قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض الى اخر الاية. نريد احدكم يبين لنا وجه الدلالة من من الاية على هذه المسألة عبد الله نعم قال تعالى اسارع الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. ثم بين اوصاف هؤلاء فقال - 00:44:21
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين والذين اذا الوصف لمن للمتقين الذين اعدت لهم الجنة التي عرضها السماوات والارض. والذين اذا فعلوا فاحشة - 00:44:46
او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لنوبهم فلم يخرجهم الذنب بل لم تخرجهم الفاحشة وهي الذنب العظيم الكبير. لم يخرجهم ذلك عن كونهم من المتقين لكن بشرط ذكروا الله فاستغفروا - 00:45:07
فالاستغفار هو سبيل مراجعة ما كان للانسان من سابق الفضل وعالي الدرجة فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون الايات - 00:45:28