الأربعون النووية

الدرس(47) من الأربعين النووية استكمال الحديث رقم 27

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام النووي رحمه الله تعالى الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله - 00:00:00ضَ

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم وعن تبني معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر - 00:00:29ضَ

قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في نفسك وتردد في الصدر ان افتاك الناس وافتوك حديث صحيح رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد جيد - 00:00:54ضَ

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث السابع والعشرون من احاديث الاربعون النووية وآآ قد تقدم الكلام على - 00:01:21ضَ

اه اول هذا الحديث وهو حديث نواس بن سمعان رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق قد ذكرنا في الدرس السابق ان البر يشمل كل ما امر الله تعالى به ورسوله من الطاعات - 00:01:37ضَ

آآ الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة. يشمل كل ما امر الله به ورسوله من الواجبات والمستحبات الظاهرة والباطنة وآآ اوسع ما عرف به البر ما ذكره الله تعالى في سورة البقرة حيث قال ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال - 00:01:53ضَ

على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. هذا ما ذكره الله تعالى في ما - 00:02:20ضَ

يتعلق ببيان البر وهي اعمال ظاهرة وباطنة من اعمال القلوب ومن اعمال الجوارح ومنها ما نفعه قاصر ومنها ما نفعه متعدي فالبر يشمل كل هذا وعليه فقوله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق - 00:02:41ضَ

هنا قلت اما ان يكون هذا تعريفا بالمثال واما ان يكون هذا تعريفا ب بالامر العام تعرف بالمثال اذا فسرنا الخلق بانه آآ طيب المعاملة مع الخلق وهو بذل الندى وكف الاذى واحتمال الاذى من الناس. فاذا كان دائر على هذه المعاني الثلاثة خذ العفو - 00:03:00ضَ

بالعرف واعرض عن الجاهلين فانه فانه يكون من التعريف بالمثال واما اذا قلنا بان خلقنا بمعنى الدين كقوله كما قال تعالى وانك لعلى خلق عظيم فانه يكون آآ طيب الدين حسن الخلق يعني استقامة الدين - 00:03:25ضَ

بر استقامة الدين وهذا مفهوم شامل يستوعب كل ما يكون من الاعمال الصالحة الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة اما قوله والاثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس فهذا - 00:03:44ضَ

بيان لما يقابل البر وهو الاثم والاثم هو ما اه نهى الله تعالى عنه ورسوله من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة هذا تعريفه الجامع وهو الذنب وهو المعصية وهو السيئة كل هذه اسماء لشيء واحد - 00:04:03ضَ

اه قوله صلى الله عليه وسلم ما حاك في صدرك اي ما تردد في صدرك وضاقت به نفسك ولم يسكن اليه قلبك وذاك ان المعصية آآ تظاد الطاعة فالطاعة طمأنينة - 00:04:26ضَ

بهجة وسرور للقلب والمعصية شقاء وقلق وضيق يقول الله تعالى قال الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد - 00:04:49ضَ

بالسماء وقال جل وعلا الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ثم بعد ان عدد ما عدد من ما انعم عليه قال فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب فطريق شرح الصدر طاعة الله عز وجل والقيام - 00:05:06ضَ

بالعبودية له جل في علاه واما ما يتعلق اه الاثم فانه حرج وظيق وكدر قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضكا و قوله حاك في صدرك اي اثر فيه وهذا فيما اذا كان الصدر حيا - 00:05:25ضَ

لان من الناس من يأتي الموبقات والسيئات ولا يشعر بتردد او ضيق من من فعل ذلك لا لان المعاصي لا اثر لها في ضيق الصدر بل لموت قلبه وقد قيل فما لجرح بميت - 00:05:48ضَ

الى فالقلب اذا مات وانتكس وارتكس لم لم يؤثر فيه ما يكون من السيئات وبمعنى انه لا يجد لها الما والا فما من معصية الا وتنكت في القلب نكتة سوداء - 00:06:09ضَ

هذه النكتة السوداء مع التوالي والتعاقب لها ينتج ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ثم تصير القلوب آآ القلوب على قلبين وذكر القلب الاول على مثل الصفا ابيض على مثل الصفا لا تضره فتنة - 00:06:27ضَ

والاخر قال اسود مربادا كالكوزي مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا نعوذ بالله فقوله ما حاك في صدرك اي ما اصاب الصدر ضيقا وترددا وحرجا قال وكرهت ان يطلع عليه الناس هذا الذي آآ كنا قد وصلنا اليه قال وكرهت ان يطلع عليه الناس - 00:06:49ضَ

اي وقع في نفسك كره معرفة الناس كره علم الناس بما يكون من هذا الاثم وكراهية اطلاع الناس يشمل كل اوجه الاطلاع سواء كان الاطلاع بالعلم والمعرفة او كان بالسمع - 00:07:15ضَ

او كان بالرؤية فكل ما كره كرهت ان يطلع عليه الناس من شأنك مما تردد في صدرك فانه اثم وبهذا يتبين ان الاثم في قوله صلى الله عليه وسلم والاثم ما حاكى في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس - 00:07:35ضَ

ان الاثم علامته هذان الوصفان المقترنان فما حاكى في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس فهو الاثم لكن ما كره هناك ما يكره الانسان ان يطلع عليه غيره ولكنه لا يصنف بانه اثم - 00:07:55ضَ

وهو ما يستحي من اظهاره سواء كان ذلك من الاحوال او الاقوال او الاعمال فالانسان في خاصة نفسه وآآ في حال اه معاشرته اه من يخصه قد يكون له من التبسط اه اه - 00:08:13ضَ

الخروج عن اه اه عما يكون عند الناس ما يكره ان يطلعوا عليه فهذا ليس داخلا فيما نحن فيه ومثله ما يتعلق ستر العورات وقضاء الحاجات وما اشبه ذلك. هذا كله يكره الانسان ان يطلع عليه الناس - 00:08:35ضَ

لكنه ليس اثما وذاك انه مما لا يحييك في الصدر وقوله صلى الله عليه وسلم ما حاكى في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس آآ بيان معرفة الاثم باثره والا فان الاثم يستقل بهذا بل الاثم هو ما نهى الله تعالى عنه ورسوله - 00:08:54ضَ

لكن مما يعرف به الاثم في حال عدم تبينه وعدم معرفته ان آآ يستعمل مثل مثل هذا الظابط ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس ما وجدت فيه ضيقا وكرهت ان يعرفه الناس وان يعلمه عنك - 00:09:20ضَ

وقوله صلى الله عليه وسلم لوابطة بن معبد لما اتاه آآ جئت تسأل عن البر هذا الحديث آآ الحقه المصنف رحمه الله بحديث الباب لموافقته او بالحديث الاصل لموافقته له في المعنى او لبيان - 00:09:46ضَ

شيء من معاني الحديث السابق يعني فهو تكميل وتوظيح لحديث النواس حديث بن معبد رضي الله عنه انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جئت تسأل عن البر - 00:10:09ضَ

اي ان النبي اي ان النبي صلى الله عليه وسلم بادره باخباره عما جاء لاجله فقال له جئت تسأل عن البر يعني الذي جاء بك هو انك تسأل عن البر ما هو - 00:10:24ضَ

فقال رظي الله عنه نعم ثم اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بجواب مسألته وسبب آآ مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم لوابصة بقوله جئت تسأل عن البر ان الناس اجتمعوا على النبي حول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:39ضَ

اراد وبصهب من الناس ان يدنوه من النبي صلى الله عليه وسلم ويخل بينه وبينه. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بنوابصة فدنا منه فقال اخبرك ام تخبرني فقال اخبرني - 00:11:04ضَ

فقال جئت تسعى على البر يعني اخبرك بما جئت لاجله او اخبرك؟ فقال اخبرني فقال جئت تسأل عن البر فقال النبي صلى الله عليه وسلم في جواب سؤاله استفت قلبك - 00:11:22ضَ

البر ما اطمأنت اليه ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب وهذا وهذا موافق للحديث السابق في بيان معنى البر لكنه تفسير للبر باثره وثمرته وليس ذاته لان هذا تعريف للشيء باثره مثل الاثم لما فسره النبي صلى الله عليه وسلم باثره وثمرته. فقال الاثم محاك في صدرك - 00:11:37ضَ

وكرهت ان يطلع عليه الناس هنا قال البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب وقوله صلى الله عليه وسلم استفت قلبك اي اسأل قلبك اسأل قلبك وسؤال القلب هو طلب - 00:12:08ضَ

ما يطمئن اليه القلب ويجد له انشراحا وسكنا لان البر ما اطمأنت اليه القلب قال لان البر ما اطمأن اليه اطمأنت اليه النفس واذا قال البر ما اطمئن ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب - 00:12:27ضَ

وهذا الوصف مطابق لما امر الله به ورسوله فان كل ما امر الله به ورسوله تطمئن به النفوس وتنشرح كما قال تعالى فمن فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضل يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يتصعد في السماء - 00:12:46ضَ

فانشرح الصدر وطمأنينة القلب هي وصف عام جامع لكل ما امر الله تعالى به ورسوله. لكن ينبغي ان يعلم ان هذا ما لم يكن هناك عارض من شبهة ان تعرف الانسان او انحراف - 00:13:04ضَ

في القلب فيجعله غير مطمئن بالطاعة وغير كاره للمعصية فقوله الاثم ما حاكى في نفسك فخشيت ان يطلع عليه الناس وكذلك قوله آآ البر بما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب - 00:13:21ضَ

كلاهما في النفس السوية التي تعرف الحق وتطمئن اليه اما اذا عرظت شبهة او انحرفت النفس بان مالت الى الهوى واتبعت فعند ذلك لا عبرة بطمأنينة النفس ولا عبرة بانه لا يحيك في الصدر ما يكون من المعصية - 00:13:38ضَ

رد البر والاثم الى ما يقوم في النفس انما هو فيهما اذا كانت النفس سوية النفس مطمئنة النفس اه اه منشرحة بالحق قابلة له مقبلة عليه وقوله صلى الله عليه وسلم والاثم محاكا في نفسك وتردد في الصدر - 00:14:08ضَ

قال وان افتاك الناس وافتوك قوله وان افتاك الناس افتوك يعني وان اجابك الناس والمقصود بالناس هنا هم اصحاب البيان ممن يرجع اليهم في الفتوى و بيان الحكم فان قوله وان افتاك الناس الناس هنا ليس المراد به العوام او من لا يعرف الاحكام الشرعية او من لا آآ او او من ليس من اهل الذكر - 00:14:35ضَ

بل المقصود به من كان من ممن ممن يستفتى ويرجع اليه وهم الذين قال الله تعالى فيهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قوله وان افتاك الناس وافتوك افتاك وافتوك - 00:15:02ضَ

هذا تكرار فقوله وافتوك هذا تأكيد لقوله افتاك اي ان كرروا عليك الاجابة فان المرجع في التمييز بين البر والاثم هو الى النصوص وعندما تلتبس او تشتبه فان المرجع في ذلك الى ما تنشرح به النفس - 00:15:18ضَ

وما تطمئن وما يطمئن اليه القلب وآآ وان افتاك الناس وافتوك وهذا يقع حيث يجري في بعض الاحيان ان يفتى الانسان بامر ويجد في نفسه من الحرج في ذلك الامر والضيق في - 00:15:38ضَ

ما لا تنشرح نفسه مع هذه الفتوى وهذا آآ فيما لم يتبين دليله او لم يتبين للانسان حكمه لاي عارض من العوارض لانه قد يكون الخطأ في الحكم ناشئا عن عدم تبين الدليل - 00:15:59ضَ

وقد يكون ناشئ عن عدم وضوحه وقد يكون ناشئ عن عن التردد في تنزيله ومطابقته للواقعة وقد يكون ناشئا عن عدم آآ آآ فهم الواقع كل هذه الامور ترد على الحكم - 00:16:22ضَ

وبالتالي عندما ترد على الحكم قد يظعف آآ تظعف دلالة الاية على الحكم فلو اجيب الانسان بقول او آآ افتي بفتوى وهو لم تطمئن نفسه على مطابقة هذا هذا الدليل - 00:16:43ضَ

او هذا الحكم لهذه الواقعة يبقى مترددا وهذا يحصل تجد بعض المستفتين يسألك في مسألة فتقول هذا حلال يبقى مترددا آآ غير مطمئن للجواب. هنا في مثل هذه الحال يقال له استفت قلبك وان افتاك الناس - 00:17:04ضَ

وافتوك اي ارجع الى ما تطمئن اليه نفسك ولو افتاك الناس وافتوك لان ما تطمئن اليه النفس هو المرد فيما يكون في من مسائل الاشتباه وآآ هنا يعني ملحظ آآ مهم وهو ان الحكم - 00:17:24ضَ

قد يكون في الظاهر والباءة والمتبين خلاف ما هو عليه في الحقيقة والواقع بمعنى انه قد يفتيك المفتي او يجيبك من تسأله بجواب وانت تشعر من نفسك عدم انطباق هذا الجواب على حالك لعلمك - 00:17:48ضَ

او ادراكك لقضايا قد تكون غائبة عن من افتاك ولهذا جاء في الصحيحين من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن زينب بنت اه ابي سلمة عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما - 00:18:05ضَ

انا بشر وانكم تختصمون اليك ولعل بعظكم الحن بحجته من بعض واقبله على نحو ما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذ فانما اقطع له قطعة من النار هذا حكم - 00:18:24ضَ

الذي باشره من عن النبي صلى الله عليه وسلم اعدل الناس ومع هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم انما اقطع له قطعة من النار لماذا؟ لانه حكم بناء ما على ما سمع وما سمعه وما سمعه آآ ظاهره - 00:18:45ضَ

ومنطقه ودلالته ان الحق للمتكلم وبالتالي يقضي به على نحو ما سمع فيكون هذا مخالفة للحق عند ذلك في هذه الحال لا ينفع الانسان ان يقول قضى لي النبي صلى الله عليه وسلم او قسم لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فان العبرة بحقائق الامور - 00:19:04ضَ

وقائعها لا بما يبينه الانسان مما يكون خلافا للواقع والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:19:25ضَ