نعم والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر الفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. بيان هذا ان جمهور اهل السنة والجماعة على - 00:00:00
ان افعال الانسان الاختيارية مستندة اليه. وانه فاعل لها ومحدث لها عبد فاعل لفعله حقيقة لا مجاز. وهذا قول السلف والائمة وهو الحق الذي دل المنقول والمعقول. فان الله ورسوله وصف العبد بانه يعمل ويفعل. وقد جاءت - 00:00:31
النصوص باثبات فعله في عامة ايات القرآن. يعملون يفعلون. يؤمنون يكفرون يتفكرون يحافظون يتقون. ولم يكن من السلف والائمة من يقول ان العبد ليس بفاعل ولا مختار ولا مريد ولا قادر. ولا قال احد منهم انه فاعل - 00:01:01
ما زال بل من تكلم منهم بلفظ الحقيقة والمجاز متفقون على ان العبد فاعل حقيقة ومما اتفق عليه سلف الامة وائمتها ان العباد لهم مشيئة وقدرة يفعلون بمشيئة وقدرتهم ما اقدرهم الله عليه. كما قال الله تعالى كلا انه تذكرة - 00:01:31
ان شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله. وقال الله تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. ومما اتفق عليه سلف الامة وائمة - 00:02:01
ان الله خالق كل شيء من افعال العباد. فالعبد مخلوق لله تعالى. والله تعالى خالق ذاته وصفاته وافعاله. والقرآن مملوء بما يدل على ان افعال العباد بمشيئته وقدرته وخلقه. فان في القرآن من ذكر تفصيل افعال العباد التي بقلوبهم - 00:02:31
وجوارحهم وانه هو تبارك وتعالى يحدث من ذلك ما يطول وصفه. كقول الله تعالى على فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قضى بيان ان الايمان بالقدر لا يستلزم ان يعتقد الانسان انه ليس للخلق فعل - 00:03:01
حقيقي وانهم لا اختيار لهم فالله جل وعلا اثبت اثبت الاختيار للانسان ورتب على ذلك الجزاء بالاثابة والعقوبة ولا يكون ذلك الا انها اختيارات مؤثرة وايرادات لها تأثير ولو لم يكن كذلك لما كان لهذا الاختيار من لما كان لهذا الاختيار - 00:03:28
من اجر او ثواب. يقول رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة اي لما يجري منهم من ايمان وكفر من صلاح وبر وفسق وعصيان والله خالق افعالهم يعني والله جل وعلا هو الذي خلق تلك الافعال - 00:04:00
فهي مضافة اليهم حقيقة والله تعالى خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر يعني هو الموصوف بالايمان والكفر والبر والفاجر والمصلي والصائم. ثم قال وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة الى اخر ما ذكر - 00:04:21
فبين رحمه الله ان العبد فاعل لفعله حقيقة لا مجازا وهذا قول السلف والائمة وهو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وقد قال الله تعالى في كتابه في مواضع عديدة - 00:04:43
اوصافا وصف بها الانسان تثبت انه يضاف اليه الفعل فقال تعالى يعملون يفعلون يتفكرون وما الى ذلك من الكلمات التي اضاف الله تعالى فيها الفعل الى الانسان فدل ذلك على انه هو الفاعل الحقيقي لما كان منه - 00:05:02
ولم يكن من السلف والائمة من يقول ان العبد ليس بفاعل ولا مختار ولا مريد ولا قادر ولا قال احد انه فاعل مجازا كل ذلك من كلام المحرفين المبطلين بل العبد يفعل ما يكون منه حقيقة وهذا الذي فعله لا يخرج عن مشيئة الله عز وجل وارادته - 00:05:31
كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وقد اظاف الله تعالى المشيئة للخلق في ذكره وعبادته قال تعالى كلا انه تذكرة فمن شاء ذكر - 00:06:01
ثم قال وما يذكرون الا ان يشاء الله فاثبت مشيئته لما يكون من فعل اظافه اليهم وقال تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا كل هذه الايات - 00:06:25
وغيرها يدل على اثبات اضافة الفعل الى الانسان وانه فاعل لما يكون منه على الحقيقة لا على المجاز وعلى هذا دلت الادلة في الكتاب والسنة وينبغي للمؤمن ان يوقن بان ذلك من اسرار القدر التي - 00:06:43
ليس في مقدوره ان ليحيط بها علما فالقدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا فما حار فيه ذهنك من شأن القدر فينبغي ان تسلم فيه لما جاء في النص - 00:07:10
فان الله تعالى لم يطلع على سر القدر احدا من الخلق يقول الامام الطحاوي رحمه الله الطحاوية فاصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا - 00:07:36
والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان فكل من تعمق في شيء من شأن القدر تفصيلا بحثا وتنقيبا اوشك ان يقع في شيء من الانحراف الذي لا سلامة لدينه اذا وقع فيه - 00:07:57
فجدير بالمؤمن ان يسلم والا يدخل في ذلك بتعمق ونذر فانه ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان هكذا قال الطحاوي رحمه الله ثم يقول والحذر كل الحذر من نظر وفكر او وسوسة فان الله تعالى طوى علم القدر عن انامه طوى علم القدر عن انامه لانهم - 00:08:25
لا يدركون كيف على وجه بين يكون العبد مختارا يفعل ما يشاء ومشيئته لا تخرج عن فعل الله عز وجل فهو الفاعل الحقيقي وفعله خلق لله عز وجل ولهذا قال رحمه الله فان الله طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم - 00:08:59
فليس لاحد ان يقول كيف ولا ان يسأل عن شيء مما يتعلق بافعاله جل في علاه انما الواجب عليه ان يسلم لما دلت عليه النصوص. وان يوقن انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:09:27
ان العبد له مشيئة هذه المشيئة عليها يجري ثوابه وعقابه. ولهذا ما يطرحه بعض الناس من السؤال. هل هل الانسان مسير او مخير الجواب على هذا السؤال عدم اطلاق هذا ولا ذاك. بل يقال الانسان ميسر - 00:09:49
كما قال الله تعالى في محكم كتابه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله - 00:10:15
وسلم لما سئل عن العمل اذا كان قد فرغ من كل شيء وقد قدر وكتب الله تعالى مقادير كل شيء قالوا ففيم العمل يا رسول الله؟ لم يقل لا تعملوا بل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:10:40
فالعبد ميسر واما اطلاق مسير او مخير فهذه الاطلاقات تتضمن معان غير صحيحة اذ ان الانسان معلوم ان من فعله ما له فيه اختيار ومن فعله ما لا اختيار له فيه. جلوسكم في هذه الحلقة الان باختياركم او بغير اختياركم - 00:11:03
باختياركم حركة الدم في عروقكم باختياركم او من غير اختياركم من غير اختياركم ما احد يقدر يوقف قلب نبض القلب او نبض العرق هذا ليس اليه فلا يمكن ان يقال ان الانسان مسير او مخير مسير او مخير على وجه الاطلاق. فعل الانسان منهما له فيه اختيار - 00:11:24
ومنه ما لا اختيار له فيه. ولذلك الافضل مطابق للنص القرآني والنبوي في شأنه هل الانسان مسير او مخير؟ ان يقال ان الانسان ايش ميسر كما قال الله تعالى فسنيسره لليسرى وفي الاخر قال فسنيسره للعسرى. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما - 00:11:48
جاء في الصحيح اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وذاك لما جاء في الصحيحين من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ما منكم من احد - 00:12:15
الا وقد علم مقعده من الجنة والنار. نسأل الله ان نكون من اهل الجنة قال الصحابة يا رسول الله افلا ندعو العمل ونتكل على الكتاب؟ نترك العمل ونتكل على الكتاب الذي سبق. فقال النبي صلى الله عليه - 00:12:36
وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا جواب السؤال الذي يطرحه بعض الناس هل الانسان مسير او مخير ان يقال؟ ان الانسان ميسر هكذا دلت الادلة في الكتاب - 00:12:55
الكتاب والسنة. نعم كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وبيان ذلك ان الله تعالى قال لمن شاء منكم ان - 00:13:23
فاثبت للعبد مشيئة وفعلا ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فبين ان مشيئة العبد متعلقة بمشيئة الله. وهذا صريح قول اهل السنة في اثبات مشيئة العبد. وانها لا تكون الا بمشيئة الرب. وان العبد له قدرة وارادة - 00:13:46
وفعل وهو فاعل حقيقة. والله خالق ذلك كله كما هو خالق كل شيء وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سمى النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات - 00:14:16
سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ويخرجون عن افعال الله واحكامه يخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. وبيان هذا ان مسألة القدر مسألة عظيمة ضل فيها طائفتان من الناس. الطائفة الاولى قدرية مجوسية. تثبت الامر والنهي - 00:14:46
وتنفي القضاء والقدر. فزعم هؤلاء ان في المخلوقات ما لا تتعلق به قدرة الله ومشيئته هو خلقه كافعال العباد وغلاتهم انكروا علمه القديم وكتابه السابق. وهؤلاء هم اول من حدث من القدرية في هذه الامة. فرد عليهم الصحابة وسلف الامة وتبرأوا منهم - 00:15:26
وهم ضلال مبتدعة مخالفون للكتاب والسنة واجماع سلف الامة ولما عرف بالعقل وقول هؤلاء القدرية المجوسية يتضمن الاشراك والتعطيل. فانه يتضمن اخراج بعض الحوادث عن ان يكون لها فاعل. ويتضمن اثبات فاعل مستقل غير الله - 00:15:56
وهاتان شعبتان من شعب الكفر. فان اصل كل كفر التعطيل او الشرك. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة لانهم دانوا بديانة المجوس تضاهوا قولهم وزعموا ان للخير والشر خالقين كما زعمت المجوس. وانه يكون من - 00:16:26
الشر ما لا يشاءه الله كما قالت المجوس ذلك. ففي سنن ابن ماجة وغيره عن جابر رضي الله عنه عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون باقدار الله - 00:16:56
تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم وان لقيتموهم فلا عليهم وهؤلاء قد سلبوا الله القدرة على افعال العباد. تنزيها لله عن مشيئة قبائح وخلقها ونسبوه الى ان يكون في ملكه ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون - 00:17:16
ولا يقدر على ان يهدي ضالا ولا يضل مهتديا. ولا يضل مهتديا ولا يقلب قلب العاصي الى الطاعة ولا المطيع الى المعصية. وهذا يلزم منه الطعن في حكمته وعدله الطائفة الثانية قدرية مشركة تثبت القضاء والقدر وتكذب بالامر والنهي او - 00:17:46
بعد ذلك فهؤلاء انكروا ان يكون العبد فاعلا لافعاله. وان تكون له قدرة لها تأثير في مقدورها او ان يكون في المخلوقات ما هو سبب لغيره. او ان يكون وان يكون - 00:18:16
الله خلق شيئا لحكمة. واول من ظهر عنه انكار ذلك هو الجهم ابن صفوان واتباعه فلما حدثت مقالته المقابلة لمقالة القدرية انكرها السلف والائمة. كما انكروا القدرية من المعتزلة وغيرهم وبدعوا وبدعوا الطائفتين واشد الطوائف قربا من - 00:18:36
ان هؤلاء هو الاشعري ومن وافقه من الفقهاء اصحاب ما لك والشافعي واحمد وغيرهم وهو مع هذا يثبت للعبد قدرة محدثة واختيارا ويقول ان الفعل كسب للعبد لكن يقول لا تأثير لقدرة العبد على ايجاد المقدور. فلهذا قال من قال ان هذا الكسب الذي - 00:19:06
الاشعري غير معقول. ومرادهم بالكسب مقارنة الفعل للارادة والقدرة والايجاد به من غير ان يكون لهما تأثير بوجهه. هذا بيان الفرق التي ظلت في القدر تقدم ان القدر لا يثبت الايمان به الا بان يؤمن بان الله تعالى علم كل شيء قبل وقوعه - 00:19:36
وكتب ذلك وهذا لا ينكره احد في الازمنة المتأخرة انما كان هذا في اول الامر في قول بعض الغلاة ولاة القدرية انكروا ذلك واما بعد ان كان الصحابة عليهم وبيان خطورة ما قالوا - 00:20:03
انقرض هؤلاء الغلاة الذين ينكرون علم الله وكتابته وبقي من ينكر خلق الله ومشيئته وهؤلاء هم القدرية والقدرية اسمه لفرقة ظلت في القدر وهما صنفان من الناس بينهم المؤلف رحمه الله - 00:20:29
على وجه اجمال في كلامه فقال وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم لما جوس هذه الامة هؤلاء هم القسم الاول وهم - 00:21:01
قدرية مجوسية تثبت الامر والنهي وتنفي المشيئة والخلق تنفي القضاء والقدر حيث يقولون ان الله لم يقدر مقادير الخلائق فما يكون من الخلق هو بفعلهم لا بتقدير الله عز وجل لا بخلقه لا بمشيئته لا بارادته - 00:21:24
بل هو بمشيئتهم التي لا مشيئة لله تعالى فيها فيكذبون القرآن وهذا قد رد عليه الائمة وبينوا ضلالة وان اصحابه قد خرجوا عن الصراط المستقيم ووصفوا بالمجوسية لانهم يعتقدون ان الانسان يخلق فعل نفسه - 00:21:55
وان فعله ليس خلقا لله فاثبتوا خالقا بل اثبتوا خالقين مع الله فلذلك سموا بالمجوسية الذين يقولون باله الخير واله الشر وهؤلاء نحو نحوهم وساروا في سبيلهم حيث اثبتوا خالقا مع الله فجعلوا افعال العباد من خلقهم لا من خلق الله عز وجل - 00:22:24
بل ليس لله فيها مشيئة ولا له عليها قدرة ولذلك قال احدهم يريد ان يظهر هذا العقد صورة تجذب الاسماع تغطي ما فيه من مخالفة الكتاب والسنة قال احدهم سبحان - 00:22:56
مال سبحان الذي تنزه عن الفحشاء؟ سبحان من تنزه عن الفحشاء. يعني عنان يقدر ما يكون من افعال العباد الفاحشة والمعاصي والذنوب فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء يعني ان ما يقع من افعال العباد - 00:23:27
من المعاصي والسيئات ليس خلقا لله بل هي من خلق الخلق من خلق الناس من خلق الفاعلين وليست من خلق الله فرد عليه امام بصير عالم بالكتاب والسنة مطلع على دلالتهما جامع بين دلالات النصوص فقال سبحان - 00:23:56
من لا يكون في ملكه الا ما يشاء ايهما اعظم تنزيها ان يعجز الله عن خلقه بعض فعل عباده؟ ام ان يكون خالقا لكل شيء ولا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحانه - 00:24:19
بحمده فسبحان من لا يكون في ملكه الا ما الا ما يشاء. لكنه سبحانه لا يلزم ان يكون ما شاءه قد رضي هو احبه بل قد يشاؤه سبحانه لما فيه من الحكمة - 00:24:37
وليس لذاته او محبة فيه فليس ثمة تلازم بين المحبة والمشيئة فقد يحب الله الشيء ولا يشاء ولا يشاء وقوعه وقد يشاء الله تعالى شيئا لا يحبه وهذا اذا كان معقولا - 00:24:55
في فعل الناس فكيف في فعل الحكيم العليم انت الان اذا اصابك مرض في اصبعك واخبرك الاطباء انه ان تركت اصبعك ولم تزله سيمضي المرض الى بقية يدك فتتلف تتلف جميعها تتلف جميعها - 00:25:21
اليس قطعا الاصبع مكروها لك بلى لكنك تفعله مع كونه مكروها لما فيه من المصلحة والحكمة هذا في فعلك في نفسك كذلك في ولدك تمنع ولدك مما يحب لان منعه مما يحب مصلحة له. فاذا كان هذا معقولا في فعل الخلق فكيف - 00:25:46
بفعل الحكيم العليم سبحانه وبحمده ولهذا هؤلاء لم تتسع صدورهم لدلالات النصوص ولا وعت عقولهم ما دلت عليه مما يجتمع به كل هذا ويزول به كل اشتباه على الناس فما ما فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده - 00:26:10
تستسميتهم مجوس هذه الامة لانهم جعلوا كل احد يخلق فعل نفسه وما ذكر المؤلف رحمه الله من ان من انهم من ان النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الامة يشير بذلك الى ما جاء من الاحاديث - 00:26:46
ومنها ما جاء عن جابر رضي الله تعالى عنه في المسند والسنن قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون باقدار الله تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم - 00:27:08
لاحداثهم هذه المقالة الشريعة وان ماتوا فلا تشهدوه ردعا لهم عن هذه المقالة. وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وقد جاء في سنن ابي داوود عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:27:23
ان رجلا جاءه فقال ان فلانا يقرأ عليك السلام ان يسلم عليك فقال انه بلغني انه قد احدث اي في امر الدين ما لم يكن عليه عمل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فان كان قد احدث فلا تقرأه من - 00:27:45
السلام اي لا تبلغه سلاما مني فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الامة خسف ومسخ او قذف في اهل القدر وبهذا يتبين انه قد جاء فيهم - 00:28:09
جملة من الاحاديث افرادها ضعيف لكن مجموعها يثبت به المعنى الذي تظمنته من تحذير النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذا المسلك وتحذيره من هذا السبيل وهو انكار - 00:28:32
اقدار الله عز وجل هذه الفرقة الاولى التي ظلت في القدر وهم القدرية المجوسية اثبتوا الامر والنهي اثبتوا الشرع ونفوا القدر يقابلهم القدرية المشركة وهم الذين اثبتوا القدر والقضاء الا انهم - 00:28:54
عطلوا الامر والنهي عطلوا الشرع فلم يثبتوا الشريعة بل عارظوها وهذا هو مسلك المشركين الذين اخبر الله تعالى عنهم في قوله سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا - 00:29:16
ولا حرمنا من شيء فجعلوا ما يقومون به من افعال شركية وتحريم ما احل الله والاعتداء والظلم جعلوا ذلك من امر الله عز وجل قال الله تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم فوصف قولهم بايش - 00:29:41
بالكذب اي ان الله لم يشأ منكم الشرك ولم يشأ منكم تحريما ما احل الله عز وجل بل ذلك فعل منكم دون الدينية القدرية فالتكذيب هنا انه كذب احتجازهم بالقدر على تعطيل الشرع - 00:30:07
وهذا يقع في كثير من مقالات الناس من حيث لا يشعرون فتجد منهم مثلا من تقول له اترك المحرم الفلاني يقول ادع الله لي بالهداية نعم دعاء الله بالهداية لا شك انه مطلوب من كل مؤمن ومؤمنة في كل لحظة برا كان او فاجرا - 00:30:29
ضائعا كان او عاصيا في كل صلاة نحن نقول ايش اهدنا الصراط المستقيم. نسأل الله الهداية لكن هذا لا يعني ان يترك الانسان العمل ويقول اسأل الله الهداية وبعضهم يقول لو شاء الله صليت نعم لو شاء الله صليت لكن الله ترك المشيئة لك اختبارا - 00:30:58
وامتحانا وهو جل وعلا العالم بما يكون منك من طاعة او معصية وهو المتفضل عليك بالطاعة وهو الذي يخذلك بتركك عن الطاعة كما قال تعالى ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم - 00:31:22
كره الله انبعاثهم فثبطهم اي لم يعنهم جل في علاه على الخروج فينبغي ان يوقن المؤمن ان الطاعة توفيق من الله وان تركها خذلان منه فإذا وفقت على الطاعة ويسر الله لك ذلك فاحمد الله ان جعل في قلبك ارادتها واعانك عليها - 00:31:47
واذا وقعت في ترك واجب فاستغفر الله وسله العون على الطاعة فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والمشركون كان يقال لهم انفقوا كما لو قيل للناس تصدقوا او صلوا. واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله. قال الذين كفروا للذين امنوا انطعم من لو يشاء الله - 00:32:15
اطعمه فاحتجوا بان الله لم يطعمهم فنحن لا نطعمهم وهذا من الاحتجاج بالقدر على ترك الطاعة لان الله امرك بالاطعام والاحسان وكونه قدر على احد الا يكون عنده طعام فذاك لا يعني الا تطعمه بل انت مأمور باطعامه - 00:32:42
اما امر ايجاب او امر استحباب فلا يسوغ لاحد ان يحتج بالقدر على تعطيل الشرع وهذا هو الصنف الثاني من القدرية المنكرين للقدر الذين يقولون نفعل ما شاء الله ونترك ما امر - 00:33:14
نفعل ما شاء الله ونترك ما امر والموفق هو من جمع الله في قلبه اليقين بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وامتثل امر الله عز وجل - 00:33:41
وبذل وسعه في طاعته فكان شاكرا في السراء صابرا في الظراء قائما بامر الله عز وجل في كل حين في البكور والاصال هذا هو الموفق جعلني الله واياكم منهم ومن عجائب القدرية - 00:33:57
ان اعرابيا دخل على من يقرر عقيدة القدر المجوسية وان الله لا شأن له بافعال الخلق وان نفعل الخلق ليس من مما يدخل في تقديره فقال له ممتحنا هذا اعرابي - 00:34:25
قال له يا فلان سرقت ناقتي فادعوا الله ان يردها فقال القدري الذي ينكر قدرة الله على افعال الخلق قال اللهم انك لم ترد سرقتها فردها عليه قال لا حاجة لي في دعائك - 00:34:47
لا حاجة لي في دعائك فانه قد يريد ردها ولا تكون يعني هو قال يدعو الله يقول انك لم ترد سرقتها فردها عليه قال اذا كان لا يريد سرقتها ووقعت السرقة فقد يريد ردها ولا يقع الرد. فلا حاجة لي في دعائك - 00:35:15
ولهذا العقيدة السليمة هي ان يوقن العبد ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الله عز وجل على كل شيء قدير وانه ليس ثمة تعارض بين الامر والنهي وبين القضاء والقدر. بل يجمع المؤمن الايمان بين هذه الاصول - 00:35:39
ويسلم بذلك من كل زلل وانحراف - 00:36:00
التفريغ
نعم والعباد فاعلون حقيقة. والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر الفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. بيان هذا ان جمهور اهل السنة والجماعة على - 00:00:00
ان افعال الانسان الاختيارية مستندة اليه. وانه فاعل لها ومحدث لها عبد فاعل لفعله حقيقة لا مجاز. وهذا قول السلف والائمة وهو الحق الذي دل المنقول والمعقول. فان الله ورسوله وصف العبد بانه يعمل ويفعل. وقد جاءت - 00:00:31
النصوص باثبات فعله في عامة ايات القرآن. يعملون يفعلون. يؤمنون يكفرون يتفكرون يحافظون يتقون. ولم يكن من السلف والائمة من يقول ان العبد ليس بفاعل ولا مختار ولا مريد ولا قادر. ولا قال احد منهم انه فاعل - 00:01:01
ما زال بل من تكلم منهم بلفظ الحقيقة والمجاز متفقون على ان العبد فاعل حقيقة ومما اتفق عليه سلف الامة وائمتها ان العباد لهم مشيئة وقدرة يفعلون بمشيئة وقدرتهم ما اقدرهم الله عليه. كما قال الله تعالى كلا انه تذكرة - 00:01:31
ان شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله. وقال الله تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. ومما اتفق عليه سلف الامة وائمة - 00:02:01
ان الله خالق كل شيء من افعال العباد. فالعبد مخلوق لله تعالى. والله تعالى خالق ذاته وصفاته وافعاله. والقرآن مملوء بما يدل على ان افعال العباد بمشيئته وقدرته وخلقه. فان في القرآن من ذكر تفصيل افعال العباد التي بقلوبهم - 00:02:31
وجوارحهم وانه هو تبارك وتعالى يحدث من ذلك ما يطول وصفه. كقول الله تعالى على فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قضى بيان ان الايمان بالقدر لا يستلزم ان يعتقد الانسان انه ليس للخلق فعل - 00:03:01
حقيقي وانهم لا اختيار لهم فالله جل وعلا اثبت اثبت الاختيار للانسان ورتب على ذلك الجزاء بالاثابة والعقوبة ولا يكون ذلك الا انها اختيارات مؤثرة وايرادات لها تأثير ولو لم يكن كذلك لما كان لهذا الاختيار من لما كان لهذا الاختيار - 00:03:28
من اجر او ثواب. يقول رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة اي لما يجري منهم من ايمان وكفر من صلاح وبر وفسق وعصيان والله خالق افعالهم يعني والله جل وعلا هو الذي خلق تلك الافعال - 00:04:00
فهي مضافة اليهم حقيقة والله تعالى خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر يعني هو الموصوف بالايمان والكفر والبر والفاجر والمصلي والصائم. ثم قال وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة الى اخر ما ذكر - 00:04:21
فبين رحمه الله ان العبد فاعل لفعله حقيقة لا مجازا وهذا قول السلف والائمة وهو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وقد قال الله تعالى في كتابه في مواضع عديدة - 00:04:43
اوصافا وصف بها الانسان تثبت انه يضاف اليه الفعل فقال تعالى يعملون يفعلون يتفكرون وما الى ذلك من الكلمات التي اضاف الله تعالى فيها الفعل الى الانسان فدل ذلك على انه هو الفاعل الحقيقي لما كان منه - 00:05:02
ولم يكن من السلف والائمة من يقول ان العبد ليس بفاعل ولا مختار ولا مريد ولا قادر ولا قال احد انه فاعل مجازا كل ذلك من كلام المحرفين المبطلين بل العبد يفعل ما يكون منه حقيقة وهذا الذي فعله لا يخرج عن مشيئة الله عز وجل وارادته - 00:05:31
كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وقد اظاف الله تعالى المشيئة للخلق في ذكره وعبادته قال تعالى كلا انه تذكرة فمن شاء ذكر - 00:06:01
ثم قال وما يذكرون الا ان يشاء الله فاثبت مشيئته لما يكون من فعل اظافه اليهم وقال تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا كل هذه الايات - 00:06:25
وغيرها يدل على اثبات اضافة الفعل الى الانسان وانه فاعل لما يكون منه على الحقيقة لا على المجاز وعلى هذا دلت الادلة في الكتاب والسنة وينبغي للمؤمن ان يوقن بان ذلك من اسرار القدر التي - 00:06:43
ليس في مقدوره ان ليحيط بها علما فالقدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا فما حار فيه ذهنك من شأن القدر فينبغي ان تسلم فيه لما جاء في النص - 00:07:10
فان الله تعالى لم يطلع على سر القدر احدا من الخلق يقول الامام الطحاوي رحمه الله الطحاوية فاصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا - 00:07:36
والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان فكل من تعمق في شيء من شأن القدر تفصيلا بحثا وتنقيبا اوشك ان يقع في شيء من الانحراف الذي لا سلامة لدينه اذا وقع فيه - 00:07:57
فجدير بالمؤمن ان يسلم والا يدخل في ذلك بتعمق ونذر فانه ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان هكذا قال الطحاوي رحمه الله ثم يقول والحذر كل الحذر من نظر وفكر او وسوسة فان الله تعالى طوى علم القدر عن انامه طوى علم القدر عن انامه لانهم - 00:08:25
لا يدركون كيف على وجه بين يكون العبد مختارا يفعل ما يشاء ومشيئته لا تخرج عن فعل الله عز وجل فهو الفاعل الحقيقي وفعله خلق لله عز وجل ولهذا قال رحمه الله فان الله طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم - 00:08:59
فليس لاحد ان يقول كيف ولا ان يسأل عن شيء مما يتعلق بافعاله جل في علاه انما الواجب عليه ان يسلم لما دلت عليه النصوص. وان يوقن انه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن - 00:09:27
ان العبد له مشيئة هذه المشيئة عليها يجري ثوابه وعقابه. ولهذا ما يطرحه بعض الناس من السؤال. هل هل الانسان مسير او مخير الجواب على هذا السؤال عدم اطلاق هذا ولا ذاك. بل يقال الانسان ميسر - 00:09:49
كما قال الله تعالى في محكم كتابه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله - 00:10:15
وسلم لما سئل عن العمل اذا كان قد فرغ من كل شيء وقد قدر وكتب الله تعالى مقادير كل شيء قالوا ففيم العمل يا رسول الله؟ لم يقل لا تعملوا بل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:10:40
فالعبد ميسر واما اطلاق مسير او مخير فهذه الاطلاقات تتضمن معان غير صحيحة اذ ان الانسان معلوم ان من فعله ما له فيه اختيار ومن فعله ما لا اختيار له فيه. جلوسكم في هذه الحلقة الان باختياركم او بغير اختياركم - 00:11:03
باختياركم حركة الدم في عروقكم باختياركم او من غير اختياركم من غير اختياركم ما احد يقدر يوقف قلب نبض القلب او نبض العرق هذا ليس اليه فلا يمكن ان يقال ان الانسان مسير او مخير مسير او مخير على وجه الاطلاق. فعل الانسان منهما له فيه اختيار - 00:11:24
ومنه ما لا اختيار له فيه. ولذلك الافضل مطابق للنص القرآني والنبوي في شأنه هل الانسان مسير او مخير؟ ان يقال ان الانسان ايش ميسر كما قال الله تعالى فسنيسره لليسرى وفي الاخر قال فسنيسره للعسرى. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما - 00:11:48
جاء في الصحيح اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وذاك لما جاء في الصحيحين من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ما منكم من احد - 00:12:15
الا وقد علم مقعده من الجنة والنار. نسأل الله ان نكون من اهل الجنة قال الصحابة يا رسول الله افلا ندعو العمل ونتكل على الكتاب؟ نترك العمل ونتكل على الكتاب الذي سبق. فقال النبي صلى الله عليه - 00:12:36
وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا جواب السؤال الذي يطرحه بعض الناس هل الانسان مسير او مخير ان يقال؟ ان الانسان ميسر هكذا دلت الادلة في الكتاب - 00:12:55
الكتاب والسنة. نعم كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وبيان ذلك ان الله تعالى قال لمن شاء منكم ان - 00:13:23
فاثبت للعبد مشيئة وفعلا ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فبين ان مشيئة العبد متعلقة بمشيئة الله. وهذا صريح قول اهل السنة في اثبات مشيئة العبد. وانها لا تكون الا بمشيئة الرب. وان العبد له قدرة وارادة - 00:13:46
وفعل وهو فاعل حقيقة. والله خالق ذلك كله كما هو خالق كل شيء وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سمى النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات - 00:14:16
سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ويخرجون عن افعال الله واحكامه يخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. وبيان هذا ان مسألة القدر مسألة عظيمة ضل فيها طائفتان من الناس. الطائفة الاولى قدرية مجوسية. تثبت الامر والنهي - 00:14:46
وتنفي القضاء والقدر. فزعم هؤلاء ان في المخلوقات ما لا تتعلق به قدرة الله ومشيئته هو خلقه كافعال العباد وغلاتهم انكروا علمه القديم وكتابه السابق. وهؤلاء هم اول من حدث من القدرية في هذه الامة. فرد عليهم الصحابة وسلف الامة وتبرأوا منهم - 00:15:26
وهم ضلال مبتدعة مخالفون للكتاب والسنة واجماع سلف الامة ولما عرف بالعقل وقول هؤلاء القدرية المجوسية يتضمن الاشراك والتعطيل. فانه يتضمن اخراج بعض الحوادث عن ان يكون لها فاعل. ويتضمن اثبات فاعل مستقل غير الله - 00:15:56
وهاتان شعبتان من شعب الكفر. فان اصل كل كفر التعطيل او الشرك. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة لانهم دانوا بديانة المجوس تضاهوا قولهم وزعموا ان للخير والشر خالقين كما زعمت المجوس. وانه يكون من - 00:16:26
الشر ما لا يشاءه الله كما قالت المجوس ذلك. ففي سنن ابن ماجة وغيره عن جابر رضي الله عنه عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون باقدار الله - 00:16:56
تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم وان لقيتموهم فلا عليهم وهؤلاء قد سلبوا الله القدرة على افعال العباد. تنزيها لله عن مشيئة قبائح وخلقها ونسبوه الى ان يكون في ملكه ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون - 00:17:16
ولا يقدر على ان يهدي ضالا ولا يضل مهتديا. ولا يضل مهتديا ولا يقلب قلب العاصي الى الطاعة ولا المطيع الى المعصية. وهذا يلزم منه الطعن في حكمته وعدله الطائفة الثانية قدرية مشركة تثبت القضاء والقدر وتكذب بالامر والنهي او - 00:17:46
بعد ذلك فهؤلاء انكروا ان يكون العبد فاعلا لافعاله. وان تكون له قدرة لها تأثير في مقدورها او ان يكون في المخلوقات ما هو سبب لغيره. او ان يكون وان يكون - 00:18:16
الله خلق شيئا لحكمة. واول من ظهر عنه انكار ذلك هو الجهم ابن صفوان واتباعه فلما حدثت مقالته المقابلة لمقالة القدرية انكرها السلف والائمة. كما انكروا القدرية من المعتزلة وغيرهم وبدعوا وبدعوا الطائفتين واشد الطوائف قربا من - 00:18:36
ان هؤلاء هو الاشعري ومن وافقه من الفقهاء اصحاب ما لك والشافعي واحمد وغيرهم وهو مع هذا يثبت للعبد قدرة محدثة واختيارا ويقول ان الفعل كسب للعبد لكن يقول لا تأثير لقدرة العبد على ايجاد المقدور. فلهذا قال من قال ان هذا الكسب الذي - 00:19:06
الاشعري غير معقول. ومرادهم بالكسب مقارنة الفعل للارادة والقدرة والايجاد به من غير ان يكون لهما تأثير بوجهه. هذا بيان الفرق التي ظلت في القدر تقدم ان القدر لا يثبت الايمان به الا بان يؤمن بان الله تعالى علم كل شيء قبل وقوعه - 00:19:36
وكتب ذلك وهذا لا ينكره احد في الازمنة المتأخرة انما كان هذا في اول الامر في قول بعض الغلاة ولاة القدرية انكروا ذلك واما بعد ان كان الصحابة عليهم وبيان خطورة ما قالوا - 00:20:03
انقرض هؤلاء الغلاة الذين ينكرون علم الله وكتابته وبقي من ينكر خلق الله ومشيئته وهؤلاء هم القدرية والقدرية اسمه لفرقة ظلت في القدر وهما صنفان من الناس بينهم المؤلف رحمه الله - 00:20:29
على وجه اجمال في كلامه فقال وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم لما جوس هذه الامة هؤلاء هم القسم الاول وهم - 00:21:01
قدرية مجوسية تثبت الامر والنهي وتنفي المشيئة والخلق تنفي القضاء والقدر حيث يقولون ان الله لم يقدر مقادير الخلائق فما يكون من الخلق هو بفعلهم لا بتقدير الله عز وجل لا بخلقه لا بمشيئته لا بارادته - 00:21:24
بل هو بمشيئتهم التي لا مشيئة لله تعالى فيها فيكذبون القرآن وهذا قد رد عليه الائمة وبينوا ضلالة وان اصحابه قد خرجوا عن الصراط المستقيم ووصفوا بالمجوسية لانهم يعتقدون ان الانسان يخلق فعل نفسه - 00:21:55
وان فعله ليس خلقا لله فاثبتوا خالقا بل اثبتوا خالقين مع الله فلذلك سموا بالمجوسية الذين يقولون باله الخير واله الشر وهؤلاء نحو نحوهم وساروا في سبيلهم حيث اثبتوا خالقا مع الله فجعلوا افعال العباد من خلقهم لا من خلق الله عز وجل - 00:22:24
بل ليس لله فيها مشيئة ولا له عليها قدرة ولذلك قال احدهم يريد ان يظهر هذا العقد صورة تجذب الاسماع تغطي ما فيه من مخالفة الكتاب والسنة قال احدهم سبحان - 00:22:56
مال سبحان الذي تنزه عن الفحشاء؟ سبحان من تنزه عن الفحشاء. يعني عنان يقدر ما يكون من افعال العباد الفاحشة والمعاصي والذنوب فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء يعني ان ما يقع من افعال العباد - 00:23:27
من المعاصي والسيئات ليس خلقا لله بل هي من خلق الخلق من خلق الناس من خلق الفاعلين وليست من خلق الله فرد عليه امام بصير عالم بالكتاب والسنة مطلع على دلالتهما جامع بين دلالات النصوص فقال سبحان - 00:23:56
من لا يكون في ملكه الا ما يشاء ايهما اعظم تنزيها ان يعجز الله عن خلقه بعض فعل عباده؟ ام ان يكون خالقا لكل شيء ولا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحانه - 00:24:19
بحمده فسبحان من لا يكون في ملكه الا ما الا ما يشاء. لكنه سبحانه لا يلزم ان يكون ما شاءه قد رضي هو احبه بل قد يشاؤه سبحانه لما فيه من الحكمة - 00:24:37
وليس لذاته او محبة فيه فليس ثمة تلازم بين المحبة والمشيئة فقد يحب الله الشيء ولا يشاء ولا يشاء وقوعه وقد يشاء الله تعالى شيئا لا يحبه وهذا اذا كان معقولا - 00:24:55
في فعل الناس فكيف في فعل الحكيم العليم انت الان اذا اصابك مرض في اصبعك واخبرك الاطباء انه ان تركت اصبعك ولم تزله سيمضي المرض الى بقية يدك فتتلف تتلف جميعها تتلف جميعها - 00:25:21
اليس قطعا الاصبع مكروها لك بلى لكنك تفعله مع كونه مكروها لما فيه من المصلحة والحكمة هذا في فعلك في نفسك كذلك في ولدك تمنع ولدك مما يحب لان منعه مما يحب مصلحة له. فاذا كان هذا معقولا في فعل الخلق فكيف - 00:25:46
بفعل الحكيم العليم سبحانه وبحمده ولهذا هؤلاء لم تتسع صدورهم لدلالات النصوص ولا وعت عقولهم ما دلت عليه مما يجتمع به كل هذا ويزول به كل اشتباه على الناس فما ما فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده - 00:26:10
تستسميتهم مجوس هذه الامة لانهم جعلوا كل احد يخلق فعل نفسه وما ذكر المؤلف رحمه الله من ان من انهم من ان النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الامة يشير بذلك الى ما جاء من الاحاديث - 00:26:46
ومنها ما جاء عن جابر رضي الله تعالى عنه في المسند والسنن قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون باقدار الله تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم - 00:27:08
لاحداثهم هذه المقالة الشريعة وان ماتوا فلا تشهدوه ردعا لهم عن هذه المقالة. وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وقد جاء في سنن ابي داوود عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:27:23
ان رجلا جاءه فقال ان فلانا يقرأ عليك السلام ان يسلم عليك فقال انه بلغني انه قد احدث اي في امر الدين ما لم يكن عليه عمل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فان كان قد احدث فلا تقرأه من - 00:27:45
السلام اي لا تبلغه سلاما مني فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الامة خسف ومسخ او قذف في اهل القدر وبهذا يتبين انه قد جاء فيهم - 00:28:09
جملة من الاحاديث افرادها ضعيف لكن مجموعها يثبت به المعنى الذي تظمنته من تحذير النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذا المسلك وتحذيره من هذا السبيل وهو انكار - 00:28:32
اقدار الله عز وجل هذه الفرقة الاولى التي ظلت في القدر وهم القدرية المجوسية اثبتوا الامر والنهي اثبتوا الشرع ونفوا القدر يقابلهم القدرية المشركة وهم الذين اثبتوا القدر والقضاء الا انهم - 00:28:54
عطلوا الامر والنهي عطلوا الشرع فلم يثبتوا الشريعة بل عارظوها وهذا هو مسلك المشركين الذين اخبر الله تعالى عنهم في قوله سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا - 00:29:16
ولا حرمنا من شيء فجعلوا ما يقومون به من افعال شركية وتحريم ما احل الله والاعتداء والظلم جعلوا ذلك من امر الله عز وجل قال الله تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم فوصف قولهم بايش - 00:29:41
بالكذب اي ان الله لم يشأ منكم الشرك ولم يشأ منكم تحريما ما احل الله عز وجل بل ذلك فعل منكم دون الدينية القدرية فالتكذيب هنا انه كذب احتجازهم بالقدر على تعطيل الشرع - 00:30:07
وهذا يقع في كثير من مقالات الناس من حيث لا يشعرون فتجد منهم مثلا من تقول له اترك المحرم الفلاني يقول ادع الله لي بالهداية نعم دعاء الله بالهداية لا شك انه مطلوب من كل مؤمن ومؤمنة في كل لحظة برا كان او فاجرا - 00:30:29
ضائعا كان او عاصيا في كل صلاة نحن نقول ايش اهدنا الصراط المستقيم. نسأل الله الهداية لكن هذا لا يعني ان يترك الانسان العمل ويقول اسأل الله الهداية وبعضهم يقول لو شاء الله صليت نعم لو شاء الله صليت لكن الله ترك المشيئة لك اختبارا - 00:30:58
وامتحانا وهو جل وعلا العالم بما يكون منك من طاعة او معصية وهو المتفضل عليك بالطاعة وهو الذي يخذلك بتركك عن الطاعة كما قال تعالى ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم - 00:31:22
كره الله انبعاثهم فثبطهم اي لم يعنهم جل في علاه على الخروج فينبغي ان يوقن المؤمن ان الطاعة توفيق من الله وان تركها خذلان منه فإذا وفقت على الطاعة ويسر الله لك ذلك فاحمد الله ان جعل في قلبك ارادتها واعانك عليها - 00:31:47
واذا وقعت في ترك واجب فاستغفر الله وسله العون على الطاعة فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والمشركون كان يقال لهم انفقوا كما لو قيل للناس تصدقوا او صلوا. واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله. قال الذين كفروا للذين امنوا انطعم من لو يشاء الله - 00:32:15
اطعمه فاحتجوا بان الله لم يطعمهم فنحن لا نطعمهم وهذا من الاحتجاج بالقدر على ترك الطاعة لان الله امرك بالاطعام والاحسان وكونه قدر على احد الا يكون عنده طعام فذاك لا يعني الا تطعمه بل انت مأمور باطعامه - 00:32:42
اما امر ايجاب او امر استحباب فلا يسوغ لاحد ان يحتج بالقدر على تعطيل الشرع وهذا هو الصنف الثاني من القدرية المنكرين للقدر الذين يقولون نفعل ما شاء الله ونترك ما امر - 00:33:14
نفعل ما شاء الله ونترك ما امر والموفق هو من جمع الله في قلبه اليقين بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وامتثل امر الله عز وجل - 00:33:41
وبذل وسعه في طاعته فكان شاكرا في السراء صابرا في الظراء قائما بامر الله عز وجل في كل حين في البكور والاصال هذا هو الموفق جعلني الله واياكم منهم ومن عجائب القدرية - 00:33:57
ان اعرابيا دخل على من يقرر عقيدة القدر المجوسية وان الله لا شأن له بافعال الخلق وان نفعل الخلق ليس من مما يدخل في تقديره فقال له ممتحنا هذا اعرابي - 00:34:25
قال له يا فلان سرقت ناقتي فادعوا الله ان يردها فقال القدري الذي ينكر قدرة الله على افعال الخلق قال اللهم انك لم ترد سرقتها فردها عليه قال لا حاجة لي في دعائك - 00:34:47
لا حاجة لي في دعائك فانه قد يريد ردها ولا تكون يعني هو قال يدعو الله يقول انك لم ترد سرقتها فردها عليه قال اذا كان لا يريد سرقتها ووقعت السرقة فقد يريد ردها ولا يقع الرد. فلا حاجة لي في دعائك - 00:35:15
ولهذا العقيدة السليمة هي ان يوقن العبد ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان الله عز وجل على كل شيء قدير وانه ليس ثمة تعارض بين الامر والنهي وبين القضاء والقدر. بل يجمع المؤمن الايمان بين هذه الاصول - 00:35:39
ويسلم بذلك من كل زلل وانحراف - 00:36:00