بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين وبعد قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين سورة البلد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد هذه الاية الكريمة يتبادر من ظاهرها انه تعالى - 00:00:00
اخبر بانه لا يقسم بهذا البلد الذي هو مكة المكرمة مع انه تعالى اقسم به في قوله وهذا البلد الامين والجواب عن هذا من اوجه طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:00:23
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة البلد سميت بهذا الاسم لذكر البلد فيها حيث ذكرها الله تعالى في اول اية فقال لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد والالف واللام هنا - 00:00:39
للعهد الذهني فالبلد اسم لما يسكنه الناس وينزلون فيه الا ان المراد به هنا مكة شرفها الله عز وجل وقال بعض اهل العلم بل المراد بالبلد المدينة والاقرب ان المراد بالبلد مكة - 00:00:55
امرها الله بالاسلام قوله لا اقسم الا لا هنا نافية قوله لا اقسم نفي للقسم هكذا قد يتبادر الى الذهن في معنى الاية والله تعالى قد اقسم بمكة في قوله تعالى - 00:01:15
وهذا البلد الامين في سورة التين قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فاقسم الله تعالى بمواضع الرسالات التين والزيتون وطول سنين هذه المواضع مواضع بعثة الرسل ثم قال وهذا البلد الامين الذي هو مكة محل بعثة خاتم الرسل والنبيين صلى الله عليه وسلم - 00:01:51
لا فقد يتوهم التعارض بين نفي القسم في قوله لا اقسم وبين الاقسام في قوله وهذا البلد الامين وقد اجاب الشيخ رحمه الله عن هذا التوهم بعدة اجوبة اول ذلك قال والجواب عن هذا من اوجه - 00:02:19
الاول وعليه الجمهور انا لا هنا صلة على عادة العرب فانها ربما لفظت لا من غير قصد معناها الاصلي بل احسن الله اليكم. فانها ربما لفظت لا من غير قصد معناها الاصلي. بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده - 00:02:41
كقوله ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني يعني ان تتبعني وقوله ما منعك الا تسجد اي ان تسجد على احد القولين ويدل له قوله في سورة صاد ما منعك ان تسجد لما خلقت وقوله وقوله لئلا يعلم اهل الكتاب اي ليعلم اهل الكتاب - 00:03:03
وقوله فلا وربك لا يؤمنون اي فوربك وقوله ولا تستوي الحسنة ولا السيئة اي والسيئة وقوله وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون على احد القولين وقوله وما يشعركم انها اذا جاءت لا - 00:03:28
على احد القولين وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا على احد الاقوال الماضية وكقول ابي النجم فما الوم البيض الا تسخرا لما رأينا الشمط القفندرا. طيب هذا هو الوجه الاول - 00:03:51
وهو ان لا في قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد ونحوها من الايات التي نفى الله تعالى فيها القسم بما ذكر هي للنفي وجهوا ان في هنا انها مزيدة وهذا اول الاوجه ان لا نافية لكنها لا يقصد بها النفي انما يقصد بها توكيد الاثبات - 00:04:11
لا يقصد بها النفي انما يقصد بها توكيد الاثبات وذكر لذلك شواهد في زيادة لا في الكلام للتوكيد ومن ذلك قوله جل وعلا ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني. والمعنى ان تتبعني ما منعك - 00:04:44
ان تتبعني قوله لابليس ما منعك الا تسجد ان تسجد كما جاء مصرحا به في غير هذه الاية. المقصود اننا هنا وان كانت للنفي لكنها لا تقصد له وانما تقصد للاثبات ولذلك سماها - 00:05:10
بقوله ان لا هنا صلة صلة يعني زائدة والزيادة هنا زيادة لفظ لا زيادة زيادة لفظ والا فالمعنى آآ مقصود اذ ان لا تفيد التوكيد فليس في كلام الله حشو لا غاية منه ولا مقصود بل لها فائدة وهي توكيد - 00:05:34
قسم هذا ما ذكره وذكر له شواهد من الايات واطال في ذكر الشواهد من الابيات الشعرية واعترض على هذا بان لا لا تأتي زائدة في اول الكلام ولكن هذا غير مسلم - 00:06:01
فانها تأتي في اول الكلام وفي اثنائه وغالبا تأتي في القسم بغير الله عز وجل لاقسم بهذا البلد لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ونحو ذلك لم يأتي زيادة لا في القسم - 00:06:19
المثبت بالله عز وجل في موضع واحد وهو قوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم واما ما عدا ذلك من مجيء لا في القسم انما هو في القسم بغير الله عز وجل مما اقسم به جل في علاه. هذا الوجه الاول - 00:06:46
من اوجه اه بيان معنى لا في مثل هذا السياق انها على اصلها للنفي لكنها مزيدة وزيادتها لتوكيد الاثبات لتوكيد المعنى هذا هو الوجه الاول وذكر له شواهد من اللغة - 00:07:07
لعلنا آآ ننتقل الى الوجه الثاني قال الوجه الثاني احسن الله اليكم. الوجه الثاني ان لا نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم. وقوله اقسم اسم احسن الله اليكم وقوله اقسم اثبات مستأنف. وهذا القول وان قال به كثير من العلماء فليس بوجيه عندي لقوله تعالى في سورة - 00:07:31
ولا اقسم بالنفس اللوامة لان قوله تعالى ولا اقسم بالنفس اللوامة يدل على انه لم يرد الاثبات تاني المؤتنى بعد بعد النفي بقوله اقسم والله تعالى اعلم. هذا الوجه الثاني من اوجه - 00:07:59
الجواب عن توهم التعارض بين هذه الاية لا اقسم بيوم القيامة وبين قوله وهذا البلد الامين ان لا للنفي. اذا لا فرق بين هذا الوجه والوجه السابق. فهما يجتمعان في ان لا - 00:08:19
للنفي لكن الفرق في توجيه النفي ففي الوجه الاول ان لا زائدة وفائدتها ايش توكيد المعنى وفي الوجه الثاني ان لا للنفي لكنها لنفي كلام مقدر سابق وهو ما اشار اليه بقوله - 00:08:36
ان النفي لكلام المشركين المكذبين. والمقصود المكذبين بيوم القيامة في قوله تعالى اقسم يوم القيامة والمكذبين بحرمة هذا البلد ونحو ذلك فهو فهو كلام مقدر يفهم من السياق الذي ورد القسم - 00:08:57
فيه اذا هذا الوجه الثاني ان لا للنفي وان ثمة مقدر نفي ويكون قوله اقسم اثبات فيقول لا لنفي كلام مقدر. واما قول اقسم فهو اثبات. اذا النفي لا يتوجه للقسم انما يتوجه لكلام مقدر - 00:09:21
واما القسم فهو كلام مستأنف لاثبات ضد ما ما نوفي الاثبات ضد ما نوفي. هذا الذي ذهب اليه كثير من اهل التفسير والشيخ رحمه الله لم يستحسنه فقال فليس بوجيه عندي ووجه عدم وجاهته قال - 00:09:43
لقوله ولا اقسم بالنفس اللوامة في سورة القيامة لا اقسم لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة حيث عطف على القسى على النفي الاول نفيا ثانيا فقال لان قوله ولا اقسم بالنفس اللوامة يعني لو قلنا ان الاول نفي - 00:10:08
لكلام مقدر فالثاني نفي لايش؟ وهو معطوف عن اول يقول يدل على انه لم يرد الاثبات المؤتنف يعني لم اثبات القسم بقوله اقسم بالنفس الذوابه وانما اراد النفي فلا اقسم بالنفس اللوامة - 00:10:28
اه قال رحمه الله يدل على انه لم يرد الاثبات المؤتنف بعد النفي بقوله اقسم والله تعالى اعلم وكانه يميل الى الوجه السابق والذي يظهر ان اعتراضه رحمه الله ليس - 00:10:50
وجيه اذ ان ما قدر في قسم الاول يمكن ان يقدر في القسم الثاني وتكون الواو هنا استئنافية وليست عاطفة استئنافية وليست عاطفة او او انها عاطفة على ما تقدم من نفي فيكون - 00:11:07
قدر في الاية الاولى هو نفسه المقدر في الاية الثانية وليس في ذلك اشكال الوجه الثالث الوجه الثالث انها حرف نفي ايضا ووجهه ان انشاء القسم ان انشاء القسم يتضمن الاخبار عن تعظيم المقسم به - 00:11:31
فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية والمراد انه لا يعظم بالقسم بل هو نفسه عظيم بما به او لا وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب رح المعاني ولا يخلو عندي من بعد. طيب هذا هو الوجه الثالث - 00:11:50
من الا وجه في بيان عدم تعارض هذه الاية مع قوله تعالى وهذا البلد الامين. الوجه الثالث ان لا ايظا للنفي ولكن النفي هنا يختلف عن الوجهين السابقين في الفرج ففي الوجه الاول للتوكيل - 00:12:10
وفي الوجه الثاني نفي لكلام مقدر يدل عليه السياق. اما هنا فالمنفي هو القسم نفسه وغايته اثبات عظمة المذكور في القسم فيقول لا اقسم بيوم القيامة لان العادة في كلام العرب لا ان لا يقسموا الا بما هو عظيم - 00:12:31
اراد السياق ارادت اراد الله عز وجل بنفي القسم اثبات عظمة هذا ولو لم يقسم به اثبات عظمة يوم القيامة ولو لم يقسم به. اثبات عظمة النفس اللوامة ولو لم يقسم بها - 00:12:56
النفي متوجه الى القسم لا اقسم بيوم القيامة ولكن ما فائدة هذا؟ هو بيان عظمة ما نفي القسم به لان العرب انما تقسم بما تعظم فلما نفى القسم قال هو يعني هو المراد هو اثبات عظمة هذه الاشياء ولو لم يقسم بها. وهذا هو الوجه الثالث من اوجه - 00:13:16
آآ آآ معنى قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد. فلما جاء القسم به في موضع اخر دل ذلك على ان انه مما يقسم به وانه عظيم. سواء اقسم به او لم يقسم به. فالقسم لا يكسب عظمة - 00:13:44
القسم به ليس هو مصدر عظمته بل عظمته في نفسه اقسم به او لم يقسم هذه ثلاثة اوجه كلها تدور على معنى واحد ان لا نافية واختلفوا في توجيهه النفي - 00:14:03
الوجه الاول ان النفي زائد وفائدته ايش التوكيل الوجه الثاني ان النفي لكلام مقدر يفهم من السياق. الوجه الثالث ان النفي منصب على القسم ما فائدته اثبات عظمة ما نفي القسم به وان عظمته ثابتة اقسم به او لم يقسم - 00:14:23
واضح طيب كل هذه الاوجه الثلاثة دائرة على ان لا في الاية للنفي الان ينتقل الى اوجه اخرى في توجيه لا وانها ليست للنفي. نعم الوجه الرابع الوجه الرابع ان اللام لام الابتداء اشبعت فتحتها والعرب ربما اشبعت الفتحة بالف - 00:14:50
الكسرة بياء والضمة بواو. فمثاله في الفتحة قول عبدي يغوث ابن وقاص الحارثي وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي اسيرا يمانيا فالاصل كان لم ترى ولكن الفتحة اشبعت - 00:15:17
وقول الراجز اذا العجوز غضبت فطلق ولا ترضاها ولا ترضاها ولا تملق فالاصل ترضها لان الفعل مجزوم بلا الناهية. وقول عنترة في معلقته ينباع ينباع من ظفرى غضوب جسرة زيافة مثل فنيق المكدم - 00:15:35
مثل مثل الفريق المكدم. فالاصل ينبع يعني ان العرق ينبع من عظم الذفرة من ناقته فاشبع الفتحة فصار ينباع على الصحيح وقول الراجس قلت وقد خرت على الكلكال يا ناقتي ما جلتي من مجالي - 00:15:59
فقوله الكلكالي يعني الكلكل وليس اشباع الفتحة في هذه الشواهد من ضرورة الشعر لتصريح علماء العرب بان اشباع الحركة بحرف يناسبها اسلوب من اساليب اللغة العربية ولانه مسموع في النثر كقولهم كالكال - 00:16:21
التوخات وخاتام وداناق يعنون كلكل وخاتم ودانق ومثله في اشباع الضمة بالواو قولهم برقوع ومعلوق يعنون برقعا ومعلقا ومثال اشباع الكسرة بالياء قول قيس بن زهير الم يأتيك الم يأتيك والانباء الم يأتيك والانباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد - 00:16:41
فالاصل يأتيك لمكان الجازم وانشد له الفراء لا عهد لي لا عهد لي بنضالي لا عهد لي بنضالي اصبحت كالشن البالي ومنه قول امرئ القيس كاني بفتخاء الجناحين لق كاني بفتخاء الجناحين لقوة على عجل مني اطاطئ شي ماليا - 00:17:13
ويدل في هذا الوجه ويدل لهذا الوجه قراءة قنبل لا اقسم بهذا البلد لاقسم بهذا البلد بلام الابتداء وهو مروي عن البزي والحسن والعلم عند الله تعالى. طيب هذا هو الوجه الثاني - 00:17:44
هذا هو الوجه الرابع وهو في الحقيقة الوجه الثاني. لان الوجه الاول في لا انها نافية وعلى اوجه ثلاثة والوجه الثاني في لا انها لام الابتداء اشبعت فمدة الالف والا فهي ليست نافية وهي للاثبات لاقسم بهذا البلد لاقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة - 00:18:06
والامر ابتداء يأتي يؤتى بها لاستفتاح الكلام وابتدائه هذا الوجه الثاني اه في في لا وهو في عد المؤلف الوجه الرابع نعم واقتصر المؤلف رحمه الله على هذه على هذين الوجهين وملخص ذلك واظبط هذا لانك - 00:18:35
تحتاجه في لانك تحتاجه في مثل هذه الايات التي فيها النفي ان كلام العلماء في لا السابقة اهل القسم على نحوين. النحو الاول نافية والنحو الثاني ابتدائية اما على القول بالنفي فلها ثلاثة توجيهات التوجيه الاول الزيادة وفائدتها - 00:18:58
التوكيل والثاني نفي كلام مقدر يدل عليه السياق والثالث نفي القسم لبيان عظمة ما نفي القسم به سواء اقسم به او لم يقسم. اما الوجه الثاني لا ان ان ان - 00:19:25
الام ابتداء اشبعت وذكر لذلك شواهد. نعم. احسن الله اليكم قوله تعالى او مسكينا ذا متربة يدل ظاهره على ان المسكين لاصق بالتراب وليس عنده شيء فهو اشد فقرا من مطلق الفقير كما ذهب اليه مالك وكثير من العلماء - 00:19:43
قوله تعالى اما السفينة فكانت لمساكين يعملون الاية يدل على خلاف ذلك لانه سماهم مساكين مع ان لهم عاملة للايجار واضح هذا في قوله تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة - 00:20:03
قال فكوا رقبة اي عتق رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة اي تطعم في يوم مجاعة ثم بين احق من يطعن في مثل هذا اليوم يتيما ذا مقربة قدمه في الذكر - 00:20:23
يتمه وهو مقارن للحاجة غالبا والقرابة يتيما ذا مقربة فهو صدقة وصلة او مسكينا ذا متربة وهنا للتنويع هذا او هذا قول او مسكينا اي طعام مسكينا ذا متربة ويقولو ذا متربة اي - 00:20:44
قد لصقت يداه بالتراب ومن لصقت يداه بالتراب فقد خلت من كل شيء او متربة يعني ليس عنده شيء من المال او مما يكتسب هذا يقول يدل ظاهره ان المسكين لاصق بالتراب يعني ليس عنده شيء - 00:21:10
وفي الاية الثانية التي في سورة آآ الكهف قال اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاثبت انهم يملكون سفينة حيث قال اما السفينة فكانت لمساكين. والاصل في اللام انها للتمليك - 00:21:31
فاثبت تملكهم للسفينة وهذا يدل على ان المسكين قد يملك شيئا فيقول يدل على خلاف ذلك لانه سماهم مساكين مع ان لهم سفينة عاملة للايجار. الجواب على ما يوهم ما يتوهم من تعارض طبعا الجواب يسير لكن الشيخ ذكره لانه يذكر كل ما يمكن ان يتوهم فيه التعارض. ذكر في ذلك - 00:21:54
جوابا فقال رحمه الله والجواب عن هذا محتاج محتاج اليه على كلا القولين اما على قول من قال ان المسكين من عند ما لا يكفيه كالشافعي فالذي يظهر لي ان الجواب انه يقول المسكين عند الاطلاق ينصرف الى من عنده شيء لا يكفيه - 00:22:20
فاذا قيد بما يقتضي انه لا شيء عنده فذلك يعلم من القيد الزائد لا من مطلق لفظ المسكين. وعليه فالله في هذه الاية قيد المسكين بكونه ذا متربة فلو لم يقيده لانصرف الى من عنده ما لا يكفيه - 00:22:40
فمدلول اللفظ حالة الاطلاق لا يعارض لا يعارض بمدلوله حالة التقييد واما على طيب هذا هذا الوجه الاول ان المسكين عند الاطلاق هو من عنده شيء ولكنه دون الكفاية عنده شيء لكنه دون كفايته - 00:22:59
هذا المسكين واما قوله او مسكينا ذا متربة فهذا تقييد لاطلاق فيكون في هذه الحال المسكين من لا شيء عنده لورود القيد بذلك. في قول ذا متربة. اذا خلو يد بالكلية - 00:23:21
والذي يظهر والله تعالى اعلم ان ان يقال ان المسكين مراتب ودرجات فالمسكنة ليست على درجة واحدة فمنهما يكون فيه الانسان عنده شيء ومنه ما لا يكون عنده شيء. واما التمييز بين المسكين - 00:23:48
والذي يملك عنده شيء عنده بعض الشيء لكن دون الكفاية. وبين من لا شيء عنده فهذا فيما اذا اقترن مع الفقير اما عند اطلاق المسكنة فانه يشمل من عنده شيء ومن لا شيء عنده من عنده شيء لا يكفيه ومن لا شيء عنده بالكلية - 00:24:08
فلما قال في قوله او مسكينا ذا متربة كان هذا بيانا للاعدام والخلو التام من كل ما يملك وهذا بيان اشد احوال من يتوجه اليه الاحسان بالاطعام وهو الذي لا يملك شيئا بالكلية - 00:24:27
وهذا اقرب مما ذكر المؤلف رحمه الله لان الشافعي رحمه الله عندما قال في المسكين من من عنده ما لا يكفيه وفي مقابل من بمقابل الفقير انما الصدقات للفقراء والمساكين - 00:24:49
فلما ذكر الفقير والمسكين احتاج الى التفريق فقال الفقير هو المعدم والمسكين من عنده ما دون الكفاية لكن عند الاطلاق الفقير والمسكين يدلان على معنى واحد اذا افترقا ويفترقان اذا اجتمعا - 00:25:04
فيكون الفقير اشد حاجة من المسكين وبالتالي ليس ثمة تعارض بين الايتين. ويكون قوله ذا متربة بيان لاحق المساكين وليس قيدا وصفا كاش كفن للحالة التي ندب الى اطعامها وليس قيدا آآ مخرجا لمن عنده - 00:25:23
كفاية انما بيان لمبدأ لاشد احوال المسكنة بيان لاشد احوال المسكنة نعم واما عن القول واما على قول من قال بان المسكين احوج من مطلق الفقير وانه لا شيء عنده فيجاب عن اية الكهف وهذا مذهب مالك - 00:25:47
وجماعة من اهل العلم جعلوا المسكين اشد حاجة جعلوا المسكين اشد حاجة من الفقير نعم فيجاب عن هذا فيجاب عن اية الكهف باجوبة منها ان المراد اجوبة اية الكهف ايش يجاب عنها - 00:26:07
لانها اثبتت المسكين ملكا وهو ملك السفينة طيب الجواب منها ان المراد؟ ان المراد بقوله مساكين انهم قوم ضعاف لا يقدرون على مدافعة الظلمة ويزعمون انهم عشرة وخمسة منهم زمنا. اذا المسكنة هنا لا بالنظر الى المال انما بالنظر الى القوة - 00:26:25
بالنظر الى القوة وهذا معروف تقول هذا فلان مسكين وهو اغنى الناس تقول مسكين لا تقصد به قلة ذات اليد انما اما ضعف رأي او ضعف نصرة او ضعف قوة او ما الى ذلك - 00:26:52
نعم ومنها ان السفينة لم تكن ملكا لهم بل كانوا اجراء فيها او انها عارية عارية واللام للاختصاص. ليست للملك وهذا يحتمله قوله اما السفينة فكانت لمساكين ليس التملكا انما اختصاصا - 00:27:06
ومنها ومنها ان اسم ان اسم المساكين اطلق عليهم ترحما لضعفهم. وهذا ليس بعيد عن الوجه الاول قريب لضعفهم رق لهم فوصفهم بانهم مساكين. هذا قريب من بانهم مساكين. وهذا قريب من الوجه الاول. نعم - 00:27:29
والذي يظهر لمقيده عفا الله عنه ان هذه الاجوبة لا دليل على شيء منها فليس فيها حجة يجب الرجوع اليها تج به بعضهم من قراءة علي رضي الله عنه لمساكين بتشديد السين - 00:27:49
جمع جمع تصحيح جمع تصحيح لمساك بمعنى الملاح او دابغ المشوك التي هي الجلود فلا يخفى سقوطه لضعف هذه القراءة وشذوذها. واضح؟ لمستهاكين وهو من يشتغل بدباغة الجلود والمساف يطلق على الجلد - 00:28:07
وهذا رده الشيخ بانه ساقط لضعفه لضعف هذه القراءة وشذوذها. نعم. والذي يتبادر الى الذهن. والذي يتبادر الى ذهن المنصف بان مجموع الايتين دل على ان لفظ المسكين على ان لفظ المسكين مشكك - 00:28:32
مشكك احسن الله اليكم مشكك لتفاوت افراده فيصدق بمن عنده ما لا يكفيه. بدليل اية الكهف ومن هو لاصق بالتراب لا شيء عند بدليل اية البلد كاشتراك الشمس والسراج في النور مع تفاوتهما. واشتراك الثلج والعاج في البياض مع تفاوتهما - 00:28:50
والمشكأ والمشكك اذا اطلق ولم يقيد او المشكك ترى يصلح شكك باعتبار النظر اليه وباعتبار نفس اللفظ نعم والمشكك اذا اطلق ولم يقيد بوصف الاشدية الاشدية الاشدية انصرف الى الى مطلقه. هذا ما ظهر والعلم عند الله تعالى. هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله وما قررناه قبل قليل - 00:29:13
ان المسكين وصف لذي الحاجة وهو يطلق على المعدم وعلى من عنده شيء لا يكفيه فكلاهما مسكين. وهذا معنى اللفظ المشكك او المشكك فاللفظ المشكك هو ما يصدق على معنى يتفاوت في افراده - 00:29:45
فالشمس والقمر نيران اليس كذلك؟ يسمى يسمى يسميان النيران لما فيهما من النور هل نورهما واحد او مختلف نور الشمس والقمر واحدة ومختلف نورهما مختلف نور الشمس آآ وهاج وقوي - 00:30:11
ونور القمر دون ذلك بمراحل وكلاهما يوصف بانه نور. والبياظ كذلك وسائر المعاني التي تتفاوت في الموصوفين هي كذلك. نعم ويسمى هذا اللفظ المشكك او المشكك نعم والفقير ايضا قد تطلقه العرب على من عنده بعض المال. كقول ما لك كقول ما لك - 00:30:32
ومن شواهده قول راعي نمير. اما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبب. فسماه فقيرا مع ان عنده حلوبة قدر عياله؟ اما الفقير الذي كانت حلوبته يعني ما يكسبه من حلب - 00:31:00
ما عنده من الدواب وفق العيال يعني قدر وفق العيال فلم يترك له سبب اي شيء زائد على ذلك نعم والخلاصة ان المسكين هنا مطلق يصدق على ذي الحاجة من الغني ممن له نوع غنى لا يكفيه ومن ومن المعدم الذي ليس عنده شيء - 00:31:18
نعم احسن الله اليكم سورة الشمس قوله تعالى فالهمه فالهمها فجورها وتقواها يدل على ان الله هو الذي يجعل الفجور والتقوى في القلب. وقد جاءت ايات تدل على ان فجور العبد وتقواه باختياره ومشيئته. كقوله تعالى فاستحبوا العمى على الهدى وقوله تعالى - 00:31:45
اشتروا الضلالة بالهدى ونحو ذلك. وهذه المسألة هي التي ضل فيها القدرية والجبرية اما القدرية فضلوا بالتفريط حيث زعموا ان العبد يخلق عمل نفسه استقلالا من غير تأثير لقدرة الله فيه - 00:32:12
الجبرية فضلوا بالافراط حيث زعموا ان العبد لا عمل له اصلا حتى يؤاخذ به واما اهل السنة والجماعة فلم يفرطوا فلم يفرطوا ولم يفرطوا. فاثبتوا للعبد افعالا اختيارية ومن عند جميع العقلاء ان ان الحركة الارتعاشية ليست كالحركة الاختيارية. واثبتوا ان الله خالق كل شيء فهو - 00:32:30
ينطلق العبد وخالق قدرته وارادته وتأثير قدرة العبد لا يكون الا بمشيئته الا بمشيئة الله تعالى فالعبد وجميع افعاله بمشيئة الله تعالى مع ان العبد يفعل اختيارا بالقدرة والارادة اللتين خلقهما الله فيه - 00:32:57
فعلا اختياريا يثاب عليه ويعاقب ولو فرضنا ان جبريا ناظر سنيا فقال الجبري حجتي لربي ان اقول اني لست مستقلا بعمل واني لابد ان تنفذ في مشيئته وارادته على وفق العلم الازلي. فانا مجبور فكيف يعاقبني - 00:33:17
فكيف يعاقبني على امر لا قدرة لي ان احيد عنه. فان السني يقول كل الاسباب التي اعطاها للمهتدين اعطاها لك جعل لك سمعا تسمع به وبصرا تبصر به وعقلا تعقل به وارسل لك رسولا وجعل لك اختيارا - 00:33:40
وقدرة ولم يبق بعد ذلك الا التوفيق وهو ملكه المحض. ان اعطاه ففظل وان منعه فعدل. كما اشار له قال بقوله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين. يعني ان ملكه للتوفيق حجة بالغة على الخلق - 00:34:00
فمن اعطيه ففظل ومن منعه فعدل. وهو لا يمنعه ممن صدق في طلبه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. حاشا ان يمنع الله تعالى هداه عمن صدق في طلب الهدى لكن من فرط او قصر او قصد غير الحق - 00:34:22
فهؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقوله فاستحبوا العمى على الهدى اشتروا الضلالة بالهدى والايات التي في هذا المعنى. وبه يتبين ان قوله فالهمها فجورها اي اكسبها القدرة على الهدى - 00:34:46
كما قال تعالى وهديناه النجدين بينا له طريق الهدى وطريق الضلالة وترك له الاختيار اسأل الله ان يهديني واياكم سواء السبيل وان يعيذنا واياكم من نزغات الشياطين وان يثبتنا على الحق وان يزيدنا منه وصلى الله وسلم على نبينا - 00:35:07
الى محمد بارك الله فيكم - 00:35:26
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين وبعد قال المؤلف غفر الله لنا وله ولشيخنا ولجميع المسلمين سورة البلد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد هذه الاية الكريمة يتبادر من ظاهرها انه تعالى - 00:00:00
اخبر بانه لا يقسم بهذا البلد الذي هو مكة المكرمة مع انه تعالى اقسم به في قوله وهذا البلد الامين والجواب عن هذا من اوجه طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد - 00:00:23
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سورة البلد سميت بهذا الاسم لذكر البلد فيها حيث ذكرها الله تعالى في اول اية فقال لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد والالف واللام هنا - 00:00:39
للعهد الذهني فالبلد اسم لما يسكنه الناس وينزلون فيه الا ان المراد به هنا مكة شرفها الله عز وجل وقال بعض اهل العلم بل المراد بالبلد المدينة والاقرب ان المراد بالبلد مكة - 00:00:55
امرها الله بالاسلام قوله لا اقسم الا لا هنا نافية قوله لا اقسم نفي للقسم هكذا قد يتبادر الى الذهن في معنى الاية والله تعالى قد اقسم بمكة في قوله تعالى - 00:01:15
وهذا البلد الامين في سورة التين قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فاقسم الله تعالى بمواضع الرسالات التين والزيتون وطول سنين هذه المواضع مواضع بعثة الرسل ثم قال وهذا البلد الامين الذي هو مكة محل بعثة خاتم الرسل والنبيين صلى الله عليه وسلم - 00:01:51
لا فقد يتوهم التعارض بين نفي القسم في قوله لا اقسم وبين الاقسام في قوله وهذا البلد الامين وقد اجاب الشيخ رحمه الله عن هذا التوهم بعدة اجوبة اول ذلك قال والجواب عن هذا من اوجه - 00:02:19
الاول وعليه الجمهور انا لا هنا صلة على عادة العرب فانها ربما لفظت لا من غير قصد معناها الاصلي بل احسن الله اليكم. فانها ربما لفظت لا من غير قصد معناها الاصلي. بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده - 00:02:41
كقوله ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني يعني ان تتبعني وقوله ما منعك الا تسجد اي ان تسجد على احد القولين ويدل له قوله في سورة صاد ما منعك ان تسجد لما خلقت وقوله وقوله لئلا يعلم اهل الكتاب اي ليعلم اهل الكتاب - 00:03:03
وقوله فلا وربك لا يؤمنون اي فوربك وقوله ولا تستوي الحسنة ولا السيئة اي والسيئة وقوله وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون على احد القولين وقوله وما يشعركم انها اذا جاءت لا - 00:03:28
على احد القولين وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا على احد الاقوال الماضية وكقول ابي النجم فما الوم البيض الا تسخرا لما رأينا الشمط القفندرا. طيب هذا هو الوجه الاول - 00:03:51
وهو ان لا في قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد ونحوها من الايات التي نفى الله تعالى فيها القسم بما ذكر هي للنفي وجهوا ان في هنا انها مزيدة وهذا اول الاوجه ان لا نافية لكنها لا يقصد بها النفي انما يقصد بها توكيد الاثبات - 00:04:11
لا يقصد بها النفي انما يقصد بها توكيد الاثبات وذكر لذلك شواهد في زيادة لا في الكلام للتوكيد ومن ذلك قوله جل وعلا ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني. والمعنى ان تتبعني ما منعك - 00:04:44
ان تتبعني قوله لابليس ما منعك الا تسجد ان تسجد كما جاء مصرحا به في غير هذه الاية. المقصود اننا هنا وان كانت للنفي لكنها لا تقصد له وانما تقصد للاثبات ولذلك سماها - 00:05:10
بقوله ان لا هنا صلة صلة يعني زائدة والزيادة هنا زيادة لفظ لا زيادة زيادة لفظ والا فالمعنى آآ مقصود اذ ان لا تفيد التوكيد فليس في كلام الله حشو لا غاية منه ولا مقصود بل لها فائدة وهي توكيد - 00:05:34
قسم هذا ما ذكره وذكر له شواهد من الايات واطال في ذكر الشواهد من الابيات الشعرية واعترض على هذا بان لا لا تأتي زائدة في اول الكلام ولكن هذا غير مسلم - 00:06:01
فانها تأتي في اول الكلام وفي اثنائه وغالبا تأتي في القسم بغير الله عز وجل لاقسم بهذا البلد لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ونحو ذلك لم يأتي زيادة لا في القسم - 00:06:19
المثبت بالله عز وجل في موضع واحد وهو قوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم واما ما عدا ذلك من مجيء لا في القسم انما هو في القسم بغير الله عز وجل مما اقسم به جل في علاه. هذا الوجه الاول - 00:06:46
من اوجه اه بيان معنى لا في مثل هذا السياق انها على اصلها للنفي لكنها مزيدة وزيادتها لتوكيد الاثبات لتوكيد المعنى هذا هو الوجه الاول وذكر له شواهد من اللغة - 00:07:07
لعلنا آآ ننتقل الى الوجه الثاني قال الوجه الثاني احسن الله اليكم. الوجه الثاني ان لا نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم. وقوله اقسم اسم احسن الله اليكم وقوله اقسم اثبات مستأنف. وهذا القول وان قال به كثير من العلماء فليس بوجيه عندي لقوله تعالى في سورة - 00:07:31
ولا اقسم بالنفس اللوامة لان قوله تعالى ولا اقسم بالنفس اللوامة يدل على انه لم يرد الاثبات تاني المؤتنى بعد بعد النفي بقوله اقسم والله تعالى اعلم. هذا الوجه الثاني من اوجه - 00:07:59
الجواب عن توهم التعارض بين هذه الاية لا اقسم بيوم القيامة وبين قوله وهذا البلد الامين ان لا للنفي. اذا لا فرق بين هذا الوجه والوجه السابق. فهما يجتمعان في ان لا - 00:08:19
للنفي لكن الفرق في توجيه النفي ففي الوجه الاول ان لا زائدة وفائدتها ايش توكيد المعنى وفي الوجه الثاني ان لا للنفي لكنها لنفي كلام مقدر سابق وهو ما اشار اليه بقوله - 00:08:36
ان النفي لكلام المشركين المكذبين. والمقصود المكذبين بيوم القيامة في قوله تعالى اقسم يوم القيامة والمكذبين بحرمة هذا البلد ونحو ذلك فهو فهو كلام مقدر يفهم من السياق الذي ورد القسم - 00:08:57
فيه اذا هذا الوجه الثاني ان لا للنفي وان ثمة مقدر نفي ويكون قوله اقسم اثبات فيقول لا لنفي كلام مقدر. واما قول اقسم فهو اثبات. اذا النفي لا يتوجه للقسم انما يتوجه لكلام مقدر - 00:09:21
واما القسم فهو كلام مستأنف لاثبات ضد ما ما نوفي الاثبات ضد ما نوفي. هذا الذي ذهب اليه كثير من اهل التفسير والشيخ رحمه الله لم يستحسنه فقال فليس بوجيه عندي ووجه عدم وجاهته قال - 00:09:43
لقوله ولا اقسم بالنفس اللوامة في سورة القيامة لا اقسم لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة حيث عطف على القسى على النفي الاول نفيا ثانيا فقال لان قوله ولا اقسم بالنفس اللوامة يعني لو قلنا ان الاول نفي - 00:10:08
لكلام مقدر فالثاني نفي لايش؟ وهو معطوف عن اول يقول يدل على انه لم يرد الاثبات المؤتنف يعني لم اثبات القسم بقوله اقسم بالنفس الذوابه وانما اراد النفي فلا اقسم بالنفس اللوامة - 00:10:28
اه قال رحمه الله يدل على انه لم يرد الاثبات المؤتنف بعد النفي بقوله اقسم والله تعالى اعلم وكانه يميل الى الوجه السابق والذي يظهر ان اعتراضه رحمه الله ليس - 00:10:50
وجيه اذ ان ما قدر في قسم الاول يمكن ان يقدر في القسم الثاني وتكون الواو هنا استئنافية وليست عاطفة استئنافية وليست عاطفة او او انها عاطفة على ما تقدم من نفي فيكون - 00:11:07
قدر في الاية الاولى هو نفسه المقدر في الاية الثانية وليس في ذلك اشكال الوجه الثالث الوجه الثالث انها حرف نفي ايضا ووجهه ان انشاء القسم ان انشاء القسم يتضمن الاخبار عن تعظيم المقسم به - 00:11:31
فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية والمراد انه لا يعظم بالقسم بل هو نفسه عظيم بما به او لا وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب رح المعاني ولا يخلو عندي من بعد. طيب هذا هو الوجه الثالث - 00:11:50
من الا وجه في بيان عدم تعارض هذه الاية مع قوله تعالى وهذا البلد الامين. الوجه الثالث ان لا ايظا للنفي ولكن النفي هنا يختلف عن الوجهين السابقين في الفرج ففي الوجه الاول للتوكيل - 00:12:10
وفي الوجه الثاني نفي لكلام مقدر يدل عليه السياق. اما هنا فالمنفي هو القسم نفسه وغايته اثبات عظمة المذكور في القسم فيقول لا اقسم بيوم القيامة لان العادة في كلام العرب لا ان لا يقسموا الا بما هو عظيم - 00:12:31
اراد السياق ارادت اراد الله عز وجل بنفي القسم اثبات عظمة هذا ولو لم يقسم به اثبات عظمة يوم القيامة ولو لم يقسم به. اثبات عظمة النفس اللوامة ولو لم يقسم بها - 00:12:56
النفي متوجه الى القسم لا اقسم بيوم القيامة ولكن ما فائدة هذا؟ هو بيان عظمة ما نفي القسم به لان العرب انما تقسم بما تعظم فلما نفى القسم قال هو يعني هو المراد هو اثبات عظمة هذه الاشياء ولو لم يقسم بها. وهذا هو الوجه الثالث من اوجه - 00:13:16
آآ آآ معنى قوله تعالى لا اقسم بهذا البلد. فلما جاء القسم به في موضع اخر دل ذلك على ان انه مما يقسم به وانه عظيم. سواء اقسم به او لم يقسم به. فالقسم لا يكسب عظمة - 00:13:44
القسم به ليس هو مصدر عظمته بل عظمته في نفسه اقسم به او لم يقسم هذه ثلاثة اوجه كلها تدور على معنى واحد ان لا نافية واختلفوا في توجيهه النفي - 00:14:03
الوجه الاول ان النفي زائد وفائدته ايش التوكيل الوجه الثاني ان النفي لكلام مقدر يفهم من السياق. الوجه الثالث ان النفي منصب على القسم ما فائدته اثبات عظمة ما نفي القسم به وان عظمته ثابتة اقسم به او لم يقسم - 00:14:23
واضح طيب كل هذه الاوجه الثلاثة دائرة على ان لا في الاية للنفي الان ينتقل الى اوجه اخرى في توجيه لا وانها ليست للنفي. نعم الوجه الرابع الوجه الرابع ان اللام لام الابتداء اشبعت فتحتها والعرب ربما اشبعت الفتحة بالف - 00:14:50
الكسرة بياء والضمة بواو. فمثاله في الفتحة قول عبدي يغوث ابن وقاص الحارثي وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي اسيرا يمانيا فالاصل كان لم ترى ولكن الفتحة اشبعت - 00:15:17
وقول الراجز اذا العجوز غضبت فطلق ولا ترضاها ولا ترضاها ولا تملق فالاصل ترضها لان الفعل مجزوم بلا الناهية. وقول عنترة في معلقته ينباع ينباع من ظفرى غضوب جسرة زيافة مثل فنيق المكدم - 00:15:35
مثل مثل الفريق المكدم. فالاصل ينبع يعني ان العرق ينبع من عظم الذفرة من ناقته فاشبع الفتحة فصار ينباع على الصحيح وقول الراجس قلت وقد خرت على الكلكال يا ناقتي ما جلتي من مجالي - 00:15:59
فقوله الكلكالي يعني الكلكل وليس اشباع الفتحة في هذه الشواهد من ضرورة الشعر لتصريح علماء العرب بان اشباع الحركة بحرف يناسبها اسلوب من اساليب اللغة العربية ولانه مسموع في النثر كقولهم كالكال - 00:16:21
التوخات وخاتام وداناق يعنون كلكل وخاتم ودانق ومثله في اشباع الضمة بالواو قولهم برقوع ومعلوق يعنون برقعا ومعلقا ومثال اشباع الكسرة بالياء قول قيس بن زهير الم يأتيك الم يأتيك والانباء الم يأتيك والانباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد - 00:16:41
فالاصل يأتيك لمكان الجازم وانشد له الفراء لا عهد لي لا عهد لي بنضالي لا عهد لي بنضالي اصبحت كالشن البالي ومنه قول امرئ القيس كاني بفتخاء الجناحين لق كاني بفتخاء الجناحين لقوة على عجل مني اطاطئ شي ماليا - 00:17:13
ويدل في هذا الوجه ويدل لهذا الوجه قراءة قنبل لا اقسم بهذا البلد لاقسم بهذا البلد بلام الابتداء وهو مروي عن البزي والحسن والعلم عند الله تعالى. طيب هذا هو الوجه الثاني - 00:17:44
هذا هو الوجه الرابع وهو في الحقيقة الوجه الثاني. لان الوجه الاول في لا انها نافية وعلى اوجه ثلاثة والوجه الثاني في لا انها لام الابتداء اشبعت فمدة الالف والا فهي ليست نافية وهي للاثبات لاقسم بهذا البلد لاقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة - 00:18:06
والامر ابتداء يأتي يؤتى بها لاستفتاح الكلام وابتدائه هذا الوجه الثاني اه في في لا وهو في عد المؤلف الوجه الرابع نعم واقتصر المؤلف رحمه الله على هذه على هذين الوجهين وملخص ذلك واظبط هذا لانك - 00:18:35
تحتاجه في لانك تحتاجه في مثل هذه الايات التي فيها النفي ان كلام العلماء في لا السابقة اهل القسم على نحوين. النحو الاول نافية والنحو الثاني ابتدائية اما على القول بالنفي فلها ثلاثة توجيهات التوجيه الاول الزيادة وفائدتها - 00:18:58
التوكيل والثاني نفي كلام مقدر يدل عليه السياق والثالث نفي القسم لبيان عظمة ما نفي القسم به سواء اقسم به او لم يقسم. اما الوجه الثاني لا ان ان ان - 00:19:25
الام ابتداء اشبعت وذكر لذلك شواهد. نعم. احسن الله اليكم قوله تعالى او مسكينا ذا متربة يدل ظاهره على ان المسكين لاصق بالتراب وليس عنده شيء فهو اشد فقرا من مطلق الفقير كما ذهب اليه مالك وكثير من العلماء - 00:19:43
قوله تعالى اما السفينة فكانت لمساكين يعملون الاية يدل على خلاف ذلك لانه سماهم مساكين مع ان لهم عاملة للايجار واضح هذا في قوله تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة - 00:20:03
قال فكوا رقبة اي عتق رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة اي تطعم في يوم مجاعة ثم بين احق من يطعن في مثل هذا اليوم يتيما ذا مقربة قدمه في الذكر - 00:20:23
يتمه وهو مقارن للحاجة غالبا والقرابة يتيما ذا مقربة فهو صدقة وصلة او مسكينا ذا متربة وهنا للتنويع هذا او هذا قول او مسكينا اي طعام مسكينا ذا متربة ويقولو ذا متربة اي - 00:20:44
قد لصقت يداه بالتراب ومن لصقت يداه بالتراب فقد خلت من كل شيء او متربة يعني ليس عنده شيء من المال او مما يكتسب هذا يقول يدل ظاهره ان المسكين لاصق بالتراب يعني ليس عنده شيء - 00:21:10
وفي الاية الثانية التي في سورة آآ الكهف قال اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاثبت انهم يملكون سفينة حيث قال اما السفينة فكانت لمساكين. والاصل في اللام انها للتمليك - 00:21:31
فاثبت تملكهم للسفينة وهذا يدل على ان المسكين قد يملك شيئا فيقول يدل على خلاف ذلك لانه سماهم مساكين مع ان لهم سفينة عاملة للايجار. الجواب على ما يوهم ما يتوهم من تعارض طبعا الجواب يسير لكن الشيخ ذكره لانه يذكر كل ما يمكن ان يتوهم فيه التعارض. ذكر في ذلك - 00:21:54
جوابا فقال رحمه الله والجواب عن هذا محتاج محتاج اليه على كلا القولين اما على قول من قال ان المسكين من عند ما لا يكفيه كالشافعي فالذي يظهر لي ان الجواب انه يقول المسكين عند الاطلاق ينصرف الى من عنده شيء لا يكفيه - 00:22:20
فاذا قيد بما يقتضي انه لا شيء عنده فذلك يعلم من القيد الزائد لا من مطلق لفظ المسكين. وعليه فالله في هذه الاية قيد المسكين بكونه ذا متربة فلو لم يقيده لانصرف الى من عنده ما لا يكفيه - 00:22:40
فمدلول اللفظ حالة الاطلاق لا يعارض لا يعارض بمدلوله حالة التقييد واما على طيب هذا هذا الوجه الاول ان المسكين عند الاطلاق هو من عنده شيء ولكنه دون الكفاية عنده شيء لكنه دون كفايته - 00:22:59
هذا المسكين واما قوله او مسكينا ذا متربة فهذا تقييد لاطلاق فيكون في هذه الحال المسكين من لا شيء عنده لورود القيد بذلك. في قول ذا متربة. اذا خلو يد بالكلية - 00:23:21
والذي يظهر والله تعالى اعلم ان ان يقال ان المسكين مراتب ودرجات فالمسكنة ليست على درجة واحدة فمنهما يكون فيه الانسان عنده شيء ومنه ما لا يكون عنده شيء. واما التمييز بين المسكين - 00:23:48
والذي يملك عنده شيء عنده بعض الشيء لكن دون الكفاية. وبين من لا شيء عنده فهذا فيما اذا اقترن مع الفقير اما عند اطلاق المسكنة فانه يشمل من عنده شيء ومن لا شيء عنده من عنده شيء لا يكفيه ومن لا شيء عنده بالكلية - 00:24:08
فلما قال في قوله او مسكينا ذا متربة كان هذا بيانا للاعدام والخلو التام من كل ما يملك وهذا بيان اشد احوال من يتوجه اليه الاحسان بالاطعام وهو الذي لا يملك شيئا بالكلية - 00:24:27
وهذا اقرب مما ذكر المؤلف رحمه الله لان الشافعي رحمه الله عندما قال في المسكين من من عنده ما لا يكفيه وفي مقابل من بمقابل الفقير انما الصدقات للفقراء والمساكين - 00:24:49
فلما ذكر الفقير والمسكين احتاج الى التفريق فقال الفقير هو المعدم والمسكين من عنده ما دون الكفاية لكن عند الاطلاق الفقير والمسكين يدلان على معنى واحد اذا افترقا ويفترقان اذا اجتمعا - 00:25:04
فيكون الفقير اشد حاجة من المسكين وبالتالي ليس ثمة تعارض بين الايتين. ويكون قوله ذا متربة بيان لاحق المساكين وليس قيدا وصفا كاش كفن للحالة التي ندب الى اطعامها وليس قيدا آآ مخرجا لمن عنده - 00:25:23
كفاية انما بيان لمبدأ لاشد احوال المسكنة بيان لاشد احوال المسكنة نعم واما عن القول واما على قول من قال بان المسكين احوج من مطلق الفقير وانه لا شيء عنده فيجاب عن اية الكهف وهذا مذهب مالك - 00:25:47
وجماعة من اهل العلم جعلوا المسكين اشد حاجة جعلوا المسكين اشد حاجة من الفقير نعم فيجاب عن هذا فيجاب عن اية الكهف باجوبة منها ان المراد اجوبة اية الكهف ايش يجاب عنها - 00:26:07
لانها اثبتت المسكين ملكا وهو ملك السفينة طيب الجواب منها ان المراد؟ ان المراد بقوله مساكين انهم قوم ضعاف لا يقدرون على مدافعة الظلمة ويزعمون انهم عشرة وخمسة منهم زمنا. اذا المسكنة هنا لا بالنظر الى المال انما بالنظر الى القوة - 00:26:25
بالنظر الى القوة وهذا معروف تقول هذا فلان مسكين وهو اغنى الناس تقول مسكين لا تقصد به قلة ذات اليد انما اما ضعف رأي او ضعف نصرة او ضعف قوة او ما الى ذلك - 00:26:52
نعم ومنها ان السفينة لم تكن ملكا لهم بل كانوا اجراء فيها او انها عارية عارية واللام للاختصاص. ليست للملك وهذا يحتمله قوله اما السفينة فكانت لمساكين ليس التملكا انما اختصاصا - 00:27:06
ومنها ومنها ان اسم ان اسم المساكين اطلق عليهم ترحما لضعفهم. وهذا ليس بعيد عن الوجه الاول قريب لضعفهم رق لهم فوصفهم بانهم مساكين. هذا قريب من بانهم مساكين. وهذا قريب من الوجه الاول. نعم - 00:27:29
والذي يظهر لمقيده عفا الله عنه ان هذه الاجوبة لا دليل على شيء منها فليس فيها حجة يجب الرجوع اليها تج به بعضهم من قراءة علي رضي الله عنه لمساكين بتشديد السين - 00:27:49
جمع جمع تصحيح جمع تصحيح لمساك بمعنى الملاح او دابغ المشوك التي هي الجلود فلا يخفى سقوطه لضعف هذه القراءة وشذوذها. واضح؟ لمستهاكين وهو من يشتغل بدباغة الجلود والمساف يطلق على الجلد - 00:28:07
وهذا رده الشيخ بانه ساقط لضعفه لضعف هذه القراءة وشذوذها. نعم. والذي يتبادر الى الذهن. والذي يتبادر الى ذهن المنصف بان مجموع الايتين دل على ان لفظ المسكين على ان لفظ المسكين مشكك - 00:28:32
مشكك احسن الله اليكم مشكك لتفاوت افراده فيصدق بمن عنده ما لا يكفيه. بدليل اية الكهف ومن هو لاصق بالتراب لا شيء عند بدليل اية البلد كاشتراك الشمس والسراج في النور مع تفاوتهما. واشتراك الثلج والعاج في البياض مع تفاوتهما - 00:28:50
والمشكأ والمشكك اذا اطلق ولم يقيد او المشكك ترى يصلح شكك باعتبار النظر اليه وباعتبار نفس اللفظ نعم والمشكك اذا اطلق ولم يقيد بوصف الاشدية الاشدية الاشدية انصرف الى الى مطلقه. هذا ما ظهر والعلم عند الله تعالى. هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله وما قررناه قبل قليل - 00:29:13
ان المسكين وصف لذي الحاجة وهو يطلق على المعدم وعلى من عنده شيء لا يكفيه فكلاهما مسكين. وهذا معنى اللفظ المشكك او المشكك فاللفظ المشكك هو ما يصدق على معنى يتفاوت في افراده - 00:29:45
فالشمس والقمر نيران اليس كذلك؟ يسمى يسمى يسميان النيران لما فيهما من النور هل نورهما واحد او مختلف نور الشمس والقمر واحدة ومختلف نورهما مختلف نور الشمس آآ وهاج وقوي - 00:30:11
ونور القمر دون ذلك بمراحل وكلاهما يوصف بانه نور. والبياظ كذلك وسائر المعاني التي تتفاوت في الموصوفين هي كذلك. نعم ويسمى هذا اللفظ المشكك او المشكك نعم والفقير ايضا قد تطلقه العرب على من عنده بعض المال. كقول ما لك كقول ما لك - 00:30:32
ومن شواهده قول راعي نمير. اما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبب. فسماه فقيرا مع ان عنده حلوبة قدر عياله؟ اما الفقير الذي كانت حلوبته يعني ما يكسبه من حلب - 00:31:00
ما عنده من الدواب وفق العيال يعني قدر وفق العيال فلم يترك له سبب اي شيء زائد على ذلك نعم والخلاصة ان المسكين هنا مطلق يصدق على ذي الحاجة من الغني ممن له نوع غنى لا يكفيه ومن ومن المعدم الذي ليس عنده شيء - 00:31:18
نعم احسن الله اليكم سورة الشمس قوله تعالى فالهمه فالهمها فجورها وتقواها يدل على ان الله هو الذي يجعل الفجور والتقوى في القلب. وقد جاءت ايات تدل على ان فجور العبد وتقواه باختياره ومشيئته. كقوله تعالى فاستحبوا العمى على الهدى وقوله تعالى - 00:31:45
اشتروا الضلالة بالهدى ونحو ذلك. وهذه المسألة هي التي ضل فيها القدرية والجبرية اما القدرية فضلوا بالتفريط حيث زعموا ان العبد يخلق عمل نفسه استقلالا من غير تأثير لقدرة الله فيه - 00:32:12
الجبرية فضلوا بالافراط حيث زعموا ان العبد لا عمل له اصلا حتى يؤاخذ به واما اهل السنة والجماعة فلم يفرطوا فلم يفرطوا ولم يفرطوا. فاثبتوا للعبد افعالا اختيارية ومن عند جميع العقلاء ان ان الحركة الارتعاشية ليست كالحركة الاختيارية. واثبتوا ان الله خالق كل شيء فهو - 00:32:30
ينطلق العبد وخالق قدرته وارادته وتأثير قدرة العبد لا يكون الا بمشيئته الا بمشيئة الله تعالى فالعبد وجميع افعاله بمشيئة الله تعالى مع ان العبد يفعل اختيارا بالقدرة والارادة اللتين خلقهما الله فيه - 00:32:57
فعلا اختياريا يثاب عليه ويعاقب ولو فرضنا ان جبريا ناظر سنيا فقال الجبري حجتي لربي ان اقول اني لست مستقلا بعمل واني لابد ان تنفذ في مشيئته وارادته على وفق العلم الازلي. فانا مجبور فكيف يعاقبني - 00:33:17
فكيف يعاقبني على امر لا قدرة لي ان احيد عنه. فان السني يقول كل الاسباب التي اعطاها للمهتدين اعطاها لك جعل لك سمعا تسمع به وبصرا تبصر به وعقلا تعقل به وارسل لك رسولا وجعل لك اختيارا - 00:33:40
وقدرة ولم يبق بعد ذلك الا التوفيق وهو ملكه المحض. ان اعطاه ففظل وان منعه فعدل. كما اشار له قال بقوله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين. يعني ان ملكه للتوفيق حجة بالغة على الخلق - 00:34:00
فمن اعطيه ففظل ومن منعه فعدل. وهو لا يمنعه ممن صدق في طلبه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. حاشا ان يمنع الله تعالى هداه عمن صدق في طلب الهدى لكن من فرط او قصر او قصد غير الحق - 00:34:22
فهؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقوله فاستحبوا العمى على الهدى اشتروا الضلالة بالهدى والايات التي في هذا المعنى. وبه يتبين ان قوله فالهمها فجورها اي اكسبها القدرة على الهدى - 00:34:46
كما قال تعالى وهديناه النجدين بينا له طريق الهدى وطريق الضلالة وترك له الاختيار اسأل الله ان يهديني واياكم سواء السبيل وان يعيذنا واياكم من نزغات الشياطين وان يثبتنا على الحق وان يزيدنا منه وصلى الله وسلم على نبينا - 00:35:07
الى محمد بارك الله فيكم - 00:35:26