فيقول رحمه الله واصله الشرك في محبة الله تعالى. قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فاخبر سبحانه انه من احب مع الله - 00:00:00
شيئا غيره كما يحبه فقد اتخذ ندا من دونه. وهذا على اصح القولين في الاية انهم يحبونهم كما يحبون وهذا هو العدل المذكور في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. والمعنى الا والمعنى - 00:00:22
على اصح القولين انهم يعدلون به غيره في العبادة فيسوون بينه وبين غيره في الحب والعبادة وكذلك قول المشركين في النار وكذلك قول المشركين في النار لاصنامهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين - 00:00:42
اذ نسويكم برب العالمين ومعلوم قطع ان هذه التسوية لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم وخالقهم فانهم كانوا كما اخبر الله من هم مقرين بان الله تعالى وحده هو ربهم وخالقهم. وان الارض ومن فيها له وحده وانه رب السماوات السبع ورب - 00:01:02
رب العرش العظيم وانه سبحانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه تعالى في المحبة والعبادة فمن احب غير الله تعالى وخافه ورجاه وذل له - 00:01:26
كما يحب الله ويخافه ويرجوه. فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله. فكيف بمن كان غير الله اثر عنده احب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرضات الله - 00:01:45
فاذا كان المسوي بين بين الله وبين غيره في ذلك مشركا فما الظن بهذا؟ فعياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام كانسلاخ الحية من قشرها. وهو يظن انه مسلم موحد. فهذا احد انواع الشرك. طيب يقول رحمه الله - 00:02:02
واصل الشرك الذي حاربته الرسل وبعث الله تعالى لانكاره نوحا ومن بعده من المرسلين الى خاتمهم سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. الشرك الذي حذرت منه الرسل واخبر الله قال بانه ظلم عظيم مبدأه ومنطلقه واصله - 00:02:22
الشرك بالمحبة الشرك في محبة الله عز وجل ان يحب غير الله كما يحب الله عز وجل هذا مبدأ الشرك الذي نهت عنه الرسل. وقد اخبر الله تعالى في كتابه عن هذا الشرك في اول ما ذكر من صور الشرك - 00:02:46
وذلك في قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. يقول رحمه الله اصل الشرك في الالهية الشرك في محبة الله تعالى كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي امثالا ونظراء يسوون - 00:03:07
بالله عز وجل يحبونهم كحب الله يحبونهم مثل ما يحبون الله عز وجل ومعلوم انهم اذا انهم اذا سووا غير الله بالله في المحبة فقد اشركوا مع الله غيره. وسووا به سواه. وكانوا بذلك - 00:03:30
خارجين عن التوحيد الذي جاءت به المرسلون والذي فطر الله تعالى عليه قلوب الخلائق كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او او ينصرانه او يمجسانه. يقول رحمه الله فاخبر سبحانه - 00:03:53
انه من احب مع الله شيئا غيره كما يحبه اي مثلما يحبه جل في علاه. فقد اتخذ ندا من دونه. والله تعالى يقول فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فلا تجعلوا لا تصيروا مع الله امثالا ونظراء في اي امر كان ومن ذلك في محبته فلا تجعلوا - 00:04:10
محبوبا لكم يكون في المرتبة والمنزلة كمحبتكم لله عز وجل فان ذلك من الشرك ومن الكفر الذي يوقعكم في تيئ العواقب ورديئها. يقول الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. اي امثالا يحبونهم كحب الله. ثم - 00:04:33
يقول والذين امنوا اشد حبا لله الذين امنوا اعظم محبة لله من هؤلاء المشركين في محبتهم لله ليش لماذا؟ لانهم افردوا المحبة لله فليس في قلوبهم محبوب سواه. ومعلوم ان من وحد - 00:04:56
اتجاهه وقلبه الى الله عز وجل فهو اعظم محبة واكبر اقبالا واعظم انجذابا الى الرب من ذاك الذي فرق قلبه بين شركاء فصرف هذا لهذا حبا ولهذا حبا واعطى الله شيئا من الحب فانه يكون بذلك ظعيف المحبة. يقول رحمه الله - 00:05:15
وعلى هذا اصح القولين في الاية انهم يحبونهم كما يحب الله. واشير بهذا الى ان في الاية قولين القول الاول ان المشركين يحبون الله وغيره والمؤمنون اشد حبا لله من المشركين الذين يحبون الله وغيره. وهذا المعنى الذي ذكرناه قبل قليل - 00:05:42
المعنى الاخر ان المؤمنين اشد حبا لله من حب هؤلاء المشركين لالهتهم التي عبدوها من دون الله هذا المعنى الاخر وهو معنى صحيح والترجيح لمعنى على معنى لا لا ينفي ان يكون المعنى صحيحا فكلا المعنيين صحيح - 00:06:04
فبالتأكيد ان المؤمنين اعظم محبة لله لان كمالات الله عز وجل ليست لاحد من ليست لاحد سواه ليست لاحد سواه فاذا كان كذلك فانه لن يجد القلب حبا يملؤه ويعمره كمحبة الله عز وجل - 00:06:29
ذاك ان الله عز وجل فطر في قلوب الخلق محبته و توالى احسانه لعباده. وكملت اسماؤه وصفاته فكان ذلك كان ذلك موجبا لعظيم محبته جل في علاه الفطرة الاحسان الكمال - 00:06:51
كله لا يوجد في غير الرحمن جل في علاه. وبالتالي الذين امنوا اشد حبا لله القلب مفطور على محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني فمهما توجه العبد الى محبة غير الله لابد ان يجد في قلبه فاقة - 00:07:13
وفقر وقلق لا يسكن هذا القلق ولا يذهب ذلك الفقر ولا تضمحل تلك الفاقة الا بايش الا بالله عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. لذلك ينبغي - 00:07:36
ان يستحضر المؤمن هذا المعنى ان حب الله عز وجل في قلب المؤمن لا يمكن ان يماثله حب احد من المحبوبات التي يحبها الخلق ويصرفون لها انواع العبادات. فالقلب مفطور على محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني. وهذا الحب هو مفتاح - 00:08:00
مفتاح الصلاح مفتاح النجاح هو مفتاح السعادة فصلاحه وفلاحه ونعيمه تجريد هذا الحب للرحمن فبقدر ما يجرد الانسان هذا الحب لله ويفرد الله تعالى به ينال من السعادة. طيب اذا تخلى عن هذا المعنى وصرف قلبه في المحبوبات فاذا تخلى عنه اصبح - 00:08:20
حائرا ويعود في ذا الكون ذاه يمان يقول رحمه الله بعد ان ذكر مفتاحا الشرك وقاعدته التي يكون بها خارجا عن التوحيد قال رحمه الله وهذا هو العدل. اي تسوية غير الله بالله في المحبة هو العدل - 00:08:45
اي التسوية التي وصف الله تعالى بها المشركين في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون به غيره جل في علاه يسوون به غيرة - 00:09:11
في التوجه اليه وفي المحبة وفي الاخبات وفي الاقبال. ولذلك تجد اولئك الذين يتوجهون الى هذه الاصنام او الى تلك القبور او الى الصالحين او الى الجن او الى الملائكة او الى - 00:09:26
مما يعبد من دون الله تجد عندهم من الحب لهؤلاء ما هو نظير ما هو يشبه من بعض الوجوه محبة المؤمنين لله عز وجل ويشبه اقبالهم عليه لكن شتان بين هذا وذاك - 00:09:43
فان فان المؤمنين اعظم محبة واشد اقبالا. ولذلك وصف الله تعالى المشركين بهذا الوصف في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والمعنى على اصح القولين انهم يعدلون به غيره اي يسوون به غيره سبحانه - 00:10:02
وبحمده حيث انهم جعلوا لهذه المعبودات نصيبا من الحب الذي تبعه تبعته العبادة فصرفوا لهم انواعا من العبادات وقد قال الله جل وعلا عن المشركين فيما اخبر به مما يكون يوم القيامة في ندبهم - 00:10:22
ما كانوا في ندبهم حظهم وما كانوا عليه من كفر قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهم يقسمون بالله الذي انكروا عبادته وسووا به غيره انهم - 00:10:51
في ضلال مبين اي في ذهاب عن الصراط المستقيم وخطأ في الفعل والعمل واضح بين وذلك انهم سووا غير الله به اذ نسويكم برب العالمين. اي اذ نجعلكم امثالا له واندادا له مساوين له سبحانه وبحمده وهو الذي - 00:11:07
الذي لا نظير له ولا مثيل فهو الاحد جل في علاه قل هو الله احد الله الصمد لم لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فليس له كفؤ سبحانه وبحمده. ومعلوم قطعا ان هذه التسوية لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم - 00:11:26
خالقهم. يعني هذه التسوية التي اخبروا بها عن انفسهم ليست في كون الله هو في كون اولئك المعبودات من الاصنام هي التي خلقت وهي التي رزقت وهي التي تملك وهي التي تدبر فانهم كانوا كما اخبر الله تعالى مقرين بان الله تعالى وحده وربهم وخالقهم - 00:11:46
وان الارض ومن فيها لله وحده فهو المالك لها جل وعلا. وانه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كما اخبر جل وعلا فيما قصه عن هؤلاء وانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. قال الله تعالى قل لمن الارض ومن فيها؟ ان كنتم - 00:12:06
تعلمون فبماذا سيجيبون؟ سيقولون لله قل افلا تذكرون. ويقول تعالى قل من رب السماوات ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. ويقول تعالى قل من قل من بيده ملكوت كل شيء - 00:12:26
فملك كل شيء بيده. قل من بيده ملكوت كل شيء. وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون اي فكيف تصرفون وتعمون وتذهبون بطريق خفي عن افراد الله تعالى بالعبادة. اذا لم يكونوا يسوون غير الله بالله في الخلق - 00:12:47
والملك والرزق والتدبير فهم مقرون بانه لا خالق الا الله ولا مالك الا الله ولا رازق الا الله ولا مدبر الا الله. فبماذا كان شركهم لما قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين كانت تسويتهم لله عز وجل في العبادة في صرف - 00:13:10
لهم واتخاذهم اولياء من دون الله واحبوهم كمحبة الله عز وجل. ولهذا يقول رحمه الله وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه تعالى في المحبة والعبادة. في المحبة وهي عمل القلب والعبادة سواء كانت عبادة قولية كالحلف بغير الله والشرف - 00:13:30
ورأس ابيك وحياتك والنبي وما الى ذلك كل هذا تسوية لغير الله بالله فانه لا يحلف الا بالله هذا من الشرك اللفظي الذي يقع في في كثير من الناس من حيث لا يشعر. بعض الناس لا يحلف الا بغير الله عز - 00:13:53
ويقول انا احب الله لو كنت تحب الله وتوحده حق التوحيد لما حلفت بغيره. من كان حالفا فليحلف بالله او وهلم جر في بقية انواع العبادات التي لا يجوز صرفها الا لله كالنذر وكالدعاء والاستغاثة فان من الناس - 00:14:10
من يستغيث بغير الله ويطلب منهم قضاء الحاجات ويقول هؤلاء اولياء. هؤلاء لهم جاه هؤلاء لهم منزلة كما قال اولئك الاوائل انما نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى والله تعالى قد قطع ذلك واغلق بابه وامر - 00:14:30
التوجه اليه وقصده فقال جل في علاه وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد او قال ومن اضل ومن اضل ممن يدعو من دون الله بل لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. ثم قال رحمه الله وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه في المحبة والعبادة - 00:14:48
ثم قال فمن احب غير الله تعالى وخافه ورجاه هذه اصول العبادات القلبية التي يتحقق بها التوحيد. المحبة والخوف والرجاء كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب - 00:15:08
ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يقول رحمه الله وذل له وهذا فرع التعظيم. فالتعظيم ركن العبادة التي لا يقوم الا بها كما يجب كما يحب الله تعالى ويخافه ويرجوه فهو في الشرك الذي لا يغفره الله - 00:15:26
الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الاكبر الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فهذا الشرك لا يغفره - 00:15:47
الله سواء كان بالقلب وهو المبدأ او كان في القول او كان في العمل. فمن اشرك بالله في قلبه فسوى غير الله الا في المحبة او الخوف او الرجاء. او او اشرك بالله في لسانه بان سأل غير الله ودعاه فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا - 00:15:57
او اشرك ببدنه بان سجد لغير الله تعبدا او نذر لغير الله ذبحا او نحو ذلك مما هو من اعمال الشرك فانه خارج عن التوحيد وهو واقع في الشرك الذي لا يغفره الا الله. فكيف بمن كان غير الله؟ يعني اذا كانت التسوية - 00:16:18
بين الله وبين غيره توجب ان لا يغفر الله الذنوب ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فكيف بمن جعل غير الله في منزلة اعلى من الله - 00:16:38
قال رحمه الله فكيف بمن كان غير الله اثر عنده اثر اي اكثر فمن كان غير الله اثر عنده يعني مقدم عنده على الله واحب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرظاة الله عز وجل لا شك انه اسوأ حال - 00:16:51
وابعد عن عن نيل عن نيل المغفرة والعفو والصفح. يقول فاذا كان المسوي بين الله وبين غيره في ذلك مشركا فما الظن بهذا؟ الذي جعل غير الله في منزلة اعلى من الله عز وجل فعياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام - 00:17:12
اي والله نعوذ بالله من ان نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم تنسي الاخ الحية من قشرها قال وهو يظن انه مسلم موحد فهذا احد انواع الشرك. الان بعض الناس يدعو غير الله - 00:17:35
واذا نزلت به نازلة ذهب الى القبور يدعو الموتى او ذهب الى من يزعم انه يقضي الحوائج من الاحياء يستغيث بهم ويسألهم ويظن انه قد حقق لا اله الا الله وهو ينقضها صباح مساء بهذا الاعتقاد في قلبه الذي - 00:17:51
سوى فيه غير الله بالله وينقضها بعمله حيث توجه الى غيره جل في علاه في طلبه وسؤاله ورغبته اسأل الله السلامة والعافية - 00:18:11
التفريغ
فيقول رحمه الله واصله الشرك في محبة الله تعالى. قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فاخبر سبحانه انه من احب مع الله - 00:00:00
شيئا غيره كما يحبه فقد اتخذ ندا من دونه. وهذا على اصح القولين في الاية انهم يحبونهم كما يحبون وهذا هو العدل المذكور في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. والمعنى الا والمعنى - 00:00:22
على اصح القولين انهم يعدلون به غيره في العبادة فيسوون بينه وبين غيره في الحب والعبادة وكذلك قول المشركين في النار وكذلك قول المشركين في النار لاصنامهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين - 00:00:42
اذ نسويكم برب العالمين ومعلوم قطع ان هذه التسوية لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم وخالقهم فانهم كانوا كما اخبر الله من هم مقرين بان الله تعالى وحده هو ربهم وخالقهم. وان الارض ومن فيها له وحده وانه رب السماوات السبع ورب - 00:01:02
رب العرش العظيم وانه سبحانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه تعالى في المحبة والعبادة فمن احب غير الله تعالى وخافه ورجاه وذل له - 00:01:26
كما يحب الله ويخافه ويرجوه. فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله. فكيف بمن كان غير الله اثر عنده احب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرضات الله - 00:01:45
فاذا كان المسوي بين بين الله وبين غيره في ذلك مشركا فما الظن بهذا؟ فعياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام كانسلاخ الحية من قشرها. وهو يظن انه مسلم موحد. فهذا احد انواع الشرك. طيب يقول رحمه الله - 00:02:02
واصل الشرك الذي حاربته الرسل وبعث الله تعالى لانكاره نوحا ومن بعده من المرسلين الى خاتمهم سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. الشرك الذي حذرت منه الرسل واخبر الله قال بانه ظلم عظيم مبدأه ومنطلقه واصله - 00:02:22
الشرك بالمحبة الشرك في محبة الله عز وجل ان يحب غير الله كما يحب الله عز وجل هذا مبدأ الشرك الذي نهت عنه الرسل. وقد اخبر الله تعالى في كتابه عن هذا الشرك في اول ما ذكر من صور الشرك - 00:02:46
وذلك في قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. يقول رحمه الله اصل الشرك في الالهية الشرك في محبة الله تعالى كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي امثالا ونظراء يسوون - 00:03:07
بالله عز وجل يحبونهم كحب الله يحبونهم مثل ما يحبون الله عز وجل ومعلوم انهم اذا انهم اذا سووا غير الله بالله في المحبة فقد اشركوا مع الله غيره. وسووا به سواه. وكانوا بذلك - 00:03:30
خارجين عن التوحيد الذي جاءت به المرسلون والذي فطر الله تعالى عليه قلوب الخلائق كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او او ينصرانه او يمجسانه. يقول رحمه الله فاخبر سبحانه - 00:03:53
انه من احب مع الله شيئا غيره كما يحبه اي مثلما يحبه جل في علاه. فقد اتخذ ندا من دونه. والله تعالى يقول فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فلا تجعلوا لا تصيروا مع الله امثالا ونظراء في اي امر كان ومن ذلك في محبته فلا تجعلوا - 00:04:10
محبوبا لكم يكون في المرتبة والمنزلة كمحبتكم لله عز وجل فان ذلك من الشرك ومن الكفر الذي يوقعكم في تيئ العواقب ورديئها. يقول الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. اي امثالا يحبونهم كحب الله. ثم - 00:04:33
يقول والذين امنوا اشد حبا لله الذين امنوا اعظم محبة لله من هؤلاء المشركين في محبتهم لله ليش لماذا؟ لانهم افردوا المحبة لله فليس في قلوبهم محبوب سواه. ومعلوم ان من وحد - 00:04:56
اتجاهه وقلبه الى الله عز وجل فهو اعظم محبة واكبر اقبالا واعظم انجذابا الى الرب من ذاك الذي فرق قلبه بين شركاء فصرف هذا لهذا حبا ولهذا حبا واعطى الله شيئا من الحب فانه يكون بذلك ظعيف المحبة. يقول رحمه الله - 00:05:15
وعلى هذا اصح القولين في الاية انهم يحبونهم كما يحب الله. واشير بهذا الى ان في الاية قولين القول الاول ان المشركين يحبون الله وغيره والمؤمنون اشد حبا لله من المشركين الذين يحبون الله وغيره. وهذا المعنى الذي ذكرناه قبل قليل - 00:05:42
المعنى الاخر ان المؤمنين اشد حبا لله من حب هؤلاء المشركين لالهتهم التي عبدوها من دون الله هذا المعنى الاخر وهو معنى صحيح والترجيح لمعنى على معنى لا لا ينفي ان يكون المعنى صحيحا فكلا المعنيين صحيح - 00:06:04
فبالتأكيد ان المؤمنين اعظم محبة لله لان كمالات الله عز وجل ليست لاحد من ليست لاحد سواه ليست لاحد سواه فاذا كان كذلك فانه لن يجد القلب حبا يملؤه ويعمره كمحبة الله عز وجل - 00:06:29
ذاك ان الله عز وجل فطر في قلوب الخلق محبته و توالى احسانه لعباده. وكملت اسماؤه وصفاته فكان ذلك كان ذلك موجبا لعظيم محبته جل في علاه الفطرة الاحسان الكمال - 00:06:51
كله لا يوجد في غير الرحمن جل في علاه. وبالتالي الذين امنوا اشد حبا لله القلب مفطور على محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني فمهما توجه العبد الى محبة غير الله لابد ان يجد في قلبه فاقة - 00:07:13
وفقر وقلق لا يسكن هذا القلق ولا يذهب ذلك الفقر ولا تضمحل تلك الفاقة الا بايش الا بالله عز وجل الا بذكر الله تطمئن القلوب. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. لذلك ينبغي - 00:07:36
ان يستحضر المؤمن هذا المعنى ان حب الله عز وجل في قلب المؤمن لا يمكن ان يماثله حب احد من المحبوبات التي يحبها الخلق ويصرفون لها انواع العبادات. فالقلب مفطور على محبوبه الاعلى فلا يغنيه حب ثاني. وهذا الحب هو مفتاح - 00:08:00
مفتاح الصلاح مفتاح النجاح هو مفتاح السعادة فصلاحه وفلاحه ونعيمه تجريد هذا الحب للرحمن فبقدر ما يجرد الانسان هذا الحب لله ويفرد الله تعالى به ينال من السعادة. طيب اذا تخلى عن هذا المعنى وصرف قلبه في المحبوبات فاذا تخلى عنه اصبح - 00:08:20
حائرا ويعود في ذا الكون ذاه يمان يقول رحمه الله بعد ان ذكر مفتاحا الشرك وقاعدته التي يكون بها خارجا عن التوحيد قال رحمه الله وهذا هو العدل. اي تسوية غير الله بالله في المحبة هو العدل - 00:08:45
اي التسوية التي وصف الله تعالى بها المشركين في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون به غيره جل في علاه يسوون به غيرة - 00:09:11
في التوجه اليه وفي المحبة وفي الاخبات وفي الاقبال. ولذلك تجد اولئك الذين يتوجهون الى هذه الاصنام او الى تلك القبور او الى الصالحين او الى الجن او الى الملائكة او الى - 00:09:26
مما يعبد من دون الله تجد عندهم من الحب لهؤلاء ما هو نظير ما هو يشبه من بعض الوجوه محبة المؤمنين لله عز وجل ويشبه اقبالهم عليه لكن شتان بين هذا وذاك - 00:09:43
فان فان المؤمنين اعظم محبة واشد اقبالا. ولذلك وصف الله تعالى المشركين بهذا الوصف في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والمعنى على اصح القولين انهم يعدلون به غيره اي يسوون به غيره سبحانه - 00:10:02
وبحمده حيث انهم جعلوا لهذه المعبودات نصيبا من الحب الذي تبعه تبعته العبادة فصرفوا لهم انواعا من العبادات وقد قال الله جل وعلا عن المشركين فيما اخبر به مما يكون يوم القيامة في ندبهم - 00:10:22
ما كانوا في ندبهم حظهم وما كانوا عليه من كفر قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهم يقسمون بالله الذي انكروا عبادته وسووا به غيره انهم - 00:10:51
في ضلال مبين اي في ذهاب عن الصراط المستقيم وخطأ في الفعل والعمل واضح بين وذلك انهم سووا غير الله به اذ نسويكم برب العالمين. اي اذ نجعلكم امثالا له واندادا له مساوين له سبحانه وبحمده وهو الذي - 00:11:07
الذي لا نظير له ولا مثيل فهو الاحد جل في علاه قل هو الله احد الله الصمد لم لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فليس له كفؤ سبحانه وبحمده. ومعلوم قطعا ان هذه التسوية لم تكن بينهم وبين الله في كونه ربهم - 00:11:26
خالقهم. يعني هذه التسوية التي اخبروا بها عن انفسهم ليست في كون الله هو في كون اولئك المعبودات من الاصنام هي التي خلقت وهي التي رزقت وهي التي تملك وهي التي تدبر فانهم كانوا كما اخبر الله تعالى مقرين بان الله تعالى وحده وربهم وخالقهم - 00:11:46
وان الارض ومن فيها لله وحده فهو المالك لها جل وعلا. وانه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كما اخبر جل وعلا فيما قصه عن هؤلاء وانه هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. قال الله تعالى قل لمن الارض ومن فيها؟ ان كنتم - 00:12:06
تعلمون فبماذا سيجيبون؟ سيقولون لله قل افلا تذكرون. ويقول تعالى قل من رب السماوات ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. ويقول تعالى قل من قل من بيده ملكوت كل شيء - 00:12:26
فملك كل شيء بيده. قل من بيده ملكوت كل شيء. وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون اي فكيف تصرفون وتعمون وتذهبون بطريق خفي عن افراد الله تعالى بالعبادة. اذا لم يكونوا يسوون غير الله بالله في الخلق - 00:12:47
والملك والرزق والتدبير فهم مقرون بانه لا خالق الا الله ولا مالك الا الله ولا رازق الا الله ولا مدبر الا الله. فبماذا كان شركهم لما قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين كانت تسويتهم لله عز وجل في العبادة في صرف - 00:13:10
لهم واتخاذهم اولياء من دون الله واحبوهم كمحبة الله عز وجل. ولهذا يقول رحمه الله وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه تعالى في المحبة والعبادة. في المحبة وهي عمل القلب والعبادة سواء كانت عبادة قولية كالحلف بغير الله والشرف - 00:13:30
ورأس ابيك وحياتك والنبي وما الى ذلك كل هذا تسوية لغير الله بالله فانه لا يحلف الا بالله هذا من الشرك اللفظي الذي يقع في في كثير من الناس من حيث لا يشعر. بعض الناس لا يحلف الا بغير الله عز - 00:13:53
ويقول انا احب الله لو كنت تحب الله وتوحده حق التوحيد لما حلفت بغيره. من كان حالفا فليحلف بالله او وهلم جر في بقية انواع العبادات التي لا يجوز صرفها الا لله كالنذر وكالدعاء والاستغاثة فان من الناس - 00:14:10
من يستغيث بغير الله ويطلب منهم قضاء الحاجات ويقول هؤلاء اولياء. هؤلاء لهم جاه هؤلاء لهم منزلة كما قال اولئك الاوائل انما نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى والله تعالى قد قطع ذلك واغلق بابه وامر - 00:14:30
التوجه اليه وقصده فقال جل في علاه وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد او قال ومن اضل ومن اضل ممن يدعو من دون الله بل لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. ثم قال رحمه الله وانما كانت هذه التسوية بينهم وبينه في المحبة والعبادة - 00:14:48
ثم قال فمن احب غير الله تعالى وخافه ورجاه هذه اصول العبادات القلبية التي يتحقق بها التوحيد. المحبة والخوف والرجاء كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب - 00:15:08
ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يقول رحمه الله وذل له وهذا فرع التعظيم. فالتعظيم ركن العبادة التي لا يقوم الا بها كما يجب كما يحب الله تعالى ويخافه ويرجوه فهو في الشرك الذي لا يغفره الله - 00:15:26
الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الاكبر الذي قال الله تعالى فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فهذا الشرك لا يغفره - 00:15:47
الله سواء كان بالقلب وهو المبدأ او كان في القول او كان في العمل. فمن اشرك بالله في قلبه فسوى غير الله الا في المحبة او الخوف او الرجاء. او او اشرك بالله في لسانه بان سأل غير الله ودعاه فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا - 00:15:57
او اشرك ببدنه بان سجد لغير الله تعبدا او نذر لغير الله ذبحا او نحو ذلك مما هو من اعمال الشرك فانه خارج عن التوحيد وهو واقع في الشرك الذي لا يغفره الا الله. فكيف بمن كان غير الله؟ يعني اذا كانت التسوية - 00:16:18
بين الله وبين غيره توجب ان لا يغفر الله الذنوب ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فكيف بمن جعل غير الله في منزلة اعلى من الله - 00:16:38
قال رحمه الله فكيف بمن كان غير الله اثر عنده اثر اي اكثر فمن كان غير الله اثر عنده يعني مقدم عنده على الله واحب اليه واخوف عنده وهو في مرضاته اشد سعيا منه في مرظاة الله عز وجل لا شك انه اسوأ حال - 00:16:51
وابعد عن عن نيل عن نيل المغفرة والعفو والصفح. يقول فاذا كان المسوي بين الله وبين غيره في ذلك مشركا فما الظن بهذا؟ الذي جعل غير الله في منزلة اعلى من الله عز وجل فعياذا بالله من ان ينسلخ القلب من التوحيد والاسلام - 00:17:12
اي والله نعوذ بالله من ان نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم تنسي الاخ الحية من قشرها قال وهو يظن انه مسلم موحد فهذا احد انواع الشرك. الان بعض الناس يدعو غير الله - 00:17:35
واذا نزلت به نازلة ذهب الى القبور يدعو الموتى او ذهب الى من يزعم انه يقضي الحوائج من الاحياء يستغيث بهم ويسألهم ويظن انه قد حقق لا اله الا الله وهو ينقضها صباح مساء بهذا الاعتقاد في قلبه الذي - 00:17:51
سوى فيه غير الله بالله وينقضها بعمله حيث توجه الى غيره جل في علاه في طلبه وسؤاله ورغبته اسأل الله السلامة والعافية - 00:18:11