الدروس العلمية لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن محمد الأمين - تفسير البغوي
الدروس العلمية لفضيلة الشيخ أ.د. عبدالله بن محمد الأمين - تفسير البغوي
التفريغ
بسم الله الرحمن ان الذين امنوا والذين هادوا نصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوما - 00:00:42ضَ
واذكروا واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكم ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين - 00:02:28ضَ
فجعلناها نكالا لما بين يديها فجعلناها نكال لما بين يديها وما خلفها وموعظة بسم الله الرحمن الرحيم ربي يسر واعن برحمتك الحمدلله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - 00:03:46ضَ
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما - 00:04:46ضَ
اما بعد قال الامام البغوي غفر الله لنا وله وللمسلمين قوله تعالى فانزل على الذين ظلموا رجزا من السماء قال الامام البغوي غفر الله لنا وله وللمسلمين قوله تعالى من امن بالله واليوم الاخر - 00:05:17ضَ
فان قيل كيف يستقيم قوله من امن بالله وقد ذكر في ابتداء الاية ان الذين امنوا قيل اختلفوا في حكم الاية فقال بعضهم اراد بقوله ان الذين امنوا على التحقيق - 00:07:00ضَ
ثم اختلفوا في هؤلاء المؤمنين فقال قوم هم الذين امنوا قبل المبعث وهم طلاب الدين مثل حبيبنا النجار وقس ابن ساعدة وزيد ابن عمرو ابن نفيل وورقة ابن نوفل والبراء السني - 00:07:33ضَ
وابي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبحيرة بحيرة ايوة ووفد النجاشي فمنهم من ادرك النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه ومنهم من لم يدرك هنا نقطة الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله - 00:08:00ضَ
وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه الذي يظهر ان الله تعالى ذكر الطوائف الاربعة وقال من امن بالله يعني ان من تسمى باسم المسلمين ومن تسمى باسم اليهود ومن تسمى باسم النصارى - 00:08:31ضَ
ومن تسمى باسم الصابرين هذه الطوائف من كان منهم على على حقيقة الايمان له اجره من امن منهم بالله واليوم الاخر وقام باركان الايمان واركان الاسلام ومارس الدين على الطريقة التي جاء بها - 00:08:53ضَ
هذا هو الذي يسير في الاية وهو الذي ما تتضارب النصوص به ان من تسموا باسم المسلمين ومن تسموا باسم اليهود ومن تسموا باسم النصارى ومن ومن تسموا باسم الصابرين هؤلاء جميعا - 00:09:17ضَ
من امن منهم بالله واليوم الاخر ومارس الدين على الطريقة التي شرعها الله يعطى اجره ويدخل الجنة ويمنع من النار هذا هو. وذلك بعض المفسرين يقول الذين امنوا هنا المقصود بها من - 00:09:37ضَ
مقصود المنافقون من قالوا نحن مؤمنين. لا ان هذه الطوائف الطائفة التي تسمى المسلمون والطائفة التي تسمى النصارى هؤلاء جميعا من امن منهم بالله واليوم الاخر ومارس الدين يعطى الاجر - 00:09:57ضَ
طبعا هذا بعد نزول الاسلام لا دين الا الاسلام ما دام بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانزل القرآن كل الشرائع انبياؤها مأمورون بان يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم لو بعث - 00:10:20ضَ
الذي يتبع النصارى الان يجب عليه ان يؤمن بالاسلام لان دينه يأمره بذلك. والذي يتبع اليهودي حقيقة يجب عليه ان يتبع الاسلام لان دينه يأمره بذلك التوراة والانجيل تأمران باتباع النبي صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه - 00:10:56ضَ
اما الصابئون فامرهم مشكل ايوة آآ الامة التي لا رسول لها هذا دينها لا يعتبر دين البوذية الهندوسية اي دين ليس سماوي هذا لا يعتبر دين الدين لا بد ان ينزل به نبي - 00:11:25ضَ
يأتي الملك للنبي ويأتيه دين من الله. هذه هي الاديان السماوية ولا يعلمها الا الله ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك اذا الذين يرون ان غير الاسلام - 00:11:52ضَ
يمكن ان ينجو الانسان باتباعه ذلك خطأ ذلك خطأ وضلال واوحي الي هذا القرآن لانركم به. ومن بلغ فالشريعة المحمدية ناسخة لكل الشرائع السابقة ولا فيه الا الاسلام. ان الدين عند الله - 00:12:14ضَ
الاسلام ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. وقال ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان فم السماء قال وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. افلا تعقلون ما على هذه الديانات واصحابها الا ان يدخلوا في الاسلام ويتبعوا دينهم بتركه واتباعه - 00:12:46ضَ
شريعة النبي صلى الله عليه وسلم لان ذلك يأمرهم به دينهم وانبياؤهم ورسلهم وقال لعمر والله لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي وعيسى ينزل في اخر الزمن على القول الصحيح - 00:13:20ضَ
ويحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم لا يحكم بالانجيل والتقارب بين الاديان هو ان يتبع الناس الاسلام وينقذوا انفسهم من النار هذا هو الذي يكون ولذلك النصوص متوافرة وصحيحة وصريحة في هذا الامر - 00:13:43ضَ
نرجو الله ان يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه. اتفضل. نعم قال الامام البغوي غفر الله لنا وله وللمسلمين وقيل هم المؤمنون من الامم الماضية وقيل هم المؤمنون من هذه الامة قوله تعالى - 00:14:10ضَ
والذين هادوا اي الذين كانوا على دين موسى عليه السلام ولم يبدلوا والنصارى الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام ولم يغيروا وماتوا على ذلك قالوا وهذان الاسمان لزماهم زمن موسى وعيسى عليهما السلام - 00:14:41ضَ
حيث كانوا على الحق الاسلام كالاسلام لامة محمد صلى الله عليه وسلم والصابئون زمن استقامة امرهم قوله تعالى من امن اي من مات منهم وهو مؤمن لان حقيقة الايمان بالموافاة - 00:15:20ضَ
ويجوز ان يكون الواو مضمرا اي ومن امن بعدك يا محمد الى يوم القيامة سعيد نعم وقال بعضهم ان المذكورين بالايمان في اول الاية على طريق المجاز دون الحقيقة ثم اختلفوا فيهم - 00:15:54ضَ
فقال بعضهم الذين امنوا بالانبياء الماضين ولم يؤمنوا بك وقيل اراد بهم المنافقين الذين امنوا بالسنتهم ولم يؤمنوا بقلوبهم واليهود والنصارى الذين اعتقدوا اليهودية والنصرانية بعد التبديل والصابئون بعض اصناف الكفار - 00:16:23ضَ
قوله تعالى من امن بالله واليوم الاخر هذه الاصناف بالقلب من هذه الاصناف من هذه الاصناف بالقلب واللسان. اه ولان الايمان لا يكون الا بالنطق باللسان والاعتقاد بالقلب والممارسة ايظا ايمان لابد فيه من النطق - 00:17:03ضَ
والاعتقاد والعمل وهل العمل ركن او شرط الجمهور قالوا ركن وبعض العلماء كابي حنيفة قال شرط وهو خلاف لفظي عمل بالاركان ونطق باللسان واعتقاد بالجنان هذا هو الايمان والعمل من الايمان - 00:17:33ضَ
واذا ابتليت عليهم اياته زادتهم ايمانا يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية نعم اذا هذه الطوائف المذكورة من سار منهم على الحق دخل الجنة ان هذه الطوائف المذكورة المسماة بالمسلمين والمسماة باليهود - 00:17:57ضَ
من امن منهم بالله واليوم الاخر ووفاء على ذلك فله الجنة. هذا هو اللي. هذا الذي يمشي به الكلام. نعم قال الامام البغوي رحمنا الله واياه قوله تعالى وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم - 00:18:20ضَ
وانما ذكر بلفظ الجمع لان قوله من يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث ومن تساوي ما ذكر؟ موصول الاسماء الذي الانثى التي الى اخره ثم قال ومن تساوي مالك؟ الذين اللذان اللذون - 00:18:51ضَ
وبعدين يعني قال وعملوا الصالحات فلا ايمان بدون عمل والقرآن اذا ذكر الايمان لابد يقرن بالعمل ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ثم رددناه السنة السافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. لان العمل - 00:19:24ضَ
هو البرهان على على الايمان فالذي يؤمن ولا يعمل هذا ما ما يقال له مؤمن ابدا لابد من العمل الفقهاء عندما يتم كتاب الفقه الذي يؤلفونه في الاحكام يأتوا في اخره بكتاب يسمى كتاب الجامع - 00:19:54ضَ
كتاب الجامع هذا يتعلم فيه طالب العلم كيف يستفيد من العلم كيف يعالج امراض القلوب كيف يتخطى العقوبات من السمعة ومن الرياء ومن رؤية الفضل على الغير ومن احتقار الاخرين - 00:20:28ضَ
ومن تكبر لان العلم عظيم. العلم منزلته عظيمة فالانسان اذا تعلم ولم يتعلم هذا الكتاب يقع في مأمورتات كل ما انهى المؤلف كتابه في الفقه يأتي بكتاب في اخره يسمى الجامع - 00:20:51ضَ
ما الذي جعل صعوبة الطريق واللصوص التي تسرقك من الطريق من الرياء ومن السمعة ومن رؤية الفضل على الغير ومن تعويق الناس لك ومن الحسد فهذه امراض اذا لم الذي يتعلم يعالجها يكون متعلم لكن يضيع - 00:21:13ضَ
يضيع ولا يستفيد واول من تسعر بهم النار اعاذنا الله واياكم من ذلك القمم الكاذبة اول من تسعر بهم النار القمم الكاذبة فالواحد ينتبه وكل ما تعلم الانسان كل ما رفعه الله - 00:21:38ضَ
لكن اذا كان هذا العلم مزموم بالوراع وبالعمل لابد من العمل ما في لا بد من تعمل اما الذي يتعلم ليقال عالم ويجد المناسك والاحترام عند الناس هذا يوم القيامة يقال له خلاص انت تعلمت ليقال وقد قيل - 00:22:03ضَ
وخطورة الموقف ان الانسان اذا لم يتنبه من الان يضيع وما في واحد يرجع للدنيا. اذا مات الانسان لا يرجع للدنيا. لكن يبعث يوم القيامة فنحن ينبغي ان يكون من عادتنا وعرفنا كيف نتخلص - 00:22:31ضَ
بعد ان نتعلم من الامراض التي تجعلنا لا نستفيد من علمنا لذلك آآ يعني العالم اذا لم يكن ورع يقع في اشياء كثيرة ولذلك قالوا ان رجلا ضاع له شيء ثمين جدا - 00:22:51ضَ
فرفع يديه وقال اللهم لا تجعله يقع في يدي فقيه قالوا ولم؟ قال يتأول له فمشكلة اذا كان الانسان ما عنده الورع مشكل فلذلك الذي يحمي والذي يرفع والذي يعز هو علم مزموم بالورع - 00:23:15ضَ
اما الورع بدون علم بدع وتبرير للناس. واحتقار لها والترفع عليها وعلم بدون ورع ضلال لابد من العلم والورع. فالعلم هو الذي يبين لك الحلال من الحرام والورع هو الذي يخيفك ويجعلك تمتثل ولا تخالف - 00:23:38ضَ
نعم قال الامام البغوي رحمنا الله واياه قوله تعالى وعمل صالحا فلهم اجرهم من ربهم وانما ذكر بلفظ الجمع لان من يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث قوله تعالى ولا خوف عليهم - 00:24:04ضَ
اي في الدنيا قوله تعالى ولا هم يحزنون اي في الاخرة قوله تعالى واذ اخذنا ميثاقكم اي عهدكم يا معشر اليهود قوله تعالى ورفعنا فوقكم الطور اي الجبل بالسريانية في قول بعضهم - 00:24:51ضَ
وهو قول مجاهد وقيل ما من لغة في الدنيا الا وهي في القرآن وقال الاكثرون ليس في القرآن لغة غير لغة العرب. وهذا هو الصحيح لان الله قال بلسان عربي مبين واستمات - 00:25:34ضَ
ابن جرير على اثبات هذا وقال ما في القرآن من من غير لغة العرب هو من باب تداخل اللغات لان الله قال بلسان عربي مبين. وقال جل وعلا ومن اصدق من الله قيلا - 00:25:57ضَ
هذا كلام جيد وان كان اعترض عليه نعم قال الامام البغوي رحمنا الله واياه وقال الاكثرون ليس في القرآن لغة غير لغة العرب لقوله تعالى وانما هذا واشباهه وقع وفاقا بين اللغتين. نعم - 00:26:18ضَ
وقال ابن عباس امر الله تعالى جبلا من جبال فلسطين فانقلع من اصله حتى قام على رؤوسهم وذلك لان الله تعالى انزل التوراة على موسى عليه السلام فامر موسى قومه ان يقبلوها - 00:26:51ضَ
ويعمل باحكامها فابوا ان يقبلوها للاثار للاثار والاثقال التي هي فيها وكانت شريعة ثقيلة فامر الله تعالى جبريل عليه السلام فقال عجبلا على قدر عسكرهم وكان فرسخا في فرسخ فرفعه فوق رؤوسهم - 00:27:19ضَ
مقدار قامة الرجل كالظلة وقال لهم ان لم تقبلوا التوراة التي ارسلت التي ارسلتها ان لم تقبلوا التوراة التي ارسلت هذا الجبل عليكم ان لم تقبلوا التوراة. بعدين انتهى الكلام. ارسلت هذا الجبل عليك. نعم. ايوة - 00:27:51ضَ
ان لم تقبلوا التوراة التي ارسلت ارسلت الجبل اه. ان لم تقبلوا التوراة ان لم تقبلوا التوراة ارسلت الجبل اليكم. ارسلت هذا الجبل عليكم. نعم. وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - 00:28:19ضَ
الله فوق رؤوسهم الطور. رفع الله فوق رؤوسهم الطور وبعث نارا من قبل وجوههم واتاهم البحر المالح من خلفهم قوله تعالى خذوا اي قلنا لهم خذوا قوله تعالى ما اتيناكم - 00:28:43ضَ
اي اعطيناكم قوله تعالى بجد واجتهاد ومواظبة كان الاخذ بالقوة يعني بالجد في العمل به ولذلك السياقات تفهم التوسع في العبارة نعم قوله تعالى اي وادرسوا وتفهموا وتعقلوا. نعم قوله تعالى - 00:29:18ضَ
ما فيه وقيل احفظوه واعملوا به قوله تعالى لعلكم تتقون اي لكي تنجو من الهلاك في الدنيا والعذاب في العقبة فان قبلتم والا رضختكم بهذا الجبل واغرقتكم في هذا البحر - 00:29:56ضَ
واحرقتكم بهذه النار فلما رأوا ان لا مهرب لهم عنها قبلوا وسجدوا وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود فصار سنة لليهود ولا يسجدون الا على انصاف وجوههم ويقولون في هذا السجود - 00:30:30ضَ
رفع العذاب عنا قوله تعالى ثم توليتم اي اعرضتم قوله تعالى من بعد ذلك اي من بعد ما قبلتم التوراة قوله تعالى فلولا فضل الله عليكم ورحمته يعني بالامهال والادراج - 00:30:58ضَ
وتأخير العذاب عنكم قوله تعالى لكنتم اي لصرتم قوله تعالى من الخاسرين اي من المغبونين بالعقوبة وذهاب الدنيا والاخرة وقيل من المعذبين في الحال لانه رحمهم بالامهال قال الامام البغوي - 00:31:38ضَ
غفر الله لنا وله وللمسلمين قوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت اي تجاوزوا الحد واصل السبت القطع قيل سمي يوم السبت بذلك لان الله تعالى قطع فيه الخلق - 00:32:23ضَ
وقيل لان اليهود امروا فيه بقطع الاعمال والقصة فيه انهم كانوا زمن داوود عليه السلام بارض يقال لها ايلة حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فكان اذا دخل السبت - 00:32:56ضَ
لم يبقى حوت في البحر الا اجتمع هناك حتى يخرجن خراطيمهن من الماء لامنها حتى لا يرى الماء من كثرتها فاذا مضى السبت استغرقن ولزمنا ما قال البحر فلا يرى شيء منها مقر البحر مقر البحر مقر البحر. نعم - 00:33:24ضَ
فلا يرى شيء منها فذلك قوله تعالى اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يثبتون لا تأتيهم ثم ان الشيطان ثم ان الشيطان وسوس اليهم وقال انما نهيتم عن اخذها يوم السبت - 00:33:57ضَ
فعمد رجال فحفروا الحياط حول البحر وشرعوا منه اليها وشرعوا منه اليها الانهار فاذا كانت عشية الجمعة فتحوا تلك الانهار فاقبل الموج بالحيتان الى الحياط فلا يقدرن على الخروج لبعد عمقها - 00:34:37ضَ
وقلة مائها فاذا كان يوم الاحد اخذوها وقيل كانوا يسوقون الحيتان الى الحياط يوم السبت ولا يأخذونها ثم يأخذونها يوم الاحد وقيل الحبايل والشخوص يوم الجمعة ويخرجونها يوم الاحد ففعلوا ذلك زمانا - 00:35:07ضَ
ولم تزل عليهم عقوبة فتجرأوا على الذنب وقالوا ما نرى السبب الا وقد احل لنا فاخذوا واكلوا وملحوا وباعوا واشتروا وكثر ما له وكثر مالهم فلما فعلوا ذلك صار اهل القرية - 00:35:44ضَ
وكانوا نحوا من سبعين الفا ثلاثة اصناف صنف امسك ونهى وصنف امسك ولم ينه وصنف انتهك الحرمة وكان الناهون اثني عشر الفا فلما ابى المجرمون قبول نصحهم قالوا والله لا نساكنكم في قرية واحدة - 00:36:16ضَ
فقسموا القرية بجدار وعبروا بذلك سنتين فلعنهم داوود عليه السلام وغضب عليهم لاصرارهم على المعصية فخرج الناهون ذات يوم من بابهم ولم يخرج من المجرمين احد ولم يفتحوا بابهم فلما ابطأوا - 00:36:50ضَ
تسوروا عليهم الحائط فاذا هم جميعا قردة لهم اذناب يتعاوون قال العلماء في هذه القضية ان اهل القرية انقسموا ثلاث اقسام اسم قرف الجريمة وتحايلوا على الله وقسم حذروهم ونهوهم عن هذا الفعل - 00:37:21ضَ
وقسم سكتوا فالذين قارفوا الجريمة اهلكهم الله ومن سخهم والذين نهوا عن المعصية نجوا والذين سكتوا سكت الوحي عنه ولذلك قال واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر. اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا - 00:37:51ضَ
ويوم لا يسبتون لا تأتيهم. كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم؟ او معذبهم عذابا شديدا؟ قالوا معذرة الى ربكم او معذرة الى ربك. كل القراءة السبعية - 00:38:19ضَ
ولعلهم يتقون فلما نسوا تركوه ما ذكروا به من خطورة مقارفة هذا الذنب وهذه الجريمة انجينا الذين ينهون عن السوق واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس او بيس بما كانوا يفسقون قال لهم كونوا قردة خاسئين - 00:38:41ضَ
فكونوا تحولوا قردة قالوا في الاسرائيليات الكبار ساروا خنازير والصغار صاروا قرودا الله قال كونوا فكلمة كونوا غيرتهم وهذا يعني مثل من امثال المعاصي المعاصي اذا عملت ولم ينه عنها خطورتها لا يعلمها الله. لا يعلمها الا الله - 00:39:11ضَ
وذلك قال واتقوا فتنة لا تصيبن الذين لا تختص بالظالمين. قالوا انهلكوا وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث ان الحبارى والجوعى يتضرران في الصحراء من ظلم ابن ادم ولولا البهائم لم يرزق - 00:39:50ضَ
فينبغي ان يكون من عرفنا ومن ثقافتنا ومن عادتنا ان نخاف من المعاصي واعظم المعاصي المجاهرة بالمعصية اعظم المعاصي ان تجاهر بالمعصية منع شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر الله - 00:40:15ضَ
اما الذي يعمل المعصية علنا فهذا غاية في الخطورة لان المعصية معصية والاعلام بالمعصية معصية فلا ينبغي ان ان تظهر المعصية ولا ان يتجاهر بها لان ذلك خطر وشؤم المعصية - 00:40:38ضَ
يكون في العمر ويكون في المال ويكون في الولد ويكون في ولد الولد ما رأيت اشأم من المعاصي فنحن المسلمين ينبغي ان نتقي الله وان نتمثل ديننا وان لا نجفل الناس عن الاسلام بارتكابنا للمعاصي - 00:40:58ضَ
ونعلم ان الله تعالى ابتلانا خلقنا للابتلاء ليبلوكم خلق الموت والحياة وقال فمنهم شقي وسعيد وقال فريق في الجنة وفريق في السعير. وقال يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. وقال اولئك - 00:41:23ضَ
اولئك حزب الله. الا ان حزب الله هم المفلحون وقال اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون. واعطانا العقل والسمع والبصر واعطانا الوقت وقال لم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناهم - 00:41:48ضَ
النجدين وقال وما كنا معذبين وكل ما دخلت شريحة من شرائح اهل النار النار يقول لها ما لك واصحاب خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا فالنجاة النجاة والجدار البدار - 00:42:06ضَ
ونعلم ان الشيطان والنفس والناس والمال هذه معوقات عن السير الى الجنة فمن الآن كل واحد منا يتوب ويفتح صفحة جديدة الى الى الجنة. وربنا كريم ولا يضيع اجر من احسن عملا - 00:42:29ضَ
اما اذا كان كل واحد يسوف ويجعل اللوم على الاخرين هذه مشكلة. الله يهديهم ما فعلوا الله يهديهم. طيب الله يهديك انت. انت لا تكلف الا نفسك كل واحد منا يعمل ما يستطيع ولا يكلف الا بما يستطيع - 00:42:50ضَ
قال الامام البغوي غفر الله لنا وله وللمسلمين فلما ابطأوا تسوروا عليهم الحائط فاذا هم جميعا قردة لها اذناب يتعاوون قال قتادة صار الشبان قردة والشيوخ خنازير فمكثوا ثلاثة ايام - 00:43:10ضَ
ثم هلكوا ولم يمكث مسخ فوق ثلاثة ايام. ولذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا منسوخ اول قال لا ادري هل الفأر ثم من بني اسرائيل فقدت قد تراه - 00:43:48ضَ
لا يشرب البان الشاة ولا يشرب البان الابل بعدين اخبر عن الممسوخ لا لا نسل له ولا يعيش اكثر من ثلاثة ايام فعلم ان هذا الحديث منسوخ بالخبر الذي جاء بعده - 00:44:10ضَ
يتنبه لهذا نعم قال الامام البغوي رحمنا الله واياه صار الشبان قردة والشيوخ خنازير فمكثوا ثلاثة ايام ثم هلكوا ولم يمكث مسخ فوق ثلاثة ايام ولم يتوالدوا قال الله تعالى - 00:44:28ضَ
فقلنا لهم كونوا قردة امر تحويل وتكوين قلنا لهم كونوا يعني امر من الله تعالى تحويل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له وذلك الذي يقول ورب المصحف لا والمصحف - 00:45:00ضَ
لان المصحف صفة من صفات الله آآ القرآن صفة من صفات الله يقسم به. غير مخلوق ايوة فقال قلنا لهم كونوا هذا امر تكوين يعني كونوا قردة تحولت اشكالهم الى قردة - 00:45:27ضَ
ولذلك قال للناقة للصخرة اخرجي ناقة. وقال للنار كوني بردا انما امرنا للشيء اذا اردناه ان نقول له من هذه الصفات تعطل اوامره من هذه الصفات تنتهك نواهيا حقيقة ينبغي ان نتنبه يا احبتي - 00:45:50ضَ
ما الذي نريد نريد الجنة عند الله نخاف من النار الله يحمينا منها نريد عند الله. فلماذا لا نعيش؟ على الطريقة التي يريدها منا ربنا فنسعد في الدنيا ونرحم في الاخرى - 00:46:16ضَ
وما نخاف منه يؤمننا منه ربنا. وما نريده يعطيه لنا ربنا. لماذا؟ لماذا لا لماذا نتعلق بالمخلوق؟ لما لا نترك الخالق ونهتم بالمخلوق والخالق هو الذي خلق وهو الذي اعطى وهو الذي دفع - 00:46:37ضَ
فلما لا نرتكب الاخطاء الكبيرة ولا نتنبه لها نريد امور عند الله نخاف من امور عند الله ان يحمينا منها ولذلك قال من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله - 00:47:00ضَ
والله هو الغني الحميد. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور البدار البيدار البدار نعم قال الامام البغوي غفر الله لنا وله وللمسلمين - 00:47:21ضَ
قال الله تعالى فقلنا لهم كونوا قردة امر تحويل وتكوين قوله تعالى خاسئين اي مبعدين مطرودين وقيل فيه تقديم وتأخير اي كونوا خاسئين قردة ولذلك لم يقل خاسئات والخس الطرد والابعاد - 00:47:46ضَ
وهو لازم ومتعد يقال خسأه فنخسأه يعني فعل خسائر ياتي متعدي ولازم ورجع يتيم تعدي ولازم نعم رجع زيد من سفره فان رجعك الله نعم. تفضل. وهو لازم ومتعد. وهو لازم ومتعد - 00:48:27ضَ
يقال قسأته خسأة فخسأ خسوء مثل رجعته رجعا فرجع رجوعا قوله تعالى اي جعلنا عقوبتهم بالمسخ قوله تعالى نكالة اي عقوبة وعبرة والنكال اسم لكل عقوبة ينكل ينكل الناظر من فعل ما جعلت العقوبة - 00:48:55ضَ
جزاء عليه ومنه النكول عن اليمين وهو الامتناع واصله من النكل وهو القيد ويكون جمعه انكالا قوله تعالى لما بين يديها قال قتادة اراد بما بين يديها يعني ما سبقت من الذنوب - 00:49:39ضَ
اي جعلنا تلك العقوبة جزاء لما تقدم من ذنوبهم قبل نهيهم عن اخذ الصيد قوله تعالى وما خلفها اي ما حضر من الذنوب التي اخذوا بها وهي العصيان باخذ الحيتان - 00:50:11ضَ
وقال ابو العالية والربيع عقوبة لما مضى من ذنوبهم وعبرة لمن بعدهم ان يستنوا بسنتهم وما الثانية بمعنى من وقيل جعلناها اي جعلنا قرية اصحاب السبت عبرة لما بين يديها - 00:50:36ضَ
اي القرى التي كانت مبنية في الحال قوله تعالى وما خلفها اي وما يحدث من القرى من بعد من بعد ليتعظوا وقيل فيه تقديم وتأخير تقديره فجعلناها وما خلفها اي ما اعد لهم من العذاب في الاخرة - 00:51:11ضَ
وجزاء لما بين يديها اي لما تقدم من ذنوبهم باعتدائهم في السبت قوله تعالى في بؤس. نعم وموعظة اي للمؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يفعلون مثل فعلهم. اكتب - 00:51:45ضَ
جزاك الله خير - 00:52:19ضَ