فوائد من محاضرة (المولد النبوي بين الاتباع والابتداع)
الدليل الأول في منع الاحتفال بالمولد النبوي | الشيخ عبد الله العنقري
التفريغ
الدليل الاول على منع الاحتفال بالمولد ان التقرب الى الله باي قربة وعبادة يجب ان يكون وفق ما شرعه الله تعالى واحداث واحداث الاحتفال بالمولد النبوي قربة يتقرب بها اصحابها دون ان يكون لديهم دليل واحد من كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم او عمل السلف الصالح رضي الله - 00:00:00ضَ
وما كان بهذه المثابة فلا ينبغي التردد في الحكم بانه بدعة لا يجوز للامة ان تعملها وذلك ان اي امر يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وبحقوقه معدود شرعا ضمن القرب العظيمة - 00:00:24ضَ
التي بينتها الادلة اتم البيان. بحيث تجلى للمسلم ما الذي ما الذي يتوجب عليه من رعاية حق المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ وقد اتم الله تعالى لنا الدين واستغنينا بنصوصه - 00:00:41ضَ
عن احداث المحدثين فكيف يقيم المحتفلون بالمولد هذا الاحتفال رعاية لحق النبي صلى الله عليه وسلم في زعمهم دون ادنى مستند من كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:00:57ضَ
وهنا قال المانعون قد علم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرد على الواحد من اصحابه العمل الذي اراد به رعاية حق المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:01:13ضَ
اذا كان ذلك على غير هديه كما فعل مع معاذ رضي الله عنه. فان معاذا حين قدم اليمن او الشام رأى النصارى تسجد لبطارقتها واساقفتها فلما قدم المدينة قال يا رسول الله - 00:01:25ضَ
رأيت النصارى تسجد لبطارقتها واساقفتها روأت في نفسي انك احق ان تعظم يعني بالسجود فقال صلى الله عليه وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها الحديث. رواه احمد - 00:01:41ضَ
ومعاذ رضي الله عنه انما قصد اكرام النبي صلى الله عليه وسلم واعلاء قدره. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ابى ذلك عليه. لان اي لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم يجب ان يكون على وفق الادلة الشرعية - 00:01:59ضَ
بل ان النبي صلى الله عليه وسلم زجر بعض اصحابه عما هو دون هذا فلما قال له رجل يا رسول الله ما شاء الله وشئت قال جعلت لله ندا قل ما شاء الله وحده - 00:02:15ضَ
ولما قال له قوم يا خيرنا وابن خيرنا. ويا سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان انا محمد ابن عبد الله رسول الله والله ما عبد انا محمد - 00:02:29ضَ
رسول الله عبد الله ورسوله والله ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل وهل اراد معاذ رضي الله عنه بما اقترح من السجود وهل اراد اولئك الصحب بما قالوا الا رعاية حق نبيهم صلى الله عليه وسلم؟ لكن النبي صلى الله عليه وسلم ابى ذلك عليهم جميعا - 00:02:46ضَ
لان مسألة حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على امته تؤخذ من الادلة فحسب فما هو شأن غيرها من المسائل؟ العبادية التي لا بد فيها من الدليل والاحتفال بالمولد مما لم يقم عليه دليل. ولهذا لم يعرف في الامة في عصر الصحابة والتابعين - 00:03:08ضَ
بل انما عرف في وقت دبت فيه الغربة. وعلى يد العبيديين الباطنيين وما كان بهذه المثابة فكيف يجرؤ مسلم على فعله ومن قال ان ان هذا الاحتفال امر مشروع مع ذلك وهو بالحال الذي ذكرنا فان بامكان احد ان يخترع بهذه الطريقة ما شاء - 00:03:28ضَ
جاء من البدع ويضيفها لدين الله بدعوى انه محب لنبي الله صلى الله عليه وسلم قائم بحقوقه فعند ذلك لن تميز الامة بين حقوقه المنصوصة شرعا وحقوقه المخترعة. فيلتبس الحق بالباطل - 00:03:48ضَ
وهذا الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم لو كان مشروعا لما تأخر صلى الله عليه وسلم عن بيانه فان الله تعالى قد امره بالبلاغ. فقال يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. وان لم تفعل فما بلغت رسالته. وقالت ام المؤمنين عائشة - 00:04:04ضَ
رضي الله عنها من حدثك ان محمدا كتم شيئا مما انزل الله عليه فقد كذب والله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وقد بين صلى الله عليه وسلم لامته - 00:04:22ضَ
ما يتوجب عليه من حقه ليؤدوه. ولا يفرطوا فيه فيأثموا. فان حقه صلى الله عليه وسلم دين يلزم الامة ان تقوم به كما شرعه الله فمن فرط في ذلك اثم وتعرض لعقوبة الله - 00:04:37ضَ
الا ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بين ما الواجب على الامة في امر محبته جلاه صريحا بقوله لا يؤمن احدكم حتى ساكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين - 00:04:52ضَ
فقال عمر رضي الله عنه لانت يا رسول الله احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال لا والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك فقال عمر - 00:05:07ضَ
فانك الان والله احب الي من نفسي. فقال الان يا عمر فتأمل كيف راجع النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه في امر محبته. حتى تأكد له ان عمر قد قدمه في الحب على نفسه - 00:05:21ضَ
كل ذلك من باب البلاغ الذي اوجب الله على نبيه ان يؤديه. وخوفا على الامة ان تفرط في هذا فتأثم لان كل ذلك من الحقوق الواجبة له صلى الله عليه وسلم على امته - 00:05:38ضَ
فالواجب عليه صلى الله عليه وسلم بيانها وتجليتها. حتى لقد بلغ صلى الله عليه وسلم في بلغ امته في امر الصلاة والسلام عليه فاخبر ان من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا - 00:05:54ضَ
وبين لامته ان البخيل هو من ذكر عنده هذا النبي الكريم ولم يصلي عليه صلوات الله وسلامه عليه وكل هذا البلاغ. وكل هذا البيان في شأن حق من حقوقه وحقه صلى الله عليه وسلم هو اعظم حق بعد حق الله تعالى - 00:06:10ضَ
فكيف بعد كل هذا لا يبين لامته؟ ان احتفالهم بمولده من حقوقه ولا سيما وقد سئل عن يوم الاثنين فبين انه يوم ولد فيه وسن لامته ان يصوموا وامسك عن ذكر اي شيء يتعلق بالاحتفال بمولده - 00:06:30ضَ
قال المانعون وهذا وهل شيء اعجب من بعد المحتفلين عن الدليل من كونهم يقفون على حديث فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بانه ولد يوم الاثنين ثم يبين لامته عملا عباديا محددا وهو الصوم - 00:06:49ضَ
ولا يعرج بتاتا على الاحتفال بمولده في مقام كان حديثه فيه عن يوم ولادته وعما يشرع للامة ان تعمل في اليوم فلماذا لم يبين افصح الناس وابلغهم واعظم نبي بلغ رسالة؟ لماذا لم يبين في هذا المقام امر الامر الاحتفال به - 00:07:09ضَ
واكتفى بامر يتعلق بالصيام افلا كان الاحتفال مشروعا اكان يغفله في مثل هذا المقام وهل من تأخير للبيان عن وقته مع شدة الحاجة اليه ابلغ من هذا لو كان الاحتفال مشروعا - 00:07:30ضَ
ثم وصل المانعون الى نتيجة محددة وهي ان الاحتفال بالمولد من حيث هو استدراك شنيع على النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم بين يديه واظهار له صلى الله عليه وسلم بمظهر من قصر في البلاغ حتى اتمه له هؤلاء المحتفلون - 00:07:47ضَ
اذ ذكر مشروعية الصيام وهو في هذا اليوم من النوافل مشروعية الصيام الصيام يوم الاثنين وهو من النوافل بينما لم يذكر مشروعية امر كبير يتعلق بحقوقه صلى الله عليه وسلم - 00:08:06ضَ
ثم ان المانعين لاقامة الموالد سألوا المحتفلين بالمولد هذا السؤال متى مات النبي صلى الله عليه وسلم الم يمت في اليوم الثاني عشر من ربيع الاول جزما قالوا اذا فاحتفالكم بالمولد - 00:08:21ضَ
واقع في اليوم الذي مات فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم. وهو حدث لم تصب الامة بمصيبة اعظم من مصابها في ذلك اليوم وقد تقدم حديث اذا اصاب احدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي. وقد علمتم ان الجزم بان يوم مولده كان في الثاني عشر - 00:08:38ضَ
من ربيع الاول مما لم يتفق عليه اهل العلم لما تقدم ذكره من بيان السبب في عدم ضبط يوم مولده في اي ايام الشهر كان فعاد الامر الى كونكم تحتفلون في اليوم الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم قطعا - 00:08:58ضَ
ولذا قال الفاكهاني المالكي في كتابه المورد في الكلام على المولد الشهر الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ربيع الاول هو بعينه الذي توفي فيه فليس الفرح فيه باولى من الحزن - 00:09:16ضَ
انتهى قال المانعون وقد روى احمد بسند صحيح ان ابا بكر رضي الله عنه خطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الاول وبكى ابو بكر وفي لفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم عام الاول ثم استعبر ابو بكر وبكى حين ذكر رسول - 00:09:33ضَ
الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا القيظ عام الاول سلوا الله العفو والعافية. الحديث رواه احمد - 00:10:00ضَ
فتأمل كيف تذكر ابو بكر نبي الله صلى الله عليه وسلم لما مر ذكره في العام الذي تلا وفاته فبكى لكن الصديق واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدثوا اي امر بعد وفاته. فيه احتفال ولا مأتم - 00:10:14ضَ
وانما كان الصديق في هذا الموقف في مقام ناقل لحديث يريد ان يبلغه الناس فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي جاء بعد وفاته هيجه ذلك على البكاء فبكى - 00:10:33ضَ
ولما لم يكن مشروعا في يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ان يظهروا الحزن او يجعلوا ذلك اليوم مأتما او يجعل ذلك اليوم مأتم لما في ذلك من من الابتداع الذي لم يأذن به الله لم يفعل الصحابة ولا لم يفعل الصديق ولا الصحابة رضي الله عنهم ذلك - 00:10:48ضَ
فكذلك يقال في اتخاذ هذا اليوم فرحا يقال ان ذلك لا يحل. لانه ابتداع لم يأذن به الله قال المانعون فالواجب على الامة ان تبقي الاوضاع يوم الثاني عشر من ربيع الاول كما كان عليه الحال زمن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم. فلا - 00:11:06ضَ
اتخذ يوم فرح ولا يوم مأتم وحزن ثم قال المانعون ارأيتم معاشر المحتفلين بالمولد لو ان احدا من اهل الضلال قال اني ساتخذ يوم الثاني عشر من ربيع الاول مأتما - 00:11:28ضَ
اظهر فيه الحزن لان النبي صلى الله عليه وسلم مات فيه جزما فباي شيء تردون عليه انكم لن تردوا عليه الا بالقول ان اتخاذك هذا اليوم مأتما بدعة قال افتبه الشريعة اذ ليس عندك دليل عليها من كتاب او سنة ولم يكن الصحابة والتابعون يخصون هذا اليوم بمأتم - 00:11:45ضَ
يقيمونه فيه فيقال لكم قد اصبتم والله في ردكم لكن يدخل عليكم في احتفالكم بالمولد انكم ليس عندكم ايضا دليل. فكما ينكر على مريد احداث المأتم اختراعه هذا المأتم. الذي لا دليل عليه فانه ينكر عليكم - 00:12:10ضَ
انتم في هذا اليوم اظهار اظهار الاحتفال بالمولد فان قلتم انما حملنا على اقامة هذا المولد شدة الفرح بنعمة الله على على البشرية بمولد هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - 00:12:29ضَ
ذلك اليوم اجابكم مبتدع المأتم بقوله وانا انما حملني على اقامة المأتم شدة الحزن على فراق سيد البشرية الذي كلما اتى هذا اليوم من كل عام الذي كلما اتى هذا اليوم من كل عام تذكرت فيه وفاته - 00:12:46ضَ
التي هي اعظم اعظم المصائب فلا مناص لكم من الجواب بانك لا دليل عندك على صنيعك فكذلك يقال لكم انتم لا دليل عندكم على صنيعكم في الاحتفال بالمولد وختم المانعون هذا الدليل ببيان قاعدة عقدية كبيرة - 00:13:05ضَ
في تمييز المشروع من المبتدع الممنوع وهذه القاعدة هي ان كل امر انعقد سبب فعله زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعل فان السنة هي تركه والابتداع هو فعله - 00:13:24ضَ
وهذا منطبق على الاحتفال بالمولد من جهته ان يوم الثاني عشر الذي تقع فيه هذه الاحتفالات قد مر بالنبي صلى الله عليه وسلم سنين عددا وكذا مر بالخلفاء الراشدين وبقية الصحابة من بعدهم - 00:13:40ضَ
فانعقاد سبب تخصيصه وتمييزه عن غيره امر ممكن ولا شك فلما لم يخصوه علمنا ان السنة التي مضوا عليها في شأن هذا اليوم هي الا يخص باي شيء يميزه عن غيره. وان من خصه بامر لم يكونوا يفعلونه - 00:13:55ضَ
فيه فقد ابتدع لما علم من ان كل امر انعقد سبب فعله زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعل فان السنة هي تركه ابتداع هو فعله واعتبر ذلك في يوم المولد بنظيره. في ليلة عاشوراء - 00:14:12ضَ
فقد روى ابن وضاح ان يحيى ابن يحيى رحمه الله قال كنت بالمدينة ايام مالك وبمصر وبمصر ايام الليث وابن القاسم وابن وهب وادركتني تلك الليلة وادركتني تلك الليلة معهم فما سمعت لها عند واحد منهم ذكرا - 00:14:31ضَ
ولو ثبت عندهم لاجروا من ذكرها ما اجروا. من سائر ما ثبت عندهم انتهى وذلك ان بعض الناس ظن ان لليلة عاشوراء مزية تدل على تفضيلها فتأمل كيف طبق يحيى ابن يحيى هذه القاعدة - 00:14:49ضَ
على ليلة عاشوراء فان انعقاد سبب سبب فان انعقاد سبب تخصيصها بعمل امر ممكن لانها ليلة تتكرر كل سنة فلو كان ثمة عمل مشروع يقام فيها لعمله اولئك السلف فكذلك يقال في يوم المولد سواء بسواء - 00:15:04ضَ
هو يوم يتكرر كل سنة فلو كان الاحتفال به ثابتا لاجروا من ذكره ما اجروا من سائر ما ثبت عندهم فلما لم يفعلوا علمنا ان من خص ذلك اليوم بما لم يكن السلف يخصونه فقد ابتدع مثله مثل من خص ليلة عاشوراء بعمل - 00:15:21ضَ
هذا هو الدليل الاول - 00:15:40ضَ