محاضرات الشيخ عبد الله العنقري

الديمقراطية في ميزان الإسلام | الشيخ عبد الله العنقري

عبدالله العنقري

بسم الله الرحمن الرحيم. ان بروز مبدأ شرقي او غربي وافتتان الناس به كان يقابل عند فئة معينة من الكتاب بالسعي الى تقريب ما بين هذا المبدأ وبين الاسلام. بين هذا المبدأ وبين الاسلام. الديموقراطية تعد اليوم اشهر ما يروج له من هذه المبادئ. لماذا يطرح - 00:00:02ضَ

هذا الموضوع وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم امته من وقوع الميل من قبل عدد من ابنائها الى سنن من كان قبلنا وزهدهم في النعمة الكبرى التي شرفنا الله تعالى بها الديموقراطية. هل هي مصطلح حديث ام قديم؟ من حيث اصل الكلمة كلمة يونانية قديمة مكونة من - 00:00:22ضَ

شقين هما حكم الشعب. من هو الديموقراطي؟ هو من يقدر على تعديل اوضاع حياته. يعدل الافكار والقيم والمبادئ. على اي شيء ركز الديموقراطيون ركز الديمقراطيون على ما يسمى بالروح الرياضية او تقبل الرأي الاخر وعدم منع اي فكر او قول من ان ينشر - 00:00:42ضَ

الامة مهما كان بالغا في الضلال والزيغ. مهما كان بالغا في الضلال مهما كان بالغا في الضلال والزيف. وماذا عن اثار الديموقراطية؟ ومن هنا ما تكررت عندهم عبارة احترام الرأي الاخر. ليس فقط السكوت عنه بل احترام من قبل المجتمع بل الدفاع عنه مهما كان ولو ادى الى الموت في سبيل - 00:01:02ضَ

للدفاع عن هذا الرأي الفاسد. ما الذي جرى بعد اقرار الديموقراطية؟ انتشر في البلاد الغربية انواع من الالحاد والجهر بانكار الرب تعالى على يد الهمل التائبي وبلغ التسيب حدا عبد معه الشيطان وسمح لدعاة اخبث عبادة يتصورها العاقل سمح لهم بممارسة طقوس عبادتهم الهمجية للشيطان - 00:01:22ضَ

باسم الحرية وانتشر دعاة الرذيلة والمتاجرون بالفواحش والاعراض كل هؤلاء كل هؤلاء سمح لهم بالعمل على نشر مبادئهم الرديئة لانه الوضع مع الديموقراطية. من العجائب التي لا تنقظي. توجيه الذم للعلمانية مع مدح الديموقراطية. فهذا صنيع من لم يفهم حقيقة الديموقراطية. ومن العجائب ايضا كيف - 00:01:42ضَ

ربط مبدأ بهذا الانحراف بالاسلام. ومن الذي تولى كبر هذا التضليل؟ جاء على يد بعض من سموا بالاسلاميين للاسف. بمفهومها تداول الان فان الديموقراطية نوع من انواع المحادة لله. لماذا؟ اذ تنزع التشريع كله لا حكما او حكمين تنزع التشريع كله من - 00:02:02ضَ

ربي تعالى وتجعل التشريع راجعا الى الشعب. اجيبوا يا دعاة الديموقراطية. على سؤال واحد يحسم النقاش بهذه المسألة كله. وهو هل اقام النبي صلى الله عليه وسلم واقام خلفاؤه الراشدون امور الرعية على العدل ام لا؟ فان قالوا نعم قد اقاموا العدل قلنا لهم فلماذا لا نرجع الى - 00:02:22ضَ

ونلزمه لنقيم العدل كما اقاموه وان كنا لن نصل الى عدلهم قط. اما لو اجابوا ولا يوجد مسلم يجيب بهذا لو اجابوا بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم العدل لخرجوا عن دائرة النقاش التي تكون بين المسلمين. صدى البشرى للانتاج الاعلامي - 00:02:42ضَ

توزيع بالرياض تقدم الديموقراطية في ميزان الاسلام. لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز العنقري. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:03:02ضَ

فان العالم مليء بالمبادئ الارضية التي تفانى دعاتها في الترويج لها وبذل الغالي والنفيس في سبيل نشرها. والادعاء انها الافضل والانسب للبشرية في حاضرها ومستقبلها. وحيث ان هذه الامة هي خيرة هذه الامم. فقد وجه لها من الدعوة - 00:03:20ضَ

الى تبني هذه المبادئ اكثر مما وجه الى غيرها في علم اصحاب المبادئ الارضية الباطلة جميعا. بعظمة الدين الذي شرف الله به هذه الامة. وانه لا يمكن ان يقارن عند من عرفه - 00:03:40ضَ

حتى من اعدائه باي دين او مبدأ قديم او حديث. فليس من السهل زحزحة من اعتز به عنه. الا ان يشاء الله تعالى ومع ذلك فقد وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم امته من وقوع الميل من قبل عدد من ابنائها الى سنن من كان - 00:03:55ضَ

قبلنا وزهدهم في النعمة الكبرى التي شرفنا الله تعالى بها. اتباعا لاهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عنه سواء السبيل كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه احمد والاجري ليحملن شرار هذه الامة على - 00:04:15ضَ

سنن الذين خلوا من قبلهم اهل الكتاب حذو القذة بالقذة. وحيث ان الديموقراطية تعد اليوم اشهر ما يروج له من هذه المبادئ حيث باتت التهمة بعدم الديموقراطية لبلد من البلدان مساوية للتهمة بالوقوع في التعدي والاجرام - 00:04:35ضَ

وحتى تسابق في طلب التشرف بالانتماء للديمقراطية كثيرون ممن يرون انها مقارنة للتمدن والتحضر والتقدم فلاجل ذلك رأيت اهمية طرح هذا الموضوع مع اسباب جدت في الامة اليوم اوجبت الكلام عن هذا الموضوع الذي - 00:04:55ضَ

سنعرضه بعون الله. وسنبتعد في هذا الموضوع عن الاسهاب في تفاصيله الجزئية ولذا سنعرضه بحول الله تعالى مراعين الاجمال الذي يوضحه ومبتعدين عن الاسهام كما تقدم وترك الخوض في التفاصيل - 00:05:15ضَ

مع مراعاة امر في النقول التي ننقلها عن دعاة هذه المبادئ وهو عدم التنصيص على اسمائهم لان العبرة هي في المبدأ نفسه. ثم الوصول الى الحكم الشرعي فيه. اما اسماء دعاته والمروجين له فليس هو من همنا في هذا المقام - 00:05:32ضَ

وساعرض ما عندي حول هذا الموضوع من خلال الفقرات الاتية بعون الله الفقرة الاولى سبب عرض هذا الموضوع في هذا الوقت مع ان الديموقراطية قديمة. وليست امرا طارئا ينادى به الان. الجواب - 00:05:52ضَ

هو ان بلاد العرب التي وقعت فيها النزاعات اليوم تدفع بقوة نحو تبني هذا المنهج. ويرى الغرب والمنادون بافكاره ان الفرصة لدفع هذه البلاد نحو هذا المنهج مواتية الان اكثر من اي وقت. لهذا ركزوا جهودهم السياسية والاعلامية - 00:06:08ضَ

ما ترى لتحقيق هذا الغرض ومصداق ذلك ان تتأمل في التصريحات التي تطرح الحلول وتتشوف لما يسمى بالمرحلة القادمة فانك تجد انها تعرض حلا واحدا فقط لا شيء سواه يدعي المروجون له انه هو المنقذ والمخلل - 00:06:28ضَ

لهذه البلدان وهو الديموقراطية. وقد رصد الغربيون مليارات الدولارات. لبعض الدول التي وقعت فيها تغير تراث في النظم الحاكمة ليوجهوا هذه البلدان نحو الوجهة التي يريدون. مع ان البلاد الغربية تعاني كثيرا مما من المشاكل الاقتصادية - 00:06:48ضَ

المزمنة لكنهم استرخصوا بذل هذه الاموال الطائلة بغرض ان يتبنى ابناء هذه الامة مبادئهم. وبخاصة المبدأ الديمقراطي هان عليهم بذل الاموال الطائلة ما دام في سبيل نشر المبدأ الذي يؤمنون به. وحيث ان كثيرا من القائمين على دعوات - 00:07:08ضَ

التغيير في البلاد العربية مجموعات شبابية. فقد راهن كثيرون على استغفالهم وطرح هذا المبدأ امامهم للاستفادة من من قوة الضغط التي معهم. حيث تحركت بسبب هؤلاء الشباب الوف مؤلفة من المنضوين تحت هذه الدعوات للتغيير - 00:07:28ضَ

وحيث ان هؤلاء من عامة المسلمين الذين اوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة لهم كما في الحديث الذي يرويه مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم - 00:07:48ضَ

فان من المتعين ان تجلى حقيقة هذا المبدأ الذي يدفع هؤلاء الشباب الى تبنيه وترسيخه في امتهم ليكونوا على بصيرة منه ولينظروا في نهاية ما يمكن ان يصلوا بالامة اليه ان اصغوا لدعاة هذا المبدأ. ولينظروا من جانب اخر - 00:08:08ضَ

ضدي هذا وهو ما لو سلكوا مسلك سلفهم رضي الله عنهم. وكانوا سببا في عودة الامة وعودة عزها وتفويت الفرصة على من كادوا هذا الدين في القديم والحديث بالمبادئ المضللة التي صرعت فئما كثيرين قبلهم عاشوا - 00:08:28ضَ

خداما لها ثم تبينت لهم حقائقها وزيفها في اواخر اعمارهم بعد ان لم يسمعوا نصح الناصحين في شبابهم فكانوا كما قيل نصحت لقومي عند منعرج اللوا فلم يستبينوا الامر الا ضحى الغد. انضاف الى هذا امر لا يقل خطورة عنه - 00:08:48ضَ

وهو الادعاء بان الديموقراطية لا تعارض الاسلام اصلا. حتى وصل الحال بالبعض الى القول ان الاسلام نفسه دين ديمقراطي وبرز هذا ايضا بوضوح. في الاحداث التي تمر بها البلاد اليوم وروج له اناس للاسف من حملة العلم الشرعي - 00:09:08ضَ

الفقرة الثانية لابد هنا من الكلام عن اقحام المبادئ والتيارات الضالة في الاسلام من الامور المؤكدة ان هناك ثلة غير قليلة برزت في القرنين الماضيين سعت الى اذابة الفروق بين الاسلام وبين تيارات وافدة - 00:09:28ضَ

من الشرق او الغرب فان بروز مبدأ شرقي او غربي وافتتان الناس به كان يقابل عند فئة معينة من الكتاب بالسعي الى تقريب ما بين هذا المبدأ وبين الاسلام. ومن اقرب ما يمثل - 00:09:45ضَ

به على ذلك الاشتراكية البغيضة البائدة. فانه حين طبقت الافكار الاشتراكية عددا من البلدان في العالم وظهر لها الوف الدعاة قابل هذا الفكر الضال عدد من الكتاب. يزعمون عدم تعارض ما بين الاشتراكية والاسلام - 00:10:00ضَ

ولذا قالوا في حينها الاسلام دين اشتراكي. وصنف بعضهم كتبا موجودة الان في اشتراكية الاسلام وتداولوا اسم الاشتراكية الاسلامية ووصموا رموزا كبارا من السلف الصالح رظي الله عنهم بانهم اشتراكيون كعمر - 00:10:19ضَ

الله عنه. هذا اللون من التعامل مع هذه التيارات الضالة حين تبرز وتطفو على السطح نوع من المنهج الراسخ الفاجر السيء. واكتفي تجلية لما قلت بنقلين عن احد المعاصرين الذين تصدوا لهذا - 00:10:38ضَ

الامر عقودا طويلة من الزمن. اولهما قوله عن شريعة الاسلام ان احدا لن يستطيع الزعم بان الشريعة يمكن ان تثبت عندما قرره نبي لعصره. الكلام واضح. جعل هدي النبي صلى الله عليه وسلم امرا متناسبا مع عصره فقط - 00:10:56ضَ

فلما كان هذا الباطل متقررا عند هذا القائل قال في وصف دين الله دين لا تقاس عليه شؤون الدنيا بل هو الذي يقاس على شؤونها فصلاحه تابع لصلاحها وليس العكس - 00:11:16ضَ

وجعل صلاح دين الله مربوطا بمسايرته لامور الدنيا. فصار بذلك دين الله هو الفرع. وصارت الدنيا هي الاصل الذي يقاس عليه ولذا جعل صلاحه تابعا لصلاح الدنيا. وهو عكس ما اجمع عليه علماء الامة من ان الدنيا هي التي تخضع لاحكام - 00:11:31ضَ

لا ان يخضع دين الله لتقلبات الدنيا بما فيها المبادئ الضالة بحيث يتشكل دين الله وفق تشكل هذه مبادئي في كل عصر. كما فعل اصحاب هذا المنزع الباطل. وبناء عليه فان بروز اي مبدأ اخر غير الديموقراطية سيقابل بهذا - 00:11:51ضَ

من التعامل لان الاشكال عائد الى ترسيخ منهج باطل يسعى الى طمس دين الله كيما يساير المبدأ الذي يفضله وهكذا نقول في موضوعنا اليوم الديموقراطية. فان عددا كبيرا روج له بنفس الاسلوب الذي روج به للاشتراكية - 00:12:11ضَ

فتحدثوا بل صنفوا كتبا في ديمقراطية الاسلام. وتداولوا اسم الديموقراطية الاسلامية. وسموا عددا من احكام الشرع الشريف باسم الديموقراطية ومرة اخرى وصفوا عمر رضي الله عنه بانه ديمقراطي الداء هنا هو في وجود من يسايرون هذه التيارات وبدلا من ان يوضحوا شدة فرق ما بينها وبين الاسلام يقومون بتذويب الفروق - 00:12:30ضَ

يرون ان ذلك مما يجعل الاسلام مقبولا غير مصادم لاتجاهات الرأي العالمية. وقبل اكثر من نصف قرن حين تسلط احد الرؤساء المتجبرين على شعبه. فسامهم الخسف والظلم. تحدث اخرون عن ان هذا النهج ايضا من الاسلام - 00:12:56ضَ

وادعوا ان الديكتاتورية التي تعني الظلم والتعدي مما قد جاء به الاسلام. ومثلوا على ذلك مرة اخرى بعمر رضي الله او عنه حيث عدوا حزمه في مقاومة الباطل وردع الظالم نوع ديكتاتورية. مع ان عمر رضي الله عنه كان مضرب المثل في العدل - 00:13:16ضَ

وايفاء الحقوق الى الرعية وهكذا صوروا دين الله بالديكتاتوري ليروجوا قاتلهم الله لذلك الوضع السياسي الذي ايدوه. دون ان يتدبروا في عواقب ذلك من تشويه كاذب لدين الله الذي هو انزه ما يكون عن ظلم الظالمين وتسلط المتجبرين. وبذلك تعلم ان هذا الداء - 00:13:36ضَ

موجود في هذه العصبة يمكن ان يلحقوا الاسلام باي مبدأ يطرأ. فكما انها تلحق الديموقراطية الان وقبل الان الحقيقة كما الحقت الاشتراكية وكما الحق هؤلاء الديكتاتورية فان بروز اي منهج اخر غير هذه المناهج - 00:13:58ضَ

قابلوا بنفس الاسلوب. لان الداء في وجود منحى سيء في التعامل مع المبادئ الضالة بدلا من مواجهتها وبيان ما فيها من الباطل يذوب الاسلام لتكون الفروق بينه وبين هذه المبادئ الضالة لا شيء. الفقرة الثالثة - 00:14:18ضَ

في بيان الطريقة العلمية السليمة للتعرف على حقيقة التيارات والمبادئ الوافدة على الامة. هذه المبادئ ايها الاخوة لها دعاتها ينظروها المعتبرون عند اهلها في مواطنها التي وفدت منهم. سواء اكانت في الشرق او في الغرب. وهؤلاء المنظرون بمثابة الفقهاء مع - 00:14:38ضَ

عند المسلمين وقد حددوا حقيقة دعواتهم التي نادوا بها. وصنفوا في توضيحها المصنفات. اذ هم مصادرها التي عنهم صدق وهم مراجعها الذين يرجع اليهم في التعريف الحقيقي بها اما المتلقون المعجبون بهذه المبادئ في بلداننا فهم مجرد تلاميذ لاولئك المنظرين. منهم يتعلمون ولا هم يتبعون - 00:14:58ضَ

فهم كما قيل نقضتم لهم وهم خطوا على نقط لكم كمعلم الصبيان وكما ان المدرس مدرس الصغار يرسم للتلميذ شكل الحرف بالنقد والتلميذ يصل ما بين النقط فهؤلاء المقلدات مع منظري تلك المبادئ كالصبي مع معلمه. ولذا فان ما ينفيه هؤلاء التلامذة عن تلك المبادئ الضالة مما - 00:15:23ضَ

ما يثبته عنها مما يثبته فيها اساتذتهم في الغرب ما هو الا تدليس وتعمية على ما في تلك المبادئ من الباطن. الذي يحرجه ان ينكشف لعموم المسلمين من تلك الجوانب الفاسدة. كما فعلوا مع الاشتراكية عندما روجوا لها في بلاد المسلمين باسلوب انتقائي - 00:15:51ضَ

غير كامل. ولم يجلوها للناس بوجهها الكالح الذي هي عليه في بلادها التي وفدت منها. ومن ذلك كما قلنا ما هو موضوع اليوم وهو موضوع الديموقراطية؟ فان جوانب كثيرة من الديموقراطية لم توضح للمسلمين. الذين يروج في اوساطهم لهذا - 00:16:11ضَ

فلهذا تورط في الدفاع عن الديموقراطية والتأييد لها فئام كثيرة من الناس العوام الذين لم يفهموها تماما كما تورط قبلهم اناس دافعوا عن الاشتراكية وتأييدها لانهم لم يفهموها اذ لم تبين لهم حقيقتها. وذلك التضليل هو - 00:16:31ضَ

ما سنجليه بعون الله في هذه المحاضرة بشأن الديموقراطية في الفقرة الاتية ان شاء الله تعالى وما بعدها. الفقرة الرابعة ما حقيقة الديموقراطية التي نسمع عنها كثيرا. سالخص الكلام في حقيقتها فيما يأتي فاقول الديموقراطية من حيث اصل الكلمة كلمة - 00:16:51ضَ

قديمة مكونة من شقين هما حكم الشعب. ولليونان نظرة قديمة حول الديموقراطية. فاصل المبدأ دعاء من عندهم. وهذا يقودنا الى ايضاح الديموقراطية المعاصرة عند اساتذتها ومنظميها الغربيين. حيث توجد في الغرب عدة - 00:17:11ضَ

في تعريف الديموقراطية. اهمها اثنان الاول التعريف المسمى بالكلاسيكي الرشيد وهو الذي يجعل حكم الشعب مبنيا على قاعدتين هما الارادة العامة التي تجعل الامة صاحبة السيادة ومصدر السلطات القاعدة الثانية ما سموه الخير العام. والمراد بالسلطات التي جعلت الديموقراطية امرها بيد الشعب. السلطات الثلاث اهمها - 00:17:31ضَ

واخطرها على الاطلاق سلطة تشريع الاحكام والتي تسمى ام السلطات. فانهم جعلوها بيد الشعب. السلطة الثانية السلطة فضائية والسلطة الثالثة السلطة التنفيذية. اصحاب هذا التعريف قسمان منهم من يجعل الحرية اهم قيمة اجتماعية. وشرطها - 00:17:59ضَ

ان تكون مطلقة لا يقيدها قيد. ومهمة الدولة الحفاظ على هذا النوع من الحرية المفتوحة. القسم الثاني من اصحاب هذا التعريف من يجعل المساواة هي الاهم والمقصود بالمساواة المساواة التي لا ينظر فيها لاي منحى عقدي؟ واصحاب التعريف جميعا - 00:18:19ضَ

متفقون على الاسس التي تقوم عليها الديموقراطية كالسيادة الشعبية وحكم الشعب بالشعب وغيرها من اسس الديموقراطية المشهورة هو الاتجاه الاول في تعريف الديموقراطية. الاتجاه الثاني التعريف ذو المنزع العقدي. المسمى بالايديولوجي وهو الاعمق - 00:18:39ضَ

والمعبر بوضوح شديد عن الديموقراطية وعن حقيقتها. حيث يقوم التعريف على نظرة محددة. للكون والانسان والحياة وفق مفهوم فلسفي قائم على منزع اعتقادي. يعود هذا الاتجاه الى افكار المدرسة الليبرالية. التي غلت في جانب الفرد - 00:18:59ضَ

حقوقه وقامت على التأكيد على انعدام القيم المشتركة. بحيث لا يوجد وحدة اجتماعية تحدد القيم او السلوك المقبول من قبل الافراد. يركز اصحاب هذا الاتجاه من التعريف في تعريف الديموقراطية على امر من المهم ان يتفطن له كثير من الشباب اليوم - 00:19:19ضَ

وهو الرغبة في التغيير التي تحرك الاغلبية وتدفعها نحو تغيير الاوضاع. هذا مما يركزون عليه. لكن الى اي حد يمكن ان يصل هذا التغيير يقررون ان الديموقراطي هو من يقدر على تعديل اوضاع حياته وهذا واضح. لكن يعدل اوضاع - 00:19:39ضَ

وافكاره ومبادئه وقيمه. يعدل الافكار والقيم والمبادئ. وفقا للمتغيرات الاجتماعية من حوله لاحظ معي ان التغيير يشمل المبادئ والقيم. فان قلت ما السبب في كون التغيير يصل الى هذه الحدود بحيث يمكن ان تتغير المبادئ والقيم - 00:19:59ضَ

فالجواب ان التغيير ينبع عندهم من الايمان. بان البناء الاجتماعية لا تبنى على قواعد ثابتة اصلا. وبالتالي فالحق عدل هو ما يراه الافراد ممثلا للحق والعدل. الحق والعدل ما هو؟ هو ما يقرره الافراد انفسهم. فاذا قرروا ان شيء - 00:20:19ضَ

اما هو الحق فهو الحق. وهذا كما لا يخفى يجعل الحق والعدل الذي يؤمن به الديموقراطي غير ثابت. بل يقبل التغيير قال منه الى غيره. لا بد هنا من طرح سؤال ما الذي رتب على ذلك؟ الجواب. رتبوا عليه ان اي مجتمع يفرض - 00:20:39ضَ

منظورا عقديا اخلاقيا فان من المتعذر ان يبنى هذا المجتمع بناء ديمقراطيا. والسبب بكل وضوح كما يقرر احد رموز ان الديموقراطية انما تبنى على المنظور العلماني التعددي للمجتمع. هكذا بهذا الحرف. السبب - 00:20:59ضَ

في هذا الامر كما يقرر احد رموزهم ان الديموقراطية انما تبنى على المنظور العلماني التعددي للمجتمع. ويقول رمز اخر منهم الديموقراطية نظام سياسي علماني. فالدين لا علاقة له بالديمقراطية ثم قال والديمقراطي نظرا لمعتقداته السياسية. لا يقبل ولا يرفض اي تعاليم دينية. واكد رمز اخر منهم على - 00:21:19ضَ

امر اخطر من هذا كله وهو ان الديموقراطية تتطلب علمنة العقول والمؤسسات. اي ان تبنى على اساس علماني. وذلك يستلزم قيام المجتمع الديمقراطي كما لا يخفى بتكريس المفاهيم العلمانية. لتتشربها العقول والافكار كما يستلزم صبغ المؤسسات - 00:21:48ضَ

الكبار في التعليم والاعلام. بالعلمانية وكذا صبغ المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. صبغها جميعا بالصبغة العلمانية. بناء على ما تقدم ركز الديمقراطيون على ما يسمى بالروح الرياضية. او تقبل الرأي الاخر وعدم منع اي - 00:22:08ضَ

او قول من ان ينشر في الامة مهما كان بالغا في الضلال والزيغ. ولاحدهم مقولة توضح هذه الوجهة فيهم حيث يقول لا يضيرني ان قال جاري ان هناك عشرين الها او لا اله. ان هذا لا يخرق جيبي ولا يكسر رجلي. فتأمل - 00:22:28ضَ

امر الخلاف العقدي عندهم كيف وصل. واخر من رموزهم الكبار يقول ان حرية الرأي لا حد لها بل هي مطلقة في الدولة لا يحدها حد ولا يقيدها قيد. وسنرى ان شاء الله تعالى اثر هذا التسيب على المجتمعات الغربية قريبا فيما يأتي - 00:22:48ضَ

ان شاء الله. لما كانت الديموقراطية بهذا الحال فقد ركز دعاتها كثيرا على موضوع التعددية الفكرية والسياسية. لان المجال في هذا مفتوح لكل احد بقطع النظر عن فكره وتوجهه الذي يتبناه. فهذا احدهم يؤكد انه مهما كان الرأي زائغا ومهما - 00:23:08ضَ

ما كانت نتائجه ضارة ومهما بلغت درجته في الفساد الاخلاقي. ومهما كان في الحاده فلابد من ترك صاحبه يدافع عن ربه واكد اخر ان تقييد حرية الرأي والنشر لا يصح بحال. بغض النظر عن فساد الرأي المطروح وضلاله وانحرافه - 00:23:28ضَ

والسبب انه في الوضع الديمقراطي لابد ان تظل الحرية مفتوحة مطلقة. ومن هنا تكررت عندهم عبارة احترام الرأي الاخر ليس فقط السكوت عنه بل احترامه من قبل المجتمع بل الدفاع عنه مهما كان. ولو ادى الى الموت في - 00:23:48ضَ

سبيل الدفاع عن هذا الرأي الفاسد. على حد قول احد فلاسفتهم المشاهير انا لا اوافقك القول لكني سادافع حتى الموت عن حقك به لاجل هذا التسيب الذي الصلاة الديموقراطية باسم الحرية انتشر في البلاد الغربية انواع من الالحاد والجهر - 00:24:08ضَ

الرب تعالى على يد الهمل التائهين من دعاة المذاهب والفلسفات الالحادية. وبلغ التسيب حدا عبد معه الشيطان. وسمع هل لدعاة اخبث عبادة يتصورها العاقل؟ سمح لهم بممارسة طقوس عبادتهم الهمجية للشيطان باسم الحرية. وانتشر دعاة - 00:24:28ضَ

الرذيلة والمتاجرون بالفواحش والاعراض الذين اسسوا منظمات منوعة في هذه التجارة القذرة كل هؤلاء لهم بالعمل على نشر مبادئهم الرديئة وسلوكياتهم السافلة وبثها في المجتمع. لانه الوضع المتناسب مع الديموقراطية. فهذا - 00:24:48ضَ

يتيح لهم جميعا كل هذا. والجو الديمقراطي كما يسمونه جو مفتوح. افقه واسعة. لا تضيق بمثل هذا الانفتاح نلخص ما ذكرناه في هذه الفقرة مما نقلناه عن منظري الفكر الديمقراطي في الغرب نلخصه فيما يأتي. واحد ان اختلاف - 00:25:08ضَ

بتعريف الديموقراطية الذي قدمناه لا يخرجها عن كونها مؤسسة على النهج العلماني. فمن العجائب التي لا تنقضي الذم للعلمانية مع مدح الديموقراطية. فهذا صنيع من لم يفهم حقيقة الديموقراطية. فقد سمعت تأكيد رموز الديموقراطية المعتبرين على - 00:25:28ضَ

ان الديموقراطية انما تبنى على المنظور العلماني. ولا تقوم لها قائمة الا في ضوءه. واوضح ما يجلي لك هذا ان اشهر مزية تميزت بها الديموقراطية وهي جعل الحكم بيد الشعب بما في ذلك التشريع مربوط ربطا لا فكاك منه بما تقرره العلمانية من - 00:25:48ضَ

عزل الدين عن الحياة. وهنا صار الشعب وفقا لهذا المفهوم الديمقراطي في مقام المتخذ ربا يملك وحده امر التشريع للشعب ان يحلل ما شاء. ويحرم ما شاء. فما اقرته اغلبية الشعب فهو الحق المقبول ولو كان منكرا محرما شرعا - 00:26:08ضَ

كشرب الخمر وممارسات الفاحشة. وما نبذته الاغلبية فهو المردود المدحوض عندهم. حتى لو كان واجبا شرعيا. كالزام الناس بالصوم في نهار رمضان. لان الشاب عندهم هو المشرع فاختياره هو الحق بقطع النظر عن مطابقته للدين من عدمه - 00:26:28ضَ

رقم اثنين ينص المنزع العقدي المعروف بالايديولوجي على ان الافكار والمبادئ والقيم غير ثابتة. وبناء عليه فان الحق والعدل الذي يقرر اليوم ويدافع عنه قد يتغير في الغد ويحل محله غيره. فلا ثبات لحق وعدل في نظره - 00:26:48ضَ

وسبب ذلك عدم وجود قواعد ثابتة للبنى الاجتماعية نفسها ليلتزمها الناس. لذا فالديمقراطي الحق عندهم هو القادر على تعديل اوضاع حياته بما فيها قيمه ومبادئه. رقم ثلاثة بناء على هذا فاي مجتمع يفرض - 00:27:08ضَ

منظورا عقديا اخلاقيا. كالمجتمع المسلم ذي الاعتقاد الراسخ. الذي اسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت على اساسه الخلافة الراشدة وانطلق الجهاد في سبيل الله على ضوءه كل هذا في المنظور الديمقراطي منتقد اي منتقد - 00:27:28ضَ

المجتمع العقدي الاخلاقي لا يعد مجتمعا ديمقراطيا عندهم. والسبب بكل وضوح ان الديموقراطية لا تقر بوجود مبادئ وقيم ثابتة. ينبغي ترسيخها في المجتمع. فضلا عن نشرها في كل المجتمعات البشرية كما هي رسالة الاسلام. رقم اربعة اتاحة - 00:27:48ضَ

الحرية بلا قيد نابع في الديموقراطية مما قررناه لك في كلامهم من عدم وجود عقيدة ينبغي ان تتبناها الدولة. بل يجب الا تتبنى الدولة اي اعتقاد محدد. يحمل قيما ومبادئ يصلح ان تكون عامة في المجتمع. وبناء عليه جعلوا لكل ذي - 00:28:08ضَ

ومبدأ مهما كان باطلا كامل الحرية في اعتقاده. ليس هذا فحسب بل له الحرية في الدعوة اليه ونشره. في المجتمع وجلب ما طاعة من الانصار والمؤيدين لفكرته. هذا بايجاز تصوير مركز من قول عن منظر المبدأ ودعاته الذين - 00:28:28ضَ

لغيرهم. وقد قالوا ما قالوا دون ادنى تحفظ او تخوف من نقد. فلهذا ظهر هذا المبدأ على حقيقته. وانبه الى ان عددا من الغربيين ينتقدون الديموقراطية بمرارة شديدة. ويرون انها اوصلتهم الى شر عظيم في الجوانب الخلقية. وفي جوانب - 00:28:48ضَ

اخرى من حياتهم لكني لن انقل قول واحد منهم. لان المقصود نقل قول المؤيدين لهذا المبدأ حتى يتسنى لنا بيان حكمه بعون الله بعد ان تجلى على حقيقته الفقرة الخامسة كيف ربط مبدأ بهذا الانحراف بالاسلام؟ ومن الذي تولى كبر هذا التضليل؟ ربط الديموقراطية - 00:29:08ضَ

الاسلام جاء على يد بعض من سموا بالاسلاميين للاسف. والحديث بهذه الفقرة سنقسمه ان شاء الله الى ثلاثة اقسام. القسم الاول في الاسلاميين بمفهومها المتداول الان. هذا الاطلاق واسع جدا في هذا الزمن. وصار يدخل فيه اصناف عديدة غير متجانسة - 00:29:32ضَ

فمنهم اناس لهم صلة بالعلم الشرعي ومنهم من لا صلة له بالعلم الشرعي اصلا بل اظهر حماسة معينة للدين وقد يحمل بعضهم شهادات في تخصصات حديثة كالطب وعلوم الحاسب ونحوهما فرأى - 00:29:52ضَ

ان ما يحمله من مؤهل في هذه التخصصات كفيل بجعله احد المتحدثين في مسائل الشرع الكبار وكأنها كلأ مباح لمن يعلم لمن لا يعلم يطلق هذا الاسم ايضا على المنضبطين على نهج السلف الصالح. لكن يطلق ايضا على من يحملون افكارا بدعية ضالة. كالمنتبهين - 00:30:09ضَ

للفكر الاعتزالي او الشيعي او غيرهما. فادخل الجميع تحت هذا الاسم. ولهذا وجد خليط من الافكار المتضادة تنسب الى من يسمون بهذا الاسم. لانه ليس اسما محددا. على طريقة اهل العلم الشرعي الذين يميزون المتبع من المبتدع - 00:30:30ضَ

وهذا من اهم اسباب ظهور المنسوبين لهذا الاسم بمظهر متناقض في مسائل عديدة. لان خلط القائل بالحق مع القائل بالباطل تحت اسم واحد يسبب شيئا كثيرا من الارباك. لا سيما والسامع لهذا الاسم. يظن ان المسمين بهذا الاسم. الاسلاميين يظنهم على نسق - 00:30:50ضَ

واحد وبكل حال. فالمفترض المتعين الا ينسب للاسلام اي مقولة الا على الحد العلمي الذي سنذكره بعون الله في القسم الثاني من هذه الفقرة. القسم الثاني ما الذي يصح نسبته من المقالات والاحكام للاسلام - 00:31:10ضَ

دين الله بحمد الله منضبط في مصادره التي تحدد المنسوب اليه بدقة اذ حفظ الله تعالى نصوصه وفيها ما يدل على الحق الذي جاء به دين الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذه النصوص قد - 00:31:29ضَ

بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينها سلف الامة الكرام رضي الله تعالى عنهم. فالمعنى السليم لهذه النصوص محفوظ كما حفظ اللفظ وما خالف هذا المفهوم السليم. فهو ابتداع تتفاوت درجة بطلانه بحسب بعده او قربه من هذا المفهوم المحدد - 00:31:45ضَ

والامر المؤكد ان ما خالف هذا المفهوم الكريم. المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن السلف الصالح فانه ليس صحيح النسبة للاسلام لان دين الله ليس ملفوفا بالضباب. لا يعرف ما الذي ينسب له من غيره. ومن المنكر العظيم في هذه الازمنة. جعل دين الله - 00:32:05ضَ

مربوطا بمواقف بعض الجماعات المعاصرة. او بعض الافراد وكانهم متحدث باسم الاسلام. ما اقروه فهو الدين. وما فليس من الدين بقطع النظر عن نصوص الشرع وفهم السلف. فهذا من المنكر العظيم. القسم الثالث في سرد اقوال من تبنوا الديموقراطية من من المنسوبين - 00:32:27ضَ

الاسلامية ساسرد ان شاء الله تعالى كلامهم موجزا ليستبين وجهه. واؤكد قبل سرده على اهمية استحضار كلام اولئك الغربيين الذين نقلنا كلامهم في الفقرة السابقة لنعرف الفرق بين كلام اولئك المنظرين الذين صدروا الفكرة من الغرب وبين كلام هؤلاء المنسوبين للاسلاميين - 00:32:49ضَ

الذين اقحموا الديموقراطية في الاسلام من جهة ثم نعرف من جهة اخرى كيف تأثر هؤلاء باولئك في مواضع الممايزة والمفاصلة بين الاسلام والديمقراطية فما الذي غلبوا؟ هل غلبوا جانب الاسلام او غلبوا جانب الديموقراطية؟ كما سترى ان شاء الله - 00:33:15ضَ

فمن الاقوال المشهورة عن احد مؤيدي الديموقراطية ممن يدعى انه رمز اسلامي كبير قوله الديموقراطية من صميم الاسلام. وهو المتمثل في حق اختيار الحكام والنظام الذي يطبق. وترجيح حكم الاثرية - 00:33:35ضَ

الاحزاب لاحظ عبارة اختيار النظام الذي يطبق. فالموضوع فيه عائد الى اختيار الاكثرية في نوع الاحكام التي تطبق. المرد الى الاكثرية. ما الاحكام التي ترغب ان تطبق على هذه الاكثرية؟ الامر راجع الى الاكثرية. ثم اردف بقوله ان تحريم الديموقراطية - 00:33:55ضَ

ينبع من الجهل بجوهرها. وقد عرفناك فيما مضى حقيقة الديموقراطية. وجوهرها من كلام منظم النظرية انفسهم بما تبين لك به المستحق لان يوصم بالجهل. اهو المبيح للديمقراطية ام ام المحرم لها - 00:34:16ضَ

يقول رمز اخر منهم الديموقراطية ليست عقيدة. وقد مر معنا ان المنزع المؤثر والحقيقي هو المنزع المسمى بالمنزع الايديولوجي يعني العقدي. يقول هذا المنسوب للاسلاميين يقول الديموقراطية ليست عقيدة. ولا تتضمنوا موقف - 00:34:36ضَ

اعتقاديا او فكريا محددا كالماركسية. ولا يتعرض في كلامه هذا للسبب الذي جعلها لا تتبنى عقيدة ما. وهو المنزع العلماني الذي بنيت عليه كما تقدم يقرب اخر ما بين الديموقراطية والاسلام. حتى زعم ان الامة في صدر الاسلام كانت ديمقراطية. ويقرن اخر بين الديموقراطية - 00:34:56ضَ

والاسلام. فيقول لا يحسبن احد انه يمكن ان تقوم لنا قيامة بغير الاسلام. او ان يستقيم لنا حال بغير الديموقراطية. فبغير اسلام تزهق رح الامة وبغير الديموقراطية يحبط عملها. انظر كيف جعل الديموقراطية قرينة للاسلام. بهذه الصيغة التي - 00:35:19ضَ

يظهر فيها الاسلام بمظهر ناقص. الذي لا كمال له الا اذا خلط بغيره. اما ان تستقيم الاحوال به وحده فغير ممكن احدهم بين الاسلام والديموقراطية حيث مزج بين كلمة الشورى التي هي من الشرع وبين كلمة الديموقراطية فخرج بكلمة - 00:35:39ضَ

يعني حتى يدمج بين الاسلام وبين هذا المبدأ الباطن. ويصل الهوس بالديمقراطية حدا يقول فيه احدهم ويسمى اسلاميا ايضا التجربة الغربية التي افرزت المؤسسات السياسية الديموقراطية قد تكون اوضح من كثير من اجتهادات - 00:35:59ضَ

الفقهاء والمفكرين المسلمين القدامى. فرجح الديموقراطية في الجانب السياسي على كلام فقهاء الامة وعلمائها حين سماهم المفكرين القدامى. لما كانت الديموقراطية تتبنى كما تقدم المجال المفتوح لكل احد. ليدلي بما - 00:36:19ضَ

من رأي دون اي تحفظ او رقابة فقد ركز هؤلاء على تقرير هذا المنحى. ونسبته للاسلام ايضا فزعموا ان التعددية يجب شرعا قبولها مهما كان الطرف المقابل. لذا قرر احدهم ان الدولة الاسلامية اذا قامت - 00:36:39ضَ

ان عليها احترام جميع الاتجاهات الاخرى في اطار ما سماه قطعيات الشريعة وذهب اخر الى انه لا بديل عن التعددية. ثم زعم ان ذلك واجب شرعيا. واجب شرعا وليس جائزا فحسب. فتأمل - 00:36:57ضَ

هؤلاء على شرع الله حيث يوجب احدهم ايجابا ان نقبل التعددية والواجب كما تعلم يلزم تحقيقه شرعا. ويأثم من لم يحققه. اما الاخر فيزعم ان هذا الايجاب قد دلت عليه قطعيات - 00:37:14ضَ

سبحان الله عما يقولون. هل نعرف ايها الاخوة ماذا يريدون بالتعددية؟ وهل يختلفون عن الديموقراطيين الغربيين في مفهومها بمعنى هل عند هؤلاء الذين يسمون بالاسلاميين؟ قيد يوجبون مراعاته ليمنع في الدولة الاسلامية نشر - 00:37:30ضَ

الكفر الصريح والالحاد؟ الجواب. ان المراد بالتعددية عندهم ان يذكر كل ذي فكر ما عنده. حتى ولو كان ملحدا ومع ذلك فله نشره والدعوة اليه بما امكنه من وسائل. واليك جانبا مما ذكروه في هذا. فقد اصدرت جماعة تتبنى هذا الفكر بيانا قبل سنوات - 00:37:50ضَ

وصلت فيه الى امور منها. واحد ان الامة مصدر السلطات وتقدم معنا هذه العبارة الخطيرة. اثنين الدعوة الى تعدد الاحزاب والتعددية السياسية. ثلاثة اقرار تداول السلطة عن طريق انتخابات دورية ثم اكدت هذا العام على هذا وزادت عدم وجود شيء يسمى في الاسلام الدولة الدينية - 00:38:10ضَ

وزعم رأس كبير منهم ان الحرية اهم من تطبيق الشرع. ولم يمانع اخر من ان يكون رئيس الدولة غير مسلم كل هذا للاسف ينسب ظلما وزورا لاحكام الاسلام. بحجة ان هذا ما قاله من يسمون بالاسلاميين - 00:38:34ضَ

وقد سمعنا فرح الليبراليين كثيرا بنص هذه الجماعة على عدم كثيرا بنص هذه الجماعة على عدم وجود الدولة الدينية. وقالوا ان هذا اقرار بعدم تحكيم الشرع دعاء اخوه من انصار الديموقراطية المنسوبين للاسلاميين الى ان نفسح المجال للعلمانية التي سماها المتصالحة مع الدين. او ان نفكر - 00:38:53ضَ

في تأصيل وان نفكر في تأصيل شرعي لهذا. ورأى من واقع الايمان بالتعددية ان نقبل الماركسيين. الذين لا يرفضون الدين رغم تحفظاتهم على الشريعة الاسلامية وصلت القيحة باحدهم حدا قال فيه لا غرابة ان يوجد في المسلم حزب يميني ويساري وليبرالي واشتراكي. ثم قال - 00:39:17ضَ

لماذا نقبل في فقه الزواج والطلاق والعارية؟ ان يكون هناك حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي. ولا نقبل ان يكون هناك توجه اداه اجتهاده الى الليبرالية. فقاس اجتهاد علماء الامة في المذاهب الاربعة على التوجه الليبرالي. ذلك المبدأ الضال - 00:39:40ضَ

وقسم اخر العلمانية الى قسمين. منها قسم ينادي انصاره يقول فقط. هكذا عبارته. يقول ينادي انصاره فقط بفصل الدين عن الدولة والخلاف معهم في الفروع. فصار جرم فصل الدولة فصل الدين عن الدولة مجرد خلاف في الفروع. وبالتالي فالخلاف مع اهل - 00:40:00ضَ

ميسور سهل. وقرر اخر ان كل الاتجاهات لها ان تتنافس. وان منع الاتجاهات الاخرى كالشيوعيين والملاحدة غير ممكن. بل يتركون وجمهور الناخبين. فاذا خدعوه يعني ففازوا بالحكم كان الاسلاميون مقصرين في دعوة الناخبين - 00:40:20ضَ

وتبصيره يعني لا مانع عنده من ان تكون دفة الحكم بيد الشيوعيين والملاحدة. اذا كان ذلك في ضوء ما قررته الاغلبية واكد اخر هذا بقوله في وضوح تام. اذا فرطت الدولة الاسلامية في التربية واقناع الناس فانها تستحق ما يجري لها. لانها - 00:40:40ضَ

وتأمل العبارة لانها لا تستحق البقاء. وليأتي غيرها ان كان حاز على ثقة الناخبين اي ليأتي الفائز باصوات الناخبين ولو كان ملحدا وليقرر منهجه. اما الدولة الاسلامية فعنده انها لا تستحق ان تبقى اذا لم تقنع الناخبين. سبحان - 00:41:01ضَ

والله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ويبلغ تذويب ما بين الحق والباطل من الفرض يبلغ حدا يقول فيه احدهم عن الليبرالية والاشتراكيين. هم ليسوا بالضرورة غير مسلمين لكنهم غير اسلاميين. فما اعجب هذا الفصل بين المسلم والاسلامي. وقال اخر - 00:41:21ضَ

لابد ان يمنح الحكم الاسلامي حرية تشكيل الاحزاب. حتى للتيارات التي تصطدم بالاسلام كالشيوعية والعلمانية. ولما سئل اخر عن موقف جماعته من تكوين الاحزاب ومن ضمنها الشيوعية. قال ارى انه في ظل مجتمع اسلامي من حق كل الناس ان - 00:41:41ضَ

تعلن ارائها ومعتقداتها. لاحظ التأكيد على ان لها ان تعلن عن ارائها حتى ولو كانت شيوعية ملحدة. وهذا كله يفسر في كثير من الناس اليوم سبب جحد هؤلاء لحدود عظيمة معلومة من دين الله. لا يشك عالم بشرع الله انها من الدين - 00:42:01ضَ

كجحد كثير منهم حد الردة. حد الردة يتعارض اقراره مع ما يقررونه من التعددية. التي تكفلها الديموقراطية. حيث تتاح فيها ان يعلن كل احد ما عنده من رأي كفري دون ان يتعرض له احد - 00:42:21ضَ

فهذا احدهم يقول انا لست مع اقامة حد الردة. على من يرتد عني الاسلام. واذا بدا لانسان اعتناق نصرانية فهذا لون من الاختيار يستوجب منا الحوار. فلاحظ كيف غلب هنا جانب الديموقراطية على جانب الاسلام الذي جاء في المرتد - 00:42:37ضَ

بالحكم الصريح بقتله. ونهج بعضهم نهجا خطيرا ليبرر اختياره للديمقراطية. فزعم ان الاسلام لم يأتي اصلا بنظام سياسي محدد بل جاء بقواعد عامة متعلقة بالسياسة. وترك التفصيلات غير مبينة. ولك يا اخي ان تتصور ما - 00:42:57ضَ

تعنيه ما يعنيه هذا الادعاء من وصم الشرع بماذا؟ بالقصور. والنقص وعدم الكمال في باب من اخطر الابواب التي اذا لم تضبط ادى ذلك الى نزاعات شديدة داخل المجتمع المسلم. لماذا قالوا هذا؟ قالوا هذا ليصلوا الى ان - 00:43:17ضَ

التنظيم السياسي باسره. امر اجتهادي وبالتالي يسوغ لهم ان يختاروا اللون الديمقراطي. لانه داخل ضمن حدود الاجتهاد الذي لم ينهى الشرع عنه لعدم تفصيل الشرع احكاما تمنع من تبني الديموقراطية. وليعلم ان سبب جنوح هؤلاء للديمقراطيين - 00:43:37ضَ

ظنهم ان الاستبداد الواقع من كثير من الحكام لا علاج لهم الا بالديمقراطية. هذا هو الذي حملهم على تبني الديموقراطية اذ يرونها نوعا من علاج الظلم والاستبداد. وهذا سيجيء الكلام عليه بحول الله. بعد هذا العرض بحقيقة الديموقراطية - 00:43:57ضَ

عند المصدرين لها والمنظرين. وعند المحاولين تحسين وجهها وصورتها البغيضة بخلطها بالاسلام نصل الى الفقرة السادسة. حكم الاسلام في الديموقراطية. لا شك ان حكم الاسلام في الديموقراطية بعد هذا العرض - 00:44:17ضَ

حيث يرفض هذا المبدأ الباطل رفضا تاما لامور كثيرة. منها اولا ان الديموقراطية مربوطة كما رأيت بالعلمانية التي هي ضد للدين تماما. وبالتالي فان الديموقراطية. لما كانت مبنية على العلمانية - 00:44:37ضَ

التي تسعى الى اقصاء الدين والغاء احكامه. ومنع اقامة شرع الله في ارضه. ما دامت الديموقراطية مبنية على العلمانية فانها حرب على دين الله. وكل ما اقيم على الباطل باطل. ثانيا ان من المعلوم عند اهل الاسلام ان الله امر بتحكيم شرعه - 00:44:57ضَ

تعال وجعل الحكم خالص حقه سبحانه كما قال ولا يشرك في حكمه احدا. فالحكم لله عز وجل. قال سبحانه ان الحكم الا لله. امر الا تعبدوا الا اياه. وجعل سبحانه اتخاذ احد يشرع للناس ما لم يأذن به تعالى جعل هذا ضربا من دروب الشرك به تعالى - 00:45:17ضَ

فقال سبحانه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. واتفق اهل العلم على ان تحريم الحلال المعلوم من الدين او اباحة المحرم المعلوم من الدين تكذيب صريح لله تعالى وتمرد عليه. وما دام الامر كذلك فان الديموقراطية - 00:45:41ضَ

كنوع من انواع المحادة لله. اذ تنزع التشريع كله لا حكما او حكمين. تنزع التشريع كله من الرب تعالى وتجعل التشريع راجعا الى الشعب. فكما ان اهل الاسلام يقولون بلا تردد. الحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله - 00:46:01ضَ

ان منطقة ديمقراطية يقول الحلال ما احله الشعب وان حرمه. والحرام ما حرمه الشعب وان اباحه الله. هذا هو منطق الديموقراطية وكفى بهذا محادة لله ولدينه ثالثا ان دين الله جاء بضوابط دقيقة. للمسائل المثارة في الحرية والمساواة وغيرهما. فلا يجوز ان يمنع - 00:46:21ضَ

من الحرية ما فتحه الدين للناس. ولا يجوز ان يفتح للناس ما منعه الشرع. وضع الحرية الموجود في ديمقراطية يعد في الشرع تسيبا وفوضى. اذ يفسد بسببه على الناس دينهم بل واعراضهم. كما هو ظاهر في المجتمعات الغربية - 00:46:45ضَ

ظهور الشمس في وظح النهار. فاستجلاب هذه الاراء في الحرية وفي المساواة للمسلمين فتح لباب شر عظيم على الناس بتعريضهم للفساد في دينهم واعراضهم كما وقع للغربيين سواء بسواء. ومن اخطر ما في هذا ان يصبر - 00:47:05ضَ

انفتاح الحرية على هذا النسق ان يصبغ بصبغة شرعية. تنسبه لدين الله. فاذا وقعت الكارثة في الناس فساد الاعراض ودمار القيم والاخلاق نسب هذا الشر العظيم للدين. فتسبب ذلك في صد عن دين الله وتشويه - 00:47:25ضَ

فيه اللهو وعد هذا سوءا اوصل اليه الناس دين الله عياذا بالله. وهذا من اعظم الصد عن دين الله الذي حذر الله منه. وحذر من ان تزل القدم بعد ثبوتها يشوه دين الله بسبب ذلك. وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله - 00:47:45ضَ

فعدم الجهر برفض الديموقراطية والاصرار على نسبتها للدين يجعل كل سلبيات الديموقراطية محسوبة على دين الله. فاذا اخفقت وستخفق ولا شك يظهر عوارها كما اخفق غيرها من المبادئ الضالة. اذا اخفقت وقد الصقت بالاسلام وحسبت عليه فان ذلك - 00:48:05ضَ

يعود بالمذمة عياذا بالله على دين الله نفسه. فلهذا كان من اعظم الواجبات على اهل الاسلام ان يجهروا بتبرئة دينهم من هذا المنحى الباطل ليذودوا عن دينهم ولتحسب ضلالات هذا المبدأ عليه لا على دين الله. الفقرة - 00:48:27ضَ

السادسة شبه لابد من الجواب عنها. يثير انصار الديموقراطية شبها كثيرة يدافعون بها عن مبدأهم. منها الشبهة الاولى. يقولون اذا نقدت طريقتهم السالف ذكرها. هل ما يقع على يد الحكام من المظالم نحن نريد الوصول للعدالة من خلال الديموقراطية. والجواب ان علاج الخطأ لا - 00:48:47ضَ

كونوا بخطأ مقابل. فالظلم الواقع من الحكام عصيان منهم عظيم لله تعالى. وهو كما قال صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة. ولكن هذا الظلم الواقع من الحكام لم يضق دين الله بحمد الله عن علاجه. وانما يعالج الظلم - 00:49:15ضَ

الرجوع الى الشرع وتحكيمه واقامة العدل على اساسه. كما قال الله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فالكتاب والعدل متلازمان. فالكتاب هو هو المبين للشر - 00:49:35ضَ

فالشرع هو العدل والعدل هو الشرع. وقال رحمه الله على الحكام الا يحكموا الا بالعدل. والعدل هو ما انزل وصدق رحمه الله فمن اراد رفع الظلم فليحكم الشرع فان لم يفعل فانه جائر مهما اختار من مسلك - 00:49:55ضَ

ظالم او من مسلك ديمقراطي فوضوي او غيره والحاصل ان الفوضى التي تنشرها الديموقراطية. والظلم الواقع من الحكام المسلطين مسلكان مرفوضان شرعا. والله محاسب كل جائر عن شرعه بظلم يتسلط به على الناس او بفوضى ينشرها باي اسم كان كالديمقراطية او غيرها - 00:50:15ضَ

الله محاسب من فعل هذا لانهم جميعا قد عدلوا عن شرعه. ثم نقول لدعاة الديموقراطية اجيبونا على سؤال واحد يحسم النقاش في هذه المسألة كلها. وهو هل اقام النبي صلى الله عليه وسلم واقام خلفاؤه الراشدون امور الرعية على - 00:50:40ضَ

عدلي ام لا؟ فان قالوا نعم. قد اقاموا العدل قلنا لهم فلماذا لا نرجع الى هديهم؟ ونلزمه لنقيم كما اقاموه وان كنا لن نصل الى عدلهم قطعا. وفق قاعدة الحقوق والواجبات للحاكم والمحكوم على حد سواء. اما لو اجابوا ولا يوجد - 00:51:00ضَ

مسلم يجيب بهذا الجواب لو اجابوا بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم العدل لخرجوا عن دائرة النقاش التي تكون بين المسلمين الشبهة الثانية يطرح دعاة الديموقراطية هذا السؤال - 00:51:20ضَ

اليس بالديمقراطية شيء من الايجابية والنفع ابدا؟ اليس فيها شيء؟ يستحق ان نستجلبه ونفيد منه؟ هل تقولون فان الديموقراطية كلها شر وضلال؟ والجواب ان يقال. كل ما مدحت به الديموقراطية. وكان بالفعل محل مدح انها تمدح باشياء - 00:51:35ضَ

هي قد تكون محل مدح وتمدح باشياء هي محل ذنب. نقول كل ما مدحت به الديموقراطية. وكان بالفعل محل مد فانا نجزم جزما نقسم بالله عز وجل عليه. الذي لا اله غيره ان من المحال الا يكون هذا الامر الحسن - 00:51:55ضَ

في الاسلام. على اكمل ما يكون من العدل والصدق. قال الله تعالى تمت كلمة ربك صدقا وعدلا. ومن المعلوم الضرورة من دين الله ان هذا الدين قد اكمله الرب الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وامتن بذلك على عباده فقال - 00:52:15ضَ

اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وما اكمله الله فلن يتطرق اليه القصور ولن يتطرق اليه النقص. لان كل عمل بشري ينتابه النقص ولابد. اما ما تولى اكماله رب العالمين فيستحيل ان يتطرق - 00:52:35ضَ

اليه الخلل والنقص. اذا طبق كما يرضي الله تعالى. فاما ان يقصر المسلمون في اقامة دينهم ثم ينظر في تطبيقات المبادئ الارضية ويقارن بين وضعهم الذي خالفوا فيه الشرع وبين هذه المبادئ فهذا من الخلل الكبير في - 00:52:55ضَ

ثم يقال لدعاة هذا المبدأ هاتوا مسألة واحدة فادعون انها ايجابية ونافعة وجدت في الديموقراطية ولم توجد في دين الله تعالى. فان كان دين الله لا قصور فيه. فلماذا نستجلب ما هو موجود فيه اصلا؟ اما بالنصر - 00:53:15ضَ

الصريح عليه او بالاستنباط المنضبط لماذا نستجلبه من غيرنا فنكون كما قيل؟ كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهور محمول. شبهة ثالثة وهي من اكثر ما يروج له ويستخدم فيها الاعلام. كثيرا ما يروج للديمقراطية - 00:53:35ضَ

من خلال مواقف وكلمات تنقل من المجتمعات الغربية. يرون انها تمثل كمال العدالة والانصاف. ويرون انها قمة الراقي ليروجوا لهذا المبدأ هناك. الموجود هناك ليروجوا له في بلاد المسلمين. وكثيرا ما ينقل الاعلام - 00:53:55ضَ

مقولة او خبرا عن بعض الغربيين سواء كانوا من الحكام او من الرعية وينفخ في هذا الموقف قال انظر الى الفرق بين مجتمعاتنا وبين تلك المجتمعات. نقول جوابا على هذا. ان كثيرا مما ينقل ولا سيما - 00:54:15ضَ

عن حكامهم يكون الدافع له الدعاية الانتخابية. ثم لا ننسى امرا مهما. ان الديموقراطية تقرر في تلك المجتمعات ان كل شيء قابل للتغير حتى لو كان المبادئ والقيم التي تمتدح. يقررون هذا بما يعني ان الاخ - 00:54:35ضَ

ليس بالضرورة ان تكون شيئا ثابتا. اما المسلم فان الثبات عنده في اخلاقه نوع من الاعتقاد الراسخ. الذي لا يقبل التزعزع ولا يقبل عنه التزحزح وامام هذه المواقف التي تنقل عن هؤلاء الغربيين والتي صارت بمثابة الفتنة لكثير من الناس سنسرد باذن الله - 00:54:55ضَ

عز وجل مواقف كثيرة للسلف الصالح. من حكام ومحكومين. توضح لك معنى حقيقة اقامة العدل وفق اصول الشرع بما لا يقبل التغير والاضطراب. وهي بحمد الله نقطة في بحر مما هو موجود عن السلف الصالح. ويمكن ان يفرد لها - 00:55:18ضَ

لقاءات كثيرة لكن نورد منها نماذج محددة. وساركز على نماذج مما خص الشرع ونسب اليه المذمة في هذه الازمنة بسببه. فكثيرا ما اسيء الى الاسلام بسبب عدم رعاية حق المعاهدين - 00:55:38ضَ

ونسب الى الاسلام انه يشجع على نقض العهود وعلى خفرها. وبناء على هذا سننقل عدة مواقف عن السلف الصالح رضي الله عنهم من الحكام ومن المحكومين تبين انهم كانوا على اكرم ما يكون من ايفاء العهد. الذي بذل - 00:55:58ضَ

فان الرعية المهتدية بالهدي الشرعي تراعي ذلك حتى لو قصر فيه الحاكم. وتوفيه وتؤديه اليه كما سنركز على نماذج محددة من منع الخلفاء للظلم من قبل الولاة ومنعهم من التسلط - 00:56:18ضَ

على رعيته ومحاسبة من اوقع ذلك من الولاة حسابا شديدا. ولهذا امن الرعية في زمن السلف امن عظيما من ولاتهم. لانهم يعلمون ان ثمة خليفة عادلا يمكن ان يرفع اليه هذا الوالي ويقيمه عند حده - 00:56:38ضَ

واذكر كما قلت نماذج محددة. اول هذه النماذج ما يتعلق بحفظ المسلمين للعهد ومنعهم التعدي على المعاهد روى مسلم في صحيحه ان هشام ابن حكيم ابن حزام مر بالشام على اناس قد اقيموا في الشمس - 00:56:58ضَ

وصب على رؤوسهم الزيت. فقال ما هذا؟ قيل يعذبون في الخراج. لانهم اناس من اهل الذمة لم يدفعوا كامل الجزية. فدخل الامير فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا فامر بهم الامير فخذ - 00:57:16ضَ

تأمل هذه المظلمة وقعت ممن؟ من الحاكم. من الذي رفعها؟ رجل من الرعية. كيف رفعها؟ من خلال الاستدلال بالنص مثال اخر على مراعاة الرعية للعهد. روى ابن سعد وابو نعيم والخبر منه لانه نقله - 00:57:36ضَ

بابسط من رواية ابن سعد في ترجمة عامر ابن عبد قيس العنبري رحمه الله انه مر بجندي يجر رجلا من اهل الذمة لما رآه سأل الذمي وقال له اديت خراجك؟ يعني اديت الجزية؟ قال نعم. قال على ما يجرك هذا؟ قال ان الوالي يريد - 00:57:56ضَ

ان اكسح بيته يعني يريدني ان انظف بيته. قال وتطيب نفسك بهذا؟ يعني انت موافق على هذا؟ قال لا. فقال للجندي. ارسله اطلقه؟ قال لا. قال ارسله. قال لا. فاخذ عامر عمامته. عمامته. والقاها على الذمي. ونزع - 00:58:16ضَ

ومن يد الجندي وقال والله لا تغفر ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وانا حي. الان المظلمة وقعت ممن؟ من حاكم من رفع المظلمة عن هذا الرجل الذي هو من اهل الذمة رجل من الرعية. تصاعد الامر على عامر رحمه الله تعالى الى ان اخرج من - 00:58:36ضَ

بسبب هذه القضية. فلما ودعه اخوانه ووصل الى اخر حدود البلد قال اني داع فامنوا فقالوا هذه التي نشتهيها منك لانهم ظنوا انهم سيدعوا على الوالد. فقال اللهم من اخرجني من بلدي ومنعني اخوتي فاكثر - 00:58:56ضَ

ما له وولده. ما قال فاهلكه. قال اللهم اكثر ما له وولده. لماذا؟ موقف شرعي ديني لا يريد به الا وجه الله وما وقع له من الابتلاء انما وقع له من ابتلائه في امر قام فيه لله تعالى. فهان عليه وسهل ومع ذلك - 00:59:16ضَ

لم يدعوا على ظالمه. مما يقترب من هذا ما جاء عن عمرو بن عبسة رضي الله تعالى عنه. وارضاه انه بلغه ان معاوية رضي الله عنه وكان بينه وبين الروم عهد قد حرك الجيش في اخر مدة العهد حتى يقترب من بلاد الروم - 00:59:36ضَ

حيث اذا انتهى الوقت المحدد للعهد بغت الروم وهم لا يشعرون. هو لم يخبر العهد في نظره لان الوقت باقي وحرك الجيش داخل بلاد المسلمين حتى يقترب من حدود الروم فيبغتهم من حيث لا يشعرون. فعلم بذلك عمرو بن عبسة رضي الله عنه - 00:59:56ضَ

رجل من الصحابة من متقدمي الاسلام. فجاء على دابة يقول الله اكبر وفاء لا غدر. الله اكبر وفاء لا غدر فسمع به معاوية رضي الله عنه فامر به فاحضر. فروى له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد - 01:00:16ضَ

العقدة ولا يحلها حتى يمضي الاجل. يعني ليس لك ان تحرك ساكنا حتى ينتهي الاجل. فرجع معاوية رضي الله تعالى عنه بالجيش نزولا عند هذا الحديث نقول سقنا مجموعة من الاخبار عن السلف رضي الله تعالى عنهم وارضاهم في موضوع كثيرا ما يذم به الاسلام. ودين الله لا ذنب - 01:00:36ضَ

من قبل من يؤخرون المعاهدين. ثم ينسب هذا للدين. فاردنا ان نورد هذه النماذج. لبيان ان السلف رضي الله تعالى عنهم سواء من الحكام او المحكومين كانوا على اكرم ما يكون من مراعاة هذا العهد. فكونهم يتزيدون علينا هناك في الغرب. يقولون - 01:01:00ضَ

فانتم تغفرون العهود؟ يقول هذا ليس من دين الله عز وجل. هذه ممارسات على خلاف شرع الله. والممارسات السليمة هي التي كان الزمن السلفي رضي الله تعالى وكذلك من نهج نهج السلف. اما ان تحسب اخطاء الناس على دين الله فلا شك ان هذا من الظلم البين. نورد نموذجا اخر - 01:01:20ضَ

لونا اخر له عدة نماذج وهو انهم كثيرا ما يتكلمون عن ان الحكام هناك في الغرب يراعون اكبر ما يكون من القدر في ايفاء حقوق الرعية. وانهم على جانب كبير من الرحمة بهم والتعامل النبيل معهم - 01:01:40ضَ

فنولد مقابل ذلك التعامل الحقيقي السليم من قبل حكام المسلمين الذين انضبطوا على ما امرتهم به ونريد بعض النماذج ونؤكد ان هذه النماذج انما هي نقطة في بحر. وينبغي على اهل الاسلام ان يركزوا على مثل هذه الاخبار - 01:02:00ضَ

وان يفشوها في المسلمين فانها موضع قدوة. وان يترجموها ايضا الى اللغات الاخرى. ليعرف ما الذي في دين الله عز عز وجل سير السلف الصالح رضي الله عنهم من هذه المواقف النبيلة الكريمة. فنقول فيما يتعلق بحفظ قوت الرعية من قبل الحاكم. وحسن تعامله - 01:02:20ضَ

معهم وردع الحاكم اي ولي امر له ولاية محدودة عن ظلم الرعية نورد من ذلك قول عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه. اني لم استعمل عليكم عمالي. يعني الولاة ليضربوا ابشاركم وليشتموا اعراضكم ويأخذوا - 01:02:40ضَ

اخوانكم ولكني استعملتهم عليكم. ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم. فمن ظلمه عامله يعني الوالي الحاكم عليه الامير عليه. فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا اذن له علي. ما معنى فلا اذن له علي؟ يعني لا يستأذن يدخل مباشر - 01:03:00ضَ

ليرفعها الي حتى اقصه منه. فتساءل عمرو بن العاص رضي الله عنه كان احد الولاة. يا امير المؤمنين ان ادب احد الولاة الرعية بادب تقص من الراعي فقال وما لي لا اقص منه؟ وقد رأيت رسول الله صلى الله - 01:03:20ضَ

الله عليه وسلم يقص من نفسه. وكتب عمر رضي الله عنه الى الاجناد. لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تحرموهم فتكثروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم. ومن ذلك ما جاء وكل هذه الاخبار في ابن سعد. ما جاء عن عمر - 01:03:40ضَ

كذلك النقولات بالمناسبة النقولات التي نقلناها عن الغربيين وعن المنتمين للاسلاميين نقلناها من كتاب نقب الجذور الفكرية للديمقراطية الغربية حتى نحيل الامور الى اهلها. نقول من النماذج خبر عمر رضي الله عنه مع العامل الذي ضرب احد الرعية مئة - 01:04:00ضَ

فجاء هذا الذي ضرب مئة سوط وهو شيء شديد لا يكون الا في اعلى الحدود واشتكى الى عمر. فقال عمر رضي الله عنه للوالي فيما ضربته؟ ثم قال لهذا الرجل الذي من الرعية. قم فاقتص منه يعني قم واضرب الوالي كما ضربك. فقال عمر - 01:04:20ضَ

عمر ابن العاص رضي الله عنه واراد من عمر رضي الله عنه الا يفعل. فاصر عمر على ان يختص هذا الرجل من الرعية من الوالد. فقال عمرو بن العاص يا امير المؤمنين دعنا نصطلح معه. يعني نقوم بصلح بين هذا الرجل الذي من الرعية وبين هذا الوالي حتى لا يجلد. فاتفقوا مع هذا الرجل من الرعية - 01:04:40ضَ

على ان يعطوه دينارين عن كل صوت. قال هذا شأنكم ان اصطلحتم معه على هذا فاصلحوا. والا سيجلد هذا الوالد كما جلد هذا الرجل من الرعية. فاصطلح معه على مئتي دينار. مقابل كل سوط ديناران. من ذلك خبر عمر - 01:05:00ضَ

رضي الله تعالى عنه مع ام الصبي الذي كان يبكي في الليل. حيث قدمت رفقة من التجار معهم اموال. فنزلوا المصلى فقال عمر ابن الخطاب اكبر خليفة في ذلك الوقت قال لعبد الرحمن بن عوف هل لك ان نحرسهم الليلة من السرق - 01:05:20ضَ

تأمل كيف صار الخليفة حارسا. لانهم اتوا ومعهم هذه الاموال وناموا فقد يأتي لصوص ويسرقونها. فيقول لعبدالرحمن وكلاهما من اهل الجنة رضي الله عنهما يقول الا نحرس هؤلاء؟ بقي عمر رضي الله عنه ساهرا يحرسه. فسمع في الليل صوت صبي يبكي - 01:05:40ضَ

فاتى وطرق الباب على امه. فقال ويحك ما بال صبيك يبكي؟ ففي المرة الاولى سكتت عنه. ثم ظل الصبي يصيح فاتى وطرق عليها الباب وقال ويحك ما بال الصبي يبكي؟ فلما اكثر من الالحاح عليها قالت انك اجهدتنا هذه الليلة - 01:06:00ضَ

يا هذا هذا الصبي نفطمه. لان عمر رضي الله عنه كان يفرض للفطيم. يعني يجعل له في بيت المال اذا كان فطيما لا اذا كان وليدا. لان الصبي اذا ولد يتغذى على حليب امه ولا يكلف اهله شيئا كثيرا - 01:06:20ضَ

فكان يرى رضي الله عنه الا يبدأ بالعطاء وتسجيله ضمن من يعطون الا اذا فطم لانه اذا فطم اكل فلما اخبرته بذلك بكى عمر رضي الله عنه بكاء شديدا. وصلى بالناس الفجر لم يستبينوا قراءته من كثرة بكاءه. وقال - 01:06:40ضَ

هلكت الناس يا عمر. ثم نادى ثم امر مناديا ان ينادي. لا تعجلوا صبيانكم على الفطام. فان عمر يفرض وليد يعني ساعة يولد لانه رأى ان الناس سيستعجلون في فطام الصبيان. والصبي اذا استعجل في فطامه ذلك ولا شك - 01:07:00ضَ

يتعبه لانه لا يزال في حال من الرضاعة. فلما رأى هذا الحال جعل الفرض للوليد ساعة يولد لا للذي يفطر من ذلك ايضا بعض الاخبار التي نذكرها الدالة على ما عند اهل الاسلام من الانصاف مع رجل من كبار الفرس يدعى الهرمزان - 01:07:20ضَ

هذا الرجل بعث به ابو موسى ومعه اثنى عشر اسيرا من العجم يعني من الفرس. عليهم الديباج ومناطق الذهب واسواق الذهب قدموا المدينة في زيهم فجعل الناس يعجبون. فاتوا بهم منزل عمر رضي الله عنه. فلم يصادفوه وجعلوا يطلبونه يبحثون عن - 01:07:40ضَ

الخليفة فقال الهرمزان بالفارسية قد ضل ملككم يعني ضاع. فقيل له هو في المسجد. فدخلوا فوجدوه نائما متوسدا رداءه. فقال الهرمزان هذا ملككم قالوا هذا الخليفة. قال اما له حاجب ولا حارس؟ قالوا الله حارسه - 01:08:00ضَ

حتى يأتي عليه اجله. فقال الهموزان هذا الملك الهنيء. ثم ان عمر رضي الله عنه قال للهرمزان ما مالك يعني المال الذي عندك. قال اما ميراثي عن ابائي فعندي. واما ما كان في يدي من مال الملك وبيوت الاموال فاخذه عاملك. قال عمر رضي الله - 01:08:20ضَ

يا هرمزان كيف رأيت الذي صنع الله بكم فلم يجبه. قال ما لك لا تكلم؟ قال اكلام حي اكلمك؟ ام ميت. قال اولست حيا فاستسقى الهرمزان يعني طلب ماء. فقال عمر لا نجمع عليك القتلى والعطش. فاتوه بماء في - 01:08:40ضَ

في قدح خشب فامسكه بيده. فقال عمر اشرب ولاحظ ما قال لا بأس عليك. اني غير قاتلك حتى تشربه فرمى بالاناء من يده وقال يا معشر العرب كنتم وانتم على غير دين نتعبدكم ونقضيكم ونقتلكم وكنتم اسوأ الامم - 01:09:00ضَ

حالا واخسها منزلا. فلما كان الله معكم لم يكن لاحد بالله طاقة. فامر عمر بقتله فقال او لم تؤمنني قال وكيف؟ قال قلت لي تكلم لاحظ لا بأس عليك. وقلت اشرب لا بأس عليك. لا اقتلك حتى تشربه. فقال - 01:09:20ضَ

هذي الرعية الان فقال الزبير بن العوام وانس بن مالك وابو سعيد الخدري صدق يعني انك لما قلت له لا بأس عليك اعطيته ماذا نوع امان. فقال عمر قاتله الله اخذ امانا ولا اشعر. بمجرد ان قال لا بأس عليه رأى انه ليس من حقه - 01:09:40ضَ

ان يقتله رضي الله تعالى عنه وارضاه. ونأخذ نماذج اخرى من سيرة عمر ابن عبد العزيز رحمه الله حتى لا يقال ان هؤلاء من الصحابة يقول من الصحابة ومن غير الصحابة ومن كل من يلي فيعدل ويطبق شرع الله في الناس. من ذلك ان عمر بن عبدالعزيز قام في مسجد دمشق - 01:10:00ضَ

ثم نادى باعلى صوته لا طاعة لنا في معصية الله. مبينا ان الطاعة انما تكون في المعروف. ثم انه رضي الله عنه كان يقول للناس الحقوا ببلادكم فاني اذكركم في انصاركم وانساكم عندي الا من ظلمه عامل يعني والي - 01:10:20ضَ

فليس عليه مني اذن فليأتني. يعني يأتي مباشرة ولا يستأذن. ومن ذلك ان عمر ابن عبد العزيز رحمه الله رفع اليه رجل يسبه وفي بعض الروايات انه كان يشتمه. فهم الوالي الوالي الذي وقع عنده سب عمر - 01:10:40ضَ

اما ان يضرب عنق هذا الرجل لكنه حبسه وكتب الى عمر ليستطلع رأيه في ذلك. فكتب اليه عمر كتب للوالد اما انك لو قتلته لاقتك به. يعني لو قتلته لقتلتك. انه لا يقتل احد بسب احد الا من سب النبي - 01:11:00ضَ

صلى الله عليه وسلم. لو قتلته لانه سبني لقتلتك انت. لان هذا لا يقتضي ان يسب. ثم قال عمر للوالي فاسببه ان شئت او خليه في سبيل الله. هذا هو جزاؤه في في نظره. تأمل يا اخي هذا الموقف لو انه نقل عن احد من الغربيين. ماذا يفعل دعاة الفكر - 01:11:20ضَ

ديمقراطي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها. مع ان في سير سلفنا ما هو انبل واخير. ثم ان سلفنا يفعلون هذه الامور لله عز وجل لا وطلبا لاصوات الناخبين. ومن ذلك ان عمر رضي الله عنه جاءه رجل ركب البريد. وكان البريد عندهم - 01:11:40ضَ

اعمل ليوصل بسرعة ليس البريد المعروف هذا. وانما مجموعة من الخيل تكون في مواضع. يركب هذا الخيل بسرعة فاذا مضى عدد من الاميال واذا بالخيل قد تعب. يصل الى موضع فيه خيول اخرى للخلافة. فيركب خيلا اخرى وهكذا حتى يصل بسرعة. يقول ركبت البريد - 01:12:00ضَ

الى عمر ابن عبد العزيز فانقطع يعني الخيل في بعض في بعض ارض الشام. فركبت الصخرة حتى اتيته وهو بخناصرة. فقال ما فعل جناح المسلمين قلت وما جناح المسلمين يا امير المؤمنين؟ قال البريد. قال قلت انقطع في ارضي او مكان كذا وكذا. قال افعل اي شيء اتيتنا - 01:12:20ضَ

قال قلت على الصخرة تسخرت دواب النبط يعني العاجن. مر واخذ دابة احد النبط قال هؤلاء من هؤلاء ولم يكترث بهم. قال تسخرون في سلطاني؟ يعني تفعل هذا في سلطاني؟ فامر بي فضربت اربعين سوطا. ثم قال - 01:12:40ضَ

رحمه الله لانه رأى انه قد فعل الحق. ومن ذلك ان عمر رضي الله عنه كتب له عامله على مصر. ان اهل الذمة قد اسرعوا في الاسلام وكسروا الجزية. ماذا يريد؟ يقول انهم يدخلون في الاسلام حتى تسقط عنهم الجزية. وكان بعض بني امية - 01:13:00ضَ

تلزمهم بالجزية حتى بعد الاسلام. يقول انكم لم تدخلوا الاسلام الا لتسقطوا الجزية. ولا شك ان هذا منكر عظيم. فكتب اليه عمر. اما بعد. فان الله قال بعث محمدا داعيا ولم يبعثوا جابيا. ما بعثه الله ليجمع الاموال. فاذا اتاك كتابي هذا فان كان اهل الذمة اسرعوا في الاسلام - 01:13:20ضَ

وكسروا الجزية فاطوي كتابك واقبل يقول ما صار لك عمل. اذا كان اهل الذمة قد دخلوا في الاسلام يقول انتهى عملك. تعال انت لم يعد لك عندنا عمل. ومن ذلك ان عمر رضي الله عنه كتب له عامله على خراسان. كتب وهو خليفة الى عامل خراسان - 01:13:40ضَ

يأمره ان يدعو اهل الجزية الى الاسلام. فان اسلموا قبل اسلامهم ووضع عنهم الجزية. وكان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين قال رجل من اشراف اهل خراسان. انه والله ما يدعوهم الى الاسلام الا ان توضع عنهم الجزية. فامتحنهم بالختان. يقول اذا قالوا سنسلم - 01:14:00ضَ

حتى يسقطوا الجزية عنهم يقول المسلم يقول قل لهم المسلم لابد ان يختتم. يقول حتى يتبين لك من الصادق في الاسلام فيختتم من الكاذب فيقول لا. انا لا اختتن انا لست بمسلم. فقال عمر رضي الله عنه انا اردهم عن الاسلام بالختان - 01:14:20ضَ

هم لو قد اسلموا فحسن اسلامهم كانوا الى الطهرة اسرع. يقول اذا اسلموا وحسن اسلامهم وعلموا ان من احكام الله ان يقتتنوا اتوا من تلقاء انفسهم. فاسلم على يده يعني بهذه المعاملة الكريمة نحو من اربعة الاف. ومن ذلك ان عمر رضي الله عنه - 01:14:39ضَ

لما ولي خرج ذات ليلة ومعه حرسي. فدخل المسجد فمر في الظلمة برجل نائم فعثر به يعني كأنه وظأهم فسقى فرفع يعني هذا النائم رأسه وقال امجنون انت؟ يقصد عمر ابن عبد العزيز؟ قال لا. فهم - 01:14:59ضَ

به الحرسي يعني الجندي. هم الجندي ان يعاقب هذا. فقال له عمر ما؟ وهي كلمة زجر. انما سألني امجنون انت؟ فقلت له. قل لا تعاقبه. سألني هل انا مجنون؟ فقلت لا. فقلت له لا. انا لست بمجنون. تأمل يا اخي مثل هذه المواقف. وغيرها كثير. لو ان - 01:15:19ضَ

نقلت عن احد من الغربيين لطبلوا لها واكثروا من الثناء عليها. ثم لا يكترثون بوجود هذه النماذج في تاريخ المسلمين وفي بلاد المسلمين والذين هم محل الاسوة ومحل الاقتداء. على كل حال هذه النماذج كما قلنا انما - 01:15:39ضَ

فهي نماذج للجواب على هذه الشبه التي اوردها دعاة الديموقراطية. وختاما نقول يتجلى لكل ذي انصاف ان الديموقراطية بالوضع الذي ذكرناه من نقل حقيقتها عن اهلها. وتبيين مفاسدها العظيمة لا يمكن - 01:15:59ضَ

الا ان تكون مبدأا مرفوضا في دين الله عز وجل. ومن اعظم الظلم والتعدي والكذب على دين الله ان تنسب فيقال انها من الاسلام. كما نسب الى الاسلام اباطيل اخرى. كما نسبت الاشتراكية وغيرها. فالواجب ان يتقى الله عز وجل - 01:16:19ضَ

في هذا وان لا تنسب هذه المبادئ الى الاسلام لانها ساقطة. ولابد ان تفشل كما فشل ما قبلها. فاذا ربطت بالاسلام ربط الفشل وعزي والعياذ بالله الى الاسلام وذلك من اعظم الفتن - 01:16:39ضَ