التفريغ
لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة نمشاج نبتليه. الى اخر الايات. فجعلناه سميعا بصيرا. ان خلقنا الإنسان لأنه جواب عن التساؤل السابق هلت على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا - 00:00:00ضَ
وحينما يعني يعبد دون الله منه ودون الله من الاوثان والانداد والاصنام الى اخره. فحجة الله على خلقه هو انه ينعى عليهم انهم يعبدون اصناما واوثانا ليست لها صفة الخالقية. ولذلك قال جل وعلا افمن - 00:00:19ضَ
يخلق كمن لا يخلق يعني كيف يعبد الذي لم يخلق شيئا ويترك الذي خلق كل شيء كما في قوله تعالى انا خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل فيعني يظهر بشكل جلي وقلت هذا استقراء تام اي تتبع لكل القرآن. في ان الأمر بالعبادة والأمر بالتقوى والأمر بتوحيد الله وكل - 00:00:39ضَ
في هذا المعنى ارتبط بعلة الخالقية. اي ان الله خلق لذلك لا يجوز بناء على هذا الاستقراء. وعلى هذا التقعيد الكلي ان نحصر معنى التعارف في قوله تعالى انا خلقناك - 00:01:04ضَ
خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا لا يعني لنقول يعني فقط لنتعارف يعني تعارف اجتماعيا غير غير معقول لأن القاعدة تكررت في سياق القرآن كله ان غاية الخلق هي ان يعبد الإنسان الله ولا يجوز ان تكون هناك - 00:01:20ضَ
تشذ عن الكل اذا تم الإستقراء التام. يعني كالمنطق الرياضي كالكليات الرياضية المطلقة فإذا القضية ها هنا هي ان مفهوم التعارف ها هنا ليس على الأصل اللغوي العادي. وإنما له دلالة اصطلاحية خاصة. يا ايها الناس - 00:01:42ضَ
انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل يعني لمعنى عظيم. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولذا قلت انه تعارف تعبدي. تعارف روحي ليس تعارفا اجتماعيا عاديا. هو تعارف اجتماعي عادي ولكن - 00:02:01ضَ
ما هو مقدمة لتعارف اكبر انا لا انفي ان التعارف الإجتماعي البشري يعني بالمعنى الضيق مقصود ها هنا لا هو مقصود ولكن ليس المقصود الوحيد بل هو جزء من المعنى الاكبر الذي اسميه التعارف الروحي. فاذا هذا المنطق الاستدلالي الذي وقع على استقراء معنى - 00:02:21ضَ
او علة الخلق اصلا لي علة الخلق لا من التعليم في القرآن اذا تعلقت بالخلق فتبين ان الله جل وعلا انما خلق الانسان ليكون الانسان خليفة في الارض اي خليفة على مستوى العبادة لله الواحد القهار. هذا المعنى العظيم العمراني القرآني الكبير لا يمكن ان يفهم على معنى صغير جزئي فقط - 00:02:41ضَ
ولو خلق الانسان خلق الله وجعله شعوبا وقابلة فقط ليتعارف في الاسواق وفي هذا لا يناسب المنطق الالهي الرباني العظيم الذي تقرر في غير ما سياق وفي غير مآية من كتاب الله ومن سنة رسول الله ايضا. عليه الصلاة والسلام كثير - 00:03:01ضَ
مما يؤكد هذا ايضا السياق الذي جاء بعد السياق معلوم ان يعني السياق الذي يوضح المعنى كما هو في قواعد العربية اما ان يكون من السوابق اي من من من الالفاظ والمعاني التي سبقت الاية او من - 00:03:21ضَ
اي من الاشياء التي تأتي بعد. وهنا لواحق قوية. وذلك قوله تعالى مباشرة لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فجاء تعليق مباشر يعني كأنه - 00:03:37ضَ
على طبيعة التعارف. وعلى احسن انواع التعارف. فقال ان اكرمكم عند الله اتقاكم بمعنى ان التعارف لا يجوز ان يبقى عند حد التعارف يعني العرقي او التعارف اللغوي او التعارف الاجتماعي العام كتعارف الناس - 00:04:00ضَ
في الاسواق وفي المعاملات المالية لا يجب ان يرتقي. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. يرتقي الى معالي المعاني الروحية العليا المعنى الروحي العظيم. فاذا سياق اللغة يؤكده. ومنطق القرآن الكلي يؤكده والسنة النبوية ايضا تؤكده - 00:04:19ضَ
وحديث صحيح يرويه البخاري ومسلم. يعني متفق عليه. فيه اشارة واضحة لطيفة الى هذا المعنى. اقول ان هذا هادي تفسر الآية. وذلك قوله عليه الصلاة والسلام. الأرواح جنود مجندة. ما تعارف منها ائتلف - 00:04:41ضَ
وما تناكر مما اختلف. ما تعارفا كيف تعرف يعني الارواح جنود مجندة. ما تعارف منها اتلف وما تناكر منها اختلف. قد التقي واياك فيعني يحصل يعني تحصل مناقشة يحصل تعارف بالمعنى يعني البشري العادي. فقد نتفق وقد نختلف - 00:05:01ضَ
فاذا اتفقنا وانسجمنا وتآلفنا فقد تعارفنا. ما تعارف من اعتلف. واذا لم تفاهم اختلفنا فمعنى ذلك اننا لم نتعارف بمفهوم المخالفة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر اي الميت عرف - 00:05:28ضَ
وما تناكر منها اختلف. فهذا الذي تناكر من الأرواح ليس معناه انه لم يحصل التعارف الإجتماعي بلى حصله يعني ممكن ان نلتقي فنتعارف على المستوى الجامعي. تعرفني واعرفك. انا من وانت من؟ ما وظيفتك؟ ما نسبوك؟ ما مدينتك؟ تعرف كل شيء عني واعرف - 00:05:48ضَ
كل شيء عنك. ثم نتناكر اي لا نتعارف. فإذا ليس المقصود التعارف بالمعنى اللغوي العادي. نتناكر ما تعارف من وما تناكر منها اختلف. فنختلف اي نفترق ولا ننسجم. ولو كان التعارف المقصود هنا بالمعنى الاجتماعي لمقعد - 00:06:08ضَ
وما تناكر من اختلف بمعنى انه يعني لم تحصل معرفة البتة بيني وبينك ولا المعرفة الإجتماعية لا انما التناكر يحدث بعد المعرفة الاجتماعيات بين الناس بعد المعرفة. فاعرفك وتعرفني اعرف طبعك واعرف طبعي. ثم لا ننسجم. فاذا - 00:06:28ضَ
التعارف الأولي حضر ولم يحضر التعارف الثاني. حضر او حصل التعارف الإجتماعي ولم يحصل التعارف الروحي فيؤدي ذلك الى الاختلاف اذن التعارف الروحي هو الذي يجعل الاشياء تنسجم الانسجام الحقيقي - 00:06:48ضَ
ولذلك قال الأرواح ولم يقل الأجساد ولا يعني المصالح قمع الأرواح هو تعارف روحي الارواح جنود مجندة. ما تعارف من ائتلف وما تناكر من اختلف. اي ان هنالك يعني نوع من - 00:07:09ضَ
على المستوى الروحي ونوع من الاختلاف. على المستوى الروحي ايضا بهذا وذاك يحصل التعارف او لا يحصل. يحصل التعارف او او لا يحصل فإذا السبيل التي يعني يقع بها التعارف ولا يحصل بها التناكر لأن التعارف يؤدي الى الإنسجام والتناكر يؤدي - 00:07:27ضَ
الاختلاف انما هو ما هو مضمن في الاية. فحينما نقارب الاية من حديث يحصل هذا المعنى الكلي الشمولي الذي هو في الاية والذي سميته بالتعارف الروحي. يحصل وذلك انه حينما قال ان اكرمكم عند الله اتقاكم - 00:07:50ضَ
فكأننا نتقارب ثقافيا واجتماعيا وو الى اخره من اجل ان نوحد المشاعر والمواجيد اي الاحاسيس النفسية الباطنة في مجال تذوق الدين. ليحصل ذلك التعارف فيما بيننا به يعرف الله. ان اكرمكم عند الله اتقاكم اي اتقاكم لله. وانما يتقي الله من عرف الله - 00:08:09ضَ
لان الانسان لا يمكنه ان يتقي شيئا لا يعرفه. لا يمكنه ان يتقي شيئا لا ما معنى التقوى؟ التقوى هو ان انك تحذر شيئا الحذر التقوى انك تحذر شيئا. اي تخافه وتحضره تتقيه. آآ تحتاط منه عقلا لا يمكن ان - 00:08:39ضَ
من شيء انت لا تعرفه. لأنك حينما تحتاط وتخشى تقدر ان هنالك امكانية النفع والضر من هذا الذي تتقيه. لو كان هذا الشيء لا ينفعك لا يضرك لما حصل عقدا شيء من الاحتياط من هذا الشيء. يعني يعني حينما - 00:09:03ضَ
تجد حشرة مثلا ضارة فأنت تتقيها تخاف منها لأنك تعلم انها قد تضرك وحينما ترى مثلا قد يتسلط عليك لقوة ما كيفما كانت هذه القوة. فأنت تحتاط منه. لكن حينما تعلم انه لا يؤذي او لا طاقة له على الإيذاء - 00:09:23ضَ
فانت لا تتقيه ولا تحذره ولا تحتاط منه. فلذلك اذا الاحتياط والتقوى والحذر كلها بمعنى واحد انما بعد المعرفة بالشيء المتقى. فإذا لم تكن تعرفه فلا يمكن ان تتقي وهذه امور عقلية. عادية طبيعية. فإذا - 00:09:43ضَ
اتق الله لاننا عرفنا الله. لما هو له الاسماء الحسنى ينفع ويضر. ان اكرمكم عند الله اتقاكم فإذا هذا التعارف الذي يحصل بيننا على المستوى الروحي اي على المستوى الدين وعلى مستوى ترسيخ القيم وترسيخ - 00:10:03ضَ
فيما يسمى بالمعروف لأنه اسمو مفعول من المعرفة عرفة - 00:10:23ضَ