التربية الإسلامية - الدورة (2) المستوى (2)

الرضا بمحمد ﷺ نبيا - المحاضرة 17 - التربية - المستوى الثاني (2) - الشيخ/ سعد بن عتيق العتيق

سعد العتيق

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد ومكارم والاخلاق ندرسها معا ادب وتربية على الاحسان بشرى لنا زاد اكاديمية - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته بكم مع منهج التربية الاسلامية ومع الدرس السابع عشر. ونحن لا زلنا في عبادة الرضا - 00:00:40ضَ

واسأل الله ان يرزقنا لذة الاسلام والايمان ولذة الايمان برظانا به ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. اللهم صل على محمد امين وقفنا عند المعنى في كون الانسان يرضى بالله ربا وبالاسلام دينا اليوم نتحدث عن ما معنى ان يرضى الانسان بان محمدا عليه الصلاة والسلام رسولا - 00:01:07ضَ

رسولا نبيا اولا ان يكون هذا النبي عليه الصلاة والسلام احب اليك من نفسك ومن ولدك ومن والدك ومن الناس اجمعين واختبار الحب في الاتباع ان كنت تتبعه وتقرأ سيرته - 00:01:36ضَ

وتتمنى لقاءه والشرب من حوضه وان تكون من اقرب الناس مجلسا اليه فحبك صادق حب عملي لذلك هذا الحب هو الرضا بنبينا عليه الصلاة والسلام. نبيا عليه الصلاة والسلام وتقدم - 00:01:58ضَ

مراده على مراد نفسك. ولا تقدم على طاعته طاعة مخلوق انت صادق في في ذلك في الحب وفي الرضا الذي تعلنه كل بعد ان تتابع المؤذن تقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا - 00:02:17ضَ

ومن يربظ به عليه الصلاة والسلام به نبيا ان تحب معرفة سيرته وان تتأدب بآدابه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ان معرفة معرفة سيرته عليه الصلاة والسلام دليل على حبه. وللاسف - 00:02:37ضَ

هناك اسئلة بسيطة جدا في سيرة محمد عليه الصلاة والسلام يجهلها بعض ابنائنا بل نحن نجهلها وما ذاك لان السيرة طويلة او انها لا يوجد كتاب يجمعها لا هناك الكتب التي تجمعها - 00:02:59ضَ

ويوجد في جوال احدنا لو وضع اه سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لخرجت له الاف الكتب ومئات والاف المقالات لكن البعض منا يفقه في كل شيء الا في سيرة نبيه عليه الصلاة والسلام. مع ان نبيه عليه الصلاة والسلام - 00:03:17ضَ

الذي هو رضي به نبيا سؤال من اسئلة القبر من نبيك؟ والبعض هذا النبي الذي سنسأل عنه لا يعرف سيرته وهذه المعرفة تحدونا الى التأسي لقد كان لكم في رسول الله اسوة - 00:03:37ضَ

حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. التأدب بادابه معرفة اخلاقه كيف كان تعامله مع الصغار مع الكبار مع الخدم مع الجند مع العدو مع الجار الزوجة حبيبنا عليه الصلاة والسلام حياته دفتر مفتوح كله لا اسرار فيه - 00:03:53ضَ

وكل واحد منا عنده اسرار. وكل عظماء الدنيا فيه اركان في حياتهم لا يريدون ان يراها احد. ولا ان يظهرها احد. اما عليه الصلاة والسلام فان كل حياته دفتر مفتوح للامة ليتأسوا. بل تزوج صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين - 00:04:17ضَ

التسعة والثلاثة عشر كل ذلك حتى ينقلنا كل واحدة تنقل حياة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. كل تنقل ركنا من حياته ينتشر سنته. اذا من دلائل حبك له والرضا به نبيا ان تتأدب بالاداب التي - 00:04:37ضَ

والاخلاق التي كان عليها بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام. ايضا من دلائل ان محمدا عليه الصلاة والسلام انك ترضى به انك ترضى به نبيا هو الرضا بحكمه فاذا حكم بابيه هو وامي فليس لك ان ان تتعقب هذا الحكم. لم؟ لانه لا ينطق عن الهوى - 00:04:59ضَ

ولانه عليه الصلاة والسلام هو الذي يفسر القرآن ويبينه ولانه صفوة الخلق ولان الله الذي ارسله امرنا بطاعته. قال قال الله جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:05:25ضَ

ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما رضا كامل وليس حتى ولو خالف الهوى حتى ولو خالف. حتى ولو لم يظهر لي حكمته حتى ولو لم يظهر لك حكمته. رضاك به - 00:05:44ضَ

نبي يقتضي التسليم ويسلم تسليما ظاهرا وباطنا ظاهرا بان يقولوا سمعنا واطعنا. باطنا يرضون ان هذا الذي فعله وحكم به بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام وشره انما هو من وحي وحي يوحى - 00:06:02ضَ

انه وحي من الله. ولذلك ليس لي ولا لك ان نتعقب احكاما قضى فيها بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام. او حكم فيها وارشد فيها او كانت له سنة ثابتة اوجب على الامة اتباعها. ومن هنا اصحاب العقول التي ما سلمت - 00:06:24ضَ

واستسلمت فانها في شقاء وما ذاقوا حلاوة الايمان لان من حلاوة الايمان الرضا به نبي عليه الصلاة والسلام ايضا يقول الله في هذا الباب ولو انهم رضوا ما اتيناهم ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. يلوم - 00:06:43ضَ

اولئك الذين ما استسلموا فيقول لو انهم رضوا ولو انهم ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله حسبنا الله هو سبحانه وتعالى حسبك وحسب كل مؤمن وهو الخالق وهو العليم وهو الحكيم. نحن لا ندري مآلات الامور. ولا ندري ماذا يأتي به الغد هذا الغيب - 00:07:10ضَ

بيد الله ولذلك كما قال الحق وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. ايضا الوقوف عند سنته وعدم الاجتراء عليها بابتداع امور ما انزل الله بها من سلطان. نعم - 00:07:38ضَ

ان من مظاهر الرضا به نبيا ان تستسلم لسنته وان تقف عندها ولا تزد عليها فاولئك الذين يحسنون بعقولهم فيزيدون اذكارا ما قيلت ويكذبون على الحبيب صلى الله عليه وسلم ولم يقل وينقلون اخبارا موضوعة - 00:08:00ضَ

وهي من الكذب عليه تعمدا. والبعض يأتي باحتفالات لم تشرع وبافراح وباعياد لم تشرع. ويقول بذلك ويدعو الناس فيها للتقرب الى الله انت اعلم ام الله اانت اعلم من رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:08:19ضَ

انتهى الوحي وقضي الدين وكمل الدين ولذلك من علامة حبه صلى الله عليه وسلم ان يكون العبد ان يكون مستسلما لسنته ويفتخر بفعلها من دلائل حبك ان تفتخر بسنته صلى الله عليه وسلم. فازارك كازاره - 00:08:43ضَ

ولحيتك كلحيته وطعامك ونومك ويقظتك وتيمنك في شأنك كله. وترفع بذلك وترفع بذلك رأسك لا ان يطبق الانسان السنة وهو يطبق السنة وهو ذليل العزة لك لانك من المؤمنين والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين - 00:09:05ضَ

حاصل ونواصل باذن الله لا تحاسدوا توجيه نبوي لعلاج افة من اخطر الافات الاجتماعية والاخلاقية. فالحسد وان كان اصله في القلب من بغض لنعمة الله على المحسود وطمن لزوالها عنه - 00:09:31ضَ

فانه غالبا ما تكون له امتدادات في الخارج تدفع الحاسد الى البغي والظلم والاعتداء والايذاء والايقاع بالمحسود قال ابن القيم رحمه الله فالحاسد يحمله بغض المحسود على معاداته والسعي في اذاه بكل ممكن - 00:10:01ضَ

مع علمه بفضله وعلمه وانه لا شيء فيه يوجب عداوته الا محاسنه وفضائله ولهذا قيل الحاسد عدو للنعم والمكارم وكما نهى ديننا عن الحسد فقد وجه الى علاجه فامر الله تعالى بالاستعاذة به من شر الحاسدين - 00:10:22ضَ

فقال في سورة الفلق ومن شر حاسد اذا حسد. وجعل الايمان بالقضاء والرضا بما من تفاوت الارزاق والملكات ركنا من اركان الايمان فقال ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا - 00:10:44ضَ

كما حض المؤمنين على البذل والعطاء والايثار والتراحم وهي المعاني التي تستأصل هذا الداء من القلوب فعلة الحسد ترجع الى افراط في الانانية. وحب للذات مع ضعف في الايمان بكمال حكمة الله تعالى. في توزيع الارزاق بين عباده - 00:11:18ضَ

وعلى المسلم اذا احس في نفسه بحسد تجاه اخيه. الا يرضى بغيبته او ظلمه بل عليه ان يدافع عن عرضه ما استطاع وان يكثر من الدعاء له بالخير والبركة. واذا كان الحسد خلقا مذموما. فان الغبط صفة محمودة. وهي - 00:11:40ضَ

مني مثل ما للمغبوط من النعمة من غير ان يتمنى زوالها عنه. فان كانت في امور الدنيا فهي مباحة. وان كانت في امور الاخرة فهو مما حثنا الشرع على المنافسة فيه والمسابقة اليه. قال تعالى - 00:12:00ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار. ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل واناء النهار - 00:12:21ضَ

مرحبا بكم من جديد ما المراد بالقضاء ما المراد بالرضا بالقضاء قضى انتهى كتب خلق علم من الله وخلق وخلق اسبابه وانتهى جفت الصحف ورفعت الاقلام. ما المراد بالرضا؟ الان هذا الذي وقع عليك - 00:12:46ضَ

انما هو قبل خلق السماوات والارض شاءه الله وقدره ما المراد بالرضا بالقضاء هو التسليم وسكون القلب وطمأنينته لقضاء الله تعالى اذ كله عدل وخير وحكمة اذا بلغت الى هذه المستوى - 00:13:24ضَ

ان يسكن قلبك وان ترضى وتستسلم وان تعتقد ان الذي جرى عليك بما يخالف هواك انما هو لحكمة وايضا ليس بظلم انما هو لعدل جاءه اللطيف الخبير سبحانه وتعالى. الا يعلم من خلق - 00:13:48ضَ

هذا هو الرضا بالقضاء ومن هنا هذا المنزلة هذه المنزلة منزلة سامية لكن قد يقول قائل اذا دمعت عيني اذا تألم قلبي اذا تقرحت احيانا او او تفتت بعض كبدي - 00:14:07ضَ

وانا لا زلت مستمسكا يا اخي تقول لي ارضى بالقضاء واقرأ في كتاب الله ان يعقوب ابيضت عيناه من الحزن عليه الصلاة والسلام. واقرأ في سنة محمد صلى الله عليه وسلم انه بكى وقال ان العين لتدمع. عندما مات ابنه - 00:14:27ضَ

ابراهيم رضي الله عنه فنقول ان هناك امور لا تنافي القضاء هناك امور لا تنافي القضاء منها الاحساس بالالم والمكاره وهذا الالم لانك ولانك مخلوق وهذا الالم مع انه الم الله يرى دمعك - 00:14:47ضَ

ويرى حزن قلبك لكنه ينظر الى قلبك فاذا رأى التسليم والرظا كان عطاؤه لك اظعاف اظعاف اظعاف ما اخذه منك ثم ان الدنيا ليست دار قرار حتى اذا حزنا فيها نعطى فيها احيانا عطاؤك هنا لو قيل لك تعطى كنوز الدنيا - 00:15:11ضَ

وتحرم الجنة ما رضيت ولا موضع السوط في الجنة موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها محمد عليه الصلاة والسلام تألم. ان القلب ليحزن. وان العين لتدمع. وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. ولا - 00:15:34ضَ

نقول الا ما يرضي ربنا البشرية الجبلية حزن القلب تألم النفس دموع العين مع الرضا هذا هو صبر الصبر الجميل مع التسليم والرضا. هذا لا ينافي لا ينافي لا ينافي الصبر ولا الرضا. ولذلك جابر بن عبدالله رضي الله عنه ابن حرام الانصاري - 00:15:51ضَ

عندما استشهد والده في غزوة احد وكان يطوف على سريره ويبكي قال وما نهاني عليه الصلاة والسلام لانه لم يزد من دموعه على فراق ابيه. ولذلك البعض اذا رأى احد من الناس يبكي في عزاء او في بعد موت ينهره - 00:16:17ضَ

اذكروا الله سلم لقضاء الله هو مسن انت ذكره معين الصبر والرضا بالقضاء ودع دموع العين تجري فلا حرج بما ان القلب راض واللسان ذاكر وشاكر ومستسلم ويحمد ويسترجع انا لله وانا اليه راجعون. فلا اثر للدمع هذا - 00:16:35ضَ

ولذلك لا نخالف فطرة الله التي خلق الناس عليها فنطالب المحزون ان لا يحزن والمفجوع برحيل فلذة كبده او ثمرة فؤاده او صفية من اهل الدنيا ونقول له لا تبكي لابد ان يبكي - 00:17:03ضَ

وان لم يبكي فله ذلك وان كان بعض العلماء يقولون ان كتم هذه الدمعة او حجرها وعدم جريانها قد يؤثر في النفس فيصدع فؤاد لكن مع التسليم لا حرج ايضا - 00:17:21ضَ

قال ابن حجر ظهور الحزن على الانسان اذا اصيب بمصيبة لا يخرجه من كونه صابرا راضيا اذا كان قلبه مطمئنا. نعم ولهذا لا يمكن للانسان ان ان يضحك وان يتندر وقد دفن اما او ابا او صفيا من اهل الدنيا - 00:17:37ضَ

ويظهر الحزن عليه؟ نعم لكن نستمع ماذا يقول ان كان يعترض على الله ويتسخط على القضاء فهنا يجب ان يهدى برفق الى ان لا يرحل الاجر منه لان الاجر عند الصدمة الاولى - 00:18:00ضَ

ايضا ليس ايضا ليس من من من عدم الرضا بالقضاء الاخبار بما يجري على الانسان من الالم والمرض بعض الناس يأتيه المريض يأتي مريض فيقول بشر قالوا قرروا علي قطع قدمي - 00:18:20ضَ

او اكتشفوا بي ذاك العظال ولكنه يخبر لا تشكيا انما يخبر اخبارا سئل فاخبر. فاخبر او يأتي للطبيب فيشكو حاله الى الطبيب حكاية الحال مع علمه ان الشفاء بيد الله الشافي هذا ليس ايضا من عدم الرضا بالقضاء الذي يعترض على القضاء - 00:18:45ضَ

ذاك الذي يقول انا مرضت وغيري ما مرض ولماذا انا ماذا فعلت يا ربي حتى تبتليني؟ عياذا بالله هذا المعترظ على القظاء اما الذي يخبر لسؤال سئل اياه او لطبيب يستكشف حاله - 00:19:09ضَ

قول حبيب يريد ان يعرف داءه او لراق يريد ان يرقيه فلا حرج في هذا وكل هذا يدور على ما وقر في القلب من الرضا والتسليم ايضا دعاء الانسان ليس من آآ ترك القضاء او ليس من يعارظ الايمان بالقضاء والقدر والرضا به - 00:19:25ضَ

ليس منه ان يدعو الانسان ربه ان يرفع البلاء منه لا يقول الانسان انا لا هو الذي ابتلاني وهو اعلم بحالي نعم هو اعلم بحالك صبرك على الالم عبادة ودعاء الله جل وعلا ان يكشف ما بك عبادة اخرى - 00:19:53ضَ

وكان الحبيب يعلم ام سلمة وعائشة رضي الله عنها وكان الرقية وكان يعوذ الحسن والحسين وكانت عائشة رضي الله عنها ترقيه في يده ثم تمسح بيده بالمعوذتين في عليه الصلاة والسلام فليس الدعاء - 00:20:16ضَ

ليس الدعاء ينافي الرضا بالقضاء. ولذلك ايوب عليه الصلاة والسلام الانبياء دعوا ربهم جل وعلا واشهر القصص التي نعرفها جميعا قصة ايوب وايوب اذ نادى ربه ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين - 00:20:37ضَ

فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر اذا الدعاء ليس الداعي يقول انت لماذا لا تصبر الله اختار لك المرض فاصبر على المرض وابقى عليه. لا يا اخي لا يا اخي. دعاؤك عبادة بل هو العبادة. وصبرك عبادة - 00:21:01ضَ

وقد تدعو فيستجاب وقد تدعو فيؤخر الجواب وقد تدعو فلا ترى اثرا للدعاء في الدنيا لان الله اراد كل الخير لك في الجنة ولذلك في الحديث ان في اهل الموقف اذا رأوا - 00:21:17ضَ

عطاء الله لاهل المصائب تمنوا لو قرضت ابدانهم بالمقاريض في الدنيا وصبروا لما يرون كيف بلغهم الله جل وعلا المنازل السامية العالية؟ لانهم رضوا بقضائه وقدره. ولذلك طوبى لمن رضي بالقضاء والقدر - 00:21:36ضَ

للوصول الى مقام الرضا لا بد من مراحل كما قلت الرضا الصبر يجب على الانسان ان يحبس نفسه ويصبرها لكن ان يتجاوز هذه المقام وهذه المنزلة الى ان يرضى بل وان يسكن روحه وقلبه - 00:21:58ضَ

بل واحيانا يستلذ بالمر وهو مر منزلة تحتاج منا الى برنامج ايماني مكثف لرعاية هذا القلب بتلك الاعمال التي ذكرناها من بداية الدروس والى ان نصل الى هذا المقام الذي هو ذروة سنام اعمال القلوب - 00:22:19ضَ

ان يكون الانسان يرى ان اخذ الله منه عطاء المنزلة السامية بعد الفاصل باذن الله نواصل لنختم في اخر هذه الفصول حلقتنا اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري - 00:22:41ضَ

وبارك لي فيما رزقتني اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم اللهم طهرني من الذنوب والخطايا - 00:23:10ضَ

اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم اللهم اغفر لي واهدني - 00:23:33ضَ

وارزقني وعافني اعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:23:56ضَ

ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم ربي اني ظلمت نفسي - 00:24:22ضَ

فاغفر لي ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير مرحبا بكم السؤال كيف اصل الى مقام الرضا وكل منا يتمنى ان يرضى البعض منا يسعى لرضا والديه. وقد ثبت في الحديث ان رضا الله في رضا الوالدين - 00:24:46ضَ

ويشكر لوالديه لان الله قال ان اشكر لي ولوالديك نحن نسعى للمخلوقين ان نصل الى رضا من نحب منهم فكيف بك اذا وصلت الى حب الله بالرضا بقضائه حلوه ومره - 00:25:24ضَ

خيره وشره كيف نصل؟ نبدأ واياك ببعض الخطوات. اولا معرفة الله سبحانه واليقين به وعدم معرفة الله هي سبب البلاء في الحياة واعرف الناس بربي هم اكثر الناس طمأنينة وسكينة لان معرفتهم بالله يعلمون انه الحكيم فيرضون - 00:25:42ضَ

اطلب العلم وليكن العلم خالصا وعليك بمعاهدة قلبك باعمال القلوب وطهر القلب قبل ان تتعلم اعمال القلوب طهره من امراض القلوب ثم بعد ذلك ستجد انك ترتقي وتسمو بالايمان فتصل الى درجة الرضا - 00:26:09ضَ

ايضا منها معرفة ان الله حكيم انه سبحانه حكيم والحكمة وضع الشيء في موضعه فمعنى ذلك المصائب الذي نراها الحروب الكوارث الامراض الاوبئة ما يحدث من حوادث الطيران وغيرها كل ما على الارض الله يعلمه - 00:26:31ضَ

وما يحدث عليك من من نقص النعم ومن نقص الثمرات ومن نقص الانفس الله يعلمه لماذا هذا يؤلمني؟ الله حكيم. ارضى بقضائه وقدره حتى ولو لم يظهر لي الحكمة نعم - 00:26:52ضَ

اليس هو الحكيم؟ استسلم يا عبد الله هو رب وانت مربوب ولذلك قال الفضيل رحمه الله احق الناس بالرضا عن الله اهل المعرفة بالله وتستطيع ان تصل الى ان تكون منهم. ان تكون من اهل المعرفة لله جل وعلا بطلب العلم الشرعي خاصة البحث في اعمال القلوب - 00:27:12ضَ

ايضا منها يقول الجنيد الامام الجنيد رحمه الله الرضا على قدر قوة العلم والرسوخ في المعرفة وسئل بعض السلف كيف السبيل الى مقام الرضا؟ قال علم القلب بان المولى عدل في قضائه غير متهم - 00:27:35ضَ

الله اكبر لان الذي يعترظ على الله كأنه يتهم الله نسأل الله السلامة والعافية اذا علمت انه عدل وانه حكيم وانه عليم وان علمه لم يسبقه جهل. وانه الاول وانه الاخر وانه على كل شيء قدير - 00:27:57ضَ

ماذا بقي لك الا ان تستسلم؟ لكن حتى يقوى هذا المقام في قلبك قوة العلم ولذلك بعض الناس يطلب العلم وهو جاهل هو الطلب العلم لا زال جاهلا لانه انما فقه في احكام الظاهر من الدين او الاعمال الظاهرة يفقه اركان الصلاة وشروط الصلاة وواجبات الصلاة - 00:28:17ضَ

لكنه لا يحسن لبها الخشوع ولا يستحضر القيام بين يدي الله. اذا صلاته لربما ردت عليه اذا هذا للوصول الى مقام الرضا لا بد من العلم القوي الثاني حتى تصل الى مقام الرضا ايضا - 00:28:42ضَ

مجاهدة النفس على الصبر وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله تعالى تدريب النفس على انه يوم من الايام لربما ازالة النعم لربما انت في امن وعافية اسأل الله ان يحفظ لنا ولكم ما وهبنا وان يعيذنا - 00:29:03ضَ

من زوال نعمته ومن تحول عافيته ومن فجأة نقمته ونعوذ به من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء الاعداء قد تزول هذه النعم هل انت قد هيأت نفسك الى انها عند زوالها ليس لك الا ان تقول الحمد لله - 00:29:25ضَ

لان الحمد كما قلنا يكون على السراء والضراء بخلاف الشكر كما ذكرنا في مقام الشكر والصبر اذا توطين النفس قراءة حياة السلف الاول الذين كان بعضهم ترحل الاسرة كاملة يموتون - 00:29:48ضَ

ويهلكون بعضهم يموت في الامراض طاعون الذي كان في الشام وغيرها من الامراض التي كانت تمر والمجاعات يموت افراد اسرته كاملا ومع ذلك كله ليس له الا الرضا احدهم يروى انه في بغداد سقط بيت بيته على تسعة ابناء - 00:30:10ضَ

وقد احترق قبلها في نفس اليوم دكانه واحترق وجهه وهو يطفئ النار فاكلت النيران عينه وشوهت وجهه ازالت شعره فذهب الحسن والعين والمال والولد في ساعة واحدة وما زاد عن الحمد شيئا - 00:30:34ضَ

لماذا لم ينفرط زمام عقله تصور الانسان كيف يا اخي حي هذا لا زال حيا؟ نعم لا زال حيا في زمنه وعاش مع الناس ولكن قلبه ممتلئ بالرضا هو الحكيم - 00:30:57ضَ

هو الذي وهب وله ما وهب سبحانه وتعالى قال الله فاصبر على ما يقولون. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء الليل فسبح واطراف النهار. لعلك هنا تجاهد نفسك على الصبر لانها مراحل حتى تقوى - 00:31:15ضَ

ايضا مما يعينك على الوصول الى هذه المرحلة ان تعلم انه لا مفر من القضاء فغير الراضي لا يستفيد شيئا من دنياه ولا في اخراه بخلاف الراوي الانسان اذا لم يرضى ما الخيار الاخر - 00:31:37ضَ

ولذلك الانسان العاقل الحكيم يقول انا اذا لم ارضى ما الخيار الاخر؟ هل لدي اكثر من خيار ارضنا او لا ارضى ولي كذا ليس لك الا الرضا. ومن رضي فله الرضا - 00:31:58ضَ

ومن سخط عليه السخط لا يتغير في الكون شيء الطحين اذا طحن لا يطحن بعد ذلك انتهى والعصير اذا عصر فانه لا يعصر انتهى قضاء الله حل ليس للعبد الا ان يستسلم - 00:32:14ضَ

فخطاب الانسان لنفسه ثم بعد ماذا؟ اذا لم ارضى اذا جزعت اذا لم اذا سخطت لك السخط وعاقبة السخط سخطا ولربما امتلأ قلبك هما وعشت في كمد لا دواء له - 00:32:34ضَ

لا دواء له ولا علاج له الا ان تستسلم يا عبد الله ايضا من علاجات الوصول الى الرضا لمقام الرضا دعاء الله جل وعلا في الحديث عن زيد ابن ثابت انه صلى الله عليه وسلم - 00:32:51ضَ

علمه دعاء وامره ان يتعاهده ويتعاهد به اهله كل يوم وهو لنا جميعا يقول في الدعاء الطويل اسألك اللهم الرضا بعد القضاء ما اجمل هذا الدعاء والله ان هذا الدعاء يسكب في النفس سكونا - 00:33:11ضَ

وطمأنينة ويملأ القلب القلب فرحا اسألك الرضا بعد القضاء اذا انت لا قوة لك الا ان قواك الله ولا حفاظ لقلبك ان ينصدع عند حلول المكاره الا ان يربط الله على قلبك - 00:33:32ضَ

ولذلك تجد ان بعض الناس مات له ابن يقول فبعد ان عزاني الناس والله اني استغرب ما الذي وقع يقول فمرت فترة الالم الطويلة والتفت اليها اذا هي ذكرى جميلة. كنت دائما احمد الله. الهمني الله الحمد - 00:33:51ضَ

وتجد ان هذا العبد له خبيئة عند الله وكان كثير الدعاء ولعل من دعائه اللهم اني اسألك الرضا بعد القضاء اسأل الله قبل حلول المكاره وقبل حلول المصائب وقبل نزع النعم - 00:34:12ضَ

اسأل الله ان يربط على قلبك. واسأله العافية ليس معنى ذلك انك تتمنى البلاء اسألوا الله العافية. لكن لو حل نقيضها لان الحكيم قد شاءها فعليك ان تستسلم فانه سبحانه وتعالى - 00:34:31ضَ

اذا استسلمت ملأ قلبك من الايمان واعرف اسر واسر كبيرة اهتدت واستقامت بعد مصيبة حلت رضوا بها ثم كان الرضا بها باب لصلاح الاسرة كلها اللهم انا نعوذ بك من جهد البلاء يا رب العالمين - 00:34:47ضَ

انتهى درسنا والى لقاء في درس قادم. استودعكم الله تلك العنود روسها ميسورة في صرح علم راسخ الاركان بشرى لنا بالعلم كالازهار في البستان - 00:35:09ضَ