السيرة النبوية - فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
السيرة النبوية (18) سخف عقول المشركين | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
التفريغ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد ايها المستمعون الكرام قد اشرت في الحلقة السابقة الى ما قص الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم مما يثبت سخافة عقول من يتخذ لله ولدا - 00:00:00ضَ
وقد سقت جملة كبيرة من هذه الايات المنددة بفساد تصور هؤلاء وانهم قد انحدروا الى الدرك الاسفل في التصور وقد اشار الله تبارك وتعالى كذلك الى ان الى ان من زعم ان لله ولدا فقد اتخذ لله شريكا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - 00:00:19ضَ
اشار الله تبارك وتعالى كذلك الى ان من من زعم ان لله ولدا الى ان من زعم ان لله ولدا فقد اتخذ لله شريكا تعالى الله عليه ذلك علوا كبيرا وتنزه - 00:00:40ضَ
عن الشريك والند والنظير والولد والصاحبة. وفي ذلك يقول الله عز وجل في سورة الانعام وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم. وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. اي اختلقوا له اولادا وبنات بغير بينة - 00:00:56ضَ
ولا برهان سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السماوات والارض ان يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم. ذلكم الله ربكم لا اله الا هو. خالق كل شيء فاعبدوه. وهو على كل شيء وكيل - 00:01:13ضَ
لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ويقول تعالى في سورة النحل وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد. فاياي فارهبون. وله ما في السماوات والارض وله الدين واصبا - 00:01:34ضَ
غير الله تتقون. وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون - 00:01:51ضَ
ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم. تالله لتسألن عما كنتم تفترون ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به - 00:02:10ضَ
فيمسكه على هون ام اي على ذل ومهانة. ايمسكه على هون. اي على ذل ومهانة. ام يدسوه في التراب. الا ساء سيحكمون للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم. ولو يؤاخذ الله الناس - 00:02:32ضَ
ما ترك عليها من دابة. ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى. فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون. وتصف السنتهم الكذب ان لهم الحسنى. لا جرم ان لهم النار وانهم مفرطون. ويقول تعالى في سورة - 00:02:52ضَ
سورة الزخرف وجعلوا له من عباده جزءا ان الانسان لكفور مبين. ام اتخذ مما يخلق بنات واصفاكم بالبنين؟ واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم. اومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؟ وجعلوا الملائكة - 00:03:12ضَ
الذين هم عباد الرحمن اناثا. اشهدوا خلقهم؟ ستكتب شهادتهم ويسألون. ويقول تعالى في سورة الطور ام له البنات ولكم البنون وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي ان من - 00:03:32ضَ
مع ان لله ولدا فقد سب الله وشتمه. ويا ويل من سب الله وشتمه. وانه لولا حلم الله لعاجلهم بالعقوبة. فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله - 00:03:54ضَ
شتمني ابن ادم وما ينبغي له ان يشتمني. وكذبني وما ينبغي له. اما شتمه فقوله ان لي ولدا. واما فقوله ليس يعيدني كما بدأني. كما روى البخاري في صحيحه من حديث حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن - 00:04:11ضَ
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك. فاما تكذيبه اياي فزعم اني لا اقدر ان اعيده كما كان. واما شتمه اياي فقوله لي - 00:04:31ضَ
فسبحان ان اتخذ صاحبة او ولدا كما روى مسلم في صحيحه من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا احد اصبر على اذى يسمعه من الله عز وجل. انه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو - 00:04:51ضَ
ثم هو يعافيهم ويرزقهم. وفي لفظ لمسلم من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عبد الله بن قيس. قال قال رسول الله صلى الله عليه ما احد اصبر على اذى يسمعه من الله تعالى. انهم يجعلونه انهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا - 00:05:11ضَ
وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم ومع هذه الادلة الكثيرة ومع هذه الادلة الكثيرة الصريحة المحكمة في كتاب الله تعالى. مكيه ومدنيه وفي اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصحيحة الثابتة بان الله تعالى منزه عن الولد والصاحبة. فان نصارى نجران - 00:05:31ضَ
فان نصارى نجران عندما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حاولوا الاستدلال حاولوا الاستدلال على ان عيسى ابن الله ببعض الفاظ في كتاب الله حاملين لها - 00:05:55ضَ
الى غير ما اريد بها بسبب زيغ قلوبهم ابتغاء الفتنة والصد عن سبيل الله. فزعموا ان في القرآن دليلا على ان عيسى ابن الله في قوله تعالى وروح منه اذ حملوا لفظ من في هذه الاية على التبعيض - 00:06:14ضَ
سيكون عيسى بعضا من الله وجزءا منه. وتجاهلوا ان من في هذا المقام لا يراد بها التبعيض. وانما يراد بها ابتداء اي ان عيسى رح من الارواح التي ابتدأ الله خلق خلقها. التي ابتدأ الله خلقها وتعاموا عن الايات - 00:06:31ضَ
الصريحة في ان عيسى عبدالله وخلق من خلقه والعبد لا يكون ولدا. وان الله لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد. ولا شك ان العرب يستعملون كلمة منه. لا شك - 00:06:51ضَ
ان العرب يستعملون كلمة منه في معان كثيرة. منها ابتداء الغاية كهذه ومنها بيان الجنس كقوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان اجتنبوا الرجس الذي هو الاوثان. ومن معانيها التبعيض كقولك - 00:07:07ضَ
كقولك اكلت من هذا الرغيف اي اكلت بعضه. الى معان كثيرة. فنصارى نجران تركوا المعنى الظاهر المتبادر ولجأوا الى المعنى غير المراد مستغلين تشابه اللفظ. وقد انزل الله تبارك وتعالى في شأنهم من اول سورة - 00:07:23ضَ
ال عمران الى الاية الرابعة والثمانين منها. رد فيها باطلهم. وادحض شبهتهم. وبين انهم بسبب زيغ قلوبهم يتبعون ما تشابه من القرآن ويتعامون عن المحكم الصريح الجلي المثبت ان الله لم يتخذ ولدا. اذ ان الله تبارك - 00:07:43ضَ
جعل من القرآن محكما وجعل منه متشابها. والمحكم الواضح الجلي الذي لا يخفى علم المراد منه على العامة والخاصة واما المتشابه فهو اللفظ الذي يحتمل اكثر من معنى. كلفظ من في قوله تعالى وروح منه. فاما اهل الايمان فيرد - 00:08:03ضَ
دون متشابهه الى محكمه. ويحملون معنى من هنا على ما اريد منها. وهو ابتداء الغاية. واما الذين في قلوبهم زيغ فيحملونه على المعنى غير المراد والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا فكلامه لا يتناقض ولا يتضارب تعالى الله - 00:08:23ضَ
وعن ذلك علوا كبيرا. وقد ذكر الله تبارك وتعالى في هذا المقام من سورة ال عمران ادلة جلية بانه لا اله الا هو هو الحي القيوم وانه انزل على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن بالحق - 00:08:43ضَ
كما انزل التوراة على موسى والانجيل على عيسى هدى للناس. وان الذين يكفرون بايات الله لهم عذاب شديد. والله عزيز انتقام ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. لا اله الا هو العزيز الحكيم - 00:09:00ضَ
الى حلقة قادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:21ضَ