السيرة النبوية - فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
السيرة النبوية (24) أبوبكر يدخل مكة بجوار ابن الدغنة | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
التفريغ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد ايها المستمعون الكرام اشرت في ختام الحلقة السابقة الى ان قريشا افزعها ان المهاجرين بارض الحبشة قد امنوا على دينهم وانفسهم - 00:00:00ضَ
وان النجاشي قد اكرم جوارهم وردك كيد اعدائهم فاشتدت قريش في تضييقها على من بمكة من المسلمين مع حماية الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم من شرورهم وكيدهم وضاقت مكة على ابي بكر رضي الله عنه بما رحبت - 00:00:20ضَ
واصابه فيها الاذى الشديد فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة الى الحبشة فاذن له فخرج ابو بكر مهاجرا حتى اذا سار من مكة يوما او يومين لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة كما - 00:00:41ضَ
كان سيد الاحابيش والقارة قبيلة مشهورة من بني الهون ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر والاحابيش هم بنو الحارث ابن عبد مناف ابن كنانة وبنو الهون ابن خزيمة ابن مدركة وبنو المصطلق من خزاعة تحالفوا - 00:00:59ضَ
جميعا فسم الاحابيش للحلف للحلف الذي كان بينهم وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اعقل ابوي قط - 00:01:17ضَ
الا وهما يدينان الدين. ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية. فلما ابتلي المسلمون خرج ابو بكر مهاجرا نحو ارض الحبشة حتى بلغ برك الغماد. لقيه ابن الدغنة - 00:01:33ضَ
هو سيد القارة فقال اين تريد يا ابا بكر قال ابو بكر اخرجني قومي فقال ابو بكر اخرجني قومي فاريد ان اسيح في الارض واعبد ربي. قال ابن الدغنة فان مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف - 00:01:53ضَ
وتعين على نوائب الحق فانا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في اشراف قريش فقال لهم ان ابا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج. اتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويكري الضعيف - 00:02:17ضَ
ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر ابا بكر فليعبد ربه في داره فليصلي فيها وليقرأ ما ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلم به فانا نخشى ان يفتن نسائنا وابناءنا. فانا نخشى ان يفتن نسائنا وابناءنا. فقال ذلك ابن الدغنة - 00:02:41ضَ
لابي بكر فلبث ابو بكر بذلك يعبد ربه في داره. ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره. ثم بدا ابي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره. وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف فيتقذف عليه نساء - 00:03:06ضَ
المشركين وابناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون اليه. وكان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه اذا قرأ وافزع ذلك اشراف قريش من المشركين. فارسلوا الى ابن الدغنة فقدم عليهم. فقالوا له انا كنا اجرنا ابا بكر - 00:03:26ضَ
بجوارك على ان يعبد ربه في داره. فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره. فاعلن بالصلاة والقراءة فيه. وان خشينا ان يفتن نسائنا وابناءنا فانهوا. فان احب ان يقتصر على ان يعبد ربه في داره فعل. وان ابى الا ان يعلن بذلك - 00:03:46ضَ
فسله ان يرد اليك ذمتك فانا قد كرهنا ان نغفرك ولسنا مقرين لابي بكر لاستعلان. قالت عائشة فاتى ابن الدغنة الى ابي بكر وقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه. فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترجع الي ذمتي. فاني لا احب ان تسمع - 00:04:06ضَ
عرب اني اخفرت في رجل عقدت له. فقال ابو بكر فاني ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله عز وجل. والنبي الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين اني اريد - 00:04:29ضَ
تدار هجرتكم ذات نخل بين لابتين. الحديث وقولها في الحديث وقولها في الحديث لم اعقل ابوي اي لم اميز والدي. تعني اباها ابا بكر رضي الله عنه وامها ام رمان رضي الله عنها - 00:04:49ضَ
وام رومان قيل اسمها زينب وقيل داعد وهي اخت بني فراس من بني غنم بن مالك بن كنانة وقولها يدينان الدين ان يعتنقان دين الاسلام وقولها فلما ابتلي المسلمون اي اشتد اذى المشركين لهم. وقوله اخرجني قومي اي تسببوا - 00:05:07ضَ
اخراجي وقوله فانا لك جار اي انا مجير لك امنع من يؤذيك. وقولها فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة اي لم ترد قريش امان ابن امان ابن الدغنة لابي بكر رضي الله عنه. وانفذت قريش جوار ابن الدغنة له. وقولها ثم - 00:05:27ضَ
لابي بكر اي ظهر لابي بكر رأي في ان يجهر بصلاته وقراءته وقولها بفناء داره بكسر الفاء اي امام داره. وقولها فيتقذف عليه نساء المشركين. وابناؤهم ان يتدافعوا وهم يحرصون على سماع القرآن من ابي بكر رضي الله عنه فيقذف بعضهم بعضا فيتساقطون عليه. وفي لفظ - 00:05:47ضَ
تقصف ان يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض. فيكاد ينكسر. وقولها وكان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن اي وكان ابو بكر رضي الله عنه كثير البكاء لا يطيق امساك عينيه عن البكاء من رقة قلب - 00:06:13ضَ
وشدة خشوعه عند تلاوة القرآن. وقولها فافزع ذلك اشراف قريش من المشركين اي اخافت قراءة ابي ابو بكر رضي الله عنه في مسجده امام داره رؤساء قريش الكفار لما يعلمونه من رقة قلوب النساء والشباب ان يميلوا - 00:06:33ضَ
الى دين الاسلام وقولهم فسله ان يرد اليك ذمتك اي فاسأله واطلب منه ان يرد اليك امانك له. وقولهم فانا ان نغفرك اي فانا لا نحب ان نغدر بك ولا نصون ذمتك وامانك. وقولهم ولسنا بمقرين لابي بكر الاستعلان - 00:06:53ضَ
اي ولن نسكت عن الانكار على ابي بكر لخشيتنا ان تؤثر قراءته وصلاته على نسائنا وابنائنا فيدخل في دين الاسلام قوله وارضى بجوار الله. اي اسعد واكتفي بامان الله وحمايته. واتوكل على الله في رد كيدهم واحباط مكرهم - 00:07:13ضَ
وقولها والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة قد كان ذلك في حوالي السنة السابعة من البعثة النبوية. وكان سن عائشة رضي الله عنها يومها حوالي ثلاث سنوات. حوالي ثلاث ثلاث سنوات. وقد سلكت قريش في حربها للاسلام كل طريق. وقد سلكت - 00:07:33ضَ
في حربها للاسلام كل طريق. فطلبوا من ابي طالب ان يسلمهم رسول الله. صلى الله عليه وسلم. ويسلموه شابا من مكانه فيتعجب ابو طالب من طلبهم هذا ورفض ورفضه رفضا باتا فتعجب ابو طالب من طلبهم هذا ورفضه رفضا باتا وقد احست قريش انها - 00:07:53ضَ
ان تصل الى محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الطريق فاجتمعوا وائتمروا ان يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب. ان يقاطعوهم مقاطعة تامة. فذكر في صحيفة المقاطعة هذه الا يتزوجوا منهم. ولا يزوجوهم ولا يبيعوهم شيئا. ولا يبتاع منهم. وعلقوا - 00:08:19ضَ
صحيفتهم هذه في الكعبة توكيدا على انفسهم. فلما فعلت قريش ذلك انحازت بنو هاشم وبنو المطلب الى ابي طالب فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا اليه مسلمهم وكافرهم الا ابا لهب لعنه الله. فانه انحاز الى قريش - 00:08:43ضَ
وظاهرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ابي طالب ومن معه. والى حلقة قادمة ان شاء الله تعالى والسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:03ضَ