خطب الجمعة

الشاب الصادق كعب بن مالك بين ضغط الابتلاء وحسن البلاء(1-2) |خطبة 6-2-1436هـ|د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ

فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة اما بعد فما احوجنا يا عباد الله ان نتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه - 00:00:22ضَ

هذه الكرام الذين ترجموا القرآن عمليا ايها الاخوة ما اسهل الحديث عن الاخلاق والقيم الفاضلة. وما اصعب تطبيقها عند المحكات الحقيقية التي تظهر قوة التربية واصالة المعدن وان قصة كعب بن مالك وصاحبيه الذين تخلفوا عن غزوة تبوك - 00:00:47ضَ

بلا عذر انها لنموذج واضح في هذا الباب فتلك القصة مليئة بالدروس والعبر. التي نحتاجها في واقع حياتنا اليومي وان مقاما كهذا لا يمكن ان يؤتى فيه على جميع تلك الدروس او العبر. ولكن حسبك - 00:01:17ضَ

فمن القلادة ما احاط بالعنق. يقول كعب رضي الله عنه واصفا حاله حين اعلن النبي صلى الله عليه وسلم النفير الى تلك الغزوة لم اكن قط اقوى ولا ايسر مني حين تخلفت عنه في غزوة تبوك. والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى - 00:01:43ضَ

جمعتهما في تلك الغزوة. فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. في حر شديد. وحين طابت ثمار والظلال واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فتجهز صلى الله عليه عليه وسلم والمسلمون معه. وطفقت اغدو لكي اتجهز معهم فارجع ولم اقض شيئا. واقول في - 00:02:09ضَ

في نفسي انا قادر على ذلك اذا اردت. فلم يزل يتمادى بي ذلك حتى اسرع وتفارق الغزو وفي هذا عبرة ايها الاخوة. وهي ان الانسان يغلق باب التسويف التسويف في فعل الخير اذا سنحت فرصته. وعدم تأجيله فان المرء لا يدري ما يعرض له - 00:02:39ضَ

ولا يدري اصلا عن العزيمة التي قامت في نفسه. اتستمر كما هي ام لا؟ وكم دمرت سوف افعل كم دمر هذا التسويف من مشاريع نافعة سواء كان دينية ام دنيوية كم - 00:03:09ضَ

وفبعض الناس في اتخاذ اخطر قرار في حياتهم. وهو التوبة الى الله عز وجل. فيسوف ويسوف حتى يفجأه الموت وهو لم يتب قال كعب رضي الله عنه فلما بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني - 00:03:29ضَ

بث اي همي فطفقت اتذكر الكذب واقول بما اخرج من سخطه غدا واستعين على ذلك كل كل ذي رأي من اهلي فلما قيل لي انه قد اظل قادما زاح عني الباطل. حتى عرفت اني لن انجو منه بشيء ابدا - 00:03:54ضَ

فاجمعت صدقه. اي عزمت على ذلك. ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون. فطفقوا يعتذرون ويحلفون له. وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم صلى الله عليه وسلم على نيتهم. وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم الى الله - 00:04:18ضَ

جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعالى فجئت امشي حتى فجلست بين يديه فقال لي ما خلفك؟ الم تكن قد ابتعت ظهرك قال قلت يا رسول الله اني والله لو جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرأيت اني ساخرج من سخطه - 00:04:45ضَ

بعذر ولقد اعطيت جدلا. ولكني والله لقد علمت لان حدثتك اليوم حديث كذب ابن ترضى به عني. ليوشكن الله ان يسخطك علي. ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه اني لارجو فيه عقبى الله. والله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط اقوى ولا ايسر من - 00:05:12ضَ

حين تخلفت عنك. قال صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق. فقم حتى يقضي الله فيك. هنا يا عباد الله عاش كعب معركة قاسية بينه وبين نفسه وبين الشيطان ايصدق فيخسر رضا احب الخلق اليه صلى الله عليه وسلم - 00:05:42ضَ

ام يكذب ويتحايل في سرد جملة من الاعذار ليرضي الرسول عليه الصلاة والسلام مؤقتا فحسب اما هذا الامر واتخذ قراره الشجاع بكل صدق مع مرارة التبعات الانية. لكن العاقل الموفق - 00:06:10ضَ

انما يفكر في النجاة غدا يوم القيامة اما خسائر الدنيا وان كانت في علاقات اخوية اذا كانت في مقابل رضا الله فيمكن الاعتياض عنها. لقد اثر كعب رضي الله عنه وصاحباه لقد - 00:06:30ضَ

اثروا رضا الله فصدقوا. فاثرهم الله بان جعلهم قدوة للصادقين الى يوم القيامة. يا ايها ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وفي هذا عبرة اخرى خصوصا لمن اوتي قدرة - 00:06:51ضَ

على البيان والفصاحة فليست العبرة بذلك. فالمنافقون المتخلفون كان فيهم متحذلقون هذا البيان في اعذار وايمان كاذبة. اما كعب وصاحباه فلا. اما كعب وصاحباه فلا وخاصة كعب الذي اوتي جدلا وقدرة على البيان. فيا من اوتي بيانا - 00:07:11ضَ

من كاتب او اعلامي سخر قلمك وبيانك لقول الحق والذب عنه ودحظ الباطل وكشفه قال كعب رضي الله عنه فقمت اي من عنده صلى الله عليه وسلم وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا - 00:07:41ضَ

قالوا لي والله ما علمناك اذنبت ذنبا قبل هذا. اعجزت في الا تكون اعتذرت اليه صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به اليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. قال فوالله - 00:08:02ضَ

ما زالوا يؤنبونني حتى اردت ان ارجع اليه صلى الله عليه وسلم فاكذب نفسي. وفي هذا عظيمة وهي ان الانسان يا عباد الله مع ضغط الواقع قد يجد من يزين له ولو بحسن - 00:08:22ضَ

من يزين له ترك الحق او قول الباطل فليحذر اللبيب العاقل من ذلك. يقول كعب الله عنه ثم قلت لهم هل لقي معي هذا من احد؟ قالوا نعم. لقيه معك رجلان. قال - 00:08:42ضَ

مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك. قلت من هما؟ قالوا مرارة بن الربيع العامري. وهلال بن امية الواقفي قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما اسوة. قال فمضيت حين ذكروهما - 00:09:02ضَ

في كلام كعب هذا ام ان من لطف الله تعالى بعبده ان يكون معه في مصابه احد ليخفف عنه امر وليكون عونا له على تجاوز الازمة. وقد قالت الخنساء ولولا كثرة الباكين حولي. على اخوانهم - 00:09:23ضَ

لقتلت نفسي. ويقول الشاعر الاخر ان ان المصائب يجمعن تجمعنا المصابين. يقول رضي الله عنه ونهى صلى الله عليه وسلم عن كلامنا نحن الثلاثة. من بين من تخلف عنه. قال - 00:09:43ضَ

فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي الارض في نفسي فما هي بالارض التي اعرف. فلبس اثنا على ذلك خمسين ليلة فاما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان اما انا فكنت اشد القوم واجلدهم. فكنت اخرج فاشهد الصلاة واطوف في الاسواق. ولا يكلمني احد - 00:10:03ضَ

واتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة فاقول في نفسي هل حرك شفتيه السلام ام لا ثم اصلي قريبا منه واسارقه النظر فاذا اقبلت على صلاتي نظر الي - 00:10:32ضَ

واذا التفت نحوه اعرض عني حتى اذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط ابي قتادة وهو ابن عمي. واحب الناس الي فسلمت عليه. فوالله رد علي السلام فقلت له يا ابا قتادة انشدك بالله هل تعلمن اني احب الله ورسوله - 00:10:52ضَ

كبسولة قال فسكت. فعدت فناشدته. فعدت فناشدته فسكت. فعدت فناشدته فقال الله ورسوله اعلم. ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار. الله اكبر يا عباد الله من يتحمل ان يتواطأ اهل بلد باكملها على هجره فلا يكلمه احد - 00:11:22ضَ

ولا يرد سلامه. ولك ان تتصور من هذه البلدة؟ ومن اميرها ورئيسها؟ ومن سكانها انها المدينة. اما اما رئيسها واميرها فهو محمد صلى الله عليه وسلم. واما اما سكانها فابو بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحب الكرام. ابتلاء - 00:11:52ضَ

لو طبق على احدنا من اهل حارته الذين يعاصرهم بضعة ايام لما اطاق. ولكن ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. وفي هذا دليل يا عباد الله على ما كان عليه الصحب الكرام من تعظيم - 00:12:22ضَ

صلى الله عليه وسلم فهذا فهذا ابو قتادة ابن عم كعب ومن داخل الاسوار ولا لا يطلع عليهما احد الا الله. ومع ذلك لم ينبس ببنت شفه. انما احال الامر الى الله ولم يجبه - 00:12:42ضَ

بل اقتصر على قوله الله ورسوله اعلم. كل ذلك تعظيما لامره عليه الصلاة والسلام سرا وعلانية. ظاهرا وباطنا. وبهذا ارتفع القوم. اي والله. ارتفعوا لامر الله ورسوله في الشدة والرخاء وفي السر والعلن. وان كانت تلكم الاوامر او النواهي - 00:13:02ضَ

قد يكون فيها ثقل على النفس. وبهذا ايضا يا عباد الله نعلم سببا عظيما من اسباب المسلمين وتسلط اعدائهم عليهم. فبقدر ضعف تمسكهم بدينهم وظعف وضعف تعظيمهم لاوامر الله الله ورسوله يضعفون ثم يضعفون ثم يضعفون - 00:13:32ضَ

ثم يتسلط عليهم اعداؤهم وما زال للحديث بقية. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه ان ربي رحيما وما بعد. فيقول كعب - 00:13:59ضَ

رضي الله عنه فبين انا امشي في سوق المدينة اذا نبطي من نبط اهل الشام يعني من مزارع العجم ممن قدم بالطعام يبيعه في المدينة يقول من يدل على كعب ابن مالك؟ قال فطفق الناس يشيرون الي - 00:14:23ضَ

حتى جاءني فدفع الي كتابا من ملك غسان. فقرأته فاذا فيه. اما بعد فانه قد بلغنا ان صاحبك قد جفاك. يعني يعنون النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة - 00:14:43ضَ

فالحق بنا نواسك. قال كعب فقلت حين قرأتها وهذا ايظا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها بها. اي اني توجهت الى التنور فاحرقت ذلك الخطاب وفي هذا المقطع من قصته رضي الله عنه دروس عظيمة منها ان الاعداء لهم عيون وهو ما يعذب - 00:15:03ضَ

عنه في عصرنا لهم استخبارات اجنبية. تستغل الفرص لاقتناص النابهين من الشباب كونوا اعوانا لهم ضد امتهم وبلادهم الاسلامية. متى؟ حين يقع بينهم وبين مجتمعهم او ولاتهم ادنى خلاف او خصومة - 00:15:33ضَ

والعدو يلاحظ انه استغل ذلك ببراعة. فملك غسان اغراه ببعض المغريات. منها ان يكون مواطنا من الدرجات الاولى الحق بنا نواسك. لك ما للغسانيين وعليك ما عليهم. وهو اليوم قد يتمثل - 00:15:57ضَ

منح الجنسية وحقوق المواطنة من الدرجة الاولى الى غير ذلك من المزايا. لكن دين كعب ووعيه كان من ذلك كله وقد تمثل ذلك في امرين. اولهما ان كعبا لم يفرح بهذا الخطاب - 00:16:19ضَ

بل اعتبره من البلاء. اي انه يحتاج الى صبر وحسن تعامل. فكعب لم يعتبر قربة من الاعداء او التخابر والتعاون مع السفارات الاجنبية لم يعتبر ذلك ميزة له. كلا بل - 00:16:39ضَ

ما هو بلاء وابتلاء اما الامر الثاني فان كعبا رضي الله عنه قطع الطريق على العدو عدو الامة. حين اخذ الخطاب فاحرقه بالنار. لان لا يكون له نظر ولا تطلع له مرة اخرى الى النظر فيه - 00:16:59ضَ

وفي هذا عبرة عظيمة وهي قطع كل سبب يوصل الى المنكر والمحرم. وهذا مما يقع فيه الخلل من بعض التائبين الذين يحتفظون ببعض مخلفات الماضي المرتبط بحياة المعاصي والغفلة. فتجد بعضهم - 00:17:21ضَ

ببعض الصور او الالات الموسيقية او اي شيء يذكره بالماضي ورفقته. فلا يلبث هذا التائب بعد قفوت حرارة الندم والتوبة. لا يلبث الا ان يحن الى الماضي. فربما عاد وانتكس - 00:17:43ضَ

فيا ايها التائب يا ايتها التائبة اقطعوا صلات الماضي تماما. واقبلوا على حياتكم الجديدة وتأملوا في فعل كعب. وتأمل ايها التائب في فعل كعب ومن قبله موسى عليه الصلاة والسلام - 00:18:03ضَ

حين رجع الى قومه فوجد بعضهم قد عبد العجل بقيادة السامري. ولقد كان العجل مصوغا من حلي القوم فهو ذهب خالص. ومع ذلك قال موسى للسامري وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه - 00:18:23ضَ

وفي اليم نسفا. فقطع موسى كل صلة بهذا العجل. ولم يقل موسى ان هذا ذهب يمكن ان نعيد صياغته ويستفيد منه بنو اسرائيل. بل بادر لرميه ونسفه في اليم نسفا - 00:18:50ضَ

وقد قال الله اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى. لم تنتهي دروس قصة كعب رضي الله عنه للحديث بقية وصلة. في الخطبة القادمة ان شاء الله. اللهم تب علينا في التائبين. اللهم تب علينا في التائبين - 00:19:10ضَ

اللهم واجعلنا من عبادك الصادقين. اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين. اللهم كما مننت عليهم بصدق التوبة والاتباع. اللهم علينا بذلك يا ارحم الراحمين - 00:19:30ضَ