مكتبة الفتاوى - أعمال القلوب

الصدق مع الله عز وجل | الشيخ سليمان العلوان

سليمان العلوان

سؤال عظيم ومهم ونحن بحاجة الحقيقة الى هذا حين نتحدث عن معنى الصدق مع الله ليس معنى ان نتحلى به وانما كل واحد منا يذكر الاخر بس الحين تحدث ربما يحتاج الى تطبيق ايضا. وانه وين يتحدث؟ يقول كيف احدث الناس وانا لا اعمل؟ يعني لعل الانسان يسير على هذا الرد - 00:00:00ضَ

الاخ يقول كيف يكون الرجل صادقا مع الله جل وعلا؟ نحن نعرف ان الصدق ومنزلة الصديقية هي اعلى المنازل ومرتبة الصديق اعلن مرتبة الشهيد. وذلك عند التعارض والا فعادتنا الصديق يكون يتطلب حتى منازله - 00:00:25ضَ

الشهداء. وفي صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة صدقا من قلبه هذا في نوع صدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه - 00:00:46ضَ

الصدق مع الله جل وعلا ليس هو مجرد حديث عن ذلك باللسان ولا هو مجلد ركعات يركعها من اخر الليل ولا هو مجرد صيام يصوم الاثنين والخميس الصدق مع الله جل وعلا امر وراء ذلك - 00:01:07ضَ

يقترن بها التعظيم للرب في القلب. بحيث متى ما ذكر اسم الله وجل قلبه كما قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:01:25ضَ

واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون تعليق تفويض لله جل وعلا. الصديقون يعلقون قلوبهم بالله. لا يلتفتون الى المخلوقين. لا يمنة ولا يفرا ان اعطوا يعطون لله. وان منعوا يمنعون لله. وان بذلوا يبذلون لله. وان - 00:01:42ضَ

يتكلمون لله ان اعطوا شكروا. واذا ابتلوا صبروا واذا قدروا عفوا. لانهم يبيعون نفوسهم لله لا يريدون من المخلوقين لا جزاء ولا شكورا وانما يريدون في كل شيء يفعلونه وجه الله والدار الاخرة. وهؤلاء يتقربون الى الله بكل شيء - 00:02:12ضَ

تراهم ما على الصيام صائمين. ومع ان الصلاة مصلين. ومع ان الاحسان محسنين. ومع الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر. ولكن مناط الامر على تعظيم الحرمات. تعظيم الحرمات هذا هو المعيار الحقيقي. للصدق مع الله جل وعلا - 00:02:42ضَ

قد لا يثني عن ذلك مدح مادح ولا دام داء. المحن تزيده صلابة في دينه. هذا لعاصي الدنيا حين يعطى للتنازلات لا يقبلها. لانه صادق مع الله اذا تعرض له الشهوة والنفس داعية الى الحرام وداعية الى الطغيان وداعية للفواحش وليس هناك ما يحول بين - 00:03:02ضَ

وبين هذا الحراك شيء المرأة المطاوعة الحسن موجود والجمال الخلوة موجودة. ما معه شيء. يقول اني اخاف الله. صادق مع الله. بخلاف من اذا رأى رجل ينظر اليه والمرأة تسير في الطريق غض بصره. ليري صاحبه انما ينظر للنساء. اذا كان وحده ينظر اليها هكذا. حتى تفارقه - 00:03:30ضَ

هذا غير صادق مع الله. هذا كذاب هل يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله؟ هذا جعل الله اهون الناظرين اليه عند الناس يوهمهم انا ما انظر للشاشات ولا ينظر للفضائيات ولا ينظر للنساء وهو واحد ينظر لكل ما هب وادب - 00:03:58ضَ

لا يدع منكرا ما ارتكبه وهذا هو الذي يأتي يوم القيامة باعمال الجبال سيجعله الله هباء منثورا لان مثل هذا اذا خلا بحرمات الله انتكأ انتهكها الشرق ما علينا في هذا - 00:04:17ضَ

صدق مع الله ان تكون مع نفسك صادق ام لا تكون مع الناس صادقة؟ الصدق مع الله ايضا الا تكتب في حديثك وخطابك مع الناس. قوله جل وعلا يا ايها اتقوا الله وكونوا مع الصادقين عامة. كونوا مع الصادقين بافعالهم مع الصادقين باقوالهم. لم - 00:04:35ضَ

يقولون ما لا تفعلون. كبر بغتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا انهم بنيان مرصوص. يدعون دعاوى وحين يأتي وقت الاختبار والامتحان يكونون مع الخالقين - 00:04:55ضَ

ويعتذرون باعذار المنافقين لا يقومون الاسلام في ارض الواقع ولا يقيمونه على الاخرين. هؤلاء كذبة وكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم يدعون دعاوى عظيمة ولو انه كان كذا لفعلنا كذا وكذا وكل ما انزل الله شيئا. امتحانا لهم اختبارات تخلفوا - 00:05:15ضَ

ولذلك قوله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. هذه الاية تسمى اية المحبة تم اية المحنة ان قوما ادعوا محبة الله فامتحنهم الله كما قال الشاعر - 00:05:39ضَ

كل يدعي وصلا لليلة. وليلة لا تقر لهم بذاك. اليهود والنصارى يدعون انهم ابناء الله واحباؤه. فقال الله جل وعلا قل فلم يعذبكم ذنوبكم اين انتم بشر ممن خلق؟ انهم احباب الله وانصاره وانهم اهل الجنة هذه اماني وغرور وتسويف - 00:06:00ضَ

لكن الصدق مع الله يقتضي عمل ام جباء ام جفاء لحظوظ النفس وشهواتها ورعونتها يستجيب لامر الله واذا تعارظت محابه ومحاب الله قدم محاب الله على محابه لانه صادق لانه صادق - 00:06:20ضَ

حين تحصل له الشهوة وغلبة يقدم خوف الله على محابه لانه صادق مع الله حين يأتي الفقير بحاجة يعطيه ويبذل له لا لانه صادق مع الله حين تذكر له معصية - 00:06:40ضَ

يقرأها بقلبه ويستر على صاحبها لانه صادق مع الله. اما الاخر قد يفضحه قد في قلبه بمعنى ذاك الكره العظيم في قلبه. الانسان يحاسب نفسه ما عندي دكاترة بمعصية لكن يتفكر بالاخرين. يفصحهم في المجالس تحت مسمى الغيرة وانه حرام وكيف يكون؟ وفي قلبه - 00:06:53ضَ

لانه غير صادق مع الله. ما عنده التعظيم الحقيقي. هذا التعظيم للصلاة ركعتين في اخر الليل. تكون في قلبك عظم. كما قال الله جل وعلا ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ اي عظمة لله - 00:07:13ضَ

طبقة من الناس يطلبون من الناس تعظيمهم او ما يعظمون الله. ولا يعظمون الحرمات ولا يعظمون الحدود. لكن يحسنون الكلام بالالسن سنن الحديث عن الناس اذا وجدت هفوة لطالب علم او زلة يطيرون بها كل مطار يتكاثرون في المجالس. وهم لا يهمهم انه خطأ لذات الرب جل وعلا - 00:07:29ضَ

ولا لانه عصى الله. ما يهمه. اللهم لانه بغيض الى نفوسهم. او على انه خالف شهواتهم. وسيحاسب الله على ذلك قد يكون الانسان عنده غيره. وما هم فلا نقبل غيره لله. لذلك ينظر الانسان اذا رأى رجل اخطأ. هل هو ظاق صدره؟ لانه عصى - 00:07:52ضَ

الشهوة وطبيعة اولى بدليل انه لو كان الخطأ هذا من والدك هل ستكون غيظك كان الغيظ من فلان وعلان؟ ام ان هذا تكون عليه الهف والزلة فردا وسلاما؟ والاخرة تكون عليها الهفة والزلة - 00:08:14ضَ

عذابا وانتقاما. هذا غير صادق مع الله جل وعلا. الصدقة مع الله جل وعلا ان تكون ايضا في الظاهر والباطن سواء لا تظل الناس خلاف ما تبطل ولا تبطل خلاف ما تظهر - 00:08:34ضَ

وهذا لا ينال في الاماني ولا بالتسويف ينال بسؤال الله جل وعلا. والاستقامة على الكتاب والسنة ظاهرا وباطنا. والناس تحتاج الى مجاهدة ومثل هذا ما بين عشية وضحاها الا لما وفقه الله. سحرت فرعون نالوا منزلة عظيمة فيما بين عشية وضحاها - 00:08:49ضَ

حين رأوا صدق موسى وصدق ما جاء به من الدلالات والبينات والحجج الواضحات امنوا بالله جل وعلا وقال فاقض ما انت قار انما تقضي هذه الحياة الدنيا. انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر - 00:09:13ضَ

لن نؤثرك على ما جاءنا من البيان. والذي فطرنا لان الايمان اذا خالط بشاشته القلوب لا يثنيه شيئا عن مراده ابدا. فحين خالط الامام قلوبهم قال فرعون فاصنع ما انت صانع مع ان ماذا يصنع القتل والصلب - 00:09:39ضَ

وقد هدد او قتله يصلبنك في جذوع النخل وكان يهدده يقول لموسى اجعل لك من المسجونين ولكن اهل الصدق لا تثنيهم السجود ولا تثنين التهديدات. لانهم قد باعوا نفوسهم لرب العالمين - 00:09:58ضَ

ليس لي من نفسي شيء. ولكن لا ينبغي للانسان ايضا يكون عنده ضعف. ثم يتشجع بهذا الكلام ويحرم من نفسه على ما لا يطيق. ثم نرجع فيما بعد كالمنبت لا ارظ انقطع ولا ظهر ابقى. ولو بقي على ما هو عليه لعفاه الله فيقول كالمنافقين. او اخص من المنافقين. لان يتنازل عن كل شيء - 00:10:17ضَ

اكثر ما يكون الانسان عنده انتكاس بسبب انه يحمل نفسه ما لا طاقة له به. ويكون او يكون عنده ضعف في الاخلاص والصدق مع الله يريد من ذلك ما ورد المدح والثناء - 00:10:38ضَ

وقد احسن بارودي في قوله من رامنا الى العز فليختبر على لقاء المنايا واقتحام مضايقك. فان تكن الايام رنقن مشربي وسلمنا حدي بالخطوط الطوارق كما غيرتني محنة عن خليطتي ولا حولتني خدعة عن طرائق لكنني باق على ما يسرني ويغضب اعدائي ويرظي اصادقي - 00:10:53ضَ

وكما قال شوقي ايضا قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ان الحياة عقيدة وجهاد - 00:11:20ضَ