التفريغ
لكن لا بد من التنبيه على امر مهم جدا في امر الرياء. وان بعض الناس اذا سمع هذا الكلام في الرياء صار عنده ردة فعل معاكسة. بحيث اترك العمل كالصدقة مثلا يقول اخاف اني مرائي. يترك بعظ الاعمال الصالحة يقول اخاف اني لا اريد الله بها - 00:00:00ضَ
وهذا خطأ بلا شك. وهو من الرضوخ للشيطان. فان الشيطان يعطي الناس في وساوسه بحسب كل منهم. فالذي يراه محب للظهور والاشتهار والمدح. وتألف اذنه مدائح الناس. يزين عنده العمل حتى يرائي به. والذي قد يجد عنده نوعا من التورع والخوف - 00:00:20ضَ
من الرياء قد يقول له لا تصلي الوتر فانك اذا صليت الوتر ورآك بعظ من معك فانك ترائيهم وتقصدهم فيحملك ذلك على ترك العمل. لا شك ان هذا خطأ ما حظه. وليس المقصود بالتحذير من الرياء ان ينقلب الامر الى الظد. فيترك العمل خوفا - 00:00:40ضَ
من ان يكون هناك رياء. ما الضابط في هذه المسألة؟ الضابط في هذه المسألة والله اعلم ما رواه الامام احمد رحمه الله في الزهد عن اويس القرني. رحمه الله انه رأى رجلا يصلي قائما وفجأة يجلس. ثم يقوم ثم يجلس. فقال له اويس ما شأنك - 00:01:00ضَ
تصلي هذه الصلاة. قال اذكر صلاتي فاقوم. ثم اخاف من الرياء فاقعد. فقال له اويس رحمه الله هذه الصلاة التي تصليها في المسجد. اتصل صلي مثلها في البيت؟ قال نعم. قال فلا عليك. اذا لست بمرائي. هذا هو الضابط. الضابط ان العمل تعمله سواء رآك الناس او لم - 00:01:20ضَ
فاذا كنت ستعمل هذا العمل على كل حال. الناس موجودون او غير موجودين فانت بعيد من الرياء. وكابد نفسك وجاهدها على تمحيض النية لله تعالى. فاذا كنت من طبعك انك اذا رأيت الفقير اعطيته مبلغا من المال. سواء اكان في المسجد احد او ليس فيه - 00:01:40ضَ
فاعطه مطلقا سواء رآك الناس او لم يروك لان من طبعك انك تتصدق. وهكذا اذا كنت تصوم ثلاثة ايام من كل شهر على سبيل المثال. وافق كذلك في يوم من الايام ان دعيت مثلا الى وليمة او نحوه فقلت اني صائم لا بأس لانك ستصوم - 00:02:00ضَ
هذا اليوم سواء دعوك الى وليمتهم الى وليمتهم او لم يدعوك. انت ستصوم على كل حال. فلا يظرك هذا. هذا ضابط مهم جدا في امر تحقيق الرياء. ان المؤمن اذا كان سيعمل العمل على كل حال فانه يعمله. سواء رآه الناس او لم يروه. لان الرياء ما معناه؟ ان تعمل العمل - 00:02:20ضَ
اراك الناس. وذلك يعني ان الناس اذا لم يروك لم تعمل. لان قصدك الناس فان كان الناس يرونك تصدقت على هذا المسكين. وان وجدته وحده ما تصدقت لانك لا تريد الصدقة بقدر ما تريد الناس. هذا الرياء. اما اذا كنت ستتصدق على هذا المسكين. تقول الله عز وجل اغدق علي بالالوف المؤلفة - 00:02:40ضَ
ان اخذ خمسة ريالات او عشرة ريالات واعطيه. هذا من طبع طبع فيك. فلا تتركه اذا كان الناس يرونك. تصدق على كل حال. ولهذا جاء عن بعض السلف انه قال اذا جاءك الشيطان وانت في الصلاة وقال انك ترائي فاطلها. يعني عاند الشيطان. ما المقصود بهذا؟ المقصود بهذا - 00:03:00ضَ
لا يلعب بك الشيطان فيقول لك اذا كنت تصلي صلاة من طبعك مثلا انك تصلي قبل ان تنام تصلي بعد راتبة العشاء ثلاث ركعات ولك فيها ورد معتاد. هذا الورد معتاد من طبعك انك تصلي مثلا في عشرين بثلاثين اية. فيجيب - 00:03:20ضَ
الشيطان وانت تصلي دائما هذه الصلاة فيقول عندك ضيف الان وانت تصلي انت ترائي هذا الضيف. يقول لا تشغله بل عانده واطلها اطالة. حتى يقطع هذا وسوسة وسوسة وسوسة الشيطان عنك. لان الشيطان كما يزين الرياء ليحبط العمل - 00:03:40ضَ
فانه يخوف من الرياء حتى يترك العمل. ولهذا قال الفضيل رحمه الله تعالى من عمل العمل رياء وقع في الشرك ومن تركه ايضا لاجل الشيطان يقع في نوع اخر من الشرك. لانك استجبت للشيطان سواء في امرك بمراءة الناس او بتركك العمل - 00:04:00ضَ
الذي من عادتك ان تعمله. رآك الناس او لم يروك فلا يطاع الشيطان. الغرم الا يحمل الخوف من الرياء على الوسوسة. حتى ان بعض الناس يبلغ به يعني المبالغة الشديدة انه يظهر مثلا في العاشر من محرم انه يأكل او يوم عرفة حتى يعلم الناس اني غير - 00:04:20ضَ
صائم لا حاجة الى مثل هذا. صوم يوم عرفة ولله الحمد وصوم يوم العاشر المحرم كثير جدا في الناس. ويصومه الالوف من المسلمين. فكونك تظهر انك يعني ستتعمد الفطر حتى يعلم الناس انك غير صائم هذا من الشيطان الشيطان يريدك ان تترك الصوم في هذا اليوم. فلا ينبغي ان يصغى للشيطان - 00:04:40ضَ
لا من هذه الزاوية ولا من الزاوية المعاكسة المقابلة لها - 00:05:00ضَ