بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد لا زلنا في الابواب اللي تكلم عنها المصنف رحمه الله تصوم في قوله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
انا اعلمك بالله واشدكم له خوفا. نعم تفضل يا شيخ. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في قوله صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم لو خوفا. اما العلم فهو معرفته بالله سبحانه وقدرته - 00:00:17
وكبريائه وحكمته. وما ذخره لاوليائه واهل طاعته. وما اعده لاعدائه واهل معصيته. واما الخوف والهيبة والاجلال والخوف بحسب المعرفة ومن لطفت منزلته وقرب من خالقه خاف من زلله واشفق على فعله وموضعه. الا ترى ان الله تعالى عاتبه في كتابه على ما هو - 00:00:37
ومغفور لغيره قال الله تعالى له في قصة زيد اه مولاه وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. وقد عفا الله تعالى لغيره عما حدث به نفسه. قال - 00:00:57
صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. عفا الله تعالى لامتي عما حدثت به نفوسها ما لم يتكلموا. وقال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فان قيل فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم - 00:01:10
كتب كثيرة وهذا الخوف يعود اليهم. والجواب ان معنى ذلك انكم لو نظرتم وفكرتم حق النظر والفكر فيما اعده الله تعالى من العذاب والنعيم والموت والبعث واهوال يوم القيامة وانكم لا تعلمون ما يكون منكم والى اي المنزلتين تصيرون؟ لطال حزنكم ولشغلكم ذلك - 00:01:30
كعن الضحك والسرور في الدنيا. ومن لم يعلم ما سبق في علم الله سبحانه فيه. والى ماذا تصير عقباه؟ طال حزنه وكثر همه وذهب سروره وفرحه نعم هذا الكلام المصنف رحمه الله فيه فوائد - 00:01:50
الفائدة الاولى ان الانسان كلما زاد علمه بالله زادت خشيته وهذا مصداق قول الله سبحانه وتعالى آآ انما يخشى الله من عباده العلماء وهذا يعطينا فائدة اخرى ان العلم اذا لم يزد الانسان خشية - 00:02:04
دل على انه لا بركة فيه ولا قيمة له العلم الذي لا يقرب الانسان الى ربه ولا يكسبه الخوف منه هذا علم ليس هو العلم الممدوح في الشريعة العلم الممدوح في الشريعة والذي استحق اصحابه ان يسموا بالعلماء كما في الاية - 00:02:29
هم الذين يخشون الله وكلما ازداد الانسان خشية لله ازداد خوفا منه عفوا كلما ازداد الانسان علما نافعا كلما ازداد خوفا منه فالذي لا يزداد خوفا من الله فهذا يعني ان هذا العلم ليس علما مباركا - 00:02:55
وليس من العلم النافع فالانسان اذا اراد ان يسأل ربه لا يسأل فقط العلم لان العلم بمجرده ليس ممدوحا. فابليس عالم كبير ابليس اعلم من كثير من البشر لكن علمه لا لا ينفعه - 00:03:13
بل يرديه بل العلم اذا استكثره الانسان استكثر منه الانسان ولم يزده خشية صار وبالا عليه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال والقرآن حجة لك او عليك. قد يكون القرآن حجة حجة عليك - 00:03:34
كيف علمت ولم تعمل هذه الفائدة. الفائدة الثانية من كلام الشيخ ان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة وما جاء في حق عتابه في القرآن ليس بالضرورة ان تكون ذنوبا - 00:03:51
فالله سبحانه وتعالى عاتب نبيه في القرآن عدة عتابات. هذه العتابات اه ليست ذنوبا بمعنى الذنوب وانما هي تنبيهات على امور كان الاولى ان اه تكون خلاف ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام - 00:04:08
مثل عفا الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وقد علمنا ان اخفاء الشيء دون اظهاره لا يحاسب عليه الانسان فلماذا عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. على امر لم يظهره - 00:04:28
فهذا دل على ان هذا ليس معصية مع التنبيه ان المقصود هنا بقوله سبحانه وتعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه لا كما يظن بعظ الكذبة ان المقصود حب النبي عليه الصلاة والسلام لزينب لا لا لا - 00:04:48
مقصود خوف النبي عليه الصلاة والسلام من ان يقال كيف يتزوج زوجة ابنه من التبني اللي هو زيد هذا هو المقصود ان الناس كيف ستفسر زواج النبي عليه الصلاة والسلام من عليه الصلاة والسلام - 00:05:09
اه من كانت زوجة لابنه زيد واضح اه عفوا كيف يتزوج ابنه من كان زوجة له زين فالمقصود ان اه هذا العتاب ليس عتاب معصية او ذنب نعم وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه خطب الناس فقال يا ايها الناس كأن الموت على غيرنا كتب وكأن الحق على غيرنا وجب وكأن الذي - 00:05:28
شيعوا من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون. نبوءهم اجداثهم ونأكل تراثهم. كانا مخلدون بعدهم. طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وانفق من مال كسبه من غير معصية. ورحم الله اهل الذل والمسكنة وخالط اهل الفقه والحكمة - 00:05:55
وهذا معناه انكم غير خائفين كأن الموت لا يأتيكم وكأن حقوق الله تعالى التي يطالب بها ويحاسب عليها ليست عليكم وكأن الموت يرجعون اليكم وقد علمتم انه هم صاروا الى ربهم وانقطعت اعمالهم واحصيت اثارهم وانتم عن جميع ذلك معرضون. وروي ان واعظا وعظ بعظ الامراء فقال له هل انت على حالة ترضاها - 00:06:13
للموت؟ فقال لا. قال فهل عزمت على الانتقال الى حالة ترضاها للموت؟ فقال لا. قال فهل امنت ان يأتيك الموت؟ فقال لا. قال فهل بعد هذه الدار دار اخرى يعمل فيها من ترك العمل في هذه فقال لا. قال فهل في القيامة مستعتب؟ فقال لا. قال فقال ما هذه حال يرضاها عاقل لنفسه - 00:06:33
عن حاله وانتقل عما كان فيه. يقال ان الحكمة هي ان يقول الانسان قولا آآ تصدقه العقول ولا تنكره. يعني هذا الكلام كلام ما يستطيع احد ان ينكره. هل انت على حالة ترضاها للموت؟ يعني هل انت وضعك الحالي - 00:06:53
راضي عنه ومستعد ان تلقى الله عليه قال لا قالوا زين المنطق وش يقول؟ ما دام انت مو راضي مفروض تسعى ان تبدل هذه الحالة فقال هل عزمت على الانتقال الى حالة ترضاها للموت - 00:07:12
قال لا وهذا حالنا مع الاسف قال هل امنت ان يأتيك الموت يعني اذا ما انت قلت معناته انت مطمئن انك ما راح تموت هذه اللحظة. فقال لا قال فهل بعد هذه الدار - 00:07:30
دار اخرى يعمل فيها او يعمل فيها من ترك العمل في هذا يعني هل في مجال الاستدراك قال لا وكل هذه الحقائق نقر بها جميعا كل ما احد يستطيع ان ينكر - 00:07:44
كلمة من هذا الكلام قال طيب فهل في القيامة مستعتب يعني مجال ان يعفى او تستدرك الانسان يقول خلني استدرك ما ما ما فاتني؟ قال لا قال ما هذه حال يرضاها عاقل لنفسه - 00:08:00
فاقلع عن حاله وانتقل العبرة ليس بالعلم فقط. العبرة بان نترجم هذا العلم الى عمل كل هذه الحقائق نعملها. كلنا يعلم ان حالنا الان لا نرضاها لانفسنا ان نلقى فيها الله ودنا نكون افضل - 00:08:21
ودنا نبتعد عن امور نفعلها نتوب الى الله منها ودنا نستزيد من الخير اللي احنا قادرين عليه طيب هل سعيت؟ لا طيب هل ظامن استمرارك في الحياة لا طيب اذا مو ضامن ومت هل في حياة اخرى تستطيع ان تعمل؟ لا - 00:08:40
قال ما هذه حالة يرضاها عاقل لنفسه العبرة او نستطيع ان نقول العاقل هو ذلك الانسان الذي ظيق الفجوة بينما يعلمه وبين ما يعمله هذا العقل بقدر اتساع الفجوة بينما تعلمه وما تعمله - 00:09:01
يكون بعدك عن العقل لذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن يخاطب يا اولي الالباب يعني يا اولي العقول افلا تتفكرون افلا تتذكرون؟ وبقدر تظييق هذه الفجوة بينما تعلمه وبينما تعمله - 00:09:25
يكون عقلك وكياستك وفطنتك وبالتالي نجاتك نعم وهذا كلام صحيح يعلمه كل احد. ويعرض عنه طاعة لنفسه واشفاقا على قلبه واشتغالا بيومه وطرحا لغده. وهذه صفة من قل حزمه فعقله. وقد قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ايها الناس اما ان تكونوا هلكى او حمقى فان شككتم فيما وعدتم به فانتم هلكى. وان تيقنتموه - 00:09:42
عنه هذا الاعراض فانتم حمقى صدقة يعني حال من يعلم هذه الحقائق ولا يترجم هذا العلم الى عمل لا يخلو اما ان يكون احمق او يكون هالك يعني راضي ان يهلك - 00:10:11
مو راضي ان تهلك وتعلم ان النجاة هنا وما تعمل هذا احمق نعم. وحكي ان بعض الزهاد المنقطعين كان يقول في ظاهر مدينة من المدن. وكان اهل المدينة يخرجون اليه ليتبركوا به. ويقصد من كل مكان - 00:10:27
وكان له عادة ان يدخل المدينة في السنة مرة فيسأله اهل المدينة ويتبركون به. فلما كان عند فلما كان في وقت دخوله الى المدينة دخل فوجده هم منهمكين على مكاسبهم مشتغلين باشغال دنياهم. الم فما زال يمشي في اسواقهم وقد استفزه الضحك فعجبوا من ضحكه. اذ لم يكونوا يعهدون منه ذلك - 00:10:43
وخرج من المدينة بعض من كان يقصد ذلك الزاهد فسأله عن اخباره فقال له اهل المدينة انه في مكانه غير انه قد تغيرت حاله واظطرب عقله لقلة مأكلها فقال وما رأيتم من اضطراب عقله؟ فقالوا انه دخل علينا كما كان يدخل وكان يمشي في اسواق المدينة وهو يضحك. فخرج الرجل من المدينة حتى وصل الى الرجل الصالح - 00:11:03
رآه على عادته فكلمه وسأله فاحسن جوابه ولم تتغير عليه حاله فعجب مما قاله اهل المدينة واحب ان يسأله عما حكوه عنه فقال لان اهل المدينة حكوا عنك انك لما دخلت المدينة انك لما دخلت المدينة اليهم جعلت تمشي في اسواقهم وتضحك. فانكروا ذلك وعجبوا منه. فقال نعم - 00:11:24
اخبرك عن ذلك. دخلت على قوم يعلمون انهم يموتون ويحاسبون ويجازون بافعالهم. ورأيت شدة حرصهم على ما يلهيهم واعراضهم عما يعنيهم فكثر تعجبي حتى اضحكني العتب حتى اضحكني العجب حتى اضحكني العجب منهم ولم املك ما استفزني من ذلك التعجب. وروي عن ابن عباس - 00:11:44
رضي الله عنه انه قال ما من يوم الا ينادي مناد ايها العاجز من من امر اخرته ايها القصة من القصص اللي تروى يعني لا يكون فيها حجة بطبيعة الحال - 00:12:04
وبل بالعكس يعني ظاهر القصة فيها مخالفات يعني. النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل الاسواق ويتاجر وكذا. ولكن مثل هذه القصص التي تظمن مواعظ يأخذ الانسان منها الفائدة والعبرة بغظ النظر - 00:12:18
عن آآ يعني ثبوته من عدم ثبوتها يستفيد منها الحكمة منها والمعنى نعم. وروي روي عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال ما من يوم الا ينادي مناد ايها العاجز من امر اخرته حتى متى؟ اما ترى النملة - 00:12:36
ستجمع في صيفها لشتائها افلا اتخذت من دنياك لاخرتك؟ روي عن معاذ رضي الله عنه انه اوصى رجل فقال له لابد لك من نصيبك من الدنيا وانت الى نصيبك من - 00:12:51
من الاخرة احوج. فاذا عرض لك امران احدهما لدنياك والاخر لاخرتك فاثر الذي لاخرتك على الذي لدنياك. وحكي عن الحسن رحمه الله الله انه خرج يوم فطر فرأى ناسا يضحكون ويلعبون فقال ان الله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى مرضاته - 00:13:01
فسبق اقوام ففازوا وتخلف اخرون فخابوا. فالعجب من الضاحك اللاعب في يوم يخيب فيه المبطلون. ويفوز فيه المحسنون. اما والله لو كشف الغطاء لشغل محسن باحسانه. مسيء باساءته عن عن تجديد ثوب وترجيل شعر. قد كان رحمه الله يقول ايها الناس انما - 00:13:21
ها انتم ركب وقوف يوشك ان تدعوا فانتقلوا باحسن ما بحضرتكم. روي عنه انه قال خرج رجلان ممن كانوا قبلكم فالتقيا فقال احدهما لصاحبه. طبعا السياح او السياحة قديما ليس آآ يعني مثل معناها حديثا - 00:13:41
السياحة قديما هي الانقطاع للعبادة والخروج الى الفيافي والقفار والصحاري لغرض التفكر والتدبر وكذا وكان هذا شأن الصوفية قديما آآ لذلك كلمة شيخ الاسلام المشهورة ما يفعله اعداء اعدائي بي - 00:13:59
ان اه يعني اينما جنتي في صدري اينما توجهت فهي معي ان قتلي شهادة ونفيي عن بلدي سياحة وسجني خلوة زين فالمقصود بالسياحة هنا اليوم انت قلت المعنى العكس قبل يسافرون للتفكر والتزهد اليوم العكس السياحة المقصود فيها - 00:14:21
اه التنزه والاستمتاع يعني. نعم فقال احدهما لصاحبه ما اخرجك يا اخي؟ فقال الشوق الى الجنة والهرب من النار. فقال الاخر عز وجه الله ما خرجت لواحدة منهما ولا خرجت الا حياء من الله. سبحان الله. اما ينبغي ان يستحيا من الله عز وجل وان لم يكن له جنة ولا نار؟ طبعا بغض النظر ايظا مثل ما قلنا هذي الحكايات - 00:14:47
اه ليست حجة اصلا فضلا عن كونها ثابتة وغير ثابتة ولكن المعنى المتضمن في هذا فيه نقاش قديم اه وهل العابد يعبد الله سبحانه وتعالى حبا بذاته ولان الله يستحق العبادة لذاته سبحانه وتعالى - 00:15:11
ام رغبة وطمعا في جنته وخوفا وهربا من ناره وعذابه بعض الناس قال لا من الخطأ ان نقول اننا نعبد الله لطمعا في جنته بل نعبد الله لان الله مستحق للعبادة لذاته - 00:15:34
فلو لم يكن هناك جنة ولا نار لما تأخرنا عن العبادة بعضهم قال لا نعبد الله عز وجل طمعا وخوفا والله سبحانه وتعالى ارادنا ان نفعل ذلك وحصل هناك نزاع - 00:15:54
وبعضهم قال ان عبادة العبادة عبادتان عبادة الخواص وعبادة العوام وان عبادة الخواصم الذين عبدوا الله لذاته انا اقول هذا كله يعني نقول عنه احسن من ذلك ان نقول لا تعارض بين الامرين - 00:16:15
فالعبادة كما شبهها ابن القيم رحمه الله كالطائر الذي رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء ترأف العبادة شبهت بالطائر هذا الطائر لا يطير الا بهذه الصفات او المقاصد الثلاثة فالرأس اذا انقطع ما في عبادة. اذا واحد ما فيه رغبة ومحبة لله عز وجل - 00:16:35
لا تنفعه العبادة اصلا فيموت الطائر مباشرة فاذا وجدت المحبة ولم يوجد الخوف والرجاء لا يستطيع الانسان التحرك واذا وجد احدهما دون الاخر انحرف المسار واذا طال احدهما عن الاخر ايظا انحرف المسار - 00:17:07
لا يستقيم سير الانسان الى ربه عز وجل الا بهذه الثلاثة بالمحبة ان تعبد الله حبا بذاته سبحانه وتعالى وبالخوف والرجاء متوازنين حتى يستقيم الطيران وبالتالي يعني هذه الحكايات تدور حول هذا المعنى. انه ما يصير تقول نعبد الله رغبا ورهبا. قل هذا كلام باطل - 00:17:25
بل نعبد الله خوفا من عقابه ورغبة في جنته وحبا ما في تعارض نعم فان قال قائل بين لنا ما ذكره هذا السائح وهل يخلو مؤمن من رجاء الله وخوفه وقد قال الله تعالى في انبيائه صلوات الله عليهم مدحا لهم يدعوننا رغبا - 00:17:51
ورهبا وكانوا لنا خاشعين؟ والجواب ان ما ذكره هذا العبد الصالح من منزلته في الحياء لا ينافي الخوف والرجاء. وانما يبين ان منزلة الاستحياء من الله تعالى اعلى. وقد قال صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. استحيوا من الله حق الحياء. ومدح الانبياء بالرغبة والرهبة لا يمنع ان تكون لهم منزلة اخرى من الحياء من الله سبحانه - 00:18:09
وكل ذلك يستحقون به المدح والثناء. قد روي عن سليمان ابن داوود عليه السلام انه قال انه كان لا يرفع رأسه الى السماء حياء من الله سبحانه. في معناه ما قال هذا العبد - 00:18:29
الصالح ما حكي عن عمر رضي الله عنه انه قال في صهيب لو لم يخف الله لم يعصه. يريد بذلك ان الحياء من الله يحجزه عن معصيته وهذه منزلة كريمة فان الحياء من الكرم قد يستحي الناس بعضهم من بعض فيحجزهم الحياء عن شهواتهم ويدعوهم الى بذل اموالهم فكيف لا يستحي من المحسن المنعم - 00:18:39
ننشئ المربي المطعم المفضل المتكرم المتجاوز الحليم. قد حكي عن طلحة بن عبيد الله انه ذهب مرة الى الجامع. فلقيه الناس راجعين غطى وجهه وقال من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله. ومعنى ذلك ان الحياء من الناس طبل والحياء من الله سبحانه معرفة وعلم. فمن لا يحركه - 00:18:59
طبعه للحياء لا يحركه علمه. نعم. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير - 00:19:19
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد لا زلنا في الابواب اللي تكلم عنها المصنف رحمه الله تصوم في قوله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
انا اعلمك بالله واشدكم له خوفا. نعم تفضل يا شيخ. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في قوله صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واشدكم لو خوفا. اما العلم فهو معرفته بالله سبحانه وقدرته - 00:00:17
وكبريائه وحكمته. وما ذخره لاوليائه واهل طاعته. وما اعده لاعدائه واهل معصيته. واما الخوف والهيبة والاجلال والخوف بحسب المعرفة ومن لطفت منزلته وقرب من خالقه خاف من زلله واشفق على فعله وموضعه. الا ترى ان الله تعالى عاتبه في كتابه على ما هو - 00:00:37
ومغفور لغيره قال الله تعالى له في قصة زيد اه مولاه وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. وقد عفا الله تعالى لغيره عما حدث به نفسه. قال - 00:00:57
صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. عفا الله تعالى لامتي عما حدثت به نفوسها ما لم يتكلموا. وقال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فان قيل فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم - 00:01:10
كتب كثيرة وهذا الخوف يعود اليهم. والجواب ان معنى ذلك انكم لو نظرتم وفكرتم حق النظر والفكر فيما اعده الله تعالى من العذاب والنعيم والموت والبعث واهوال يوم القيامة وانكم لا تعلمون ما يكون منكم والى اي المنزلتين تصيرون؟ لطال حزنكم ولشغلكم ذلك - 00:01:30
كعن الضحك والسرور في الدنيا. ومن لم يعلم ما سبق في علم الله سبحانه فيه. والى ماذا تصير عقباه؟ طال حزنه وكثر همه وذهب سروره وفرحه نعم هذا الكلام المصنف رحمه الله فيه فوائد - 00:01:50
الفائدة الاولى ان الانسان كلما زاد علمه بالله زادت خشيته وهذا مصداق قول الله سبحانه وتعالى آآ انما يخشى الله من عباده العلماء وهذا يعطينا فائدة اخرى ان العلم اذا لم يزد الانسان خشية - 00:02:04
دل على انه لا بركة فيه ولا قيمة له العلم الذي لا يقرب الانسان الى ربه ولا يكسبه الخوف منه هذا علم ليس هو العلم الممدوح في الشريعة العلم الممدوح في الشريعة والذي استحق اصحابه ان يسموا بالعلماء كما في الاية - 00:02:29
هم الذين يخشون الله وكلما ازداد الانسان خشية لله ازداد خوفا منه عفوا كلما ازداد الانسان علما نافعا كلما ازداد خوفا منه فالذي لا يزداد خوفا من الله فهذا يعني ان هذا العلم ليس علما مباركا - 00:02:55
وليس من العلم النافع فالانسان اذا اراد ان يسأل ربه لا يسأل فقط العلم لان العلم بمجرده ليس ممدوحا. فابليس عالم كبير ابليس اعلم من كثير من البشر لكن علمه لا لا ينفعه - 00:03:13
بل يرديه بل العلم اذا استكثره الانسان استكثر منه الانسان ولم يزده خشية صار وبالا عليه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال والقرآن حجة لك او عليك. قد يكون القرآن حجة حجة عليك - 00:03:34
كيف علمت ولم تعمل هذه الفائدة. الفائدة الثانية من كلام الشيخ ان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة وما جاء في حق عتابه في القرآن ليس بالضرورة ان تكون ذنوبا - 00:03:51
فالله سبحانه وتعالى عاتب نبيه في القرآن عدة عتابات. هذه العتابات اه ليست ذنوبا بمعنى الذنوب وانما هي تنبيهات على امور كان الاولى ان اه تكون خلاف ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام - 00:04:08
مثل عفا الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وقد علمنا ان اخفاء الشيء دون اظهاره لا يحاسب عليه الانسان فلماذا عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. على امر لم يظهره - 00:04:28
فهذا دل على ان هذا ليس معصية مع التنبيه ان المقصود هنا بقوله سبحانه وتعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه لا كما يظن بعظ الكذبة ان المقصود حب النبي عليه الصلاة والسلام لزينب لا لا لا - 00:04:48
مقصود خوف النبي عليه الصلاة والسلام من ان يقال كيف يتزوج زوجة ابنه من التبني اللي هو زيد هذا هو المقصود ان الناس كيف ستفسر زواج النبي عليه الصلاة والسلام من عليه الصلاة والسلام - 00:05:09
اه من كانت زوجة لابنه زيد واضح اه عفوا كيف يتزوج ابنه من كان زوجة له زين فالمقصود ان اه هذا العتاب ليس عتاب معصية او ذنب نعم وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه خطب الناس فقال يا ايها الناس كأن الموت على غيرنا كتب وكأن الحق على غيرنا وجب وكأن الذي - 00:05:28
شيعوا من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون. نبوءهم اجداثهم ونأكل تراثهم. كانا مخلدون بعدهم. طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وانفق من مال كسبه من غير معصية. ورحم الله اهل الذل والمسكنة وخالط اهل الفقه والحكمة - 00:05:55
وهذا معناه انكم غير خائفين كأن الموت لا يأتيكم وكأن حقوق الله تعالى التي يطالب بها ويحاسب عليها ليست عليكم وكأن الموت يرجعون اليكم وقد علمتم انه هم صاروا الى ربهم وانقطعت اعمالهم واحصيت اثارهم وانتم عن جميع ذلك معرضون. وروي ان واعظا وعظ بعظ الامراء فقال له هل انت على حالة ترضاها - 00:06:13
للموت؟ فقال لا. قال فهل عزمت على الانتقال الى حالة ترضاها للموت؟ فقال لا. قال فهل امنت ان يأتيك الموت؟ فقال لا. قال فهل بعد هذه الدار دار اخرى يعمل فيها من ترك العمل في هذه فقال لا. قال فهل في القيامة مستعتب؟ فقال لا. قال فقال ما هذه حال يرضاها عاقل لنفسه - 00:06:33
عن حاله وانتقل عما كان فيه. يقال ان الحكمة هي ان يقول الانسان قولا آآ تصدقه العقول ولا تنكره. يعني هذا الكلام كلام ما يستطيع احد ان ينكره. هل انت على حالة ترضاها للموت؟ يعني هل انت وضعك الحالي - 00:06:53
راضي عنه ومستعد ان تلقى الله عليه قال لا قالوا زين المنطق وش يقول؟ ما دام انت مو راضي مفروض تسعى ان تبدل هذه الحالة فقال هل عزمت على الانتقال الى حالة ترضاها للموت - 00:07:12
قال لا وهذا حالنا مع الاسف قال هل امنت ان يأتيك الموت يعني اذا ما انت قلت معناته انت مطمئن انك ما راح تموت هذه اللحظة. فقال لا قال فهل بعد هذه الدار - 00:07:30
دار اخرى يعمل فيها او يعمل فيها من ترك العمل في هذا يعني هل في مجال الاستدراك قال لا وكل هذه الحقائق نقر بها جميعا كل ما احد يستطيع ان ينكر - 00:07:44
كلمة من هذا الكلام قال طيب فهل في القيامة مستعتب يعني مجال ان يعفى او تستدرك الانسان يقول خلني استدرك ما ما ما فاتني؟ قال لا قال ما هذه حال يرضاها عاقل لنفسه - 00:08:00
فاقلع عن حاله وانتقل العبرة ليس بالعلم فقط. العبرة بان نترجم هذا العلم الى عمل كل هذه الحقائق نعملها. كلنا يعلم ان حالنا الان لا نرضاها لانفسنا ان نلقى فيها الله ودنا نكون افضل - 00:08:21
ودنا نبتعد عن امور نفعلها نتوب الى الله منها ودنا نستزيد من الخير اللي احنا قادرين عليه طيب هل سعيت؟ لا طيب هل ظامن استمرارك في الحياة لا طيب اذا مو ضامن ومت هل في حياة اخرى تستطيع ان تعمل؟ لا - 00:08:40
قال ما هذه حالة يرضاها عاقل لنفسه العبرة او نستطيع ان نقول العاقل هو ذلك الانسان الذي ظيق الفجوة بينما يعلمه وبين ما يعمله هذا العقل بقدر اتساع الفجوة بينما تعلمه وما تعمله - 00:09:01
يكون بعدك عن العقل لذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن يخاطب يا اولي الالباب يعني يا اولي العقول افلا تتفكرون افلا تتذكرون؟ وبقدر تظييق هذه الفجوة بينما تعلمه وبينما تعمله - 00:09:25
يكون عقلك وكياستك وفطنتك وبالتالي نجاتك نعم وهذا كلام صحيح يعلمه كل احد. ويعرض عنه طاعة لنفسه واشفاقا على قلبه واشتغالا بيومه وطرحا لغده. وهذه صفة من قل حزمه فعقله. وقد قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ايها الناس اما ان تكونوا هلكى او حمقى فان شككتم فيما وعدتم به فانتم هلكى. وان تيقنتموه - 00:09:42
عنه هذا الاعراض فانتم حمقى صدقة يعني حال من يعلم هذه الحقائق ولا يترجم هذا العلم الى عمل لا يخلو اما ان يكون احمق او يكون هالك يعني راضي ان يهلك - 00:10:11
مو راضي ان تهلك وتعلم ان النجاة هنا وما تعمل هذا احمق نعم. وحكي ان بعض الزهاد المنقطعين كان يقول في ظاهر مدينة من المدن. وكان اهل المدينة يخرجون اليه ليتبركوا به. ويقصد من كل مكان - 00:10:27
وكان له عادة ان يدخل المدينة في السنة مرة فيسأله اهل المدينة ويتبركون به. فلما كان عند فلما كان في وقت دخوله الى المدينة دخل فوجده هم منهمكين على مكاسبهم مشتغلين باشغال دنياهم. الم فما زال يمشي في اسواقهم وقد استفزه الضحك فعجبوا من ضحكه. اذ لم يكونوا يعهدون منه ذلك - 00:10:43
وخرج من المدينة بعض من كان يقصد ذلك الزاهد فسأله عن اخباره فقال له اهل المدينة انه في مكانه غير انه قد تغيرت حاله واظطرب عقله لقلة مأكلها فقال وما رأيتم من اضطراب عقله؟ فقالوا انه دخل علينا كما كان يدخل وكان يمشي في اسواق المدينة وهو يضحك. فخرج الرجل من المدينة حتى وصل الى الرجل الصالح - 00:11:03
رآه على عادته فكلمه وسأله فاحسن جوابه ولم تتغير عليه حاله فعجب مما قاله اهل المدينة واحب ان يسأله عما حكوه عنه فقال لان اهل المدينة حكوا عنك انك لما دخلت المدينة انك لما دخلت المدينة اليهم جعلت تمشي في اسواقهم وتضحك. فانكروا ذلك وعجبوا منه. فقال نعم - 00:11:24
اخبرك عن ذلك. دخلت على قوم يعلمون انهم يموتون ويحاسبون ويجازون بافعالهم. ورأيت شدة حرصهم على ما يلهيهم واعراضهم عما يعنيهم فكثر تعجبي حتى اضحكني العتب حتى اضحكني العجب حتى اضحكني العجب منهم ولم املك ما استفزني من ذلك التعجب. وروي عن ابن عباس - 00:11:44
رضي الله عنه انه قال ما من يوم الا ينادي مناد ايها العاجز من من امر اخرته ايها القصة من القصص اللي تروى يعني لا يكون فيها حجة بطبيعة الحال - 00:12:04
وبل بالعكس يعني ظاهر القصة فيها مخالفات يعني. النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل الاسواق ويتاجر وكذا. ولكن مثل هذه القصص التي تظمن مواعظ يأخذ الانسان منها الفائدة والعبرة بغظ النظر - 00:12:18
عن آآ يعني ثبوته من عدم ثبوتها يستفيد منها الحكمة منها والمعنى نعم. وروي روي عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال ما من يوم الا ينادي مناد ايها العاجز من امر اخرته حتى متى؟ اما ترى النملة - 00:12:36
ستجمع في صيفها لشتائها افلا اتخذت من دنياك لاخرتك؟ روي عن معاذ رضي الله عنه انه اوصى رجل فقال له لابد لك من نصيبك من الدنيا وانت الى نصيبك من - 00:12:51
من الاخرة احوج. فاذا عرض لك امران احدهما لدنياك والاخر لاخرتك فاثر الذي لاخرتك على الذي لدنياك. وحكي عن الحسن رحمه الله الله انه خرج يوم فطر فرأى ناسا يضحكون ويلعبون فقال ان الله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى مرضاته - 00:13:01
فسبق اقوام ففازوا وتخلف اخرون فخابوا. فالعجب من الضاحك اللاعب في يوم يخيب فيه المبطلون. ويفوز فيه المحسنون. اما والله لو كشف الغطاء لشغل محسن باحسانه. مسيء باساءته عن عن تجديد ثوب وترجيل شعر. قد كان رحمه الله يقول ايها الناس انما - 00:13:21
ها انتم ركب وقوف يوشك ان تدعوا فانتقلوا باحسن ما بحضرتكم. روي عنه انه قال خرج رجلان ممن كانوا قبلكم فالتقيا فقال احدهما لصاحبه. طبعا السياح او السياحة قديما ليس آآ يعني مثل معناها حديثا - 00:13:41
السياحة قديما هي الانقطاع للعبادة والخروج الى الفيافي والقفار والصحاري لغرض التفكر والتدبر وكذا وكان هذا شأن الصوفية قديما آآ لذلك كلمة شيخ الاسلام المشهورة ما يفعله اعداء اعدائي بي - 00:13:59
ان اه يعني اينما جنتي في صدري اينما توجهت فهي معي ان قتلي شهادة ونفيي عن بلدي سياحة وسجني خلوة زين فالمقصود بالسياحة هنا اليوم انت قلت المعنى العكس قبل يسافرون للتفكر والتزهد اليوم العكس السياحة المقصود فيها - 00:14:21
اه التنزه والاستمتاع يعني. نعم فقال احدهما لصاحبه ما اخرجك يا اخي؟ فقال الشوق الى الجنة والهرب من النار. فقال الاخر عز وجه الله ما خرجت لواحدة منهما ولا خرجت الا حياء من الله. سبحان الله. اما ينبغي ان يستحيا من الله عز وجل وان لم يكن له جنة ولا نار؟ طبعا بغض النظر ايظا مثل ما قلنا هذي الحكايات - 00:14:47
اه ليست حجة اصلا فضلا عن كونها ثابتة وغير ثابتة ولكن المعنى المتضمن في هذا فيه نقاش قديم اه وهل العابد يعبد الله سبحانه وتعالى حبا بذاته ولان الله يستحق العبادة لذاته سبحانه وتعالى - 00:15:11
ام رغبة وطمعا في جنته وخوفا وهربا من ناره وعذابه بعض الناس قال لا من الخطأ ان نقول اننا نعبد الله لطمعا في جنته بل نعبد الله لان الله مستحق للعبادة لذاته - 00:15:34
فلو لم يكن هناك جنة ولا نار لما تأخرنا عن العبادة بعضهم قال لا نعبد الله عز وجل طمعا وخوفا والله سبحانه وتعالى ارادنا ان نفعل ذلك وحصل هناك نزاع - 00:15:54
وبعضهم قال ان عبادة العبادة عبادتان عبادة الخواص وعبادة العوام وان عبادة الخواصم الذين عبدوا الله لذاته انا اقول هذا كله يعني نقول عنه احسن من ذلك ان نقول لا تعارض بين الامرين - 00:16:15
فالعبادة كما شبهها ابن القيم رحمه الله كالطائر الذي رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء ترأف العبادة شبهت بالطائر هذا الطائر لا يطير الا بهذه الصفات او المقاصد الثلاثة فالرأس اذا انقطع ما في عبادة. اذا واحد ما فيه رغبة ومحبة لله عز وجل - 00:16:35
لا تنفعه العبادة اصلا فيموت الطائر مباشرة فاذا وجدت المحبة ولم يوجد الخوف والرجاء لا يستطيع الانسان التحرك واذا وجد احدهما دون الاخر انحرف المسار واذا طال احدهما عن الاخر ايظا انحرف المسار - 00:17:07
لا يستقيم سير الانسان الى ربه عز وجل الا بهذه الثلاثة بالمحبة ان تعبد الله حبا بذاته سبحانه وتعالى وبالخوف والرجاء متوازنين حتى يستقيم الطيران وبالتالي يعني هذه الحكايات تدور حول هذا المعنى. انه ما يصير تقول نعبد الله رغبا ورهبا. قل هذا كلام باطل - 00:17:25
بل نعبد الله خوفا من عقابه ورغبة في جنته وحبا ما في تعارض نعم فان قال قائل بين لنا ما ذكره هذا السائح وهل يخلو مؤمن من رجاء الله وخوفه وقد قال الله تعالى في انبيائه صلوات الله عليهم مدحا لهم يدعوننا رغبا - 00:17:51
ورهبا وكانوا لنا خاشعين؟ والجواب ان ما ذكره هذا العبد الصالح من منزلته في الحياء لا ينافي الخوف والرجاء. وانما يبين ان منزلة الاستحياء من الله تعالى اعلى. وقد قال صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. استحيوا من الله حق الحياء. ومدح الانبياء بالرغبة والرهبة لا يمنع ان تكون لهم منزلة اخرى من الحياء من الله سبحانه - 00:18:09
وكل ذلك يستحقون به المدح والثناء. قد روي عن سليمان ابن داوود عليه السلام انه قال انه كان لا يرفع رأسه الى السماء حياء من الله سبحانه. في معناه ما قال هذا العبد - 00:18:29
الصالح ما حكي عن عمر رضي الله عنه انه قال في صهيب لو لم يخف الله لم يعصه. يريد بذلك ان الحياء من الله يحجزه عن معصيته وهذه منزلة كريمة فان الحياء من الكرم قد يستحي الناس بعضهم من بعض فيحجزهم الحياء عن شهواتهم ويدعوهم الى بذل اموالهم فكيف لا يستحي من المحسن المنعم - 00:18:39
ننشئ المربي المطعم المفضل المتكرم المتجاوز الحليم. قد حكي عن طلحة بن عبيد الله انه ذهب مرة الى الجامع. فلقيه الناس راجعين غطى وجهه وقال من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله. ومعنى ذلك ان الحياء من الناس طبل والحياء من الله سبحانه معرفة وعلم. فمن لا يحركه - 00:18:59
طبعه للحياء لا يحركه علمه. نعم. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير - 00:19:19