التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم معشر المشاهدين والمشاهدات. في حلقة جديدة من هذه السلسلة المباركة في دروس الاسلامية من المسائل التي يلحقها العلماء في العقيدة الاسلامية مسألة الصحابة - 00:00:51ضَ
ووجه صلتها بالعقيدة ان الصحابة الكرام هم الواسطة بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم فكان لهم اعتبار خاص ومعنى يجب ان يحقق هذا من جهة ومن جهة اخرى لحصول الطعن فيهم من قبل الروافض اللئام الذين نالوا منهم وارادوا ان يغمزوا قناتهم ليفسدوا - 00:01:13ضَ
دين نبينا صلى الله عليه وسلم حديثنا عن الصحابة يتناول اولا حد الصحبة الصحابي هو من من الله تعالى عليه بلقيا النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به في حياته ومات على ذلك - 00:01:40ضَ
ومن لقي النبي صلى الله عليه وسلم لقاء مباشرا سواء كان لقاء خاصا او كان ضمن جمع عام وكان على ذلك الحال من اهل الايمان ووقع ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم وذلك ليخرج صورة واحدة فقط وهي حال الرجل الذي هاجر الى المدينة في اليومين - 00:02:03ضَ
الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم ورآه مسجل فلا يدخل في حد الصحبة ومات على ذلك اي انه بقي على ايمانه حتى وافاه الاجل قال اهل العلم حتى لو تخلل ذلك ردة - 00:02:28ضَ
فمن توفرت فيه هذه الشروط فهو صحابي والصحابة رضوان الله عليهم محل للاهل والثناء فان الله سبحانه وتعالى اختارهم عن علم وحكمة بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم قال ربنا عز وجل - 00:02:44ضَ
قال ربنا عز وجل محمد رسول الله. والذين معه اشداء على الكفار. رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة - 00:03:05ضَ
ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره. فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما كما ان نبيه صلى الله عليه وسلم زكاهم واثنى عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم - 00:03:23ضَ
خير امتي قرني كما في الحديث المتفق عليه وقال ايضا خير الناس قرني. وهو متفق عليه ايضا ومع هذا الفضل العام الذي يشمل الصحابة جميعا الا انه يقع بينهم تفاضل عام وخاص - 00:03:46ضَ
ولنذكر اولا مراتب التفاضل العام المهاجرون افضل من الانصار وذلك ان الله سبحانه وتعالى لا يكاد يذكر المهاجرين والانصار في موضع في كتابه الا ويقدم المهاجرين على الانصار ولا شك ان من قدمه الله تعالى فهو اولى بالتقديم - 00:04:07ضَ
ومن شواهد ذلك قول الله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون فقدمهم بالذكر ثم ثنى فقال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون - 00:04:33ضَ
على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ومما قدم الله تعالى به المهاجرين على الانصار قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار - 00:04:57ضَ
خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وفي موضع لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة فمن قدمه الله سبحانه وتعالى كان اولى بالتقديم ومن صور التفاضل - 00:05:21ضَ
العام بين الصحابة تفضيل من انفق من قبل الفتح وقاتل على من انفق من بعد الفتح وقاتل والمراد بالفتح ها هنا صلح الحديبية فان ذلك الصلح قد سماه الله فتحا مبينا. انا فتحنا لك فتحا مبينا - 00:05:43ضَ
وكان فارقا في تاريخ الاسلام فقد استعز الاسلام بعد ذلك الصلح وصار وصارت المبادرة والغزو من جانب النبي صلى الله عليه وسلم ولما وقع العقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش على ان يضعوا الحرب عشر سنين - 00:06:03ضَ
هاجر جمع من ممن اسلم وانفقوا من اموالهم فميز الله تعالى بين المهاجرين الاوائل والذين هاجروا من بعد. فقال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة - 00:06:25ضَ
من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ومن صور التفاضل الخاص ايضا تفضيل اهل بدر فان البدريين لهم منزلة خاصة اذ انهم بذلوا مهجهم وارواحهم في منازلة غير متكافئة. اذ كانت عدتهم ثلاثمائة وبضعة عشر في مقابل الف او يزيدون من المشركين - 00:06:45ضَ
فابلوا لله بلاء حسنا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة حاطب بن ابي بلتعة لما وشا بمسير النبي صلى الله عليه وسلم الى قريش وانكشف امره وهم عمر او استأذن عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:13ضَ
بقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع او لعل الله ان يكون قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم متفق - 00:07:33ضَ
ومن صور التفاضل العام ايضا تفضيل اهل بيعة الرضوان فان اهل بيعة الرضوان وكانت عدتهم الف واربعمائة قد بايعوا بيعة الموت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية لما اشيع ان عثمان - 00:07:49ضَ
سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قريش قد قتل فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البيعة. فبايعوه تحت الشجرة شجرة بيعة الرضوان وانزل الله تعالى قوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم - 00:08:15ضَ
فانزل السكينة عليهم واتابهم فتحا قريبا وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوني تحتها فهذه منقبة لاهل بيعة الرضوان - 00:08:37ضَ
واما التفاضل الخاص معشر المشاهدين والمشاهدات فله صور متعددة ونعني به من فضلوا باعيانهم وعلى رأسها هؤلاء الخلفاء الراشدون الاربعة فافضل الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق - 00:09:01ضَ
ثم عمر بن الخطاب باجماع اهل السنة والجماعة لا يختلفون في الشيخين وقد تواتر النقل عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من اكثر من ثمانين وجها انه قال على منبر الكوفة خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر - 00:09:19ضَ
وقد روى هذا ابو الامام احمد باسانيد صحيحة ورواه ابن ابي عاصم وصححه الالباني وعلي رضي الله عنه لا يمكن ان يقطع بهذا التفضيل الا عن علم ويليهما في الفاضل عثمان رضي الله عنه - 00:09:40ضَ
ام علي وهذا هو مذهب جمهور اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح فيما رواه الشيخان من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:00ضَ
ابو بكر ثم عمر ثم عثمان لا شك ان عثمان رضي الله عنه اولى بالتفضيل بل ان بل انه قد جاء في رواية عبدالله بن عمر من قال يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره - 00:10:19ضَ
قال ايوب السختياني رحمه الله وهو من التابعين من قدم عليا على عثمان فقد ازرى بالمهاجرين والانصار ومراده بذلك لكونهم قدموه في الخلافة ثم يليه في الفضل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وعنهم اجمعين - 00:10:39ضَ
على ان الخلاف في مسألة عثمان وعلي خلاف محفوظ عن السلف المتقدمين وذلك ان من السلف من قدم عثمان وربع بعلي ومنهم من عكس فقدم عليا على عثمان ومنهم من توقف - 00:11:01ضَ
ولهذا كان الخلاف في مسألة المفاضلة بين علي وعثمان محفوظ محتمل لا يبدع احد فيه وانما يقع التبديع في مسألة الخلافة لا شك ان ترتيبهم في الخلافة على على النحو الذي وقع ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي - 00:11:17ضَ
ومن نازع في هذا الترتيب فهو اضل من حمار اهله ومن صور التفضيل الخاص تفضيل المبشرين بالجنة والمبشرون بالجنة عشرة ساقهم النبي صلى الله عليه وسلم مساقا واحدا وهم الخلفاء الاربعة الذين جرى ذكرهم وعبد الرحمن ابن - 00:11:39ضَ
وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وابو عبيدة عامر بن الجراح وسعيد بن زيد رضوان الله اجمعين فقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء العشرة بالجنة كما رواه الخمسة - 00:12:02ضَ
في حديث صحيح فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة حتى اتى على بقية العشرة كما ان النصوص ايضا دلت - 00:12:19ضَ
على البشارة بالجنة لغيرهم كبشارته صلى الله عليه وسلم لبلال فانه قد قال ما دخلت الجنة اي في المنام الا سمعت خشخشة نعليك وسأله عن ذلك فقال اني ما توضأت وضوءا قط الا صليت ركعتين - 00:12:33ضَ
وممن بشر بالجنة ثابت ابن قيس ابن الشماس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك انه كان يخطب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والخطابة تطل تتطلب رفع صوت بطبيعة الحال - 00:12:53ضَ
فلما انزل الله تعالى قوله يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض. ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. وقع في نفسه رضي الله عنه ان قد حبط عمله بسبب - 00:13:11ضَ
بصوته عند النبي صلى الله عليه وسلم فاغلق عليه بابه وبقي حزينا كئيبا فلما افتقده النبي صلى الله عليه وسلم وسعى وسأل عن حاله فبلغه قال بل اخبروه انه يعيش حميدا ويموت شهيدا ويدخل الجنة - 00:13:27ضَ
وكذلك ايضا عبد الله بن سلام فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. واخرون ايضا وممن ينالهم ويشملهم الفضل الخاص اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم خمسة بطون - 00:13:50ضَ
تحرم عليهم الصدقة قالوا علي وال جعفر وال عقيل وال العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب هذه البطون القرشية الهاشمية الخمسة هم اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى اسماعيل - 00:14:08ضَ
واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم. فهذا يدل على فضل بني هاشم اعني مؤمنهم وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم ايضا اذكركم الله في اهل بيتي. اذكركم الله في اهل بيتي - 00:14:30ضَ
ولما شكى اليه العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم اي انهم لا يبشون في وجوههم ولا يبدون لهم ارتياحا. قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمنون - 00:14:56ضَ
حتى يحبوكم لله ولقرابته رواه الامام احمد ومن اهل بيته صلى الله عليه وسلم قطعا ازواجه الطيبات المطهرات بنص كتاب الله فقد قال الله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. بعد ان - 00:15:15ضَ
وجه اليهن الخطاب يا نساء النبي يا نساء النبي اتبع ذلك بهذه بهذا الشرف الرفيع. انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت. ويطهركم تطهيرا الله تعالى قد اصطفاهن لنبيه وجعلهن ازواجه في الدنيا والاخرة وسماهن امهات المؤمنين - 00:15:36ضَ
كما قال وازواجه امهاتهم وافضل هؤلاء النسوة خديجة وعائشة رضي الله عنهما واما بقية امهات المؤمنين فهن سودة بنت زمعة وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وام سلمة وزينب بنت خزيمة - 00:15:59ضَ
وزينب بنت جحش وجويرية وميمونة زينب وميمونة رضي الله عنهن جميعا الواجب تجاه الصحابة على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم اولا محبتهم وموالاتهم والترضي عنهم والاستغفار لهم والثناء عليهم احدا وجماعات كما قال ربنا وادبنا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض - 00:16:24ضَ
فهذا يدل على موالاة المؤمنين بعضهم بعضا وقال سبحانه حاكيا حال التابعين باحسان. بعد ان ذكر المهاجرين والانصار قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان - 00:16:58ضَ
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم فقد استغفروا لاخوانهم السابقين من المهاجرين والانصار وتبرأوا من ان يقع في قلوبهم غل وبغظ لهم ومن شواهد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:16ضَ
اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار رواه البخاري وقال لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا من يعتق ولا يبغضك الا منافق. رواه مسلم - 00:17:40ضَ
هذا هو الواجب تجاه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته. وفي حلقة قادمة نتناول مذاهب المنحرفين الضالين في هذا الباب والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم - 00:18:01ضَ
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:18:28ضَ