التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02ضَ
اسعد الله اوقاتكم معشر المشاهدين والمشاهدات في حلقة جديدة من سلسلة دروس العقيدة وقد تم بحمد الله المرور على معظم ابواب العقيدة المهمة وما تبعها من من لواحق ومما يتصل ببيان مسائل العقيدة وطريقة اهل السنة والجماعة ان نذكر اصولا جامعة في التأصيل والاستدلال - 00:00:55ضَ
فان لاهل السنة والجماعة مسلك رشيد في هذا الباب هو الذي افضى بهم بحمد الله الى درب السلامة فان الاصول الجامعة التي يعتمد عليها اهل السنة والجماعة. في باب العقيدة وفي باب الشريعة ايضا بل وفي باب السلوك والاخلاق - 00:01:24ضَ
ثلاثة اصول وهي الكتاب والسنة الصحيحة والاجماع المنضبط بهذه الاصول على هذه الاصول الثلاثة يقيم اهل السنة والجماعة عقائدهم وعباداتهم واخلاقهم وسلوكياتهم وبهذه الاصول الثلاثة يزنون جميع الامور التي اختلف فيها الناس فيأوون الى ركن ركين ويعتصمون بعروة وثقى - 00:01:48ضَ
وهذه الاصول الثلاثة لا يحل ان تعارض برأي او قياس او ذوق او كشف او قول احد كائنا من كان فاذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ولا قياس في مقابلة النص - 00:02:24ضَ
والسبيل في فهم الكتاب والسنة هو سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والتابعين لهم باحسان والاعراض عن السبل المبتدعة التي احدثها المتكلمون والصوفية قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم - 00:02:44ضَ
وساءت مصيره فليس تم ايها الكرام ويا ايتها الكريمات سوى سبيلين اما سبيل المؤمنين واما سبيل المجرمين فسبيل المؤمنين هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين - 00:03:14ضَ
واما السبيل الاخر فهي سبل الضلال ولهذا قال ربنا عز وجل وكذلك نفصل الايات. ولتستبين سبيل المجرمين فاستبانة سبيل المجرمين امر مهم فانه بضدها تتبين الاشياء والله تعالى حينما يذكر طريقه يأتي به بلفظ الافراد كما قال الله عز وجل وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا - 00:03:37ضَ
والسبل فتفرق بكم عن سبيله وقال ايضا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين اذا لابد ايها الكرام من سلوك هذا السبيل - 00:04:08ضَ
ولو تأملنا في هذا في هذه الاية العظيمة لوجدنا انها تضمنت اصولا كبرى فالله تعالى يقول وان هذا صراطي. اذا الصراط واحد والحق واحد لا يتعدد فيجب لزومه ولا يمكن ان يقال - 00:04:29ضَ
ان جميع الطرق تؤدي الى الله كما زعم بعض الزاعمين كلا ان طريق الحق واحد ولكن هناك من يصيبه وهناك من يخطئه فاما المسائل الكبار فلا يسوغ فيها الخلاف اصول الاعتقاد وامهات العبادات والاخلاق - 00:04:51ضَ
ولكن ربما وقع نوع خلاف واجتهاد في بعض الامور الفرعية فاذا كان هذا مما يمكن مما يمكن العذر فيه فالواجب على اهل الاسلام التعاذر فيه ثم ان الله تعالى قال - 00:05:15ضَ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله. اذا السبيل واحدة كما اسلفنا ويجب ان يكون ذلك لله بدليل قوله ادعو الى الله فلا يكون الانسان يدعو الى نفسه ولا الى حزبه ولا الى جماعته ولا الى قبيلته. بل ينبغي ان يحقق الاخلاص في - 00:05:33ضَ
فان هذا اعظم اسباب الاستقامة والسداد ثم قال ثالثا على بصيرة وهذه البصيرة تشمل نوعين البصيرة بالعلم والبصيرة بالواقع تأمل البصيرة بالعلم فهو ان يحصل المرء ادلته من الكتاب والسنة - 00:05:57ضَ
ولا يعتمد على مجرد الاراء والاستحسانات والافكار بل يبني ذلك على النص المعصوم من كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم واما البصيرة الثانية فهي البصيرة بالواقع بان يحسن تصور الواقع وتنزيل النصوص عليه - 00:06:21ضَ
فان من الناس من قد يحفظ من قد يحفظ المتون والنصوص لكنه لا يحسن ان يطبقها على الواقع وهذا مما يتفاوت فيه الناس تفاوتا عظيما ثم قال انا ومن اتبعني - 00:06:45ضَ
وهذا يدل على ان من مقاصد الشريعة الاجتماع والائتلاف والتعاون على البر والتقوى وسبحان الله اي ان من شأن هذا المنهج تنزيه الرب سبحانه وتعالى في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته وفي قدره وفي شرعه - 00:07:03ضَ
هذا من كله يتعلق بالتنزيه والتسبيح. وسبحان الله اذا لابد ان ننزه الله تعالى في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته وفي افعاله عن مماثلة المخلوقين وعن النقص وعن العيب وفي قدره - 00:07:27ضَ
فلا ينسب اليه ظلم ولا عجز وفي شرعه فلا ينسب اليه ايضا ولا قصور ثم قال وما انا من المشركين. فدل على ان من اصول اهل السنة والجماعة مجانبة المشركين والبراءة منهم - 00:07:48ضَ
والى جانب الكتاب والسنة والاجماع والاجماع الذي نقصده هو الاجماع المنضبط وحقيقة الاجماع هو اتفاق علماء امة محمد صلى الله عليه وسلم على مسألة من المسائل في عصر من العصور - 00:08:09ضَ
فاذا وقع ذلك فقد صار اصلا يرجع اليه ولا يجوز خرقه بحال من الاحوال اذا انعقد الاجماع بهذه الصفة وحصل اتفاق علماء امة محمد صلى الله عليه وسلم على مسألة من المسائل في عصر من العصور - 00:08:30ضَ
فان هذا الاجماع يكتسب صفة العصمة فلا يحل مخالفته لمن بعدهم حتى لو اجتمع من بعدهم على نقضه فان ذلك لا لا يمكن ولا يسقط آآ عصمته وقد جاء في الحديث لا تجتمع امتي على ضلالة - 00:08:52ضَ
والاية المتقدمة دليل على ثبوت الاجماع وهي قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل مؤمنين نوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ولكن الاجماع - 00:09:13ضَ
بعد ذلك صار متعذرا. يعني بعد ان انتشرت الامة وكثر وكثر الاختلاف صار الاجماع متعذرا وانما كان الاجماع متاحا في مبدأ الاسلام في عصر الخلفاء الراشدين وما قاربه حينما كان العلماء الذين - 00:09:30ضَ
المعول في الانصار يبلغ بعضهم كلام بعض ويحصل من ذلك الاجماع المنضبط. واما بعد ان تفرقت الامة في اقطار الارض وتباعدت وكثر الاختلاف فان دعوى الاجماع صعبة هذا وان من مصادر - 00:09:50ضَ
التي يعتمد عليها لكنها لا تعد مصادر اصلية بالفرعية العقل ونقصد به العقل الصريح وهو السالم من الشبهات والشهوات ذلك ان العقل ربما اصابته لوثة وافة بسبب شبهة او شهوة - 00:10:16ضَ
اما ان كان عقلا صريحا سالما من الشبهات والشهوات بمعنى انه لا يعارض النقل الصحيح فانه يعتمد عليه في الوصول الى المسائل العلمية ولذا نجد في كتاب الله انواعا من الاستدلات من الاستدلالات العقلية قد تقدم آآ في حلقات مضت الاشارة الى - 00:10:37ضَ
وبعضها كقول الله تعالى خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون وكقول الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق. ولا على بعضهم على بعض - 00:11:06ضَ
سبحان الله عما يصفون واكثر الله تعالى من الاحالة على العقل في قوله لعلكم تعقلون فدل ذلك على ان للعقل منزلة في الدين ولكنه يستضيء بنور النقل. فالنقل سيد والعقل مسود - 00:11:23ضَ
النقل متبوع والعقل تابع فلا يجوز ان يسيد العقل على النقل بل النقل الصحيح هو الذي فيه العصمة وينبغي ان نعلم ايها الكرام ويا ايتها الكريمات انه يستحيل ويمتنع ان يتعارض - 00:11:45ضَ
العقل الصريح مع النقل الصحيح لا يمكن بحال ان يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح لانه كل من عند الله الا له الخلق والامر العقل خلقه والنص امره فلا يمكن ان يتعارض - 00:12:04ضَ
واذا وقع ما يظنه الانسان تعارضا فان ذلك اما ان يرجع الى خطأ عقلي واما ان يرجع الى عدم صحة في النقل وقد صنف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة موجزة سماها موافقة صريح المعقول لصحيح - 00:12:23ضَ
المنقول وله كتاب حافل وديوان كبير اسمه درء تعارض العقل والنقل وبهذا نعلم ان من يسمون انفسهم العقلانيين ويدعون معارضة النصوص الشرعية بالعقل انهم في الحقيقة يخبطون في التيه وانهم حينما يلوحون - 00:12:48ضَ
بالعقل انما هو في في مواجهة النقل انما هم في الواقع اتوا من فساد عقوله وفساد تصوراتهم فان العقل الصريح مؤيد للنقل الصحيح ولكن العقل قد يقصر احيانا عن ادراك كونه بعض ما دلت عليه النصوص - 00:13:18ضَ
كان يقصر العقل عن ادراك ما ينبغي من صفات الله تعالى وكيفياتها كما اجاب الامام ما لك رحمه الله لمن سأله عن كيفية الاستواء فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول - 00:13:42ضَ
يعني ان عقولنا قاصرة عن دركة وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله النصوص محارات العقول لا محلات العقول اي ان النصوص اي ان العقول قد تتحير في ادراك ما دلت عليه بعض النصوص. لكنها لا تحيله - 00:13:59ضَ
لا تقول العقول هذا مستحيل ومن توهم التعارض فقد اوتي من فساد عقله ويلزمه حينئذ تقديم النقل على العقل وسؤال الله تعالى وسؤال الله تعالى ان يلهمه رشده وان يدله على خير امره - 00:14:27ضَ
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:14:50ضَ