التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02ضَ
معشر المشاهدين والمشاهدات تقدم في حلقة سابقة الحديث عن اثبات وجود الله عز وجل وانه مقتضى الفطر السليمة والعقول الصريحة والحس المشاهد والشرع الصحيح فقد تظافرت تلكم الادلة على اثبات وجود الله عز وجل. ولهذا لم يكن هذا الامر معضلة لاحد من البشر - 00:00:56ضَ
ولكن وجد طوائف وافراد شواذ انكروا وجود الله عز وجل مكابرة لما في نفوسهم لما في فطرهم ومناهضة للادلة العقلية والنقلية ونود في هذه الحلقة ان نشير اشارة عابرة الى هذه الطوائف والافراد - 00:01:27ضَ
فممن انكر وجود الله عز وجل وسبحانه وتعالى قوم يقال لهم الدهريون حكى الله تعالى مقالتهم في كتابه فقال سبحانه وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر - 00:01:52ضَ
هؤلاء الفلاسفة الدهرية ينسبون الامور الى الدهر ولا ينسبون الامور الى الله عز وجل اذ انهم ينكرون وجوده فهم صنف من الملاحدة يقول قائلهم اضحى تدفع وارض تبلع وما يهلكنا الا الدهر - 00:02:16ضَ
ولا شك ان هذه الدعوة دعوة باطلة قائمة قائمة على مجرد الظن والتخرص والوهم مناقضة لجميع الادلة العقلية والنقلية والفطرية ومن الطوائف التي انكرت وجود الله عز وجل قوم يقال لهم - 00:02:39ضَ
الطبيعيون نسبة الى الطبيعة وهو مذهب فلسفي قديم جديد لا زال قائما الى يومنا هذا وربما قرع اسماعنا بين الفينة والاخرى على السنة بعض المتحدثين والاعلاميين من يقول رسمت الطبيعة هذا المنظر الجميل - 00:03:04ضَ
او يقول قائلهم غضبت الطبيعة او نحو ذلك من التعابير المحدثة الوافدة وما ذاك الا تأثر بهذا المذهب الالحادي وهو مذهب الطبيعيين الذين ينسبون الاشياء الى الطبيعة وهذه الطبيعة التي - 00:03:27ضَ
يتكلمون عنها لا يمكن ان تكون الا ذوات الاشياء وهم يزعمون ان ذوات الاشياء اوجدت نفسها بنفسها وانها صنعت مظاهرها من ذاتها ولا شك ان هذا امر يأباه العقل وترفضه الفطرة - 00:03:50ضَ
فان الشيء لا يوجد نفسه والعدم لا ينشئ وجودا والطبيعة التي يتحدثون عنها طبيعة عمياء صماء بكماء لا يمكن ان تكون مدبرة خالقة موجدة ولكنه مهرب اراد ان يتشبث به من ختم على قلبه وابى ان يخضع - 00:04:16ضَ
للحق ومن الفرق الضالة التي الحدث في هذا الباب العظيم وانكرت وجود الله عز وجل الصدفيون القائلون بالصدفة وهم قوم ينسبون الاشياء الى الصدفة وربما سمعنا هذا في بعض التعبيرات - 00:04:40ضَ
وبعض الانشاءات من ينسب الاشياء الى الصدفة وهذا ايضا مذهب اشد بطلانا من سابقه. اذ لا يمكن لهذا الخلق البديع الذي يسير على نظام متناسق وعلى سنن مطردة ان يكون وقع صدفة - 00:05:03ضَ
فلو ان قائلا قال ان مطبعة من المطابع انفجرت وتطايرت حروفها ثم انها نزلت واستقرت فجاءت على هيئة كتاب مقروء او على هيئة قصيدة ذات وزن وقافية لسخر منه الناس. وقال هذا امر في غاية - 00:05:24ضَ
حالة فاذا كان الامر كذلك فكيف بهذا الكون العظيم باجرامه السماوية واياته الافاقية واحواله الجوية ان يأتي على هذا النظام البديع المتسق ان يقع ذلك صدفة ولكنه شؤم الالحاد الذي يحمل صاحبه على تنكب الطريق والحيدة عن الحق - 00:05:44ضَ
كما انه وجد ايضا من منكري وجود الله افراد شواذ على مر التاريخ ناقضوا انفسهم ارادوا ان يخبروا بخلاف ما في بواطنه ومن هؤلاء على سبيل المثال اشهر من عرف بانكار - 00:06:12ضَ
وجود الله عز وجل وربوبيته وهو فرعون الذي قال مخاطبا موسى عليه السلام وما رب العالمين ومن هؤلاء ايضا النمروذ الذي حاجه ابراهيم عليه السلام فكان ذلك النمرود يقول انا احيي واميت - 00:06:36ضَ
وينكر ان يكون ذلك لله عز وجل لكن ابراهيم عليه السلام اقام عليه الحجة والزمه بما لم والزمه بما لم يمكنه الخلاص منه. فقال ان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب - 00:07:00ضَ
كما انه قد وجد من شداد الافاق في هذه العصور المتأخرة دعاة الشيوعية من امثال كارل ماركس وغيره ممن قالوا لا اله والحياة مادة ولهذا لما كان ذلك القول وهذا المذهب منافيا للفطرة ما كان له ان يعيش - 00:07:22ضَ
فما هي الا عقود يسيرة من الزمن قام فيها ذلك النظام على قوة الحديد والنار حتى تلاشى واضمحل وانهار كان لم يكن وذلك لمنافاته للعقل والفطرة فضلا عن منافاته للدين - 00:07:46ضَ
فتبين بذلك ان المنحرفين في هذا الباب اعني في باب اثبات وجود الله قوم لا خلاق لهم ولا عقل لهم ولا نظر. بل ان اقوالهم يمجها العقل لكن لكنهم زوقوها - 00:08:05ضَ
زخرف القول وبهرج العمل حتى راجت على المفتونين اما اهل الايمان فانهم بغنى بما اتاهم الله تعالى من العقول السليمة والفطر المستقيمة ولعلي انبه في هذا المقام على ان المتكلمين - 00:08:24ضَ
شغلوا باثبات هذه القضية ونصب الادلة عليها مع ان الامر لا يحرج كثيرا الى ذلك سوى ان ينبه الانسان الى ما نبه الله تعالى عليه ومما يذكر في هذا المقام حادثة طريفة جرت لابي المعالي الجويني - 00:08:48ضَ
عفا الله عنه وكان من ائمة المتكلمين حينما كان يسير في اسواق نيسابور والناس من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله طلت عجوز برأسها من كوة بابها وقالت من هذا - 00:09:09ضَ
قالوا هذا الجويني امام الحرمين قالت ومن الجويني قالوا الذي يثبت وجود الله بالف دليل فضحكت ووضعت كمها على فيها وقالت وهل يحتاج وجود الله الى الف دليل فلما حكيت هذه القصة للجويني ظل يحفظها حتى انه قال وهو على فراش الموت او تمنى وهو على فراش الموت - 00:09:27ضَ
يموت على عقيدة عجائز نيسابور ومما يذكر في هذا المقام حادثة جرت لابي حنيفة النعمان رحمه الله فقد قدم اليه قوم من الدهرية وطلبوا مناظرته فوعدهم موضعا ثم انه رحمه الله - 00:09:55ضَ
تأخر عليهم واتاهم بعد ذلك وقال رأيت امرا عجبا رأيت سفينة تقف عند دجلة وليس لها ربان واذا بها تحمل البضاعة وتسير بمفردها الى مقصدها فجعلوا يتضاحكون منه ويتعجبون ويقولون سفينة في دجلة - 00:10:18ضَ
تحمل البضاعة بنفسها وتسير بلا ربان كيف هذا؟ هذا لا يكون فقال تعجبون من ذلك؟ وتزعمون ان هذا الكون العظيم الواسع ليس له مدبر ولا مسير القمهم حجرا هذا ايها المشاهدون والمشاهدات - 00:10:46ضَ
وان من دواعي الاسف والاسى انه يعصف بالناس في هذه الازمان اعني في اركان الكرة الارضية الاربعة غفلة مطبقة عن الله عز وجل وكانما الناس خلقوا للتمتع وليس لهم رب يرقبهم - 00:11:10ضَ
فان كثيرا ممن يدب على وجه الارض ويملأ المدرجات والميادين والاسواق لا يقوم في قلبه لله تعظيم واجلال بل ربما لا يعتقد بوجوده وقد وصف الله حال هؤلاء الغافلين بقوله - 00:11:34ضَ
ولقد رأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس. لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون - 00:11:54ضَ
فهذه الغفلة المطبقة تلتحق بهذا اللون وهو انكار وجود الله عز وجل وعدم رفع الرأس بالايمان به سبحانه وبحمده هذا واسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا ايمانا راسخا وعلما نافعا وعملا - 00:12:11ضَ
صالحا وان يحسن لنا العاقبة في جميع الامور. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:12:33ضَ