العقيدة - الدورة (2) المستوى (1)
العلاقة بين أقسام التوحيد الثلاثة- المحاضرة 19- العقيدة - المستوى الأول 2- أ.د.عبدالله الدميجي
التفريغ
يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد للعلم كالازهار في البستان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه - 00:00:00ضَ
واصلي واسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين ثم اما بعد فأرحب بالإخوة والأخوات المشاهدين - 00:00:55ضَ
والمشاهدات اجمل ترحيب واوفاه واسأل الله العلي القدير باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا. ويرزقنا اجتنابه والا يجعله ملتبسا علينا اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا ولسانا ذاكرا وقلبا خاشعا - 00:01:12ضَ
ونعوذ بك اللهم من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع من دعاء لا يسمع اللهم انا نعوذ بك من هؤلاء الاربع كنا تحدثنا في المحاضرة السابقة - 00:01:38ضَ
عن الامور المتعلقة بتوحيد الربوبية. وهناك ثلاثة امور اساسية في توحيد الربوبية وهو تفرد الخالق سبحانه وتعالى تفرد الله عز وجل بالخالقية وتفرده سبحانه وتعالى بالملك وتفرده سبحانه وتعالى بالتدبير - 00:01:53ضَ
سبق ان تكلمنا عن الخلق وتفرد الله عز وجل به ومعنى الخلق المختص بالله عز وجل الذي لا يشاركه فيه غيره ثم تكلمنا ايضا عن الملك فلله عز وجل الملك - 00:02:13ضَ
المطلق الذي لا يشاركه فيه غيره واشرنا الى ان الله عز وجل قد اقام الحجة على المشركين بناء على اقرارهم هذه الامور لله عز وجل على انكم ما دمتم تقرون بان الخالق هو الله وان المالك هو الله - 00:02:31ضَ
فكيف تعبدون معه غيره وهذا الزام لهم واضح جلي في سفاه عقولهم وضعفي افكارهم لانه ما دام ان الخالق هو الله والمالك هو الله. فكيف تصرف العبادة لغيره ولا شك - 00:02:57ضَ
ان هذا من الظلم والله عز وجل يقول ان الشرك ظلم عظيم وقد احتج الله سبحانه وتعالى على المشركين آآ دعاءهم هذه الاصنام والاوثان مثلهم اصحاب الاضرحة والقبور والاموات آآ دعائهم من دون الله عز وجل - 00:03:17ضَ
مع فقدهم لهذه الامور الثابتة الاساسية يقول الله عز وجل في سورة الاحقاف ارأيتم ما تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبلي هذا او اثارة من علم ان كنتم صادقين - 00:03:43ضَ
اقام الله عز وجل عليه من الحجة انهم ليس لهم يعترفونهم انهم ليسوا شركاء لله في خلقه ولا في ملكه فاذا كان الامر كذلك فكيف يشركون به في عبادته وكذلك في سورة - 00:04:10ضَ
في قول الله عز وجل قل ارأيتم شركاؤكم الذين تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ام اتيناهم كتابا فهم على بينة منه - 00:04:29ضَ
بل ان يعيد الظالمون بعضهم بعضا الا غرورا وهذه النصوص واضحة جلية في اقامة الحجة على كل من عبد غير الله عز وجل واشرك معه غيره سبحانه وتعالى. فاذا كان الله عز وجل ليس له شريك - 00:04:44ضَ
لا في خلقه ولا في في ملكه فكيف تجعلون له شريكا العبادة اه النقطة الثالثة وهي التدبير اي ان الله سبحانه وتعالى هو المتفرد بتدبير الامور كلها وتصريف هذا الكوني - 00:04:59ضَ
كله والادلة على ذلك كثيرة ومنها على سبيل المثال في قول الله عز وجل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر. يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم يوقنون يدبر الامر نص صريح على - 00:05:23ضَ
ان التدبير المطلق انما هو لله وحده لا شريك له وفي قول الله عز وجل ايضا في سورة يونس يونس ثم استوى على العرش يدبر الامر سبحانه وتعالى ويقول عز وجل كل يوم هو في شأن - 00:05:44ضَ
سبحانه وتعالى ويقول قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدمر ومن يدبر الامر وسيقولون الله اي يعترفون - 00:06:02ضَ
لذلك اعترافا ظاهرا بينا وقل افلا تتقون ما دمتم تعترفون بذلك فكيف يشركون مع الله سبحانه وتعالى في عبادته ويقول سبحانه وتعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرا. وهناك اية جمعت بين هذه الامور الثلاثة - 00:06:21ضَ
التي اختص الله سبحانه وتعالى بها وهي الخلق والملك والتدبير في اية واحدة كما تقدم ان هناك من الايات ما جمع اقسام التوحيد الثلاثة فهنا ايظا من الايات ما جمع - 00:06:42ضَ
الامور امور الربوبية الثلاثة الرئيسة وهي الخلق والملك والتدبير الا وهي قول الله عز وجل الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين تبارك الله رب العالمين الا له الخلق وهذا دليل على الحصر. لا خلق الا له - 00:06:59ضَ
الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين الا له وهذا دلول دليل على الملك وهو المالك سبحانه وتعالى الخلق دليل على الخلق انه له من خصائصه سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. والامر - 00:07:26ضَ
وهو التدبير كما قال الله عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فهذه من خصائص الله سبحانه. سبحانه وتعالى قال بعدها وختم الاية بان هذه الامور الثلاثة هي اهم امور الربوبية - 00:07:48ضَ
توحيد الربوبية تبارك الله رب العالمين سبحانه وتعالى يتبع الخلق والملك والتدبير يتبعه امور كثيرة جدا من افعال الله سبحانه وتعالى ومن الربوبية كالاحياء والاماتة هذه من خصائصه سبحانه وتعالى - 00:08:08ضَ
ومن ربوبيته عز وجل والرزق وهو الذي يرزق عباده سبحانه وتعالى. وهنا لطيفة آآ وفائدة لغوية الرزق هو العطاء بفتح الراء المشددة. الرزق هو العطاء. والرزق هو ما ينتفع به اي ماء - 00:08:32ضَ
يهبه الله سبحانه وتعالى من انواع المنافع. فالرزق هو العطاء وهي صفة الله عز وجل والرزق هو ما ينتفع به من عطاء الله سبحانه وتعالى. فله الرزق سبحانه وتعالى وحده - 00:08:52ضَ
وهو الرزاق القوة المتين ومن هذه الافعال الدالة على الربوبية ومن ربوبيته سبحانه وتعالى البعث والنشور والنفع والضر وغيرها من افعال الله سبحانه وتعالى ولهذا سمي توحيد الربوبية بتوحيد الله - 00:09:08ضَ
بافعاله سبحانه وتعالى وافعاله كثيرة لا تحصى فاصل ثم نعود لاستكمال ما تبقى الى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربما تحب احد الابناء او البنات اكثر من اخوتهما. اما لبره او ادبها او غير ذلك - 00:09:26ضَ
ولكن هل يجوز ان تفضل من تحب في العطية وتخصه بالهدايا دون الاخرين لنستمع الى هذه القصة التي جرت لصحابي جليل النعمان بن بشير يقول رضي الله عنه سألت امي ابي بعض الموهبة لي من ما له فوهبها لي - 00:10:01ضَ
فقالت لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بيدي وانا غلام فاتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا بشير الك ولد سوى هذا؟ قال نعم فقال - 00:10:22ضَ
اكل اكلهم وهبت لهم مثل هذا؟ قال لا. قال فلا تشهدني اذا فاني لا اشهد على جور ففي هذا الحديث تحذير من تفضيل احد الابناء على اخوته. وانه من الجور والظلم - 00:10:40ضَ
ولم يفرق بين الذكر والانثى وذلك لما يؤدي اليه من الكراهية والنفور بينهم. ولا حرج في الميل القلبي لاحد الاولاد دون غيره لان ذلك امر ليس في مقدور العبد وانما الذي يحرم ان يفضل المحبوب على غيره بالعطايا دون سبب شرعي. فان حصل مثل هذا التفضيل وجب رد - 00:10:59ضَ
قضية او اعطاء الاخرين مثل اخيهم. ويجوز التفضيل بين الاولاد. اذا كانت هناك اسباب وجيهة تدعو الى ذلك كان يخص احد اولاده لمرض اصابه او فقر وحاجة المت به او لاشتغاله بطلب العلم. ونحوه من الفضائل - 00:11:24ضَ
وللوالد ان يمنع العطية عمن يستعين بها على معصية الله تعالى. ويعطيها لمن يستحقها. قال تعالى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ان الله شديد العقاب بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستاني - 00:11:44ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اجدد الترحيب بعد هذا الفاصل نستكمل ما سبق بدأناه فتكلمنا عن اه القضايا الرئيسة في بالنسبة لربوبية الله سبحانه وتعالى وهي الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير - 00:12:28ضَ
وهذي تشمل جميع الافعال الاخرى وهي لاحقة بها وداخلة في ضمن هذا العموم اه نتبع بعد ذلك الاشارة الى بعض المعاني الاخرى للربوبية اشرنا الى مثل الاحياء واللي مات والرزق - 00:12:47ضَ
والبعث والنشور والنفع والضر ومن هذه الامور الرئيسة من افعاله سبحانه وتعالى ان لله عز وجل الكمال المطلق وليس ثمة كمال مطلق الا لله عز وجل وهذا مما يستلزم افراده سبحانه وتعالى - 00:13:10ضَ
بالعبادة وكذلك له الحكم المطلق عز وجل نصوص كثيرة في بيان هذا المعنى. يقول الله عز وجل هو الله الذي لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون - 00:13:30ضَ
وله الحكم واليه ترجعون. وفي الاية الاخرى في قول الله عز وجل كل شيء هالك الا وجهه سبحانه له الحكم واليه ترجعون وغيرها من النصوص من افعال الله عز وجل المتعلقة بربوبيته سبحانه وتعالى والدالة على - 00:13:50ضَ
ربوبيته وتدبيره لخلقه سبحانه وتعالى يعني آآ ملكه لهم الابداء والاعادة ولهذا يقول الله عز وجل وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وعدم خصائص الرب سبحانه وتعالى ولا يملك ذلك الا هو سبحانه وتعالى وهو داخل في موضوع - 00:14:07ضَ
التدبير وفي الخالقية ايضا كما تقدم كذلك الاحياء والاماتة والنصوص في هذا المعنى جاءت يعني كثيرة في كتاب الله عز وجل الله لا اله الا هو يحيي او كما قال الله سبحانه وتعالى - 00:14:32ضَ
اه لا اله الا هو يحيي ويميت وهو اه ربكم ورب ابائكم الاولين يقول الله سبحانه وتعالى لا اله الا هو يحيي ويميت ربكم ورب ابائكم الاولين وغيرها من النصوص الكثيرة في - 00:14:49ضَ
هذا المعنى الذي خلق الموتى والحياة ليبلوكم ايكم احسنوا وبالنسبة للنفع والضر فهو بيد الله سبحانه وتعالى وهو المتصرف وحده سبحانه وتعالى المالك في هذا الامر واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم - 00:15:09ضَ
اذا لهم مكر في اياتنا قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون وفي قول الله عز وجل في الاية الاخرى قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا - 00:15:34ضَ
او اراد بكم الافعى فهل هناك احد يملك مع الله سبحانه وتعالى شيء في هذا الامر فكيف تصرف العبادة لغيره سبحانه وتعالى وهو المستحق لها وحده لا شريك لا شريك له - 00:15:51ضَ
اكد ذلك الله عز وجل في قوله تعالى ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا تنفى عنهم الملك والرزق لا يملكون لكم رزقا اذا كان لا يملكون لنا رزقا قال فابتغوا عند الله الرزق فهو مالكه وحده - 00:16:07ضَ
لا شريك له. فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه. ما دام ان الرزق عند الله عز وجل فلا يعبد الا هو سبحانه وتعالى ولا يطلب الرزق الا منه سبحانه وتعالى. فاعبدوه واشكروا له اليه ترجعون - 00:16:30ضَ
ويقول الله عز وجل الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر هو المالك لهذا الامر دون احد سواه ولهذا لما قال الله عز وجل مبينا الغاية من خلق الانس والجن لقول الله عز وجل وما خلقت الجن - 00:16:47ضَ
والانس الا ليعبدون قال سبحانه وتعالى بعدها ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون وهذا دليل على كمال غنى الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا مع لا تضره معصية - 00:17:06ضَ
العاصين فالله غني عنا سبحانه وتعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد سبحانه وتعالى اعبدوه فهو غني عنكم وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق - 00:17:24ضَ
وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق. وهذه صيغة مبالغة اهو مالك الرزق والله عز وجل هو الذي يرزق عباده ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فما دام كذلك فكيف تصرف العبادة لغيره سبحانه - 00:17:43ضَ
وتعالى ويقول الله عز وجل ايضا اه سورة فاطر في قول الله عز وجل ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم - 00:18:02ضَ
اين انتم؟ كيف يلتفت الى غير الله عز وجل وكيف يتعلق القلب خوفا او رجاء او محبة او غير ذلك من انواع العبودية القلب كيف تتعلق بغير الله عز وجل؟ والله عز وجل هو الذي بيده - 00:18:16ضَ
مقاليد كل شيء. سبحانه وتعالى النصر يقول الله عز وجل وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم الذين يطلبون النصر ليس عند فلان ولا علان ولا القوة العظمى الفلانية والاخرى انما هو - 00:18:35ضَ
من عند الله عز وجل وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير سبحانه وتعالى الهداية الهداية بيده سبحانه وتعالى انك لا تهدي من احببت فنفاها الله عز وجل عن - 00:18:56ضَ
افضل خلقه واشرف رسله صلى الله عليه وسلم. انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الهداية التي هي هداية التوفيق انما هي من خصائص الله سبحانه وتعالى. نعم للنبي صلى الله عليه وسلم هداية - 00:19:12ضَ
البيان والارشاد والدعوة ولورثة النبي صلى الله عليه وسلم. اما هداية التوفيق فهي من خصائص الله سبحانه وتعالى وهي من كمال ربوبيته عز وجل. ولذلك شرع ان نطلب الهداية منه سبحانه وتعالى - 00:19:30ضَ
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت الهداية من خصائص الربوبية التي لا تكون الا الله الا لله عز وجل وهي هداية التوفيق والتسديد ولذلك قال الله عز وجل من يهد الله - 00:19:46ضَ
فهو المهتدي ها هو المهتدي وكذلك بالنسبة يقول الله عز وجل في بكمال ربوبيته سبحانه وتعالى في مثل هذه المعاني جاءت دلت عليها النصوص آآ نبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم لا مانع - 00:20:06ضَ
لما اعطيت ولا معطي لما منعت فدل ذلك على ماذا على ان الامر كله لله والتدبير كله لله فكيف يطلب من غير مالكه. يطلب من الفقير الحاجز المسكين الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك - 00:20:30ضَ
لغيره ولذلك لا يشرك بالله معه غيره الا من سفه نفسه الا من فقد عقله نسأل الله العافية والسلامة وان ظن انه صاحب عقل وصاحب حسن تصرف نسأل الله العافية - 00:20:51ضَ
والسلامة. كل هذه المعاني وغيرها من المعاني الكثيرة كلها من معاني عبوبيته سبحانه وتعالى وهي مقدمات بين يدي عبوديته سبحانه وتعالى واستحقاقه. ولذلك جاءت النصوص الكثيرة كتاب الله عز وجل - 00:21:07ضَ
في الاستدلال بربوبيته سبحانه وتعالى وما اعطاهم الله سبحانه وتعالى من هذا التدبير والملك والتصرف والخلق وغير ذلك فكيف تقابلون ذلك بالكفران والجحود وتصرفون العبادة لغير مستحقيها وهو الله سبحانه - 00:21:28ضَ
وتعالى ولذلك بين الله سبحانه وتعالى في العديد من الايات عجز هذه المخلوقات التي تدعى من دون الله وتعبد من دون الله عز وجل مهما كانت ولو كان نبيا مرسل او كان ملكا مقربا او كان عبدا صالحا - 00:21:54ضَ
فانه عاجز فقير لا يملك من الله شيئا العاقل هو من يطلب الشيء من مالكه سبحانه وتعالى. فاصل ونعود لاستكمال ما بقى ما بقي الى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله - 00:22:12ضَ
وبركاته بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان في عالم سريع التغير هائل التأثير تتعاظم اهمية دور الوالدين في تربية الابناء وتنشئتهم النشأة الصالحة المبنية على الرقابة الذاتية فهو عالم خطير. متنوع بادواته التكنولوجية. وبما ينتجه من قيم - 00:22:30ضَ
وافكار وملهيات تمارس دورا ملاحظا وملموسا في تكوين وتشكيل عقول ابنائنا ونفوسهم. وقد اكد الاسلام دور الوالدين العظيم. وجعله مسئولية مشتركة بينهما. وعبادة يحاسبان عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:23:04ضَ
والرجل راع في اهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها. ومسؤولة عن رعيتها. وما دامت تربية الاولاد عبادة. فكل ما يبذله الوالد لينجحا في القيام بهذا الدور من جهد ووقت وصبر وبحث وتعلم لابرع الوسائل وافضل الاساليب في التربية - 00:23:27ضَ
والتوجيه كل هذا يحسب في ميزان حسناتهما كما ان كل تقصير او اهمال قد يؤدي الى انحرافات يكون اول من يعاني اثارها الوالدان في الدنيا فضلا عن حساب الاخرة. ومهما تنوعت اساليب التربية وتطورت - 00:23:53ضَ
وتعددت مهاراتها تبقى اقرب الطرق الى النجاح والقبول والسلامة في التعامل مع الابناء. هي الاحترام والحوار المقنع الهادئ المبني على تفهم واضح ومحبة صادقة تراعي احتياجاتهم وطبيعتهم العمرية والعقلية. مع الدعاء الدائم - 00:24:13ضَ
بالتوفيق والسداد وصلاح النفس والنية والذرية. ليستمر اجتماع الاسرة في الدنيا والاخرة. قال تعالى حين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذرية من عملهم امرئ بما كسب رهين بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستاني - 00:24:35ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان بينا يعني بعض جوانب الربوبية وخصائص الرب سبحانه وتعالى فيما تقدم من المحاضرة لعلنا نختم هذه المحاضرة بالاشارة الى اه العلاقة بين انواع التوحيد الثلاثة لاننا - 00:25:24ضَ
ذكرنا واشرنا الى ان الله عز وجل اه ذكر ادلة او توحيد الربوبية الذي يقر به المشركون استدلت به على الزامهم ماذا بتوحيد الالهية الذي ينازعون فيه ويقولون اجعل الالهة اله واحدا؟ ان هذا لشيء - 00:25:50ضَ
وجاب فاستدل الله عز وجل بما يقرون به على ما ينكرونه وهذا يجرنا الى اشارة والماحة الى ما هي العلاقة بين هذه الانواع التوحيد الثلاثة الربوبية والالوهية والاسماء والصفات هذي العلاقة ظاهرة - 00:26:18ضَ
من خلال الاستقراء للنصوص الشرعية في اولا ان الربوبية تستلزم الالوهية انه ما دام ان الله سبحانه وتعالى هو المتفرد في الخلق والملك والتدبير والكمال المطلق والحكم وآآ غيرها من افعاله سبحانه وتعالى ما دام ان الله هو المتفرد بذلك - 00:26:38ضَ
مستحق وحده للعبادة بمعنى انه يلزم او يستلزم ذلك افراده بالعبادة. وهذه النصوص في هذا المعنى كثيرة ولهذا قال الله عز وجل وهذا امر اول امر في القرآن كما يعني مر معنا في بيان - 00:27:06ضَ
اه مكانة القرآن مكانة التوحيد ومنزلته في القرآن لقول الله عز وجل في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم من هو اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم فاستدل عليهم بالخلق - 00:27:25ضَ
ولا ينازعون ما يقولون انا خلقنا غير الله اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة رزقا لكم - 00:27:43ضَ
فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون بدأ الايات بالامر بعبادته عز وجل مستدلا بهذه الآلاء والنعم والخلق من الله عز وجل الذي تقطعون بانه ليس هناك غير الله اه يعني يملك ذلك او - 00:28:00ضَ
يمدكم به ثم ختمها بما يقابل التوحيد الا وهو نفي الشرك فلا تجعلوا لله اندادا وانتم اه تعلمون فاذا توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالهية. لذلك نجد الله عز وجل جعل افراده - 00:28:20ضَ
بالربوبية جعله علة وسببا لاستحقاق العبودية قول الله عز وجل ايضا من الادلة رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمية هل تعلم له سميا؟ وهذه الاية جمعت بين انواع التوحيد الثلاثة - 00:28:40ضَ
قال رب السماوات والارض وهذا الربوبية وما بينهما فاعبده وهذا توحيد العبادة توحيد الالهية فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له والاستفهام هنا انكار اي انه لا سمي له سبحانه وتعالى وهذا - 00:29:04ضَ
في اثبات توحيد الاسماء والصفات والصفات ونفي المثيل والنظير والند والشبيه لله سبحانه وتعالى وفي قوله سبحانه وتعالى ايضا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش - 00:29:25ضَ
يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه. افلا تذكرون وهذا من الاستلزام بهذه الامور يلزمهم الله عز وجل ويقيم عليهم الحجة افلا افلا تذكرون - 00:29:47ضَ
وهو استفهام انكار اذا كان الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش سبحانه وتعالى وهو الذي يدبر الامر عز وجل. وهذا من كمال ربوبيته كما تقدم - 00:30:07ضَ
ما من شفيع الا من بعده اذنه ولا يشفعون الا لما ارتضى قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة له سبحانه وتعالى يقول ان من هذه صفاته وكماله وربوبيته ذلكم الله ربكم - 00:30:24ضَ
فهذه صفاته وهذا كماله سبحانه وتعالى فما دام كذلك ولا تنازعون في ذلك اعبدوه ولا تعبدوا غيره عز وجل فاعبدوه افلا تذكرون افلا تذكرون النصوص في هذا المعنى كثيرة جدا. منها ايضا في قول الله عز وجل ان الذين تعبدون من دون الله - 00:30:43ضَ
لا يملكون لكم رزقا. لا يملكون لكم رزقا. فكيف تدعونهم وتطلبون منهم ما لا يملكون لا يملكون لكم رزقا. اذا فما هو الواجب؟ فالعاقل من يعني استعمل عقله في مكانه فابتغوا عند الله الرزق. اطلبوا الرزق من الله لا من غيره - 00:31:08ضَ
من هذا الميت ولا هذا الضريح ولا هذا المخلوق العاجز اه الضعيف فضلا عن ان يكون جمادا او غير ذلك من الامور. فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اطلبوا الرزق من الله - 00:31:27ضَ
وحقق له العبودية وحده واشكروا له على نعمه والائه سبحانه وتعالى اليه ترجعون فمآلكم ومرجعكم الى الله عز وجل فسيحاسبكم على كل صغيرة وكبيرة في عملتموها في هذه الدنيا فجعل الله سبحانه وتعالى - 00:31:44ضَ
امتلاكه الرزق سببا استحقاقه العبادة دون سواه. فكما انه لا رازق الا هو وكذلك لا يستحق العبادة الا هو سبحانه وتعالى. اذا قلنا ان من هذه العلاقة بين انواع التوحيد الثلاثة ان الربوبية - 00:32:03ضَ
تستلزم الالوهية والنصوص في هذا المعنى كثيرة جدة دلت عليها ما اشرنا اليه من هذه النصوص وغيرها من النصوص الاخرى. اما العلاقة بين الالوهية والربوبية الالوهية يتضمن الربوبية. بمعنى ان من اقر بالهية الله عز وجل وعبده وحده - 00:32:23ضَ
دون سواه فانه يكون قد حقق الربوبية لان الربوبية مقدمة للالوهية فمن حقق الالوهية فقد قدم لازمها وهو اثبات الربوبية لله سبحانه وتعالى الاقرار بالالوهية هو اقرار ضمني بالربوبية وما دام ان العبد اقر بانه لا يستحق العبادة الا الله فدل على انه مقر بان الله هو - 00:32:48ضَ
الخالق المدبر المالك الذي لا شريك له في ملكه سبحانه وتعالى كما انه لا شريك له في عبوديته فمعنى ذلك انه لا شريك له في ملكه وتصرفه وتدبيره وخلقه سبحانه - 00:33:19ضَ
وتعالى اما بالنسبة للاسماء والصفات فالاسماء والصفات تستلزم الربوبية وتستلزم الالوهية والنصوص التي مرت معنا كلها دالة على ذلك فمثال ذلك قول الله عز وجل هو الحي لا اله الا هو - 00:33:37ضَ
ذكر وبدأ باسمه الحي سبحانه وتعالى فما دام ان الله هو الحي فانه المستحق للعبادة وحده دون سواه. فدل ذلك على ماذا على ان اثبات الاسماء والصفات على وجهها اللائق بالله عز وجل توحيد الله عز وجل بها - 00:34:05ضَ
يستلزم ماذا التوحيد الالهية يستلزم توحيد الالهية والعبادة لله سبحانه وتعالى وحده دون ما سواه. والايات التي مرت معنا قبل قليل ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش - 00:34:26ضَ
دبروا الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه ذكر الربوبية وذكر صفة الاستواء لله سبحانه وتعالى وذكر انه المدبر للامور هذه كلها من مستلزمات توحيد الالهية وبهذا نقول بان الالوهية يتضمن الربوبية والاسماء والصفات يتظمن او يستلزم اسف يستلزم - 00:34:44ضَ
الربوبية ويستلزم الالوهية كذا فمن حقق وعرف حقيقة اسماء الله تعالى وصفاته عرف الله فمن عرف الله عرفة ملكه وتدبيره وربوبيته ولزم من ذلك ايضا ان يعرف انه هو المستحق - 00:35:12ضَ
للعبادة وحده دون سواه. بهذا نكون قد انتهينا من هذا اللقاء. الى ان نلقاكم مرة اخرى ان شاء الله. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق - 00:35:32ضَ
لما يحبه ويرضاه اللهم انا نسألك فقها في دينك وثباتا على امرك حتى نلقاك. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت - 00:35:49ضَ
استغفرك واتوب اليك. والسلام عليكم ورحمة الله بركاته تلك العنود رؤوسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا للعلم كالازهار في البستان - 00:36:02ضَ