بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي الامين واله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. واهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة - 00:00:04
جديدة من برنامجكم شخصيات عثمانية في هذه الحلقة ساورد قصة لعالم هي قصة جليلة وغريبة وتوضح مكافأة الله تعالى لعبده اذا اخلص واقبل عليه ولم يكن له غيره جل جلاله - 00:00:48
وصدر على الفقر في طلب العلم وكان صاحب همة عالية جدا وقاطعه اهله وقاطعه ابوه واخوانه في سبيل لان لكنه صبر وظفر رحمة الله تعالى عليه. وكل هذا يرسم لوحة للاجيال. مهمة جدا - 00:01:07
كيف هي عاقبة الصبر والاخلاص والعمل هذا الرجل يدعى بخوجة زادة خوجزاد كان مشهورا بالذهن الجيد وحسن المناقشة والقدرة على التوصل الى حل لمشكلات العلوم وكان صاحب منزلة كبيرة عند السلطان محمد الفاتح - 00:01:27
رحمة الله تعالى عليه اه اه خزاده هو من بورصة بورسوي آآ وبورصة كما نعلم كانت عاصمة للعثمانيين قبل ادرنا وقبل قسطنطينية وهي بلدة جميلة وجليلة تقع بالقرب من جبل اولوداغ - 00:01:47
ولد فيها سنة ثمانمية واحدى وعشرين وكان ابوه تاجرا كان ابوه تاجرا وكان يحرص آآ الاب على ان يكون الولد مع آآ ابنائه الاخرين في سلك التجارة كان يحرص على ذلك حرصا عظيما - 00:02:06
آآ من اجل هذا آآ كان يضغط عليه لاجل ان يترك العلم الذي بدأ تعلق الولد به بدا الولد يتعلق بالعلوم والعلوم الشرعية واللغوية على وجه خاص والمنطقية وعلم الكلام على عادة علماء العجم - 00:02:25
فابوه كان يغضب منه جدا ويطلب منه ان يبقى مع اخوانه وهو يرفض في الاخير ما كان من ابيه الا ان اه اساء معاملته جدا فكان يعطيه درهما واحدا فقط في اليوم - 00:02:42
وكان يفضل اخوانه آآ كلهم عليه وكان الولد يقعد في صف النعال عندما يجلس ابوه واخوانه في مقدمة المجلس وكان عليه ثياب رثة وهيئة رثة اه جاء شيخ بخاري شمس الدين البخاري يتحدث مع والده فوجد هذا الولد - 00:02:55
بهيئة رثة قال من هذا؟ قال ولدي. قالوا من هؤلاء الجالسون؟ قال اولادي ايضا. قال ولم تعامله هذه المعاملة قال لانه يصر على ترك التجارة والتعلق بالعلم اه فانا اضيق عليه حتى يعود الى التجارة - 00:03:16
فنصحه الشيخ شمس الدين بخاري نصح والده وقال له هذا ما يصلح يعني لابد من التسوية بين اولادك وهذا ولدك اختار طريق العلم فاتركه فرفض والده ذلك آآ ناداه الشيخ شمس الدين البخاري قال ادنوا مني فدنا منه. قال لا يسوؤنك ما تراه. ابقى على طلب العلم - 00:03:33
وسيكون لك شأن ان شاء الله تعالى واو سيخدمك اخوانك ووالدك سيكون بين يديك كالعبيد كالعبيد سبحان الله هل تفرس بفراسة ايمانية هل كشف الله تعالى له فاخبره حتى يخبر آآ خوجة زاد هذا؟ الخبر ليثبت على العلم الله اعلم لكنه خبر جليل - 00:03:52
على اية حال نحتاجه من ايضا تدرج الولد في طالب العلوم كان يكتب على الورق الرخيص لانه ما عنده اموال يكتب على الورق الرخيص. آآ كتابة من اجل ان يضبط العلم ويحفظه في عقله وقلبه وصدره - 00:04:17
وتدرج في طلب العلوم في بورصة حتى ظهر نجمه وبزغ وعرف بصفاء الذهن فكان شيخه آآ اذا اشكلت عليه مشكلة يقول ساعرضها على العقل الصافي او على الذهن الصافي يريد خوجا زادا يعني - 00:04:35
شدة صفاء ذهنه واقباله على العلوم وتضلعه من العلوم فكان يقول سأعرضه على العقل الصافي هكذا فلما علا صيته كان يريد ان يقابل السلطان من طبيعة الحال السلطان محمد الفاتح كان مشهورا - 00:04:53
باستقبال علماء والاحسان الى العلماء واكرام العلماء وكان العلماء يذهبون اليه لكن هذا مصلح الدين البورسوي خوجزادا مصطفى اسمه اه ما عنده مال يذهب اليه فكان له خادم الخادم اقرضه ثمانمائة درهم - 00:05:09
فاشترى بها فرسين احدهما له والاخر للخادم وذهب الى القسطنطينية من بورصة ليقابل آآ السلطان فصادف ان السلطان آآ قد خرج من القسطنطينية يريد ادرنه وكان معه وزير وصدر اعظم محمود باشا - 00:05:28
وبالفعل رآه محمود باشا وقال له اصبت بمجيئك الى السلطان وآآ فطلب منه ان يقابل السلطان فقال نعم اذهب اليه ادخل عليه في خيمته فدخل على السلطان فالسلطان لما رآه آآ طلب منه ان يناظر من معه من العلماء فناظرهم فافحمهم في مسائل عديدة - 00:05:46
يعجب به السلطان جدا لكن السلطان وصل العلماء الذين حوله باموال ولم يصله بشيء فحزن الرجل وظن ان هذا بسبب ان السلطان اه لم يقدر علمه. واضاف الى حزنه قول خادمه قال له لو كان لك مكان عند السلطان لاكرمك كما اكرم العلماء الاخرين. لكن السلطان لا يقدر - 00:06:09
علمك فحزن الرجل وخرج وفي طريق عودته الى بورصة آآ نزل تحت شجرة خادمه ذهب لينام آآ وجاء اليه آآ وهو لما ذهب خادمه لينام قام ليخدم فرسه بنفسه ويعلفه بنفسه - 00:06:31
آآ فجاء اليه ثلاثة من قبل السلطان مسرعين فقال له يعني سأله عن خوجة زادة فشاروا اليه فقال انت خوجا زاد؟ قال نعم فظنوا ان له خيمة مثل خيمة الاكابر وكذا ما وجدوا الا تحت شجرة - 00:06:51
فقالوا له ان السلطان اصطفاك معلما لنفسه فلم يصدق وظن انهم يهزئون به يمازحونه قالوا بلى واعطوه فرسا وعبيدا وعشرة الاف درهم وملبوسا سلطانيا فلبسه وقال لخادمه وهو نائم قال له آآ قم - 00:07:07
وانظر حالي. قال نعرف حالك اي حال هو اعرفه تماما. قال لا انظروا ابرم عليه فقام الح عليه فقام فنظر قال اي حال هذا؟ قال اني قد سرت كنت معلما للسلطان فقبل الخادم يده واعتذر - 00:07:30
آآ عاد الى السلطان وصار له مكانة صار معلم السلطان وقرأ عليه السلطان بعض العلوم. آآ وصار معلما له فعلت منزلته اكثر فاكثر وهنا للاسف الشديد داخل الوزير شيء من الحسد. والحسد مهلك ايها الاخوة والاخوات - 00:07:45
مهلك اذا داخل صدور الناس وعقولهم وقلوبهم فالوزير لما رأى المكانة لهذا العالم دخله شيء من الحسد وذهب الى السلطان وقال له ان اه مصلح الدين خوجزاد يريد قضاء العسكر - 00:08:05
وقضاء العسكر هذه هذه وظيفة سلطانية عثمانية يقوم صاحبه مسئولا عن آآ تولية العساكر آآ تولية القضاة اعني وهي منزلة رفيعة قال له آآ ولاي شيء نترك صحبتي؟ قال لا ادري لكنه هو الذي طلب هذا. هو طبعا الوزير كاذب - 00:08:22
اه فقال اذا اوليه قضاء العسكر فجاء الى خوجزة زادة وقال ان سلطان يوليك قضاء العسكر. قال ولاي شيء انا لا اريد ان اترك السلطان. قال هو امر ولابد من امتثال. ارأيتم كيف المكيدة - 00:08:39
فذهب ليكون قاضيا للعسكر في قدرنا يدير لنا هذه اخر حدود الدولة العثمانية واليوم ايضا تركيا مع بلغاريا. باقية الى الان مع تركيا تسامع الناس بان فلان مصلح الدين بورسوي خوجا زادا صار قاضي عسكر منزلة رائعة وكبيرة - 00:08:53
فوصل الى ابيه هذا الخبر فابوه تعجب جدا كيف ولده يصير قاضي العسكر؟ فذهب ليقابل هو واولاده ذهب ليقابل آآ ابنه فلما اقترب من ادرنا خرج اليه ابنه ومعه ابهة وعساكر وطلاب - 00:09:16
وصل اليه في هيئة كبيرة فلما رآه رأى اباه واخوته ترجل لهم عن فرسه وعانقهم وادخلهم الى خيمة السلطان والسلطان في صدر المجلس ومعه آآ القاضي قاضي العسكر اللي هو مصلح الدين مصطفى البورساوي خوجا زادا - 00:09:33
وامتلأ المكان وغصب الناس اه وابوه ايضا كان جالسا فلم يجد اخوته الا ان يقوموا لخدمته يقوم لخدمته فصاروا كالخدام بين يديه آآ المكان امتلأ فقام الاخوة وصاروا كالخدام بين يديه. وتحققت فراسة الشيخ شمس الدين البخاري او كرامته رحمة الله تعالى عليه - 00:09:51
هذه عاقبة طالب العلم ايها الاخوة ان صبر وآآ علت همته وارتقت آآ له الظفر ان شاء الله تعالى. فمن آآ طالب فقير رث الهيئة لا يملك شيئا الى ان يصير قاضي العسكر ويكون آآ ذا منزلة جليلة في الدولة العثمانية - 00:10:15
ترقى ايضا آآ تنقل في المناصب تنقل بمناصب التدريس لم لم يلتزم فقط بالقضاء. بل ترقى او تنقل الى مناصب طب التدريس المختلفة اصيب بالشلل في اخر حياته آآ وكان قد جاوز السبعين لانه ولد ثمانمية واحدى وعشرين - 00:10:37
وتوفي ثمان مئة وثلاث وتسعين آآ فاصيب بالشلل في اخر حياته بعد ان جاز السبعين في رجليه ويده اليمنى فصار يكتب باليسرى ويا للعجب يكتب باليسرى. انظروا كيف سبحان الله العظيم العالم وهمة العالم هذه. يكتب على الفتاوى باليسرى وهو معتاد باليمين فيعسر عليه الكتاب باليسار لكنه - 00:10:58
وشلل في رجليه ويده اليمنى ويده اليمنى ما كان امامه الا ان يكتب باليسرى آآ انظروا رحمكم الله الى هذه الهمة العالية. آآ وهو مريض ومشلول ويفترض ان الانسان مشلول يكون في حالة نفسية صعبة. لكن علماء الاسلام وعظماء الاسلام - 00:11:20
لا توقفهم الحواجز والعقبات بقي يكتب على الفتاوى بيده اليسرى في ظل ظروف واحوال صعبة. رحمة الله تعالى عليه وكان كثيرا احترام لشيوخه. مع انه يعني يرجح وقلت لكم في الحلقة في اول الحلقة كان صاحب ذهن صاف - 00:11:41
وكان اه صاحب اه ترجيح ونظر في المسائل وكان ينظر في المسائل ويستطيع ان يميز بينها بسهولة لصفاء ذهنه وربما فاق شيخه وبالفاقم شيخه حقا لكن لادبه الجم ولتواضعه ما كان يذكرهم الا بكل خير - 00:12:00
ويقول شيخنا واستاذنا فلان وشيخ استاذنا فلان وانا ما بلغت منزلته في العلم وبلغت منزلته في آآ كذا وكذا فكان يثني مشايخه لتواضعه رحمة الله تعالى عليه. متواضع ظاهر التواضع - 00:12:19
هذه قصة آآ مصطفى آآ البورسوي خوجا زادا مصلح الدين. آآ قصته رائعة وجميلة تصلح لان تكون مثلا لطلاب العلم الذين هم فقراء لكنهم يصبرون وينبغي لهم الصبر وينبغي لهم الدأب والهمة العالية - 00:12:35
فقد يكرمهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة في الدنيا فان لم يكرروا المنزلة الرفيعة في الدنيا وخلصت نيتهم وعظم عملهم اكرمهم ان شاء جل جلال منزلتي الرفيعة في الاخرة هذه سيرة موجزة له رحمة الله تعالى عليه. والى اللقاء الاخوة والاخوات في حلقة قادمة ان شاء الله تعالى - 00:12:52
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:13:12
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي الامين واله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. واهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة - 00:00:04
جديدة من برنامجكم شخصيات عثمانية في هذه الحلقة ساورد قصة لعالم هي قصة جليلة وغريبة وتوضح مكافأة الله تعالى لعبده اذا اخلص واقبل عليه ولم يكن له غيره جل جلاله - 00:00:48
وصدر على الفقر في طلب العلم وكان صاحب همة عالية جدا وقاطعه اهله وقاطعه ابوه واخوانه في سبيل لان لكنه صبر وظفر رحمة الله تعالى عليه. وكل هذا يرسم لوحة للاجيال. مهمة جدا - 00:01:07
كيف هي عاقبة الصبر والاخلاص والعمل هذا الرجل يدعى بخوجة زادة خوجزاد كان مشهورا بالذهن الجيد وحسن المناقشة والقدرة على التوصل الى حل لمشكلات العلوم وكان صاحب منزلة كبيرة عند السلطان محمد الفاتح - 00:01:27
رحمة الله تعالى عليه اه اه خزاده هو من بورصة بورسوي آآ وبورصة كما نعلم كانت عاصمة للعثمانيين قبل ادرنا وقبل قسطنطينية وهي بلدة جميلة وجليلة تقع بالقرب من جبل اولوداغ - 00:01:47
ولد فيها سنة ثمانمية واحدى وعشرين وكان ابوه تاجرا كان ابوه تاجرا وكان يحرص آآ الاب على ان يكون الولد مع آآ ابنائه الاخرين في سلك التجارة كان يحرص على ذلك حرصا عظيما - 00:02:06
آآ من اجل هذا آآ كان يضغط عليه لاجل ان يترك العلم الذي بدأ تعلق الولد به بدا الولد يتعلق بالعلوم والعلوم الشرعية واللغوية على وجه خاص والمنطقية وعلم الكلام على عادة علماء العجم - 00:02:25
فابوه كان يغضب منه جدا ويطلب منه ان يبقى مع اخوانه وهو يرفض في الاخير ما كان من ابيه الا ان اه اساء معاملته جدا فكان يعطيه درهما واحدا فقط في اليوم - 00:02:42
وكان يفضل اخوانه آآ كلهم عليه وكان الولد يقعد في صف النعال عندما يجلس ابوه واخوانه في مقدمة المجلس وكان عليه ثياب رثة وهيئة رثة اه جاء شيخ بخاري شمس الدين البخاري يتحدث مع والده فوجد هذا الولد - 00:02:55
بهيئة رثة قال من هذا؟ قال ولدي. قالوا من هؤلاء الجالسون؟ قال اولادي ايضا. قال ولم تعامله هذه المعاملة قال لانه يصر على ترك التجارة والتعلق بالعلم اه فانا اضيق عليه حتى يعود الى التجارة - 00:03:16
فنصحه الشيخ شمس الدين بخاري نصح والده وقال له هذا ما يصلح يعني لابد من التسوية بين اولادك وهذا ولدك اختار طريق العلم فاتركه فرفض والده ذلك آآ ناداه الشيخ شمس الدين البخاري قال ادنوا مني فدنا منه. قال لا يسوؤنك ما تراه. ابقى على طلب العلم - 00:03:33
وسيكون لك شأن ان شاء الله تعالى واو سيخدمك اخوانك ووالدك سيكون بين يديك كالعبيد كالعبيد سبحان الله هل تفرس بفراسة ايمانية هل كشف الله تعالى له فاخبره حتى يخبر آآ خوجة زاد هذا؟ الخبر ليثبت على العلم الله اعلم لكنه خبر جليل - 00:03:52
على اية حال نحتاجه من ايضا تدرج الولد في طالب العلوم كان يكتب على الورق الرخيص لانه ما عنده اموال يكتب على الورق الرخيص. آآ كتابة من اجل ان يضبط العلم ويحفظه في عقله وقلبه وصدره - 00:04:17
وتدرج في طلب العلوم في بورصة حتى ظهر نجمه وبزغ وعرف بصفاء الذهن فكان شيخه آآ اذا اشكلت عليه مشكلة يقول ساعرضها على العقل الصافي او على الذهن الصافي يريد خوجا زادا يعني - 00:04:35
شدة صفاء ذهنه واقباله على العلوم وتضلعه من العلوم فكان يقول سأعرضه على العقل الصافي هكذا فلما علا صيته كان يريد ان يقابل السلطان من طبيعة الحال السلطان محمد الفاتح كان مشهورا - 00:04:53
باستقبال علماء والاحسان الى العلماء واكرام العلماء وكان العلماء يذهبون اليه لكن هذا مصلح الدين البورسوي خوجزادا مصطفى اسمه اه ما عنده مال يذهب اليه فكان له خادم الخادم اقرضه ثمانمائة درهم - 00:05:09
فاشترى بها فرسين احدهما له والاخر للخادم وذهب الى القسطنطينية من بورصة ليقابل آآ السلطان فصادف ان السلطان آآ قد خرج من القسطنطينية يريد ادرنه وكان معه وزير وصدر اعظم محمود باشا - 00:05:28
وبالفعل رآه محمود باشا وقال له اصبت بمجيئك الى السلطان وآآ فطلب منه ان يقابل السلطان فقال نعم اذهب اليه ادخل عليه في خيمته فدخل على السلطان فالسلطان لما رآه آآ طلب منه ان يناظر من معه من العلماء فناظرهم فافحمهم في مسائل عديدة - 00:05:46
يعجب به السلطان جدا لكن السلطان وصل العلماء الذين حوله باموال ولم يصله بشيء فحزن الرجل وظن ان هذا بسبب ان السلطان اه لم يقدر علمه. واضاف الى حزنه قول خادمه قال له لو كان لك مكان عند السلطان لاكرمك كما اكرم العلماء الاخرين. لكن السلطان لا يقدر - 00:06:09
علمك فحزن الرجل وخرج وفي طريق عودته الى بورصة آآ نزل تحت شجرة خادمه ذهب لينام آآ وجاء اليه آآ وهو لما ذهب خادمه لينام قام ليخدم فرسه بنفسه ويعلفه بنفسه - 00:06:31
آآ فجاء اليه ثلاثة من قبل السلطان مسرعين فقال له يعني سأله عن خوجة زادة فشاروا اليه فقال انت خوجا زاد؟ قال نعم فظنوا ان له خيمة مثل خيمة الاكابر وكذا ما وجدوا الا تحت شجرة - 00:06:51
فقالوا له ان السلطان اصطفاك معلما لنفسه فلم يصدق وظن انهم يهزئون به يمازحونه قالوا بلى واعطوه فرسا وعبيدا وعشرة الاف درهم وملبوسا سلطانيا فلبسه وقال لخادمه وهو نائم قال له آآ قم - 00:07:07
وانظر حالي. قال نعرف حالك اي حال هو اعرفه تماما. قال لا انظروا ابرم عليه فقام الح عليه فقام فنظر قال اي حال هذا؟ قال اني قد سرت كنت معلما للسلطان فقبل الخادم يده واعتذر - 00:07:30
آآ عاد الى السلطان وصار له مكانة صار معلم السلطان وقرأ عليه السلطان بعض العلوم. آآ وصار معلما له فعلت منزلته اكثر فاكثر وهنا للاسف الشديد داخل الوزير شيء من الحسد. والحسد مهلك ايها الاخوة والاخوات - 00:07:45
مهلك اذا داخل صدور الناس وعقولهم وقلوبهم فالوزير لما رأى المكانة لهذا العالم دخله شيء من الحسد وذهب الى السلطان وقال له ان اه مصلح الدين خوجزاد يريد قضاء العسكر - 00:08:05
وقضاء العسكر هذه هذه وظيفة سلطانية عثمانية يقوم صاحبه مسئولا عن آآ تولية العساكر آآ تولية القضاة اعني وهي منزلة رفيعة قال له آآ ولاي شيء نترك صحبتي؟ قال لا ادري لكنه هو الذي طلب هذا. هو طبعا الوزير كاذب - 00:08:22
اه فقال اذا اوليه قضاء العسكر فجاء الى خوجزة زادة وقال ان سلطان يوليك قضاء العسكر. قال ولاي شيء انا لا اريد ان اترك السلطان. قال هو امر ولابد من امتثال. ارأيتم كيف المكيدة - 00:08:39
فذهب ليكون قاضيا للعسكر في قدرنا يدير لنا هذه اخر حدود الدولة العثمانية واليوم ايضا تركيا مع بلغاريا. باقية الى الان مع تركيا تسامع الناس بان فلان مصلح الدين بورسوي خوجا زادا صار قاضي عسكر منزلة رائعة وكبيرة - 00:08:53
فوصل الى ابيه هذا الخبر فابوه تعجب جدا كيف ولده يصير قاضي العسكر؟ فذهب ليقابل هو واولاده ذهب ليقابل آآ ابنه فلما اقترب من ادرنا خرج اليه ابنه ومعه ابهة وعساكر وطلاب - 00:09:16
وصل اليه في هيئة كبيرة فلما رآه رأى اباه واخوته ترجل لهم عن فرسه وعانقهم وادخلهم الى خيمة السلطان والسلطان في صدر المجلس ومعه آآ القاضي قاضي العسكر اللي هو مصلح الدين مصطفى البورساوي خوجا زادا - 00:09:33
وامتلأ المكان وغصب الناس اه وابوه ايضا كان جالسا فلم يجد اخوته الا ان يقوموا لخدمته يقوم لخدمته فصاروا كالخدام بين يديه آآ المكان امتلأ فقام الاخوة وصاروا كالخدام بين يديه. وتحققت فراسة الشيخ شمس الدين البخاري او كرامته رحمة الله تعالى عليه - 00:09:51
هذه عاقبة طالب العلم ايها الاخوة ان صبر وآآ علت همته وارتقت آآ له الظفر ان شاء الله تعالى. فمن آآ طالب فقير رث الهيئة لا يملك شيئا الى ان يصير قاضي العسكر ويكون آآ ذا منزلة جليلة في الدولة العثمانية - 00:10:15
ترقى ايضا آآ تنقل في المناصب تنقل بمناصب التدريس لم لم يلتزم فقط بالقضاء. بل ترقى او تنقل الى مناصب طب التدريس المختلفة اصيب بالشلل في اخر حياته آآ وكان قد جاوز السبعين لانه ولد ثمانمية واحدى وعشرين - 00:10:37
وتوفي ثمان مئة وثلاث وتسعين آآ فاصيب بالشلل في اخر حياته بعد ان جاز السبعين في رجليه ويده اليمنى فصار يكتب باليسرى ويا للعجب يكتب باليسرى. انظروا كيف سبحان الله العظيم العالم وهمة العالم هذه. يكتب على الفتاوى باليسرى وهو معتاد باليمين فيعسر عليه الكتاب باليسار لكنه - 00:10:58
وشلل في رجليه ويده اليمنى ويده اليمنى ما كان امامه الا ان يكتب باليسرى آآ انظروا رحمكم الله الى هذه الهمة العالية. آآ وهو مريض ومشلول ويفترض ان الانسان مشلول يكون في حالة نفسية صعبة. لكن علماء الاسلام وعظماء الاسلام - 00:11:20
لا توقفهم الحواجز والعقبات بقي يكتب على الفتاوى بيده اليسرى في ظل ظروف واحوال صعبة. رحمة الله تعالى عليه وكان كثيرا احترام لشيوخه. مع انه يعني يرجح وقلت لكم في الحلقة في اول الحلقة كان صاحب ذهن صاف - 00:11:41
وكان اه صاحب اه ترجيح ونظر في المسائل وكان ينظر في المسائل ويستطيع ان يميز بينها بسهولة لصفاء ذهنه وربما فاق شيخه وبالفاقم شيخه حقا لكن لادبه الجم ولتواضعه ما كان يذكرهم الا بكل خير - 00:12:00
ويقول شيخنا واستاذنا فلان وشيخ استاذنا فلان وانا ما بلغت منزلته في العلم وبلغت منزلته في آآ كذا وكذا فكان يثني مشايخه لتواضعه رحمة الله تعالى عليه. متواضع ظاهر التواضع - 00:12:19
هذه قصة آآ مصطفى آآ البورسوي خوجا زادا مصلح الدين. آآ قصته رائعة وجميلة تصلح لان تكون مثلا لطلاب العلم الذين هم فقراء لكنهم يصبرون وينبغي لهم الصبر وينبغي لهم الدأب والهمة العالية - 00:12:35
فقد يكرمهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة في الدنيا فان لم يكرروا المنزلة الرفيعة في الدنيا وخلصت نيتهم وعظم عملهم اكرمهم ان شاء جل جلال منزلتي الرفيعة في الاخرة هذه سيرة موجزة له رحمة الله تعالى عليه. والى اللقاء الاخوة والاخوات في حلقة قادمة ان شاء الله تعالى - 00:12:52
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:13:12