التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله اكبر على ما هدانا هكذا ينبغي ان يلهج اهل الايمان ليلة العيد الى صلاة العيد - 00:00:00ضَ
بتكبير الله سبحانه وتعالى وذكره وشكره على ما اولاهم من نعمه ها هو شهر رمضان قد دنا رحيله وازف تحويله وهذه سنة الله تعالى في خلقه فلم يزل سبحانه وبحمده - 00:00:44ضَ
يدير الليل والنهار ويكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار ويستدير فلك الدنيا ويتابع الله تعالى بين الشهور والاعوام ولا شك ان قلوب المؤمنين تتصدع لفراق هذا الشهر الكريم - 00:01:04ضَ
وتتمنى بقائه ولكن كما ان المؤمن يتعبد لله تعالى بالصبر على طاعته فانه يتعبد لله تعالى بالفرح بلوغ الكمال وحصول المقصود وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان - 00:01:23ضَ
فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه وفرحته عند فطره تكون فرحة يومية كلما افطر. وتكون فرحة كبرى اذا اتم شهر اذا اتم صوم رمضان واما فرحته عند لقاء ربه فهي الفرحة الاكبر فهي الفرحة العظمى حين يسعد - 00:01:45ضَ
بما يجد عند الله تعالى من الثواب والنعيم ومن مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته ونعمته في هذا الشهر ان شرع لعباده صلاة العيد وهي صلاة كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحتفي بها ويأمر بالخروج اليها حتى ان ام عطية رضي الله عنها اخبر - 00:02:10ضَ
بانهم امروا ان يخرجوا ذوات الخدور ربات الحجاز والحية الا ان الحيض يعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين فكان في هذا المشهد الاحتفالي الكبير اظهار لشكر الله تعالى على نعمته وفرحا بفضله ورحمته - 00:02:33ضَ
فيجب على القول الراجح ان يخرج كل احد لصلاة العيد ان يخرج كل احد لصلاة العيد الا ان يكون معذورا بمرض او غيره سيتوجه المسلمون الى خارج البلد. ان تيسر لهم ان يصلوا في صحراء قريبة. وان لم يتيسر لهم ذلك صلوا في مساجدهم - 00:03:03ضَ
ويشتغل بتكبير الله تعالى حتى يدخل عليهم امامهم فاذا دخل الامام توجه الى الصلاة وكبر بعد تكبيرة الاحرام ست تكبيرات وقد كان من الصحابة من يقول بين كل تكبيرة وتكبيرة - 00:03:27ضَ
الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ثم يقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها بما تيسر من القرآن الا ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الاولى بسبح وبالثانية - 00:03:47ضَ
الغاشية وربما قرأ سورة القمر وسورة قاف ثم انه اذا قام الى الثانية كبر خمس تكبيرات بعد تكبيرة الانتقال وبعد هاتين الركعتين يخطب الناس خطبة بليغة او خطبتين يذكرهم بفضل هذا اليوم وبنعمة الله تعالى عليهم باتمام الصيام - 00:04:07ضَ
وينبههم على ما كان من زكاة الفطر واخراجها لكي يحصل التعلم والتعليم ويكلمهم فيما يهمهم من امر دينهم ودنياهم ويسن قبل ان يخرج الانسان لصلاة العيد ان يفطر على تمرات - 00:04:37ضَ
وان يقطع على وتر كما اخبر بذلك انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرات يقطع على وتر سيأكل ثلاثا او خمسا - 00:05:00ضَ
او سبعا او ما شاء وبعد ان انفض الجمع الكريم من هذا المشهد المهيب. هذا المشهد الاحتفالي الايماني حينئذ لهم ان يهنئ بعضهم بعضا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا - 00:05:13ضَ
وهذه التهنئة وان لم تكن مشروعة بخصوصها فانها من العادات الحسنة التي جرى عليها المسلمون ثم ينبغي لاهل الاسلام ان يغتنموا هذه الفرصة لتوثيق الصلات الاجتماعية سيزور بعضهم بعضا ويتفقد بعضهم بعضا - 00:05:34ضَ
ويجتمعون على طاعة الله عز وجل ولا ينبغي لهم ان ان يقلبوا يومهم ذلك الى شيء من المعاصي كما يفعل بعض السفهاء الذين يجعلون من يومهم هذا فرصة للاشتغال بما امتنعوا عنه من المحرمات - 00:05:55ضَ
بل ينبغي ان يشتغلوا بشكر الله تعالى فان من علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها واما اذا اتبعها الانسان بسيئة فان هذه علامة سوء قد تدل على عدم القبول يخرج المسلم بعد هذه التجربة العظيمة التي امضى فيها ثلاثين يوما او تسعة وعشرين يوما - 00:06:14ضَ
في فوائد عظيمة عليه ان يحمد ربه عليها. فربما خرج منها وقد بيضت صحائفه وغفر ذنبه واقيلت عثرته وعدك يوم ولدته امه فعليه ان يحافظ على هذه الصفحة النقية البيضاء. وان لا يعاود شيئا مما عافاه الله تعالى منه. وان يحمل - 00:06:41ضَ
على طلب الاعلى والاتم فلان كنت قد استنشقت نسائم الروحانية في شهر رمضان فاعلم ان رب رمضان هو رب العام كله واعبده كما امرك ان تعبد الله تعالى كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك - 00:07:03ضَ
ومن اعظم ما ينبغي ان يحافظ عليه العبد بعد صيام رمضان هذه الصلوات الخمس فلا يخرم منها شيئا ولا يؤخرها عن وقتها بل يحرص على ضبطها فانها اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة - 00:07:26ضَ
وعليه ان يحرص على بر والديه وصلة رحمه وعلى ان يأتي من كل محمدة ومكرمة بنصيب والموفق من وفقه الله تعالى اسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يتمم لنا ولكم بالقبول. وان يعيدنا واياكم مع هذا الخير - 00:07:43ضَ
وان يبرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعته ويذل فيه اهل معصيته. ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وان يعيد بلاد المسلمين امنة مطمئنة مستقرة في سخاء ورخاء وان يرفع عنها كابوس الفتن - 00:08:05ضَ
والتفرق والتحزب. وان يردهم اليه سبحانه وتعالى ردا جميلا. وان يولي عليهم خيارهم ممن يحكم بشرعه بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هذا واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين - 00:08:27ضَ